نهب المواقع التاريخية والآثار: استنساخ (مصيبة) العراق في سوريا
http://www.uragency.net/index.php/2012- ... 4-12-47-59

بغداد، مونتريال/ اور نيوز
ذكرتْ صحيفة ذي غلوبال أند ميل الكندية في تقريرها أنه وفي نيسان من عام 2003 ومع سقوط بغداد بيد القوات الاميركية اقتحم اللصوص المتحف الوطني العراقي غير المحمي ونهبت نتيجة لذلك ما لا يقل عن 15 ألف قطة أثرية ثمينة من حضارة ما بين النهرين بما فيها من الأختام والرقم الطينية والمنحوتات وربما دمر البعض الآخر أو فقدت أو تم بيعها في السوق السوداء للآثار العالمية.
الخراب امتد إلى ما بعد بغداد بين أعوام 2003 إلى 2005 ومع احتدام حدة الاضطرابات والحرب تم نهب عشرات المواقع الأثرية وأحيانا كان ذلك يحصل بمساعدة لصوص مسلحين تم تجهيزهم جيدا لنهب الآثار بشكل منظم. آثار ما بعد تلك الصدمة هزت المجتمع العالمي للآثار والذي تحرك في محاولة لجرد الخسارة ومساعدة السلطات العراقية في تعقب التحف المسروقة.
يقول عالم الآثار والأمين المساعد لمتحف اونتاريو الملكي كليمنس ريتشل الذي شارك في ذلك الجهد " لقد شعرت الناس بالصدمة وكانوا يريدون المساعدة". مضيفا " أن الوضع في العراق في الوقت الحالي أكثر استقرارا عما كان عليه في تلك الأيام وتم حماية العديد من المواقع ذات الأهمية التاريخية والأثرية، ومع ذلك لا تزال الكثير من تلك المواقع في البلاد والتي تحتوي على آثار قيمة من حضارة بلاد ما بين النهرين في خطر ". وتابع بالقول " إن الدروس المستفادة من تلك الكارثة كانت تتمثل في زيادة اليقظة والحذر لدى القيمين وجامعي التحف في البحث عن إثبات للقطع التي يتم عرضها للبيع ودعم أوسع للاتفاقات الدولية لحماية الآثار في النزاعات المسلحة.
وتابع التقرير بالقول انه حتى مع تعافي العراق من هذه الحالة فان الباحثين في الوقت الحالي ينظرون بقلق إزاء الحال الذي بدا يتكشف في سوريا وهم يتساءلون حول ما إذا كانوا سيشهدون نسخة مأساوية أخرى مشابهة لما حدث في العراق. يقول كبير أمناء المتحف الشرقي في جامعة شيكاغو جاك غرين " للأسف أن هذه الأمور تكرر نفسها " وكانت الجامعة قد قدمت معرضا حول الكارثة الأثرية التي حلت بالعراق. مضيفا " أن من الحيوي حماية وتعلم من تاريخ الحضارة في الشرق الأوسط فهي جزء من تاريخنا وحضارتنا الإنسانية ونحن لا نكون هنا من دونها". يقول البروفيسور كليمنس ريتشل "أن ما يجعل الوضع في سوريا مختلفا عن العراق هو أن المجتمع البحثي ليس لديه شريك واضح في الصراع الجاري في سوريا لتوفير المعلومات حول ما يحصل في المواقع الآثارية من أجل الحماية والتنسيق". البرفيسور ريتشل عمل في مواقع أثرية في شرق سوريا منذ التسعينيات من القرن الماضي ولم يعد قادرا على الوصول إلى تلك المنطقة ونظرائه من السوريين فروا خارج البلاد والباحثين في خطر في الولايات المتحدة. بينما يؤكد الدكتور غرين أن مسألة الآثار يجب أن تحتل مكانة ثانوية إزاء الأزمة الإنسانية الجارية هناك قائلا هناك احتمال وجود خسارة علمية إذا تمت عمليات نهب واسعة النطاق في سوريا مضيفا " نحن نتحدث عن ضرر لا يمكن إصلاحه للتراث الثقافي فإذا خسرنا جزاء من ذلك التراث فهذه الخسارة ليست مؤثرة على الهوية الوطنية للبلاد فحسب لكنها أيضا خسارة للعالم أجمع ".