اشترك في: الثلاثاء مايو 01, 2012 6:46 pm مشاركات: 1195
|
أوباما: شكراً ساندي
تاريخياً انتمى كل رؤساء الولايات المتحدة إلى طائفة المسيحيين الإنجيليين باستثناء جون إف. كينيدي الكاثوليكي. لكن المرشح الجمهوري ميت رومني ينتمي إلى أقلية دينية صغيرة لا تتعدى 2% من السكان تدعى المورونية، وهناك تحفظ شديد على هذه المسألة. والخيار اليوم أمام الأميركيين: رئيس أسود مرة ثانية أم رئيس موروني لأول مرة في التاريخ الأميركي.
لقد اقترب الأميركيون من تحديد خيارهم، ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة عادة ما تأتي أحداث وعلامات فارقة قبله بأيام قليلة، وقد تعود العالم على مفاجئات ما قبل الاقتراع؛ ففي عام 2004 خدم شريط بن لادن الذي بثته وسائل الإعلام قبل الانتخابات بأيام جورج بوش وساعد كثيراً في إعادة انتخابه، وأشعر الأميركيين أن بوش يجب أن يكمل مشواره في الحرب على الإرهاب، وهكذا كان. عام 2008 توفيت مادلين دانهام جدة باراك اوباما، وجاءت الوفاة قبل يوم واحد من الإقتراع. عماد عبدالله عياصرة
آنذاك أكد أوباما في البيان الذي أصدرته حملته الانتخابية أن جدته تلك كانت ملهمة العائلة وحجر الأساس الذي ترتكز عليه، وأن فقدانها خسارة كبيرة. وبعيداً عن الحيثيات السياسية البحتة إلا أن حادثة الوفاة أكسبت أوباما تعاطفاً ملحوظاً وشعبية جارفة في وقت هو فيه بأمس الحاجة لتلك الشعبية. حتى أن أوباما استفاد من الضجة الإعلامية التي دارت حول مسألة احتساب صوت جدته المتوفاة كونها أرسلته بالبريد قبل وفاتها.
2012 قبل أيام من الاقتراع تشهد الولايات المتحدة كارثة إعصار ساندي الذي أقعد المرشح الجمهوري رومني على مقاعد الجمهور وأبعده عن الأضواء كونه لا يملك سلطة رسمية، في الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على أوباما وهو يمارس سلطاته كرئيس يتخذ القرارات.
وها هو أوباما يسعى جاهداً لإستغلال الإعصار في الانتخابات، فإذا نجح في إدارة الأزمة وتأمين سلامة المواطنين، فإن الكفة سترجح بلا شك لصالحه. خاصة أن شعبيته ازدادت كثيراً مع إلغائه لكافة اجتماعاته الانتخابية والتفت إلى عمله كرئيس حالي لأميركا.
ربما أن الكفة بدأت فعلاً ترجح لصالح أوباما خاصة مع تلقيه اشادات من داعمين أساسيين لـ ميت رومني بشأن تعامله مع الكارثة. والآن بقي على أوباما أن يستغل مواقف رومني المعارضة لتمويل الوكالة الفدرالية لإدارة الأزمات والتي أثبتت أهميتها الكبرى في كارثة ساندي.
http://www.elaph.com/Web/opinion/2012/11/771208.html
العزماني: تعاطي أوباما مع "ساندي" يعزز حظوظه في الرئاسيات
ماهي آثار إعصار ساندي على الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ وكيف يتم تدبير الأزمة من قبل الحزبين المتنافسين؟ وهل يستطيع الرئيس الحالي أوباما استثمار شعبيته لإضافة أصوات إلى رصيده الانتخابي ضمن المناطق المتضررة؟ وماهي حظوظ رومني للظفر بمنصب الرئاسة بالنظر إلى الأزمة الراهنة التي تحياها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب إعصار ساندي؟ وماذا أعد كلا الحزبين من وسائل وتقنيات ووسائط لاستثمار هذه الأزمة انتخابيا؟
وقبل الجواب على هذه الأسئلة وغيرها، اعتبر عز الدين العزماني، الباحث في العلوم السياسية، والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه ينبغي التأكيد منهجيا بأن دراسة أثار الإعصار على الانتخابات "يدخل في مجال محاولة الاستشراف وليس التفسير بالنظر إلى المتغيرات الكثيرة التي لها علاقة بالموضوع والتي لن تتأكد إلا بعد ظهور النتائج، حيث يمكن حينها دراسة تغيرات مواقف الكتلة الانتخابية بسبب أداء المرشحين الانتخابيين في التعامل مع الأزمة ومدى نجاحهم في إبراز مهارات قيادية عالية، وأيضا تحليل الآثار التقنية والفنية لانقطاع التيار الكهربائي عن المدن والولايات التي تضررت من الإعصار وحجم المقاطعة بسبب الظروف العامة لمرحلة ما بعد الإعصار".
وأفاد الباحث المغربي، كون الأبحاث التي أجريت في حقل العلوم السياسية بأمريكا حول أثار الأعاصير على الانتخابات قد توصلت إلى نتائج متناقضة بعضها يؤكد بأن المواطنين المتضررين في الغالب يلومون الرئيس بسبب إحباطهم، والأخرى تؤكد بأن الرئيس في الغالب يستفيد من حماس أنصاره وانخراطهم الكامل في التعامل مع الأزمة ويربح أصوات إضافية إذا أجاد التعامل مع الأزمة وبرهن على كفاءات قيادية عالية.
ولفت العزماني إلى أن المجتمع الأمريكي إزاء حالة الأزمة تشتد لديه أهمية الأبعاد المتعلقة بالوحدة القومية والتضامن المدني ولذلك فإن "الأداء الجيد" للرئيس في التعامل مع الأزمة قد يعزز من حظوظه في كسب المعركة الانتخابية بسهولة.
وخلال أزمة إعصار ساندي لاحظ العزماني بأن الرئيس أوباما تصرف كرئيس دولة وليس كمرشح انتخابي فقط، وبرع في الاستجابة لتحديات الأزمة وتعامل بردود فعل سريعة وحاسمة وكان حاضرا على المستوى التنسيقي والميداني وتصرف بطريقة تختلف جوهريا عن أداء الرئيس الأسبق جورج بوش الابن في التعامل مع إعصار كاثرينا، في حين ظهر رومني مترددا في إلغاء مواعيده الانتخابية ومحجما عن الرد على أسئلة الصحافيين بخصوص منهجية التعامل مع الأزمة. الأمر الذي اعتبره عز الدين العزماني "يعزز من فرضية كسب أوباما لتحدي التعامل القيادي مع الأزمة، هو تصريحات الجمهوريين أنفسهم الداعمة لجهوده في التعامل مع الأزمة، وخاصة تزكية حاكم ولاية نيوجرسي، الجمهوري (كريس كريستي) لجهود الرئيس وشكره على الدعم الذي قدمه للولاية عندما أعلن أنها ولاية منكوبة، مما يسهل من تمرير الميزانية الفيدرالية التي تساعد في التخفيف من أعباء الولاية في التعامل مع الأزمة".
فالإعصار بالنسبة للرئيس أوباما، يضيف العزماني، "شكل فرصة (غير مباشرة) بالنسبة إليه لتعزيز أطروحة الديمقراطية الاجتماعية التي تسمح بتدخل الدولة لضبط التوازن في النظام الاجتماعي".
وتجدر الإشارة إلى أن روميني، المنافس للرئيس أوباما، يُعتبر من الداعين إلى خوصصة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) وتحويل إدارة الطوارئ إلى شركات ربحية، فانه بمجرد حدوث حالة طوارئ كان الطلب على تدخل الدولة ودعمها ملحا من قبل حكام الولايات بما في ذلك اولائك المحسوبين على الحزب الجمهوري، الشيء الذي يعزز من أطروحة تدخلية الدولة في حماية التوازن المجتمعي التي يدافع عنها اوباما.
إلى ذلك أشار العزماني إلى أن رفض رومني الإجابة عن أسئلة الصحافة بخصوص المنهجية التي كان سيتعامل بها مع الإعصار إن كان في البيت الأبيض أثناء حدوثه، "مؤشر واضح إلى أنه لا يريد أن يقف في الاتجاه المعاكس للطلبات الآنية للمتضررين في تدخل عاجل لمساعدتهم، وفي نفس الوقت يريد أن يترك منطقة رمادية لا تشجع المترددين على الحسم في اتجاه التصويت لـ"أوباما"، مستطردا في الإشارة إلى بعض التأثيرات التقنية والفنية النسبية للإعصار على خسارة اوباما لبعض الأصوات الانتخابية في المناطق التي تضررت من الإعصار والتي عادة ما يكسبها الديمقراطيون رغم الجهود التي تبذلها الأجهزة المعنية لتوفير معطيات بديلة تمكن المواطنين من الإدلاء بأصواتهم.
وألمع العزماني إلى صعوبة القول بأن الإعصار معطى بنيوى في ترجيح كفة احد المرشحين، "خاصة إذا علمنا أن تقارير صدرت قبل إعصار سيندي كشفت عن احتمال أن تشهد هذه الانتخابات نسبة مقاطعة مهمة (قد تصل إلى حوالي 90 مليون في بعض التوقعات)، بحيث قد يخسر اوباما أصوات المقاطعين، ولذلك هناك توجه لدى الديموقراطيين والليبراليين عموما للتشجيع على التصويت، ومن المحتمل أن يستعمل أنصار الحزب الأداء القيادي لاوباما في التعامل مع إعصار ساندي لاستعادة بعض الأصوات المقاطع" يورد العزماني في اتصال مع هسبريس.
http://hespress.com/international/65576.html
_________________ اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه اجمعين
|
|