هَل الغُصْنُ إِلاَّ قَدُّهَا وَهْوَ مَائِسُ .. هَلِ البَرْقُ إِلاَّ ثَغْرُهَا حِينَ تَفتُر
إِذَا حَسَرَتْ عَنْ شَعْرِهَا أَقْبَلَ الدُّجَى .. وَإِنْ سَفَرَتْ عَنْ وَجْهِهَا طَلَعُ الفَجْرُ
وَيَحْيَا هَشِيمُ النَّبت مِنْ لَمْسِهَا لَهُ .. وَيَنْبُتُ فِي أَطْرَافِهِ الوَرَقُ الخُضْرُ
وَلَمْ أَنْسَ نَوْمِي وَهْيَ فِي طَيِّ سَاعِدِي .. وَقَدْ عَطَّرَ الأَكْوَانَ مِنْ عَرْفِهَا نَشْرُ
وَقَالَتْ لِيَ اسْتَيْقِظْ وَعِشْ لِيَ بُرْهَةً .. فَقَدْ رَقَدَ الوَاشِي وَسَاعَدَنَا الدَّهْرُ
وَعَنْ حُبِّهَا وَاللهِ لَمْ أَكُ سَالِياً .. وَلَوْ تَلِفَتْ رُوحِي وَزَادَ بِيَ الأَمْرُ
فَيَا حُبَّهَا زِدْنِي جَوىً كُلَّ لَيْلَةٍ .. وَيَا سَلْوَةَ الأَحْبَابِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ
جَفَتْنِيَ هِنْدٌ حِينَ وَلَّتْ شَبِيبَتِي .. وَحَالِكُ شِعْرِي ابْيَضَّ وَاحْدَوْدَبَ الظَّهْرُ
فَلَمَّا رَأَيْتُ الكَسْرَ مِنْهَا أَصَابَنِي .. لَجَأْتُ إِلَى مَنْ عِنْدَهُ يُجْبَرُ الكَسْرُ
|