[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]يسر الله عز وجل بمنه وفضله لى ولأحد الاخوة في الله منذ فترة قصيرة زيارة مولانا الحسين عليه السلام , ومنّ الله علينا بأن قضينا يوما من أيام هذا الشهر الفضيل في هذه الرحاب الطاهرة ويسر الله لنا جولة قصيرة قبل التوجه إلى رحاب مولانا الحسين عليه السلام بين جنبات دور النشر والمكتبات المنتشرة في تلك المنطقة التى كانت ولا زالت أحد مصادر الإشعاع الحضارى والثقافى وفى دار " جوامع الكلم " وعلى منضدة العرض داخل الدار لفت نظرى واسترعى انتباهى كتيب بعنوان " ابن تيمية ذلك الوهم الكبير " ومن المظهر العام للغلاف أيقنت أن هذا الكتيب حديث الطبع , فاستبشرت خيرا وقلت لنفسي : ها قد انهارت هالة القداسة حول هذا الشخص حتى أصبح من الممكن أن ينتقد على صفحات رسالة صغيرة بهذا الحجم , وها قد تجرأ من فعلها ولم يصبح الإرهاب الفكرى من قبل أتباعه يجدى نفعا وضاعت تلك الرهبة التى لا يعلم سببها والتى كانت سببا في عدم تناول ابن تيمية بأى نقد جاد يبين حقيقة فكره واخطار انتشاره في العقود الأخيرة من القرن العشرين
تناولت الكتاب بنوع من الفرح والسرور , رفعته إلى ناظرى لأتبين بقية العنوان فقرأته كاملا " ابن تيمية ذلك الوهم الكبير مخالفاته لأهل السنة ( التوحيد – رسول الله صلى الله عليه وسلم – آل البيت ) "
سارعت بشراء الكتاب , وفى الطريق من " دار جوامع الكلم " إلى رحاب المشهد الحسينى على ساكنه السلام تسارعت الأسئلة بذهنى وجالت بخاطرى أفكار ورؤى عديدة عن هذا الكتاب :
ترى من مؤلفه ؟
ولماذا قام بتأليفه ؟
وهل طبع هذا الكتاب قبل هذا و هذه مجرد طبعة جديدة من الكتاب ؟
وإذا لم يكن طبع سلفا فلماذا ظهر الآن ؟ وهل طبع ونشر في مصر أم خارج مصر ؟
عشرات هل ومثلها لماذا و ضعفيهما ياترى دارت وحارت في ذهنى خلال هذه المسافة على غير عادتى عند زيارة مولانا الحسين عليه السلام حيث أحرص في كل مرة أشرف فيها بهذه الزيارة أن أتوجه إلى المشهد الحسينى رأسا وقبل أى جولة أو زيارات أخرى حتى أصل إلى تلك الرحاب الطاهرة صافي الذهن ساكن النفس , ولكن شاء الحق سبحانه وتعالى أن تبدأ زيارتى هذه المرة من أمام رحاب سيدى صالح الجعفرى رضى الله تعالى عنه وعنا به
وشاء الحق سبحانه وتعالى أن أبدأ زيارتى بنوع ما من الأمل ذلك النوع الذي يعطيك إحساسا بالسعادة ولا يمنحها لك كاملة .
كان مبعث كل هذا الكم من الأسئلة والحيرة هو خاطر يلوح بمخيلتى وبذهنى , هل بدأت الأمة مرحلة التحرر الفكرى من قبضة الأفكار التيمية الوهابية ؟ صحيح حجم الكتاب وعدد النسخ المتواجدة في الدار لا توحى بأن هذا واقع بين عشية وضحاها , ولكن هذا الموقف ذكرنى بمثيله ذلك الذي وقع لى بالأمس القريب منذ ثلاثة أعوام تقريبا وفى مولد مولانا الحسين عليه السلام وفى نفس دار النشر حين شاهدت للمرة الأولى كتاب " أخطاء ابن تيمية " , وها قد مرت سنون على هذه المرة وفى ظروف متشابه إلى حد ما تكررت نفس الأحداث .
لم تنقطع إذا سلسلة التحرر من قبضة الوهابية الفكرية , وكان كتاب الأخطاء هو البداية ولم يكن النهاية , وكان خطوة رائدة فتحت بابا تعاقبت وتكالبت الأيادى الآثمة على أن يظل موصدا في وجه جموع الأمة.
وصلنا أخيرا إلى رحاب المسجد الحسينى وبعد ركعتي تحية المسجد دلفت وأخى للتعطر بنفحات القرب من مولانا الحسين , كم هى جميلة زيارة الصالحين , في ظروف مشابهة منذ ثلاثة أعوام وببركة زيارة كهذه تفتحت عيناى على ضوء نافذ من بين سطور صفحات ورقية سطرت بمداد يقطر نورا , كم هى رائعة مجالسة الصالحين , نور للبصر ونور للبصيرة راحة للنفس وجلاء للقلب
دلفنا من رحاب مولانا الحسين إلى رحاب مسجده الطاهر , جلسنا , أخيرا أتت لحظة تصفحى للكتاب , إنه من مطبوعات مكتبة مصرية بمدينة المنصورة عام 2006
عجبا لك يا مصر حتى في أحلك الظروف وأصعبها مازلت وستبقين قلب أمة الإسلام النابض مازلت وستبقين الرائدة في كل مجال , المكتبة تسمى " الرحمة المهداة " بمدينة المنصورة تلك المدينة الباسلة الشاهدة على عظمة هذا البلد وعظمة أبنائه التاريخ بدأ يعيد نفسه ولكن هذه المرة لصالحنا , خطوة رائدة من ثلاث سنوات تتبعها أخرى على نفس الدرب , ومن نفس الوطن , من هنا من مصر , من موطن خير أجناد الأرض تصفحت الكتاب ذو الحجم الصغير البالغ عدد صفحاته 152 صفحة , وفى صـ 4 , 5 وجدت الآتى يقول المؤلف :
" والغالبية العظمى من علماء المسلمين وشباب الأمة ينظرون إلى فكر الشيخ ابن تيمية وقد تكونت لديهم هالة من القداسة عن الشيخ من قبل أن يتناولوا فكره هذه الهالة تجعلهم ينظرون إلى هذا الفكر نظرة أحادية لا يستطيعون من خلالها اكتشاف الجانب الآخر له وقد كانت هذه النظرة لدى ولكن ليس بسبب قداسة ابن تيمية ولكن لأننى لا أحب توسيع هوة الخلاف بين المسلمين أكثر مما هو حادث , إلى أن اطلعت على كتاب نشر أخيرا باسم ( أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته ) , وهو من تأليف الدكتور محمود السيد صبيح وقد أزعجنى ما قرأت في هذا الكتاب وتشككت في صحة نسبة ما جاء به إلى ابن تيمية حتى قمت بالاطلاع على المراجع الأصلية المتمثلة في كتب ابن تيمية , وازداد انزعاجى لأننى وجدت أضعاف ما جاء بكتاب الدكتور صبيح " أهـ وقد فسر المؤلف صـ 7 جملته هذه " وازداد انزعاجى لأننى وجدت أضعاف ما جاء بكتاب الدكتور صبيح " فقال :
" ولا بد أن أشير هنا إلى أننى تأثرت كثيرا بكتاب الدكتور صبيح وغيره من المراجع المذكورة في آخر هذه الرسالة . ولعل أحد الباحثين يقوم بدراسة فكر ابن تيمية فيما يتعلق بالعقيدة ثم العبادات ثم المعاملات ليطلعنا على الجانب الآخر من فكره الذى سلم به كثير من الناس دون بحث أو دراسة أو رواية " أهـ - فالمؤلف لتلك الرسالة لا يعلم نية السيد الشريف مولانا الدكتور محمود صبيح في إخراج كتاب أخطاء ابن تيمية في العقيدة - عندها تذكرت قول السيد الشريف في إحدى مشاركاته " لقد اهتز الصنم " نعم سيدى لقد اهتز واهتز واهتز وأسأل الله أن يمد في عمرى لأراه وهو يتهاوى أرضا
ظهر كتاب الأخطاء وظهرت معه أطواق النجاة , ظهر كتاب الأخطاء وقهر بظهوره عقودا وعقودا من التخبط والتشتت
ها هى آثاره بدأت وها هى أنواره تنفذ في القلوب فتجد قلوبا واعية وآذانا مصغية , بدأت مرحلة التحرر يعقبها مرحلة التوحد تليها مرحلة الخلاص يعقبها مرحلة الظهور والتمكين لدين الله في مشارق الأرض ومغاربها بإذن الله , وما بين كل مرحلة و أخرى طرق ودروب يسلكها الرجال والرجال فقط وليس لغيرهم في هذا نصيب
قال لى أحد الأخوة منذ فترة قريبة أن أخا له في الله أهداه أحد أصدقائه وهو أمريكى مسلم كتاب " أخطاء ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته "
وصل الكتاب بنوره إلى حيث شاء الله له أن يصل وحرم من أنواره من خاب وخسر [/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|