موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: السلطان والولي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 21, 2009 10:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4147
مكان: الديار المحروسة
كان السلطان (مراد الثاني) (1403 – 1451م) والد السلطان (محمد الفاتح) يحب الوالي (حاجي بيرام)، ويحترمه، ويوقره كثيراً، ذلك لأنه كان من أكبر زهاد ومتصوفي وعلماء عصره، وبلغ من حبه وتوقيره له، أن أصدر أمره بعدم أخذ الضريبة من مريدي هذا الوالي الذي كان يسكن في مدينة (أنقرة) التي كانت آنذاك مدينة صغيرة.


ولكن ما إن انتشر هذا الخبر، (أي خبر إعفاء مريدي ((حاجي بيرام)) من كل الضرائب) بين أهالي (أنقرة)، حتى بدأ الجميع يدعون أنهم من مريدي هذا الولي، مما أوقع موظفي الضرائب، وجباتها في حرج وفي حيرة شديدة.

ماالعمل ؟ لم يكن من المعقول أن تكون أهلي المدينة كلهم من المريدين ، ولكن كيف يمكن فرز الصادقين عن المدعين الكاذبين ، ولم يكن هناك إلا حل واحد ، وهو مراجعة السلطان وإحاطته علماً بالموضوع ، وانتظار ما يأمر به.

طلب كبير محصلي الضرائب المثول بين يدي السلطان ، وعندما أذن له بذلك قال للسلطان :

- يا مولاي … نحن لا نستطيع أن نجبي الضرائب من مدينة (أنقرة) .

- وما السبب في ذلك ؟ أيمتنعون عن دفعها ؟

- كلا يا مولاي ، ولكن أوامرك تقضي بعدم جبايتها من مريدي هذا الولي (حاجي بيرام).

- أجل … ولكن ما علاقة ذلك بموضوعك ؟

- يا مولاي إن أهالي (أنقرة) كلهم يدعون أنهم من مريدي هذا الولي.

- جميع الأهالي ؟

- نعم يا مولاي.

- وهل صدقتم ذلك ؟

- لم نصدق ذلك يا مولاي … ولكن كيف نستطيع فرز الصادقين عن غير الصادقين ؟

- صحيح … يصعب ذلك … ولكني سأكتب إلى (حاجي بيرام) وأساله عن عدد مريديه.

أرسل السلطان (مراد الثاني) رسولاً يحمل رسالة منه إلى الولي (حاجي بيرام) في (أنقرة).

قرأ (حاجي بيرام) رسالة السلطان ، ثم التفت إلى يمينه إلى أحد المريدين في مجلسه وقال له :

- أريد من جميع المريدين أن يجتمعوا الأسبوع المقبل في الميدان الكبير ، وألا يتخلف منهم أحد.

وحدد اليوم و ساعة الاجتماع. وقام المريد بمهمة الإبلاغ هذه.

وفي اليوم والمكان المحددين، اجتمع جميع أهلي (أنقرة) تقريباً، ولم يكن في الميدان إلا خيمة كبيرة، وخرج منها الولي (حاجي بيرام) وتوجه إلى الناس المجتمعين، والمتلهفين لمعرفة سبب هذا الاجتماع وقال لهم:

- من كان مريداً لي ويعدني شيخاً له فليتقدم، وليدخل إلى هذه الخيمة فإني سأقدمه ضحية في سبيل الله تعالى، وسأسكب دمه خارج الخيمة.

تقدم إليه شاب من مريديه: أنا يا شيخي.

أخذ (حاجي بيرام) هذا الشاب ، (وأدخله الخيمة) ، وهناك أمر بذبح شاة ، وسكب دمها ، أمام أنظار الناس خارج الخيمة.

عقدت الدهشة والذهول ألسنة الناس المجتمعين ، فقد اعتقدوا أن الشاب ذبح وسكب دمه.

ثم خرج الولي من الخيمة ، وكرر طلبه السابق : هل من متقدم آخر ؟ أريد مريداً آخر:

- أنا يا شيخي.

وكان هذا شاب آخر من أخلص مريديه ، وجرى له ما جرى للأول … وبدأ الناس ينفضون شيئاً فشيئاً ويتركون الميدان.

- هل من مريد آخر ؟

- قالت له ذلك إحدى النساء المجتمعات.

وفي المرة الرابعة سكت الجميع ، ولم ينبس أحد ببنت شفة ، ولم يتقدم أحد إذ كانت الأنظار مصوبة إلى بقع الدماء القريبة من خيمة الولي.

في اليوم نفسه كتب (حاجي ببرام) رسالة جواب إلى السلطان مراد الثاني قال فيها: إن عدد مريديه في (أنقرة) يبلغ ثلاثة فقط … رجلان وامرأة واحدة فقط.

روائع من التاريخ العثماني ، لأورخان محمد علي، ص36

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 22, 2009 3:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1450
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد

مشاركة جميلة .. بارك الله فيك .. والله يا أخى الفاضل .. على قدر ما أعجبتنى المشاركة .. فقد خوفتنى .. فأين المريد .. أظن أنه من رحمة الله تعالى بنا فى هذه الأزمنة المتأخرة أن جعل مسألة الولى والمريد تأخذ شكلا جديدا ..

فرضى الله عن سيدى المبارك الدكتور محمود .. فقد أخبرنا أن أشكال التصوف تختلف من زمن لآخر .. فكان يقول – أو بمعناه – أين الشيخ .. حتى نقول هذا هو المريد .. أو نتكلم عن آداب المريدين ..

ولكنه – بارك الله فيه وأعزه- كان يوسع علينا فى هذه المعانى بين الشيخ والمريد ... وهذا من سعة رحمته بنا .. إذ لو دخلنا فى دائرة الشيخ والمريد .. لنصب الميزان .. ووضعت الحقوق والواجبات .. ونحن ضعفاء .. وربنا يسترنا .

اللهم إنا نسألك الثبات فى الأمر والعزيمة على الرشد وحسن الصحبة على الآداب التى يحبها الله ورسوله .. آمين .

معلش يا أخى / ابن الزهراء .. فقد أطلت .. ولكن لى مشاركة معك فى هذا الموضوع الجميل .. وهى عن الولى الكبير سيدى عبد القادر بن محمد الدشطوطي والسلطان قايتباي .

هو سيدى عبد القادر بن محمد الدشطوطي ، الشيخ الصالح المعمر المعتقد المجرد، العفيف العارف بالله تعالى، المقبول الشفاعة في الدولتين الجراكسية والعثمانية . الشيخ زين الدين ابن الشيخ بدر الدين المشطوطي كذا ضبطه العلائي .
وضبطه السخاوي في الضوء اللامع - بطاءات مهملة وشين معجمة - كما هو جار على الألسنة قال: وربما جعلت الشين جيماً، ولكن صوابه الدشطوخي - بدال مهملة مكسورة وشين معجمة ساكنة وبعدها طاء مهملة مفتوحة وبعد الواو خاء معجمة - نسبة إلى دشطوخ، وهي قرية من قرى الصعيد.

قال السخاوي : كان متقشفاً يحب سماع القرآن، وكلام الصوفية، انتشر اعتقاده بين المصريين من سنة سبع وثمانين فما بعدها، وكانوا يشاهدون منه كرامات وأحوالاً. قال الشيخ زين الدين الشماع الحلبي : وكان من أكابر أرباب الأحوال.

تطوره واختفاؤه وظهوره :
ترجمه الحافظ جلال الدين بالولاية، وألف بسببه تأليفاً في تطور الولي ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ عبد القادر المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرفع إليه سؤال في حكم المسألة قال: فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر، وذكرت له القصة، فقال: لو قال أربعة إني بت عندهم لصدقوا. قال السيوطي: فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطور الولي، وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء كابن السبكي، والقونوي، وابن أبي المنصور، وعبد الغفار القوصي، واليافعي - رضي الله تعالى عنهم – .

حاله مع السلطان قايتباي :
وكان الشيخ عبد القادر مشهور الولاية، ظاهر الأحوال بين الناس، مقبولاً عند الخاص منهم والعام، مسموع الكلمة عند السلطان ، وكان يقال له: صاحب مصر، وكان السلطان قايتباي إذا رآه يمرغ خديه على قدميه .

ومن مناقبه أنهم زوروا عليه برجل كان يشبهه، فأجلسوه في تربة مهجورة في القرافة ليلا، وراحوا إلى السلطان، وقالوا له: إن سيدي عبد القادر الدشطوشي يطلبك في بالقرافة ليلا فنزل إليه، وصار يقبل أقدامه فقال الرجل المزور عليه : الفقراء محتاجون لعشرة آلاف دينار فقال السلطان : بسم الله , فمضى ثم أرسلها له , فبلغ السلطان أنهم زوروا عليه، فأرسل خلف المزور فضربه إلى أن مات .

قال الشعراوي : وأخبرني الأمير يوسف بن أبي إصبع أن السلطان قايتباي لما سافر لنواحي بحر الفرات استأذن سيدي عبد القادر، فأذن له قال: فلما سافر مع السلطان كنا نجده ماشياً قدام السلطان في البرية، وبيننا وبينه نحو عشرة أذرع، فإذا نزلنا نسلم عليه اختفى.

قال: فلما نزلنا حلب وجدنا زحمة على باب زاوية: فقلنا: ما هذا فقالوا سيدي عبد القادر الدشطوطي له هنا خمسة أشهر ضعيف في هذه الزاوية فقلنا نحن فارقناه في مصر من نحو خمسة وعشرين يوماً. قال: وكنا نراه أمامنا في الطريق، فدخلنا فوجدناه ضعيفاً كما قالوا , فتحيرنا في أمره.

وذكر ابن الحنبلي في تاريخه أن سيدي عبد القادر دخل حلب سنة تسعين وثمانمائة، وقد كان عسكر قايتباي ببلاد الروم نازلاً على أدنة، فأقام الشيخ عبد القادر بحلب أياماً، ثم لم يوجد، فلما عاد عسكر قايتباي منصوراً اخبروا أنهم وجدوه يوم انتصروا، وكان يوم نصرهم قريباً من يوم فقده بحلب

مات سنة نيف وثلاثين وتسعمائة وصلى عليه ملك الأمراء خير بك، وجميع الأمراء، وأكابر مصر، وكراماته مشهورة في مصر، والبلاد التي كان يمر فيها رضي الله عنه.

انظر : الطبقات الكبرى للشعراني (1/367-368) والكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة (1/155-157)

وصل اللهم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وسلم , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط