[font=Tahoma][align=justify] مقدمة
عندما يختلف الشركاء والرفاق تظهر الكثير من الحقائق الغائبة ، وفي منتصف خمسينيات القرن العشرين حدث أن اختلف أوظهر على السطح – إن تحرينا الدقة في التعبير – خلافا حادا بين قطبين وعلمين من أعلام المتمسلفة هما الشيخ أحمد محمد شاكر والمدعو محمد حامد الفقي مؤسس ما يعرف بجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر .
وكان عمدة الخلاف بينهما – ويال سخرية القدر – هو ما كان يوما من الأيام سببا في توحد اتجاههما .
فقد كان كل منهما يصدر عن مشرب واحد وينزع من نفس المعين وهو فكر إبن تيمية – كما سيتضح ذلك من تقرير الشيخ أحمد محمد شاكر فيما يلي –
فكما جمعهما في يوم من الأيام فكر إبن تيمية ، فقد فرقهما شخص إبن تيمية ذات يوم .
فقد اختلف كل منهما حول كيفية تقديس وتنزيه إبن تيمية عن الخطأ والزلل ، فكل منهما له في ذلك مسلك هو سالكه يباين مسلك الآخر .
فقد حدث أن نشر المدعو محمد حامد الفقي في مجلة [الهدي النبوي في عدد شهري رجب وشعبان من المجلد 19 سنة 1374 هـ في صـ 31] تعليقا على فتوى لإبن تيمية رأى الشيخ أحمد محمد شاكر أن فيه رمي صريح لإبن تيمية بالكذب والإفتراء أو على الأقل بالغفلة والغباء فكبر عليه ذلك .
فما كان منه إلا أنه كتب مقالا وأرسله إلى حامد الفقي بالبريد المسجل ، ولكن حامد الفقي لم ينشر هذا المقال ، بل وأنكر لصديق مشترك بينهما – كان قد طلب منه الشيخ أحمد شاكر أن ينصحه بنشر المقال والتعقيب عليه بما شاء – أن يكون قد وصل إليه المقال ، بينما وفي مساء ذلك اليوم اعترف للشيخ أحمد شاكر بوصول المقال إليه عندما تقابلا مصادفة.!!!!!!!!!!!!!!
وفي العدد التالي من مجلة [الهدي النبوي – عدد رمضان وشوال سنة 1374هـ] لم ينشر حامد الفقي مقال الشيخ أحمد شاكر – كما سبقت الإشارة إلى ذلك – ولكنه اكتفى بنشر مقال يَبرأ فيه من رمى إبن تيمية بالكذب .
وأرجع سبب وضعه لهذا التعليق بأنه أراد أن يقطع على الدجالين سبيل اتخاذهم لما يحكى من ذلك حجة لهم على ما يدجلون به على الدهماء ويستغلونهم به أسوأ استغلال – على حد قوله –
فما كان من الشيخ أحمد محمد شاكر إلا أنه قد جمع مقاله الذي أرسله إلى محمد حامد الفقي ولم ينشره ، ومقال حامد الفقي الذي برأ فيه نفسه من رمي إبن تيمية بالكذب ، ورده – أي الشيخ أحمد شاكر – على هذا المقال الأخير ، في كتاب أصدره بعنوان :
بيني وبين الشيخ حامد الفقي – شوال 1374 هـ - مايو 1955 م – دار المعارف بمصر .
ولنا أحبتي في الله مع هذا الكتاب وقفات نحاول فيها إبراز بعض أهم الأوجه والسمات التي تميز فكر المتمسلفة والقائمين على هذا الفكر .
يتبع إن شاء الله [/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|