موقع د. محمود صبيح

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين

لاشك أن الله تعالى له فى خلقه أيام ... وأحوال .. منها ماهو سراء .. ومنها ما هو ضراء
وقد أراد الله تعالى بمشيئته تلك أن يبلو ويختبر عباده .. كما قال جل ذكر ( ونبلوكم بالشر
والخير فتنة وإلينا ترجعون )

وهذه هى فائدة الابتلاء لمن عقل عن ربه ... أن يرجع الإنسان فى كل أموره إلى ربه
وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم المبلغ عن ربه جل وعلا ..

فإذا كان الابتلاء بالنعم .. نظر .. ثم رجع إلى ربه وقال : ماذا يريد ربى من أدب وعبودية
فى هذه الحال ..

وإذا كان الابتلاء بالمحن والفتن ... رجع إلى ربه وقال : ماذا قال ربكم ... وما العلم والآداب والعبودية التى عند خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم فى هذا الشأن ... وأظن أن
الموفق لذلك هو العبد المسلم المؤمن المتبع المؤدب بآداب العبودية .

وأسأل ... هل ترك ربنا جل وعلا فى كتابه الكريم شيئا لم يخبرنا عنه ... ويذكر لنا فيه
علما .. أم لا ؟؟

والجواب الذى لاشك فيه ... نعم .. لم يترك ربنا جل وعلا فى كتابه الكريم شيئا إلا وذكر
لنا فيه علما .. إما إجمالا .. او تفصيلا .. قال تعالى ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) .

وقال تعالى ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ )

وأسأل مرة أخرى .. هل ترك الطيب الطاهر المطهر الرحمة المهداة سيدنا ومولانا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى سنته المطهرة شيئا لم يخبرنا عنه ... ويذكر
لنا فيه علما .. أم لا ؟؟

والجواب الذى لاشك فيه ... نعم .. لم يترك سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فى سنته المطهرة شيئا إلا وذكر لنا فيه علما .. إما إجمالا .. او تفصيلا ..

أما الإجمال فهو فى قول الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )

وقوله تعالى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى
أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) .

وأما التفصيل ... فقد روى مسلم فى صحيحه عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : قِيلَ لَهُ قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ
صلى الله عليه وسلم كُلَّ شَىْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ . قَالَ فَقَالَ : أَجَلْ .. لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ
الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِىَ بِالْيَمِينِ أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِىَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ أَوْ أَنْ
نَسْتَنْجِىَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ .

وهذه مجموعة من أحاديث سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها فقه
وآداب المسلم وقت وقوع الفتن :

1- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( الائمة من قريش أبرارها امراء أبرارها ، وفجارها أمراء فجارها ، وإن أمرت عليكم قريش حبشيا مجدعا فاسمعوا له وأطيعوا ، ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه ، فان خير بين إسلامه وضرب عنقه فليتقدم عنه )) أخرجه الحاكم والبيهقى من حديث سيدنا على بن أبى طالب . انظر : كنز العمال (6/48)

2- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( اسمع وأطع ولو لعبد حبشي مجدع الاطراف )) أخرجه مسلم والإمام أحمد فى مسنده من حديث سيدنا أبى ذر .
وفى لفظ آخر (( إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا )) أخرجه مسلم وابن ماجه عن أم الحصين .
وفى لفظ آخر (( اسمعوا وأطيعوا ، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة )) . أخرجه البخارى والإمام أحمد فى مسنده وابن ماجه عن أنس . انظر : كنز العمال (6/50)

3- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( اسمعوا وأطيعوا فانما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) أخرجه مسلم والترمذى من حديث وائل بن حجر ، والطبرانى فى الكبير عن زيد بن سلمة الجعفي . انظر : كنز العمال (6/49)

4- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك )) أخرجه مسلم والإمام أحمد فى مسنده والنسائى من حديث سيدنا أبى هريرة .

5- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( سيليكم أمراء يفسدون ، وما يصلح الله بهم أكثر ، فمن عمل منهم بطاعة الله ، فلهم الأجر وعليكم الشكر ، ومن عمل منهم بمعصية الله ، فعليهم الوزر وعليكم الصبر )) أخرجه البيهقى من حديث سيدنا عبد الله بن مسعود . انظر : كنز العمال (6/51)

يتبع بمشيئة الله

جزاك الله عنا كل خير يامريد الحق

هذا ما نريده ان نتعلمه فى وقتنا ازادك الله من فضله

_________________



أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

وجزاك خيرا أخى الفاضل المبارك الأصل ... وهذه مجموعة أخرى
من إرشادات وتعاليم وآداب وتوصيات حضرة سيدنا ومولانا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فى زمن الفتن ... لمن أحب حضرته الشريفة
.. وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

6- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((كانت بنو إسرائيل
تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون
خلفاء فيكثرون ، قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا - يعنى أوفوا
من الوفاء - بيعة الاول فالاول ، وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم فان الله
سائلهم عما استرعاهم )) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده وابن ماجه
من حديث سيدنا أبى هريرة . انظر : كنز العمال (6/52)

7- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من أطاعني فقد أطاع الله ،
ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الامير فقد أطاعني ، ومن يعص الامير
فقد عصاني )) . أخرجه الإمام أحمد فى مسنده والنسائى وابن ماجه من حديث
سيدنا أبى هريرة .

8- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من خرج من الطاعة وفارق
الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ، ومن قاتل تحت راية عمية
يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ،
ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ، ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي
لذي عهد عهده فليس مني ولست منه )) . أخرجه مسلم والإمام أحمد فى
مسنده والنسائى من حديث سيدنا أبى هريرة .

9- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من خلع
يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه
بيعة مات ميتة جاهلية )) أخرجه مسلم من حديث سيدنا عبد الله بن عمر .
انظر : كنز العمال (6/53)

10- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من رأى
من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فانه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا
فيموت إلا مات ميتة جاهلية )) أخرجه مسلم والإمام أحمد فى مسنده من حديث
سيدنا عبد الله بن عباس . انظر : كنز العمال (6/55)

يتبع بمشيئة الله

نعم سيدى مريد الحق
أكمل بارك الله فيك, و يا حبذا سيدى لو بينت لنا رأى أئمة الحديث فى تحديد درجة صحة تلك الأحاديث , لأن هناك زنادقة أخر الزمان الذين يشككون فى كل حديث صحيح

الأخ الفاضل / محب مولانا الحسين ...
هذا سرد سريع لما ورد فى موضوع الفتن والبعد عنها ... وقد ذكرت عقب كل حديث
من خرجه من الأئمة الحفاظ الأعلام فى كتابه ...

وأما مسألة ذكر درجة الحديث ... فإنه واضح لكل ذى عين يفهم فى مصطلح الحديث
وعلم الرواية .. أن تعدد الروايات مع اختلاف ألفاظها يثبت أن الحديث له أصل ..

فمثلا لو أن هناك حديثا رواه الطبرى فى التفسير .. أوالبيهقى فى دلائل النبوة .. ثم أخرجه
مسلم أو البخارى أو الترمذى أو الحاكم أو الضياء أو ابن خزيمة بنحوه أو بمعناه .. فهذا يعد تصحيحا لرواية الطبرى ...

هذا على فرض أن طريق الطبرى فيه ضعف ...

وكذلك تصح الرواية أو يحكم عليها بالحسن إذا رويت من عدة طرق ... وإن كانت تلك الطرق فيها ضعف ... فبمجموع الطرق الضعيفة ترتقى الرواية إلى الحسن .. كما هو معلوم عند أهل هذا الفن ... بشرط ألا يكون الضعف شديدا فى كل طريق .. أو يكون مدار الحديث على راو ضعيف جدا .

ونستكمل الأحاديث ... بالصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم

11- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( لم يكن نبي قبلي إلا كان
حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه خيرا لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، وإن
أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء شديد وأمور تنكرونها ،
وتجئ فتن فيرقق بعضها بعضا ، وتجئ الفتن فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف ،وتجي الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ، ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ،
ومن بايع إماما فأعطاه صفقه يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ، فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر )) . أخرجه مسلم والإمام أحمد فى مسنده والنسائى وابن ماجه من حديث سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص .

12- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( اطع كل أمير ، وصل خلف كل إمام ،
ولا تسبن أحدا من أصحابي )) . أخرجه الطبرانى من حديث سيدنا معاذ بن جبل .

13- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( صلوا خلف كل بر وفاجر ، وصلوا
على كل بر وفاجر ، وجاهدوا مع كل بر وفاجر)) . أخرجه البيهقى من حديث سيدنا أبي هريرة .

14- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( أطيعوا أمراءكم مهما كان ، فان أمروكم بشئ مما جئتكم به فانهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم ، وإن أمروكم بشئ مما لم آتكم به فانه عليهم وأنتم منه براء ، ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم ، فيقول : لا ظلم ، فيقولون : ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم باذنك واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم باذنك ، وأمرت علينا أمراء فأطعناهم لك فيقول : صدقتم هو عليهم ، وأنتم منه برآء )) . أخرجه ابن جرير والطبرانى من حديث سيدنا المقدام . انظر : كنز العمال (6/55)

15- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ،
وأطيعوا من ولاه الله أمركم ، ولا تنازعوا الامر أهله وإن كان عبدا أسود ، وعليكم بما تعرفون من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها بالنواجذ تدخلوا الجنان )) .أخرجه الحاكم والطبرانى من حديث سيدنا العرباض بن سارية . انظر : كنز العمال (6/56)

يتبع بمشيئة الله

16- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( أذكركم الله ، لا تبغوا على أمتى بعدي ، سيكون بعدي أمراء فأدوا طاعتهم ، فإن الأمير مثل المجن يتقى به ، فإن أصلحوا أموركم بخير فلكم ولهم ، وإن أساءوا فيما أمروكم فهو عليهم وأنتم منه براء ، إن الامير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم )) . أخرجه الطبرانى من حديث سيدنا المقدام بن معد يكرب وأبي أمامة معا .

17- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إذا كان عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله فقد حرم الله عليكم سبهم وحلت لكم الصلاة خلفهم )) . أخرجه الطبرانى من حديث عمرو البكالي .

18- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إنه كائن من بعدي سلطان فلا تذلوه ، فمن أراد أن يذله فقد خلق ربقة الاسلام من عنقه ، وليس بمقبول منه حتى يسد ثلمته التي ثلم ، وليس بفاعل ، ثم يعود فيكون فيمن يعزه )) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده والبيهقى من حديث سيدنا أبي ذر .

19- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إنه سيكون بعدي سلطان فأعزوه ، فإنه من أراد ذله ثغر ثغرة في الاسلام ، وليست له توبة إلا أن يسدها ، وليس بساد لها إلى يوم القيامة )) أخرجه الإمام البخارى فى تاريخه والروياني من حديث سيدنا أبي ذر .

20 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن كره برئ ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ، قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا )) أخرجه مسلم وأبو داود من حديث السيدة أم المؤمنين أم سلمة . انظر : كنز العمال (6/57 - 59)

يتبع بمشيئة الله

21 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم )) ، قيل : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة )) . أخرجه مسلم وأبو داود من حديث عوف بن مالك الاشجعي .

22- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ستكون من بعدي أمراء فأدوا إليهم طاعتم ، فإن الامير مثل المجن يتقى به ، فإن صلحوا واتقوا وأمروكم بخير فلكم ولهم ، وإن أساءوا وأمروكم به فعليهم وأنتم منه برآء ، وإن الامير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم )) أخرجه الطبرانى من حديث شريح بن عبيد قال أخبرني : جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الاسود والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة .

23 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ستكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بستني ، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال شياطين في جسمان إنسان )) قال حذيفة : كيف أصنع إن أدركني ذلك ؟ قال (( اسمع الامير الاعظم .. وإن ضرب ظهرك .. وأخذ مالك )) أخرجه ابن سعد من حديث سيدنا حذيفة .

24 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( سيكون بعدي ولاة .. فيليكم البر ببره ، ويليكم الفاجر بفجوره ، فاسمعوا له وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم .. فان أحسنوا فلكم ولهم .. وإن أساءوا فلكم وعليهم )) . أخرجه ابن جرير والدارقطنى وابن النجار من حديث أبي هريرة .

25 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك .. ومنشطك ومكرهك .. وأثرة عليك ولا تنازع الامر أهله .. وإن رأيت أن لك .. إلا أن يأمرك بأمر توارى عنك تأويله من الكتاب )) . أخرجه الطبرانى والروياني وابن عساكر عن عبادة بن الصامت .
انظر : كنز العمال (6/63) .

26- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( إنه ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها )) قال : فقلت : يا رسول الله ! ما تأمر من أدرك منا ذلك ، قال (( تعطون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم )) أخرجه ابن أبي شيبة فى المصنف من حديث عبد الله بن مسعود .

يتبع بمشيئة الله

27- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك )) . أخرجه مسلم والنسائى وأحمد وابن جرير من حديث أبي هريرة .

28- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( عليكم بالسمع والطاعة في ما أحببتم وكرهتم ، ألا إن السامع المطيع لا حجة عليه ، وإن السامع العاصي لا حجة له ، ألا وعليكم بحسن الظن بالله فان الله تعالى معط كل عبد بحسن ظنه وزيادة عليه )) أخرجه أبو الشيخ عن عبد الرحمن بن مسعود .

29- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( عليكم بالسمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم في منشطكم ومكرهكم وأثرة عليكم ، ولا تنازعوا الامر أهله )) أخرجه الطبرانى عن عبادة بن الصامت.

30- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ما من قوم سعوا إلى السلطان ليذلوه إلا أذلهم الله قبل يوم القيامة )) . أخرجه النسائى عن حذيفة . انظر : كنز العمال (6/64)

31- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من دعي إلى سلطان فلم يجب .. فهو ظالم لا حق له )) . أخرجه الطبرانى عن سمرة .

32- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية ، وإن خلعها من بعد عقده إياها في عنقه لقى الله تعالى ليست له حجة ، ألا لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له فان ثالثهما الشيطان إلا محرم ، فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ، من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن )) أخرجه ابن أبى شيبة وأحمد والطبرانى فى الصغير عن عامر بن ربيعة . انظر : كنز العمال (6/66) .

ألأحاديث التى أوردها =من أورد فى مقاله لمن ؟ =الغاش للرعيه ليس سلطان وانما متسلطن بالظلم الظالم والقاتل والمجرم ليس سلطانا =كيف ؟ والسلطان الحق جاء ليحقق الحق وألأمن وألأمان ويمسك بالسراق والقتله والفجره ليقيم عليهم العقابات الشرعيه -=والعقوبات الرادعه =حتى ان الشارع الحكيم أعطاه حق زياده العقوبه =ان رأى ان ألأمر يستحق ذلك =السلطان الغاش لرعيته =أشطن من الشيطان وأبلس من أبليس والشعب له حق أعدامه =بقانون الشرع ألأسلامى =يجب توجيه مراد ألأحاديث النبويه بوجهتها الصحيحه حتى لايتسلطن قاطع طريق أو مجرم زنديق يأخذ ألأموال وجنده اللصوص والسراق يذل الناس =ثم أطوع ألأحاديث الشريفه -لنصرته وطاعته -=اللهم انتقم من كل ظالم ظلم شعب مصر وقتل شبابه وأنتهب ثرواته اللهم أنتقم منه انتقاما لم تنتقمه من أحد فى الدنيا وألآخره =ان سيدنا النبى العربى الخاتم اللهم صل عليه وعلى آله ووالديه وسلم أوصى بشعب مصر خيرا=
أن تأليه الحاكم من أكبر ألأمصائب التى تجعل من الحاكم فرعونا وشيطانا=الله هو ألأله الواحد ألأحد الذى امر المظلومين والناس جميعا بقطع دابر الظالمين=\ألألأهم أرزق مصر ألأمن وألأمان =وألأستقرار وألأهناءه انهم -محبى نبيك وآل بيته ألأطهار أ{جو التكبير من قبل ألأداره والسلام

33 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( من نزع يدا من طاعة الله فانه يأتي يوم القيامة لا طاعة له ولا حجة له ، ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات موتة جاهلية )) . أخرجه الإمام أحمد عن ابن عمر .

34- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( لا تدعوا على أئمتكم بالفساد ، فان صلاحهم صلاحكم ، وفسادهم فسادكم )) أخرجه الشيرازي في الالقاب عن ابن عمر .

35 - قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( لاتسبوا السلطان فانه ظل الله في أرضه )) أخرجه ابو نعيم في المعرفة عن أبي عبيد .

36- قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب ، وتلين لهم الجلود .. ثم يكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود - قيل : أفلا نقاتلهم يا رسول الله ؟ - قال لا ما أقاموا الصلاة )) أخرجه الإمام أحمد وعبد الرزاق فى المصنف عن أبى سعيد .

أنظر : كنز العمال (6/67)

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه .. وبعد

أولا : ليس المقام الآن للحوار والمناقشة ... وإنما قصدت وركزت فى هذه المشاركات على سرد الأحاديث التى تناولت السلطان والعلاقة بينه وبين الرعية والشعب .. وأيضا لأن الحوار والنقاش يحتاج إلى آداب وأسس وقواعد .. وأدلة موثقة . ليس الأوان أوانها .ولكن لا بأس من ترويحة

----------------------------------------------------------------
ثانيا : ما أجمل الهدوء .. والرفق .. والبعد عن الحمية والثورة .. وغلبة العاطفة عند الكلام على مسألة مصيرية دقيقة .. وللتذكرة .. أقول :

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف )) رواه أحمد والبزار وأبو يعلى .

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما كان الرفق في شئ إلا زانه ولا نزع من شئ إلا شانه )) . رواه ابن حبان عن أنس رضي الله عنه .

- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ماكان الرفق في شئ قط الا زانه ولا كان الخرق في شئ الا شانه وان الله رفيق يحب الرفق )) رواه البزار .

- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان الله عزوجل ليعطي على الرفق مالا يعطي على الخرق .. وإذا احب الله عبدا اعطاه الرفق .. ما من أهل بيت يحرمون الرفق الا حرموا )) رواه الطبراني ورجاله ثقات.

- وقال رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لأشَجِّ عبد القَيْس : (( إِنَّ فيكَ خَصْلتين يُحبهما الله : الحلم ، والأناة )) أخرجه الترمذي. وأصله فى صحيح مسلم وأبى داود وغيرهما .
------------------------------------------------------
ثالثا : قلت يا أخى : الغاش للرعيه ليس سلطان وانما متسلطن بالظلم ... الظالم والقاتل والمجرم ليس سلطانا

والسؤال المستفاد من كلامك : هل يمكن أن يكون هناك سلطان .. وهو ظالم ، وغاش ، وآخذ لمال الناس بالباطل ؟؟؟

والجواب :

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي ، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان « فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك ؟ قال : » تسمع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك )) أخرجه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح الإسناد
وابن سعد من حديث سيدنا حذيفة .

يقول العبد الفقير مريد الحق : ففى كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصف للحاكم بأنه : يظلم الناس بأمرين ... الضرب ... وأخذ المال !!!!! ومع ذلك لم يسلب عنه وصف (الأمير )

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك .. ومنشطك ومكرهك .. وأثرة عليك ولا تنازع الامر أهله .. وإن رأيت أن لك .. إلا أن يأمرك بأمر توارى عنك تأويله من الكتاب )) . أخرجه الطبرانى والروياني وابن عساكر عن عبادة بن الصامت .

يقول العبد الفقير مريد الحق : وهنا فى كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصف للحاكم بأنه : يشق على الناس ... ( في عسرك )
ويفعل ما يكرهون ... ( ومكرهك ) ..
ويفضل نفسه على شعبه (وأثرة عليك .. وإن رأيت أن لك )
ومع ذلك أمر حضرته الشريفة بقوله (ولا تنازع الامر أهله ) .

-----------------------------------------------------------
رابعا : ثم قلت يا أخى : السلطان الغاش لرعيته أشطن من الشيطان وأبلس من أبليس والشعب له حق أعدامه بقانون الشرع الأسلامى

والسؤال المستفاد من كلامك : هل يمكن أن يقوم الشعب بإعدام السلطان لمجرد أنه غاش .. وهل هذا الحكم موجود فى الشريعة ؟؟؟

والجواب :

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال (( لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أَن لا إِله إِلا الله وأني رسول الله ، إِلا باحدى ثلاث : الثَّيِّبُ الزَّاني ، والنّفْسُ بالنَّفْسِ ، والتَّارِكُ لدينِهِ ، المفارقُ للجمَاعَةِ ». أخرجه البخاري، ومسلم ، والترمذي، وأبو داود، والنسائي.

يقول العبد الفقير مريد الحق : فى كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بيان للأحوال التى يجوز فيها قتل المسلم ... وفيه فوائد :

الأولى : أن العاصم والمانع الرئيسى من قتل المسلم .. وصفه بأنه (يشهدُ أَن لا إِله إِلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله) ويشهد له حديث سيدنا المقداد وفيه ( أنه قال : يا رسول الله ! أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ، ثم لاذمني بشجرة فقال : أسلمت لله ، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقتله) ، فقلت : يا رسول الله ! قطع يدي ثم قال بعد ذلك ، أن قطعها فأقتله ، قال : (لا تقتله فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وأنت بمنزلته قبل أن يقول الكلمة التي قال) أخرجه البخاري، ومسلم ، وأبو داود..
وأما إقامة الصلاة .. ففيها كلام طويل

الثانية : أن الحالات المذكورة على سبيل الإحصاء .. وليس المثال .. لاشتمال الخبر النبوى على أسلوب الاستثناء (لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم ... إِلا باحدى ثلاث ) وهذا معروف مشهور عند العلماء ..
يعنى بالبلدى .. ما ينفعش حد يقتل أى حد تانى إلا لو عمل الأول حاجة من التلاتة دول فقط .

الثالثة : أن الحديث ليس فيه جواز قتل المسلم ... لمجرد أنه غشاش ؟؟!!!! فليس الغش من مبررات قتل النفس

الرابعة : إدعاء أن الشعب له حق أعدامه – يعنى السلطان الغاش - بقانون الشرع الأسلامى .. كلام غير علمى ولا منطقى .. وهو مرسل غير منضبط ... وأخشى أن فيه تقولا وتجرؤا على الشريعة الغراء .
------------------------------------------------------------
خامسا : ثم قلت يا أخى : يجب توجيه مراد الأحاديث النبويه بوجهتها الصحيحه حتى لايتسلطن قاطع طريق أو مجرم زنديق يأخذ ألأموال وجنده اللصوص والسراق يذل الناس .

والسؤال المستفاد من كلامك : هل يمكن أن يكون هناك سلطان .. وله جنود وأعوان لصوص وسراق يذلون الناس ؟؟؟

والجواب :

قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( ما بعث الله من نبى ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله )) أخرجه أحمد ، والبخارى ، والنسائى ، وابن خزيمة ، وابن حبان عن أبى سعيد .
وأيضا سبق إيراد حديث (( اسمع الامير الاعظم .. وإن ضرب ظهرك .. وأخذ مالك ))

وطبعا لن يقوم السلطان بنفسه بضرب الناس .. وأخذ أموالهم .. ولكن عن طريق أعوان .. دا شئ بديهى .

وكل هذه الأشياء لا تخرجه عن أمرين :

الأول : أن يطلق عليه اسم " سلطان " أو رئيس أ و ماشابه ذلك ... وأن وجود صفة الظلم لا تسلبه وصف السلطان ... كما أن ظلم الوالد لايسلب عن الوالد وصفه " أب " أو والد ... له حقوق .

الثانى : استمرار وبقاء صفة " سلطان" يستوجب حقا ... وهو السمع والطاعة .. وعدم الخروج عليه .. أو عزله ... بل أدب الوقت .... هو الصبر ... وجزاؤه ( حتى تلقونى على الحوض ) .

----------------------
سادسا : ثم قلت يا أخى : أن تأليه الحاكم من أكبر المصائب التى تجعل من الحاكم فرعونا وشيطانا

والجواب :

لا إجابة .. ولا تعليق .. لأن ما تقوله ليس له محل فى مشاركتى ... وليس فى هذا المنتدى المبارك ... ولا أعتقد أن عند أحد من الناس تأليها لأى زعيم أو رئيس ... وأظن جملتك هذه خرجت من حميتك وثورتك ..لا غير .

وأخيرا ... العبد الفقير لا يعتبر هذه المشاركة الخاصة حوارا بالمعنى الحقيقى ... ولكن رأيت أن أضع الأحاديث الشريفة حكما .. ورادا على ماقيل .
والله أعلى وأعلم

أخي مريد الحق : أيدك الله بالحق بجاه ناصر الحق بالحق صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله

بارك الله فيك على هذا الجهد
وجعل ذلك اضعافا مضاعفة في ميزان حسناتك
وابنتظار المزيد ان شاء الله تعالى

_________________
لا أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي ____ وتقبلوني على عيبي ونقصاني

فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي ____ وإن أبيتم فمن أرجو لعصياني

جزاك الله خيرا

موضوع مهم جداً فى هذه الأيام

نرجو منك المزيد يا مريد الحق

قال العلامة أبو سعيد الخادمى محمد بن محمد بن مصطفى بن عثمان الحنفي (المتوفى: 1156هـ) فى كتابه بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية (4/270)

( الثَّامِنُ وَالْأَرْبَعُونَ : الْفِتْنَةُ . وَهِيَ إيقَاعُ النَّاسِ فِي الِاضْطِرَابِ أَوْ الِاخْتِلَالِ وَالِاخْتِلَافِ وَالْمِحْنَةِ وَالْبَلَاءِ بِلَا فَائِدَةٍ دِينِيَّةٍ )

وَهُوَ حَرَامٌ لِأَنَّهُ فَسَادٌ فِي الْأَرْضِ وَإِضْرَارٌ بِالْمُسْلِمِينَ وَزَيْغٌ وَإِلْحَادٌ فِي الدِّينِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } الْآيَةَ . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { الْفِتْنَةُ نَائِمَةٌ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَيْقَظَهَا } .

قَالَ الْمُنَاوِيُّ : الْفِتْنَةُ كُلُّ مَا يَشُقُّ عَلَى الْإِنْسَانِ وَكُلُّ مَا يَبْتَلِي اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ

( كَأَنْ يُغْرِيَ ) مِنْ الْإِغْرَاءِ

( النَّاسَ عَلَى الْبَغْيِ ) مِنْ الْبَاغِي

فَقَوْلُهُ ( وَالْخُرُوجِ عَلَى السُّلْطَانِ ) عَطْفُ تَفْسِيرٍ ...

لِأَنَّ الْخُرُوجَ عَلَيْهِ لَا يَجُوزُ ... وَكَذَا اعْزِلُوهُ وَلَوْ ظَالِمًا لِكَوْنِهِ فِتْنَةً أَشَدَّ مِنْ الْقَتْلِ

وَكَذَا الْمُعَاوَنَةُ لِقَوْمٍ مَظْلُومِينَ مِنْ جِهَتِهِ إذَا أَرَادُوا الْخُرُوجَ عَلَيْهِ

وَكَذَا الْمُعَاوَنَةُ لَهُ فِي هَذِهِ الصُّورَةِ لِكَوْنِهِ إعَانَةً عَلَى الظُّلْمِ كَمَا فِي الْحَاشِيَةِ

لَعَلَّ هَذَا مِنْ قَبِيلِ الْأَخْذِ بِأَخَفِّ الضَّرَرَيْنِ عِنْدَ تَعَارُضِهِمَا

إذْ الْخُرُوجُ عَلَى السُّلْطَانِ الظَّالِمِ لِظُلْمِهِ يُفْضِي إلَى سَفْكِ دِمَاءٍ كَثِيرَةٍ مِنْ الطَّرَفَيْنِ وَمُحَارَبَاتٍ

وَمُقَاتَلَاتٍ أَكْثَرَ ضَرَرًا مِنْ ظُلْمِ السُّلْطَانِ . انتهى النقل .