موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 75 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 17, 2006 2:40 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553

أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

الصخرة :

المسألة قد تكون واضحة عندك لكنها غير واضحة عند كثير من الناس
وجميل صنيعك فى ذكر أحاديث ما يكون قبل قيام الساعة
ولو أمكن تجميعها تحت أبواب يكون أفضل
ولو أمكن جعلها فى صيغة سؤال والنبى صلى الله عليه وآله وسلم يجيب أمته يكن خيرا كثيرا


سهم النور:

الكلام على ابن تيمية أو ابن عبد الوهاب غير مكتمل نوعا ما
فابن تيمية مثلا هو الأداة التى تم تنفيذ الاستراتيجية فى تفرقة الأمة من خلالها
يعنى هناك إستراتيجية وتحت الإستراتيجية تكتيكات تنفذ بتكنيك عالٍ
اختير ابن تيمية ببراعة شديدة ، فهو عالم شاب مندفع عنده جرأة وله صفات كثيرة تؤهله
ولا تنسى أن إبليس كان عالما مندفعا عنده جرأة.

ولو استعرضنا الموضوعات التى اختلفت فيها الأمة لظللنا سنوات نكتب فيها

قد يكون قصدك الرجوع إلى ما كانت عليه الأمة طيلة سبعة قرون قبل ميلاد ابن تيمية الذى يعتقد أن الله له أعوان من الملائكة
ما تقصده الريحان فى سؤالها غير ذلك


الريحان :

قولك
" فنحن مضطرين أن نتعامل مع النتائج ليس مع الأسباب "

" فان من الحكمة التي أراها أن نتعامل مع النتائج "
يحتاج للتوضيح
فإن ثمرة اليوم هى بذرة الأمس
وإذا كان المريض مثلا عنده صداع فهل يجب عليه أن يأخذ قرصا من الأسبرين فقط أم يجب أن يعلم أن هذا الصداع بسبب قولون أو نفسى أو عصبى أو نزلة برد أو غير ذلك
وخاصة إذا أصبح الصداع مستمرا لفترات طويلة

أرى أنه قد يكون قصدك أن الواقع يفرض نفسه بشدة
وأن قصدك قد يكون الاهتمام بالحلول أكثر من الاهتمام بمناقشة الأسباب
إلا أننا يجب أن نفرق بين نوعين
الدعاة والمتدينون عليهم معرفة الأسباب والدوافع والحلول
العوام عليهم العمل إذا وثقوا بالدعاة
وهنا نتكلم فى هذا المنتدى فى هذا الموضوع عما يفعله الدعاة والمتدينون على وجه الخصوص
، على أساس أنه بعد تشربهم يبدأوا هم فى الدعوة الحقة

وقولك " فان بحثت يا أخي عن آية أو حديث معين تراه هو ذاته دليل في أكثر من موقع "

هو كلام حق ، ولكن لو كان الإنسان مريضا وذهب إلى طبيب ضعيف بليد أو نصاب ، وذهب إلى عدة أطباء فيهم نفس الداء ، أيترك البحث عن طبيب صالح صادق
أين مثل وتجربة سيدنا سلمان الفارسى !!!
لا تنسى أن الاختبار فى الصدق والإخلاص لن يكون هينا
وكل الناس عندهم طرح لما عندهم ، سواء ما كان عندهم مادى أو معنوى
دنيوى أو دينى
للوصول إلى الطرح أو الحقيقة التى عند أهل الله ، لابد لك من اجتياز عقبات لا يجوزها إلا أكابر الرجال الصالحين من أهل الله
إذا كان بعض المناصب الدنيوية تستدعى اجتياز اختبارات وعقبات لا يعلمها إلا الله فما بالك باختبارات مفاتيح الخير مغاليق الشر الذين تنجلى بهم كل فتنة ظلماء حتى لو اختار الناس العمى على الهدى.

وتعقيباتك على سهم النور جيدة وصادقة


السؤال أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو كما هو

" كيف نواجه الاختلافات القاتلة الحاصلة الآن بين العلماء, التي تنتج منها فرق ضالة وأخرى الله أعلم عن ماهيتها ؟ "


هذا السؤال من الأهمية بمكان
وخاصة فى هذا الأسبوع الذى شهد فتاوى الترابى بجواز زواج المسلمة من أهل الكتاب ، ونفى السنة ، وغير ذلك من فتاويه

ومجمع البحوث الفقهية ، وزواج المسيار ، وزواج فرند
بغض النظر عن صحة الفتوى أو خطأها

فماذا فعل مجمع البحوث بجدة فى موضوع الدنمارك ؟

وشهد هذا الأسبوع أيضا المطالبة بالسماح بطواف اليهود والنصارى حول الكعبة

والبقية تأتى

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم


من ناحيتى مبدئيا سيتم عمل قسم بعنوان " أحكام وفقه آخر الزمان " تحت منتدى " مواضيع إسلامية متنوعة "
وذلك مثل قسم " المكتبة المقروءة والمسموعة والمصورة "

وعندى إن شاء الله الكثير مما يفيدكم فى إجابة السؤال الأول ، ولكنى سأنتظر حتى نتعلم جميعا كيف نتحول من ضعف إلى قوة ، ومن عدم علم إلى علم وفهم بإذن الله ، وكيف نتكاتف ، وقد أنقل جزء من كتاب " حتى لا تحرم من رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام " ففيه أجزاء مفيدة بإذن الله

وأقترح من الأحباب فى أى موضوع يكتبوه أن يتخيلوه وكأنه موضوع كتاب ، ما هى الأبواب المهمة ، والمحتويات ... وفى النهاية ما هو الملخص الجيد لهذا الكتاب.

ومازلنا فى الانتظار
وفقنا الله وإياكم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 17, 2006 8:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 02, 2005 11:44 pm
مشاركات: 146
[font=Verdana]

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبة الكرام ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.


بداية : ارى ان معالم النقاش وبحمده تعالى ونعمتخ علينا بدأت بالوضوع والتكشف بعض الشئ , ويعود الفضل الاكبر الى السيد الدكتور محمود حفظه الله من كل مكروه ونفع به الامه الاسلاميه لما فيه خير , فارى رده الكريم يمثل التوضيح تاره والرد تاره اخرى والتوجيه لأعضاء المنتدى في كيفية تناول المواضيع والاسلوب الجيد للكتابه في مثل هذه النقاشات ,وهذا ما نفتقده في اسلوب تحاورنا في كثير من الامور , هو وجود الطرف لنعتبره الثالث ان ما كان يعتبراحد الاطراف الاساسيه الذي يقوم بهذا الدور الجلي في المراقبه والامداد في ما يحتاجه الاطراف من علم وتوعيه .

فاسمح لي ايها الفاضل ان تقبل مني كل الاحترام والتقدير على جهودك , اعلم انه تكررت كلمات الشكر والثناء هنا وخاصه بعد اسمك يا سيدي الفاضل ولكن هذا اقل ما تستحقه الى جانب الدعاء لك ايها الفاضل بالتوفيق لما يحبه عز وجل ويرضاه اللهم امين .

طرحت يا سيدي في ردك وقمت بالاشاره على نقطتين مما طرحت انا مسبقا في ردي ,

النقطه الاولى :

قولي ( الريحان ):" فنحن مضطرين أن نتعامل مع النتائج ليس مع الأسباب "

تماما يا سيدي كما اوضحت انت حرفيا هذا ما كنت اقصده وهذا لا يعني اهمال الاسباب فكما قلت يا سيدي ( الدكتور محمود ): "فإن ثمرة اليوم هى بذرة الأمس "
فكيف نهمل الاساس , ولكن كما قلت يا سيدي ( الدكتور محمود ) :" الاهتمام بالحلول أكثر من الاهتمام بمناقشة الأسباب"
وكما اشرت الى ان الدعاة والمتدينون عليهم معرفة الأسباب والدوافع والحلول العوام عليهم العمل إذا وثقوا بالدعاة ".

وتلاحظ يا سيدي انك خلال ردك ذكرت ان لكلا من المتدينين والعامه دور فدورنا لا ينفصل انما يكمل ويرتبط ويساعد في الوصول الى الحل لا محال .

واعتقد ان هذه النقطه سوف نطرحها ان شاء االمولى عز وجل في ما بعد بعد الانتهاء من هذه النقطه.


النقطه الثانية :

قولك يا سيدي ( الدكتور محمود ) : "ولكن لو كان الإنسان مريضا وذهب إلى طبيب ضعيف بليد أو نصاب ، وذهب إلى عدة أطباء فيهم نفس الداء ، أيترك البحث عن طبيب صالح صادق "

اعتقد يا سيدي ان الايمان الذي في القلوب واليقين بالله عز وجل والامل هو المحفز الاساسي والمعين على هذا كله , فلن نترك باذنه تعالى البحث عن الحق لأنه موجود وهذا لا شك فيه فكما خلق الله تعالى الشر في نفوس البشر خلق الخير التوازن موجود ولكن مطلوب ازاله الشوائب والغبار الناتج عن هذه الفتن لتوضح الصور ونميز الخبيث من الطيب . وهذا ما هو مرجوا من مثل هذه النقاشات او الابحاث التي تقوم بها ايها الفاضل فبارك الله جهودك وجعلنا من امثالك في خدمة ديننا وكله في سبيل رضى الله عز وجل اللهم امين .


وقولك : "لا تنسى أن الاختبار فى الصدق والإخلاص لن يكون هينا ."

اعلم يقينا هذا بارك الله لك وادعو الله عز وجل ان يقوي ايمانا ويعيننا على هذه الاختبارات والابتلاءات لنصل الى الصدق والمحبه الحقه لله عز وجل ورسوله الكريم " صلى الله عليك يا حبيبي يا رسول الله ".

واخيرا :

اتمنى انني بفضل الله عز وجل قد استطعت من توضيح ما كان مبهما للبعض في ردي السابق

و ننتظر جميعا التعليقات والردود من قبل الاخوان والاخوات في المنتدى فبارك الله لكم اخوتي .


يتبع ان شاء الله تعالى ...


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 18, 2006 1:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5344
[font=Arial]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد النور الهادى المبين
وعلى آل بيته الكرام الطاهرين الطيبين أفضل صلاة وأتم وأزكى تسليم .

اسمح لى سيدى الشريف بالاشتراك معكم فى هذا النقاش والتحاور
حول ما تعانيه الأمة ومحاولة إلتماس طريق الحق والهداية فى وسط
هذه الأجواء الملبدة بغيوم الفتن والاختلاف مع ظهور بعض ؟؟؟ ؟؟؟؟
لا أدرى والله ما أسميهم !!!!
كل واحد يدعى نفسه داعية لله ورسوله وعندما نسمع كلامه نجده بعيد
كل البعد تماماً عن جوهر كلام سيدنا رسول الله ، أخذوا القشور ولا لب لهم
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فأصبحت الدعوة اليوم ما هى إلا وسيلة للتربح والظهور فقط .. والله المستعان .

بداية أذكر نفسى وأخوانى بهذا الحديث الشريف:-
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور
مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ
لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي
يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن
حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري و مسلم

فى هذا الحديث نجد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه نظرنا
ببساطة ويوضح لنا أن فى صلاح قلوبنا كأفراد صلاح الأمة بأسرها .

فإذا صلح قلبى تمكن بفضل الله أن يميز الخبيث من الطيب سواء فى
الأقوال أو الأفعال وبالتالى تنجلى البصيرة فنرى الحق حقاً فنتبعه
والباطل باطلاً فنجتنبه .

فأولاً يجب أن نصلح قلوبنا برسول الله لنكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
والمعية غالية
لا يفوز بها إلا الرجال .
فلنصدق بداية مع سيدنا ومولانا رسول الله حبيب الرحمن وسيد الأنام صلى الله عليه وسلم
حتى ننتهى إليه عليه أفضل صلاة وأتم سلام.

فأول الطريق هو منتهاه .
أوله محمد وآخره محمد صلى الله عليك يا سيدى يا رسول الله .

وأخيراً أحب أن أطمئن الأخت الريحان أنها هنا فى هذا المنتدى الشريف
لم تعد تائهة فأنت فى أمن وأمان إن شاء الله تعالى مع حضرة النبى
صلى الله عليه وسلم . هنا تنجلى الأمور وتظهر الحقائق واضحة
لا لبس فيها فاثبتى وأصدقى لتكونى من الفائزين الناجين برسول الله
عليه وعلى آل بيته الكرام أتم صلاة وأزكى سلام .

أرجو المعذرة سيدى للإطالة ، كما أرجو من سيادتك توجيهى للإتجاه
الصحيح إذا ما شردت بعيداً عنه وأسأل الله ألا يحرمنى صحبتك الطيبة
المباركة أبدا.. اللهم آمين آمين آمين

وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة ترضيك وترضيه
وترضى بها عنا يا أرحم الراحمين .[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 19, 2006 2:26 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553


تفضلى " فدا النبى " صلى الله عليه وآله وسلم

وأتمنى رؤية مشاركاتك مصحوبة بتركيزك المعهود

وتحليلك للأمور ببساطة.

ولعلك وباقى الأخوة والأخوات توضحوا

1 ـ الخلاف المقبول والمرفوض

2 ـ الفرق بين الخلاف والاختلاف

3 ـ كيف كان الحال أيام صحابة النبى صلى الله عليه وآله وسلم

فبالرغم من حجم الخلافات لم تتوقف الفتوحات الإسلامي

4 ـ ما معنى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }هود118ـ119

5 ـ من من طوائف المسلمين يمكن اتفاقهم ومن لا يمكن اتفاقهم

6 ـ بفرض عدم الاتفاق هل من الممكن أن يكون المسلم فعال ومنتج..

7ـ كيف ينتصر من {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى }الحشر14

يتبع إن شاء الله



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 20, 2006 1:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 07, 2004 12:49 pm
مشاركات: 5344


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
والصلاة والسلام على خير الأنام ولمن له خلقت الأكوان وعلى آله
الكرام الطاهرين الطيبين أفضل صلاة وأتم سلام .

أشكرك سيدى على حسن ظنك بى ودعمك لنا وأسأل الله أن يجعلنا
أجمعين من خيار رجال وجند سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .

أرى أنه من الواجب علينا أولاً أن نعرف كيف نفرق بين من يمكننا أن نأخذ
عنه ومنه العلم والفتوى ومن كان البعد عنه غنيمة .

فمن يخطئ فى الأصول ويتهم عامة المسلمين أن إسلامهم ناقص
ويقسم التوحيد لتوحيد ألوهية وتوحيد ربوبية - وهذا ما لم يفعله
سيدنا رسول الله ولا أحد من الصحابة من بعده – من يتطاول على
خالقه ويحدده ويقول بالتجسيم ؛

من يتطاول على الجناب النبوى الشريف ويطعن فى السيدة فاطمة
الزهراء ويقول أن لها قوادح .. السيدة فاطمة أم أبيها كما يسميها
سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يسئ الأدب
مع زوجات النبى وصحابته رضوان الله عليهم ؛

مثل هؤلاء الذين يطلق عليهم البعض علماء الدين لا يجب أن آخذ منهم
علماً ولا فتوى .. فهم ضلوا وأضلوا . ومن يأخذ عنهم يضل لا محالة .

ومن أمثال هؤلاء رأس الأفعى كبيرهم المسمى بابن تيمية وتلميذه النجيب
ابن القيم ومن بعده الفرخ الضال المضل ابن عبد الوهاب ومن يسير على
نهجه ويلقبونه بشيخ الإسلام والإسلام منهم براء ، ينهلون من كلامه
وبه يفتون كأمثال ابن باز وابن عثيمين والألبانى وغيرهم ممن تشدد
وشذ عن تعاليم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فافتوا

بتحريم إهداء الزهور للمرضى ، تحريم الجغرافيا ( فتاوى ابن باز ) وتحريم
اللغة الإنجليزية ، تحريم تدريس المعلمات لطلبة الابتدائى ، تحريم كرة
القدم ، وتحريم الأكل بالملعقة.
ومن المصائب التى جروا إليها الأمة بسفههم :-
1- تجويز الزنا على أمهات المؤمنين ( فتوى الألبانى )
2- الطواف فى الحج والعمرة بالنقاب ( وهذا حرم قطعاً وتنطع شديد ،
فليفرحوا ).
3- شرب الماء بعد أذان الفجر ، ( وهذه كارثة ).
4- قراءة القرآن ومسه للحائض ( فتوى الألبانى ).
5- إجازة قراءة القرآن فى حمامات المنازل .
( منقول بتصريف من كتاب حتى لا تحرم من رؤية النبى فى المنام ص 492 )


أمثال هؤلاء ليس فيهم خير ولا نفع . إن كان كلامهم يلمع فى نظر البعض
فيظنه طيبا فجوهره ظلام لا نور فيه ليهدى . ومن ظن انه يستطيع أن يدخل
منتدياتهم ينهل منها خيرا فوجئ بنفسه غارقاً فى تيه ليله طويل مظلم .

فبداية يجب أن آخذ علمى ممن لم يختلف مع أهل السنة والجماعة
والرعيل الأول من الصحابة ويختلق أمور - أمسك سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الكلام فيها - ويبنى عليها نظريات شيطانية
تشكك الأمة فى إسلامها من الأساس .

قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7

يجب أن نضع اساساً صحيحاً ثابتاً مع من عنده تعظيم لله وتعظيم قدر
سيد الخلق الأجمعين صلى الله عليه وسلم حتى أستطيع أن أبنى
فوق هذا الأساس صرحا لا ينهار مع أول هزة .
أصلح التربة ليكون الغرس قوياً مثمراً وإلا ذهب مع أول هبة ريح هباءاً
منثوراً .. والله تعالى أعلم ورسوله صلى الله عليه وسلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 22, 2006 11:08 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723
سيدي الشريف أعجبتني مقالة لأحد علماء اللغةفي مفهوم الخلاف و الاختلاف

لذا أستأذنكم في المساهمة في هذه الاستراتيجية العظيمة..

واخترت نقطة الخلاف و الاختلاف فهي من أقرب المحاور لمجال تخصصي..



[align=center]مفهوم الخلاف و الاختلاف : [/align][font=Traditional Arabic]

الخلاف لغة المضادة وعدم الاتفاق فقد تباينت آراء اللغويين وأصحاب المصطلح في المراد

باللفظتين هل هو الترادف أو المغايرة، وعلى القول بأن الخلاف والاختلاف بمعنى التضاد وعدم

التوافق يتعذر إطلاقهما على ما بين أئمة المسلمين وعلمائهم من تنوع في الاجتهاد قائم على

أصول مشتركة، ولذا فالأولى إطلاق الاختلاف بين الفقهاء على هذا التنوع والتعدد في

الاجتهادات الفقهية والآراء الظنية التي استنبطها أئمة المذاهب والمجتهدون من مصادر التشريع.

وإلى هذا ذهب بعض العلماء المتأخرين ومنهم التهانوي الذي قال : الاختلاف ما استعمل في

قول بني على دليل، والخلاف ما وقع في ما لادليل عليه.

ويقول الكفوي إن الاختلاف هو أن يكون الطريق مختلفاً والمقصود واحداً وهو من آثار الرحمة،

والخلاف هو أن يكون كلاهما مختلفاً.

إن هناك فرقاً دقيقاً بين الخلاف والاختلاف، على الرغم من غلبة الترادف بين المصطلحين عند

أكثر العلماء، ففي الذكر الحكيم نلاحظ أن الاختلاف قد يرد بمعنيين اثنين أحدهما التنوع (يعني

غير الخلاف) والآخر الاضطراب، فمن باب التنوع نقرأ قوله تعالى : { ومن آياته خلق السماوات

والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم }.

والحديث مبسوط في الفروق بين مصطلحي الخلاف والاختلاف ، وهناك من يميل إلى هذا

المصطلح أو ذاك، ولكن الذي يمكن أن يكون مناسباً في هذا المجال هو إطلاق لفظ الاختلاف

على ما جرى بين الأئمة من تنوع في الآراء تخفيفاً من صيغة التعارض التي تعكسها

عبارة "المخالفة"، وتغليباً للتعدد والإثراء المفهومين من عبارة الاختلاف على ما عداه من التناقض

والتضاد.

وهناك من قال أن الخلاف هو ببساطة عدم الالتقاء بين طرفين ومهما اتى طرف بوجهة نظر معينة

جاء الطرف الآخربوجهة نظر مخالفة بحيث لايلتقيان ويدمغ احدهما حجة الاخر، اما الاختلاف بين

طرفين فان للطرفين هدف واحد واحيانا قد يكون مشتركا ولكن هناك وجهتي نظر مختلفتين

لتحقيق هذا الهدف وقد يبنى من هذا الاختلاف فكرة او رأي ثالث وهكذا يتم بناء الافكار المختلفة

ولكنها تحقق غرض ما .
[/font]

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 24, 2006 2:06 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14241
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:10 outset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدى الشريف إخوتى الكرام

إننى لا أريد حصر الاختلافات التى بين طوائف الأمة فى قضية التوسل فقط
ولا أريد تحجيمها فى هذه النقطة فقط
ولكننى أردت وضع مسألة التوسل كنموذج على النقاط التى ترتب عليها الخلاف ولكن ضيق الوقت عند إرسالى للمشاركة السابقة لم يمكنى من توضيح ذلك

فمسألة التوسل على سبيل المثال مسألة فقهية تم تداولها فى كتب الفقه ولكن "ابن تيمية" ومن بعده "الوهابية" وضعوها فى أبواب العقائد

وبنت عليها الحركة الوهابية أسس ومبادئ دعوتها
فإن جاز لى التعبير فمسألة" التوسل" بالنسبة للوهابية هى قوام وجودها ونشأتها

والمطالع للنتاج العلمى لهذه الحركة يجد أن جل مؤلفاتهم فى الأساس وضعوها فى هذا المضمار

حتى مؤلفات مؤسس هذه الحركة"محمد بن عبد الوهاب"جلها تصب فى هذا الموضوع ككتابه "كشف الشبهات " وكتابه "التوحيد"

أما شذوذهم فى العقائد فلا يحظى بنفس التركيز المنصب على نقطة التوسل

فقضية التوسل من السهل اللف والدوران حولها والطنطنة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ووضعها فى غير موضعها وتفسيرها حسب الأهواء
ولقصر الهمم عن البحث وتناقص القدرة لدى البشر على التعمق فى الفهم يسهل انطلاء الخدعة على الكثيرين

ولكن الأمر قد يختلف كثيرا فى العقائد
فكثير من عوام المسلمين لن يستسيغوا أن يقول لهم أحد الوهابية أن الله تعالى وجل عما يقول الظالمون علوا كبيرا أنه جل سلطانه وعلا شأنه محمول على العرش

فأننىأعرف شخصا اقتنع كل الاقتناع بمفهومهم للتوسل وعند بداية إطلاعه على عقائدهم نفر مما لديهم من تجسيم وتشبيه وتركهم على الفور

لذا تراهم فى البداية عند عرض بضاعتهم على أحد يكثرون من اللف والدوران حول التوحيد وإفراد العبادة لله وعن مفهوم التوسل الصحيح فيصنعون نوعا من الإرهاب الفكرى المصحوب بتكوين جدار ذاتى الطرد لأى منهج مخالف لما يعتنقوه

فإذا ما أحسوا بأن الثمرة قد نضجت وأتت أكلها وجمدت عند وضعية ما بدأوا فى استكمال بقية المخطط

التشكيك فى جدوى المذاهب الأربعة إشعار من معهم بوقوع معظم العلماء فى زلات بث روح الكره للعقيدة الأشعرية مع إخفاء من هم أئمتها ومن ينتسب وينتمى لها ثم فيما بعد إذا أدرك أحد ما ممن معهم أن "النووى" على سبيل المثال أشعرى كان الرد جاهزا"اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال" إظهار "ابن تيمية" فى صورة العالم الربانى المظلوم من الحكام لدفاعه عن الدين "كالإمام الجليل أحمد"وأن علماء عصره كان يحسدونه "بالطبع يخفون عنهم من هم علماء عصره"حتى لا يعقد أحدهم مقارنة بين "ابن تيمية" والإمام المجتهد"تقى الدين السبكى" ويتسآئل ما الذى يدفع إمام وصل لرتبة الإجتهاد المطلق على حسد ابن تيمية؟

أو بعبارة أخرى ما الذى لدى ابن تيمية ليس لدى السبكى كى يحسده عليه؟
ثم تأتى مرحلة إظهار "ابن عبد الوهاب "فى ثوب الإمام المجدد الذى حارب البدع والانحرافات

فإذا ترسخت لدى المنضم الجديد لهم هذه الصور سهل عليهم إقناعه بل هو سيقتنع تلقائيا بأن العقيدة التى عليها هؤلاء الأئمة الإجلاء كما "صوروا له" هى العقيدة الحقة

فلذلك هم يركزون على قضية التوحيد والتوسل فى البداية ليصلوا لهذه المرحلة

فحسبما أرى أنه لو تم عرض" قضية التوسل" وعلاقته بالتوحيد بصورة شاملة كاملة سيفضى ذلك إلى:
1
- القضاء على "الحركة الوهابية" فهى تعتمد حسبما أعتقد وكما قدمت أنفا على نقطة التوسل وعلاقته بالتوحيد وهو حسبما أرى قوام وجودها ونشأتها فإذا تم القضاء على الأداة الفعالة فى اجتذاب الأنصار والأعضاء ستجهض هذه الحركة تدريجيا وذلك لانتفاء السبب المزعوم لوجودها وهو حماية التوحيد

2- إذا انتهت هذه الحركة المشؤمة أعتقد أن الأمة ستتخلص من ثمانين بالمائة على الأقل من أسباب الاختلاف فستنتهى مسائل كثيرة بزوال هذه الحركة كمسائل الإختلاف فى العقيدة وزوال عقائد التشبيه والتجسيم والتكفير

يتبع إن شاء الله




[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 24, 2006 9:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 02, 2005 11:44 pm
مشاركات: 146

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد خاتم النبيين وعلى اله الكرام وصحبة ومن تبعه باحسان الى يوم الدين .


الاخ سهم النور .

اسمح لي ان اشير الى ان ردك متسلسل , وموجهه صوب فرقه معينه انت تعتبرها وبشكل كبير بانها سبب هذا الفساد والفتن الموجوده ,وهذا واضح تماما في الجملة التي ختمت بها ردك
وقلت يا اخي في اخر حديثك :

(سهم النور) :
2- إذا انتهت هذه الحركة المشؤمة أعتقد أن الأمة ستتخلص من ثمانين بالمائة على الأقل من أسباب الاختلاف فستنتهى مسائل كثيرة بزوال هذه الحركة كمسائل الإختلاف فى العقيدة وزوال عقائد التشبيه والتجسيم والتكفير.

تساؤلي الان :
نعم , اذا انتهت اكثر الفرق ضلاله "دون تحديدها" فسننتهي باذن الله من مسائل الخلاف , ولكن كيف يا اخي الكريم يمكن ان نحدد ونقيم من حيث ضلالة فرقه معينه عن غيرها هل من خلال معتقداتها فقط
او درجة الخلاف مع الجماعه ام تأثيرها والفتن الناتجه جراء نشأتها ؟

فانت على سبيل المثال اعتبرت الحركه الوهابيه هي راس الافعى كما يقال , والثاني يعتبر الشيعه , والاخر يعتبر ال ( ) , وهكذا اخي الكريم حتى في تحديد خطورة الفرق الضاله يوجد ايضا درجة كبيره من الخلاف
مما يشتت الامه للمواجه والقضاء على راس الافعى .

وقلت (سهم النور) :انه "يسهل انطلاء الخدعة على الكثيرين " باسلوبهم لجذب التابعين لهم .

وقلت يا اخي الكريم ( سهم النور): "ولكن الأمر قد يختلف كثيرا فى العقائد ".

وقلت ( سهم النور) ايضا :"فأننى أعرف شخصا اقتنع كل الاقتناع بمفهومهم للتوسل وعند بداية إطلاعه على عقائدهم نفر مما لديهم من تجسيم وتشبيه وتركهم على الفور "

هذه الجمله : لا تأكد ضلاله مذهب عن اخر يا اخي الكريم , فقبل اسبوع تقريبا تحدثت مع شخص في العمل (اعلم انه كانت متدين ) قد اعتنق النصرانيه وكان رده لي شخصيا على سبب ردته عن الدين الاسلامي بهذه الجمله فتخيل يا اخي انه استخدم نفس الجمله في ردته والعياذ بالله عن دين الله الحق الى النصرانيه اللهم احفظ لنا ديننا اللهم امين.

وهناك مثال اخر يا اخي :
ناقشة طالب جامعي صغير في السن قد عمل جوله على بعض من هذه الفرق , هدفه او غايته كما اخبرني به انه يريد الحق , فجلس مع الشيعه والدروز و الاشاعرة و..., عدة جلسات على مدار فتره زمنيه لا بأس بها واخذ وقت لا بأس به في البحث .

للاسف لقد حكم على جميع الفرق من خلال اتباعهم واخيرا اختار اتباع السلفيه .
اعلم انه كان هذا الحكم سطحي بعض الشئ ولكن على الاقل هو بادر وحاول الحكم , وسوف اكتب لكم ما اخبرني به مما رأه من بعض من اتباع التصوف تحديدا واعتقد هذا هو المغزى من هذه النقطه تحديدا :

قال لي بالحرف الواحد لم ارى في طقوسهم الدينيه ما يريح الفؤاد انما حركات خارجه عن العقل , واصوات ونداءات , وتعصب وتحزب الى فرقتهم بالكلام والمصطلحات والجلسات فلم اجد الراحه في حضور لو جلسه دينيه واحده معهم . انتهى كلام الشاب .

اعلم انا جيدا انك سوف تقول يا اخي ان تصرف الخاطئ من اتباع فرقه معينه لا يعني خطأ اساس الاعتقاد المذهب .

فلا يعاب الاسلام انما يعاب المسلمين على ما فعلوه تحت اسم الاسلام.
ولكن كيف يعلم هذا الشاب انه ما كان يفعله هذه المجموعه لا يؤيدها اهل التصوف الحق .

فهل ان كنت انت من سمع وناقش هذا الشاب فهل تستطبع ان تقنعه يا اخي وترد عليه بما راه وسمعه وان كانت الاجابه بنعم فيا ريت تكتبلي وللأخوه الكرام الرد الحرفي لهذا الشاب ولنرى هل من السهل او من الصعب نفي وحذف ما مر به وما سمع ورأى .

وهذه فقط بعض العينات مما رايت وتحدثت معهم من فئة الشباب .

فلا تطمئن كثيرا على من يتبعهم انهم سوف ينجذب لهم في بادئ الامر ومن ثم سوف ينفر من معتقداتهم . فيختلف على حسب من هو المتبع وخلفيته و مدى اقتناعه والغايه المراده من هذا الاتباع .

اتوقف عند هذه الامثله الواقعيه .


يتبع ان شاء الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 25, 2006 2:30 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14241
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:10 outset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله فى علاه والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد المصطفى
أعوذ بالله من الزلل وأسأل الله التثبيت على الحق وأن ينجينى والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن

الأخت الفاضلة "الريحان"لتعلمى أختى الكريمة أننى لا ألزم أحدا بمتابعتى على ماطرحته وقد أشرت دائما أن هذا من وجهة نظرى الخاصة هذا أولا

أما ثانيا فمن أين فهمتى أننى أستدل بقصة الأخ التائب ثبته الله على الحق على ضلا ل "طائفة الوهابية"

فإننى لم أصدر هذا الرأى بناءا على هذا الحدث أو من تلقاء نفسى أو لكونى نشأت مثلا فى بيئة معادية" للحركة الوهابية" ومتحيزة لفكر مضاد لها لم يحدث هذا مطلقا بل على العكس كان لدى قدرا من التعاطف مع هذه الحركة ولكن تكون لدى هذا الرأى الذى طرحته فى مشاركتى السالفة بعد رحلة بحث عن الحقيقة

وأضيف أيضا أربع أسئلة بسيطة قد تساعد القارىء على تفهم نتيجة ما خرجت به من هذا البحث

-ماذا كان حال الأمة قبل ظهور هذه الحركة ؟
أو بمعنى آخر أدق ما هى ثوابت الأمة التى استقرت عليها منذ بعثة الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وحتى بداية ظهور هذه الحركة ؟
-هل توافقت هذه الثوابت مع الطرح المقدم من "الحركة الوهابية" ؟
-ما هى نتيجة ظهور هذه الحركة على الساحة الإسلامية؟
-ما هو شكل الساحة الإسلامية بدون هذه الحركة؟

ولأن هذا الموضوع منذ بدايته كان الهف منه الوصول إلى الحق
وللإجابة على هذه الأسئلة أجيبك أختى الفاضلة على أولى تساؤلاتك بوجه جد مختصر لعدم إمكانية التطويل

سألتى أختى الفاضلة كيف يمكن ان نحدد ونقيم من حيث ضلالة فرقه معينه عن غيرها هل من خلال معتقداتها فقط
او درجة الخلاف مع الجماعه ام تأثيرها والفتن الناتجه جراء نشأتها ؟

أجيبك أولا من خلال عقائدها ودرجة الخلاف مع الجماعة
لتطلعى على عقائد هذه الفرقة الضالة ودرجة خلافها مع الجماعة أنصحك بمطالعة الكتب لتالية
1-معارج القبول
2-الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد
3-كشف الشبهات
4-عقيدة المسلم "لأبوبكر الجزائرى"
5-التوسل أنواعه وأحكامه
6-تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران
7-منهاج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

لتعلمى عقيدة الأمة قبل ظهور هذه الفرقة أنصحك بأن تطالعى الكتب التالية:
1-الأسماء والصفات
2-الإعتقاد
3-دفع شبه التشبيه
4-شرح جوهرة التوحيد
5-تبيين كذب المفترى
6-الرد المحكم المتين
7-العقيدة الطحاوية"المتن فقط"

ثانيا :لتعلمى الفتن الناشئة عنها أنصحك بمطالعة :
1-الصواعق الإلاهية
2- الدرر السنية
3- فتنة الوهابية
4-شواهد الحق
والنظر إلى كل الحركات الإرهابية التى ظهرت على الساحة من هو رائدها الأول ومن أى معين تستقى

ثم لمعرفة قيمة السند الذى تستمد منه هذه الحركة مشروعيتها أنصحك بمطالعة :
1-شفاء السقام
2-الدرة المضية
3-الاعتبار ببقاء الجنة والنار
4-الجوهر المنظم
5-الفتاوى الحديثية
6-دفع شبه من شبه وتمرد
7-أخطاء ابن تيمية فى حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته
8-خصوصية وبشرية النبى صلى الله عليه وسلم عند قتلة الحسين
9-حتى لا تحرم من رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام

أما حديثك أختى الكريمة عن هذا الشخص "المرتد" وتبريره لردته بالتجسيم والتشبيه

فإننى أتفق معكى أختى الفاضلة على أن النفور من هذه الطائفة عند التعرف على عقائدهم يتوقف على من هو المتبع وخلفيته و مدى اقتناعه والغايه المراده من هذا الاتباع .

ولكن أختى الفاضلة إن هذا الحدث لهو دليل على صدق قولى من أن هذه الطائفة الضالة المضلة تتحمل العبء الأكبر لما حاق بالأمة من مصائب

فبما ينشرونه على الملأ من تجسيم وتشبيه وتكفير للمسلمين والتأكيد على أن هذا هو صحيح الدين وبمهاجمة الصحيح والثابت الذى صار عليه أهل السنة والجماعة على مدار ألف ومائتى سنة يجعل ذلك أداة فى أيدىأعداء الأمة

فمثلا لو قال أحد النصارى لأحد الوهابية :
لماذا تنكرون تجسد الرب فى المسيح ؟وعندكم أئمتكم يقولون لو أن الله لو أراد أن يستقل على ظهر بعوضة لفعل ماذا سيقول له الوهابى؟

هل سينكر لو أنكر لأخرج له الكتب التى تطبعها هذه الفئة الضالة صباح مساء وتقدمها للعالم على أنها هى الإسلام وسيجد فى هذه الكتب ما هو أشد من المثال السابق

فلو أجاب وقال هناك رأى آخر قال فيه الإمام البيهقى سيقاطعه على الفور قائلا مهلا أليس البيهقى هذا أشعرى فسيجيبه نعم فسيقول كيف تحتج بقوله وقد أقر" شيخ الإسلام " من قال إن الأشاعرة مخانيث المعتزلة وتبعه الإمام ابن القيم
بماذا سيجيب عندها ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

فهذه الطائفة هى التى تعطى الفرصة لأعداء الأمة على الإيقاع بالمسلمين

أما حديثك عن موقف هذا الشاب التائه والمشتت بين التيارات وعن رأيه الذى كونه عن التصوف

أسألكى من أعلمكى أو قال لكى أننى سأقول ان تصرف الخاطئ من اتباع فرقه معينه لا يعني خطأ اساس الاعتقاد المذهب؟

بل على العكس فإن أخطاء الصوفية سواء ما سطر فى الكتب منها أو ماهو ملموس لنا على أرض الواقع لدليل على أن الصوفية فى أشد أدوار انحطاطهم لا يمثلون معشار خطر الوهابية

فأخطاء الصوفية واضحة للجميع حتى لأقل الناس حظا من العقل
فأخطائهم-أى الصوفية- لا تمثل ولا تعطى فرصة لأحد على استغلالها وترويجها كدليل على فساد "الإسلام " فهى واضحة جلية فهى:
-إما نظريات وآراء فلسفية يستعصى على الكثير فهمها وبالتالى يقل أثرها الضار وينحصر أثرها على أشخاص بعينهم كالقول بوحدة الوجود والتى رمى بها بعض المتصوفة والتى طال فيها الأخذ والرد ولم تثبت عليهم بصفة مؤكدة

- وإما أخطاء واضحة بائنة الوضوح يظهر لأى أحد عوار قبحها وسوء مآلها فضررهم قاصر على أنفسهم أو على نطاق لا يهدد كيان الأمة بأسرها

فأخطاء المتصوفة من يراها ويحاول البحث عن المنهج الذى يدعى هؤلاء الإنتماء إليه ويدفعه سوء ما يرى فى البحث عن ماهية "التصوف" قد يصل به هذا الطريق إلى بر الصدق وشاطىء الصواب

فأين هذا من منهج من رأى المتمذهبين به والملتزمين على طريقته وأعجبه مايرى ودفعه حسن ما يرى فى البحث عن ماهية "الوهابية" قد يصل به هذا الطريق إلى بر الغى وشاطىء الضلال نسأل الله العفو والعافية

أما قولك أختى الكريمة الفاضلة" فهل ان كنت انت من سمع وناقش هذا الشاب فهل تستطبع ان تقنعه يا اخي وترد عليه بما راه وسمعه وان كانت الاجابه بنعم فيا ريت تكتب لي وللأخوه الكرام الرد الحرفي لهذا الشاب ولنرى هل من السهل او من الصعب نفي وحذف ما مر به وما سمع ورأى"

فأعتقد أن إجابة هذا السؤال قد تكون فى الرد الذى وعد به سيدى الشريف فضيلة الدكتور محمود صبيح حفظه الله وفى الأجزاء التى قال أنه سينقلها من كتابه الأغر"حتى لا تحرم من رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام"

"اللهم أفردنى لما خلقتنى له ولا تشغلنى لما تكفلت لى به وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم"
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 25, 2006 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 02, 2005 11:44 pm
مشاركات: 146

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بك اخي الكريم على السرعه والتفصيل في الرد فاجده بهذه الصوره يسلسل الافكار ويفتح افاق للنقاش المترابط

اولا:
قلت يا اخي ملاحظه في بادئ ردك ( سهم النور):
أننى لا ألزم أحدا بمتابعتى على ماطرحته وقد أشرت دائما أن هذا من وجهة نظرى الخاصة هذا أولا.

ومن قال لك انه يمكن لأي شخص ان يلزم شخص في متابعة حواره او نقاش اطروحاته فكل شخص يكتب بكامل الحريه وعلى حسب الغايه التي يريد فالله يعلم ما في الصدور
وهذه المساحه من الحريه المتاحه في المنتدى دون قيود فكريه او شخصيه تجعل النقاش اكثر توسعا ومع احترام المبادئ وقوانين المنتدى الموقر .
فحتما لا يوجد اي الزام اخي الكريم من قبل الجميع وعلى رأسهم صاحب المنتدى الشريف.
ولكن لا بأس في توضيح هذه النقطه والاشاره لها .


اما النقطه الثانيه :

انت قلت (سهم النور):

أما ثانيا فمن أين فهمتى أننى أستدل بقصة الأخ التائب ثبته الله على الحق على ضلا ل "طائفة الوهابية"

انت فعليا قمت بالاستدلال كمثال واقعي حدث على ارض الواقع لتضع الصوره كما هي في مجتمعنا , وهذا ما فهمته انا ولم افهم انا كما انت قلت ابدا , فلم احصر انا تمسكك واعتقادك انت
وما انت عليه من اقتناعات على هذا الاستدلال , فلا افترض شئ انا لم اعلمه ما لم تقوله انت وتؤكده , ولا اتوقع شئ غير منطقي , ولكن هو مجرد استدلال تناقشني فيه وانا قمت بالرد على هذا المثال وان ذكرت مثال اخر فايضا هو تحت النقاش والرد وهكذا ...
ولكن لا استطيع يا اخي ان اهمل ما ذكرت كما انك لا تهمل يا اخي كل نقطه يذكرها اي عضو في ردودهم كما لم تهمل من قبل الاعضاء الكرام مسبقا كلمة "قبوري" التي اعتقد انه خانني التعبير ولم تكن كلمة تعبر عن قناعتي ولم انطقها شخصيا انما قمت بنقل ما سمعت وقرأت .


اما الان نأتي لأساس النقاش وهو الاهم(موضوع الخلاف ما بين العلماء او الاختلاف) :

لقد قمت يا اخي بطرح بعض الاسئله التي تقارن وجود هذه الحركه كتحديد وتخصيص لها لما هي عليه من خطورة من وجهة نظرك ووما هو الحاصل الان وما قبل وما بعد انهيار كيانها بالكامل .



ممكن ان اضع توقعي باسطر بسيطه وهذا التوقع غير مبني على دراسه ولا ارقام ولا ظواهر ولا شئ لنعتبره توقع شخصي سريع ووجهة نظر ليس الا وهذا ما املكه الان ( فلا يعتبر تحليل او دراسه علميه).

ولكن سوف يكون توقعي ممكن على ما هو حاصل الان وما سوف يحصل كتوقع طبعا اذا انهارت الحركه اما ما قبل فانا لا املك الاطلاع الكافي على ما سبقها
فاعتقد انه ممكن يفيدنا الاعضاء والدكتور وانت يا اخي الكريم ان كنت تسطيع ان تناقش هذه النقطه فننتظر البدء فيما سبق وما كانت عليه الامه قبل ظهور هذه الحركه كمختصر مفيد يعطي صورة واضحه للقارئ فلا نريد سرد احداث وتاريخ
نريد تلخيصك الشخصي بما قرات وتوصلت من نتائج للوضع السابق.


لنرى نتائج ظهور هذه الحركه بهذه المقارنه لحال الامه الاسلامه خلال هذه الفترات
"( ما كان عليه )ماقبل ظهور هذه الحركه , (ما حدث وحصل عند)ظهورها وتطورها ... , (توقع) زوالها او تلاشيها"

ننتظر منك ومن الاعضاء ومن يملكون المعرفه على تاريخ الامه الاسلاميه ولكن لتكون الفتره التي تسبق مباشره ظهور الحركه الوهابيه بالذات .

واشكرك يا اخي على ذكرك لبعض الكتب التي تساعدني في الهدايا والتنوير الطريق واتمنى ان استطيع الاطلاع على بعضها او اهمها بعد ان اتمكن من الحصول عليها باذن الله تعالى .

يتبع ان شاء الله ...



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء إبريل 26, 2006 12:25 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اعتقد اننا جميعا قبل البحث عن الخلاف والاختلاف وبعد ما يدور بين الاخ سهم النور ورودود الاخت الريحان عليه اجدني مضطرا للقول ان الاخ سهم النور له من اسمه نصيب فبكل صراحة ما كتبه في تعقيباته وردوده لا غبار عليه بل اصاب الصواب وكفى بذاك له فخرا انه اجتهد فاصاب ونسال الله له المزيد من النور اما الاخت الفاضلة الريحان فانني الاحظ عليكي حسن الرد لكنني يسؤني عصرنتك ( عصريتك الشديدة ) ولا اعني بذلك انتقاصا لكي او انوي بذلك لمزا لك لكن استميحك ان تقراي ما ساخطه لك بتمعن وهو ليس رايا لي او انتقادا لكي بل اود ان اهديكي الرسالة التالية وهي
آداب الحوار وقواعد الاختلاف إعداد
د . عمر بن عبد الله كامل
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة ابتلي العالم الإسلامي بفتن كثيرة ، وتعددت مسمياتها ، وأطلقوا عليها الأسماء الآتية: (أصولية - تطرف - إرهاب . . . وغيرها) .
إلا أنها كلها تعبر عن مفهوم واحد هو: الغلو والتفسير الناقص للنصوص ، وإطلاق هذه التسميات على المؤمنين دون بصيرة وروية ، فاستسهل أقوام قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل في أمور خلافية ليست محلًّا لأي من هذه الأوصاف ، بل ليست محلًّا للتخطئة والتجهيل ، فكيف بالتبديع والتكفير؟!! .
إذ إن الكثير من هذه الأمور الخلافية سبقهم إليها أئمة من ذوي الرواية والروية ، ولا ينبغي أن يعيب مقلد على مقلد ولا مجتهد على مجتهد .
ذلك أن سر خلود الإسلام هو الاختلاف المحمود الذي سيرد تفصيله .
وإن الداء الأكبر الذي استشرى في زماننا ، وأدى إلى ظهور كل هذه التناقضات هو غياب سنة الحوار التي أرى أنها أولى الأولويات وأهم المهمات .
فقواعد الحوار والاختلاف وضوابطه هي العاصم للمتحاورين من الغلو وشتم الآخرين إن كان الحق هو الرائد والمطلوب .

أما إذا كان الخلاف انتصارًا لأهواء سياسية وتعصبًا أعمى ، فهذا أمر لا ينفع معه قواعد ولا ضوابط ، إذ إن الهوى ليس له ضوابط ولا موازين ، ولذلك حذرنا المولى -عز وجل- من اتباع الهوى فقال سبحانه وتعالى : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ } [القصص : 50] .
إن البناء الفقهي الإسلامي العظيم لم ينشأ من فراغ ، وإنما نشأ عن مناهج وأسس وضوابط وموازين علمية دقيقة اتبعها أصحاب المذاهب في الاستنباط والاستخراج .
لذلك فإن غياب هذه الأسس والمناهج في الحوار والاختلاف أوقعنا فيما نحن فيه .

ولا أحسب أن هذه الموضوعات نالت حظًّا وافرًا من الاهتمام والتعليم سواء في المدارس أو الجامعات ، مما جعل حوار المتعالمين كحوار الطرشان ، ونشأ عن ذلك ما نراه اليوم من فتن وتيارات مختلفة متنافرة ، فقد يختلفون حيث لا اختلاف ، وقد ينزلقون وهم يعتقدون أنهم مصلحون ، وإنما هم في الواقع مفسدون ، كما قال الله -تعالى- في أمثالهم : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }{ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ } [البقرة : 11, 12] .
سدد الله القول ، وأصلح النية ، وحقق الآمال ، والحمد لله في البدء والختام ، وصلى الله على سيد الأنام وعلى آله وصحبه وسلم .
د : عمر عبد الله كامل

أهداف الحوار ومقاصده 1 - إقامة الحجة : الغاية من الحوار إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي . والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق .
2 - الدعوة : الحوار الهادئ مفتاح للقلوب وطريق إلى النفوس قال تعالى : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] .
3 - تقريب وجهات النظر : من ثمرات الحوار تضييق هوة الخلاف ، وتقريب وجهات النظر ، وإيجاد حل وسط يرضي الأطراف في زمن كثر فيه التباغض والتناحر .
4 - كشف الشبهات والرد على الأباطيل ، لإظهار الحق وإزهاق الباطل ، كما قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } [الأنعام:55 ] .

الأصول والقواعد الرئيسة التي تضبط مسار الحوار الأصل الأول : الوصول إلى الحق : فلا بد من التجرد في طلب الحق ، والحذر من التعصب والهوى ، وإظهار الغلبة والمجادلة بالباطل .
يقول الإمام الغزالي عند ذكره لعلامات طلب الحق : "أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة ، لا يفرّق بين أن تظهر الضالة على يده ، أو على يد من يعاونه ، ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا ، ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق" (1) .
الأصل الثاني : تحديد الهدف والقضية التي يدور حولها الحوار ، فإن كثيرًا من الحوارات تتحول إلى جدل عقيم سائب ليس له نقطة محددة ينتهي إليها .
الأصل الثالث : الاتفاق على أصل يرجع إليه ، والمرجعية العليا عند كل مسلم هي : الكتاب والسنة ، والضوابط المنهجية في فهم الكتاب والسنة . وقد أمر الله بالرد إليهما فقال سبحانه: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [ النساء : 59 ] .
فالاتفاق على منهج النظر والاستدلال قبل البدء في أي نقاش علمي يضبط مسار الحوار ويوجهه نحو النجاح ، إذ إن الاختلاف في المنهج سيؤدي إلى الدوران في حلقة مفرغة لا حصر لها ولا ضابط .
_________
(1) إحياء علوم الدين 1 / 57 .

الأصل الرابع : عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل فلا بد من البدء بالأهم من الأصول وضبطها والاتفاق عليها ، ومن ثم الانطلاق منها لمناقشة الفروع والحوار حولها .

آدابُ الحوار النفسية هناك آداب تتعلق بنفسية المحاور وشخصه ، وهناك ظروف نفسية قد تطرأ على الحوار فتؤثر فيه تأثيرًا سلبيًّا ، فينبغي مراعاة ذلك حتى يحقق الحوار غاياته ويؤتي ثمراته .
وأهم هذه الآداب النفسية :
أولًا : تهيئة الجو المناسب للحوار
فلا بد من الابتعاد عن الأجواء الجماعية والغوغائية ، لأن الحق قد يضيع في مثل هذه الأجواء . كما ينبغي اختيار المكان الهادئ وإتاحة الزمن الكافي للحوار .
كما ينبغي مراعاة الظرف النفسي والاجتماعي للطرف الآخر ، فلا يصلح أبدًا أن يتم الحوار مع شخص يعاني من الإرهاق الجسدي أو النفسي ، لأن هذه الأمور ستؤثر في الحوار .
ومن الوسائل في تهيئة الجو المناسب للحوار:
1 - التعارف بين الطرفين .
2 - طرح أسئلة في غير موضوع الحوار لتهيئة نفسية الطرف الآخر .
3 - التقديم للحوار بكلمات مناسبة ومقدمات لطيفة تلفت انتباه الطرف الآخر (1) .
_________
(1) انظر : الحوار : آدابه وضوابطه ، للزمزمي ، ص 117 - 130 .

ثانيًا : الإخلاص وصدق النية
لا بد من توفر الإخلاص لله وحسن النية وسلامة القصد في الحوار والمناظرة ، وأن يبتعد المناظر عن قصد الرياء والسمعة ، والظهور على الخصم والتفوق على الآخرين ، والانتصار للنفس ، وانتزاع الإعجاب والثناء .
ومن دلائل الإخلاص لله والتجرد لطلب الحق أن يفرح المحاور إذا ظهر الصواب على لسان مخالفه ، كما قال الشافعي : "ما ناظرت أحدًا إلا تمنيت لو أن الله أظهر الحق على لسانه" .
ويعينه على ذلك أن يستيقن أن الآراء والأفكار ومسالك الحق ليست ملكًا لواحد أو طائفة ، والصواب ليس حكرًا على واحد بعينه .

ثالثًا : الإنصاف والعدل
من المبادئ الأساسية في الحوار : العدل والإنصاف ، ومن تمام الإنصاف قبول الحق من الخصم ، والتفريق بين الفكرة وقائلها ، وأن يبدي المحاور إعجابه بالأفكار الصحيحة والأدلة الجيدة ، ومن نماذج الإنصاف ما ذكره الله - سبحانه - في وصف أهل الكتاب : { لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ } [ آل عمران:113 ] .

رابعًا : التواضع وحسن الخلق
إن التزام الأدب وحسن الخلق عمومًا ، والتواضع على وجه الخصوص له دور كبير في إقناع الطرف الآخر ، وقبوله للحق وإذعانه للصواب ، فكل من يرى من محاوره توقيرًا وتواضعًا ، ويلمس خلقًا كريمًا ، ويسمع كلامًا طيبًا ، فإنه لا يملك إلا أن يحترم محاوره ، ويفتح قلبه لاستماع رأيه .
وفي الحديث الصحيح : « وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله » (1) . أي يرفع منزلته في الدنيا عند الناس ، وكذلك يرفعه في الآخرة ويزيد من ثوابه فيها بتواضعه في الدنيا .
ومما ينافي التواضع : العجب والغرور والكبر .
_________
(1) رواه مسلم 4 / 2001 .

خامسًا : الحلم والصبر
يجب على المحاور أن يكون حليمًا صبورًا ، لا يغضب لأتفه سبب ، ولا ينفر لأدنى أمر ، ولا يستفز بأصغر كلمة .
فقد أمر -سبحانه- نبيه بأخذ العفو وإعذار الناس وترك الإغلاظ عليهم كما في قوله تعالى : { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [ الأعراف : 199 ] .
والصفح والعفو أبلغ من كظم الغيظ ورد الغضب ، لأن العفو ترك المؤاخذة ، وطهارة القلب ، والسماحة عن المسيء ، ومغفرة خطيئته .
وأعظم من ذلك وأكبر هو دفع السيئة بالحسنة ، ومقابلة فحش الكلام بلينه ، والشدة بالرفق ، ورد الكلمة الجارحة بالكلمة الطيبة العذبة ، والسخرية والاحتقار بالتوقير والاحترام ، وهذه منزلة لا يصل إليها إلا من صبر وكان ذا حظ عظيم : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }{ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [ فصلت : 34-35 ] .

سادسًا : الرحمة والشفقة
إن المحاور المسلم المخلص الصادق يحرص على ظهور الحق ، ويشفق على خصمه الذي يناظره من الضلال ، ويخاف عليه من الإعراض والمكابرة والتولي عن الحق .
فالرحمة والشفقة أدب مهم جدًّا في الحوار ، لأن المحاور يسعى لهداية الآخرين واستقامتهم فلذلك يبتعد عن كل معاني القسوة والغلظة والفظاظة والشدة . فلا يكون الحوار فرصة للكيد والانتقام ، أو وسيلة لتنفيس الأحقاد ، وطريقة لإظهار الغل والحسد ، ونشر العداوة والبغضاء .
والرحمة جسر بين المحاور والطرف الآخر ، ومفتاح لقلبه وعقله ، وكلما اتضحت معالم الرحمة على المحاور كلما انشرح صدر الخصم ، واقترب من محاوره ، وأذعن له واقتنع بكلامه . يقول - سبحانه - مخاطبًا نبيه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران : 159 ] .
ولذلك كان الأنبياء في حوارهم مع أقوامهم يصرحون بالخوف والحرص والشفقة عليهم .

ومن نماذج ذلك تصريح مؤمن آل فرعون لقومه بالرحمة والشفقة والخوف عليهم في أكثر من موضع . قال تعالى : { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ }{ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ }{ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ } [ غافر : 30 - 32 ] .

سابعًا : العزة والثبات على الحق
إن المحاور المسلم يستمد قوته من قوة الدين ، وعظمة الإيمان ، فلا يجوز أن يؤدي الحوار بالمسلم إلى الذلة والمهانة . والعزة الإيمانية ليست عنادًا يستكبر على الحق ، وليست طغيانًا وبغيًا ، وإنما هي خضوع لله وخشوع ، وخشية وتقوى ، ومراقبة لله سبحانه .

ثامنًا : حسن الاستماع
لا بد للمحاور الناجح أن يتقن فن الاستماع (1) ، فكما أن للكلام فنًّا وأدبًا ، فكذلك للاستماع ، وليس الحوار من حق طرف واحد يستأثر فيه بالكلام دون محاوره ، ففرق بين الحوار الذي فيه تبادل الآراء وبين الاستماع إلى خطبة أو محاضرة .
ومما ينافي حسن الاستماع : مقاطعة كلام الطرف الآخر ، فإنه طريق سريع لتنفير الخصم إضافة إلى ما فيه من سوء أدب ، كما أنه سبب في قطع الفكرة مما يؤثر في تسلسل الأفكار وترابطها ، ويؤدي إلى اضطرابها ونسيانها . وقد ذكر العلماء في آداب المتناظرين : ألا يتعرض أحدهما لكلام الآخر حتى يفهم مراده من كلامه تمامًا ، وأن ينتظر كل واحد منهما صاحبه حتى يفرغ من كلامه ، ولا يقطع عليه كلامه من قبل أن يتمه .
والاستماع إلى الطرف الآخر وحسن الإنصات ، تهيئ الطرف الآخر لقبول الحق ، وتمهد نفسه للرجوع عن الخطأ .
_________
(1) انظر : الحوار : آدابه وضوابطه ، ص 236 - 246 .

تاسعًا : الاحترام والمحبة على رغم الخلاف
الخلاف أمرٌ واقع لا محالة (1) ، ولكن لا يجوز أن يؤدي الخلاف بين المتناظرين الصادقين في طلب الحق إلى تباغض وتقاطع وتهاجر ، أو تشاحن وتدابر .
فأخوة الدين ، وصفاء القلوب ، وطهارة النفوس فوق الخلافات الجزئية ، والمسائل الفرعية ، واختلاف وجهات النظر ، لا ينبغي أن يقطع حبال المودة ، ومهما طالت المناظرة ، أو تكرر الحوار ، فلا ينبغي أن تؤثر في القلوب ، أو تكدر الخواطر ، أو تثير الضغائن .
لقد اختلف السلف فيما بينهم ، وبقيت بينهم روابط الأخوة الدينية .
فهذان الخليفتان الراشدان ، أبو بكر وعمر ، يختلفان في أمور كثيرة ، وقضايا متعددة ، مع بقاء الألفة والمحبة ، ودوام الأخوة والمودة .
ومع هذا الخلاف بينهما إلا أن كل واحد منهما كان يحمل الحب والتقدير والاحترام للآخر ، ويظهر ذلك من ثناء كل واحد منهما على صاحبه .
_________
(1) انظر : الحوار : آدابه وضوابطه ، ص 247 - 258 .

آدابُ الحوار العِلمية أولًا - العلم
العلم شرط أساس لنجاح الحوار وتحقيق غايته ، وبدونه لا ينجح حوار ، ويهدر الوقت ويضيع الجهد .
فيجب على المحاور ألا يناقش في موضوع لا يعرفه ، ولا يدافع عن فكرة لم يقتنع بها ، فإنه بذلك يسيء إلى الفكرة والقضية التي يدافع عنها ، ويعرض نفسه للإحراج وعدم التقدير والاحترام .
يقول الشيخ ابن تيمية في التأكيد على ضرورة العلم وأهميته لمن يتصدى للحوار: "وقد ينهون عن المجادلة والمناظرة ، إذا كان المناظر ضعيف العلم بالحجة وجواب الشبهة ، فيخاف عليه أن يفسده ذلك المضل ، كما ينهى الضعيف في المقاتلة أن يقاتل علجًا قويًا من علوج الكفار ، فإن ذلك يضره ويضر المسلمين بلا منفعة" (1) .
_________
(1) درء تعارض العقل والنقل 7 / 173 - 174 .

ثانيًا - البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع الاتفاق
بين كل متناظرين مختلفين حد مشترك من النقاط المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان ، والمحاور الناجح هو الذي يظهر مواطن الاتفاق . والبدء بالأمور المتفق عليها يساعد على تقليل الفجوة ، ويوثق الصلة بين الطرفين ، ويعيد الحوار هادئًا هادفًا .
أما إذا كان البدء بذكر مواضع الخلاف وموارد النزاع فإن فرص التلاقي تقل ، وفجوة الخلاف تتسع ، كما أنه يغير القلوب ، ويثير النفوس للغلبة دون النظر إلى صحة الفكرة .
فالبدء بالنقاط المشتركة يساعد على تحرير محل النزاع ، وتحديد نقطة الخلاف ، ويفيد في حسن ترتيب القضايا والتدرج في معالجتها .

ثالثًا - التدرج والبدء بالأهم
إن المحاور الناجح هو الذي يصل إلى هدفه بأقرب طريق ، ولا يضيع وقته فيما لا فائدة منه ، ولا علاقة له بأصل الموضوع ، فمعرفة الأهم والبدء به يختصر الطريق .
وأوضح الأمثلة على ذلك بدء الأنبياء - صلوات الله عليهم وسلامه - بأهم قضية وأكبر غاية ، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [ الأعراف : 95 ، 65 ، 73 ، 85 ] . قالها نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام .
ومع التأكيد على هذا الأدب - البدء بالأهم - فقد يحتاج المحاور إلى أن يتدرج ويتنازل مع خصمه ، ويسلم له ببعض الأمور تسليمًا مؤقتًا حتى يصل إلى القضية الأم والمسألة الأهم .
ومن نماذج هذا الأسلوب ما اتبعه إبراهيم مع قومه ليصل بهم إلى التوحيد وإبطال الشرك ، كما قال سبحانه : { فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي } وهذا على وجه التنزل مع الخصم ، أي ربي -بزعمكم- { فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ } فبطلت عبادة الكواكب ، ثم فعل مثل ذلك لما رأى القمر ولما رأى الشمس حتى وصل بهم إلى حد إبطال ما هم عليه من الشرك (1) .
_________
(1) انظر : الحوار : آدابه وضوابطه ، ص 296 - 308 .

رابعًا - الدليل
إن أهم ما ينجح الحوار : الدليل ، ولا بد من إثبات صحة الدليل ، كما قيل: "إن كنت ناقلًا فالصحة ، أو مدعيًا فالدليل" . ولا يحسن بالمحاور أن يستدل بأدلة ضعيفة أو حجج واهية . فدليلان قويان لا يمكن الرد عليهما أفضل من سوقهما مع ثلاثة أدلة أخرى يمكن الأخذ والرد فيها ، إذ ربما يستغلها الطرف الآخر ، فيضعف الفكرة ويسيء إلى موقف صاحبها بسبب الأدلة الضعيفة .
ومتى وجد الدليل وثبتت صحته ، فلا بد من صحة دلالته على المطلوب ، ولا بد من ترتيب الأدلة حسب قوتها وصراحتها في الدلالة على المقصود .

خامسًا - ضرب الأمثلة :
إن المحاور الناجح هو الذي يحسن ضرب الأمثلة ، ويتخذها وسيلة لإقناع محاوره ، إذ إن الأمثلة الجيدة تزيد المعنى وضوحًا وبيانًا .
ولما للأمثلة من دور كبير في تقريب المعاني والإقناع بها ، فقد اعتنى القرآن بها كثيرًا ، وأشار إلى أهميتها وبيان هدفها : { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [ الحشر:21 ] . { وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [ إبراهيم : 25 ] .

سادسًا - العدول عن الإجابة
إن الأصل في الحوار الناجح أن يبنى على الإخلاص والتجرد للحق والصدق والوضوح ، ولكن قد تتعذر هذه الصفات في الخصوم ، فقد يكون الخصم يهوى الجدال والمراء ، ويقصد إضاعة الوقت والتهرب من الحوار الجاد ، وقد يلقي أسئلة لا قيمة لها ولا تفيد شيئًا بالحوار .
ففي مثل هذه الأحوال يعدل المحاور الناجح عن الجواب المباشر للسؤال المطروح ، إلى جواب مفيد مهم .

سابعًا - الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ
إن من أهم الآداب والصفات التي يتميز بها المحاور الصادق أن يكون الحق ضالته ، فحيثما وجده أخذه ، والعاقل هو الذي يسلم بخطئه ، ويعود إلى الصواب إذا تبين له ، ويفرح بظهوره ، ويشكر لصاحبه إرشاده ودلالته إليه .
والتسليم بالخطأ صعب على النفس ، خاصة إذا كان في مجمع من الناس ، فهو يحتاج إلى تجرد لله وصدق وإخلاص ، وقوة وشجاعة .

ثامنًا - التحدي والإفحام وإقامة الحجة على الخصم
إن الهدف من الحوار هو الوصول إلى الحق ، فعلى المحاور أن يتجنب أسلوب الإفحام والإسكات ، لأنه يترك في نفس المحاور حقدًا وغيظًا وكراهية .
ولكن يلجأ المحاور إلى التحدي والإفحام مع من استطال وتجاوز حدود الأدب ، وطغى وظلم وعادى الحق وكابر مكابرة بينة ولجأ إلى الاستهزاء والسخرية ، ونحو ذلك .
وفي مثل هؤلاء جاءت الآية الكريمة : { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ } [ النساء : 148] .
ولما أمر الله - سبحانه - بالتلطف في المناقشة - حتى مع الكفار - استثنى حالة إذا ما ظلموا وبغوا ، فلا ينفع معهم الرفق واللين ، بل يستعمل معهم الغلظة والشدة : { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } [ العنكبوت:46 ] .

أولًا - الكلمة الطيبة والقول الحسن
لقد أمر الله - عز وجل - بدعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ، فقال سبحانه : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] .
ومن القول الحسن أيضًا : حسن المناداة للطرف الآخر ، واختيار أحب الأسماء إليه ، وقد تأدب الأنبياء بهذا الأدب في خطابهم لأقوامهم ، فقد كان يقول الرسول لخصومه المعاندين: (يا قوم) في تودد وسماحة وتذكير بالروابط التي تجمعهم ، ليستثير مشاعرهم ، ويطمئنهم فيما يدعوهم إليه .

ثانيًا - التعريض والتلميح بدلًا عن التصريح
إن لفت النظر إلى الأخطاء من طرف خفي ، وتجنب اللوم المباشر ، وعدم تخطئة الطرف الآخر بعبارة صريحة ، كل ذلك له أثره في تسليم الخصم للحق والرجوع عن الخطأ ، فالنفوس غالبًا لا تتحمل أن تواجه بقوة وصرامة ، وهناك من الألفاظ الموحية والكلمات اللطيفة والتي تؤدي الغرض نفسه ، دون جرح لمشاعر الآخرين ، أو إشعارهم بالذل والهزيمة .

ثالثًا - ثناء المحاور على نفسه أو على خصمه بالحق
إن الكلام عن النفس ومدحها والثناء عليها مذموم غالبًا ، ولا يحب الناس أن يسمعوا ممن يملأ آذانهم بمناقبه وسيرته وأحواله وتقلباته ، بل إن من يفعل ذلك ويفرح به ويكثر منه يعد ناقصًا في عقله ، أو ربما فاسدًا في نيته وقصده .
وكما قال الإمام مالك : " إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه" (1) .
وقد نهى الله - عز وجل - عن تزكية النفس والتمدح بطهارتها فقال سبحانه : { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [ النجم : 32 ] ، وعاب أناسًا فعلوا ذلك فقال فيهم : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [ النساء : 49 ] .
وفي المقابل فإن مدح الآخرين وإطراءهم والثناء عليهم بما ليس فيهم ، وتجاوز الحد في ذلك ، كل هذا مذموم ممقوت أيضًا .
_________
(1) سير أعلام النبلاء : 8 / 109 .

ولكن قد تكون هناك حالات يحتاج فيها المحاور إلى أن يثني على نفسه بالحق ، لتحقيق غرض معين ، كأن يشعر خصمه بمقدار علمه في موضوع الحوار أو في مسألة من مسائله ، أو لينفي عن نفسه تهمة أو طعنًا في صدقه وأمانته أو نحو ذلك ، فهنا قد يسوغ ذكر شيء من محاسن النفس بقدر وبحق .
وكذا قد يحتاج المحاور إلى أن يثني على الطرف الآخر - بالحق - لتحقيق غرض معين ، كأن يكون القصد إشعاره بالتقدير والاحترام ، والاعتراف بفضله أو علمه .

رابعًا - محذورات لفظية
إن للسان سقطات ، وللكلام زلات ، والمسلم مأمور بحفظ لسانه ، كما أنه مأمور بطيب الكلام ، وأن يقول خيرًا فيغنم ، أو يسكت فيسلم ، ويسلم الآخرون منه ، وهناك أمور قد يقع فيها اللسان فتورد صاحبها الموارد ، وقد تهوي بالحوار وتعطل سيره أو تحوله إلى جدل عقيم ، أو تبادل سباب وشتائم ، ولذلك ينبغي للمحاور أن يحذرها ، فمن هذه المحذورات :
1 - اختيار الألفاظ والمعاني التي تقود إلى الجدل ، أو تستثير الفتن والمشكلات .
2 - إظهار التفاصح والتشدق في الكلام تيهًا على الآخرين واستعلاء .
3 - الغيبة : فإن المناظر لا ينفك عن حكاية كلام خصمه ومذمته ، فيحكي عنه ما يدل على قصور كلامه وعجزه ونقصان فضله ، وهو الغيبة .
4 - الكذب : ربما لا يقدر المناظر على محاورة خصمه ، فيلجأ إلى الكذب عليه ، فينسبه إلى الجهل والحماقة وقلة الفهم ، تغطية لعجزه فيقع في الكذب .
5 - تزكية النفس والثناء عليها بالقوة والغلبة والتقدم على الأقران ، كقوله : لست ممن يخفى عليه أمثال هذه الأمور ونحو ذلك مما يتمدح به على سبيل الادعاء .

6 - الاستئثار بالكلام دون الطرف الآخر ، والإطالة الزائدة عن حدها وعدم مراعاة الوقت في أثناء الكلام .
7- اللوم المباشر عند وضوح خطأ الطرف الآخر ، كقوله : "أخطأت" ، "سأثبت لك أنك مخطئ جاهل" ونحو ذلك مما يجرح الطرف الآخر .
8- رفع الصوت أكثر مما يحتاج إليه السامع ، ففي ذلك رعونة وإيذاء .
9- الهزء والسخرية ، وكل ما يشعر باحتقار الطرف الآخر .
10- استعمال الألفاظ الغريبة ، والأساليب الغامضة ، والعبارات المحتملة تلبيسا على الطرف الآخر ، تمويها للحقيقة . . إلى غير ذلك من المحذورات التي يجب على المحاور أن يبتعد عنها .

قواعد في أدب الاختلاف أولا - أنواع الاختلاف وأسبابه
الاختلاف نوعان : اختلاف مذموم ، واختلاف محمود :
الاختلاف المذموم
وهو اختلاف تضاد ، ويرجع إلى أسباب خلقية متعددة ، ومن هذه الأسباب :
1- الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي .
2- سوء الظن والمسارعة إلى اتهام الآخرين بغير بينة .
3- الحرص على الزعامة أو الصدارة أو المنصب .
4- اتباع الهوى وحب الدنيا .
5- التعصب لأقوال الأشخاص والمذاهب والطوائف .
6- العصبية لبلد أو إقليم أو حزب أو جماعة أو قائد .
7- قلة العلم في صفوف كثير من المتصدرين .
8- عدم التثبت في نقل الأخبار وسماعها .
وهذه الأسباب وغيرها من الرذائل الأخلاقية والمهلكات هي التي ينشأ عنها اختلاف غير محمود وتفرق مذموم ، وكل واحد من هذه الأسباب يطول شرحه ، وسنأتي على ذكر الكثير من هذه الأسباب عند الكلام عن القواعد العلمية والأخلاقية في أدب الخلاف .

الاختلاف المحمود
وهو اختلاف تنوع ، وهو عبارة عن الآراء المتعددة التي تصب في مشرب واحد ، ومن ذلك ما يعرف بالخلاف الصوري ، والخلاف اللفظي ، والخلاف الاعتباري . وهذه الاختلافات مردها إلى أسباب فكرية ، واختلاف وجهات النظر ، في بعض القضايا العلمية ، كالخلاف في فروع الشريعة ، وبعض مسائل العقيدة التي لا تمس الأصول القطعية .
وكذلك الاختلافات في بعض الأمور العملية ، كالخلاف في بعض المواقف السياسية ، ومناهج الإصلاح والتغيير ، ويدخل في الخلافات الفكرية : اختلاف الرأي في تقويم بعض المعارف والعلوم مثل : علم الكلام والمنطق والفلسفة والتصوف . والاختلاف في تقويم الأحداث التاريخية وبعض الشخصيات التاريخية والعلمية .
وهذا الخلاف ليس فيه مذمة ، وإنما الذم في عدم مراعاة آداب الخلاف العملية والأخلاقية التي سيأتي ذكرها في ثنايا هذا البحث .
وجود الخلاف في خير قرون الأمة :
لقد كان الخلاف موجودًا في عصر الأئمة المتبوعين الكبار : أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والثوري والأوزاعي وغيرهم . ولم يحاول أحد منهم أن يحمل الآخرين على رأيه أو يتهمهم في علمهم أو دينهم من أجل مخالفتهم .

بل كان الخلاف موجودًا في عصر شيوخ الأئمة وشيوخ شيوخهم من التابعين الكبار والصغار ، بل كان الخلاف موجودا في عصر الصحابة نظرًا لاختلاف أفهامهم وتفسيرهم للنصوص .
بل إن الخلاف وجد في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فأقره ولم ينكره ، كما في قضية صلاة العصر في بني قريظة ، وهي مشهورة ، وفي غيرها من القضايا .

فأما طبيعة الدين :
فقد أراد الله أن يكون في أحكامه المنصوص عليه والمسكوت عنه ، وأن يكون في المنصوص عليه : المحكمات والمتشابهات ، والقطعيات والظنيات ، والصريح والمؤول ، لتعمل العقول في الاجتهاد والاستنباط ، فيما يقبل الاجتهاد .
ولو شاء الله لأنزل كتابه كله نصوصًا محكمة قطعية الدلالة ، لا تختلف فيها الأفهام ، ولا تتعدد التفسيرات . ولكنه لم يفعل ذلك ، لتتفق طبيعة الدين مع طبيعة اللغة ، وطبيعة الناس وضروريات الزمن .

وأما طبيعة اللغة :
فإن نصوص القرآن والسنة ، جاءت على وفق ما تقتضيه اللغة في المفردات والتراكيب ، ففيها اللفظ المشترك الذي يحتمل أكثر من معنى ، وفيها ما يحتمل الحقيقة والمجاز ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيد .

وأما طبيعة البشر :
فقد خلقهم الله مختلفين ، فكل إنسان له شخصيته المستقلة ، وتفكيره المتميز ، وميوله الخاصة ، ومن العبث صب الناس في قالب واحد ، ومحو كل اختلاف بينهم ، فهذا أمر مخالف للفطرة التي فطر الله عليها الناس .

وأما طبيعة الكون والحياة :
فالكون الذي نعيش في جزء صغير منه ، خلقه الله - سبحانه - مختلف الأنواع والصور والألوان ، وهذا الاختلاف ليس اختلاف تضارب وتناقض بل هو اختلاف تنوع .
وكذلك طبيعة الحياة ، فهي أيضا تختلف وتتغير بحسب مؤثرات متعددة ، في المكان والزمان .
فالخلاف سنة كونية اقتضتها الحكمة الإلهية ، قال الله عز وجل : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } [هود : 118] .
وفي الأثر : "لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا تساووا هلكوا" (1) .
_________
(1) انظر : [ فتح الباري 13 / 16] .

ب - الاختلاف رحمة :
الاختلاف مع كونه ضرورة ، هو كذلك رحمة بالأمة وتوسعة عليها .
ولهذا اجتهد الصحابة واختلفوا في أمور جزئية كثيرة ، ولم يضيقوا ذرعا بذلك بل نجد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يقول عن اختلاف الصحابة رضي الله عنهم : "ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا ، لأنهم لو لم يختلفوا لم يكن لنا رخصة" .
فهم باختلافهم أتاحوا لنا فرصة الاختيار من أقوالهم واجتهاداتهم ، كما أنهم سنوا لنا سنة الاختلاف في القضايا الاجتهادية ، وظلوا معها إخوة متحابين .

ج - الاختلاف ثروة :
اختلاف الآراء الاجتهادية يثري الفقه ، وينمو ويتسع ، لأن كل رأي يستند إلى أدلة واعتبارات شرعية .
وبهذا التعدد والتنوع تتسع الثروة الفقهية التشريعية ، وإن تعدد المذاهب الفقهية وكثرة الأقوال كنوز لا يقدر قدرها وثروة لا يعرف قيمتها إلا أهل العلم والبحث ، فقد يكون بعضها أكثر ملاءمة لزمان ومكان من غيره (1) .
_________
(1) الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم ، للقرضاوي ، ص 53 .

رد الاختلاف لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مصداقًا لقوله تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [النساء 59] ، شريطة أن نعود ونستنبط بالطرق التي استنبط بها علماؤنا السابقون ، وليس بالأهواء أو بالاعتساف أي أن يكون الأمر مجمعًا عليه فلا نعود لمذهب دون مذهب بل يعرض الأمر على ثلة من العلماء حتى نحقق الأمور .

2- اتباع المنهج الوسط فالله - سبحانه وتعالى -يقول : { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة 185] ، ويقول: { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء 28] ، ويقول سبحانه وتعالى: { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ } [المائدة 6] .
فالتشدد منهج ينبذه الإسلام فلا بد إذًا من رخصة وتيسير على الناس ومراعاة ظروفهم .

3- التفريق بين القطع والظن في الأدلة والتركيز على المحكمات لا المتشابهات ، فمن المعلوم أن النصوص بعضها ظني الثبوت وظني الدلالة ، وبعضها ظني الثبوت قطعي الدلالة ، وبعضها قطعي الثبوت ظني الدلالة ، وبعضها قطعي الثبوت قطعي الدلالة . فقطعية الثبوت هي القرآن الكريم والسنة المتواترة ، والأحاديث أحاديث الآحاد الصحيحة التي حفت بها قرائن وتلقتها الأمة بقبول حسن .

4- تجنب القطع في المسائل الاجتهادية . فالاجتهاد إذا كان وفقًا لأصول الاجتهاد ومناهج الاستنباط في علم أصول الفقه يجب عدم الإنكار عليه ، ولا ينكر مجتهد على مجتهد آخر ، ولا ينكر مقلد على مقلد آخر وإلا أدى ذلك إلى فتنة .

5- إن من أراد أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فلا بد له أن يطلع على خلافات العلماء وأدلة كل منهم حتى لا ينكر على الناس أمرًا هم متبعون فيه علماء أفاضل فالاختلاف من ضروريات الحياة ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } [هود 118] ، فالتعصب لمذهب واحد واعتقاد أن كل من خالفه مخطئ أمر يجرُّ إلى فتن عظيمة .

6- تحديد المفاهيم والمصطلحات التي يدور حولها النقاش إذ يجب أن تكون واضحة جلية وهو ما يسميه العلماء تحرير موضع النزاع فكثير من النقاشات التي تقدم اليوم مردها إلى خلاف في اللفظ .

7- النظرة الشمولية ، فلا بد من الجمع بين كل ما ورد فيما يخص المسألة الواحدة لتحريرها تحريرًا جليًّا واضحًا . وأرى ألا ننساق وراء شيخ واحد نقدسه أو عالم واحد نعظمه ولا نلتفت إلى سواه وإلا دخلنا في محظور قول الله تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } .

8- النظر في المقاصد واعتبار المآلات . فمسألة المقاصد الإسلامية لها دور كبير في تيسير المعاملات وتسهيل العمل في هذا الزمن وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى » .

9- أعمال القلوب مقدمة على أعمال الجوارح فالإخلاص مقدم على غيره .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « إن الله لا ينظر إلى أجسامكم وصوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم » فكل الفضائل مردها إلى القلب .

10- الاهتمام بهموم المسلمين ، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم . إن مشكلاتنا اليوم كثيرة ومتعددة احتوت الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتفسخ والانحلال وهناك أمراض جديدة لم نكن نألفها ، فلماذا لا نتفق على ما اتفقنا عليه وندع الخلافيات ونواجه الخطر الداهم اليوم خطر التمزق ، وخطر التدهور .

11- التعاون في المتفق عليه . إن مشكلة الأمة الإسلامية اليوم ليست في ترجيح أحد الرأيين أو الآراء في القضايا المختلف فيها بناءً على اجتهاد أو تقليد . فالواقع أن الخطأ في هذه القضايا يدور بين الأجر والأجرين .
ولكن مشكلة الأمة حقا في تضييع الأمور المتفق عليها , مشكلة المسلمين ليست في الذي يؤول آيات الصفات وأحاديثها - وإن كان مذهب السلف أسلم وأرجح - بل في الذي ينكر الذات والصفات جميعًا .
مشكلة المسلمين ليست فيمن يقول : استوى على العرش بمعنى (استولى) أو كناية عن عظمة سلطانه تعالى ، بل فيمن يجحد العرش ورب العرش معا .
مشكلة المسلمين ليست فيمن يجهر بالبسملة أو يخفضها أو لا يقرؤها في الصلاة ، ولا فيمن يرسل يديه في الصلاة أو يقبضهما ، ومن يرفع يديه عند الركوع أو الرفع منه أو لا يرفعهما ، إلى آخر هذه المسائل الخلافية الكثيرة المعروفة .
إنما مشكلة المسلمين فيمن لا ينحني يومًا لله راكعًا ، ولا يخفض جبهته لله ساجدًا ، ولا يعرف المسجد ولا يعرفه المسجد .

مشكلة المسلمين ليست فيمن يأخذ بأحد المذاهب المعتبرة في إثبات هلال رمضان أو شوال ، بل فيمن يمر عليه رمضان كما مر عليه شعبان وكما يمر عليه شوال ، لا يعرف صيامًا ولا قيامًا ، بل يفطر عمدًا جهارًا ونهارًا ، بلا خشية ولا حياء .
مشكلة المسلمين ليست في عدم تغطية الوجه بالنقاب ، واليدين بالقفازين ، كما هو رأي بعض العلماء ، بل في تعري الرؤوس والنحور ، والظهور ، ولبس القصير الفاضح ، والشفاف الوصاف ، إلى آخر ما نعرف مما يندى له الجبين .
إن المشكلة حقًّا هي وهن العقيدة ، وتعطيل الشريعة ، وانهيار الأخلاق وإضاعة الصلوات ، ومنع الزكوات ، واتباع الشهوات ، وشيوع الفاحشة وانتشار الرشوة وخراب الذمم ، وسوء الإدارة ، وترك الفرائض الأصلية وارتكاب المحرمات القطعية وموالاة أعداء الله ورسوله والمؤمنين .
مشكلة الأمة المسلمة الحقيقية في إضاعة أركان الإسلام ، ودعائم الإيمان ، وقواعد الإحسان .
فالواجب على دعاة الإسلام أن ينبهوا على التركيز على مواطن الاتفاق قبل كل شيء ، وأن يرفعوا شعار (التعاون فيما نتفق عليه) فإن هذا التعاون فريضة وضرورة ، فريضة يوجبها الدين وضرورة يحتمها الواقع .

خاتمة إن الخلل الذي نعاني منه في مجتمعنا الإسلامي لا يصلحه إلا التفاعل من خلال الحوار بعيدًا عن القهر وتأليب جانب على آخر ، والسلطة السياسية يجب أن تمثل دور الوازع الذي يقف عند تهيئة جو الحوار الهادف ، والذي يحترم حريات جميع الفئات ، حتى وإن كانت متحفظة عليها ، ولا يمكن أن نتخيل عدالة اجتماعية بدون استقلال فكري ومذهبي ، نعم ولا بد من أدب في الحوار يحترم فيه صاحب السلطة .
إن الأمم التي بنت حضارتها أوجدت أماكن مناسبة للمفكرين والمثقفين بالقرب من السلطة ، واستفادت منهم في حركة النقد الهادف فأصبحوا عمادًا لها ، ولم يكونوا حربًا عليها .
فالكبت الفكري لا يضر المفكر والمثقف فقط ، بل سيضرب في عنق النظام بعد أن يستفحل خطره ، فزبد النصائح التي تبذل للمجتمع والنظم إن لم تجد طريقها إلى النور ، ستجد طريقها إلى من يحملها في قالب عنيف ومفاجئ ، فالفكرة المكبوتة قنبلة موقوتة .

إن منهج الجدل والحوار الإسلامي قادر على احتواء جميع الصراعات والاختلافات ، فقد احتوى هذا المنهج الصراعات مع الأديان الأخرى وانتصر ، واتسع فكيف لا يتحمل الحوار بين المسلمين ؟ إن الفكر الديني المستنير هو ضرورة مهمة لأي بناء حضاري ، ولن يكون هنالك فكر ديني مستنير إلا في ظل الحوار الإسلامي .

مصادر البحث * إحياء علوم الدين - لأبي حامد الغزالي .
* الحوار (آدابه وضوابطه) - للزمزمي .
* صحيح مسلم .
* درء تعارض العقل والنقل - لابن تيمية .
* سير أعلام النبلاء - للحافظ الذهبي .
* الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم - للقرضاوي .
* صفحات في أدب الرأي - للشيخ محمد عوامة .
* فريضة الحوار - للدكتور عمر عبد الله كامل .
* دائرة الفتنة وسبل الخروج منها - للدكتور عمر عبد الله كامل .
* المتطرفون (خوارج العصر) - للدكتور عمر عبد الله كامل .

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 27, 2006 8:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أكتوبر 02, 2005 11:44 pm
مشاركات: 146
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله لك وفيك ايها الاخ الفاضل (محمد الكوثري) وجزاك الله كل الخير على هذه الرساله الرائعه,

التي تحتوي فعليا على نصائح قيمه لاسلوب الحوار او (الخلاف والاختلاف), فبعد القراءه والتمعن الذي نصحتني به ايها الفاضل وجدت فعليا نقاط ذات قيمة عاليه ,فيجب الاخذ بها ووضعها على امام اعين كل من يريد التحوار الحق وان يتصف كمحاورجيد و غايته الوصل الى طريق الحق باذنه اتعالى.

واقترح ان توضع هذه الرساله كمقدمه لكل منتدى (كملف مرفق ) الى قائمة قوانين العضويه , فيجب ان يقرأها اي عضو قبل ان يخط حرف في حواره او طرحه , وخاصه الدينيه منها , فاسمح لي يا اخي ان اهنئك على اختيارك لهذه الرساله وانتقائك لها ردا على ما دار هنا في هذا الموضوع بالذات .


اما تعليقي على المقدمه التي سبقت الرساله فاسمح لي ان اضم صوتي الى صوتك في رايك في ردود الاخ سهم النور ,واؤيدك اذا سمحت لي وكذلك تقبل الاخ سهم النور ان ادلي برايي هنا .ففعليا انه يمتلك اسلوب في الطرح لا غباره عليه الى الان , وادعو الله له بالمزيد من الوعي والتنوير والهدايا فبارك الله له .

اما بما يخص التنويه الي ما املك من اسلوب يتصف بالعصرنه , فارجو منك ايها الاخ الفاضل ان تزيدنا معرفه بما يحتويه هذا المصطلح ( العصرنه في التحاور )او (عصرنتك) , فالمطلوب التوضيح لتكون قد قمت بتوصيل النصيحه بصوره واضحه,لأن ما وصلني من قبل ردك هو استيائك من هذا الاسلوب , فتوقعت مباشره انه اسلوب مرفوض , ولكن استفساري كالاتي ما نسبة الرفض ونوعيته هل هو الرفض العام لأنه يسئ ولا يجدي في الحوار الاسلامي .
فما هو جانب النقص فيه تحديدا ؟؟ ياريت تذكر عيوب هذا الاسلوب ؟؟

ام هو مرفوض شخصيا بمعنى انك ترفض هذا الاسلوب من وجهة نظرك انت تحديدا , ولا تملك الرغبه في مثل هذه الحوارات التي تتخللها ردود من قبل عضو صاحب فكر او طريقه عصريه في الحوار , فالاجابه حينها سوف تختلف من قبلي .

ملحوظه :

( محمد الكوثري) :يسؤني عصرنتك ( عصريتك الشديدة ) ولا اعني بذلك انتقاصا لكي او انوي بذلك لمزا لك .

اطمئن يا اخي سوف اخذ كلامك من باب النصيحه , ولكن بعد ان توضح النصيحه لي .
فلا توضح مقصدك من ردك فهو واضح تماما , فالحمد لله استطيع ان افرق مابين النصيحه او الانتقاص ان حصل ,و حاشا ان يحصل من قبل اي عضو من الاعضاء الكرام .

الاخ سهم النور :

انتظر منك ايها الاخ الفاضل البدء في التلخيص الذي ذكرته انا في الرد السابق ان امكن لك هذا وبارك الله لك وجزاك الله كل الخير مسبقا.

يتبع ان شاء الله ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2006 3:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 1:53 pm
مشاركات: 1068
أخواني الأفاضل
أسمحوا لي ان أشارككم هذا الحوار الراقي فالموضوع مهم وصعب بالتأكيد ولكن حتى لا يتشعب الحديث أذكركم بالسؤال الأول (السؤال أحباب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو كما هو
" كيف نواجه الاختلافات القاتلة الحاصلة الآن بين العلماء, التي تنتج منها فرق ضالة وأخرى الله أعلم عن ماهيتها ؟ " )
ولنرجع إلى نقاط الحوار الأساسية كم وضحها السيد الشريف في رسالته إلى فدا النبي

ولعلك وباقى الأخوة والأخوات توضحوا

1 ـ الخلاف المقبول والمرفوض

2 ـ الفرق بين الخلاف والاختلاف

3 ـ كيف كان الحال أيام صحابة النبى صلى الله عليه وآله وسلم

فبالرغم من حجم الخلافات لم تتوقف الفتوحات الإسلامي

4 ـ ما معنى {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }هود118ـ119

5 ـ من من طوائف المسلمين يمكن اتفاقهم ومن لا يمكن اتفاقهم

6 ـ بفرض عدم الاتفاق هل من الممكن أن يكون المسلم فعال ومنتج..

7ـ كيف ينتصر من {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى }الحشر14

في البداية أخوتي لي بعض الملاحظات

أولاً أعتقد أننا بحاجة أن يكون لدينا من الثوابت ما اقيس عليه هل هذا الأمر مقبول فيه الخلاف أم لا

ثانياً حدود هذا الخلاف إلى أى مدى من الشدة ممكن ان يصل فمثلاً لما خرج الخوارج على سيدنا علي بعث لهم من يناظرهم فلما بدؤا في قطع الطريق وقتل المسلمين واستباحوا
اموالهم قاتلهم سيدنا على مع الوضع في الأعتبار ان سيدنا علي هو ولي الأمر في هذا الموقف
أما بالنسبة لنا الأن ماذا أفعل مع من أفكاره تبدعني وتكفرني ما هي حدود الخلاف بيني وبينه
هل أتركه و أعتبر ذلك وجه نظر

أعتقد أن الصحابة الكرام كان عندهم من الثوابت من محبة وتعظيم لحضرة النبي صلي الله عليه وسلم وعقيدة صحيحة ومحبة فيما بينهم ومعرفة قدر بعضهم البعض خاصة الكبار منهم والصدق والرجولة فهم من رباهم سيد الخلق صلي الله عليه وسلم ما يمكنهم من التعامل مع أي خلاف
حتى وأن أدى ذلك إلي القتال أحيانا فها هو سيدنا علي يبكي على سيدنا طلحة ويقول طالما ذب
هذا السيف عن رسول الله
وقبل ذلك يرسل ولديه وقرة عينه سيدنا الحسن و سيدنا الحسين للدفاع والقتال عن سيدنا عثمان الحيي النقي رضي الله عنه
( والكلام بالطبع لا يخص بني أمية كمروان بن الحكم مثلاً )

وأعتقد ان عدم توقف الفتوحات الأسلامية بالرغم من الخلاف يرجع إلى الصدق الشديد والولاء الشديد لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وللدين فأصبح نتاج التربية المحمدية فيهم أن أصبح لديهم هدف أساسي رئيسي وأستراتيجي وهو نشر الرسالة المحمدية والدين الذي جاء به حبيبهم الأعظم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في كل الدنيا مهما كانت الظروف والأحوال
(والكلام بالطبع لا يخص من كان همه الملك كبني امية )

أذن وحدة الثوابت والهدف جعل المسلمين منتجين

أما الأن وهناك من يختلف معنا من المسلمين في الثوابت مثل العقيدة في الله ورسوله
فهل يمكن ان نوحد الهدف فننتج ولو بدرجة أقل ( ربما ) (شخصياً لا أعتقد ذلك )

ماحوظة : سيدنا الأمام المهدي سيقاتل ويفتح بلاد ويملء الأرض عدلاً كما ملئت جوراً
وسيقاتل معه من هم على منهجه النبوي فقط بدون أن يقبل أي طرح اخر من أي أحد
( راجع كتاب خصوصية وبشرية النبي )

يتبع أن شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 28, 2006 7:26 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553

الفاضل محمد الكوثرى :

أضم صوتى إلى الريحان فى تساؤلها عن العصرنة

أليس من المفروض أن يكون الإنسان عصريا

كان من الأولى أن تقول لها " أين طرحك" " ما رأيك"

أما أنا فرأيى وطرحى فهو ....

الفاضل سهم النور :

اكمل ما بدأته ولا تنتظرنى الآن فيعجبنى حوارك مع الريحان

الفاضل ذى الفقار :

تفضل

وأرجو من الجميع وضع تصور أو طرح كبحث أو رسالة صغيرة

فمن لم يستطع قليكمل الحوار

وشكرا على تركيز الكوثرى والرسالة المقدمة منه

وننتظر منه المزيد

وسعة الصدر والأدب الراقى والذوق الرفيع من الريحان



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 02, 2006 3:18 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14241
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:10 outset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود صبيح حفظه الله الإخوة الأفاضل الأعزاء أعتذر للجميع على تأخرى على التواصل معكم واستكمال الحوار بسب عارض مرضى
والحمد لله أولا وآخرا

وأسدى جزيل الشكر للإخوة الأحباء على كلماتهم المشجعة وأرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع

فى هذه المشاركة بعون الله:
1- سوف أوضح الثوابت التى ارتكزت عليها الحركة الوهابية فى قضية التوسل وتقسيم التوحيد – كنموذج- على فساد منهجها العقائدى إذ ليست هذه نقطة الخلاف الوحيدة لهذه الحركة مع الأمة ولكنها أشهرها وأكثرها ذيوعا ومن أشد الحجج لدى الوهابيين للدفاع عن أسباب نشوء هذه الحركة
2- فى المشاركة التالية بمشيئة الله عز وجل سأعرض للآثار التى نتجت عن ظهور الحركة الوهابية على الساحة الإسلامية
3- ثم فى المشاركة التى تليها بعون من الله سوف أذكر موقف الأمة من قضية التوسل - التى اتخذتها كمثال على ضلال الحركة الوهابية ومخالفتها للأمة- منذ عهد النبوة وحتى ظهور هذه الحركة الضالة

وسأبدأ الآن بعون الله فى توضيح الأساس الذى بنت عليه "الحركة الوهابية"كيانها والذى تستمد منه مشروعية وجودها ويبرر به دائما أذنابها السبب الذى يزعمون أنها قامت لأجله ألا وهو حماية جناب التوحيد ورميهم للأمة بالشرك وبالعودة للجاهلية مرة أخرى

ولأنهم خير من يعبرون عن أنفسهم وما يعتنقونه من فكر

فسوف أقوم بعون الله بعرض أجزاء من كتب الأئمة الذين انتموا لهذا الفكر وأوقفوا حياتهم على نشره فى مختلف أوساط الأمة

ولنبدأ إخوتى فى الله مع مؤسس هذه الحركة المدعو "محمد بن عبد الوهاب"ومن كتابه"كشف الشبهات"طباعة دار الحديث سنة 1992م

ويطالعنا الذىقام بالتعليق على الكتاب المدعو"عصام الدين سيد الصبابطى"قائلا فى مقدمة الكتاب( فهذه رسالة لطيفة الحجم غزيرة العلم صنفها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يدحض فيها شبهات المبطلين ويرد فيها على دعاوى المضللين الذين يحرصون دائما كأسلافهم فى الجاهلية الأولى على طمس معالم التوحيد وتشويه الفطرة الصحيحة بأدران الشرك وتلويثها بأوساخ البدع المضللة )أهـ
فإذا دلفنا إلى صفحات الكتاب وقرأنا من قصدهم السيد المعلق إمام الموحدين بقوله كأسلافهم فى الجاهلية الأولى وجدنا الآتى:

يقول "محمد بن عبد الوهاب" ص7 ,8 ,9
(وآخر الرسل محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذى كسر صور هؤلاء الصالحين أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله يقولون نريد منهم التقرب إلى الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم وأناس غيرهم من الصالحين فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم يجددلهم دين أبيهم إبراهيم ويخبرهم أن هذا التقرب محض حق الله لا يصلح منه شىء لا لملك مقرب ولا لنبى مرسل فضلا عن غيرهما وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له وأنه لا يرزق إلا هو ولا يحيى إلا هو ولا يميت إلا هو ولا يدبر الأمر إلا هو وأن جميع السماوات ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون لها فاقرأ قوله تعالى"قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون".............فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم فى التوحيد الذى دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت أن التوحيد الذى جحدوه يسميه هو توحيد العبادة الذى يسميه المشركون فى زماننا الاعتقاد كما كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم إلى الله ليشفعوا له أو يدعو رجلا صالحا مثل اللات أو نبيا مثل عيسى وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادةكما قال تعالى" فلا تدعو مع الله أحدا" وقال "له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشىء" وتحققت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والنذر كله لله والذبح كله لله والاستغاثة كلها بالله وجميع العبادات كلها لله وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم فى الإسلام)أهـ

ويقول ابن عبد الوهاب ص 10
(فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممن يدعى الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفرة)أهـ

ويقول ص 13
(مثال ذلك إذا قال لك بعض المشركين"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"وإن الشفاعة حق وإن الأنبياء لهم جاه عند الله أو ذكر كلاما للنبى صلى الله عليه وسلم يستدل به على شىء من باطلها وأنت لا تفهم معنى الكلام الذى ذكره فجاوبه بقولك إن الله ذكر أن الذين فى قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرته لك من أن المشركين بقرون بالربوبية وأن كفرهم بتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم "هؤلاء شفعاؤنا عند الله"هذا أمر محكم بين لا يقدر أحد أن يغير معناه وما ذكرت لى أيها المشرك من القرآن أو من كلام النبىصلى الله عليه وسلم لاأعرف معناه ولكن أقطع أن الله لا يتناقض وأن كلام النبى صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله)أهـ

ويقول ص20
(أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره فى الرخاء وأما فى الضرر والشدة فلا يدعون إلا الله وحده لا شريك له وينسون سادا تهم تبين له الفرق بين شرك أهل زماننا وشرك الأولين )أهـ
ثم إذا عرجنا على تلميذ نبغ وسطع نجمه فى هذه المدرسة حتى أضحى من أشهر أئمتها على مدى تاريخها وهو المدعو"عبد العزيز بن عبد الله بن باز" فلن نجد كبير فرق بل فسوف نجد آثار التربية الوهابية تنضح بما فيها فى مؤلفاته

وسنستعرض أجزاء من رسالته"العقيدة الصحيحة ونواقض الإسلام"وهى رسالة صغيرة كتب عليها طبع على نفقة فاعل خير وقف لله تعالى يحرم بيعه وشراؤه وممهورة بختم الدعوة السلفية "أهداها لى أستاذ مادة الرياضيات فى عام 1993 م وكنت وقتها طالبا بالصف الثانى الإعدادى

(أعتقد إنها ملحوظة هامة أحببت أن أشير إليها ولها دلالات عدة)

يقول ابن باز ص 17
"ثم تغيرت الأحوال وغلب الجهل على أكثر الخلق حتى عاد الأكثرون إلى دين الجاهلية بالغلو فى الأنبياء والأولياء ودعائهم والاستغاثة بهم وغير ذلك من أنواع الشرك ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب فالله المستعان ولم يزل هذا الشرك يفشو فى الناس إلى عصرنا هذا بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة)أهـ

ويقول ابن باز ص 19
( أما المشركون المتأخرون فزادوا على الأولين من جهتين إحداهما شرك بعضهم فى الربوبية والثانية شركهم فى الرخاء والشدة )أهـ

ويقول ص19
(وأن يكثر بينهم دعاة الهدى وأن يوفق قادة المسلمين وعلمائهم لمحاربة هذا الشرك والقضاء عليه ووسائله إنه سميع قريب)أهـ

ثم نأتى إلى "محمد ناصر الدين الألبانى"وتخبطاته وتخليطاته فى موضوع التوسل

فيقول فى كتابه:
"التوسل أنواعه وأحكامه :الطبعة الثانية:1397 هـ "

حيث يقول ص 138
( الشبهة السادسة:قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح:هذه شبهة أخرى يثيرها بعض أولئك المبتدعين زينها لهم الشيطان)أهـ

وهو من أول الكتاب يسير على هذا المنوال وما ذكرته آنفا نموذج لما يحتوى عليه الكتاب

ثم نستعرض الآن نموذج للفكر الوهابى لدى المدعو"محمد بن جميل زينو"
من كتاب "منهاج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ":من منشورات دار الحرمين بالقاهرة :سنة1995 م

يقول ص66
(الشرك فى العبادة والدعاء:وهو أن يعبد ويدعو مع الله غيره من الأنبياء والصالحين كالاستغاثة بهم ودعائهم عند الشدائد أو الرخاء وهذا مع الأسف كثير فى هذه الأمة ويحمل وزره الأكبر بعض المشايخ الذين يؤيدون هذا النوع من الشرك باسم التوسل يسمونه بغير اسمه لأن التوسل طلب من الله بواسطة وهذا الذى يفعلونه طلب من غير الله كقولهم المدد يا رسول الله )أهـ

ويقول ص67
(ومن هنا جاء ضلال بعض الدجالين الذين يزعمون رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ويسألونه عما خفى عليهم من بواطن نفوس من يخالطونهم ويريدون تأميرهم فى بعض شؤنهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان ليعلم ذلك فى حال حياته كما حكى القرآن عنه بقوله"ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" فكيف يعلم ذلك الغيب بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى ) أهـ

ويقول ص84
(يفيد هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا للأعمى وهو حى فاستجاب الله دعاءه وأمره أن يدعو لنفسه ويتوجه إلى الله بدعاء نبيه فقبل الله منه وهذا الدعاء خاص بحياته صلى الله عليه وسلم ولا يمكن الدعاء بعد الوفاة لأن الصحابة لم يفعلوه ولم يستفد من العميان بعد هذه الحادثة ) أهـ

ويقول ص 85
(التوسل الممنوع هو الذى ليس له أصل فى الدين وهو أنواع :
1-التوسل بالأموات .........
2-أما التوسل بجاه الرسول كقولك"يارب بجاه محمد اشفنى"فهو بدعة ثم قال بعدها بعدة أسطر وهذا التوسل البدعى قد يؤدى إلى الشرك ) أهـ

وننتقل الآن إلى المدعو "أحمد بن حجر آل بوطامى"
وكتابه "تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران "الطبعة الأولى :مكتبة السنة بالقاهرة: 1419 هـ/1999 م

يقول ص 11 ,12
(والعلماء إزاء هذه البدع والشركيات أصناف ثلاثة:

-صنف يؤيد تلك البدع والخزعبلات ويدعو إليها وقد يكتب وينشر فى تأييد مذهبه لا سيما إذا كانت له مصلحة مادية

-وصنف يعرف الحق وأن ما عليه جمهور الناس باطل وضلال لكنه يساير العامة وأشباههم إما رجاء وإما رهبة أو جبنا

-وصنف ينكر ذلك ويدعو الناس إلى ترك تلك المحدثات ويرشدهم إلى التوحيد والتمسك بالسنة المطهرة وهؤلاء قليلون بالنسبة لذينيك الصنفين) أهـ

يقول ص15
(ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات) أهـ

يقول ص60
(ولذا لم يثبت التوسل عن الأنبياء بعضهم ببعض كما لم يثبت التوسل عن الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يثبت عن التابعين ولا عن الأئمة المعتبرين) أهـ

يقول ص 67
فهل يستطيع أحد من هؤلاء أن يأتى بحرف من القرآن أو من السنة الصحيحة على مشروعية التوسل بالصالحين أو الأنبياء والمرسلين فضلا عن الاستغاثة بالرسول أو بغيره) أهـ

يقول ص71
(ليعلم القارىء أن التوسل بدعة ليس بكفر وإنما الكفر هو الاستغاثة برسول الله أو بغيره كما مر غير مرة) أهـ
هذه إلمامة سريعة عن موقف "دعاة الوهابية"من قضية التوسل والمتوسلين بالأنبياء والصالحين

يتبع بمشيئة الله



[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 75 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط