لكن الذي يهمنا في الموضوع هو ظاهرة غريبة برزت منذ فترة الحرب العالمية الثانية . قام العلماء في تلك الفترة بتصميم جهاز يدعى " تاتشيستوسكوب" TachistoScope ، ليساعدهم على تدريب الطيارين الحربيين في التمييز بين طائرات العدو و الطائرات الصديقة بسرعة كبيرة تجعلهم يصدرون أحكاماً سليمة بشكل فوري قبل أن يفوت الأوان , لأنهم كانوا يعانون من مشكلة كبير في تمييز الطائرات مما أدّى إلى حصول الكثير من حوادث إطلاق نار على الطائرات الصديقة بالخطأ !.
و يعمل هذا الجهاز ( الذي يشبه جهاز العرض السينمائي ) على إظهار صور بسرعات متفاوته ، و يدرس العلماء ردود أفعال الأشخاص خلال رؤيتهم لهذه الصور التي تعرض عليهم بسرعات مختلفة . لكن الأمر الذي أدهش العلماء هو أن الأشخاص استطاعوا التعرّف على الصور و تمييزها و التجاوب لها عندما تعرض عليهم بزمن خاطف لا يتجاوز 100/1 من الثانية ! أي على شكل وميض ! و يتفاعل معها لاإرادياً !.
و بعد أبحاث متعدّدة أقاموها فيما بعد (حتى على الحيوانات) ، توصلوا إلى نتيجة مدهشة فعلاً ، هي أن الإنسان ( و الكائنات الأخرى) يستطيع تمييز أي صورة أو كلمة أو شكل أو غيرها إذا مرّت في مجال نظره بسرعة خاطفة تصل إلى 300/1 من أجزاء الثانية !. لكن الأمر الأهم هو أن هذه الصور الخاطفة التي لا يراها و يميزها سوى العقل الباطن ، هي أكثر تأثيراً على تصرفات الفرد و تفكيره من تلك الصور التي يراها العقل الواعي في الحالة الطبيعية !.
جذبت هذه الظاهرة الغريبة متخصّص في مجال التسويق و الترويج الإعلاني يدعى " جيمس فيساري" ، و خطرت في بال هذا الرجل فكرة جهنّمية سببت فيما بعد حصول ضجّة كبيرة كانت و لازالت أكثر القضايا المثيرة للجدل !.
يتبع إن شاء الله .