موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: استعمالات الجن عند ابن تيمية والخوارج
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 19, 2024 5:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14357
مكان: مصـــــر المحروسة

قال ابنُ تَيميَّةَ في محموع الفتاوى (11/ 307 - 309): (المَقصودُ هُنا أنَّ الجِنَّ مَعَ الإنسِ على أحوالٍ:

فمَن كانَ مِنَ الإنسِ يَأمُرُ الجِنَّ بما أمرَ اللهُ به ورَسولُه من عِبادةِ اللَّهِ وحدَه وطاعةِ نَبيَّهِ، ويَأمُرُ الإنسَ بذلك؛ فهَذا من أفضَلِ أولياءِ اللَّهِ تعالى، وهوَ في ذلك من خُلفاءِ الرَّسولِ ونُوَّابِه.

ومَن كانَ يَستَعمِلُ الجِنَّ في أمورٍ مُباحةٍ لَه فهوَ كمَنِ استَعمَلَ الإنسَ في أمورٍ مُباحةٍ لَه، وهَذا كأن يَأمُرَهم بما يَجِبُ عليهم ويَنهاهم عَمَّا حَرُمَ عليهم، ويَستَعمِلَهم في مُباحاتٍ لَه، فيَكونُ بمَنزِلةِ المُلوكِ الَّذينَ يَفعَلونَ مِثلَ ذلك، وهَذا إذا قدِّرَ أنَّه من أولياءِ اللهِ تعالى فغايَتُه أن يَكونَ في عُمومِ أولياءِ اللَّهِ مِثلَ النَّبيِّ المَلكِ مَعَ العَبدِ الرَّسولِ؛ كسُلَيمانَ ويوسُفَ مَعَ إبراهيمَ وموسى وعيسى ومُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم أجمَعينَ.

ومَن كانَ يَستَعمِلُ الجِنَّ فيما يَنهى اللهُ عَنه ورَسولُه إمَّا في الشِّركِ وإمَّا في قَتلِ مَعصومِ الدَّمِ، أو في العُدوانِ عليهم بغَيرِ القَتلِ كتَمريضِهِ وإنسائِهِ العِلمَ وغَيرِ ذلك مِنَ الظُّلمِ، وإمَّا في فاحِشةٍ كجَلبِ مَن يَطلُبُ مِنه الفاحِشةَ؛ فهَذا قدِ استعانَ بهم على الإثمِ والعُدوانِ، ثُمَّ إنِ استعانَ بهم على الكُفْرِ فهوَ كافِرٌ، وإنِ استعانَ بهم على المَعاصي فهوَ عاصٍ؛ إمَّا فاسِقٌ وإمَّا مُذنِبٌ غَيرُ فاسِقٍ، وإن لَم يَكُن تامَّ العِلمِ بالشَّريعةِ فاستعان بهم فيما يَظُنُّ أنَّه مِنَ الكَراماتِ؛ مِثلَ أن يَستَعينَ بهم على الحَجِّ، أو أن يَطِيروا بهِ عِندَ السَّماعِ البِدْعيِّ أو أن يَحمِلوه إلى عَرَفاتٍ ولا يَحُجَّ الحَجَّ الشَّرعيَّ الَّذي أمرَه اللهُ بهِ ورَسولُه، وأن يَحمِلوه من مَدينةٍ إلى مَدينةٍ، ونَحو ذلك؛ فهَذا مَغرورٌ قد مَكَروا بهِ.

وكَثيرٌ من هَؤُلاءِ قد لا يَعرِفُ أنَّ ذلك مِنَ الجِنِّ، بَل قد سَمِعَ أنَّ أولياءَ اللهِ لَهم كراماتٌ وخَوارِقُ للعاداتِ ولَيسَ عِندَه من حَقائِقِ الإيمانِ ومَعرِفةِ القُرآنِ ما يُفَرِّقُ بهِ بَينَ الكَراماتِ الرَّحمانيَّةِ وبَينَ التَّلبيساتِ الشَّيطانيَّةِ، فيَمكُرونَ بهِ بحَسَبِ اعتِقادِه، فإن كانَ مُشرِكًا يَعبدُ الكَواكِبَ والأوثانَ أوهَموه أنَّه يَنتَفِعُ بتِلكَ العِبادةِ، ويَكونُ قَصدُه الِاستِشفاعَ والتَّوَسُّلَ ممَّن صُوِّرَ ذلك الصَّنمُ على صورَتِهِ من مَلَكٍ أو نَبيٍّ أو شَيخٍ صالِحٍ، فيَظُنُّ أنَّه صالِحٌ، وتَكونُ عِبادَتُه في الحَقيقةِ للشَّيطانِ؛ قال اللهُ تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ [سبأ: 40، 41].

ولِهَذا كانَ الَّذينَ يَسجُدونَ للشَّمسِ والقَمَرِ والكَواكِبِ يَقصُدونَ السُّجودَ لَها فيقارِنُها الشَّيطانُ عِندَ سُجودِهم؛ ليَكونَ سُجودُهم لَه؛ ولِهَذا يَتَمَثَّلُ الشَّيطانُ بصورةِ مَن يَستَغيثُ بهِ المُشْرِكونَ. فإن كانَ نَصرانيًّا واستغاثَ بجِرجِس أو غَيرِه، جاءَ الشَّيطانُ في صورةِ جِرجِس أو مَن يَستَغيثُ بهِ، وإن كانَ مُنتَسِبًا إلى الإسلامِ واستَغاثَ بشَيخٍ يُحسِنُ الظَّنَّ بهِ من شُيوخِ المُسْلِمينَ، جاءَ في صورةِ ذلك الشَّيخِ، وإن كانَ من مُشرِكي الهِندِ جاءَ في صورةِ مَن يُعظِّمُه ذلك المُشركُ).اهـ

وقال ابنُ عُثَيمين في شرح العقيدة السفارينية صـ (409): (مَسألةٌ: هَل يُمكِنُ التَّعاوُنُ بَينَ الجِنِّ والإنسِ؟

والجَوابُ: أنَّ التَّعاوُنَ بَينَهُما إذا أمكَنَ فلا بَأسَ بهِ، وقد ذَكَرَ شَيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللهُ أنَّ الِاستِعانةَ بالجِنِّ جائِزةٌ بشَرطَينِ: ألَّا يَكونَ الطَّريقُ الموصلُ إليها مُحَرَّمًا، وألَّا يَستَعينَ بهم على شَيءٍ مُحَرَّمٍ، فإن كانَتِ الطَّريقةُ مُحَرَّمةً، كأن يَقولوا: لا نُعينُكَ حَتَّى تَسجُدَ لَنا مَثَلًا.

وهَذا لا يُمكِنُ أن يَقَعَ من مُؤْمِني الجِنِّ؛ لأنَّ مُؤْمِنَ الجِنِّ لا يُمكِنُ أن يَأمُرَ بالشِّركِ، لَكِن قد يَكونُ مُؤْمِنًا أو يَكونُ مُسْلِمًا وعِندَه فِسقٌ، فيَقولُ مَثَلًا للمَرأةِ: لا أعينُكِ حَتَّى تُمَكِّنيني من نَفسِكِ، أو يَكونُ عِندَه فاحِشةُ اللِّواطِ ويَقولُ للشَّابِّ: لا أعينُكَ حَتَّى تُمَكِّنَني من نَفسِكَ؛ فهَذا حَرامٌ.

أو يَستَعينُ بهم على شَيءٍ مُحَرَّمٍ بأن يَقولَ لَهم: أحضِروا لي مالَ فلانٍ، فيَذهَبونَ ويُحضِرونَ إليهِ مالَ فلانٍ، فهَذا حَرامٌ؛ لأنَّه استعان بهم على المَعصيةِ وهيَ سَرِقةُ مالِ النَّاسِ، لَكِن إذا استَعانَ بهم على شَيءٍ مُباحٍ وبِطريقٍ مُباحٍ، فيَقولُ شَيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللَّه: إنَّه لا بَأسَ بذلك) .

وقد يَقَعُ من مُسْلِمي الجِنِّ مُساعَدةٌ لإخوانِهم مِنَ الإنسِ أوِ العَكسُ دونَ طَلَبِ ذلك.)اهـ

قال ابنُ باز في مجموع فتاواه (9/ 272) : (قد يُعينُهُمُ الإنسُ في بَعضِ المَسائِلِ وإن لَم يَعلَم بذلك الإنسُ؛ فقد يُعينونَهم على طاعةِ اللَّهِ ورَسولِهِ بالتَّعليمِ والتَّذكيرِ مَعَ الإنسِ، وقد يحضُرُ الجِنُّ دَروسَ الإنسِ في المَساجِدِ وغَيرِها فيِستَفيدونَ من ذلك، وقد يَسمَعُ الإنسُ مِنهم بَعضَ الشَّيءِ الَّذي يَنفَعُهم، وقد يوقِظونَهم للصَّلاةِ، وقد يُنَبِّهونَهم على أشياءَ تَنفَعُهم وعَن أشياءَ تَضُرُّهم. فكُلُّ هَذا واقِعٌ وإن كانوا لا يَتَمَثَّلونَ للنَّاسِ.

وقد يَتَمَثَّلُ الجِنِّيُّ لبَعضِ النَّاسِ في دَلالَتِه على الخَيرِ أو في دَلالَتِه على الشَّرِّ؛ فقد يَقَعُ هَذا ولَكِنَّه قَليلٌ، والغالِبُ أنَّهم لا يَظهَرونَ للإنسانِ وإن سَمعَ صَوتَهم في بَعضِ الأحيانِ يوقِظونَه للصَّلاةِ أو يُخبِرونَه ببَعضِ الأخبارِ. فالحاصِلُ أنَّ الجِنَّ مِنَ المُؤْمِنينَ لَهم مُساعَدةٌ للمُؤْمِنينَ وإن لَم يَعلَمِ المُؤْمِنونَ ذلك، ويُحِبُّونَ لَهم كُلَّ خَيرٍ.

وهَكَذا المُؤْمِنونَ مِنَ الإنسِ يُحِبُّونَ لإخوانِهمُ المُؤْمِنين مِنَ الجِنِّ كُلَّ خَيرٍ ويَسألونَ اللهَ لَهُمُ الخَيرَ.

وقد يَحضُرونَ الدُّروسَ، ويُحِبُّونَ سَماعَ القُرآنِ والعِلمِ كما تقدَّمَ؛ فالمُؤْمِنونَ مِنَ الجِنِّ يَحضُرونَ دُروسَ الإنسِ، في بَعضِ الأحيانِ وفي بَعضِ البِلادِ، ويَستَفيدونَ من دُروسِ الإنسِ، كُلُّ هَذا واقِعٌ ومَعلومٌ. وقد صَرَّحَ بهِ كثيرٌ من أهلِ العِلمِ مِمَّنِ اتَّصَلَ بهِ الجِنُّ وسَألوه عَن بَعضِ المَسائِلِ العِلميَّةِ وأخبَرُوه أنَّهم يَحضُرونَ دُروسَه، كُلُّ هَذا أمرٌ مَعلومٌ، واللهُ المُستَعانُ).اهـ

قلت وبالله التوفيق :

لا تعليق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أبواب فتن يفتحونها للأمة.

أم نقول عليهم دجالين سحرة مشعوذين ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أم مخرفين خرافيين يدعون للخرافة واغتيال العقل المسلم ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لو نقل هذا الكلام عن غير ابن تيمية والخوارج لو كان على لسان أحد أئمة أهل السنة والجماعة من السادة الصوفية مثلًا هل نتخيل رد فعل الخوارج عليه هيكون إيه ؟!!!!!!!


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: استعمالات الجن عند ابن تيمية والخوارج
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 19, 2024 9:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45842
أصبت اخى سهم النور
كفانا الله شرهم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: استعمالات الجن عند ابن تيمية والخوارج
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 20, 2024 2:33 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23694
سهم النور كتب:

قال ابنُ تَيميَّةَ في محموع الفتاوى (11/ 307 - 309): (المَقصودُ هُنا أنَّ الجِنَّ مَعَ الإنسِ على أحوالٍ:

فمَن كانَ مِنَ الإنسِ يَأمُرُ الجِنَّ بما أمرَ اللهُ به ورَسولُه من عِبادةِ اللَّهِ وحدَه وطاعةِ نَبيَّهِ، ويَأمُرُ الإنسَ بذلك؛ فهَذا من أفضَلِ أولياءِ اللَّهِ تعالى، وهوَ في ذلك من خُلفاءِ الرَّسولِ ونُوَّابِه.

ومَن كانَ يَستَعمِلُ الجِنَّ في أمورٍ مُباحةٍ لَه فهوَ كمَنِ استَعمَلَ الإنسَ في أمورٍ مُباحةٍ لَه، وهَذا كأن يَأمُرَهم بما يَجِبُ عليهم ويَنهاهم عَمَّا حَرُمَ عليهم، ويَستَعمِلَهم في مُباحاتٍ لَه، فيَكونُ بمَنزِلةِ المُلوكِ الَّذينَ يَفعَلونَ مِثلَ ذلك، وهَذا إذا قدِّرَ أنَّه من أولياءِ اللهِ تعالى فغايَتُه أن يَكونَ في عُمومِ أولياءِ اللَّهِ مِثلَ النَّبيِّ المَلكِ مَعَ العَبدِ الرَّسولِ؛ كسُلَيمانَ ويوسُفَ مَعَ إبراهيمَ وموسى وعيسى ومُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم أجمَعينَ.

ومَن كانَ يَستَعمِلُ الجِنَّ فيما يَنهى اللهُ عَنه ورَسولُه إمَّا في الشِّركِ وإمَّا في قَتلِ مَعصومِ الدَّمِ، أو في العُدوانِ عليهم بغَيرِ القَتلِ كتَمريضِهِ وإنسائِهِ العِلمَ وغَيرِ ذلك مِنَ الظُّلمِ، وإمَّا في فاحِشةٍ كجَلبِ مَن يَطلُبُ مِنه الفاحِشةَ؛ فهَذا قدِ استعانَ بهم على الإثمِ والعُدوانِ، ثُمَّ إنِ استعانَ بهم على الكُفْرِ فهوَ كافِرٌ، وإنِ استعانَ بهم على المَعاصي فهوَ عاصٍ؛ إمَّا فاسِقٌ وإمَّا مُذنِبٌ غَيرُ فاسِقٍ، وإن لَم يَكُن تامَّ العِلمِ بالشَّريعةِ فاستعان بهم فيما يَظُنُّ أنَّه مِنَ الكَراماتِ؛ مِثلَ أن يَستَعينَ بهم على الحَجِّ، أو أن يَطِيروا بهِ عِندَ السَّماعِ البِدْعيِّ أو أن يَحمِلوه إلى عَرَفاتٍ ولا يَحُجَّ الحَجَّ الشَّرعيَّ الَّذي أمرَه اللهُ بهِ ورَسولُه، وأن يَحمِلوه من مَدينةٍ إلى مَدينةٍ، ونَحو ذلك؛ فهَذا مَغرورٌ قد مَكَروا بهِ.

وكَثيرٌ من هَؤُلاءِ قد لا يَعرِفُ أنَّ ذلك مِنَ الجِنِّ، بَل قد سَمِعَ أنَّ أولياءَ اللهِ لَهم كراماتٌ وخَوارِقُ للعاداتِ ولَيسَ عِندَه من حَقائِقِ الإيمانِ ومَعرِفةِ القُرآنِ ما يُفَرِّقُ بهِ بَينَ الكَراماتِ الرَّحمانيَّةِ وبَينَ التَّلبيساتِ الشَّيطانيَّةِ، فيَمكُرونَ بهِ بحَسَبِ اعتِقادِه، فإن كانَ مُشرِكًا يَعبدُ الكَواكِبَ والأوثانَ أوهَموه أنَّه يَنتَفِعُ بتِلكَ العِبادةِ، ويَكونُ قَصدُه الِاستِشفاعَ والتَّوَسُّلَ ممَّن صُوِّرَ ذلك الصَّنمُ على صورَتِهِ من مَلَكٍ أو نَبيٍّ أو شَيخٍ صالِحٍ، فيَظُنُّ أنَّه صالِحٌ، وتَكونُ عِبادَتُه في الحَقيقةِ للشَّيطانِ؛ قال اللهُ تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ [سبأ: 40، 41].

ولِهَذا كانَ الَّذينَ يَسجُدونَ للشَّمسِ والقَمَرِ والكَواكِبِ يَقصُدونَ السُّجودَ لَها فيقارِنُها الشَّيطانُ عِندَ سُجودِهم؛ ليَكونَ سُجودُهم لَه؛ ولِهَذا يَتَمَثَّلُ الشَّيطانُ بصورةِ مَن يَستَغيثُ بهِ المُشْرِكونَ. فإن كانَ نَصرانيًّا واستغاثَ بجِرجِس أو غَيرِه، جاءَ الشَّيطانُ في صورةِ جِرجِس أو مَن يَستَغيثُ بهِ، وإن كانَ مُنتَسِبًا إلى الإسلامِ واستَغاثَ بشَيخٍ يُحسِنُ الظَّنَّ بهِ من شُيوخِ المُسْلِمينَ، جاءَ في صورةِ ذلك الشَّيخِ، وإن كانَ من مُشرِكي الهِندِ جاءَ في صورةِ مَن يُعظِّمُه ذلك المُشركُ).اهـ

وقال ابنُ عُثَيمين في شرح العقيدة السفارينية صـ (409): (مَسألةٌ: هَل يُمكِنُ التَّعاوُنُ بَينَ الجِنِّ والإنسِ؟

والجَوابُ: أنَّ التَّعاوُنَ بَينَهُما إذا أمكَنَ فلا بَأسَ بهِ، وقد ذَكَرَ شَيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللهُ أنَّ الِاستِعانةَ بالجِنِّ جائِزةٌ بشَرطَينِ: ألَّا يَكونَ الطَّريقُ الموصلُ إليها مُحَرَّمًا، وألَّا يَستَعينَ بهم على شَيءٍ مُحَرَّمٍ، فإن كانَتِ الطَّريقةُ مُحَرَّمةً، كأن يَقولوا: لا نُعينُكَ حَتَّى تَسجُدَ لَنا مَثَلًا.

وهَذا لا يُمكِنُ أن يَقَعَ من مُؤْمِني الجِنِّ؛ لأنَّ مُؤْمِنَ الجِنِّ لا يُمكِنُ أن يَأمُرَ بالشِّركِ، لَكِن قد يَكونُ مُؤْمِنًا أو يَكونُ مُسْلِمًا وعِندَه فِسقٌ، فيَقولُ مَثَلًا للمَرأةِ: لا أعينُكِ حَتَّى تُمَكِّنيني من نَفسِكِ، أو يَكونُ عِندَه فاحِشةُ اللِّواطِ ويَقولُ للشَّابِّ: لا أعينُكَ حَتَّى تُمَكِّنَني من نَفسِكَ؛ فهَذا حَرامٌ.

أو يَستَعينُ بهم على شَيءٍ مُحَرَّمٍ بأن يَقولَ لَهم: أحضِروا لي مالَ فلانٍ، فيَذهَبونَ ويُحضِرونَ إليهِ مالَ فلانٍ، فهَذا حَرامٌ؛ لأنَّه استعان بهم على المَعصيةِ وهيَ سَرِقةُ مالِ النَّاسِ، لَكِن إذا استَعانَ بهم على شَيءٍ مُباحٍ وبِطريقٍ مُباحٍ، فيَقولُ شَيخُ الإسلامِ رَحِمَه اللَّه: إنَّه لا بَأسَ بذلك) .

وقد يَقَعُ من مُسْلِمي الجِنِّ مُساعَدةٌ لإخوانِهم مِنَ الإنسِ أوِ العَكسُ دونَ طَلَبِ ذلك.)اهـ

قال ابنُ باز في مجموع فتاواه (9/ 272) : (قد يُعينُهُمُ الإنسُ في بَعضِ المَسائِلِ وإن لَم يَعلَم بذلك الإنسُ؛ فقد يُعينونَهم على طاعةِ اللَّهِ ورَسولِهِ بالتَّعليمِ والتَّذكيرِ مَعَ الإنسِ، وقد يحضُرُ الجِنُّ دَروسَ الإنسِ في المَساجِدِ وغَيرِها فيِستَفيدونَ من ذلك، وقد يَسمَعُ الإنسُ مِنهم بَعضَ الشَّيءِ الَّذي يَنفَعُهم، وقد يوقِظونَهم للصَّلاةِ، وقد يُنَبِّهونَهم على أشياءَ تَنفَعُهم وعَن أشياءَ تَضُرُّهم. فكُلُّ هَذا واقِعٌ وإن كانوا لا يَتَمَثَّلونَ للنَّاسِ.

وقد يَتَمَثَّلُ الجِنِّيُّ لبَعضِ النَّاسِ في دَلالَتِه على الخَيرِ أو في دَلالَتِه على الشَّرِّ؛ فقد يَقَعُ هَذا ولَكِنَّه قَليلٌ، والغالِبُ أنَّهم لا يَظهَرونَ للإنسانِ وإن سَمعَ صَوتَهم في بَعضِ الأحيانِ يوقِظونَه للصَّلاةِ أو يُخبِرونَه ببَعضِ الأخبارِ. فالحاصِلُ أنَّ الجِنَّ مِنَ المُؤْمِنينَ لَهم مُساعَدةٌ للمُؤْمِنينَ وإن لَم يَعلَمِ المُؤْمِنونَ ذلك، ويُحِبُّونَ لَهم كُلَّ خَيرٍ.

وهَكَذا المُؤْمِنونَ مِنَ الإنسِ يُحِبُّونَ لإخوانِهمُ المُؤْمِنين مِنَ الجِنِّ كُلَّ خَيرٍ ويَسألونَ اللهَ لَهُمُ الخَيرَ.

وقد يَحضُرونَ الدُّروسَ، ويُحِبُّونَ سَماعَ القُرآنِ والعِلمِ كما تقدَّمَ؛ فالمُؤْمِنونَ مِنَ الجِنِّ يَحضُرونَ دُروسَ الإنسِ، في بَعضِ الأحيانِ وفي بَعضِ البِلادِ، ويَستَفيدونَ من دُروسِ الإنسِ، كُلُّ هَذا واقِعٌ ومَعلومٌ. وقد صَرَّحَ بهِ كثيرٌ من أهلِ العِلمِ مِمَّنِ اتَّصَلَ بهِ الجِنُّ وسَألوه عَن بَعضِ المَسائِلِ العِلميَّةِ وأخبَرُوه أنَّهم يَحضُرونَ دُروسَه، كُلُّ هَذا أمرٌ مَعلومٌ، واللهُ المُستَعانُ).اهـ

قلت وبالله التوفيق :

لا تعليق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أبواب فتن يفتحونها للأمة.

أم نقول عليهم دجالين سحرة مشعوذين ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أم مخرفين خرافيين يدعون للخرافة واغتيال العقل المسلم ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لو نقل هذا الكلام عن غير ابن تيمية والخوارج لو كان على لسان أحد أئمة أهل السنة والجماعة من السادة الصوفية مثلًا هل نتخيل رد فعل الخوارج عليه هيكون إيه ؟!!!!!!!


_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: استعمالات الجن عند ابن تيمية والخوارج
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 20, 2024 8:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14357
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله سيدي الشريف فضيلة مولانا الدكتور محمود ولا حرم الله الفقير منكم ولا من مروركم الكريم العطر.

وبارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل الخير.

الأخ الفاضل د (حامد الديب) :

أكرمكم الله وبارك فيكم ، ويسعدني دائمًا مروركم الكريم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: استعمالات الجن عند ابن تيمية والخوارج
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 21, 2024 9:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يناير 25, 2021 8:59 pm
مشاركات: 2430


﷽___________
اللهم صل على سيدنا محمد النور الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وسلم عليه قدر نظرك إليه
- - -
زادك الله بسطة فى العلم والفهم وجزاك الله خيرا وكساك بأنوار حضرته وجعلكم من خاصته ﷺ)
- - -
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله

_________________
أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما
لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما
أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما
(ﷺ)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: استعمالات الجن عند ابن تيمية والخوارج
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 22, 2024 5:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14357
مكان: مصـــــر المحروسة

اللهم آمين يارب العالمين وجمعًا يارب.

الأخ الفاضل (أحمد ماهر البدوي) :

أكرمكم الله وبارك فيكم ، وجزاكم الله خيرًا على دعواتكم الكريمة ويسعدني دائمًا مروركم الكريم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 1 زائر


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط