اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm مشاركات: 2299 مكان: مصر المحروسة
|
اليهودية القرائية ============ اليهودية القرائية هي تيار في اليهودية يطلق عليه أيضا القراؤوت ، ويُعرف أتباع هذا التيار باسم القرائين . ويرتبط ظهور القرائية كحركة دينية بشخصية الحاخام "عنان بن دافيد الناسي"، في القرن الثامن . هذا ويختلف اليهود القرائين عن اليهود الربانيين في أنهم لا يقبلون بتفاسير الحاخامات أو الصلاحيات المطلقه ربانية للمقرا (التي يطلقون عليها " التوراه الشفهية") وهم يلتزمون فقط بأقوال المقرا المفسرة فقط (التي يطلقون عليها "التوراة المكتوبة"). مُسميات ======== القراؤون معروفون أيضا بمسميات أخرى مثل أبناء المقرا وأصحاب المقرا، وأصل التسمية مشتق من الأصل العبري ق.ر.ا. ومن المألوف أن هذا الإسم ارتبط بالقرائين، لأنهم يتبعون نهج المقرا (التناخ) فقط ولا يؤمنون بأن التوراة الشفوية تُعد ربانية، وهناك اسم آخر يُطلق على أبناء هذا التيار هو "التناخيون" لكنه ليس واسع الإنتشار. وأحياناً يُطلق على القرائين أيضا "العنانيون" نسبة إلى اسم الجماعة القرائية الأولى التي انفصلت رسمياً عن اليهودية الربانية، واستمدت اسمها من زعيمها "عنان بن دافيد الناسي". .......... مبادئ اليهودية القرائية =============== اليهودية القرائية تؤمن فقط بالله كإله، وبأنبياء التناخ كرسل وبأقوالهم فقط كأقوال الرب , وهي تعارض التوراة الشفهية وأي مذهب جاء بعد العهد القديم، وغير مستعدة سوى لتقبل التوراة والأنبياء كتشريع إلهي مباشر أو موثق، وأن المكتوبات ليست سوى حكم حياتية مستندة من التوراة. والقرائين لا ينكرون ضرورة تفسير التوراة، لكنهم يزعمون أن التفسير يجب أن يكون مبني على تفسير التوراة، وأن الرب لم ينزل تفسير للتوراة المكتوبة في جبل سيناء (أي: التوراة الشفهية).
في مقابل الفترات السابقة، التي كانت فيها شروح القرائين –بوجه عام- أكثر صرامة ودقة مما في المذهب الرباني، نجد في العصر الراهن توجهات أكثر يسراً بل أن هناك زعماء القرائين يشبهون زعماء اليهودية الربانية. ............. الإجتهاد الشخصي ============= الإجتهاد الشخصي هو من أساسيات اليهودية القرائية , ففي الأدب القرائي المتأخر تم نسب صيغة هذا الأساس لعنان بن دافيد الناسي الذي قال وفقاً للتراث القرائي:"ابحثوا عن تعلم التوراة بإستمرار ولا تعتمدوا على رأي"، أي "ابحثوا عن التوراة جيداً ولا تعتمدوا على أقوالي"، لكن كتاب عنان، "كتاب الوصايا"، لا يتضمن هذا التعبير، وهناك باحثين زعموا أنه لم يظهر سوى بعد ذلك بمئات السنين , وهذا الأساس يمنح كل فرد إمكانية تفسير التوراة بنفسه، من خلال تعلم أسسها، على أساس التطلع إلى فهم التوراة بالصورة التي يُعتقد أن الإله قصدها. وذلك على أساس المكتوب في سفر التثنية 30، 11-14.
"إن هذه الوصية التي أوصيك بها اليوم ليست عسرة عليك ولا بعيدة منك, ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لأجلنا إلى السماء ويأخذها لنا ويُسمعنا إياها لنعمل بها, ولا هي في عبر البحر حتى تقول من يعبر لأجلنا البحر ويأخذها لنا ويُسمعنا إياها لنعمل بها. بل الكلمة قريبة منك جداً في فمك وفي قلبك لتعمل بها" التثنية 30، 11-14.
ومن وراء هذا المبدأ يمكن الإدارك بأن مسئولية تطبيق الوصايا واجبة على كل فرد، ومثلما صاغ ذلك الحاخام القرائي "سهل بن متصليح هاكوهين" :"اعلموا إخواننا بني إسرائيل، أن كل شخص منا مرتبط بنفسه، ولا يسمع إلهنا أقوال من يبرئ موقفه ويقول :"هكذا فعل أحبارنا". بينما صاغ دانيال بن موشي الكوميسي هذا المبدأ بصورة أكثر حدة حيث قال :"كل من يعتمد على أحد معلمي الشتات، بدون أن يبحث بحكمته جيداً، يكون كمن يعمل عملاً غريباً" (من داخل رسالة للمشتتين), وقد عبر دانيال الكوميسي عن الرغبة في الإعتماد فقط على المقرا في كل ما يتعلق بإقامة الوصايا. وحسب أقواله فإن الإعتماد على مصادر أخرى تبعد الإنسان عن الإله. على الرغم من تأييد الإجتهاد الشخصي، فإن معظم الجمهور القرائي يتبنى نظريات وتفاسير محددة. والقرائين يفسرون هذا الأمر بمشاركة المعرفة والآراء القائمة في مجتمعهم. والطرق المختلفة لفهم التوراة يتم مناقشتها شعبياً، والتفسير الذي يقنع الأغلبية يصبح هو السائد. لكن كان هناك تسامحاً أيضا تجاه أراء الأقلية، إذا كانت مستندة على فهم مقبول للمعنى الظاهري للمقرا.
بمرور السنين ظهر ميل كبير إلى التوحد لدى القرائين، فالقرائين لا يزالون غير متقبلين لرأي جيل معين يلزم الجيل التالي له، مثلما حدث في اليهودية الربانية، ولم يلغوا بشكل رسمي الإجتهاد الشخصي، لكن زعماء روحانيون معينين بدأوا في مطالبة الجماهير بالخضوع لإرشاداتهم. في "عباءة الياهو" كتب الياهو عن قدرة الزعماء ("الحكماء") في إدخال تعديلات تُلزم الطائفة بأكملها :"... المتمرد على أقوال الحكماء الموجودين في كل جيل وجيل بكل تعديل وحكم يقومون به يستحق الإضلال والمقاطعة مثلما هو مكتوب ′تصادر ممتلكاته وهو يُفرق′" – "ولا يسمحوا له بالنفي إلا بعد أن يحضر إلى المحكمة ليتم جلده"...
أشار أيضا الحاخام توفيا ليفي بافوفيش، على وضع الحكماء وعلى صلاحياتهم لإدخال تعديلات ولإرشاد الشعب في رده على الزعم القائل بأن القرائية جامدة العقلية :"وصف العديد من الباحثين الفارق بين أسس شريعة القرائين وشريعة الربانيين، بأن القرائية في جميع عصورها تعتمد على أقوال التوراة المكتوبة، وأنه في إمكان حاخامات جيل القرائين تغيير زعماء ومذاهب بالتوافق مع روح العصر بدون الحياد يمنة أو يسرة عن التوراة المكتوبة، في مقابل اليهودية الربانية، التي اعتمدت على أقوال الحكماء الذين تُعد أقوالهم أقوى من أقوال التوراة".
مع عودة القرائين لأرض فلسطين، ضعف الإطار الخاص بالطائفة وتعديلاتها وكذلك وضع الحاخامات القرائين. كذلك فإن التساؤل بشأن درجة صلاحياتهم تثير الآن خلافات في الرأي في أوساط الدوائر القرائية. ........... المعتقدات ============ لا يوجد اختلاف بين القرائين والربانين في غالبية قضايا المعتقدات والفكر. فأسس العقيدة التي كتبها الحاخام القرائي "يهودا هدسي" في كتابه "عنقود الفدية" ، تتشابه مع تلك التي أشار إليها الرابي موسى بن ميمون، في ملحق المبادئ "يجب فهم التوراة لإثباتها بلغتها" (أي يستلزم المعرفة الجيدة بالعبرية القديمة من أجل قراءة التوراة) و"الهيكل هو بيت جلالة الرب للأبد".
في أعقاب كتاب دانيال يقبل القرائين بوجود "آخر الأيام" وإحياء الموتى. بالإضافة إلى ذلك يؤمنون بقدوم المسيح (الدجال). ............ الأسس ========= تستند اليهودية القرائية على ثلاثة أسس مختلفة:
المكتوب: جميع الوصايا، سواء كانت وصايا افعل أو وصايا لا تفعل، التي نزلت على سيدنا موسى في جبل سيناء، ومكتوبة في التوراة.
القياس المنطقي: القياس أو الإستنتاج هو الطريقة التي من خلالها حسم قاعدة دينية لحالات غير مكتوبة بشكل مفصل في التوراة. وتحديد هذه القاعدة يتم بواسطة القياس المنطقي للمتغيرات من مواضع مختلفة من العهد القديم أو وفقاً للمنطق.
الرجعية: تسمى أيضا التقليد المتسلسل، أي محاكاة وتكرار كل ما اعتاد عليه الزعماء في الماضي، وفي حالات معينة حتى قبل نزول التوراة، وهو انتقل من جيل لجيل (مثل طريقة تنفيذ الذبح، أو طريقة تنفيذ الختان). كل هذا بشرط ألا تتناقض مع التوراة المكتوبة، وبالإضافة إلى ذلك تكون مرتبطة بأسلوب التنفيذ الدقيق الخاص بوصية معينى مكتوبة في التوراة (في حالة الذبح- وصايا تحريم أكل الدم). فالقرائين لا يزعمون أن تلك الأوامر صدرت من الرب. ............ يتبع بمشيئة الله
_________________ يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ
|
|