بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق حبيب الحق طه يس سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في كل وقت وحين إلى يوم الدين ..
فهذه نفحة عظيمة ودرة يتيمة لن تجدوها إلا على هذا الصرح المحمدي المبارك ، أنقلها من كتاب قديم ونور عميم ، ألا وهي " نظم نور الصفا في مولد ومعراج المصطفى صلى الله عليه وسلم للشيخ علي محمد سالم الطنطاوي " .
وهي قصيدة لمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كانت تقرأ قديماً في مجالس الذكر الصوفية ، وسوف أكتبها كاملة في أكثر من مشاركة ، ونسأل الله القبول بجاه سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
راجياً المولى سبحانه ألا يحرمنا من عطف رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وكرمه العميم وأن يجعلنا تحت نظره الكريم ..
إلهي قد خلقت لنا محمد
لك الحمد الجميل على محمد
وأشهد أنك المولى إلهي
وأن رسولك الهادي محمد
وقد أرسلته للخلق نوراً
وأنزلت الكتاب على محمد
له الحسنى من الأسماء تزهو
وأفضل ما نسميه محمد
نبي قد أتى للرسل ختماً
وفي القرآن قلت وما محمد
نبي ما له في الخلق ثان
على هام العلى يعلو محمد
وإذ فضلته فضلاً عظيماً
بتكريم فصل على محمد
صلاة منك يا مولاي تهدى
كما يهدى السلام إلى محمد
وآل ثم أصحاب كرام
بهم نرجو الشفاعة من محمد
خلقت محمداً في الأصل نوراً
فجاء الكون فرعاً من محمد
ويروي جابر عنه حديثاً
بأن الأصل في بدء محمد
وقد شرفته ربي قديماً
بقبضتك التي جاءت محمد
فمنه لأجله جئنا جميعاً
ننادي يوم حشر يا محمد
وقال الله يا قلمي لتكتب
بلوح الحفظ إرسالي محمد
فقال عرفت معنى منك يبدو
فما معنى المقارن أي محمد
فقال الله يا قلمي تأدب
وما أدراك ما معنى محمد
محمد الذي في الكون أصل
سأرسله إلى خلقي محمد
محمد الذي منه استمدت
جميع خليقتي ترجو محمد
ولولاه لما أوجدت شيئاً
تراه موجداً لولا محمد
فخر بسجدة لله لما
رأى منه المحبة في محمد
أفاق يقول بلغ رب عني
له مني السلام على محمد
فقال الله يا قلمي سلام
عليك أقول ذلك عن محمد
قرأنا من كتاب الله آياً
وبين عن فضائلها محمد
وميثاق النبيين اقترأنا
يقول الله أفضلكم محمد
أقروا أنبياء الله أني
جعلت رئيسكم عبدي محمد
ختام الرسل آخركم ظهوراً
بإرسالي وأولكم محمد
فكونوا مؤمنين به تفوزوا
بجنات حسان مع محمد
فقالوا ربنا إنا أطعنا
وأمنا بسيدنا محمد
فقال الله إني ذو جلال
شهدت بما نطقتم في محمد
هو النور الموضح كل معمى
فيا طوبى لمن والى محمد
نبي كان في صلب بهي
لآدم فازدهى فيه محمد
تشاهده الملائك كل وقت
بأشواق إلى طه محمد
وآدم لا يرى من خلف شيئاً
سوى الأملاك تمدح في محمد
ولما قد رأى كلاً صفوفاً
تعجب إذ رأى ذكرى محمد
وقال إذن إلهي شمت شيئاً
عجيباً عز في الدنيا محمد
فقال الله لا تعجب فهذا
حبيبي من سما عنكم محمد
به ترجو الغفران إذا ما
تناديني بمحبوبي محمد
وأنت أبوه في جسد ولكن
أبو كل على المعنى محمد
فقال له إلهي إن هذا
جدير أن تسميه محمد
أريد لنوره يأتي لوجهي
تواجهني الملائك في محمد
كذاك باصبعي حتى أراه
وأنظر بالعيون إلى محمد
كذاك بأصبعي زدها ضياء
بنور الصحب من والوا محمد
أجاب الله سؤلاً منه حالاً
فكان به يشاهد في محمد
وشيث قد بدا والنور معه
يفوق البدر في حسن محمد
وآدم كان يوصيه كثيراً
بأن النور يا هذا محمد
وليس له سوى الإشراق وضعاً
فصونوه بما يرضي محمد
على كل بإيصالي يوصى
كما أوصى الإله إلى محمد
فكان الكل يحفظه إلى أن
أتانا طاهراً عدلاً محمد
وإدريس النبي سما مكاناً
علياً فيه نادى يا محمد
ونوح قد نجا من هول موج
وكان شعاره فيه محمد
وإبراهيم لما كان ملقى
بنار عداته نادى محمد
فعادت كلها برداً سلاماً
وعن هذا ينبئنا محمد
وقد نال الذبيح به فداء
به الآيات تتلى عن محمد
ويعقوب الحزين إذا ترجى
ليوسف كان يدعو يا محمد
فوافاه بإجلال وبشرى
بأسرار رأوها من محمد
وأيوب الذي قد شام ضراً
تعوفي من شفا أيدي محمد
سليمان الذي قد حاز ملكاً
عظيماً دائماً يرجو محمد
وموسى قد نجا من هول بحر
وشق له بسر من محمد
يعيش الخضر حياً طول دهر
إلى يوم به يدعى محمد
وعيسى قد نجا من هول صلب
برابعة ترقى من محمد
وبشر قومه من قبل رفع
سيأتيكم ويعقبني محمد
وكل من سجيته مقر
بأن الوصلة العظمى محمد
ونور المصطفى في الكل يبدو
فيعرف أنه حقاً محمد
وما زالت به الآيات تتلى
لتأسيس النبوة في محمد
وحاز النور عبد الله لما
أراد الله أن يبدو محمد
وعند الذبح نجاه إلهي
بنور قد بدا منه محمد
فكان ابن الذبيحين المقفى
ولم ينكر لتسمية محمد
وكان النور يلمع في جبين
كبدر لاح في رؤيا محمد
به شغفت نساء الحي حباً
رجاء أن ينلن سنا محمد
ويأبى الله إلا بنت وهب
يفضلها ويرزقها محمد
تراوده النساء خناً فيأبى
ويحفظه الإله إلى محمد
وعبد الله يرغب في زواج
بآمنة التي نالت محمد
***