|
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْقُرْآنَ لِقُلُوبِنَا ضِيَاءً ، وَلِأَبْصَارِنَا جَلَاءً ، وَلِأَسْقَامِنَا دَوَاءً ، وَلِذُنُوبِنَا مُمَحِّصاً ، وَمِنَ النّارِ مُخَلِّصاً .
اللَّهُمَّ اكْسُنَا بِهِ الْحُلَلَ ، وَأَسْكِنَّا بِهِ الظُّلَلَ ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنَا بِهِ النِّعَمَ ، وادْفَعْ بِهِ عَنَّا النِّقَمَ ، واجْعَلْنَا بِهِ عِنْدَ الْجَزَاءِ مِنْ الْفَائِزِينَ ، وَعِنْدَ النَّعْمَاءِ مِنَ الشّاكِرِينَ ، وَعِنْدَ الْبَلَاءِ مِنَ الصّابِرِينَ ، وَلاَ تَجْعَلْنَا مِمَّنِ اِسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فَشَغَلَتْهُ بِالدُّنْيَا عَنِ الدِّينِ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ؛ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ الْقُرْآنَ بِنَا ماحِلاً ، وَلاَ الصِّرَاطَ بِنَا زائِلاً ، وَلاَ نَبِيَّنَا وَسَيِّدَنَا وَسَنَدَنَا مُحَمَّداً – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي الْقِيَامَةِ عَنَّا مُعْرِضاً وَلاَ مُوَلِّياً ؛ اجْعَلْهُ – يَا رَبَّنَا يَا خالِقَنَا يَا رازِقَنَا – لَنَا شافِعاً مُشَفَّعاً ، وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ واسْقِنَا بِكَأْسِهِ مَشْرَباً رَوِيَّاً سائِغاً هَنِيَاً لاَ نَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ ناكِثِينَ وَلاَ جاحِدِينَ وَلاَ مَغْضُوباً عَلَيْنَا وَلاَ ضالِّينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِالْقُرْآنِ الَّذِي رَفَعْتَ مَكَانَهُ وَثَبَّتَّ أَرْكَانَهُ وَأَيَّدْتَ سُلْطَانَهُ وَبَيَّنْتَ بَرَكَاتِهِ وَجَعَلْتَ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ الْفَصِيحَةَ لِسَانَهُ ، وَقُلَتَ يَا عَزَّ مِنْ قائِلٍ سُبْحَانَه {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءَاَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه} ، وَهُوَ أَحْسَنُ كُتُبِكَ نِظَاماً وَأَوْضَحُهَا كَلاَماً وَأَبْيَنُهَا حَلاَلاً وَحَرَاماً ، مُحْكَمُ الْبَيَانِ ظاهِرُ الْبُرْهَانِ مَحْرُوسٌ مِنَ الزِّيَادَةِ والنُّقْصَانِ ، فِيهِ وَعْدٌ وَوَعِيدٌ وَتَخْوِيفٌ وَتَهْدِيد .. لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد .
اللَّهُمَّ فَأَوْجِبْ لَنَا بِهِ الشَّرَفَ والْمـَزِيدَ ، وَأَلْحِقْنَا بِكُلِّ بَرٍّ سَعِيدٍ ، واسْتَعْمِلْنَا فِي الْعَمَلِ الصّالِحِ الرَّشِيدِ ؛ إنَّكَ أَنْتَ الْقَرِيبُ الْمـُجِيبُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَنَا بِهِ مُصَدِّقِينَ وَلِمَا فِيهِ مُحَقِّقِينَ فاجْعَلْنَا بِتِلاَوَتِهِ مُنْتَفِعِينَ ، وَإلَى لَذِيذِ خِطَابِهِ مُسْتَمِعِينَ ، وَبِمَا فِيهِ مُعْتَبِرِينِ ، وَلِأَحْكَامِهِ جَامِعِينَ ، وَلِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ خَاضِعِينَ ، وَعِنْدَ خَتْمِهِ مِنَ الْفَائِزِينَ، وَلِثَوَابِهِ حائِزِينَ ، وَلَكَ فِي جَمِيعِ شُهُودِنَا ذاكِريِنَ ، وَإلَيْكَ فِي جَمِيعِ أُمُورِنَا راجِعِينَ ، واغْفِرْ لِنَا فِي لَيْلَتِنَا هَذِهِ أَجْمَعِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ حَفِظُوا لِلقُرْآنِ حُرْمَتَهُ لَمَّا حَفِظُوهُ، وَعَظَّمُوا مَنْزِلَتَهُ لَمَّا سَمِعُوهُ، وَتَأَدَّبُوا بِآدَابِهِ لَمَّا حَضَرُوهُ، وَالْتَزَمُوا حُكْمَهُ لَمَّا فَارَقُوهُ، وَأَحْسَنُوا جِوَارَهُ لَمَّا جَاوَرُوهُ، وَأَرَادُوا بِتِلَاوَتِهِ وَجْهَكَ الكَرِيمَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، فَوَصَلَوا بِهِ إِلَى المـَقَامَاتِ الفَاخِرَةِ، وَاجْعَلْنَا بِهِ مِمَّنْ فِي دَرَجِ الجِنَانِ يَرْتَقَي، وَبِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرْضِهِ وَهُوَ رَاضٍ عَنْهُ يَلْتَقِي، فالمـُتَشَفِعُ بِالقُرْآنِ غَيْرُ شَقِيٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا خَتْمَةً مُبَارَكَةً عَلَى مَنْ قَرَأَهَا وَحَضَرَهَا وَسَمِعَهَا وَأَمَّنَّ عَلَى دُعَائِهَا، وَأَنْزِلْ اللَّهُمَّ مِنْ بَرَكَاتِهَا عَلَى أَهْلِ الدُّورِ فِي دَوْرِهِمْ، وَعَلَى أَهْلِ القُصُورِ فِي قُصُورِهِمْ، وَعَلَى أَهْلِ الثُغُورِ فِي ثُغُورِهِمْ، وَعَلَى أَهْلِ الحَرَمَيْنِ فِي حَرَمَيْهِمْ مِنْ المـُؤَمِنِينَ، اللَّهُمَّ وَأَهْلِ القُبُورِ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِنَا أَنْزِلْ عَلَيْهِمْ فِي قُبُورِهِمْ الضِّيَاءَ والفُسْحَةَ، وَجَازِهِمْ بِالإِحْسَانِ إِحْسَاناً، وَبِالسَّيِّئَاتِ غُفْرَاناً، وَارْحَمْنَا إِذَا صِرْنَا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ يَا سَائِقَ القُوْتِ، وَيَا سَامِعَ الصَّوْتِ، وَيَا كَاسِيَ العِظَامَ بَعْدَ المـَوْتِ، صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَلَا تَدَعْ لَنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ الشَّرِيفَةِ المـُبَارَكَةِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمـَّاً إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا كَرْباً إِلَّا نَفَّسْتَهُ، وَلَا غَمّاً إِلَّا كَشَفْتَهُ، وَلَا سُوءاً إِلَّا صَرَفْتَهُ، وَلَا مَرِيضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَلَا مُبْتَلَىً إِلَّا عَافَيْتَهُ، وَلَا ذَا إِسَاءَةٍ إِلَّا أَقَلْتَهُ، وَلَا حَقّاً إِلَّا اِسْتَخْرَجْتَهُ، وَلَا غَائِباً إِلَّا رَدَدْتَهُ، وَلَا عَاصِياً إِلَّا هَدَيْتَهُ، وَلَا وَلَداً إِلَّا جَبَرَتْهُ، وَلَا مَيِّتاً إِلَّا رَحِمْتَهُ، وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَكَ فِيهَا رِضاً وَلَنَا فِيهَا صَلَاحٌ إِلَّا أَعَنْتَنَا عَلَى قَضَائِهَا بِيُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ مَعَ المـَغْفِرَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ عَافِنَا وَاعْفُ عَنَا بِعَفْوِكَ العَظِيمِ، وَسِتَرِكَ الجَمِيلِ، وَإِحْسَانِكَ القَدِيمِ، يَا دَائِمَ الـمَعْرُوفِ، يَا كَثِيرَ الخَيْرِ، وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا وَسَنْدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى إِخْوَانِهِ الأَنْبِيَاءِ وَعَلَى آلِهِ وَالمـَلَائِكَةِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً، رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، وَوَفْقِنَا لِعَمَلٍ صَالِحٍ يُرْضِيكَ عَنَّا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا هَدَيْتَنَا بِهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ .. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ الرِّسَالَةَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ شَمْسِ الْبِلاَدِ وَقَمَرِ الْـمِهَادِ وَزَيْنِ الْوُرّادِ وَشَفِيعِ الْمُذْنِبِينَ يَوْمَ التَّنَادِ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ وَجَمِيعِ صَحَابَتِهِ الَّذِينَ قامُوا بِنُصْرَتِهِ وَجَرَوْا عَلَى سُنَّتِهِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي بِالْحَقِّ بَعَثْتَهُ، وَبِالصِّدْقِ نَعَتَّهُ ، وَبِالْحِلْمِ وَسَمْتَهُ ، وَبِأَحْمَدَ سَمَّــيْتَهُ ، وَفِي الْقِيَامَةِ فِي أُمَّتِهِ شَفَّعْتَهُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مَا أَزْهَرَتِ النُّجُومُ ، وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مَا تَلاَحَمَتِ الْغُيُومُ ، وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مَا ذَكَرَهُ الأَبْرَارُ ، وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ والنَّهَارُ ، وَصَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى الْمُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِين
_________________ "يس" يا روح الفؤاد
|