نتابع :
[فأنهم قتلوا في بلدة الطائف وحدها ما يقرب من ألفي مسلم بينهم العلماء والصلحاء والنساء والأطفال. وقتلوا العالم الفاضل النسيب السيد عبد الله الزواوي بصورة ما سبق لها مثال في الشناعة والقسوة , فقد ربطوا رجلي المشار إليه بجواد ثم تركوه يعدو وذلك العالم المسن يتقلب ورائه حتى تقطعت أوصاله . وقتلوا جملة من بني شيبة سدنة الكعبة المعظمة كانوا مصطافين في الطائف.] اهـ
[ولما دخلوا الطائف قتلوا الناس قتلاً عامًّا واستوعبوا الكبير والصغير والمأمور والأمير والشريف والوضيع وصاروا يذبحون على صدر الأم الطفل الرضيع وصاروا يصعدون البيوت يخرجون من توارى فيها فيقتلونهم ووجدوا جماعة يتدارسون القرءان فقتلوهم عن آخرهم حتى أبادوا من في البيوت جميعا ثم خرجوا إلى الحوانيت والمساجد وقتلوا من فيها ويقتلون الرجل في المسجد وهو راكع أو ساجد حتى أفنوا هؤلاء المخلوقات فويل لهم من جبار السموات .... وصار العربان كل يوم يدخلون الطائف وينقلون الأموال إلى الخارج فنهبوا النقود والعروض والأثاث والفراش ويتهافتون على ذلك تهافت الفراش فصارت الأموال في مخيمهم كأمثال الجبال إلا الكتب فإنهم نشروها في تلك البطح وفي الأزقة وفي الأسواق تعصف بها الرياح وكان فيها من المصاحف والرباع ألوف مؤلفة ومن نسخ البخاري ومسلم وبقية كتب الحديث والفقه والنحو وغير ذلك من بقية العلوم شيء كثير، ومكثت أياما يطأونها بأرجلهم لا يستطيع أحد أن يرفع منها ورقة.]اهـ مختصرا
ً