قام بتصميم القصر المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل، ويجمع بين الطرازين الأوروبي والهندي، حيث جمع في تصميمه بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمي إلى قصور عصر النهضة خصوصا بالنسبة إلى التماثيل الخارجية وسور القصر، والآخر ينتمي إلى الطراز الكمبودي بقبته الطويلة المحلاة بتماثيل بوذا .
وقد جُلب رخام القصر من إيطاليا والكريستال من تشيكوسلوفاكيا، وحديقته الواسعة تبلغ مساحتها 12.500 ألف متر، وقد اكتمل بناؤه تماما عام 1911.
ويعتبر قصر البارون إمبان تحفة معمارية فريدة من نوعها لأنه القصر الوحيد في العالم الذي لا تغيب عنه الشمس طوال النهار، حيث تدخل جميع حجراته وردهاته .
وتم ذلك بتشييد قاعدته الخرسانية على "رولمان بيلي" تدور على عجلات، بحيث يلف القصر بمن فيه كل ساعة، ليرى الواقف في شرفته كل ما يدور حوله ويتبع الشمس في دورانها على مدار ساعات النهار.
أما برج القصر فإنه يتحرك ليدور حسب اتجاه الشمس، حيث أنه مثبت على قاعدة دوارة يديرها محركان، فتلف كل ساعة لفة كاملة، تجعل من يجلس بداخل هذا البرج يشاهد ما حوله دون أن يتحرك من مكانه وهو يستمتع بالهدوء والجمال.
التماثيل الموجودة بالقصر جلبها البارون إمبان من الهند حيث يوجد عدد من ثماثيل الفرسان المصنوعة من الرخام الأبيض وهي ذات ملامح رومانية تشبه فرسان العصرين اليوناني والروماني.
ويوجد في يد كل منهم سيفاً وتحت قدمه رأس مقطوعة، بالإضافة إلى تماثيل الراقصات يؤدين حركات تشبه حركات راقصات الباليه بالإضافة إلى تماثيل الأفيال المنتشرة على مدرجات القصر وفي شرفات أبوابه.
كان حفل الافتتاح حدثاً لافتاً في حياة المصريين وقتها وحضره السلطان حسين كامل الذي أبدى إعجابه الشديد به وحاول الاستيلاء عليه، إلا أن إمبان رفض إهداءه إياه .
وقام ببناء قصر آخر بالقرب من قصره أهداه للسلطان الذي رفض الهدية مصراً على طلبه الأول .
من هو إدوارد إمبان ؟
في نهاية القرن التاسع عشر، بالتحديد بعد عدة سنوات من افتتاح قناة السويس، رست على شاطئ القناة سفينة كبيرة قادمة من الهند، وكان على متن هذه السفينة مليونير بلجيكي يدعى "إدوارد إمبان."
كان "إدوارد إمبان" رجل من أتباع إليستر كراولي قديس الشيطان وعضو بارز في محفل فرنسا الماسوني وهو يحمل لقب بارون وقد منحه له ملك فرنسا تقديراً لمجهوداته في إنشاء مترو باريس .
حيث كان "إمبان" مهندساً متميزاً .
لم تكن هواية "إدوارد إمبان" الوحيدة هي جمع المال، فقد كان يعشق السفر والترحال باستمرار، ولذلك انطلق بأمواله التي لا تحصى إلى معظم بلدان العالم، طار إلى المكسيك ومنها إلى البرازيل، ومن أمريكا الجنوبية إلى إفريقيا حيث أقام الكثير من المشروعات في الكونغو وحقق ثروة طائلة .
ومن قلب القارة السمراء إتجه شرقاً إلى بلاد السحر والجمال .... الهند التي عشقها وتعلم البوذية وفنون السحر .
وسقط المليونير البلجيكي في غرام الشرق.
إمبان ومصر .
وصل البارون "إمبان" إلى القاهرة، ولم تمضِ أيام حتى انطلق سهم الغرام في قلب المليونير البلجيكي ...
وعشق الرجل مصر لدرجة الجنون واتخذ قراراً مصيرياً بالبقاء في مصر حتى وفاته...
وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها!
كان طبيعياً على من اتخذ مثل هذا القرار أن يبحث له عن مقر إقامة دائم في المكان الذي سقط صريع هواه ...
وكان أغرب ما في الأمر هو اختيار البارون "إمبان" لمكان في الصحراء... بالقرب من القاهرة.
ولابد أن نذكر هنا ظهور أشباح داخل القصر وأن هناك قصص كثيرة تدور عن الأشباح التي تسكن القصر وتظهر فقط بالليل .
وفي الصورة يتضح أن القصر مبني علي رسم البومة إله الحكمة والمعرفة عند الرومان وما خفي كان أعظم .
