موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من مصائب الوهابية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 04, 2006 2:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14348
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/8.gif);border:10 outset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]الإخوة الأعزاء

قرأت هذا الخبر على أحد المواقع

فأحببت نقله إليكم

ففيه مصيبة كبرى للوهابية


اقرؤا ماذا كتب في جريدة المدينة عن جبل أُحد




فعذراً جبل أُحُد عذراً


أ.د. نجاح بنت أحمد الظهار

قرأت خبراً في جريدة المدينة، أثار في نفسي مشاعر شتى من عدم الرضا، والأسف، والحزن، وخيبة الأمل، والاستغراب واستفهامات حائرة لم أجد لها جواباً، لم يكن هذا شعوري وحدي بل هو شعور العديد من الاخوة والأخوات الذين، فوجئوا بهذا الخبر، المتمثل في افتتاح حديقة بمساحة 150 ألف متر مربع من سفح جبل أحد الغربي، وتشتمل على بحيرات صناعية وشلالات ونوافير ومسار للمشي بطول حوالي 3 كم، وحوالي 150 جلسة عائلية، كما تضم مسرحا مفتوحاً، ومعرضاً مغطى و(25) كشكاً للمبيعات.

لا أحد يُنكر حاجة المدينة وأهلها إلى أماكن للترفيه والترويح عن النفس، وهذا المشروع بهذه المواصفات المذكورة يعد معلما جمالياً رائعاً، ولكن الذي أثار فينا تلك المشاعر المتزاحمة والاستفهامات الحائرة المخنوقة،هو إقامة هذا المشروع الترفيهي على بقعة لها مكانتها في قلب التاريخ ، ولها شرفها في نفوس المسلمين قاطبة، لماذا تم اختيار هذا المكان بعينه؟؟ لماذا لم تراع خصوصية هذا الجبل العظيم، من منّا يجهل مكانة جبل أحد؟ هذا الجبل العريق الذي وقعت به غزوة أحد ففي الصحيحين وغيرهما عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد لما بدا له (هذا جبل يُحبنا ونحبه)، وفي رواية للبخاري أن ذلك كان عند القدوم من خيبر، وفي أخرى في رجوعه من الحج، وفي رواية له عن أبي حميد الساعدي، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، فلما أشرفنا على المدينة قال: (هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه).

فهذا جبل شريف يحبه أشرف الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بل أن رسول البشرية الصادق الصدوق أخبرنا أن هذا الجبل يبادلنا الحب!! فهل من محبة هذا الجبل الذي له هذه المكانة العظيمة في قلب سيد الخلق أن نقيم عليه جلسات عائلية؟ وما أدراك ما الجلسات العائلية في المتنزهات، فالواقع المشاهد أنه قد يتخللها شرب الدخان والمعسلات، كما يحصل في الكثير من المتنزهات وأماكن الترفيه واللهو.

ثم هل من محبة هذا الجبل العظيم أن يتم افتتاح مسرح مفتوح بين جنباته؟ ومعلوم ما معنى (المسرح) أي أنه ستقام فيه عروض ترفيهية من مسرحيات غالباً ما تكون فكاهية في مثل هذه المتنزهات، إلى جانب عروض غنائية، ولا نعلم هل سيستخدم معها الدفوف أو المعازف؟ كل ذلك على جبل أحد الذي يحبنا ونحبه!! كيف نتجرأ على فعل ذلك، وكيف ننسى أن هذا الجبل العظيم قد خاطبه المصطفى صلى الله عليه وسلم مخاطبة من يعقل، حيث اضطرب تحت أقدام الرسول صلى الله عليه وسلم، فخاطبه قائلاً (اسكن أحد)، والحديث عن أنس رضي الله عنه (صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبوبكر وعمر وعثمان، فرجف، فقال: اسكن أحد- أظنه ضربه برجله- فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان).

لماذا لم يُقم على هذا الجبل مشروع أثري ثقافي تاريخي يُذكر الناس بسابق عهدهم وما كانوا عليه من عزّ وكرامة، ويرسخ في أذهانهم ما لقيه المصطفى صلى الله عليه وسلم من صعوبات، وما خاضه من حروب من أجل تبليغ الرسالة وإيصالها إلى الخلق.

إن إقامة هذه المشاريع الترفيهية على هذه الأماكن التي تحمل على ظهرها جانبا عريقاً من تاريخ الأمة الإسلامية، لهو أكبر عامل هدم لهيبة هذا المكان واسقاطه من النفوس فتخسر بذلك الأمة رصيدها المعرفي الذي يربطها بماضيها العريق ويحفظ لها أصالتها.

إن جميع الأمم تحرص كل الحرص على المحافظة على تراثها وتاريخها حتى وإن كانت آثارها حيوانات محنطة، فكيف بنا نحن وآثارنا تحمل وقائع وحقائق ثابتة عن سيرة خير الورى؟؟

فإذا كانت الحجة في عدم العناية بهذا التاريخ الكريم، وهذه الآثار العظيمة هي الخوف من افتتان الناس وتبركهم بها، فهل البديل لذلك هو تحويلها إلى أماكن لهو؟ وهل يرضى أصحاب هذه الحجة بذلك.

كفى بهذا الجبل واعظاً يذكرنا بالهزيمة الأولى في حياة المسلمين لمخالفتهم أوامر نبيهم صلى الله عليه وسلم، فما بالنا نهوى الاستغراق في الهزائم؟؟ فعذرا جبل أحد عذراً. أهـ
وهذا هو رابط الموضوع
http://www.ghrib.net/vb/showthread.php? ... ge=1&pp=17


[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 05, 2006 2:13 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10723

[font=Arial]أخي الحبيب / سهم النور

أردت أن أشارك في هذا الموضوع بذكر نبذة تاريخية عن فتنة الوهابية

تحذيرا للشباب المخدوع الذي يغار على ما يمس ابن عبد الوهاب

ولا يتمعر وجهه على من يمس جناب سيدنا رسول الله وأهل بيته الأطهار

صلى الله وسلم عليهم أجمعين...



فتنة الوهابية

اعلم أن السلطان سليم الثالث (1204- 1222هـ) حدث في مدة سلطنته فتن كثيرة منها ما تقدم ذكره، ومنها فتنة الوهابية التي كانت في الحجاز حتى استولوا على الحرمين ومنعوا وصول الحج الشامي والمصري، ومنها فتنة الفرنسيس لما استولوا على مصر من سنة ثلاث عشرة (1213) إلى سنة ست عشرة (1216) ولنذكر ما يتعلق بهاتين الفتنتين على سبيل الاختصار لأن كلاً منهما مذكور تفصيلاً في التواريخ وأفرد كل منهما بتأليف رسائل مخصوصة، أما فتنة الوهابية فكان ابتداء القتال فيها بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد وهو نائب من جهة السلطنة العليَّة على الأقطار الحجازية وابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف وكان ذلك في مدة سلطنة مولانا السلطان سليم الثالث ابن السلطان مصطفى الثالث بن أحمد (وأما ابتداء أول ظهور الوهابية) فكان قبل ذلك بسنين كثيرة وكانت قوتهم وشوكتهم في بلادهم أولاً، ثم كثر شرهم وتزايد ضررهم واتسع ملكهم وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم وكان مؤسس مذهبهم الخبيث محمد بن عبد الوهاب وأصله من المشرق من بني تميم وكان من المعمرين فكاد يعد من المنظرين لأنه عاش قريب مائة سنة حتى انتشر عنه ضلالهم، كانت ولادته سنة ألف ومائة وإحدى عشرة وهلك سنة ألف ومائتين، وأرخه بعضهم بقوله:

(بدا هلاك الخبيث) 1206

وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وكان أبوه رجلاً صالحًا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان، وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزعاته في كثير من المسائل، وكانوا يوبخونه ويحذرون الناس منه فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم شرك، وأن نداء النبي صلى الله عليه وسلم عند التوسل بهم شرك، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء الصالحين عند التوسل بهم شرك، وأن من أسند شيئًا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركًا نحو نفعني هذا الدواء، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء. وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبَّسَ بها على العوام حتى تبعوه، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد، واتصل بأمراء المشرق أهل الدرعية ومكث عندهم حتى نصروه وقاموا بدعوته وجعلوا ذلك وسيلة إلى تقوية ملكهم واتساعه، وتسلطوا على الأعراب وأهل البوادي حتى تبعوهم وصاروا جندًا لهم بلا عوض وصاروا يعتقدون أن من لم يعتقد ما قاله ابن عبد الوهاب فهو كافر مشرك مهدر الدم والمال، وكان ابتداء ظهور أمره سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين، وابتداء انتشاره من بعد الخمسين ومائة وألف. وألّف العلماء رسائل كثيرة للرد عليه حتى أخوه الشيخ سليمان وبقية مشايخه وكان ممن قام بنصرته وانتشار دعوته من أمراء المشرق محمد بن سعود أمير الدرعية وكان من بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، ولما مات محمد بن سعود قام بها ولده عبد العزيز بن محمد بن سعود، وكان كثير من مشايخ ابن عبد الوهاب بالمدينة يقولون سيضل هذا أو يضل الله به من أبعده وأشقاه فكان الأمر كذلك، وزعم محمد بن عبد الوهاب أن مراده بهذا المذهب الذي ابتدعه إخلاص التوحيد والتبري من الشرك وأن الناس كانوا على شرك منذ ستمائة سنة وأنه جدد للناس دينهم وحمل الآيات القرءانية التي نزلت في المشركين على أهل التوحيد كقوله تعالى: {ومن أضلّ ممن يدعو من دونِ اللهِ من لا يستجيبُ لهُ إلى يومِ القيامةِ وهم عن دُعائهم غافلون} وكقوله تعالى {ولا تدعُ من دونِ اللهِ ما لا ينفعكَ ولا يضرُّك} وكقوله تعالى {والذينَ يدعونَ من لا يستجيبُ لهم إلى يومِ القيامة} وأمثال هذه الآيات في القرآن كثيرة، فقال محمد بن عبد الوهاب من استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين أو ناداه أو سأله الشفاعة فإنه مثل هؤلاء المشركين ويدخل في عموم هذه الآيات، وجعل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين مثل ذلك، وقال في قوله تعالى حكاية عن المشركين في عبادة الأصنام {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} إن المتوسلين مثل هؤلاء المشركين الذين يقولون {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} قال:"فإن المشركين ما اعتقدوا في الأصنام أنها تخلق شيئًا بل يعتقدون أن الخالق هو الله تعالى بدليل قوله تعالى: {ولئنْ سألتهم من خلقهُم ليقولنَّ الله} و {ولئنْ سألتهم من خلقَ السمواتِ والأرضَ ليقولنَّ الله} فما حكم الله عليهم بالكفر والإشراك إلا لقولهم ليقربونا إلى الله زلفى فهؤلاء مثلهم".

وما ردوا به عليه في الرسائل المؤلفة للرد عليه أن هذا استدلال باطل فإن المؤمنين ما اتخذوا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا الأولياء ءالهة وجعلوهم شركاء لله بل إنهم يعتقدون أنهم عبيد الله مخلوقون ولا يعتقدون أنهم مستحقون العبادة. وأما المشركون الذين نزلت فيهم هذه الآيات فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية ويعظمونها تعظيم الربوبية وإن كانوا يعتقدون أنها لا تخلق شيئًا، وأما المؤمنون فلا يعتقدون في الأنبياء والأولياء استحقاق العبادة والألوهية ولا يعظمونهم تعظيم الربوبية، بل يعتقدون أنهم عباد الله وأحباؤه الذين اصطفاهم واجتباهم وببركتهم يرحم عباده فيقصدون بالتبرك بهم رحمة الله تعالى، ولذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنة. فاعتقاد المسلمين أن الخالق الضار والنافع المستحقّ العبادة هو الله وحده ولا يعتقدون التأثير لأحد سواه، وأن الأنبياء والأولياء لا يخلقون شيئًَا ولا يملكون ضرًّا ولا نفعًا وإنما يرحم اللهُ العبادَ ببركتهم. فاعتقاد المشركين استحقاق أصنامهم العبادة والألوهية هو الذي أوقعهم في الشركِ لا مجرد قولهم (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله)، لأنهم لما أقيمت عليهم الحجة بأنها لا تستحق العبادة وهم يعتقدون استحقاقها العبادة قالوا معتذرين (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فكيف يجوز لابن عبد الوهاب ومن تبعه أن يجعلوا المؤمنين الموحدين مثل أولئك المشركين الذين يعتقدون ألوهية الأصنام؟!

فجميع الآيات المتقدمة وما كان مثلها خاصّ بالكفار والمشركين ولا يدخل فيه أحد من المؤمنين. روى البخاريّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى ءايات نزلت في الكفار فحملوها على المؤمنين، وفي رواية عن ابن عمر أيضًا أنه صلى الله عليه وسلم قال :"أخوَفُ ما أخاف على أمّتي رجل يتأوّل القرءان بصنعه في غير موضعه" فهو وما قبله صادق على هذه الطائفة. ولو كان شىء مما صنعه المؤمنون من التوسل وغيره شركًا ما كان يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وخلفها. ففي الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ به، وبسط ذلكَ طويل مذكور في الكتب وفي الرسائل التي في الردّ على ابن عبد الوهاب. وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال :"اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين" وصح أنّه صلى الله عليه وسلم سأله أعمى أن يردّ اللهُ بصرَه بدعائِه فأمره بالطهارةِ وصلاة ركعتين ثم يقول :"اللهمَّ إني أسألُك وأتوجّه إليكَ بنبيّك محمد نبيّ الرحمةِ يا محمّد إنّي أتوجه بكَ إلى ربي في حاجتي لتُقضى اللهمَّ شفّعه فيَّ" ففعل فرد اللهُ عليه بصره، وصحّ أن ءادمَ عليه السلام توسّل بنبيّنا صلى الله عليه وسلم حين أكل من الشجرةِ لأنّه لما رأى اسمَه صلى الله عليه وسلم مكتوبًا على العرشِ وعلى غرف الجنة وعلى جباه الملائكة سأل عنه فقال الله له: هذا ولد من أولادك. فقال اللهمّ بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد فنودي يا ءادمُ لو تشفعت إلينا بمحمد في أهل السماء والأرض لشفعناك. وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل. ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.

وممن ألف في الرد على ابن عبد الوهاب أكبر مشايخه وهو الشيخ محمد ابن سليمان الكردي مؤلف حواشي شرح ابن حجر على متن بافضل فقال من جملة كلامه: يا ابن عبد الوهاب إني أنصحك لله تعالى أن تكف لسانك عن المسلمين فإن سمعتَ من شخص أنه يعتقد تأثير ذلكَ المستغاث به من دون الله فعرفه الصواب وأبِنْ له الأدلة على أنه لا تأثير لغير الله فإن أبى فكفره حينئذ بخصوصه ولا سبيل لك إلى تكفير السواد الأعظم من المسلمين، وأنت شاذ عن السواد الأعظم فنسبة الكفر إلى من شذ عن السواد الأعظم أقرب لأنه اتبع غير سبيل المؤمنين. قال تعالى :{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ونصلِه جهنّم وساءت مصيرًا} وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.اهـ.

وأما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقد فعلها الصحابةُ رضي الله عنهم ومن بعدهم من السلف والخلف وجاء في فضلها أحاديث أفردت بالتأليف، ومما جاء في النداء لغير الله تعالى من غائب وميت وجماد قوله صلى الله عليه وسلم :"إذا أفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله أحبسوا فإن لله عبادًا يجيبونه" وفي حديث ءاخر :"إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم". وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال :"يا أرض، ربي وربك الله" وكان صلى الله عليه وسلم إذا زار قال :"السلام عليكم يا أهل القبور" وفي التشهد الذي يأتي به كل مسلم في كل صلاة صورة النداء في قوله :"السلام عليك أيها النبيّ". والحاصل أن النداء والتوسل ليس في شىء منهما ضرر إلا إذا اعتقدَ التأثير لمن ناداه أو توسل به، ومتى كان معتقدًا أن التأثير لله لا لغير الله فلا ضرر في ذلك، وكذلكَ إسناد فعل من الأفعال لغير الله لا يضرّ إلا إذا اعتقدَ التأثير، ومتى لم يعتقد التأثير فإنه يُحمل على المجاز العقليّ كقوله: نفعني هذا الدواء أو فلان الوليّ، فهو مثل قوله: أشبعني هذا الطعام، وأرواني هذا الماء، وشفاني هذا الدواء. فمتى صدر ذلك من مسلم فإنه يحمل على الإسناد المجازي والإسلام قرينة كافية في ذلكَ فلا سبيل إلى تكفير أحد بشىء من ذلكَ، ويكفي هذا الذي ذكرناه إجمالاً في الرد على ابن عبد الوهاب ومن أراد بسط الكلام فليرجع إلى الرسائل المؤلفة في ذلكَ وقد لخصت ما فيها في رسالة مختصرة فلينظرها من أرادها.

ولما قام ابن عبد الوهاب ومن أعانه بدعوتهم الخبيثة التي كفروا بسببها المسلمين ملكوا قبائل الشرق قبيلة بعد قبيلة، ثم اتسع ملكهم فملكوا اليمن والحرمين وقبائل الحجاز وبلغ ملكهم قريبًا من الشام، فإن ملكهم وصل إلى المزيريب وكانوا في ابتداء أمرهم أرسلوا جماعة من علمائهم ظنًا منهم أنهم يفسدون عقائد علماء الحرمين ويدخلون عليهم الشبهة بالكذب والمين، فلما وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تملكوا به، رد عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم ضحكة ومسخرة، كحمر مستنفرة، فرَّت من قسورة ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات، فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم بتلك العقائد ليشتهر بين الناس أمرهم، فيعلم بذلك الأول والآخر، وكان ذلك في مدة إمارة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد المتوفى سنة خمس وستين ومائة ألف، وأمر بحبس أولئك الملحدة فحبسوا وفرَّ بعضهم إلى الدرعية فأخبرهم بما شاهدوا فازدادوا عتوًّا واستكبارًا وصار أمراء مكة بعد ذلك يمنعون وصولهم للحج فصاروا يغيرون على بعض القبائل الداخلين تحت طاعة أمير مكة، ثم انتشب القتال بينهم وبين أمير مكة مولانا الشريف غالب بن مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد، وكان ابتداء القتال بينهم وبينه من سنة خمس بعد المائتين والألف ووقع بينهم وبينه وقائع كثيرة قتل فيها خلائق كثيرون ولم يزل أمرهم يقوى وبدعتهم تنتشر إلى أن دخل تحت طاعتهم أكثر القبائل والعربان الذين كانوا تحت طاعة أمير مكة.

وفي سنة سبع عشرة بعد المائتين والألف ساروا بجيوش كثيرة حتى نازلوا الطائف وحاصروا أهله في شهر ذي القعدة من السنة المذكورة، ثم تملكوهُ وقتلوا أهله رجالاً ونساءً وأطفالاً ولا نجا منهم إلا القليل، ونهبوا جميع أموالهم ثم أرادوا المسير إلى مكة، فعلموا أن مكة في ذلك الوقت فيها كثير من الحجاج، ويقدم إليها الحاج الشامي والمصري فيخرج الجميع لقتالهم فمكثوا في الطائف إلى أن انقضى شهر الحج، وتوجه الحجاج إلى بلادهم وساروا بجيوشهم يريدون مكة ولم يكن للشريف غالب قدرة على قتال جيوشهم، فنزل إلى جدة فخاف أهل مكة أن يفعل الوهابية معهم مثل ما فعلوا مع أهل الطائف فأرسلوا إليهم وطلبوا منهم الأمان لأهل مكة، فأعطوهم الأمان ودخلوا مكة ثامن محرم من السنة الثامنة عشرة بعد المائتين والألف ومكثوا أربعة عشر يومًا يستتيبون الناس ويجددون لهم الإسلام على زعمهم، ويمنعونهم من فعل ما يعتقدون أنه شرك كالتوسل وزيارة القبور، ثم ساروا بجيوشهم إلى جدة لقتال الشريف غالب، فلما أحاطوا بجدة رمى عليهم بالمدافع والقلل فقتل كثيرًا منهم ولم يقدروا على تملك جدة فارتحلوا بعد ثمانية أيام، ورجعوا إلى بلادهم وجعلوا لهم عسكرًا بمكة وأقاموا لهم أميرًا فيها وهو الشريف عبد المعين أخو الشريف غالب، وإنما قبل أمرهم ليرفق بأهل مكة ويدفع ضرر أولئك الأشرار عنهم، وفي شهر ربيع الأول من السنة المذكورة سار الشريف غالب من جدة ومعه وإلى جدة من طرف السلطنة العلية وهو شريف باشا ومعهما العساكر فوصلوا إلى مكة وأخرجوا من كان بها من عساكر الوهابية ورجعت إمارة مكة للشريف غالب ثم بعد ذلك تركوا مكة واشتغلوا بقتال كثير من القبائل، وصار الطائف بأيديهم وجعلوا عليه أميرًا (عثمان المضايفي) فصار هو وبعض جنودهم يقاتلون القبائل التي في أطراف مكة والمدينة ويدخلونهم في طاعتهم حتى استولوا عليهم وعلى جميع الممالك التي كانت تحت طاعة أمير مكة، فتوجه قصدهم بعد ذلك للاستيلاء على مكة فساروا بجيوشهم سنة عشرين وحاصروا مكة وأحاطوا بها من جميع الجهات وشددوا الحصار عليها وقطعوا الطرق ومنعوا الميرة عن مكة، فاشتد الحصار على أهل مكة حتى أكلوا الكلاب لشدة الغلاء وعدم وجود القوت، فاضطر الشريف غالب إلى الصلح معهم وتأمين أهل مكة فوسط أناسًا بينه وبينهم فعقدوا الصلح على شروط فيها رفق بأهل مكة، فمن تلك الشروط أن إمارة مكة تكون له فتم الصلح ودخلوا مكة في أواخر ذي القعدة سنة عشرين وتملكوا المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وانتهبوا الحجرة وأخذوا ما فيها من الأموال، وفعلوا أفعالاً شنيعة، وجعلوا على المدينة أميرًا منهم "مبارك بن مضيان"، واستمر حكمهم في الحرمين سبع سنين ومنعوا دخول الحج الشامي والمصري مع المحامل مكة، وصاروا يصنعون للكعبة المعظمة ثوبًا من العباء القيلان الأسود، وأكرهوا الناس على الدخول في دينهم ومنعوهم من شرب التنباك ومن فعل ذلك وأطّلعوا عليه عزروه بأقبح التعزير، وهدموا القبب التي على قبور الأولياء.

وكانت الدولة العثمانية في تلك السنين في ارتباك كثير وشدة قتال مع النصارى، وفي اختلاف في خلع السلاطين وقتلهم كما سنقف عليه إن شاء الله تعالى، ثم صدر الأمر السلطاني (من خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان محمود خان ثاني بن عبد الحميد خان أول سلطان أحمد) لصاحب مصر محمد علي باشا بالتجهيز لقتال الوهابية وكان ذلك في سنة 1226 فجهز محمد علي باشا جيشًا فيه عساكر كثيرة جعل عليهم بفرمان سلطان ولده طوسون باشا فخرجوا من مصر في رمضان من السنة المذكورة ولم يزالوا سائرين برًا وبحرًا حتى وصلوا إلى ينبع فملكوه من الوهابية، ثم لما وصلت العساكر إلى الصفرا والحديدة وقع بينهم وبين العرب الذين في الحربية قتال شديد بين الصفرا والحديدة وكانت تلك القبائل كلها في طاعة الوهابي وانضم إليها قبائل كثيرة فهزموا ذلك الجيش وقتلوا كثيرًا منهم وانتهبوا جميع ما كان معهم وكان ذلك في شهر ذي الحجة سنة 26، ولم يرجع من ذلك الجيش إلى مصر إلا القليل فجهز جيشًا غيره سنة سبع وعشرين وعزم محمد علي باشا على التوجه إلى الحجاز بنفسه، وتوجهت العساكر قبله في شعبان في غاية القوة والاستعداد وكان معهم من المدافع ثمانية عشر مدفعًا وثلاثة قنابل فاستولت العساكر على ما كان بيد الوهابية وملكوا الصفراء والحديدة وغيرهما في رمضان بلا قتال، بل بالمخادعة ومصانعة العرب بإعطاء الدراهم الكثيرة حتى أنهم أعطوا شيخ مشايخ حرب مائة ألف ريال، وأعطوا شيخًا من صغار المشايخ حرب أيضًا ثمانية عشر ألف ريال ورتبوا لهم علائف تصرف لهم كل شهر، وكان ذلك كله بتدبير شريف مكة الشريف غالب وهو في الظاهر تحت طاعة الوهابي، وأما المرة الأولى التي هزموا فيها فلم يكونوا كاتبوا الشريف غالب في ذلك حتى يكون الأمر بتدبيره، ودخلت العساكر المدينة المنورة في أواخر ذي القعدة، ولما جاءت الأخبار إلى مصر صنعوا زينة ثلاثة أيام وأكثروا من الشنك وضرب المدافع وأرسلوا بشائر لجميع ملوك الروم واستولت العساكر السائرة من طريق البحر على جدة في أوائل المحرم سنة ثمان وعشرين، ثم طلعوا إلى مكة واستولوا عليها أيضًا، وكل ذلك بلا قتال بتدبير الشريف سرًّا، ولما وصلت العساكر إلى جدة فرَّ من كان بمكة من عساكر الوهابية وأمرائهم، وكان سعود أمير الوهابية حج في سنة سبع وعشرين ثم ارتحل إلى الطائف، ثم إلى الدرعية ولم يعلم باستيلاء العساكر السلطانية على المدينة إلا بعد ذلك، ثم لما وصل إلى الدرعية علم باستيلائهم على مكة ثم الطائف ولما وصلت العساكر إلى جدة ومكة فر من الطائف أميرها عثمان المضايفي، وفر من كان بها من عساكر الوهابية وأمرائهم.

وفي شهر ربيع الأول من سنة ثمان وعشرين أرسل محمد علي باشا مبشرين إلى دار السلطنة ومعهم المفاتيح وكتبوا إليهم أنها مفاتيح مكة والمدينة وجدة والطائف فدخلوا بها دار السلطنة بموكب حافل ووضعوا المفاتيح على صفائح الذهب والفضة وأمامهم البخورات في مجامر الذهب والفضة وخلفهم الطبول والزمور وعملوا لذلك زينة وشنكًا ومدافع وخلعوا على من جاء بالمفاتيح وزادوا في رتبة محمد علي باشا، وبعثوا له أطواخًا وعدة أطواخ بولايات لمن يختار تقليده، وفي شهر شوال سنة ثمان وعشرين توجه محمد علي باشا بنفسه إلى الحجاز وقبل توجهه من مصر قبض الشريف غالب على عثمان المضايفي الذي كان أميرًا على الطائف للوهابية، وكان من أهل أكبر أعوانهم وأمرائهم فزنجره بالحديد وبعثه إلى مصر فوصل في ذي القعدة بعد توجه الباشا إلى الحجاز، ثم أرسل إلى دار السلطنة فقتلوه ووصل محمد علي باشا في ذي القعدة إلى مكة وقبض على الشريف غالب بن مساعد وبعثه إلى دار السلطنة وأقام لشرافة مكة ابن أخيه الشريف يحيي بن سرور بن مساعد، وفي شهر محرم من سنة 29 بعثوا إلى السلطنة مبارك بن مضيان الذي كان أميرًا على المدينة المنورة للوهابية، فطافوا به في القسطنطينية في موكب ليراه الناس ثم قتلوه وعلقوا رأسه على باب السرايا، وفعل مثل ذلك بعثمان المضايفي، وأما الشريف غالب فأرسلوه إلى سلانيك وبقي بها مكرمًا إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين ودفن بها وبني عليه قبة تزار، ومدة إمارته على مكة ست وعشرون سنة. ثم إن محمد علي باشا وجه كثيرًا من العساكر إلى تربة وبيشة وبلاد غامد وزهران وبلاد عسير لقتال طوائف الوهابية وقطع دابرهم، ثم سار بنفسه في أثرهم في شعبان سنة تسع وعشرين ووصل إلى تلك الديار وقتل كثيرًا منهم وأسر كثيرًا وخرب ديارهم، وفي شهر جمادى الأولى سنة تسع وعشرين هلك سعود أمير الوهابية وقام بالمُلْك بعده ولده عبد الله ورجع محمد علي باشا من تلك الديار التي وصلها من ديار الوهابية عند إقبال الحج، وحج ومكث بمكة إلى رجب سنة ثلاثين ثم توجه إلى مصر وترك بمكة حسن باشا، ووصل الباشا إلى مصر في منتصف رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف، فتكون إقامته بالحجاز سنة وسبعة أشهر، وما رجع إلى مصر إلا بعد أن مهد أمور الحجاز، وأباد طوائف الوهابية التي كانت منتشرة في جميع قبائل الحجاز والشرق وبقي منهم بقية بالدرعية أميرهم عبد الله بن سعود فجهز محمد علي باشا لقتاله جيشًا وأرسله تحت قيادة ابنه إبراهيم باشا، وكان عبد الله بن سعود قبل ذلك يكاتب مع طوسون باشا بن محمد علي باشا حين كان بالمدينة وعقد معه صلحًا على بقاء إمارته ودخوله تحت طاعة محمد علي باشا، فلم يرض محمد علي باشا بهذا الصلح فجهز ولده إبراهيم باشا وجعل أمر العساكر إليه، وكان ابتداء ذلك في أواخر سنة إحدى وثلاثين فوصل إلى الدرعية سنة اثنتين وثلاثين ونازل بجيوشه عبد الله بن سعود في ذي القعدة سنة 33، ولما جاءت الأخبار إلى مصر ضربوا لذلك ألف مدفع وفعلوا شنكًا وزينوا مصر وقراها سبعة أيام، وكان محمد علي باشا له اهتمام كبير في قتال الوهابية وأنفق في ذلك خزائن من الأموال حتى أخبر بعض من كان يباشر خدمته أنهم دفعوا في دفعة من الدفعات لأجرة تحميل بعض الذخائر خمسة وأربعين ألف ريال، هذا في مرة من المرات كان ذلك الحمل من الينبع إلى المدينة عن أجرة كل بعير ست ريالات دفع نصفها أمير ينبع والنصف الآخر أمير المدينة، وعند وصول الحمل من المدينة إلى الدرعية كان أجر تلك الحملة فقط مائة وأربعين ألف ريال، وقبض إبراهيم باشا على عبد الله بن سعود وبعث به وكثير من أمرائهم إلى مصر فوصل في سابع عشر محرم سنة أربع وثلاثين وصنعوا له موكبًا حافلاً يراه الناس وأركبوه على هجين وازدحم الناس للتفرج عليه، ولما دخل على محمد علي باشا قام له وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه وحادثه، وقال له الباشا ما هذه المطاولة؟ فقال الحرب سجال قال، وكيف رأيت ابني إبراهيم باشا قال: ما قصر وبذل همته ونحن كذلك حتى كان ما قدره الله تعالى فقال له الباشا أنا أترجى فيك عند مولانا السلطان، فقال المقدّر يكون ثم ألبسه خلعة وانصرف إلى بيت إسماعيل باشا ببولاق، وكان بصحبة عبد الله بن سعود صندوق صغير مصفح فقال الباشا له. ما هذا؟ فقال هذا ما أخذه أبي من الحجرة أصحبه معي إلى السلطان، فأمر الباشا بفتحه فوجدوا فيه ثلاثة مصاحف من خزائن الملوك لم ير الراؤون أحسن منها ومعها ثلاثمائة حبة من اللؤلؤ الكبار وحبة زمرد كبيرة وشريط من الذهب، فقال له الباشا الذي أخذتموه من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا، فقال: هذا الذي وجدته عند أبي فإنه لم يستأصل كل ما كان في الحجرة لنفسه بل أخذه العرب وأهل المدينة وأغاوات الحرم وشريف مكة، فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشياء من ذلك. ثم أرسلوا عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة ورجع إبراهيم باشا من الحجاز إلى مصر في شهر المحرم من سنة 35 بعد أن أخرب الدرعية خرابًا كليًا حتى تركوا سكناها. ولما وصل عبد الله بن سعود إلى دار السلطنة في شهر ربيع الأول طافوا به البلد ليراه الناس ثم قتلوه عند باب همايون وقتلوا أتباعه أيضًا في نواح متفرقة.

هذا حاصل ما كان في قصة الوهابي بغاية الاختصار ولو بسط الكلام في كل قضية لطال، وكانت فتنهم من المصائب التي أصيب بها أهل الإسلام فإنهم سفكوا كثيرًا من الدماء، وانتهبوا كثيرًا من الأموال، وعمَّ ضررهم، وتطاير شررهم فلا حول ولا قوة إلا بالله، وكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيها التصريح بهذه الفتنة كقوله صلى الله عليه وسلم :"يخرج أناس من قبل الشرق يقرأون القرءان لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية سيماهم التحليق" وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة بعضها في صحيح البخاري وبعضها في غيره لا حاجة لنا إلى الإطالة بنقل تلك الروايات ولا لذكر من خرجها لأنها صحيحة مشهورة ففي قوله "سيماهم التحليق" تصريح بهذه الطائفة لأنهم كانوا يأمرون كل من اتبعهم أن يحلق رأسه، ولم يكن هذا الوصف لأحد من طوائف الخوارج والمبتدعة الذين كانوا قبل زمن هؤلاء، وكان السيد عبد الرحمن الأهدل مفتي زبيد يقول: لا حاجة إلى التأليف في الرد على الوهابية بل يكفي في الرد عليهم قوله صلى الله عليه وسلم "سيماهم التحليق" فإنه لم يفعله أحد من المبتدعة غيرهم. واتفق مرة أن امرأة أقامت الحجة على ابن الوهاب لما أكرهوها على اتباعهم ففعلت، أمرها ابن عبد الوهاب أن تحلق رأسها فقالت له حيث أنك تأمر المرأة بحلق رأسها ينبغي لك أن تأمر الرجل بحلق لحيته لأن شعر رأس المرأة زينتها وشعر لحية الرجل زينته فلم يجد لها جوابًا. ومما كان منهم أنهم يمنعون الناس من طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم مع أن أحاديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته كثيرة ومتواترة، وأكثر شفاعته لأهل الكبائر من أمته. وكانوا يمنعون من قراءة دلائل الخيرات المشتملة على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ذكرها كثير من أوصافه الكاملة ويقولون إن ذلك شرك ويمنعون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم على المنابر بعد الأذان، حتى أن رجلاً صالحًا كان أعمى، وكان مؤذنًا وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان بعد أن كان المنع منهم، فأتوا به إلى ابن عبد الوهاب فأمر به أن يقتل فقتل، ولو تتبعت لك ما كانوا يفعلونه من أمثال ذلك لملأت الدفاتر والأوراق، وفي هذا القدر كفاية والله سبحانه وتعالى أعلم[/font]
.
ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة المؤلف

هو أحمد بن زين بن أحمد دحلان المكي، الشافعي، فقيه، مؤرخ، شارك في أنواع من العلوم، مفتي السادة الشافعية بمكة المعظمة، وشيخ الإسلام. ولد بمكة سنة 1231هـ وتوفي بالمدينة في المحرم سنة 1304هـ. له مؤلفات كثيرة مطبوعة متداولة منها: الأزهار الزينية في شرح متن الألفية، وتاريخ الدول الإسلامية بالجداول المرضية، وفتح الجواد المنان على العقيدة المسماة بفيض الرحمن، والدرر السنيّة في الرد على الوهابية، ونهل العطشان على فتح الرحمن، في تجويد القرءان، وخلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، والفتوحات الإسلامية، إلى غير ذلك. ومنها هذا الكتيب الذي بين يدي القارىء، ءاملين أن يستفيد القراء منه والله من وراء القصد.

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: التصوف مع اهل البيت
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 03, 2006 2:05 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت سبتمبر 02, 2006 9:17 pm
مشاركات: 1
مكان: egypt
الحمد لله الوهابية الحاقدة تلفظ انفاسها والمستقبل انشاء الله للتصوف

_________________
الهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد عدد ما فى علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: مقبرة شهداء أحد.. ذاكرة في مهب الدمار
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 15, 2006 5:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 23, 2004 6:37 pm
مشاركات: 264
مكان: حيثما يوجد احباء محمد واله
[align=right]تضم 70 صحابيا أبرزهم سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه و أرضاه


المكان الذي تحصن فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم والمسلمون في أحد

ليس مجرد مقبرة تضم رفات نفر من أهل الله وصحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، بل هو مركز إشعاع رسالي يمثّل شاهداً وشهيداً ليأخذ مكانه في عمق وعينا وذاكرتنا التاريخية والدينية والحضارية.. هؤلاء النفر الذين شكّلوا الأنوية الاولى لحركة رسالية غيّرت وجه التاريخ وألقت بظلالها على كل أوجه حياة الأمة.. كان لابد لهذه الذاكرة أن تعبق بالحضور الكثيف حين نستذكر مشهد البطولة والفداء لهؤلاء الذين نذروا أموالهم وأرواحهم من أجل تحقيق تلك النقلة الجبّارة في تاريخ البشرية، وأعادت إحياء القيم النبيلة التي غمرتها حركة التجهيل الجاهلية لقرون..

حين نتذكر عظمة هؤلاء الرجال الذين جاهدوا فقاتلوا وقتلوا نتذكر أيضاً خطورة نكران حسن صنع أولئك الرجال سواء عبر الاهمال المتعمد والمقصود أو تعميم ثقافة تسوّغ محو تراثنا تحت شعار البدعة، وهو شعّار يقوم في الغالب على تشخيص دقيق لعلاقة ورؤية المسلمين لتلك الآثار سواء كانت مدافن لرجال الله أو بيوتهم أو مراكز عزّتهم وبطولاتهم في المعارك.. إن الانطلاق من تشخيص غير نزيه ومتحامل ابتداءً هو المسؤول الأول عن صدور أحكام بالتدمير لآثار الاسلام وتاريخ الامة، وهي ملك لجميع الامة.

ما يلزم التشديد عليه دائماً أننا حين نحاول لملمة شتات ذاكرتنا التاريخية والاسلامية عبر النداء المتواصل من أجل حفظ تجسيدات هذه الذاكرة العطرة وإبقاء وهجها واشعاعها يدهمنا واقع بائس يرفض التعايش مع كل ما يصنّفه ابتداعاً فيلتمس لنفسه طريقاً في مصادرة حق عام على قاعدة دعوى امتلاك الحقيقة الدينية النقيّة، وهنا مكمن الخطورة على تراثنا الاسلامي وآثارنا التاريخية والانسانية. إن نمط إدارة الأماكن المقدّسة بكل ما تستودعه من نفائس وآثار عزيزة يلتقي مع نمط التفكير الديني الوهابي الاقتلاعي الذي يعطي لمعتنقيه حق الافناء لكل أثر بل ولكل كائن إنساني بإسم الدين، ومن السخرية بمكان ان يعرّف هؤلاء، الممتشقون لمعاول الهدم والتدمير لكل آثار للاسلام أنفسهم بأنهم حملة رسالة الاسلام!!، بل تبلغ بهم السخرية الى حد تنصيب أنفسهم حراساً للشريعة وخدّاماً للحرمين المقدّسة وقد تعرضت المدينتين الى عملية مسخ على يد هؤلاء حين أزالوا آثاراً تاريخية ومراكز إشعاع ثقافي وحضاري وأشادوا مكانها ناطحات سحاب، وأسواق تجارية، ومطاعم أجنبية، حتى اختفت ملامح التاريخ الذي كان المسلمون يعيشونه من خلال زيارة الاماكن التي شهدت بزوغ فجر الاسلام، وإئتلفت قلوب النفر الاوائل من الرساليين الذين حملوا شعلة الاسلام وأفدوه بأموالهم وأنفسهم، وقد برزوا الى مضاجعهم في لحظة تاريخية حاسمة.

مقبرة شهداء أحد، شأنها شأن مقابر ومدافن وآثار عديدة تعّرضت للاهمال والمحو، تنبّه الى أن ذاكرتنا التاريخية والاسلامية يراد منها أن تفرغ وتخمل بعد تخفيض أهمية مكوّناتها، بحيث تفقد تلك الاماكن هيبتها وشموخها، سوى ما يقوم به بعض الكتّاب والصحافيين من إطلاق الخيال في إعادة إحياء الصور ومشاهد البطولة والفداء والكرامة. أحد التقارير حول مقبرة شهداء أحد يلقي بعض الضوء على هذا المعلم التاريخي والديني الذي يتطلع غالبية المسلمين لأن يأخذ مكانه الطبيعي في ثقافتنا ووعينا الديني ومصدر الهامنا التاريخي:

قبر سيد الشهداء سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه و أرضاه عم سيدنا الرسول عليه و آله السلام وأخوه بالرضاعة يتوسط قبرين، وبين هؤلاء أيضا سيدنا حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه و أرضاه الذي غسلته الملائكة..قصة ثلاثة قبور حاول تلخيصها الطفل حمود البالغ من العمر ست سنوات، وهو يشير بأنامله الصغيرة تجاهها للزوار، في البقعة التي تقع شمال المسجد النبوي، وعلى بعد كيلومترين منه تقريبا، لتضم بين ثراها 70 من أصحاب سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الذين باعوا دماءهم لأجل الرسالة.



جبل أحد الذي قال فيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: (أحد جبل يحبنا ونحبه)

حمود الذي يعمل بجوار المقبرة بائعا متجولا لبيع قوارير الماء الباردة يعمل بجانب ذلك مرشداً سياحياً يحاول إرشاد الزوار إلى معالم المنطقة التاريخية ليكمل )هنا جبل الرماة، وهنا مسجد أحد) محاولاً بذلك استعطافهم حتى الثقة به؛ ليرددوا خلفه جماعة منهم، أمام بوابة المقبرة؛ دعاء كان قد حفظه عن ظهر قلب لمن يزور المقابر والسلام على من فيها.

وفي تقرير حليمة مظفر الذي نشرته صحيفة 'الشرق الأوسطب اللندنية الجمعة 4-8-2006، تضيف: لكن شيئا من روحانية المكان الخاشع وسكينته أمام السماء بغيماتها الواسعة تتسلل حتما حينما يتم استحضار أصوات السيوف والخيول وكلمات التوحيد وأسماء شخوص بعينها في المعركة التي شهدها التاريخ الإسلامي في السنة الثالثة بعد الهجرة، بين سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وصحابته الذين كان عددهم 1000 مجاهد فقط، ليس فيهم فارس واحد، فيما كان المشركون 3000 مقاتل، بينهم 200 فارس أبرزهم سيدنا خالد بن الوليد قبل إسلامه.

وأرواح مجندة في السماء تطير بها حويصلات الطيور في جنة الخلد تشعر بها الأعين الجائلة بخشوع داخل سور قديم يلتف حول مدافن شهداء هذه المعركة، في بقعة تكثر فيها العيون الجارية، وكما قال المؤرخ والأديب الدكتور عاصم حمدان (أذكر أنه كان بجوار المقبرة عين تجري فيها الماء وكان بها سمك وهو من العجائب، وقد شاهدتها بعيني عندما كنت صغيراً، ولكن مع الأسف عملت بعض المؤسسات الدينية على ردمها خوفا من تبرك الناس بها(

ويتابع حديثه (إلا أنه منذ شهور قد ظهرت عين أخرى بجوار المقبرة وللأسف حل بها نفس المصير وعملوا على ردمها لذات الغرض، كما حصل ذلك لبعض المواضع داخل المقبرة والتي أزيلت أيضاً، مع العلم أننا وصلنا لزمن تدرك فيه العقلية المسلمة هذه الحقائق ولا أظنها تصل من الجهل للتبرك بهذه الأشياء(

وموقع المقبرة الذي اختاره سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لدفنهم فيها بين جبل الرماة وجبل أحد الذي قال عنه سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم (إن أحد جبل يحبنا ونحبه) أو كما قال عليه و آله أفضل الصلاة و السلام، قد تم تغييرها عندما نقلت جثث شهداء أحد في عهد خلافة سيدنا معاوية بن أبي سفيان إلى موضع آخر، وهو الذي تعرف به اليوم، خوفا عليها من أن يجرفها السيل كما أوضح ذلك الدكتور عاصم حمدان الأديب والمؤرخ المهتم بالمدينة المنورة وقال (باتفاق المذاهب الأربعة، فإنه يجوز نقل قبور الموتى إذا كان ذلك في مصلحة الميت، ولا يجوز في غير ذلك(

وذكر حمدان الحادثة الوحيدة التي وردت في التاريخ، وقال (أصاب السيل المعروف بسيل سيدنا حمزة الذي يأتي من وادي عقيق إلى المنطقة التي بها مقبرة شهداء أحد في عهد سيدنا معاوية، وهو ما جعله يطلب من أبناء الصحابة الموجودين حينها أن يقفوا على قبور آبائهم أثناء نقلها، والتي لم تتغير بفعل الزمن ملامح أجسادهم، حتى قالوا إن المسحاة أصابت قدم سيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه، فخرج منها الدم، وقالوا إن سيدنا عمر بن الجموح رضي الله عنه كانت يده على جبهته عندما توفي، فلما أزاحوا يده عنها أثناء نقله خرج منها الدم، فأرجعوها مرة أخرى) وعملية النقل هذه كانت بفترة طويلة عن تاريخ المعركة، ورغم ذلك احتفظت أجساد الشهداء بهيأتها ولم تتغير سوى رائحة المسك التي ذكر أنها فاحت من دمائهم.

والمقبرة التي تضم بين جنباتها أجساد شهداء أحد حملت معهم حكاياتهم، التي أكثرها شهرة تلك التي تحكي مقتل عم سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه و أرضاه الذي ولد قبل ولادة سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بسنتين وتمت رضاعتهما معا من قبل جارية أبي لهب سيدتنا ثويبة، فكانا بذلك إخوة وأقرب صديقين، حتى أنه أسلم بعد أن عرف بأن أبي جهل قد سب سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله وسلم، فذهب إليه وسط صحبه وشج رأسه، متحدياً إياه بأن يقرب إبن أخيه وهو على دينه، فما استطاع أحد أن يرد تحديه من شدة بأسه وقوته، وبإسلامه ردّ سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم وصحابته بعض أذى المشركين في مكة.



مقبرة ساداتنا شهداء أحد

إلا أن قوة سيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه وشدته التي كان يقاتل بها بين يدي سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في أحد بسيفين وهو يفتك بالمشركين ويردد قائلا (أنا أسد الله) لم تمنع العبد وحشي الحبشي الذي طمع بالحرية عندما وعده بها سيده جبير بن مطعم إذا ما قتل سيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه انتقاماً لعمه الذي قتل في بدر، فرماه بحربته أثناء المعركة من بعد، وأصاب أسفل بطنه حتى خرجت من بين رجليه، وسقط بعدها شهيداً كما ذكر ذلك وحشي بعد إسلامه لسيدنا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ، حينما أمره بأن يذكر قصة قتله لسيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه، وعلى إثرها أمره سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله وسلم بأن يغيب وجهه عنه ففعل ذلك حتى قبض عليه و آله السلام.

لكن حكاية موت سيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه، لا تقف عند ذلك، إذ أن نسوة من قريش قمن بالتمثيل في جثته، فبقرن بطنه وقطعن أذنيه وأنفه انتقاما لقتلاهن، وكانت منهن هند بنت عتبة التي قتل أبوها وأخوها في بدر، والتي انتزعت كبده ولاكته في فمها ولم تستسغه فلفظته سريعا، ومن شدة ما فعلن به من تشويه كان سيدنا الرسول صلى الله عليه و آله وسلم قد آلمه منظره كثيرا، وحين رؤيته قال (لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع)، وحين أمر بدفن الشهداء في المقبرة كان يأمر بإحضار سبعة سبعة، يصلى عليهم بسبعة تكبيرات، ثم دفنوا دون غسلهم وبدمائهم وعلى هيئتهم التي قتلوا عليها، حتى انتهى بسيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه وقال عنه (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب(

وسيدنا حمزة رضي الله عنه و أرضاه الذي مات عام 624 م وعمره يقارب 58 سنة، دفن في بطن جبل أحد، وبجواره قبر ابن أخته سيدنا عبد الله بن جحش رضي الله عنه، وكذلك سيدنا حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه الذي كان من بين الشهداء وكان جنباً حينما استشهد في ساحة المعركة لأنه خرج للجهاد في أول ليلة لعرسه، فدفن دون غسله، وغسلته الملائكة، وهذه المقبرة التي ضمت 70 من الصحابة كان لها معزة في قلب سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، وكما ورد عنه أنه كان يتعهدهم بالزيارة بين حين وآخر، وهو ما سارت عليه أمته من بعده، حيث يزورها المسلمون من كل فج للسلام على ساداتنا شهداء أحد.

ومن المؤسف، أن هذه المقبرة التي تعهدها سيدنا المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم بالزيارة تعرّضت لاهمال متعمد بحجة واهية، فيما يتشوّق المسلمون من كل أرجاء المعمورة الى رؤية تلك الاماكن التي انتشر منها نور الاسلام وغطّى آفاق الأرض فصار المسلمون يرجون بلهفة زيارة الحرمين كيما يلثموا البقاع التي وطأتها أقدام سيدنا المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم والنفر الرسالي الذي حمل على عاتقه مهمة تشييد الدين وبث الرسالة ودفع الدم ثمناً رخيصاً من أجل ترسيخ أركان الدين وإبقاء شعلته متوهجة حتى قيام الساعة

[size=24][align=center][color=#990000]و لا يمكننا الا التساؤل لماذا آثار سيدنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه المنتجبين تُدمّر و يلحقها الخراب و آثار بني قريظة و آثار نجد تُحمى من كل ضرر في العهد الوهابي؟
[/align]
[/size][/align][/color]

منقول

_________________
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 07, 2006 8:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 23, 2004 6:37 pm
مشاركات: 264
مكان: حيثما يوجد احباء محمد واله
تد[align=center][font=Tahoma]تدمير سعودي ممنهج في المدينة ومكّة المكرّمة للتراث الإسلامي
في وقت يتحدّث السعوديون عن الخطر الإسرائيلي على قبّة الصخرة
[/font]
[/align]

[align=right] بناء فندق هيلتون مكّة على موقع بيت أبي بكر الصدّيق أول الخلفاء الراشدين:[/align]


[align=right]سلّطت الصحف السعودية الضوء على الدمار الذي أصاب لبنان في الحرب الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل، في وقت تصرف الأنظار عن عملية تدمير شاملة للأماكن المقدّسة الإسلامية والتراث التاريخي الإسلامي في المملكة.

ومع أن أمر هذا التدمير معروف لكثيرين من السعوديين، إلا أن من كشف عنه هما الكاتبان إفران علوي وستيفن شوارتز اللذان كتبا في مجلّة «ويكلي ستاندارد» الأميركية موضوعاً موثّقاً عن ذلك تحت عنوان «هدم الإسلام: تدمير تاريخي على طريقة المذهب الوهّابي». ويقول الكاتبان:

لقد أمضى السعوديون ودول إسلامية أخرى نحو أربعين عاماً يتحدّثون عن الخطر الإسرائيلي على جبل المعبد وقبّة الصخرة، وأدانوا بسرعة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد (ص). لكنهم ظلّوا صامتين فيما يقوم المتشدّدون الإسلاميون بتدمير التراث الإسلامي، وبالهجمات على الاماكن المقدسة الشيعية في العراق التي، كما يقال، ينفّذها إرهابيون سنّة بتحريض سنّي سعودي.

إن السعودية مسؤولة عن كثير من أعمال التخريب الثقافي كتدمير معبد باميان البوذي من قبل أتباع حركة طالبان الأفغانية في عام ٢٠٠١ والذي كان بإلهام من المذهب الوهّابي. بيد أن تخريب الإرث الثقافي في السعودية نفسها، هو أوسع نطاقاً ويجري تنفيذه بتخطيط دقيق. وقامت بتنفيذه شركة بن لادن السعودية للهندسة والانشاءات، التي هي مصدر ثروة أسامة بن لادن.

أما سبب هذا التدمير، فهو الادّعاء بأن الصلاة عند الأماكن المقدّسة يجعلها شبيهة بعبادة الأصنام، ويطالب بعض الوهّابيين بنقل كهف من المدينة كان النبي محمد (ص) يستريح فيه خلال معركة شهيرة، لأنه يجذب جماهير من المسلمين ليصلّوا فيه، ويستنكر الوهّابيون هذه الصلاة، إذ يرون أنها تجعل من محمد (ص) وسيطاً بينهم وبين الله، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع الأماكن المرتبطة بمحمد. وفيما يقترح بعض المسلمين الأقلّ تشدّداً، بناء سياج حول الكهف لإبعاد المصلّين عنه، فإن الشيخ عبد العزيز بن صالح الجربو من جامعة المدينة الإسلامية يرى أن تدمير الكهف هو الحلّ الوحيد، والسياج لا يكفي لأن الناس سيتسلقون من فوقه. لقد انتهى المسيحيون واليهود من الصراع بشأن الصلاة عند الأماكن التاريخية، واعتبارها شكلاً من أشكال عبادة الأصنام منذ ثلاثة قرون، ولكن المسلمين لا يزالون منغلقون في دائرة الجدال. إذ يرى الوهّابيون أن الصلاة عند القبور والأماكن التاريخية هي شكل من أشكال عبادة الأصنام.

وبالطبع، لا يعترض الوهّابيون على قصور الأسرة المالكة الفخمة، لأن الثبات على الموقف ليس ديدنهم.

بيد أن الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصية ينظر إليها علی أنها معارضة للآراء الوهّابية، وهناك تغييرات عدة، وإن كانت بطيئة ولكنها ملحوظة، والتي من شأنها أن تفصل بين المذهب الوهّابي والدولة وتحويلها الى ملكية دستورية. إلا أنه سرت شائعات في الآونة الأخيرة مفادها، أن هناك صراعاً بين الملك وأخيه غير الشقيق الأمير نايف وزير الداخلية، وهو وهّابي متشدّد، فقد رفض الأمير نايف دعوة الملك الى تفكيك الشرطة «المطوّعين»، كما أن هناك ادّعاءات بأن الأمير نايف يعدّ لانقلاب لمنع الاتجاه الاصلاحي على شاكلة ما جرى في روسيا في عام ١٩٩١.

وتجري في مكة مشاريع إنشاءات عدة، أضعفت من بناء المسجد الحرام مما جعله غير ثابت. وفي آب (أغسطس) من عام ٢٠٠٢، تم تفجير منارة المدينة التي هي قبر علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، وهو الإمام السادس للشيعة (٧٠٢ ـ ٧٦٥) باستخدام الديناميت. كما جرى جرف مقبرة جنات الباقي حيث يرقد كثير من الصحابة، وكان الموقع قد هوجم للمرة الأولى في القرن التاسع عشر، من قبل الوهّابيين، ثم مرة ثانية عندما تولّى آل سعود الحكم في عام ١٩٢٤.

وفي عام ٢٠٠٢، تم تدمير قلعة أجياد العثمانية المطلّة على المسجد الحرام، بهدف بناء أبراج زمزم في موقعها، وهو مشروع شقق سكنية، ويبدو أن قدسية المكان لم تكن بقدسية أرباح شركة بن لادن للهندسة والانشاءات.

أما قبر أم النبي محمد، آمنة بنت وهب، فقد تم جرفه وغمره بالغازولين، كما تم بناء فندق هيلتون مكة على موقع بيت أبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين. وفي المدينة، جرى جرف خمسة من المساجد السبعة التي أنشئت بالقرب من موقع معركة الخندق التي شارك فيها النبي محمد (ص)، وسوف يصار الى تدمير المسجدين الآخرين.

ومن الأمور الصاعقة للمسلمين من غير المذهب الوهّابي، هو تدمير بيت السيدة خديجة الذي عاشت فيه مع الرسول في مكة، وقد اكتشف في عام ١٩٨٩ ووجدت فيه الغرفة التي كان الرسول يصلّي فيها، كما أنه البيت الذي ولد فيه خمسة من أطفاله. وبعد أن تم تصوير المكان، طمر بالتراب، وتم بناء مراحيض عامة في البقعة التي كان ينام فيها الرسول، وكان الهدف مرة أخرى هو ردع الناس عن الصلاة في ذلك الموقع، نظراً لأن المسلمين شأنهم في ذلك، شأن اليهود، لا يصلّون في مكان غير طاهر.

أما مكان ولادة النبي (ص) فقد حوّله الوهّابيون منذ عقود الى سوق للماشية، ثم بنيت مكتبة في المكان، والآن توجد خطّة لبناء مجمّع سكني يطلّ على الحرم.

من جانبه، توجّه الأمير تركي الفيصل سفير السعودية في واشنطن بنداء الى المملكة، لكي لا تتخلّى عن مكانتها التاريخية بهدم التراث والأماكن المقدسة، إلا أن نداءاته لم تلق الاهتمام الكافي.

إننا نشهد نهاية الإرث التاريخي في مكة والمدينة، التي لم يبق منها اليوم سوى أقل من ٢٠ موقعاً. وتقول مي أحمد زكي اليماني وهي سعودية منشقة وكاتبة «لقد خرج آلاف الناس الى الشوارع احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية، لكننا لم نر أي قلق من جانب المسلمين في ما يتعلّق بالخطر الذي يتهدد المواقع المتصلة بالنبي محمد». وتتابع مي القول «إن على المملكة السعودية أن تكبح جماح الوهّابيين الآن. إذ إن عدم اكتراثها بالأمر، قد يثير قرف المسلمين في داخل المملكة وخارجها، الى درجة تجعلهم ينهون الاحتكار الوهّابي للحياة الدينية في الأرض التي ولد فيها الإسلام، وربما يؤدّي ذلك الى حركة أسرع باتجاه نظام يرسخ السيادة الشعبية
منقول من البريد الالكتروني
[/align]

_________________
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: الحقد علي جيل اُحد من الوهابية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 30, 2007 7:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4039
مكان: الديار المحروسة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ..امابعد

قصة مؤلمة تجسد مدي بغض هؤلاء المدعين الوهابية ومدي كرهم حضرت النبي صلي الله علية واله وسلم ... قصة حكي لي صديق من الحجاز يعمل مهندس جيولوجي ويسرد المهندس لي بان اكُتشف بجبل احد مكان وقوع سيدنا رسول الله صلي الله علية واله وسلم في غزوة احد والتي فيها اهتز الجبل وعند ذلك يكمل حديثة المهندس ويقول ان هناك جماعه عندما عرفت بهذا الاكتشاف والذي فية تشكل المكان علي شكل راس سيدنا محمد صلي الله علية واله وسلم ذهب هؤلاء الحاقدين وردموا المكان بالحجارة والاسمنت مما اثار حنك هذا الجيولوجي علي السبب الذي سمعهم منهم وهو محاربه الشرك اي شرك لا نعلم ورد قال لو كانوا يفهموا كانوا علي الاقل يغلف المكان كما حدث لمقام سيدنا ابراهيم ...... فالماذا لم يفعلوا ذلك مع اثر قدم سيدنا ابراهيم !!!
لا يسعني الا القول حسبي الله ونعم الكيل علي هؤلاء الغوغاء

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 01, 2007 2:30 am 
غير متصل

اشترك في: السبت يوليو 21, 2007 12:51 am
مشاركات: 65
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);][cell=filter:;][I][align=right]إنا لله و إنا إليه راجعون

أخي الفاضل ابن الزهراء : ماذا تنتظر من أناس يستعملهم الدجال لخدمته ويعتبرهم إبليس اللعين من رجاله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

وأقول لك كما يقول سيدي الشريف : ليكن الرباط والصبر فنحن في زمن الغربة والنزاع من القبائل

عن سيدنا عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إنها ستكون بعدي اثرة و أمور تنكرونها ! قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم و تسألون الله الذي لكم )
رياض الصلحين - باب الصبر - حديث 51 صـ38 [/align][/B]
[/cell][/table][/center]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 01, 2007 3:08 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4039
مكان: الديار المحروسة
نعم يا اخي محمد ابو الشيخ حقا ورب الكعبة ... فالصبر زاد لخير زمان قادم ان شاء الله قريبا
فلا خير فيهم بل شر ساعر وان لهو ربهم الدجال لعنه الله ولعن اتباعه في كل زمان ومكان

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط