تنبيه الفهيم بذكر من تسمى باسم محمد الكريم

حليمة · **مرسل:** الاثنين نوفمبر 09, 2020 6:18 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
يا مولاي، يا دائم، يا علي، يا حكيم

قال شيخنا، شيخ الإسلام، فهامة الأنام، وحيد دهره، وفريد عصره، الحبر الذي فاق بصفاته الأوائل، والبحر المشتمل بذاته على جواهر الفضل والفضائل، الذي جمع شمل الفضل بعد شتاته، ورد في جسد المجد روح حياته، سيد المحققين، وسند المدققين، فخر العلماء الراسخين، أبو الفلاح غرس الدين خليل بن أمير المؤمنين في الحديث، بقية السلف، عمدة الخلف، إمام العارفين، محيي معالم الطريق بعد دروسها، ومظهر آيات التوحيد بعد أُفول أقمارها وشموسها، خلاصة أهل العرفان، والمتخلق بمقام الإحسان، أبو الأمداد، برهان الملة والدين، الشيخ إبراهيم اللقاني بن العارف بالله تعالى سيدي إبراهيم بن علي بن علي بن علي بن عبد القدوس ابن الولي الشهير محمد بن هارون بن عبد الباقي بن عبد البر بن محمد بن حماد بن داود بن تركي بن قرشله بن أحمد بن موسى بن يونس بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن إدريس بن عبد الله الحسن الأنور بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه :
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
أما بعد:
فهذا إيضاح ما طلبه مني بعض الأحباب من تبيين عدة من تسمى باسم "محمد" الكريم في الجاهلية، وضبط ألفاظهم وأنسابهم، وما في ذلك من الاختلاف بحسب ما يسر الله لي ذلك مما هنالك.
أقول:أعلم يا أخي ــ وفقني الله وإياك إلى مرضاته ـــ أن الذين سموا بهذا الاسم في الجاهلية دون العشرين، فما وقع للعلامة السهيلي من قوله:"لا يعرف في العرب من تسمى بهذا الاسم قبله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، طمع آباؤهم حين سمعوا بذكر محمد صلى الله عليه وسلم، وبقرب زمانه، وأنه يبعث بالحجاز؛ أن يكون ولدًا لهم، ذكرهم ابن فورك في كتاب "الفصول"، إلى آخر ما قرره ــ تعقبه الحافظ ابن حجر بقوله:"ما قاله السهيلي من الحصر مردود، والعجب أن السهيلي متأخر الطبقة عن القاضي عياض، ولعله لم يقف على كلامه، وقد جمعت أسماء من تسمى بذلك في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين، لكن مع تكرير في بعضهم، ووهم في بعض،
فيتلخص منهم خمسة عشر نفسا..." إلى آخر عبارته.
قلت: قال البرهان اللقاني رحمه الله تعالى:"فقول القاضي عياض في عدة من تسمى بمحمد:"إنهم ستة، لا سابع لهم" معناه: بحسب اطلاعه؛ فإن الذي صرح به الحافظ من كونهم يبلغون خمسة عشر نفسًا أو يزيدون على ذلك شيئا يسيرا هو المعول عليه عند أهل الفن"

يتبع بمشيئة الله

حليمة · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 4:09 pm

فأشهرهم:

1ــ محمد بن أُحَيحةَ ــ بضم الهمزة، وفتح الحائين المهملتين، بينهما تحية ساكنةٌـــ ابن الجلاح ـــ بضم الجيم، وتخفيف اللام، وآخره حاء مهملةٌ ـــ ابن الحريش ـــ بفتح الحاء المهملة، وكسر الراء، ثم مثناة تحتية ساكنة، ثم شين معجمةٍ ـــ
وقال ابن هشام:"إنها مهملة"، لكن نقل الدارقطني عن الزبير بن بكار أن "كل ما في الأنصار فهو حريس ـــ بسين مهملة ـــ إلا هذا؛ فإنه بالمعجمة". انتهى.
والجلاح: هو ابن جحجبى ــ بجيم مفتوحة، فحاء ساكنة مهملة، فجيم أخرى مفتوحة، فموحدة، فألف مقصورة ـــ .
والجحجبة: المجيء، والذهاب، والتردد في المشي.
ابن كُلفة ـــ بضم الكاف، وسكون اللام، وبالفاء بعدها هاءٌ ــ ووقع في نسخة من "العيون": "ابن كلدة" والذي ذكره السهيلي والأمير : "كلفة" بالفاء.
ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، الكناني ثم الليثي.
قال عبدان بن عثمان الحافظ:"بلغني أنه أول من سمي بذلك".
2ــ ومحمد بن أسامة بن مالك بن حبيب بن العنبر.
3ــ ومحمد بن البر ــ بتشديد الراء من غير ألف بعدها؛ كما نقله الحافظ عن ضبط البلاذريِّ، ويقال: البر بن طريف ابن عتوارة ــ بضم العين المهملة وكسرها، ثم مثناة فوقية ساكنة، ثم واو مفتوحة، وبعد الألف راء، ثم هاء ـــ ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة البكري العتواري.
4ــ ومحمد بن الحارث بن حديج – بمهملتين، فمثناة تحتية بعدهما، فجيم؛ مضموم مصغر- ابن حريض – بحاء مهملة أوله – وآخره ضاد معجمة-.
5- ومحمد بن حرماز – بكسر الحاء المهملة، وسكون الراء، وآخره زايٌ- واسم الحرماز: الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم.
6- ومحمد بن حُمران بن أبي حُمران، واسمه: ربيعة بن مالك الجُعْفيُّ، المعروف بالشويعر.
7- ومحمد بن خزاعي – بضم الخاء، وفتح الزاي المعجمتين، بعد الألف عين مهملة،فتحية، فياء نسب – ابن علقمة السلمي، من بني ذكوان.
8- ومحمد بن خولي الهمداني.
9- ومحمد بن سفيان بن مجاشع.
10- ومحمد ابن ربيعة التميمي السعدي.

يتبع بمشيئة الله

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 9:44 pm

تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيك الفاضلة حليمة ..

molhma · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 9:47 pm

msobieh كتب:

تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيك الفاضلة حليمة ..

اللهم آمين
وتسجيل متابعة أكرمكي الله أختي الكريمة حليمة

حليمة · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 10:24 pm

أكرمكم الله مولانا الشريف وحفظكم الله من كل شر وسوء
ولا حرمنا الله من متابعتكم الطيبة ولامن مروركم العطر الكريم
وجزاك الله خيرا كثير أختي الفاضلة ملهمه وشكرا على مرورك العطر الكريم

النيل الخالد · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 10:26 pm

msobieh كتب:

تسجيل حضور ومتابعة

بارك الله فيك الفاضلة حليمة ..

حليمة · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 10, 2020 10:40 pm

جزاك الله خيرا الفاضلة النيل الخالد وشكرا على المرور الكريم

حليمة · **مرسل:** الأربعاء نوفمبر 11, 2020 8:01 pm

11- - ومحمد بن عقبة بن الجُلاح الأوسي، ذكره البلاذري، قال الحافظ:"لا أدري أهو الأول نسب مرة إلى جده، أم هما اثنان؟".

12- ومحمد بن عمرو بن مغفل – بضم أوله، وسكون المعجمة، وكسر الفاء، ثم لام- وهو والد هبيب بموحدتين مصغرا.

13- ومحمد بن اليحمد- بضم المثناة التحتيةن وسكون المهملة، وكسر الميم وفتحها- قال في :"القاموس": "يحمد كيمتع وكيعلم" الأزدي، ونساب اليمن تزعم أنه أول من سمي بذلك.

14- ومحمد بن يزيد بن عمرو بن ربيعة.

15-ومحمد الأسيدي- بضم الهمزة، وفتح السين المهملة، وتشديد المثناة التحتية المكسورة-.

16- ومحمد الفقيمي- بضم الفاء، وفتح القاف، وسكون المثناة التحتية-.
ذكرهما ابن سعد، ولم ينسبهما بأكثر من ذلك.
واقتصر السهيلي على ثلاثة، والقاضي على سبعة، وتقدم تعقبهما، لكن عد القاضي عياض من السبعة: محمد بن مسلمة- بفتح أوله، وسكون ثانيه- وليس منهم كما سيأتي.
وعد ابن دحية فيهم: محمد بن عتوارة؛ وهو محمد بن البر نسب لجده الأعلى.

حليمة · **مرسل:** الخميس نوفمبر 12, 2020 8:08 pm

هذا والذي أدرك الإسلام منهم وأسلم:
1- محمد ابن ربيعة، ذكره الإمام ابن سعد والبغوي، والبارودي، وابن السكن، وابن شاهين وغيرهم في الصحابة، ولا وجه لتوقف ابن الأثير في ذلك.

2- ومحمد بن مسلمة.

3- ومحمد بن الحارث بن حديج، ذكره الحافظ في القسم الثالث من "الإصابة".
وقد نظم أسماءهم العلامة شيخ الإسلام عبد الباسط البلقيني رحمه الله في شرحه المسمى بـ "الوفا بشرح الاصطفا" فقال:

إن الذين سموا بإسم محمد
من قبل خير الخلق ضعف ثمان
هم ابن البر مجاشع بن ربيعة
ثم ابن مسلم يحمد حزمان
ليثي السلمي وابن أسامة
سعدي وابن سوادة همدان
وابن الجلاح مع الأسيد يا فتى
ثم الفقيمي هكذا الحمران

وقوله في النظم:"ثم ابن مسلم"-بفتح الميم-، أي: ابن مسلمة؛رحمه للضرورة، وتبع في ذكره القاضي، وتعقبه في "الفتح" و"الزهر" بأنه ولد بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسة عشر سنة.
وأجاب بعضهم: بأن مراد القاضي: من ولد في الجاهلية وسمي بمحمد، وابن مسلمة منهم، وفات الشيخ عبد الباسط ذكر محمد بن الحارث بن حديج السابق.
وقوله في النظم:"حزمان" بزاي معجمة أراد: محمد بن حزمان كما ذكره في الشرح، وكأنه تبع نسخة سقيمة من "حاشية الشفا" للحلبي، فإنه نقل ذلك عنها عن "الإشارة" لمغلطاي، والذي رأيته في عدة نسخ من "الإشارة": محمد بن حرماز – بحاء مهملة،فراء، وآخره زاي-، وكذا رأيته بخط مغلطاي في "الزهر " ، والحافظ ابن حجر، والعلامة العيني في شرحيهما.

يتبع بمشيئة الله تعالى

حليمة · **مرسل:** الأحد نوفمبر 15, 2020 3:40 pm

تنبيه

قال القاضي عياض:" وفي تسميته صلى الله عليه وسلم: محمدًا وأحمد من بدائع الآيات، وعجائب الخصائص: أن الله تعالى حمى أن يسمى بمحمد وأحمد أحد غيره قبل زمانه.
أما أحمد الذي في الكتب، وبشرت به الأنبياء أممهم؛ فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله؛ حتى لا يدحل لبس على ضعيف القلب أو شك.
وكذلك محمد أيضا لم يسم به أحد من العرب ولا من غيرهم إلى أن شاع قبيل وجوده صلى الله عليه وسلم أن نبيا يبعث اسمه:"محمد"، كما روى الطبراني عن محمد بن عدي بن ربيعة أنه سأل أباه: لم سماه محمدا في الجاهلية؟ فقال: خرجت مع جماعة من بني تميم، فنزلنا على غدير ماء عند دير فأشرف علينا الديراني، فقال لنا إنه يبعث منكم وشيكا نبي، فسارعوا إليه، فقلنا: ما اسمه؟ فقال: محمد، فلما انصرفا ولد لكل منا ولد فسماه: محمدًا لذلك.

فائدة مهمة

قول القاضي عياض:"أما أحمد الذي في الكتب، وبشرت به الأنبياء أممهم، فمنع الله تعالى بحكمته أن يسمى به أحد غيره، ولا يدعي به مدعو قبله" إلى آخر كلامه= غير مسلم له؛ فقد نقل برهان الملة والدين اللقاني رحمه الله عن بعض المحققين:"أنه تسمى بأحمد في الجاهلية قبل الإسلام بزمان طويل ثلاثة، وهم:
*أحمد بن ثمامة الطائي.
*وأحمد بن رومان البكيلي .
*وأحمد بن زيد بن خراش السَّكسَكي.
نعم، زمن المولد وقربه لم يتسم بهذا الاسم أحد؛ حفظًا له". ثم قال البرهان اللقاني: وقول القاضي:" إلى أن شاع قبيل وجوده الصلاة والسلام" إلى آخره، هذه القبلية بالنسبة إلى أحمد مطلقة، وأما بالنسبة إلى محمد، فالمراد بها: القبلية البعيدة، بدليل قوله:"قبيل وجوده"إلى قوله: فسمى قوم" إلى آخره، وحينئذ يكون قد استعمل هذا اللفظ في حقيقته ومجازه، فتأمل. انتهى.
ومحمد أشهر وأكثر في الاستعمال من أحمد، وإن وردا في الذكر الحكيم، ولإشارته لمقام المحبوبية خص بالذكر في كلمة التوحيد.
واختلف في اسمه المذكور به في التوراة، الذي لملاحظة معناه تمنى موسى الكليم أن يجعل من أمته؛ فقال ابن قيم الجوزية: "إنه محمد" وقال السهيلي: "إنه أحمد".
قال بعض العلماء: ويمكن الجمع بأن له فيها اسمين:
أحمد ومحمد وهو حسن :
وما أحسن قول حسان:

أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ * مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ

وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ * إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ * فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ

واعلم أن في "محمد" من الأبلغية ما ليس في محمود و"أحمد" كما يعطيه جوهر اللفظ؛ فإنه الذي قد كثرت محامده واشتهرت، وعمت فضائله أهل السموات وأهل الأرضين وانتشرت، وهو الجامع لأنواع المفاخر، الينبوع لفيضان المثاني في الأول والآخر، كما تواترت بذلك الأحاديث الصحيحة، وتسلسلت بما هنالك الأخبار الصريحة؛ فقد أشرقت بأنواره الأكوان، وأشرفت على ذرى المجد بأسراره الأزمان،

حليمة · **مرسل:** الثلاثاء نوفمبر 17, 2020 4:35 pm

تتمتان

الأولى: قال بعض المحققين من المحدثين: أول من تسمى بـ "أحمد" بعد النبي صلى الله عليه وسلم – على الصواب- والد الخليل ابن أحمد شيخ سيبويه.
قال المبرد:"فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم من اسمه أحمد قبل أبي الخليل بن أحمد".
قال الحافظ أبو الفضل العراقي:" واعترض على هذه المقالة بأبي السفر سعيد بن أحمد؛ فإنه أقدم.
وأجيب: بأن أكثر أهل العلم قالوا فيه: "يحمد" بالياء، وقال ابن معين: أحمد".
ثم إن"أحمد" علم منقول من صفة لا من فعل، وتلك الصفة"أفعل" التي يراد بها التفضيل، قاله ابن دحية.
وحكى ابن القيم في كونه بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول خلافا، فقال: "ذهبت طائفة إلى الأول، وأن معناه:"حمد الله أكثر من حمد غيره له" فمعناه: أحمد الحامدين لربه، وذهبت أخرى إلى الثاني، فهو بمعنى: أحق الناس وأولاهم بأن يحمد؛ فيكون حينئذ كمحمد في المعنى.
إلا أن الفرق بينهما بأن محمدا هو المحمود حمدا بعد حمد، فهو دال على كثرة حمد الحامدين له، وذلك يستلزم كثرة الخصال التي يحمد عليها، وأن أحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره، فمحمد في الكثرة والكمية، وأحمد في الصفة والكيفية يستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره، فحمده أكثر حمد، وأفضل حمدٍ حمده بشر".
ثم إنه اختار القول الثاني قالا: "والاسمان واقعان على المفعول، وهذا أبلغ في مدحه وأكمل معنى، وهو الراجح المختار، ولو أريد معنى الفاعل لسمي: الحماد، أي كثير الحمد؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس حمدا لربه، فلو كان اسمه "أحمد" باعتبار حمده لربه لكان الأولى به "الحماد"، كما سميت أمته بذلك، وأيضا فإن هذين الاسمين إنما اشتقا من أخلاقه وخصاله التي لأجلها استحق أن يسمى: محمدا وأحمد".
وبسط الكلام على ذلك في كتابيه "جلاء الأفهام"، و "زاد المعاد"، واللفظ له، انتهى.

الثانية: قال القاضي: "كان صلى الله عليه وسلم أحمد قبل أن يكون محمدا كما وقع في الوجود؛ لأن تسميته أحمد وقعت في الكتب السالفة، وتسميته محمدا وقعت في القرآن، وذلك أنه حمد ربه قبل أن يحمده الناس".
ومثل ذلك ما قاله السهيلي: " لم يكن صلى الله عليه وسلم محمدا حتى كان أحمد؛ حمد ربه فنبأه وشرفه؛ فلذلك تقدم اسم أحمد على الاسم الذي هو محمد، فذكره عيسى عليه السلام، فقال { اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] وذكره موسى حين قال له ربه: "تلك أمة أحمد، فقال اللهم اجعلني من أمة أحمد، فبأحمد ذكر قبل أن يذكر بمحمد؛ لأن حمده لربه قبل حمد الناس له، فلما وجد وبعث كان محمدا بالفعل، وكذلك بالشفاعة يحمد ربه بالمحامد التي يفتحها عليه، فيكون أحمد الحامدين لربه ثم يشفع فيحمد على شفاعته.
فانظر كيف ترتب هذا الاسم قبل الاسم الآخر في الذكر والوجود، وفي الدنيا والآخرة؛ تلح لك الحكمة الإلهية في تخصيصه بهذين الاسمين".
فصرح القاضي والسهيلي بأن "أحمد" سابق على"محمد"، وتبعهما الحافظ ابن حجر وأقرهما في "الفتح" وغيره.
غير أن ابن القيم رد جميع ذلك في كتابيه:" جلاء الأفهام",و"زاد المعاد", ونسب قائل ذلك إلى الغلط، ثم نفل ابن القيم عن لفظ التوراة التي يقرؤها مؤمنون أهل الكتاب ان فيها عند ذكر إسماعيل عليه السلام بـ "ماذ ماذ" وذكر بعد هذا: وأنه سيلد اثنى عشر عظيما، منهم عظيم يكون اسمه:"ماذ ماذ".
قال ابن القيم:" وهذا عند العلماء المؤمنين من أهل الكتاب صريح في اسم النبي صلى الله عليه وسلم".
قال:" ورأيت في بعض شروح التوراة كما حكينا بعد هذا المتن: قال الشارح: "هذا الحرفان في الموضعين يتضمنان اسم السيد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم", وبسط الشارح الكلام والدليل على ذلك". قال بعض المحققين :"وقد وردت آثار كثيرة تشهد لما قاله ابن القيم".
قلت: و"ماذ ماذ" ضبطه الإمام الشمني بفتح الميم، وألف غير مهموزة، وذال معجمة، ومعناه:" طيب طيب" .انتهى.
فالحمد لله والمنة؛ أن جعلنا من أمته، متمسكين بالكتاب والسنة، أتم الله لنا نعمه، وأزال عنا نقمه بمنه وكرمه.
جمع ذلك وحرره: العبد الفقير إلى الله تعالى، خليل بن إبراهيم اللقاني المالكي حامدا مصليا، والحمد لله وحده, والصلاة على من لا نبي بعده.
تم بحمد الله وعونه على يد الفقير إسماعيل بن محمد أسماعيل بن محمد البدوي المالكي، غفر الله له ،آمين ، انتهى، والله أعلم، في 18 جماد آخر سنة 1137.

موقع د. محمود صبيح

تنبيه الفهيم بذكر من تسمى باسم محمد الكريم

الموجودون الآن