بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
مشاركة جميلة .. بارك الله فيك .. والله يا أخى الفاضل .. على قدر ما أعجبتنى المشاركة .. فقد خوفتنى .. فأين المريد .. أظن أنه من رحمة الله تعالى بنا فى هذه الأزمنة المتأخرة أن جعل مسألة الولى والمريد تأخذ شكلا جديدا ..
فرضى الله عن سيدى المبارك الدكتور محمود .. فقد أخبرنا أن أشكال التصوف تختلف من زمن لآخر .. فكان يقول – أو بمعناه – أين الشيخ .. حتى نقول هذا هو المريد .. أو نتكلم عن آداب المريدين ..
ولكنه – بارك الله فيه وأعزه- كان يوسع علينا فى هذه المعانى بين الشيخ والمريد ... وهذا من سعة رحمته بنا .. إذ لو دخلنا فى دائرة الشيخ والمريد .. لنصب الميزان .. ووضعت الحقوق والواجبات .. ونحن ضعفاء .. وربنا يسترنا .
اللهم إنا نسألك الثبات فى الأمر والعزيمة على الرشد وحسن الصحبة على الآداب التى يحبها الله ورسوله .. آمين .
معلش يا أخى / ابن الزهراء .. فقد أطلت .. ولكن لى مشاركة معك فى هذا الموضوع الجميل .. وهى عن الولى الكبير سيدى عبد القادر بن محمد الدشطوطي والسلطان قايتباي .
هو سيدى عبد القادر بن محمد الدشطوطي ، الشيخ الصالح المعمر المعتقد المجرد، العفيف العارف بالله تعالى، المقبول الشفاعة في الدولتين الجراكسية والعثمانية . الشيخ زين الدين ابن الشيخ بدر الدين المشطوطي كذا ضبطه العلائي . وضبطه السخاوي في الضوء اللامع - بطاءات مهملة وشين معجمة - كما هو جار على الألسنة قال: وربما جعلت الشين جيماً، ولكن صوابه الدشطوخي - بدال مهملة مكسورة وشين معجمة ساكنة وبعدها طاء مهملة مفتوحة وبعد الواو خاء معجمة - نسبة إلى دشطوخ، وهي قرية من قرى الصعيد.
قال السخاوي : كان متقشفاً يحب سماع القرآن، وكلام الصوفية، انتشر اعتقاده بين المصريين من سنة سبع وثمانين فما بعدها، وكانوا يشاهدون منه كرامات وأحوالاً. قال الشيخ زين الدين الشماع الحلبي : وكان من أكابر أرباب الأحوال.
تطوره واختفاؤه وظهوره : ترجمه الحافظ جلال الدين بالولاية، وألف بسببه تأليفاً في تطور الولي ذكر في أوله أن سبب تأليفه أن رجلين من أصحاب الشيخ عبد القادر المذكور حلف كل واحد منهما أن الشيخ عبد القادر بات عنده ليلة كذا، فرفع إليه سؤال في حكم المسألة قال: فأرسلت إلى الشيخ عبد القادر، وذكرت له القصة، فقال: لو قال أربعة إني بت عندهم لصدقوا. قال السيوطي: فأجبت بأنه لا يحنث واحد منهما، ثم حمل ذلك على تطور الولي، وهو جزء لطيف حافل نقل فيه كلام فحول العلماء كابن السبكي، والقونوي، وابن أبي المنصور، وعبد الغفار القوصي، واليافعي - رضي الله تعالى عنهم – .
حاله مع السلطان قايتباي : وكان الشيخ عبد القادر مشهور الولاية، ظاهر الأحوال بين الناس، مقبولاً عند الخاص منهم والعام، مسموع الكلمة عند السلطان ، وكان يقال له: صاحب مصر، وكان السلطان قايتباي إذا رآه يمرغ خديه على قدميه .
ومن مناقبه أنهم زوروا عليه برجل كان يشبهه، فأجلسوه في تربة مهجورة في القرافة ليلا، وراحوا إلى السلطان، وقالوا له: إن سيدي عبد القادر الدشطوشي يطلبك في بالقرافة ليلا فنزل إليه، وصار يقبل أقدامه فقال الرجل المزور عليه : الفقراء محتاجون لعشرة آلاف دينار فقال السلطان : بسم الله , فمضى ثم أرسلها له , فبلغ السلطان أنهم زوروا عليه، فأرسل خلف المزور فضربه إلى أن مات .
قال الشعراوي : وأخبرني الأمير يوسف بن أبي إصبع أن السلطان قايتباي لما سافر لنواحي بحر الفرات استأذن سيدي عبد القادر، فأذن له قال: فلما سافر مع السلطان كنا نجده ماشياً قدام السلطان في البرية، وبيننا وبينه نحو عشرة أذرع، فإذا نزلنا نسلم عليه اختفى.
قال: فلما نزلنا حلب وجدنا زحمة على باب زاوية: فقلنا: ما هذا فقالوا سيدي عبد القادر الدشطوطي له هنا خمسة أشهر ضعيف في هذه الزاوية فقلنا نحن فارقناه في مصر من نحو خمسة وعشرين يوماً. قال: وكنا نراه أمامنا في الطريق، فدخلنا فوجدناه ضعيفاً كما قالوا , فتحيرنا في أمره.
وذكر ابن الحنبلي في تاريخه أن سيدي عبد القادر دخل حلب سنة تسعين وثمانمائة، وقد كان عسكر قايتباي ببلاد الروم نازلاً على أدنة، فأقام الشيخ عبد القادر بحلب أياماً، ثم لم يوجد، فلما عاد عسكر قايتباي منصوراً اخبروا أنهم وجدوه يوم انتصروا، وكان يوم نصرهم قريباً من يوم فقده بحلب
مات سنة نيف وثلاثين وتسعمائة وصلى عليه ملك الأمراء خير بك، وجميع الأمراء، وأكابر مصر، وكراماته مشهورة في مصر، والبلاد التي كان يمر فيها رضي الله عنه.
انظر : الطبقات الكبرى للشعراني (1/367-368) والكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة (1/155-157)
وصل اللهم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وسلم , وعظم وشرف وكرم
|