المغرب تسير على خطى عزل "الإخوان".. حركات جماهيرية تطالب بإقصاء "الجماعة" من المشهد.. "الملك" يسعى للحفاظ على موقعه باستخدام العلمانيين.. و"تكتيكات" متبادلة لحسم المعركة
http://www.vetogate.com/505734#.UgU-I6wlnbw
المغرب تستدعي الحالة المصرية.. المغرب رحبت بعزل مرسي.. قوات المغرب قمعت التظاهرات الموالية لمرسي.. حركة "تمرد" المغربية أنشئت لإقصاء "إخوان" المغرب.. وإخوان المغرب يقاومون تمرد بـ"صامدون".
"الحالة المصرية تسترعي انتباه الكثير من الدول، خاصة بعد عزل الجيش للرئيس مرسي، مما أثار مخاوف بين القادة الإسلاميين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مواجهة المصير ذاته، في الوقت الذي يشجعون فيه المناهضين للإسلاميين، على وضع أعينهم نصب أهداف محلية".
هكذا قالت فيش سكثيفيل، زميلة الجيل القادم في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، من خلال تحليلها السياسي لـ "تداعيات الوضع المصري المحدودة على المغرب".
وأكدت "فيش" أن الوضع في المغرب أكثر تعقيدًا من أي مكان آخر، وعلى الرغم من أن الإسلاميين يقومون بأولى محاولاتهم في الحكم بعد سنوات من القمع السياسي، فإن الوضع مختلف كثيرًا عن مصر أو تونس أو بلدان أخرى، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن حزب العدالة والتنمية المغربي، لديه ترتيب للمشاركة في السلطة مع الملك محمد السادس".
وتابعت: "حزب العدالة والتنمية في الحكومة، يعمل بمثابة قوة تضفي الشرعية على الملكية، ولا تشكل تهديدًا لها، والنتيجة هي أن احتمال وجود حركة تمرد مغربية فعالة - من بين تلك الحركات التي تنذر بقيام تظاهرات حاشدة مماثلة وإجراء عسكري وعدم استقرار سياسي واسع النطاق - ما زالت ضعيفة.
وأضافت أن الملكية المغربية رحبت بعزل مرسي، وكان الملك محمد السادس، أول زعيم شمال أفريقي يرحب بالرئيس المؤقت عدلي منصور، وأشاد بالجيش المصري وما سماه "القرار السريع والحاسم"، وأسرعت قوات الأمن المغربية لقمع التظاهرات الموالية لمرسي بالبلاد.
وقالت: إن حزب العدالة والتنمية، الذي نأى بنفسه منذ زمن عن جماعة الإخوان، أعرب عن تخوفه مما حدث في مصر، وأكد أنه "يقوض الشرعية الديمقراطية"، كما أن جماعات إسلامية أخرى - من بينها جماعة العدل والإحسان، وهي فصيل معارض غير شرعي لكن يُسمح بوجوده وله الكثير من المؤيدين - تزعم بأن الأحداث في القاهرة تظهر الخطر الذي يشكله الجيش القوى على الديمقراطية، وشارك السلفيون الأكثر شهرة في المغرب، بمؤتمر للسلفيين العرب، وتعهدوا بدعم مرسي.
وأشارت إلى وجود انقسام بين المغاربة، خاصة الدوائر الانتخابية التي تدفع من أجل "الحداثة" والمعارضة لفكرة وجود ائتلاف يقوده الإسلاميون، وتحديدا بعد الإطاحة بمرسي، خوفا من عدم قدرة الحكومة الإسلامية، على الوفاء بوعود الإصلاح السياسي والاقتصادي.
ونوهت إلى أن بعض الصحفيين، أسسوا حركة "تمرد" المغربية، على موقعي "فيس بوك"، و"تويتر"، ودعوا لإجراء مزيد من التعديلات الدستورية وحل البرلمان، وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان والإفراج عن النشطاء السياسيين وإقصاء حزب العدالة والتنمية، وبن كيران، كما دعوا إلى إصلاح اقتصادي، يشمل زيادة المبادرات التنموية التي تقودها الدولة، والاستقلال عن المؤسسات المالية الدولية، وتوزيع أكثر عدلًا للسلطة، وخفض الدين الحكومي، بالإضافة إلى طلب الحكومة من المواطنين، الاحتجاج يومي 17 و18 أغسطس.
وقالت "فيش": إن مؤسسي "تمرد" هم أعضاء سابقون في "الربيع المغربي" من عام 2011، والمعروف أيضًا باسم حركة 20 فبراير، لافتة إلى أن دعوات الحركة الجديدة للإصلاح، لا يمكن تمييزها عن دعوات حركة 20 فبراير، التي أدت إلى تغييرات دستورية كان من المفترض نظريًا أن تُحد من بعض صلاحيات الملك.
وتابعت: "أما المتشككون وهم الإسلاميون وبعض العلمانيين وغيرهم من الذين يرغبون في الإبقاء على الوضع الراهن بصورة ثابتة، فمن وجهة نظرهم أن الجيش المصري كان يخطط للإطاحة بمرسي منذ فوزه بالرئاسة، عام 2012، بعد قيامه بقطع التيار الكهربائي، ونقص الوقود، مع اتخاذه خطوات لضمان استمرار الركود الاقتصادي خلال فترة ولايته.
كانت الفصائل الشبابية التابعة لـ "حزب العدالة والتنمية" وحركة العدل والإحسان، قد دعت إلى تنظيم احتجاجات مشتركة ضد عزل مرسي، في أجزاء عديدة من المغرب.
ويأمل خصوم "حزب العدالة والتنمية" أن تعمل المعارضة الشعبية، مقرونة بضغوط من حركة "تمرد" والمخاوف المستوحاة من مصر، بشأن الحكومة الإسلامية، على خلق مشاكل للحزب الحاكم، الذي يبحث بفاعلية عن جماعة علمانية أخرى لكي تحل محل "حزب الاستقلال" في الائتلاف، كما تطالب حركة "تمرد" و"الاستقلال" بإجراء انتخابات مبكرة.
ويعلم الملك أن الوقوف إلى جانب "حزب العدالة والتنمية" يحقق أفضل مصالحه في الوقت الراهن، وإذا حظت حركة "تمرد" بالمزيد من الانتباه الإيجابي، يمنح ذلك "حزب الاستقلال" وفصائل علمانية أخرى مثل حزبا الأصالة والحداثة، للدفاع عن التشرذم المستمر للائتلاف بين الإسلاميين والعلمانيين.
وأشعلت الأحداث في مصر، النقاش بالمغرب بشأن جدوى الحكومة الإسلامية، وفي حين أن مؤيدي ذلك النموذج يؤمنون بأن جماعة الإخوان المصرية، كانت ضحية لجيش طامح في السلطة، يرى الخصوم أن سقوط الجماعة أظهر عدم قدرتها على الابتعاد، والانفصال عن السلوك السلطوي.