اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm مشاركات: 3907 مكان: في حضن الكرام
|
[align=center]تقرير: من وراء اختفاء أضرحة اولياء الله الصالحين بالاسكندرية ؟! [/align]
سامح عبد الحي - خاص - في شهر رمضان تزداد الروحانيات وتكثر ليالي التعبد , خاصة في مساجد اولياء الله الصالحين التي بها أضرحة " ومقامات ".
فمرتادوها يأتون لها من كل صوب وحدب للاستمتاع بالنفحات الايمانية في جو روحاني يسوده التسابق للتقرب الى الله.
ولكن في محافظة الاسكندرية يعيش محبي الاولياء الصالحين وعاشقي الأضرحة والمقامات حالة من السخط والغضب بسبب ما تتعرض له مساجد الاولياء من سرقات وانتهاكات واضحة ..
ففي احياء الثغر .. سرقة.. نهب.. هدم.. اعتداءات وتعدي صارخ على رفات الاولياء الصالحين ..
كلها انتهاكات واضحة يتعرض لها اكثر من 42 ضريحا بمحافظة الاسكندرية .. بعضها يتعرض للسرقة من جانب بعض المواطنين مستغلين اعمال البناء والترميم التي تتم بها , والبعض الاخر يتعرض للهدم والتكسير بأيدي المسئولين , ومنهم من يتعرض لتسوية "المقام " بالارض ونقل رفات الموتى وعمل اضرحة وهمية تمهيدا لالغائها والقضاء عليها.
كل هذا تتعرض له اضرحة اولياء الله الصالحين في الاسكندرية , مما جعل مشيخة الطرق الصوفية تستصدر فتوى شرعية من دار الافتاء المصرية تحرم إزالة الأضرحة أو نقلها لما فيه من الاعتداء السافر على حرمة الأموات . "موقع لينك" يفتح ملف الاعتداء على أضرحة أولياء الله الصالحين ويطرح تساؤلا من وراء اختفاء أضرحة اولياء الله الصالحين بالاسكندرية ؟! مساجد الاولياء الصالحين يعتبرها البعض أماكن للخلاص من الظلم والتقرب إلى الله ، فى حالة الضيق وطلب العون، ورغم الخلافات الدائرة بين جموع العلماء حول جواز زيارة الأضرحة، إلا أنها تظل جزءا مهما فى وجدان المصريين، خاصة في محافظة الاسكندرية التي تعتبر واحدة من أكبر المدن، التى تحوى أضرحة , حيث يقدر عددها بـ42 ضريحاً منتشرة في مختلف انحاء المحافظة ، وتقيم لها المشيخة العامة للطرق الصوفية، احتفالات دورية.
ولان اهم ما يميز محافظة الاسكندرية هو كثرة عدد الاضرحة بها , بنيت مدن واحياء تعتبر الاشهر في الاسكندرية , حول بعض هذه الأضرحة بل وسميت باسمها, ومن اشهر الاحياء والمدن التي سميت باسماء الاضرحة , أحياء مثل المرسي أبو العباس وسيدي بشر وسيدي جابر والقباري والعطارين وأبى الدرداء والشاطبي والأنصاري والإمام البوصيرى وياقوت العرش وغيرهم.
ولعل اهم ما جعل فتح هذا الملف الشائك امرا ضروريا هو حالة الجدل المثارة حول سرقة المساجد التراثية وهدم أضرحة أولياء الله الصالحين أو نقلها من مكانها , بعد ان ظهرت مؤخرا بوادر أزمة جديدة بين قيادات الطرق الصوفية ومديرية الأوقاف بمحافظة الاسكندرية.. وذلك بعد استفحال أمر التعدى على المساجد والأضرحة بأحياء الثغر .. مما جعل المشيخة تتقدم بمذكرة للنائب العام للتحقيق في الانتهاكات التي تتعرض لها الاضرحة والمساجد التابعة للطرق الصوفية.
كانت بداية الاعتداءات من مسجد الحلوجي الذي يعتبر من التراث المعمارى حيث تم ادراجه ضمن العقارات والمبانى المحظور هدمها بالاسكندرية بموجب قرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 278 لسنة 2008 والصادر بتاريخ 30 يناير 2008 وفقا للقانون رقم 144 لسنة 2006 فى شأن تنظيم وهدم المبانى والمنشأت الايلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى.
والمسجد انشىء منذ أكثر من 200 عام وهو وقف أهلى ومساحته 410 متر , حيث تم إهدار 28 مترا من مساحة المسجد وفق تقرير اللجنة الهندسية التابعة لوزارة الاوقاف التى قامت بمعاينة المسجد بالاضافة الى سرقة قطع أثرية من ضريح الحلوجي , ومخالفات جسيمة اخرى تمثلت في نقل رفات الضريح فى حجرة مجاورة للمسجد وسرقة فسيفساء الضريح و منبر ضخم نادر مصنوع من الأرابيسك ومئذنة أثرية بالاضافة الى إزالة الاعمدة الرخامية .
يشير الشيخ جابر قاسم وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالاسكندرية الى انه تم مؤخرا التعدى على أضرحة أخرى تضاف لكارثة التعدى على مساجد واضرحة اولياء الله الصالحين , منها مسجد الشيخ عبد الغنى الشاذلى حيث تم تسوية ضريح ومقبرة الشيخ بأرض المسجد بل وعمل هيكل لضريح وهمى بآخر المسجد بحى الجمرك , وكذلك تغيير معالم ضريح سيدى محمد التركى بحى المنتزه بالاضافة الى استقطاع جزء كبير من مقصورة مسجد وضريح سيدى عبد الرازق الوفائى واستعمالها كمخزن بشارع النبى دانيال .
وحول تجدد أزمة ضريح الحلوجى أكد جابر قاسم أنه بعد اصدار محكمة القضاء الادارى بسموحة أحكاما ضد القائمين بأعمال المسجد والامام ومدير ادارة الجمرك بتاريخ 3 يوليو 2010 تحت رقم 50/451 القضاء الادارى بسموحة تراوحت بين الخصم والايقاف عن العمل لمدة تزيد على 6 شهور, تقدم بمذكرة تشمل جميع التعديات على مسجد الحلوجى لادارة الشئون القانونية بمحافظة الاسكندرية.
وأشار وكيل مشيخة الطرق الصوفية أن ادارة الشئون القانونية بالمحافظة استدعته أول أمس لسماع أقواله والاستفسار حول المذكرة المقدمة من المشيخة وتشتمل أيضا على النتائج التى توصلت اليها لجنة تقصى الحقائق التى تم تشكيلها من المجلس الشعبى المحلى وكشفت وجود اخلال ومخالفات جسيمة قد تمت فى أعمال تطوير وترميم المسجد ,وبناء على تقرير اللجنة الذى تم رفعه لمحافظ الاسكندرية تم تحويل الموضوع الى القضاء .
واستكمالا لمسلسل التعدى على أضرحة المشايخ والاولياء تم انتهاك حرمة الموتى وذلك بتسوية ضريح الشيخ عبد الغنى الشاذلى ومقبرته بالأرض , بل وعمل هيكل لضريح وهمى بآخر المسجد , حيث يقول محمود عز الدين محمد – حفيد الشيخ عبد الغنى الشاذلى- انه تقدم بمذكرة لمحافظة الاسكندرية يشكو من هدم ضريح جده والمسجد بالكامل , حيث أنه أثناء قيامه وأسرته بزيارة مسجد جده الشيخ عبد الغنى الشاذلى بشارع سوق السمك القديم فوجىء باختفاء وهدم الضريح والمقبرة وتسويتها بأرض المسجد ويتم حاليا الصلاة على مكان المقبرة "وهذا حرام شرعا" ويعد جريمة واعتداء على حرمة وقدسية مساجد ومقابر أولياء الله الصالحين.
ويتهم حفيد الشاذلى عضو مجلس محلى بحى الجمرك بالاشتراك مع امام المسجد وعمال العهدة بهدم الضريح وتغير معالم المسجد التراثية التى مر عليها اكثر من 250 عاما بدعوى تجديد الزاوية بدون ترخيص من وزارة الأوقاف والحى التابع له المسجد.
والجدير بالذكر ان مسجد الشيخ عبد الغنى الشاذلى تم أنشاؤه منذ ما يزيد على 250 عاما دفن به الشيخ الشاذلى بعد وفاته , يرتاده مريدى الشيخ وأتباعه من الشاذلية وأبناء الطرق الصوفية وتقام به حضرة أسبوعيا كل يوم خميس , وكان يُدرس به العلوم الدينية العديد من العلماء والمشايخ الصوفية مثل الشيخ شيحة عبد القادر عبد الوهاب الشاذلى وضريحه بمسجده بمينا البصل .. والشيخ عبد السلام رضوان وضريحه بمسجد ابراهيم باشا بالمنشية .
واستمرارا للشكاوى التى تفيد بهدم وازالة الأضرحة بمختلف الثغر, تقدم وحيد عبد العاطى – القائم بأعمال توسعة مسجد سيدى بشر- بمذكرة لوزير الأوقاف أثناء حضوره إحدى الندوات بمعسكر أبو بكر الصديق يؤكد فيها أنه أثناء قيامه بالاشراف على عملية توسعة المسجد أكتشف اختفاء 60 قنديلا أثريا نادرا كانت بالمسجد القديم ومازال مكانها موجود بسقف المسجد حتى الان.
واكتشف استغلال امام المسجد والعمال لأعمال التجديد حيث قاموا بالتصرف فى "رول موكيت " فاخر 96 متر يبلغ ثمنه 6240 جنيها ورول اخر من نفس النوع 40 متر يبلغ ثمنه 2600 جنيها تبرع بهما رجل أعمال سعودى بالاضافة الى أبواب دورات المياه وأبواب المسجد الأثرية التى كانت تفصل بين المسجد القديم والتوسعة الجديدة وعددها اثنين وكذلك 4 شبابيك أثرية كانت تفصل بين المسجد القديم والتوسعة الجديدة , وأيضا عدد كبير من الحواجز الخشبية كانت تفصل قبل التوسعة بين الرجال والنساء .
اما الشيخ محمد محمود أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف بالاسكندرية فصرح قائلا: "نحترم أضرحة أولياء الله ونرفض نبشها أو هدمها أو العبث بها لأنه حرام شرعا " ..
وأضاف: "لسنا ضد الأضرحة التى توجد فى المساجد التابعة لنا لأننا من محبى أولياء الله الصالحين وتربينا فى رحابهم ونشأنا على محبتهم واحترامهم" مؤكدا أنه سيتم محاسبة المتورطين فى العبث بأى ضريح وأن ما أثير حول هدم وسرقة أضرحة مساجد الحلوجى وسيدى عبد الغنى الشاذلى بإدارة الجمرك تم قبل استلام عمله كوكيل وزارة الاوقاف.
وأوضح وكيل وزارة الأوقاف أن ما أثير مؤخرا من شكاوى حول سرقة محتويات أثرية من مسجد سيدى بشر تم احالتها الى النيابة الادارية .
وحول رأي الدين في زيارة الاضرحة , والاحتفال بالموالد والصلاة في مسجد يوجد به ضريح يقول الدكتور سعيد عبد الباري الاستاذ بجامعة الازهر ان احياء الموالد بالشكل الحالي هو بدعة من الناحية الدينية والاجتماعية، حيث تسبب زحمة مرورية كبيرة، وضيق للسكان المقيمين حول الضريح، بخلاف الجرائم التي تقع خلال هذا الموسم , وذلك لان ممارسات بعض الطرق الصوفية في الموالد والاضرحة تحولت الى خرافات وشعوذة و "بيزنس"، كما أصبح الاختلاط بين الرجال والنساء في حلقات الذكر والتحرش بالنساء في الشوارع المحيطة، هو السمة الغالبة في الموالد.
وقال عبد الباري أنه نظرا لأن الموالد تعد تجارة مربحة يحرص القائمون على الضريح على الترويج لكرامات صاحبها بين ضعاف الدين والمحبطين والمحبطات من العاقرات والعاطلين والباحثين عن حلول لمشكلاتهم المستعصية.
وعن تاريخ معرفة مصر بالموالد يلفت عبد الباري الى ان مصر عرفت الموالد على يد الفاطميين في القرن العاشر الميلادي، لاشباع المصريين دينيا بالموالد والاحتفالات وتقوية الحركة الصوفية الا أن الأفضل ابن أمير الجيوش عندما تولى الحكم انقلب على هذه العادات الفاطمية قبل اغتياله عام 1121 ميلادياً، حتى أعادها الحاكم بأمر الله مرة أخرى لإلهاء المصريين عن محاسبة الحكام . ونجد الصوفيون بشتى طرقهم المتعددة والمتنوعة يذهبون الى جميع الموالد بشتى محافظات مصر , فهم يشدون الرحال إلى أشهر الموالد ومن بينها، مولد الإمام الحسين بن علي، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيدة عائشة وجعفر الصادق في القاهرة، ومولد أحمد البدوي في طنطا، وإبراهيم الدسوقي في مدينة دسوق، وعبد الرحيم القنائي في قنا، وأبو الحجاج الأقصري في الأقصر ، فضلا عن الاحتفالات ببعض أولياء الإسكندرية، والأشهر من بينهم، أبو العباس المرسي وسيدي جابر.
http://www.link0777.com/Articles/POLITI ... px?ref=rss
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسول له نفسه فيتجرأ على أهل الله وفي كل من يقول على الموالد بدعة من الجهلاء والوهابية..
_________________ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد . قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .
|
|