موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 11 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 10, 2015 2:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

تنويه لازم.

هذه الدراسة أنقلها ههنا على هذا الموقع المبارك بصاحبه مولانا السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود حفظه الله ، وهي ليست بالضرورة معبرة عن أي قناعات فكرية أو توجهات سياسية لديّ تجاه أي من جزئياتها ، ولكن الغرض من النقل هو النظر لمسألة مفصلية نعيشها حالياً من مختلف الجوانب والتوجهات.

الدراسة.

واحدية الثورة في مقاومة الاحتلال ونيل الاستقلال.

عنوان الورقة :سياسات تقسيم وتشطير اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر(موقف الشعب اليمني منها).


إعداد :

أ - محمد سعيد شكري د - نصر سالم هادي د- حمود محمد احمد

نوفمبر 2007م بمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الخامس والأربعين للثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) لعام 2007م, ومرور خمسة وأربعين عامآ على ثورة سبتمبر الخالدة، وأربع وأربعين عامآ على ثورة 14أكتوبر المجيدة والعيد الأربعون ليوم الجلاء والإستقلال 30نوفمبر 1967م .

يسرنا أن نتقدم بورقة علمية متواضعة .... تحت عنوان سياسات تقسيم وتشطير اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر وموقف الشعب اليمني منها.

والهدف من إعداد الورقة تقديم دراسة تاريخية لكيفية نشأة سياسات تقسيم وتشطير اليمن في تاريخه الحديث والمعاصر ، الأهداف .. والوسائل .. والغايات، وتبيان نضال الشعب اليمني العظيم في مواجهة هذه السياسات والمؤامرات والمصالح الخارجية والداخلية المتمثلة بالسياسة الأنجلو _عثمانية ودورها في تشطير اليمن (1839-1918م) منذ الاحتلال البريطاني لعدن عام 1839م وربط السلطانات والمشيخات والقبائل بالسياسة الاستعمارية البريطانية من خلال(الولاء والصداقة)وتطورها الى نظم ومعاهدات (الحماية) ، والذي كان مواكبآ للسيطرة العثمانية على تهامة عام 1849م وعلى وجهة الخصوص بعد سيطرة العثمانين على صنعاء عام 1872م.

ومن جانب أخر قد جرى تكوين مصالح داخلية لبعض قوة سياسية يمنية ممثلة برموز نظام الامامة والسلطنات والمشيخات الذي ساعد على تمرير التشطير والانفصال مستفيدين من المناخ الساسي في الجزيرة العربية والأقليم المجاور والسياسات العالمية وخاصآ بعد الحرب العالمية الاولى، مستفيدين من معاهدة الأنجلو -عثمانية الموقعة في 9/3/1914م من يطلع على وثيقتي المؤتمرين اللذان عقدا أحتفالا وتكريسآ لقيام هذة المصالح في الشطر الجنوبي من الوطن في عامي 1348هـ -1349هـ الموافق 1922م- 1923م ووقع المجتمعون من رموز أنظمة السلطنات والمشيخات على ميثاق التضامن على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتشكيل مجلس تحكيم لحل مشاكلهم بصورة ودية .

أفتتح المؤتمرين والي عدن الكولونيل سمس ورأس جلساتهما سلطان لحج ثم أقام السلطان عبد الكريم في جنينة القصر احتفالاً شائقآ بتكريم السلاطين والأمراء والمشايخ حضر ذلك الاحتفال كافة الأمراء ووالي عدن ورجال حكومتة وضباط جيش الطيران وكان يوم عشرين رجب من سنة 1349هـ يومآ تاريخيآ .

(انظر العبدلي "احمد فضل "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن ص 287-288 ).

ومن جانب نظام الإمامة بعد الحرب العالمية الأولى فإن بعض الأراء تشير الى انة قد حصلت سياسات أمامية - إنجليزية متقاربة، ومساومات وتنازلات بينهما، كرس موقفين سياسيين انفصاليين داخل اليمن، الإمامة في الشمال السلطنات والمشيخات في الجنوب تحت السيطرة الاستعمارية.

ولا يخفي العديد من الباحثين والمفكرين أدانتهم لدور الجهاز الاداري الأمامي الفسد السياسة الامامية الطائفية كعامل يظاف الى العوامل السابقة ساعدت وكرست الانفصال والتشطير بن شمال وجنوب اليمن .

لقد حاولت كل القوى الداخلية والخارجية تغييب إرادة الشعب اليمني الواحدة في المقاومة ولكن هيهات لها ذلك. إن سياسة التقسيم والتفتيت للجسد اليمني والجسد العربي, كانت سياسة استعمارية على مستوى الجزيرة العربية والخليج العربي وفي عام 1916م وقعت اتفاقية سايكس - بيكوبين بريطانيا وفرنسا لاستكمال تفتيت المشرق العربي ، وتمهيدآ لوعد بلفور المشؤوم عام1917م, الذي على ضوئه تمكنت العصابات الصهيونية من الهجرة الى فلسطين وأقامة كيانها الغاصب على أرض فلسطين عام 1948م .

مانريد ان نصل اليه انة أذا كان من الواضح واحدية كفاح وثورة شعبنا اليمني فإن ما يؤكده التاريخ وما تطلبه مواجهة أمتنا العربية اليوم مع أعدائها القدامى والجدد هو تأكيد وحدة الثورة العربية وحركة التحرر العربية أيضاً كوحدة جدلية تؤكد معاني الحرية والوحدة العربية والتقدم .

وان نقدم تجربة شعبنا لمحاربة الانفصال والتشطير والاحتلال لإخواننا العرب صوب عزة وحرية ووحدة امتنا العربية .

فقد فجر الاحتلال الإنجليزي والسيطرة العثمانية، تمردات وانتفاضات يمنية دائمة ومستمرة، وتصدى الشعب اليمني لمؤامرة التقسيم والتشطير التي بدأت تلوح من قبل السياسيتين الأنجلو - عثمانية منذ عام 1886م منهية جريمتها بترسيم الحدود من خلال توقيع الاتفاقية في 9مارس 1914م ورغم ما استتبع الاحتلال والسيطرة الأجنبية الأنجلو - عثمانية على الارض اليمنية وجريمتها في التشطير والانفصال، من قيام سياسات داخلية انفصالية ، فان الشعب اليمني الواحد قد رفض كل السياسات العدائية ضد وحدته ومصالحة الوطنية الكبرى، واعتمد المقاومة سلاحآ ,وأيد التعامل مع الإمامة كقيادة له, عندما كانت تؤمن بالكفاح من اجل تحرير الأرض, وعاداها عندما كانت تنكص عن مشروع الكفاح والجهاد ضد المحتل والغاصب الغاشم.

وتمثلت المقاومة اليمنية الواحدة لمشروع واتفاقية ترسيم الحدود حينها بما يلي:-

1- رفض الاحتلال وسياساته التقسيمية الانفصالية لرقعة والأرض اليمنية الواحدة، وعدم تمكين دسائس الاستعمار في تقسيم الشعب اليمني وأثارة النزاعات الطائفية والمناطقية .

2- شكلت الأرض اليمنية بترابها وأشجارها وحيوانتها قبل الانسان الرادع القوي للانفصال فلا توجد حدود جغرافية حاجزآ بين الشمال والجنوب، وتلاقحت الأشجار شمالا وجنوبا فيما بينها بفضل الرياح، وسقطت الأمطار دون أن تراعي وتلتزم بالتشطير والانفصال، واخترقت الأغنام والماعز والأبقار والجمال الحدود الوهمية، واخترق الرعاة والراعيات الشباب والشيوخ أوهام الأستعمار في فصل الطبيعة والانسان اليمني، وأكدت واحدية الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) وفشل الانفصال.

ولدينا أدلة ووثائق من قبل إداريين وكتاب أستعماريين إنجليز، يتحدثون عن فشلهم الذريع في إقامة الفرقة والتقسيم والطائفية بين أبناء الشعب اليمني، إذ يشير أحد الإداريين الإنجليز المستعمرين بحرقة وغضب شديد الى فشل تلك السياسات الاستعمارية بقولة "إن هؤلاء الزيود والشوافع (طبعا يقصد اليمنيين) يصلون معاً في جامع واحد، ويزوج بعضهم بعضآ .

واستمرت العلاقات بي القبائل اليمني والمواطنين اليمنيين دون أدنى تغير .

وفاوم الشعب اليمني فكرة التقسيم ولجان تفسير الحدود الى درجة ان قبيلة القطيبي قد فرضت علي لجان الأنجلو- عثمانية ترسيم حدوده على الهوى والخرائط فقط دون قدرتها على الوصول الى المنطقة لرسمها على أرض الواقع، وكذلك جرى ايضآ بالنسبة للحدود المتجهة ناحية المشرق، والتي حددت فلكيآ لتصل الى درجة 20 وتتصل بما يسمى اتفاقية الحدود بين الانجليز والعثمانين في منطقة الخليج العربي.

واستطاعت أراد ة الشعب اليمني الوطنية الواحدة من الا نتصارات على كل الارادات المعادية، محبطة خططهم الاستعمارية التقسيمية الانفصالية ومحاولات التفتيت والتقسيم ونشر العداء الطائفي بين ابناء الشعب اليمني الواحد ولتنتصر في النهاية أرادة الشعب اليمني لأنها من أرادة الله، محققة لنفسها الوحدة الوطنية والاستقلال السياسي من خلال واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر الخالدة 1962م و14 أكتوبر المجيد المتجسد في الجلاء عام 1967م ليصل الشعب اليمني إلى غايتة المنشودة في وحدة الارض والأنسان في اليمن السعيد في الثاني والعشرين من مايو 1990م بزعامة الأخ الرئيس القائد / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية والقائد العام للقوات المسلحة .

1- أهداف الدراسة :-

أهداف وطنية - علمية موضوعية للوصول إلى الحقائق التاريخية التي تهدف إلى معرفة حقيقية الاحداث التاريخية التي توالت على المنطقة اليمنية والعربية في الفترة مدار البحث .

التصدي، وبروح علمية، موضوعية، حيادية، للمغالطات والأهداف الاستعمارية المتسترة ضد حقيقة وواقع شعبنا اليمني ونضالة ضد الاحتلال والتقسيم الاستعماري للمنطقة اليمنية ,وهذه المغالطات التي وردت سواء في شقها الرسمي الإداري الإنجليزي أو في كتابات المؤرخين الغربيين . الخروج بآراء واستنتاجات تاريخية عن الماضي والاستفادة منه على الصعيد الوطني والقومي في الحاضر والمستقبل، من أجل التصدي للمخططات الامبريالية والصهيونية ضد الوطن والأمة .

(2) موضوع الدراسة:-

السياسة الأنجلو - عثمانية ودورها في تشطير اليمن (1839-1918)، من حيث تتبع الاحتلال البريطاني لعدن عام 1839م وربط السلطنات والمشيخات والقبائل بالسياسة الاستعمارية البريطانية من خلال " الولاء والصداقة "وتطورها بعد دلك إلى نظام معاهدات " الحماية " بعد الاحتلال العثماني لتهامة عام 1849م, وعلى الأخص بعد الاحتلال العثماني لصنعاء عام 1872م . ثم تتبع السياسات والإجراءات بتفاصيلها في الفترة الرئيسية التي اتبعها طرفا الصراع البريطاني - العثماني مستعرضين المناخات السياسية في الجزيرة العربية والإقليم المجاور وفي النطاق الدولي وعوامل الشد والجذب والسلب والإيجاب ,الذي حكم صراع الطرفين على الأرض اليمنية والذي أدى في محصلته النهاية إلى توقيع معاهدة الحدود الأنجلو - عثماني في 9 مارس عام 1914م. وكان لزاما على البحث التقصي في الفترة السابقة للاحتلال الإنجليزي لعدن 1839م من أجل الربط الموضوعي والمنهجي للبحث ومعرفة الأهمية الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والتاريخية لليمن والمنطقة العربية ولمجمل التحولات التاريخية في العالم في التاريخ البشري الحديث فبدء تلمس البدايات منذ عام 1498م بحركة الكشوفات الجغرافية، مرورا ببدء حركة الاستعمار الغربي الحديث .

وتطرق البحث إلى أوضاع اليمن منذ الاحتلال العثماني الأول 1538م وطرده من الأرض اليمنية عام 1635بفعل المقاومة اليمنية، وما اعتور الدولة القاسمية من أحداث أدت إلى انفصال الأقاليم الجنوبية والشمالية في حضرموت، ويافع ولحج ... وأبي عريش عن جسم الدولة المركزية اليمنية وقد مهد هذا المجال لحركة الاستعمار البريطانية الإحتلالية للأرض اليمنية وعودة الاحتلال التركي .

وفي التاريخ اللاحق لأحداث الحرب العالمية الأولى تطرق البحث إلى العلاقة الأمامية الإنجليزية والى العوامل والأسباب التي أدت إلى تكريس الانفصال وعدم وحدة الأرض اليمنية، مما حفز الشعب اليمني لشن حركة المقاومة لإنهاء الإمامة والاستعمار واستعادة وحدة أرضة المقدسة تمهيدا لتوحيدها في الثاني والعشرين من مايو 1990م.

(3)المنهج:-

تتبع البحث بمنهج علمي تاريخي المراحل الأساسية لفترة مدار البحث من وثائق ودراسات ومخطوطات حسب ما وردت في الكتب المرجعية الحديثة ,وبموضوعية وحيادية بغية خدمة العلم، وإيضاح الحقائق التاريخية دون زيف أو بهتان أو سياسية آنية تعيق الاستفادة من الدراسات التاريخية . في مصادر الفترة مدار البحث .........

تتوزع مصادر الفترة مدار البحث على النحو التالي :-

أولآ: الوثائق الدبلوماسية البريطانية وغيرها من الوثائق غير المنشورة، وتقارير المندوبين البريطانيين وتوجيهات لندن والمسودات السرية للمعاهدات وغيرها، والمكتبات الدبلوماسية الكثيرة المتعلقة بالسياسة الاستعمارية البريطانية في الشرقين الأدنى والأوسط، وكذلك مواد من الصحافة البريطانية والعربية .(عزيز خوذة بيردييف : الاستعمار البريطاني وتقسيم اليمن "دار التقدم " موسكو 1990م صــــــــ4 ).

ووثائق البرلمان البريطاني ووزارة الدفاع البريطانية والبحرية البريطانية بالإضافة إلى مجموعة الوثائق الفرنسية و فضلا عن الوثائق الإيطالية والألمانية والأسبانية والتركية ومجموعة من المخطوطات اليمنية ..

ومجموعة من الوثائق القومية بالقاهرة والمؤلفات المعاصرة التي كتبت بأقلام وشخصيات عربية وأجنبية اشتركت في صنع الأحداث..

فضلاً عن مؤلفات أساتذة التاريخ العرب والأجانب ... وكتب الرحالة على اختلاف جنسياتهم والدوريات العربية والأجنبية (أباضة : عدن والسياسة البريطانية في البحر الأحمر "1839- 1918م" الهيئة المصرية للكتاب القاهرة 1976م. صــ11- 12-).

ثانيا: تنقسم الكتابات الغربية التاريخية إلى قسمين :-

1- الكتب والمراجع الإدارية الإنجليزية التي كتبها وألفها إداريون إنجليز أمثال ( برنار دريلي وهيكنبوتم وانجرا مز ). انظر ملحق بأسماء الكتب والإداريين ومؤرخين غربيين حول كتابات ألا وربيين عن اليمن بشكل عام وانظر أريك ماكرو : اليمن والغرب ترجمة د. حسين العمري . دار الفكر دمشق ط2 1987م صـــ8-10). لمزيد من التفاصيل انظر كتاب عدن تحت الحكم البريطاني " باللغة الإنجليزية للبروفيسور د. جية جافين" صدر عام 1975م عن مؤسسة سي هارست لندن ثبت المصادر والمراجع صــ451 - 455-).

2 . الكتب الغربية التي كتبها مؤرخون غربيون أشهرهم الإنجليزيان اريك ماكروور غافين والأمريكيان برايتون بوش، ومانفريد وينير . ( خودا بيردييف المرجع السابق صـ6-7-).

ثالثاً: الكتب الاستشراقية السوفيتية :- يأتي في مقدمة هذه الكتب كتاب " الاستعمار البريطاني وتقسيم اليمن (لمؤلفة عزيز خودا بيردييف أنظر هوامش مصادر ومراجع الكتاب المذكور آنفا كذلك ما قدمه الدكتور قائد محمد طربوش في كتابه بيبلوغرافيا اليمن في الاستشراق السوفيتي الصادر عن دار التقدم موسكو (1984- 1985م )

ولمزيد من التفاصيل حول المصادر والمراجع بصورة عامة انظر البحث القيم للدكتور صالح علي باصرة أستاذ تاريخ اليمن الحديث والمعاصر الموسوم بـــ"عدن بيبلوغرافيا مختارة " المقدم إلى ندوة ( عدن -ثغر اليمن ) مايو 1999م- عدن الجزء الأول صــ73-80-).

رابعا: الكتب لمؤلفين عرب :-

1- انظر ثبت المصادر والمراجع في نهاية البحث.

2- د. زكي حنا كور " تاريخ عدن " رسالة دكتوراه باللغة الإنجليزية، نوقشت في جامعة لندن، صدر عام 1981م.

أهمية وثائق الأرشيف الوطني في الهند :-

قسمت الوثائق إلى مجموعتين لتسهيل دراستها في كتاب " الاستعمار البريطاني " وتقسيم اليمن، حيث تتعلق المجموعة الأولى بالتقسيم الأنجلو _ عثماني لليمن وترسيم الحدود بين ولاية اليمن ومحميات جنوب اليمن .

وبالإضافة إلى المكاتبات الدبلوماسية الوفيرة وتقارير المقيم البريطاني في عدن وتوجيهات لندن، وتضم أيضآ معلومات ووثائق اللجنة الحدودية البريطانية التي تتضمن تفصيلية عن سير رسم الحدود وعن المقاومة اليمنية التي أبدتها القبائل وعن موقف السلطات العثمانية، وتوجد فيها الخرائط الحدودية ونصوص البرتوكولات التي صدقت على نتائج ترسيم الحدود والوثائق التي تشير إلى المناورات الدبلوماسية الأنجلو -عثمانية، وإلى خلافاتهما الإقليمية أثناء رسم الحدود.

وتضم المجموعة الثانية سياسة البريطانيين لحرمان اليمن . من أي منفذ بحري وتجاري لها وحصرها في المناطق الجبلية الداخلية، كما توجد وثائق حول التنافس الأنجلو إيطالي في اليمن .

خودا بيردييف المرجع السابق صـ 10-11-).

وننوه هنا إلى الجهود العظيمة للمرحوم الأستاذ عبدالله احمد محيرز في تصوير جزء كبير من هذه الوثائق البريطانية في الهند حتى عام 1905م.

من الأهداف الإجرائية العلمية للبحث:-

ومن الجوانب الإجرائية والفعلية لأهداف البحث حاولنا استنطاق الوثائق الأرشيفية وما ورد في المصادر، والمراجع المكتوبة حول التكتيكات الخفية للسياسة البريطانية الاستعمارية في شبة جزيرة العرب بغية تحقيق استراتيجيتها الإمبريالية في إخضاع الجزيرة العربية لنفوذها وسيطرتها والرد في الوقت نفسة على تخر صات المراجع الإدارية الإنجليزية التي تحاول أن تزيف الحقائق وتخفي الأهداف الاستعمارية، فقد حاول(هارولد انغرامس) أن يلزم الصمت بشأن دوافع بريطانيا الفعلية وان يتستر على حقيقة المخططات الاستعمارية البريطانية، كما أن (برنارد رديلي ) في كتابة "عدن واليمن" يصور السياسة الاستعمارية بأنها سياسة "تمدينية سلمية "تتوخى خير سكان جنوب اليمن الذين تقبلوا الحماية البريطانية طوعا.

ويصل توم هيكنبوتام الذي كان حاكما لعدن إلى غايته في التدليس، حيث يسعى لإقناع الرأي العام بأن اليمن لم يكن في الحقيقة مقسما بين العثمانيين والبريطانيين، ومارسم الحدود بين شطري اليمن، ماتم الا لمصلحة السكان اليمنيين، ومن اجل وضع حد للنزعات القبلية، لعدم تحديد حدود واضحة بينها .

(( كما يصور هيكنبوتام سعي المقاومة اليمنية في اليمن المستقل واليمن المستعمر لاسترداد عدن ومحميات جنوب اليمن بقولة " إن أئمة اليمن سعوا دوماً إلى بسط سلطتهم على أراضي محميات عدن . أما نحن فقد حاولنا من جهتنا دومآ ان نقيم علاقات ودية مع اليمن لكننا في الوقت ذاتة لم ننس التزامتنا تجاة حكام المحميات التي أخذنا على عاتقنا مهمة حماية أراضيها دون العدوان الخارجي )). وبالنسبة لآراء المؤرخين الغربيين فأن ( مانفريد وينير ) مؤرخ أمريكي، يعتبر كفاح ومقاومة الشعب اليمني في سبيل وحدة أراضية " مطامع يمنية بمحمية عدن" ويحاول ( ر. جية.جافن) - مؤرخ إنجليزي نقدي موضوعي إلى حد ما - أن يضفي على المستعمرين البريطانين صفة دعاة السلام وان السياسة البريطانية اللبرالية كانت ترفض التدخل في الشؤون الداخلية وانها في عموميتها كانت تستهدف تمتين الصداقة الأنجلو عربية .... وحفزتطور دول الجزيرة ".

(( لمزيد من التفاصيل عن أراء الإداريين البريطانيين والمؤرخين البريطانيين انظر خودا بير دييف المرجع السابق صــ4 -8-))

ويشير فرد هوليداي، مؤرخ إنجليزي يساري في كتابته " الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية إلا انه من الخطأ تاريخيآ القول، كما يفعل بعض الوطنين اليمنين، إن الامبريالية خلقت الانقسام . ويصح القول ان بريطانيا استخدمت انقسامآ كان قد حدث بالفعل قبل احتلالها " (صــ107-) .

وجهة نظر المؤرخ فرد هوليداي صحيحة ولكنها مجردة فلولا قوة الاحتلال وتكريس سياسة الانقسام من قبل المستعمريين البريطانيين، لما ظل اليمن مقسمآ طيلة فترة الاحتلال 1839 - 1967م، لقد تحمل الإنجليز تاريخيآ وزر الانفصال واستمرارة عندما اصبحوا سادة جنوب اليمن وادمنوا محاربة وحدة الارض والانسان والشعب اليمني .

قد أكون متخلفاً ولكن لن استمر متخلفاً إلى الأبد إلا إذا أبقت وفرضت وحافظت قوى أجنبية وبسياسة الحديد والنار على هذا التخلف، والمثال هنا هو التقسيم والانفصال الذي حافضت علية السياسة الاستعمارية . ثم ألم تكن السياسة الاستعمارية الأنجلو - فرنسية هي مهندسة تقسيم الوطن العربي في اتفاقية سايكس - بيكو عام 1916م، ومازالت تغذية وتسنده السياسات الاستعمارية الصهيونية الامبريالية، في شكل إبقاء وحماية غالبية الأنظمة القطرية التي تسود العالم العربي اليوم .والحقيقة التي نريد إيصالها انه لو لم يكن الانقسام والانفصال موجودا في اليمن إيان الاحتلال لكان خلقة المستعمر لا محاة ضمن سياسته الشهيرة " فرق تسد" ومهما كانت أشكال التوحيد الوطني آنذاك - في النموذج اليمني - متخلفة ورجعية أمامية وطائفية وعشائرية وسلالية ... الخ إلا انها ستشكل في حين تحققها تراكما وخبرات نضالية وطنية واحدة، ستجد لا محالة لنفسها مخرجاً في حركه صاعدة متقدمة، مثلما حصل في مثال ونموذج ثورة سبتمبر1962م الوطنية التي كنست النظام الإمامي الطائفي الكهنوتي الذي كان سائداً في اليمن حتى سبتمبر 1962م.

يتبع إن شاء الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 11, 2015 12:04 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7632
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 11, 2015 12:14 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس إبريل 09, 2015 7:45 pm
مشاركات: 2368
جزاك الله خيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا محمد
باب الاستجابة
نبي التوبة و الإنابة
صاحب طيبة المستطابة
والرفعة المهابة
وعلى آله وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 11, 2015 12:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

مولانا الفاضل (فراج يعقوب) :

السيدة الفاضلة (حليمة) :

جزاكما الله خيراً ، وبارك الله فيكما ، ويسعدني دائماً هذا المرور الكريم العطر.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 10:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

الأوضاع في اليمن قبل الاحتلال الإنجليزي 1839م

سيطر العرب حتى بدء حركة الكشوفات الجغرافية الاوربية في العصر الحديث، على مياه الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر بلامنازع، واعتمدت العلاقات التجارية بين أوربا من جهة واسيا وافريقيا من جهة أخرى: على نشاط العرب في جلب البضائع الشرقية عبر الخليج العربي والبحر الأحمر إلى أسواق أوربا.

على أن ما أحدثته حركة الكشوف الجغرافية البرتغالية في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، من تحويل واحتكار التجارة الشرقية بعد وصولهم إلى الهند، قد أدى إلى حرمان العرب من أهم مصادر ثروتهم الأمر الذي عكس نفسه على الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم العربي.

وتداعت القوى العربية الاسلامية الى موقف يتصدى للتغيرات الجديدة الطارئة . بسبب بدء الوجود الغربي في مياة المصالح العربية (المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي والبحر الأحمر)، وكان النظام السياسي اليمني المتمثل في الدولة الطاهرية المسيطرة على تهامة وجنوب اليمن أضعف من أن يتصدى بنفسه للغزو الغربي .

وفي الوقت نفسة ونتيجة للتأثر الاقتصادي بتحول طريق التجارة العالمية إلى طريق رأس الرجاء الصالح، على دولة المماليك في مصر والشام والحجاز، وضياع العوائد والرسوم الضخمة التي كانت تجنيها الخزانة المملوكية .

حيث أصبح المماليك أضعف من يواجهوا قوة البرتغاليين البحرية الناشئة، وذلك ما اوضحته هزيمة الأسطول المملوكي، حيث أصبح المماليك اضعف من أن يواجهوا قوة البرتغاليين البحرية الناشئة, وذلك ما أوضحته هزيمة الأسطول المملوكي في معركة ديو البحرية في الهند عام 1509م .

أمام المخاطر الجدية للمصالح العربية الإسلامية العليا التي نشهدها مع نهاية القرن الخامس عشر ومطلع القرن التالي، سارعت القوة الإسلامية العثمانية التي كانت قد مدت نفوذها في أوربا حتى أبواب فينا العاصمة النمساوية، لانقاد الموقف الخطير، سارعوا مدفوعين بعوامل الهلع للتغيرات الاقتصادية والسياسية في المنطقة العربية وللاحتضار الاقتصادي لدولة المماليك، والسيطرة والاحتكار البرتغالي على مياه المحيط الهندي وحركة التجارة الشرقية .

وبحركة التفاف سريعة دخل العثمانيون الشام ومصر، متجهين صوب المغرب العربي, ليكونوا قريبين من ممر التجارة في جبل طارق، والدفاع عن حصون الإسلام هناك ,بعد سقوط غرناطة اخر حصن للعرب في الأندلس، وصوب بغداد للوصل إلى مياة الخليج العربي، لصد البرتغاليين وحلفائهم الصفويين في أيران .

والاستيلاء على اليمن عام 1538م، بغية الوصول إلى مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومنازلة البرتغاليين ومراكز نفوذهم ومصالحهم في هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة المطلة على بحر العرب ومياه المحيط الهندي، موطن ومعبر تجارة الشرق إلى أوربا عبر العصور التاريخية القديمة والوسيطة.

إن الموازيين الجديدة والمتبدلة في عام العصر الحديث المبتدئ بحركة الكشوف الجغرافية وبدء حركة الاستعمار الغربي الحديث، المدفوع بالرغبة في الاستيلاء على الاسواق والمواد على الأسواق والمواد الخام ومعابر الطرق التجارية البرية والبحرية، وترتكز على قوة الإنتاج الصناعي " الثورة الصناعية" ونمو الطبقة البرجوازية، وعلى البنادق والبارود والسفن الحربية والملاحة الحديثة، وكل هذه التبدلات الحديثة والمتطورة في الاقتصاد والمجتمع والقوة القوة العسكرية، قد تخلف العالم العربي الإسلامي من الاخذ بأسبابها ليبدأ الغرب بالإمساك بزمام قيادة العالم بعد ثماني قرون من سيطرة الحضارة العربية الاسلامية على العالم القديم في ( أسيا - أفريقيا - اوربا ) من 635م إلى 1492 م) من معركة اليرموك حتى سقوط غرناطة.

إن معركة شد الحبل وتبادل القيادة في العالم عملية تاريخية داخل الحضارات الإنسانية، على البشرية أن تمارسها وتستعد لها ضمن قوانين التاريخ البشري .

الذي لا يأس لآحد ولا ينافق أحد . لقد تقبل العالم العربي العثمانيين راضيآ أعطاهم الخلاقة على وهم أن هذا الجنس الجديد القادم من وسط أسيا الذي يدين بالإسلام هو جنس محارب مقاتل قادر على أن يحمي ديار العروبة والإسلام من غارات وغزوات الطامعين الأوربيين ليكتشف - العالم العربي انه نام على وهم ليصحوا على كابوس ".

وعندما توجه العثمانيين إلى بلاد اليمن في مطلع القرن السادس عشر للميلاد كانت حدودها (اليمن) تمتد شمالا حتى جنوب نجد والحجاز وجنوبا لتشمل بحر العرب وخليج عدن، ومن حدود عمان والربع الخالي شرقا والى البحر الأحمر وباب المندب غربا .

وشكلت الفترة الممتدة من 1538م إلى 1548م، فترة توغل للقوات العثمانية في معظم أقاليم اليمن وصلت قمة سياسة البطش والعدوان العثماني بحصار صنعاء في أغسطس 1547م ليتم الاستيلاء عليها وسط إراقة دماء أهاليها ومصادرة أموالهم واسترقاقهم، وفي الوقت نفسة توغلوا شمالا حتى صعدة وأخمدوا نيران الثورة والمقاومة اليمنية في كل من جيزان وعدن .

لتشتد إلى حين قبضة العثمانيين على كل اليمن . إن الأعمال العدوانية وسياسة البطش والسلب والنهب والقتل التي امتازت بها الحكم العثماني في اليمن، ولدت طاقات جبارة لمقاومة اليمنية في ثورة استمرت طويلا كانت عنوانا للكفاح الوطني للشعب اليمني ضد الوجود العثماني برمته، وتحت قيادة الإمام المطهر الحسن بن شرف الدين في أهم فترات النصف الثاني من القرن السادس عشر للميلاد .

واستعاد العثمانيون سيطرتهم حتى عام 1607م مرة أخرى على اليمن في معارك اعوام 1569- 1571م ليستمروا في توطيد سيطرتهم حتى عام 1607م.

وما كان للجلاد بين المحتل والمقاومة اليمنية أن ينتهي إلا بجلاء القوات الغاصبة عن الأرض اليمنية فقد تزعم الإمام قاسم بن محمد الثورة اليمنية ضد العثمانيين مند 1006هـ /-7- 1598م ومن بعدة ابنة الإمام المؤيد محمد حتى طرد العثمانيين نهائيا عن الأرض اليمنية عام 1635م.

وضمت كل من " صبيا وجيزان " وكل مناطق المخلاف السليماني وتهامة ولحج وعدن وبلاد البيضاء وحضرموت والمهرة، لتصل الدولة اليمنية المركزية (القاسمية) غاية اتساعها ولتبسط نفوذها على كل الأرض اليمنية الطبيعية في عهد الأمام المتوكل إسماعيل بن القاسم الذي تولى الإمامة عام1644م .

غير أن حكم أئمة الدولة القاسمية اليمنية المركزية قد بدأ يعتريه الضعف والانهيار، منذ أوائل القرن الثامن عشر للميلاد لأسباب عدة أهمها التنافس على الإمامة، وعدم الاستقرار في نظام الحكم مما شجع الكثير من عمال الدولة والحكام المحليين في مناطق عديدة من اليمن على الانفصال والاستقلال.

فخرجت حضرموت عن جسم الدولة المركزية عام 1705م وتبعتها سلطنة لحج في إعلان انسلاخها في العام 1728م.

وعندما وصل نيبور إلى صنعاء عام 1763م. كان أشراف "أبو عريش " قد أصبحوا مستلقين في تهامة.

ويقدم نيبور صورة كاملة عن حالة التمزق والتفتت السياسي في الرقعة اليمنية بقولة (( وفي هذه البلاد أمراء عديدون مستقلون ) ويضيف ( وربما كان الوضع افضل لو كان يحكم هذه البلاد أمرا ء اقل عددا ).

ويحصر الإمارات والمشيخات المستقلة داخل اليمن بــــ ( 14 ) إمارة ومشيخة، وهنالك أقاليم صغيرة مستقلة أيضا، ويضيف المؤرخ اليمني صالح علي باصرة في بحثه القيم الموسوم " حدود اليمن عبر التاريخ " إلى ندوة ( الحدود السياسية ) التي نضمها المجلس الاستشاري في الجمهورية اليمنية في صنعاء ( صيف عام 2000 م ) بالقول : " لقد حدد كارستن نيبور الجزء الأكبر من اجزء اليمن السياسية في القرن الثامن عشر، لكنه اغفل ذكر بعض الإمارات الجنوبية كدولة آل كثير في حضرموت والمهرة وظفار، وإمارات العوالق وآل فضل وبلاد الأميري وغيرها من الكيانات السياسية .

ليكتمل بالقول السابق تصوير التراجيديا السياسية في اليمن التي مهدت لعودة الاحتلالات الأجنبية وتغلغل النفوذ الاستعماري الأجنبي وناء بكلكلة على الأرض اليمنية حتى عام 1967م.

والحقيقة أن عوامل موضوعية داخلية وخارجية كثيرة أدت إلى رسم هذه اللوحة السياسية البائسة لليمن في القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر للميلاد، أدت إلى تقويض دولة الوحدة اليمنية السياسية بزعامة الإمامة الزيدية واحتلال الأرض اليمنية أهمها في العامل الخارجي (19) 1- تصاعد الصراع بين الدول الرأسمالية من اجل اقتسام العالم .

2- 2 . أصبح البحر الأحمر مجالا حيويا للاستعمار الغربي، فأدى إلى الاحتلال الإنجليزي لعدن عام 1839 م وبسط نفوذهم على جنوب اليمن وتوسع العثمانيون على البحر اليمني المطل على البحر الأحمر في عسير وتهامة اليمن عام 1849م، وصولا إلى صنعاء عام1872م، كما ساعد افتتاح قناة السويس 1869م، على زيادة أهمية البحر الأحمر الحربية والتجارية، واهتمام فرنسا وإيطاليا المتزايد به، مما أدى إلى اشتداد الصراع الاستعماري بصورة عامة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 11:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

3- الاحتلال الإنجليزي وأهمية عدن والبحر الأحمر للمخططات البريطانية:-

من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية خططت حكومة الهند البريطانية مدفوعة بالرغبة الملحة للاستيلاء على هذا الميناء الذي يتمتع بأهمية حيوية قصوى من حيث استخدام عدن كمحطة لتموين البواخر البريطانية بالفحم والمياه والمؤن اللازمة، ولاتخاذه مركزا حربيا ممتازا لوقف توسع والي مصر محمد علي باشا، وتصفية نفوذه المتزايد في الجزيرة العربية الذي بدأ يهدد طريقي مواصلاته إلى الشرق عبر الخليج والبحر الأحمر وفي الوقت نفسه اتخاذ عدن قاعدة دفاعية متقدمة لمواجهة الرغبات القومية من قبل روسيا القيصرية الساعية للقفز على مصالح بريطانيا عبر ايران والوقوف أمام التسلل الفرنسي الى مصر الهادف الى ضرب بريطانيا في الشرق من جهة أخرى .

إن الخطط الإنجليزية للاستفادة من احتلالها لعدن تتوسع مع المطامع البريطانية في المنطقة التي تتلخص إلى جانب ما سبق فيما يلي : -

أ . بسط النفوذ البريطاني في جنوب الجزيرة العربية من جهة وفي حوض البحر الأحمر بشقية الآسيوي والأسيوي والأفريقي.

ب . مراقبة ومنافسة النشاط المصري على ساحل بلاد العرب من جهة، وعلى طول الساحل الغربي للبحر الأحمر وخليج عدن والساحل الشرقي لأفريقيا من جهة أخرى .

ج - المراقبة اليقظة والحذرة للتحركات الفرنسية الاستعمارية المنافسة للمصالح البريطانية في منطقة البحر الأحمر وبخاصة الحبشة والصومال .

د- الاستفادة من وجودهم في عدن، وتوجيههم الحملات على الحبشة في العامين 1867- 1868م" .

ه- بعد افتتاح قناة السويس سنة 1869م زادت أهمية عدن كقاعدة إستراتيجية بحرية وعسكرية للبريطانيين في منطقة البحر الأحمر .

وقد عمدت بريطانيا إلى السيطرة على مصر والقناة باعتبارها المفتاح الشمالي للبحر الأحمر، في حين استمرت في الاحتفاظ بسيطرتها المتزايدة على عدن وما حولها باعتبارها المفتاح الجنوبي لهذا البحر .

و- بعد ثلاث سنوات من فتح قناة السويس 1872م وجه العثمانيون حملة على اليمن، ثم زحفت قواتهم جنوبا على مقربة من عدن (24).

ز- كان على البريطانيين في عدن أن يواجهوا أيضا تطلعات الإيطاليين الذين كانت أنظارهم ترنو حين إذ الى الساحل الغربي للبحر الأحمر ولسياسة استعمارية حالفوا الايطاليين على حساب منافسيهم الفرنسيين لهم بجوار قاعدتهم الاستراتيجية عدن(25).

الخطوات العملية للاحتلال:

تبدأ تطلعات الانجليز الفعلية مع بلدان الجزيرة العربية ومنطقة البحر الاحمر ومنها اليمن منذ مطلع القرن السابع عشر للميلاد عندما منحت الملكة "اليزابيث الأولى " امتياز الشركة الهند الشرقية البريطانية يتيح لها اقامة مشاريع تجارية في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة .

وتجلى الطابع العسكري البريطاني لاحتلال مراكز ومواقع يمنية بشكل واضح منذ نهايات القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، نيجة للتسابق الاستعماري المحموم بين بريطانيا وفرنسا، اذ كان الفرنسيون قد دعموا موقفهم في مصر وزاد حجم تجارتهم فيها خمسة وعشرين مرة حجم التجارة الانجليزية وبعد أن فقدت فرنسا امبراطوريتها الهندية، بدأت تبحث عن وسائل جديدة لدعم سيطرتها على مصر ومن خلال التسابق الفرنسي الانجليزي للحصول على امتيازات ملاحية وتجارية،

وبعد قيام الثورة الفرنسية عاد الاهتمام الفرنسي مجددا بمصر وتم احتلالها في خريف عام 1798م (27).

ما ان دخل الفرنسيون مصر حتى احتل الانجليز مباشرة في العام التالي -1799- أهم الجزر اليمنية (ميون / ريم ) التي تسيطر على مضيف باب المندب الاستراتيجي الهام لحركة التجارة والبواخر الحربية بين الهند وأوربا (28).

ليصبح اليمن ذا اهمية لبريطانيا العظمى على مدى قرن ونصف القرن تقريباً اذ بحلول 1837م بدأت بريطانيا توجه اهتمامها نحو عدن وفي نفس العام كشف تقريراً بريطاني ان محمد علي باشا، والى مصر منذ (1805م) كان يخطط منذ 1832م للاستيلاء على عدن، وذلك بدعم مركزه في اليمن وبحلول عام 1839م كان هناك ضغط ثنائي من بريطانيا وتركيا لاجلاء قوات محمد على عن اليمن وأكد التقرير السابق على ضرورة استيلاء بريطانيا على عدن، ليس فقط لاحباط خطط والى مصر، بل ايضاً لتثبيت وجود بريطانيا في عدن كمركز تجاري ومحطة لتزويد السفن التجارية الجديدة التي تسافر بين السويس والهند بالوقود وفي 19 يناير 1839م تم الاستيلاء على عدن.

وتوافق احتلال عدن، من قبل الانجليز، انسحاب ابراهيم باشا في 22 ابريل 1840م بعد ان وصلت قواتة المصرية الى مشارف تعز وحاولت في العام السابق الاستيلاء على منطقة الحجرية الهامة والخصبة، ومن المؤكد الرغبة الشديدة لمحمد علي في الاستيلاء على عدن (29) التي يقول عنها الباشا وهي العين التي لليمن (30).

سياسة بريطانيا في جنوب اليمن :-

حلل قحطان الشعبي - الذي اصبح اول رئيس جمهورية في جنوب اليمن عام 1967م - الاوضاع في جنوب اليمن والسياسة البريطانية فيه بقوله " بعد ان احتل الانجليز عدن اخذوا يتوغلون في المناطق المجاورة لها في السلطنات والامارات والمشيخات، تارة بالغرير على حكام هذه المناطق وتارة باغرائهم بقليل من المال والهدايا ومظاهر الاحترام المصطنعة وتارة بتوزيع البنادق والذخيرة على الرؤساء والقنابل لاثارة الروح القبلية والحروب والاخذ بالثار فيما بينهم حتى يضطر رئيس كل قبيلة طلب السلطات الاستعمارية في عدن الحماية والمساعدة ضد رئيس قبيلة أخرى، كما لم يتورع الانجليز في توسعهم ان يستعملوا القوة "

ويضيف وقد حرصوا منذ بداية توغلهم في هذه المناطق ان يزيدوا تركيبها السياسي القبلي والاجتماعي تعقيداً وتجزئة وبدائية متذرعين كعاداتهم بحجة احترام العادات والنزاعات القبلية(31).

ويمكن القاء نظرة عامة على مراحل تأثيرات الرأسمالية في اليمن، وعموم الجزيرة العربية من خلال اربع مراحل حتى يومنا هذا، اثنتان منها في الفترة الزمنية مدار البحث الاولى من (1500- 1800م) والثانية من (1800م- 1945م)، أنحصرت تأثيرات الفترة الاولى في الجانب الاقتصادي بالتجارة، وفي الجانب الجغرافي بمرافئ الخليج والبحر الاحمر، أما في الفترة الثانية، اتبعت السياسة البريطانية عمليات الضم، تاركة البني الاقتصادية في شبة الجزيرة العربية دون تغيير نسبي (32).

ففي الحقبتين الاولى والثانية كانت الرأسمالية تنظر الى أهمية شبة الجزيرة العربية بصورة هامشية في نطاق مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية، حيث لم تجد المبررات - لتغيير تركيبة المجتمع العربي، رغم التوسع الرأسمالي البريطاني العسكري في سواحل الجزيرة العربية في عشرات السنين التي تلت العام 1800م لتصل في سبعينات القرن التاسع عشر الى ثلثي سواحل الجزيرة وكانت السياسة البريطانية في تلك المنطقة تحكمه الرغية في حماية الهند، ومن اجل تحقيق ابقاء الجزيرة العربية عازلاً وحاجزا فقط، فقد فرض البريطانيون سياسة اعاقة نمو الحياة الاجتماعية - الاقتصادية في شبة الجزيرة العربية (33).

وما وسم هذه المرحلة الاستعمارية، هو عدم وجود دلائل على اشكال الاستغلال الاقتصادي الاستعماري التقليدي (استخراج مواد أولية - توطين مستعمرين اوربيين - فتح اسواق ربحية)، مما كان سيؤدي الى تغيرات بنيوية اجتماعية في مجتمع شبة الجزيرة العربية واتبعت السياسة الاستعمارية البريطانية سياسة تكريس الانقسامات بين القبائل والمناطق حسب مبدأ " فرق تسد " فالانقسامات بين جنوب اليمن وشماله أعطت دفعة قوية وجديدة من التعزيز(34) .

لقد اتبعت السياسة البريطانية "المبدأ المرن" في السياسة لحل المشكلات الخارجية والاستعمارية، ليمتد في كل مكان "مدعومة بمظاهر شتي مثل معاهدات الولاء والصداقة" وهي السياسة التي اتبعهتها بريطانيا مباشرة بعيد احتلالها لعدن عام 1839م مع السلاطين ومشايخ وامراء حنوب اليمن (35).

وبتعقيد التنافس الاستعماري في الوطن العربي عامة وشبة جزيرة العرب على وجه الخصوص ويتطلع الباب العالي الى مستعمرته المفقودة اليمن، ومع سبعينات من القرن التاسع عشر غير الانجليز من اساليبهم الاستعمارية لينتقلوا من معاهدات " الصداقة والولاء " الى معاهدات " الحماية " فبدلا من تسع قبائل كانت تحت الحماية البريطانية عام 1880م وجد مناسباً رفع عددها مع السياسة البريطانية الجديدة ليصل عدد القبائل - بعد التاريخ المذكور سابقاً - التي اصبحت لها تعاهدية مباشرة مع الحكومة البريطانية الى خمسة عشر قبيلة (36) ولم تمض سنة 1896م الا وكانت هذه المعاهدات قد وصلت ووقعت مع (17) من عشرين حاكما في المنطقة المحيطة بعدن في جنوب اليمن (37).

وبخصوص اتصالات بريطانيا بالمناطق الشرقية لجنوب اليمن فقد كانت بطيئة بسبب بعد هذه المناطق، وكانت المعاهدة البريطانية - القعيطية مع السلطان القعيطي في المكلا عام 1888م ومع السلطان الكثيري عام 1918م لم تشهد حضرموت سيطرة بريطانية كاملة الا منذ 1934م (38).

ومن الجدير ذكره هنا ان الاحتلال البريطاني لعدن 1839م والتغلغل الاستعماري في جنوب اليمن لم يمر بسهوله اذ شهدت الارض اليمنية ثورات وحركات مقاومة شبة يومية اقلقت مضاجع السلطات البريطانية وكبدتها الثمن الكبير، متعهدة بعدم مرور مخططاتها الاستعمارية ضد الارض والانسان اليمني متوعدة اياها بالكفاح والنضال المستمر والدائم حتى النصر (39).


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 11:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

السيطرة الانجلو - عثمانية وسياستهما في تقسيم اليمن (1839 - 1918م)

بداية المخططات : أمثلة وأدلة :

سنورد الادلة والامثلة على الدور الانجليزي العثماني المبكر وما تلاه من مخططات استعمارية في تقسيم اليمن والوطن العربي وسنجعل القارئ يحكم على ذلك .

أولاً : يوضح يعقوب (جاكوب )التفكير المبكر لقائد الاحتلال البريطاني لعدن الكابتن هنس في تقسيم اليمن بقولة : اعتقد هنس (1839 - 1854) أنه من المضر بالمصالح البريطانية ان يصبح الامام الزيدي أو امام الزيدية قريباً جدا من عدن .

وقد دافع عن وجه نظرة القائلة بضرورة القيام في رسم خط الحدود ( كحد) لمنع تقدم الزيود نحن الجنوب في اتجاة قعطبة . وهذا هو الحد الجنوبي المعين من قبل لجان الحدود الانجليزية التركية بعد ذلك الذي تم تخطيطه في عام 1902-1904م .(40)

ثانياً: يضيف يعقوب (جاكوب ) ..

((في سنة 1840 تم ارغام القوات القوات المصرية على الجلاء عن اليمن وسلمت الموانئ اليمنية عن طريق الباب العالي الى الشريف حسين بن حيدر صاحب "ابو عريش "، وقد كان هذا التقسيم لليمن والتجزئة فيها نذيرا لكل مشاعر العدوان والخصومات المتتالية بين الاتراك وإمام صنعاء )) (41)

ثالثاَ : انظر كيف يتم القضاء على انتماء عدن الى وطنها اليمني وفصلها عنه واذابة الهوية الوطنية والقومية لها .

"ففي عام 1884م كتب عدن المساعد الاول للمندوب السامي الرائد ف . هونتر ... وفي تقريرة هذا جاء عن عدن ما يلي

" وفي عدن نفسها يجب علينا بالطبع ان نحتفظ دائماً يشعب خليط من السكان بصورة منتظمة وبقبضة حديدية (42) .

رابعاً : وتستكمل حلقات التآمر الاستعمارية الصهيوني في تجزئة العالم العربي ومنع وحدته القومية إذ يشير محمد حسنين هيكل الى وثيقة رسالة بين " روتشلد " الزعيم اليهودي ورئيس وزراء بريطانيا" بالمرستون " في عام 1840م " في مراسلات " روتشلد مع بالمرستون " رئيس وزراء بريطانيا سنة 1840م لم يكن لدى روتشلد من حجة لاقناع رئيس وزراء بريطانيا بتشجيع وتأييد هجرة اليهود الى فلسطين إلا ان تكون مستعمرته في الارض المقدسة حاجزا يمنع قيام مشروع وحدة عربية تنشئ قوة عظمى في المنطقة على نحو ما حاول " محمد علي باشا " والي مصر ان يفعله قبل " بضعة شهور" (43).

خامساً : لتصل المؤامرات الاستعمارية الصهيونية غايتها في تقسيم الامة اشتاتا والوعد بوطن قومي صهيوني لليهود في فلسطين،

حيث يضيف هيكل : "جلست بريطانيا مع فرنسا، حتى قبل ان تتوقف معارك الحرب العالمية الاولى (1914-1918م) لاقتسام تركة الخلافة (العثمانية)، خصوصاً في العالم العربي وجري (بينهما) توقيع معاهدة "سايكس -بيكو عام 1916م، مصر والعراق وفلسطين والسودان وشبة الجزيرة العربية من نصيب بريطانيا، وسوريا ولبنان وتونس والمغرب والجزائر من نصيب فرنسا ".

وفوق ذلك - وقبلة - فهناك وعد من بريطانيا ليهود العالم، ممثلين في "روتشيلد" بوطن قومي لليهود (44) في فلسطين، وكان ذلك الوعد قد حدد باسم " وعد بلفور " في الثاني من نوفمبر 1917م .

ولنا وقفة فيما بتصل بآراء يعقوب (جاكوب) والتي وردت في كتابه ملوك شبة الجزيرة العربية، والذي صدر عام 1923م، وفي هذا الاتجاه، أولاً لانه محايث للاحداث وثانياً انه خدم السياسة البريطانية في اليمن في فترة التقسيم الانجلو - عثمانية والامامية اللاحقة، وثالثاً ان آراءه ضد العرب ووحدتهم كانت مجافية للموضوعية بل - وليسمح لنا - تتسم بروح استعمارية عنصرية، وان حوارنا مع آرائه هو حوار مع السياسات الاستعمارية والروح العنصرية التي أحكمت الحقبة الاالاستعمارية في الوطن العربي وما زالت تمارس حتى يومنا.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 11:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

آراء يعقوب (جاكوب ) (هارولد):-

أ. " كان الحكم التركي في اليمن (لعنة) كغيرة من انظمة الحكم التي تسير على طريقة (فرق تسد) ..وقد وجدوا العرب انفصاليين (!) بحكم العادة والعرف الذي ثبت مع الزمن، وطول الاستعمال والممارسة وشعار العربي قوله (اترك كل شخص يرعى نفسه)(45)

ب. نحن (الانجليز) مياليون كثيرا، الى ترك الاختلاف والتباعد بين الطائفتين في شبة الجزيرة العربية وهو بالاحرى انقسام جغرافي " (!!) ..

وبرغم اعتراف (جاكوب) وبطريقة دعته للأسف بقوله " في اليمن تصلي كلا الطائفتين في مسجد واحد ... والسنة والشيعة اليمنيون يتزاوجون فيما بينهم (46).

ج. ان الاستقلال شعارهم (العرب) ولا يزال ينقصهم التماسك لتحقيقه . انهم على عكس، بقر الدربانية لا يستطيعون ان يحافظوا على السير في صف .. انهم يريدون حكومة (دولة ) تقدم لهم اللازم وتتركهم منفردين بأنفسهم ... ويستشهد يعيقوب (جاكوب ) بكلام للمستشرق رينان حول الاسس المكونة والموحدة لللامة بالقول :

"ان الاساس الحقيقي المكون للامة الذي يولف بين ابنائها ليس هو الجنس، ولا اللون ولا اللغة ولا الدين ولا الحدود الطبيعية، ولكنة الرغبة في الانسجام وقيام حياة مشتركة (47)

د. ومن خلال تهمتي الانفصالية وعدم الوحدة، والتحضير، تتأتى ثالثة الاثافي من خلال رؤية (جاكوب ) العنصرية للعرب بأنهم حيوانات متوحشة تحب القتل وسفك الدماء، بقوله " (الرجال حيوانات تمل بنادق) والعرب يقعون ضمن هذه الفئة من الرجال (48).

ويرى البحث في رده على آراء يعقوب (جاكوب) ما يلي :

لقد أقام العرب امبراطورية واحدة موحدة مترامية الاطراف تفوق امبروطورية الاسكندر المقدوني والامبراطورية الرومانية اتساعاً، وتمتد من حدود الصين الغربية والمحيط الهندي شرقاً الى جنوب فرنسا (غالية) والمحيط الاطلنطي غرباً .

وكان العرب وما زالوا صناع حضارة، حموا الجماعات والطوائف والديانات الاخرى، وبخاصة والمثال على ذلك اليهود في الاندلس، الذين حموهم من بطش المتعصبين الغربيين والسياسات الاستعمارية الصهيونية الحديثة والمعاصرة أعطتهم الحق بوطن قومي لهم في بلادنا فلسطين، دون وجه حق وتخلصاً منهم، وضمن سياسة استعمارية اتبعت القتل والبطش والابادة وتهجير السكان العرب الاصليين .

ومن ثم لم يكن العرب انفصاليين بل عشاق وحدة في أمة واحدة، وحضارة انسانية مبدعة لصالح وخير البشرية، ولم تتطرف العنصرية يوماً الى ثقافتهم، وفكرهم وممارستهم التاريخية، ونحن مع (جاكوب) في اتكائه على مقولة رينان حول أهمية "الرغبة في الانسجام وقيام حياة مشتركة " كأساس من أسس وحدة الامم ولكن مايزيد وحدة الامم قوة وتماسكاً هي وحدة اللغة وايضاً الثقافة والجغرافيا والتاريخ المشترك، وهو الذي تتمتع به وحدة امتنا العربية تاريخياً .

ان تهم الانفصالية وعدم السير في صف واحد العنصرية والهجمية تجاه العرب يطرح تساؤلات عدة ..

أولاً : ألستم (والخطاب لصانعي السياسات، الاستعمارية تجاه الوطن العربي ) انتم الذين تفرقون وتشتتون صف بقر الدربانية هذا ... !

ثانياً : لم يقم العرب أي نظام عنصري او تفرقة عنصرية في حياتهم شبيه العنصري في روديسيا وجنوب افريقيا ولا التفريق العنصري في الولايات المتحدة وفي الغرب، والسائد حتى يومنا هذا مع مطلع القرن الحادي والعشرين للبشرية، ثم ألم تكن النازية والفاشية التي قتلت ثمانين مليون من البشر صناعة متحضرة للغرب ؟ يا أخانا في البشرية (جاكوب)

واليوم الم تكل (والخطاب للسياسات الاستعمارية) بمكيالين في قضايا حقوق الانسان والشعوب المضطهدة فمن ياترى في الاخير "حيوان يحمل بندقية" وصواريخ وقنابل وروؤس نووية، تمارس الابادة الجماعية للشعوب في هيروشما ونجازاكي اليابان وفي كوريا وفيتنام واسيا وافريقيا والوطن العربي وامريكا اللاتينية؟

السياسة الانجلو - عثمانية في تقسيم اليمن (1872 - 1918 م)

تلخيص الصور:

تركنا آنفا اليمن عام 1840م مقسمة الى الى ثلاثة اجزاء :

حسين ين حيدر في " أبو عريش وتهامة بمباركة الباب العالي والانجليز، "الامامة " في الهضبة الوسطى والشمالية من اليمن " والجزء الجنوبي " المحتل من قبل الانجليز المتمثل بمستعمرة عدن والنواحي التسع حولها ودارت على الرقعة الجغرافية اليمنية الطبيعية في هذه الفترة الممتدة من (1839م الى 1918م) صراع ارادت ثلاث ورابعة غائبة او مغيبة .

الاولى الدعاوى العثمانية في ملكية كل اراضي شبة الجزيرة العربية(49) ومنها كل الارض اليمنية التي تمثل في عودتها سريعاً بعد تدخلها في تقسيم اليمن عام 1840م، الى تهامة عام 1849م لتلق أقصى اتساع لها في المنطقة العربية باحتلالها صنعاء عام 1872م وليبدأ حينها الضغط على المصالح البريطانية في الامارات القبلية التسع التي تحيط بمستعمرة عدن.

الثانية ارادة المستعمر الانجليزي في الحفاظ على ممتلكاته في جنوب اليمن (المستعمرة والامارا التسع ) وكسب المزيد من الارض تحت اساليب وذرائع استعمارية سبق وان اشرنا اليها، مطوراً معاهدات " الصداقة والولاء " الى معاهدات "الحماية " بشكل دعوى قانونية (50) أمام مطالب الارادتين الاولى والثالثة المتمثلتين بالعثمانية والامامة في بقية اليمن وخاصة منذ عام 1872م وما تلاها من سنوات

الثالثة مطالب الامامة الدائمة بان اليمن ارض اجدادها، وأنها صاحبة الحق الاولى والاخيرة فيها، وانها المرجع السياسي والحقوقي في الارض اليمنية في التعامل مع الغير (51).

الارادة الرابعة الغائبة أو المغيبة هي ارادة الشعب اليمني التي اعتمدت على النفس الطول في المقاومة والكفاح ضد الارادات السابقة وان تعاملت مع الامامة كقيادة لها عندما عندما تؤمن الاخيرة بالكفاح من اجل تحرير الارض والمعادية لها عندما تنكص عن مشروع الكفاح والجهاد ضد المحتل الغاشم ولتقلب ارادة الشعب اليمني الوطنية والباسلة الطاولة على كل الارادات المعادية مفشلة خططهم الاستعمارية التقسيمية الانفصالية ومحاولة التفتيت والتقسيم الطائفي ولتنتصر في النهاية محققة لنفسها الوحدة الوطنية والاستقلال السياسي منذ سبتمبر الخالدة 1962م واكتوبر المجيد المتجسد في الجلاء عام 1967م، ليصل الشعب اليمني الى غايته المنشودة في وحدة الارض والانسان في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 11:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

الخطط والسياسات - الاجراءات البروتوكولات للتقسيم.

الخطط والسياسات :

بعد تسليم الباب العالي والانجليز " ابو عريش " وتهامة الى حسين ين على حيدر عام 1840م، طلبت الامامة الزيدية عام 1841م مساعدة الانجليز في اجلاء الحسين بن علي حيدر عن التهائم دون جدوى (53).

وفي عام 1843م ارسل الامام وفداً لطلب المساعدة من الانجليز فاعتذروا مجدداً، وبعد فشل سياسة تأليب الانجليز، والحصول على مساعدتهم هددت الامامة بإستيلاء على لحج (54).

غير أن مستجدات طرأت في صنعاء تمثلت في استيلاء الامام المتوكل محمد بن يحي عام 1854م على منصب الامامه وإعلانه الجهاد على أشراف ((أبو عريش)) وأوشك حينها ألامام المتوكل على الانتصار وأستراد هذه المنطقة المستقلة إلى حضن اليمن، مما جعل ألامبراطورية العثمانية تسارع لاحتلال الجديده وأجبرت الامام المتوكل على توقيع اتفاقية معهم، تبقي ألامام في مواقعه السابقه، على أن يكون ممثلا للباب العالي وسط رفض المقاومة اليمنية عودة ألاحتلال العثماني وألاتفاق ألامامي العثماني وللتغلغل الانجليزي الاستعماري في جنوب اليمن (55).

على أن العوامل الداخلية والخارجية التي حكمت هذه الفترة الممتدة من (1849م إلى 1872م )عام احتلال العثمانيين للمناطق الجبلية الشمالية وللعاصمة اليمنية صنعاء، قد ساعدت على توطيد سلطة المحتل الغاصب للأرض اليمنية، وبقائها مقسمة وغير موحدة .

وتمثلت أهم هذه العوامل في سلبيات التشرذم والتفتت السياسي في جنوب اليمن، والصراع بين الأئمة، إذ اصطرع على سبيل المثال تسعة من ألائمة على حكم مرتفعات اليمن في الفترة (1849-1855م).

كما أن افتتاح قناة السويس عام 1869م قد مكن العثمانيين من سرعة إرسال حملات جديدة لتكتمل سيطرتها شبه الكاملة على شمال اليمن في العام 1872م.(56)

وبعد احتلال العثمانيين صنعاءعام 1872عززوا مركزهم، واتخذوا سياسية مناوشة البريطانيين في عدن، من خلال مساعدة القبائل في جنوب اليمن بتحريضهم إياهم على الاستيلاء على لحج، ودخل العثمانيون تدريجياً ارض العبدلي والحوشبي والاميري ليحتلوا الضالع في الختام .(57)

وبسياسة الاحتلال والتوسع العثماني هذه وصلت الرقعة الجغرافية اليمنية التابعة لنفوذهم إلى أقصى اتساعها في هذة الفترة (1872)إذ جعل الاتراك اليمن ولاية واحده، فقسموها إلى أربع متصرفيات(تعز _صنعاء _عسير _الحديدة)، وكان الوالي (الحاكم )العثماني يقيم في صنعاء، وقسمت كل متصرفية إلى عدة أقضية، كل قضاء يحكمه قائمقام .

وتشتمل متصرفية تعز على قضاء (إب _العدين _الحجريه _المخا _قعطبه )ومتصرفيه صنعاء على حراز _حجه _ذمار _يريم _رداع _عمران)وتتضمن عسير(أبها_رجال ألمع _القنفذه)والحديده تشمل (زبيده _اللحيه _ريمه_حجور _بيت الفقيه_باجل_أبوعريش)...(58)

وشكلت ألامارت"التسع"(59)المدى الذي وصل إليه التغلغل الانجليزي في جنوب، اليمن حتي عام 1872م وتتشكل هذه الامارات من :-

1)العبدلي
2)الفضلي
3)العقربي
4)الحوشبي
5)العلوي
6)الاميري
7)الصبيحي
8)اليافعي
9)العولقي

ويوضح أريك ماكرواثر الوجود العثماني في اليمن بعد 1872م على السياسة البريطانية تجاه إمارات وسلطنات جنوب اليمن بقوله."وقد أدى وجود الاتراك في اليمن إلى عقد مالا يقل عن 14اتفاقية حماية على مدى ألاعوام الستة والعشرين التي تلت سنة 1871م،وأدت النشاطات العسكرية لدعم لجنة الحدود الانجلو_ تركية إلى ابرام اكثر من 13اتفاقية أخرى، كما تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات أخرى بين سنتي 1912_1915م، وذلك في أعقاب الحرب التركية الإيطالية، وفي سنة 1919م كان في الأراضي المحيطة بعدن والجزر المجاورة 31 زعيماً وقعت معهم اتفاقيات(60).

خطط متبدلة ..وسياسات حثيثة للتقسيم

خطط متبدلة:-

شكل الغزو العثماني لسلطنات جنوب اليمن (1872)، واحتلاله أراضي الحوشبي والصبيحي وألاميري الذي جوبه بمقاومةبريطانية شديدة،_شكل _بداية الصراع ألانجلو _ عثماني المرير من أجل النفوذوالسيطرة في جنوب الجزيرة العربية (61) وحاول الباب العالي التأكيد على حقوقه في سواحل البحر الاحمر وخليج عدن _ناهيك عن حقوقه التاريخية في الجزيرة العربية المشار إليه سابقاً_وعلى مصير وسيادة الدولة العثمانية وسلامة أراضيها، بعدما ضمنتها معاهدات لندن في عام 1840م وباريس في عام 1856م،وبرلين في عام 1878م.(62)

على أن الرياح سارت عكس ماتشتهي السفن .إذسارت السياسة البريطانية إلى فرض الحماية البريطانية على إمارات جنوب اليمن وألانتقال إلى اتباع سياسة الهجوم في صراعها مع العثمانيين بعد أن كانت السياسة البريطانية السابقة والمفيدة لها تقوم على دعم وحدة الإمبراطورية العثمانية المتهالكة، والحفاظ على التأثير البريطاني في الآستانة مع تقوية النفوذ البريطاني في الولايات العربية.

فتغيرت سياسة بريطانيا منذ عام 1886م إزاء ألإمبراطورية العثمانية، مدفوعة بأسباب وعوامل متعددة فالخطر الإمبريالي الألماني الساعي للاستيلاء على الولايات العربية العثمانية قد نشط بشكل كبير مع التبدلات الاقتصادية وتفاوت التطور الاقتصادي والسياسي على الصعيد العالمي والبحث عن أسواق جديدة لبريطانيا وفرنسا كحل من خطر المنافسه، والسعي للتوسع الجغرافي للمستعمرات لتوفير الموادالخام، واشتداد الصراع الاستعماري من اجل أقتسام العالم، ونتيجة ذلك راهنت الأوساط البريطانية على تقطيع أوصال ألامبراطورية العثمانية وألاستيلاء على الأراضي العربية التابعة لها.(63)


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 11:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

خطط وسياسات حثيثة.-

سبق أن أوضحنا الرغبة البريطانية في إقامة حدود (كحد)لمناطق نفوذها في جنوب اليمن ونفوذ الغير منذ أن وطأة أقدامها المحتلة ألاراضي اليمنية، متذر عين بأسباب واهية وطروحات عقيمة تمثلت في أن محمد علي باشا كان في عام 1839م قد أشار أو اعترف بان الجبال المطلة على شمال سهل لحج تشكل الحدودالجنوبية لليمن(!)،وان مطالبهم الحالية بعيد اشتداد الصراع الأنجلو _عثماني على مناطق النفوذ في اليمن عام 1872م تتمثل في حماية استقلال الزعماء العرب المحليين الذين يتمتعون باستقلالهم منذ 1633م وأيا كانت حقوق الباب العالي في السيادة على اليمن، فان حكومة جلالة الملكة تود أن يحاط الباب العالي علماَ _كما سبق الحال مع محمد علي باشا في عام 1839_"بأنها ترغب في احترام استقلال الوطنيين المقيمين بجوار عدن ولن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما حدثت أية محاولة للانتقاص من سيادتهم.(64)

وانتقلت بريطانيا إلى السعي الحثيث لإقرار التقسيم ولو من طرف واحد تمثل في صدور التعليمات من حكومة الهند البريطانية إلى المقيم السياسي البريطاني في عدن في شهر مارس عام 1877م بان يبذل الجهود للوصول إلى تسوية واتفاق مع والي اليمن العثماني لتحيدالحدود بين منطقة النفوذ العثماني والنواحي التسع المرتبطة ببريطانيا بمعاهدات صداقة وولاء.(65)

كما تمثل في مد الحماية على القبائل أو الإمارات التسع(66)لاتخاذه ذريعة قانونية لبسط النفوذ وإرغام العثمانيين كي يوافقوا على تحديدخط مستقر للحدود بين منطقتي النفوذ البريطانية والعثمانية في جنوب اليمن (67)

وفي شهر أغسطس 1889م اقترح على الحكومة البريطانية أن تتخد من جانبها الخطوات اللازمة لتحديد الحدود بين منطقتي النفوذ البريطانية والعثمانية في جنوب اليمن دون انتظار موافقة العثمانيين على ذلك بل أن عليها أيضاً إجبارهم على احترام هذه الحدود.(68)

مؤامرة التقسيم :-

برتوكولات ..معاهدة..مقاومة يمنية مستديمة.. شهدت الفترة الزمنية الممتدة من1886م إلى 1918م تبدلات وتغيرات سياسية على المستوى اليمني والإقليمي والدولي .

أهم مايميزها ثلاث محطات كان لهاتأثيرها في التاريخ اللاحق للمنطقة والعالم .

أولاً:- تتمثل في خطوات ما سمي بالبرتوكولات سيراً صوب معاهدة الحدود عام 1914م وتقسيم اليمن إلى منطقتي النفوذ بريطانية عثمانية(69) مع ما استتبعة من ولادة قسم ثالث في منطقة عسير اليمنية حكمها، عامل المقاومة أولآضدالأتراك بعد صلح دعان 1911م وغلبة المصالح الإيطالية وفشل المحاولة الإمامية العثمانية لغرض انضواء الآدارسة تحت لواء الزيدية والمظلة العثمانية ومن ثم التحالف الإدريسي البريطاني في الحرب ألاولى 1915م لتؤول أملاك آل عايض والأدارسه اليمنية في النهاية إلى آل سعود تباعاً في عام 1920م و1926م (70)

وكانت النتائج كما نلاحظ وخيمة على وحدة ألارض والشعب اليمني، ضمن سياسة إمامية حذرة ومحايدة، وغير قادرة على قيادة مقاومة حقيقية تؤدي إلى تحقيق نتائج وطنية تستعيد وحدةالأرض والإنسان اليمني (71).

ثانياً:-الصراع ألأنجلو _عثماني .فقد استغل الطرفان كل مكامن القوة والضعف لديهما من اجل إنجاز مخططاتهم التامرية ومصالحهم الإيثارية الاستعمارية، واستعان الطرفان ووظفا كل التحالفات والعلاقات والأحداث المحلية والإقليمية والدولية لصالح فرض شروطها على الآخر.

وما يلحظ هنا غلبة المخططات البريطانية وانتصارها في النهاية، المتمثل في فرض المعاهدة الانجلو _عثمانية وجعل العثمانيين يعترفون بمنطقة النفوذ البريطانية وترسيم الحدود بين عدن والمحميات وشمال اليمن مقسمين اليمن إلى شطرين، وكان الخاسر الوحيد في هذا الشعب اليمني الذي استمرت مقاومتة ضد هذه المؤامرة والذي شكل المحطة الثالثة الواعدة في الصراع.

لقد حكم هذا الصراع وصاحبه عدة تأثيرات :-

أ) لم يوافق العثمانيون على بدء ترسيم الحدود و المبادرة من أجل تنفيذها وتوقيع المعاهدة إلا بعد أن ساءت أوضاع الإمبراطورية العثمانية في ظل نهوض حركة التحرر الوطني ضدها في مقدونيا وألبانيا والحجاز وشمال اليمن.

ب) فشل الباب العالي في كسب تأييد ألمانيا للحفاظ على الآملاك العثمانية في ولاياتها العربية، ومحاولة ألمانيا الاستيلاء على جز ر فرسان اليمنية، التابعة للعثمانيين عام1900م، والحرب الروسية اليابانية 1904م وانشغال روسيا عن منافسة بريطانيا، والتحالف البريطاني الفرنسي والاتفاق الودي بينما 1904م، وإعطاء مراكش لفرنسا التي تطمع فيها ألمانيا، مقابل عدم اعتراض الفرنسيين على النفوذ البريطاني في مصر، فتحقق للانجليز شغل المانيا بصراعها مع الفرنسيين منذ 1905م.

ج) التلويح الدائم، من قبل بريطانيا، باستخدام سياسة البارجة والمدفع ضد النقاط الحساسة والاستراتيجية لنفوذ العثمنايين في منطقتي النفوذ في جنوب اليمن سواء في الشريجه وماوية والضالع والصبيحه والشيخ سعيد والمخاء والحديدة، وبعد خروج العثمانيين في منطقتي نجد مرقد وشبوه في جنوب اليمن، استخدم سلاح الجو الملكي بصورة مكثفة .

د) كما كان للصراع الحاد على الكويت بين العثمانيين والانجليز الذي كاد ان يتحول الى صدام عسكري في مياه الخليج العربي كان له اثره في هذا السياق ويصب لصالح الانجليز في ترسيم الحدود وتقسيم اليمن (72)

ونتيجة لذلك سارعت الاستانه (في تشرين الاول ( اكتوبر) 1901م الى ابداء اقتراحها على البريطانيين بتقسيم اليمن، وصدر قرار تشكيل لجنة أنجلوا - عثمانية لترسيم الحدود في آواخر عام 1901 م

وما نريد ان نؤكد عليه هنا مايلي :-

1) ان رسم الحدود بين شمال اليمن وجنوبه كان محصلة متميزة للصراع الانجلوا - عثماني من اجل الاستيلاء على جنوب شبه الجزيرة العربيه (73 ) ومد نفوذ بريطانيا على الجزيرةالعربيه وما تبعه من نتائج التقسيم للوطن العربي باتفاقية سايكس - بيكو وكمحصلة لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

2) قدرة بريطانيا على تقويض دعائم سلطة العثمانيين وسيادتهم في منطقة البحر الاحمر نهائياً مع نهاية الحرب العالمية الاولى، ناهيك عن أملاكها في المشرق العربي برمته، ناهيك عن المغرب العربي الذي خرج عن سلطتها مبكراَ.

3) ظلت معاهدات الحدود الأنجلو-عثمانية الأساس لرسم الحدود تقسيم اليمن إلى شطرين، وحتى بعد خروج العثمانيين من اليمن عام 1918م سواءً في الإتفاق الإمامي - الإنجليزي عام 1934م وما تبعه من أحداث الصراع بين الأخيرين حول شبوة والتأكيدات الواردة في إتفاقهم بعد ذلك عام 1951م (74).

4) قاوم الشعب اليمني فكرة التقسيم ولجان ترسيم الحدود إلى درجة أن القطيبي فرض على اللجان الأنجلو- عثمانية ترسيم حدودها على الهواء والخارطة فقط دون قدرتها على الوصول إلى المنطقة لرسمها على أرض الواقع، ناهيك عما يتصل بالحدود شرقاً، التي حددت فلكياً لتصل إلى درجة العرض 20 وتتصل بإتفاق الطرفين السياسين في منطقة الخليج العربي.

وبالنسبة للمقاومة الوطنية في عموم اليمن لمشاريع تقسيم اليمن قد استمرت المقاومة للاحتلالين الأنجليزي والعثماني منذ بدء عمل لجان ترسيم الحدود 1901م، وأثناء وبعد انتهاء عملها في البرتوكولات عام 1903م-1905م وما قبل صلح دعان بين الإمامة والعثمانيين وبعده،وما قبل توقيع المعاهدة الحدودية الأنجلو-عثمانية وبعدها(75).

لقد أعتقد العثمانيون والإنجليز إن توقيع معاهدة الحدود سيضمن لهما الاستقرار والديمومة في المنطقة ويكسبها الشرعية لسياستهما التقسيمية التشطيرية للأرض والشعب اليمني.(76)فالبائع والمشتري لم يكن لهم الحق أصلاً فيما ابتاعا واشتريا فكلاهما لا يملكان وأعطيا. لنفسهيما-وبكل أريحة-شيئاً لايستحقانه وعندما صح الصحيح كان الشعب اليمني وهو المالك الحقيقي يستعيد الحق والكرامة والاستقلال والوحدة بالنضال والكفاح والمقاومة والوحدة الوطنية،ولا راد لإرادته لإنها من إرادة الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على تاريخ وجغرافية اليمن في التاريخ الحديث والمعاصر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 14, 2015 11:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة

خطوات الترسيم وتوقيع البرتوكولات..والمعاهدة:-

اقترح العثمايون في تشرين الاول (أكتوبر )1901م على بريطانيا تقسيم اليمن، وصدر قرار بتشكيل لجنة الانجلو- عثمانية .لترسيم الحدودفي أواخر عام 1901م وعقدت اللجنة أول اجتماع لها في بداية العالم التالي، استمرت في عملها حتي سبتمبر عام 1907م (77)

وكان الإنجليزفي فترة سابقة لتشكيل اللجنة الحدودية _العثمانية،قد بادروابصفة منفردة منذ (نهايات القرن التاسع عشر )بتحديدخط للحدود بين منطقتي النفوذ اسمي هذا الخط ب((خط وهاب))كولونيل بريطاني، الذي يبدأ من رأس شيخ سعيد قرب قرية تربة،ويمتد إلى الشمال الشرقي ملتوياً في بعض الأماكن ويصل إلى منطقة مدينة القطيب فقط "وبخاصة إن العثمانيين لايحتلون يافع والعوالق والمهرة وبقية القبائل شرقاً،مما جعل تحديد خط وهاب يقف في منطقة القطيب ردفان(78).

وضمن عمل لجنة الحدود في شباط (فبراير1902م)لم يرغب الإنجليز في الحديث عن خط وهاب الذي لايلبي أطماعهم الاستعمارية،وتم إشعار العثمانيين الذين كان لهم موقف سلبي تجاه هذه الأطماع بأن يافع العليا والعوالق العليا من ضمن الإمرارات التسع التابعتين لبريطانيا "فإذا رغب العثمانيون في رسم حدود هذه الأراضي فيجب أن يمر خطها بالحدود الشمالية ليافع العليا والعوالق العليا بما في ذلك البيضاء وبيحان.(79).

وبسبب التنافس الاستعماري ضغطت المانيا على الباب العالي، مدفوعة بخوفها من تعزيز مواقع النفوذ البريطاني في حوض البحر الأحمر(80) فقام العثمانيون في بداية عام 1902م، باحتلال أجزاء كبيرة من إمارة الضالع وبخاصة المنطقتين الهامتين الجليلة وجبل جحاف.(81). وأتبعت بريطانيا اتجاه الهجوم العثماني،والمماطلة في الخروج من الضالع، سياسة التهديد العسكري وزيادة قواتها في المنطقة،مطالبين بخروج القوات العثمانية فوراً من إمارة الأميري(الضالع)،ورغم مرسوم الباب العالي 1 تشرين الثاني (نوفمبر)1902م القاضي بسحب القوات العثمانية من الضالع والشروع برسم الحدود في المنطقة المختلف عليها إلا أن الأمور لم تسو إلا بصدور مرسوم آخر في 18مارس 1903م-

ونتيجة لمزيد من الوعيد البريطاني والتغيرات الدولية لصالحها قضى المرسوم بسحب القوات العثمانية من الجليلة إلى قعطبة، والموافقة على نقل أهم المناطق إلى نفوذ الأنجليز،والبدء برسم الحدود وفقاً للمطالب البريطانية.(82).

وفي عام 1904م، تمكنت لجنة إعداد الحدود من الدخول إلى منطقة الصبيحي، التي تتمتع بأهمية إستراتيجية كبرى، لصلتها بمضيق باب المندب الممر الوحيد إلى البحر الأحمر من الجنوب.(83) وأستطاعت لجنة الحدود الانجلو ـ عثمانية في آيار (مايو)1904م، رسم الحدود على طول 138 ميلآ من وادي بنا شرقآ إلى قرية دار أم بيم، التي تبعد عن مضيق باب المندب بحوالي 45 ميلآ.(84)

ونشب خلاف بين الطرفين المحتلين لليمن آنذاك، دار حول سببين رئيسيين يتعلقان برسم الحدود قرب باب المندب والثاني إستمرارية خط الحدود من وادي بنا فالشعيب شرقآ، وأستمرت هذة الازمة عامي 1904ـــ 1905م، استخدم فيها الطرفان وبخاصة الإنجليز كل وسائل الضغط والتهديد العسكري،والظروف الدولية المواتية لصالح مد النفوذ البريطاني في جنوب اليمن وبقية المنطقة العربية.(85)

ومما زاد الطين بلة، بالنسبة للجانب التركي،هو اشتداد المقاومة اليمنية والهزيمة العثمانية أمامها في معركة شهارة الفاصلة التي تعتبر تحولاً مهماً لتسمى اليمن بعدها بمقبرة الأناضول، ومما له دلالة في ذلك التسليم العثماني بالمطالب الإنجليزية هو توقيع الجانب العثماني على البرتوكول السادس الختامي للجنة الحدودية الأنجلوــ عثمانية يوم 20 إبريل عام 1905م، ودخول الإمام يحيى بن حميد الدين صنعاء يوم 21 إبريل عام 1905م، متوجآ إنتصار المقاومة اليمنية الظافر بعيد معركة شهارة.(86)

وإن خذلت المقاومة اليمنية ذلك، بالمفاوضات الإمامية العثمانية التي أدت إلى صلح دعان عام 1911م(87) ويعلق الدكتور المقالح على ذلك بأن الإمامة حينها قد ركبت موجة الكفاح الوطني، وأثارت بتوقيعها الصلح ريبة المقاومة اليمنية التي عبرت عن نقدها للصلح وشروطه والنتائج التي توصل إليها، ومردوده السلبي على الأفاق المستقبلية لحركة المقاومة التاريخية صوب كنس قوى الإحتلال بشقيه العثماني والإنجليزي وتوحيد الوطن.

وعبر الشعر لشعبي عن ذلك صراحة في عدم جدوى "صلح دعان" (قائلآ):

قالوا سبر صلح "دعان" فيه سدوا الرحال
وما درينا عليش تموا، وكيف المقال

ما غير ليش ما يسدوا قبل بدع القتال؟
عليش سرنا وجينا في السبال والجبال

لا سيرتك ما تفيدك : ما يضر الجلوس

ولسان حال الشاعر المثل المعروف "كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا".(88)

وكن البرتوكول السادس الموقع في إبريل 1905م، قد وافق فيه العثمانيون على الاعتراف بمد نفوذ الانجليز شرقا الى يافع العليا والعوالق العليا وبيحان التي لم تكن ضمن "النواحي التسع" التي رسمت عام 1873م (89)

ومن الغرب رسمت الحدود من دار ام بيم حتى شيخ مراد، وتعهد الباب العالي بعدم تسليمه الاراضي المتاخمة لحدود الصبيحي الى اي طرف ثالث وهكذا انهت اللجنة الانجلو ــ عثمانية ترسيم الحدود نهائيا شاطرة بذلك اليمن الى شطرين بريطاني وعثماني.(90)

ولتدرج المداولات حول قضية الحدود في اتفاقية وقعت في ابريل عام 1909م وادخلت في المعاهدة الانجلو ــ عثمانية التي وقعت في 9 مارس 19 م وتم المصادقة عليها في يونيو 1914م (91).


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 11 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 27 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط