موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كتاب خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 21, 2015 8:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد من شرف الله بقعته فجعلها أفضل من السماء والأرض وآله وصحبه أجمعين ..

وهذه نفحة جميلة جليلة وكتاب أكثر من رائع لرجل من رجال أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وشيخاً من كبار شيوخ الصوفية بعصره ، ألا وهو الإمام السمهودي رضي الله تعالى عنه وها هي ترجمته من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هو : الشريف الامام نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني السمهودي ، (844هـ ـ 911هـ)، من أشهر المؤلفين الذين كتبوا عن المدينة المنورة وتاريخها ، حيث اهتم في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى اهتماماً كبيراً بوصف معالم المدينة سواء المعالم الموجودة في زمانه او المعالم الي ذكرها من سبقوه ، فكتب عنها كتابة شاهد عيان ووصفها بدقة كما كتب عن المعالم التي زالت فحاول أن يتتبع آثارها ونقل عمن كتب عنها. مثل المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تعد قائمة. كما كتب عن الأحداث التاريخية ، وركز على التاريخ القديم فنقل الروايات المختلفة عن تأسيس يثرب والقبائل التي استوطنتها وسرد أخبارهم في الجاهلية كما سرد أخبار المدينة في العهد النبوي. ولم يهتم بتاريخ المدينة بعد ذلك ما عدا أحداث قليلة متفرقة هي البركان الذي انفجر في حرة واقم سنة 654 هـ، والحريق الذي شب في المسجد النبوي سنة 654 هـ وسنة 886 هـ حتى الأحداث التي وقعت في فترة إقامته في المدينة المنورة لم يؤرخ لها سوى حريق 886 هـ.

نسبه:
نور الدين أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن علي الحسني السمهودي ينتمي إلى فرع من فروع الأسرة الحسنية الهاشمية التي هاجرت إلى مصر قديما، واستقرت فيها. ونسبه الشريف كما ذكره صاحب كتاب المنتقى في اعقاب الحسن المجتبى : هو نور الدين أبي الحسن علي بن القاضي عفيف الدين عبدالله بن أحمد بن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن جلال الدين أبو العلياء محمد بن أبي الفضل جعفر بن علي بن أبي الطاهر الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن بن الحسين بن حمزة قنارة بن محمد قنارة بن إسحاق بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب .

مولده:
ولد ونشأ في قرية سمهود في عام 844 هـ والتابعة الان لمحافظة قنا بمركز فرشوط بمصر

حياته:
كان والده رجل علم فقرأ عليه القرآن الكريم وحفظه وحفظ بعض كتب المتون ثم قرأ عليه عدداً من كتب الحديث الشريف. وعندما بلغ مرحلة الشباب انتقل إلى القاهرة فدرس على عدد من علمائها.

وفي سنة 873 هـ رحل إلى المدينة المنورة وقرأ على عدد من الشيوخ في المسجد النبوي ونال الإجازة منهم وتصدر للتدريس في إحدى الحلقات فدرس الفقه والحديث. ثم رحل إلى مكة المكرمة وأقام فيها مدة من الزمن ودرس في المسجد الحرام وزار بيت المقدس وأقام فيه لبعض الوقت ثم عاد إلى المدينة المنورة وتزوج من إحدى العائلات المقيمة فيها واستقر بها بقية عمره يدرس في المسجد النبوي.

مؤلفاته:
ألف في الفقه والحديث والتاريخ واهتم بتاريخ المدينة المنورة ،

•وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ويعد هذا الكتاب من أشهر مؤلفاتة. وهو كتاب مهم جداً في دراسة معالم المدينة المنورة الطبيعية والعمرانية والجغرافية وكذلك لتوسعه وتدقيقه وشموله على ما كتبه أسلافه. وقد طبع الكتاب في أربعة أجزاء.
•خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى وطبع في مجلد واحد. وهو اختصار لكتابه:وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى . ( وهو ما سنتشرف بكتابته )
•ورود السكينة على بُسُط المدينة.
•جواهر العقدين في فضل الشرفين.
•الإفصاح في مناسك الحج.
•أمنية المعتنين بروضة الطالبين.
كما ان له مؤلفات أخرى ذهبت في حريق المسجد النبوي الذي شب في المسجد النبوي عام 886 هـ وكان وقتها مسافراً إلى مكة واضطر إلى كتابة بعض مؤلفاته مرة ثانية.

قائمة بمؤلفات السمهودي المطبوعة والمخطوطة والمفقودة:

1.جواهر العقدين في فضل الشرفين. أي : شرف العلم والنسب. مطبوع.
2.أربعون حديثًا في فضل الرمي بالسهام. مخطوط.
3.الأنوار السنية في أجوبة الأسئلة اليمنية. مخطوط.
4.إيضاح البيان لما أراده الحُجة – أي:الغزالي- مِنْ ليس بالإمكان أبدع مما كان. مخطوط.
5.تحفة الراغبين في تحرير منهاج الطالبين.في الفقه. مخطوط.
6.تحقيق المقالة في عموم الرسالة. مخطوط.
7.تخميس مثلث قطرب. مخطوط.
8.الثمار اليوانع على جمع الجوامع, للمحلي.في الفقه. مخطوط.
9.الجوهر الشفاف في فضائل الأشراف. مخطوط.
10.اقتضاء الوفاء بأخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم مفقود.
11.إكمال المواهب, وهو ذيل على المواهب. في الفقه. مفقود.
12.أمنية المعتنين بروضة الطالبين.في الفقه. مفقود.
13.الانتصار لبُسُط روضة المختار. مفقود.
14.تحرير العبارة في بيان موجب الطهارة.في الفقه. مفقود.
15.حاشية شرح العقائد. مفقود.
16.حواشي على الدميري. مفقود.
17.الحِكَم العشرة في مقابلة شم الطيب بسؤال المغفرة. مفقود.
18.ختم البخاري ومسلم. مفقود.
19.ختم منهاج الطالبين. مفقود.
20.خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم. مطبوع.
21.درر السُمُوط فيما للوضوء من الشروط.في الفقه. مطبوع.
22.دفع التعرض والإنكار لبُسُط روضة المختار صلى الله عليه وسلم. مفقود.
23.ذروة الوفاء بمايجب لحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم . مطبوع.
24.رسالة في حكم الإحصار في الحج.في الفقه. مخطوط.
25.رسالة في مسائل المأموم والمسبوق.في الفقه. مخطوط.
26.زاد المسير لزيارة البشير. مفقود.
27.شرح الباب الأخير من ابن ماجه. أو ختم ابن ماجه . مفقود.
28.شرح الآجرومية في النحو. مخطوط.
29.شرح مثلث قطرب. مخطوط.
30.شفاء الأشواق لحكم مايكثر بيعه في الأسواق . سجل كبحث تكميلي في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم الفقه.
31.طيب الكلام بفوائد السلام.في الفقه. مطبوع.
32.العقد الفريد في أحكام التقليد.في أصول الفقه. مطبوع.
33.الغرر البهية شرح المناسك النووية, للنووي.في الفقه. مخطوط.
34.الغماز على اللماز. وهو في الأحاديث الضعيفة والموضوعة. مطبوع.
35.فتاوى. مفقودة.
36.الفوائد الجمة في المسائل الثلاث المهمة.وهو في مسائل الحلف بالطلاق.في الفقه. مخطوط.
37.قصائد نبويات. مفقود.
38.القول المستجاد في شرح كتاب أمهات الأولاد.في الفقه. مخطوط.
39.كشف الجلباب والحجاب عن القدوة في الشباك والرحاب. مخطوط.
40.كشف اللبس عن دسائس النفس. مطبوع.
41.كشف اللبس عن المسائل الخمس. مفقود.
42.كشف المغطى في شرح الموطا. مفقود.
43.اللؤلؤ المنثور في نصيحة ولاة الأمور.في الفقه. مخطوط.
44.المحرر من الآراء في حكم الطلاق بالإبراء.في الفقه. حُقق كبحث تكميلي في المعهد العالي للقضاء, 1430هــ, للطالب : راشد بن إبراهيم الورقان .
45.مسودة شرح الورقات.في أصول الفقه. مفقود.
46.مصابيح القيام في شهر الصيام.في الفقه. مفقود.
47.المقالات المسفرة عن دلائل المغفرة. في الفقه. مطبوع.
48.الموارد الهنية في مولد خير البرية. مفقود.
49.المواهب الربانية في وقف العثمانية. مفقود.
50.مواهب الكريم الفتاح في المسبوق المشتغل بالاستفتاح.في الفقه. مخطوط.
51.نبذة من كتاب جواهر العقدين في فضل الشرفين.مخطوط.
52.نصيحة اللبيب في مرأى الحبيب. مفقود.
53.النصيحة الواجبة القبول في بيان موضع منبر الرسول صلى الله عليه وسلم. مفقود.
54.ورود السكينة على بُسُط المدينة. مخطوط.
55.وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم. مطبوع.

وفاته :
توفي في عام 911 هـ ( العام الذي انتقل فيه الإمام السيوطي رضي الله تعالى عنه ) .


كتاب خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى
صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي شرف طابة وشوق القلوب لسماع أخبارها المستطابة واختارها لحبيبه الذي اجتباه وعظم جنابه صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الآل والصحابة .

وبعد .. فقد شغفت بأخبار الحبيبة المحبة ونشر فضائلها ومعالمها في ذوي المحبة إذ هو من مهمات الدين ومما يزيد في الإيمان واليقين لما فيه من معرفة معاهد دار الإيمان ونشر أعلامها المرغمة للشيطان وتذكر أيامها الواضحة فألفت في ذلك كتاباً حافلاً سميته بأخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم لخصت فيه ما أمكن الوقوف عليه من تواريخها بعد بذل الجهد في تتبعها مع مزيد كثير من غيرها وما عاينته مما يتعلق بالحجرة والمسجد الشريفين من أمور لم يظفر أحد من مؤرخيها بجلية أمرها لما تجدد في زماننا من أمور سنقف على خبرها ولله در القائل :

أملياني حديث من سكن الجزع

ولا تكتباه إلا بدمي


فإنني إن أرى الديار بطرفي

فلعلي أرى الديار بسمعي



ثم اختصرته قبل إتمامه وتكامل أقسامه في كتاب سميته وفاء الوفا فلم تسمح النفس حالة اختصاره واجتناء ثماره بحذف شيء منه سوى قسم التراجم والنزر اليسير من غيره ثم القسم الإلهي في سيرة باحتراق الأصل في حريق المسجد النبوي وسلامة مختصره لسفري به إلى الحرم المكي فألحقت فيه نفائس جمة وما تجدد من الحريق وما ترتب عليه من الأمور المهمة فأغنى فيما عدا التراجم عن تواريخ البلد ولم تغن هي عنه إلا أن يكون لها منه مدد ثم رأيت اختصاره نحو نصفه مع جمع مقاصده وتحسين وصفه وسميته خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى صلى الله عليه وسلم وزاده فضلاً وشرفاً لديه ورتبته على ثمانية أبواب :

الباب الأول : في فضلها ومتعلقاتها وفيه عشرة فصول :

الأول : في أسمائها
الثاني : في تفضيلها على البلاد
الثالث : في الحث على الإقامة والصبر والموت بها واتخاذ الأصل ونفيها الخبث والذنوب ووعيد من أحدث بها حدثاً أو آوى محدثاً أو أرادها وأهلها بسوء أو أخافهم والوصية بهم
الرابع : في الدعاء لها ولأهلها ونقل وبائها وعصمتها من الدجال والطاعون
الخامس : في ترابها وثمرها
السادس : في تحريمها والألفاظ المتعلقة به وسر تخصيص ذلك المقدار بالتحريم
السابع : في أحكام حرمها
الثامن : في خصائصها
التاسع : في بدء شأنها وما يؤول إليه أمرها وما وقع من ذلك
العاشر : في ظهور نار الحجاز المنذر بها من أرضها وانطفائها عند وصولها لحرمها

الباب الثاني : في فضل الزيارة والمسجد النبوي ومتعلقاتهما وفيه ثلاثة فصول :

الأول : في فضل الزيارة وتأكدها وصحة نذرها وشد الرحال لها وحكم الاستئجار عليها
الثاني : في توسل الزائر به صلى الله عليه وسلم إلى ربه واستقباله له في سلامه ودعائه وآداب الزيارة والمجاورة
الثالث : في فضل المسجد النبوي وروضته ومنبره

الباب الثالث : في أخبار سكانها إلى أن حل النبي صلى الله عليه وسلم بها وسكنها وفيه أربعة فصول :

الأول : في سكانها بعد الطوفان وسكنى اليهود بها ثم الأنصار وبيان نسبهم وظهورهم على اليهود وما اتفق لهم مع تبع
الثاني : في منازلهم وما دخل بينهم من الحروب
الثالث : في إكرام الله لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ومبايعتهم له بالعقبة الأولى والثانية وهجرته صلى الله عليه وسلم ونزوله بقباء
الرابع : في قدومه باطن المدينة ونزوله بدار أبي أيوب وشيء من خبره بها في سنى الهجرة

الباب الرابع : في عمارة مسجدها الأعظم النبوي ومتعلقاته والحجرات المنيفة وفيه ستة عشر فصلاً :

الأول : في عمارته صلى الله عليه وسلم له وذرعه في زمنه وما يتميز به
الثاني : في مقامه للصلاة قبل تحويل القبلة وبعده وما يتعلق به
الثالث : في خبر الجذع والمنبر وما يتعلق بهما وبالأساطين المنيفة
الرابع : في حجره صلى الله عليه وسلم وحجرة ابنته فاطمة رضي الله عنها
الخامس : في الأمر بسد الأبواب وما استثنى منها
السادس : في زيادة عمر رضي الله عنه في المسجد واتخاذه في البطحاء بناحيته
السابع : في زيادة عثمان رضي الله عنه واتخاذه المقصورة
الثامن : في زيادة الوليد واتخاذه المحراب والشرافات والمنارات والمنع من الصلاة على الجنائز به زمنه
التاسع : في زيادة المهدي
العاشر : فيما يتعلق بالحجرة المنيفة الحاوية للقبور الشريفة والحائز الذي أدير عليها وصفة القبور الشريفة بها
الحادي عشر : فيما جعل علامة لتمييز جهتي الرأس والوجه الشريفين ومقام جبريل من الحجرة الشريفة وتأزيرها بالرخام وكسوتها وتخليقها ومعاليقها والمقصورة التي أديرت عليها وقبتها المحاذية لها بأعلى سطح المسجد
الثاني عشر : في العمارة المتجددة بالحجرة الشريفة وإبدال سقفها بقبة لطيفة تحت سقف المسجد ومشاهدة وضعها وتصوير ما استقر عليه أمرها وفيه خاتمة فيما نقل من عمل خندق مملوء من الرصاص حولها وبعدها قصة الحاكم في نقل الجسد الشريف النبوي إلى مصر وبعدها قصة أهل حلب في إخراج الشيخين من الحجرة
الثالث عشر : في الحريق الأول المستولي على الزخارف السابقة وعلى سقف المسجد الشريف وما أعيد من ذلك ثم الحريق الثاني وما ترتب عليه
الرابع عشر : فيما احتوى عليه المسجد من الأروقة والأساطين والذرع والحواصل ونحوها وتحصيبه ومصابيحه وتخليقه وإجماره
الخامس عشر : في أبوابه وخوخاته وما يميزها من الدور المحاذية لها وشرح حال الدور المطيفة به
السادس عشر : في البلاط المجعول حوله وبعض ما أطاف به من دور المهاجرين وسوق المدينة وسورها

الباب الخامس : في مصلى الأعياد بها ومساجدها النبوية ومقابرها وفضل أحد والشهداء وفيه ستة فصول :

الأول : في مصلى الأعياد
الثاني : في مسجد قباء وخبر مسجد ضرار
الثالث : في بقية المساجد المعلومة العين في زماننا
الرابع : فيما علمت جهته ولم تعلم عينه
الخامس : في فضل مقابرها وتعيين بعض من دفن بالبقيع من الصحابة وأهل البيت والمشاهد المعروفة بها
السادس : في فضل أحد والشهداء به

الباب السادس : في آبارها المباركات والعين والغراس والصدقات التي هي للنبي صلى الله عليه وسلم منسوبات وفيه فصلان :

الأول : في الآبار المباركات على ترتيب الحروف وفيه العين المنسوبة له صلى الله عليه وسلم والعين الموجودة اليوم
الثاني : في صدقاته صلى الله عليه وسلم وما غرسه بيده الشريفة

الباب السابع : فيما يعزى إليه صلى الله عليه وسلم من المساجد التي صلى فيها في الأسفار والغزوات وفيه ثلاثة فصول :

الأول : في مساجد الطريق التي كان يسلكها صلى الله عليه وسلم إلى مكة في الحج وغيره
الثاني : فيما كان من ذلك بالطريق التي يسلكها الحاج في زماننا إلى مكة وطريق المشيان وما قرب من ذلك
الثالث : في بقية المساجد المتعلقة بغزواته صلى الله عليه وسلم وعمره

الباب الثامن : في أوديتها وأحيائها وبقاعها وآطامها وبعض أعمالها وجبالها وفيه أربعة فصول :

الأول : في وادي العقيق وعرسته وحدوده وشيء من قصوره وشيء مما قيل في ذلك من الشعر ومتعلقات ذلك
الثاني : في بقية أوديتها
الثالث : في الإحماء ومن حماها وشرح حال حمى النبي بالبقيع
الرابع : في بقاعها وآطامها وبعض أعمالها وأعراضها وجبالها وضبط الأسماء المتعلقة بذلك وبغيره مما تمس الحاجة إليه على ترتيب حروف الهجاء

وبالله لا سواه أعتصم وأسأله العصمة مما يصم فهو حسبي ونعم الوكيل .


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 27, 2015 1:10 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الباب الأول

في فضلها ومتعلقاتها



وفيه عشرة فصول :

الفصل الأول : في أسمائها



وهي كثيرة وقد ذكرتها مرتبة على حروف المعجم الأول فالأول مستقصاة لأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى وزدت على شيخ مشايخنا المجد اللغوي أسماء مميزة برقم ( ز) فبلغت خمسة وتسعين اسماً .

أثرب بالفتح وإسكان المثلثة وكسر الراء ثم موحدة لغة في يثرب اسم من سكنها أولاً سميت به أرض المدينة كلها عند أبي عبيدة أو هي فقط عند ابن عباس أو ناحية منها لقول محمد بن الحسن المعروف بابن زبالة أحد أصحاب مالك : " وكانت يثرب أم قرى المدينة وهي ما بين طرف قناة إلى طرف الجرف أي من المشرق إلى المغرب وما بين المال الذي يقال له البرقي إلى زبالة أي من الشام إلى القبلة ، زاد المطري في النقل عنه وكان بها ثلاثمائة صائغ من يهود وذلك إنما ذكره ابن زبالة في زهره والجهة التي سماها بيثرب مشهورة اليوم بهذا الاسم شامي المدينة بها نخل غربي مشهد سيدنا حمزة وشرقي الموضع المعروف بالبركة مصرف عين الأزرق وربما قالوا فيها أثارب وبه عبر البرهان بن فرحون في منسكه ، قال المطري : وكانت منازل بني حارثة وفيهم نزل قوله تعالى في يوم الأحزاب : " وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب " ( الأحزاب 13 ) ، فيترجح به القول الثالث وذلك أن قريشاً ومن معهم نزلوا يوم الأحزاب ويوم أحد برومة وما والاها قرب منازل بني حارثة من الأوس وبني سلمة من الخزرج وكان الفريقان معه صلى الله عليه وسلم ولذلك خافوا على ذراريهم وديارهم يوم أحد فنزل فيهما : " إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما " ( آل عمران 122 ) ، قال عقلاؤهم : ما كرهنا نزولها لتولي الله إيانا ، أهم وفيه نظر سنبينه .

وقيل القائل لبني حارثة : يا أهل يثرب لا مقام لكم ، أوس بن قيظي ومن معه يرجح الثالث قول عمر بن شبة النميري ، قال : أبو غسان وكان بالمدينة في الجاهلية سوق بزبالة في الناحية التي تدعى يثرب ، قلت : وإطلاقه على المدينة مع ذلك صحيح ثابت إما وضع لها أو من إطلاق اسم البعض على الكل والمشتهر من باب عكسه ، وروى ابن شبة نهيه صلى الله عليه وسلم عن تسمية المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة ، وما في الآية السابقة حكاية عن المنافقين ، ولذا قال عيسى بن دينار المالكي : من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة ، وكرهه بعضهم إما لأنه من الثرب محركاً وهو الفساد أو من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب والتوبيخ عليه أو لكونه اسم كافر ، لكن في الصحيحين في حديث الهجرة : " فإذا هي المدينة يثرب " وفي رواية : " لا أراها إلا يثرب " ، وقد يجاب بأنه قبل النهي .

أرض الله لقوله تعالى : " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ( النساء 97 ) .
قال جماعة : المراد المدينة .

أرض الهجرة ، لحديث فيه .

أكالة البلدان ، أكالة القرى لحديث : " أمرت بقرية تأكل القرى " أي لغلبتها الجميع فضلاً وتسلطها وافتتاحها بأيدي أهلها فغنموها وأكلوها .

الإيمان لقوله تعالى في الأنصار : " والذين تبوءو الدار والإيمان " ( الحشر 9 ) .
قال عثمان بن عبد الرحمن وعبد الله بن جعفر : سمى الله المدينة الدار والإيمان ، أي لأنها مظهر الإيمان ومصيره ، وعن أنس بن مالك : " أن ملك الإيمان قال : أنا أسكن المدينة ، فقال ملك الحياء : وأنا معك " .

البارة بالتشديد أيضاً لكثرة برها لأهلها خصوصاً ولجميع العالم عموماً إذ بها منبع الفيض والبركات .

البحرة بالفتح وسكون المهملة .

البحيرة تصغير ما قبله ، البحيرة بالفتح ثم الكسر نقلت ثلاثتها عن منتخب كراع والاستبحار السعة لأنها من المتسع من الأرض ، وقول سعد : لقد اصطلح أهل هذه البحيرة بالتصغير في رواية الصحيح يعني المدينة ، قال عياض : " ويروى بالفتح على غير التصغير ويقال : البحر أيضاً بغير ياء ، ساكن الحاء ، وأصله القرى وكل قرية بحرة " أهـ

البلاط ، جاء عن ابن خالويه لكثرته بها واشتمالها على موضع يعرف به .

البلد قال الله تعالى : " لا أقسم بهذا البلد " ( البلد 1 ) ، قيل : المدينة وقيل : مكة ، والبلد لغة الصدر والقرية .

بيت الرسول صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق " ( الأنفال 5 ) أي المدينة لاختصاصها به اختصاص البيت بساكنه وقيل من بيته بها .

تندد بالمثناة الفوقية والنون وإهمال الدالين كجعفر .

تندر براء بدل الدال الأخيرة كما سيأتي في يندر بالمثناة التحتية .

الجابرة كما في حديث : " للمدينة عشرة أسماء " لجبرها الكثير وإغنائها الفقير وتجبر على الإذعان لمطالعة بركاتها وجبرت البلاد على الإسلام .

جبار كحذام رواه ابن شبة بدل الجابرة في حديثه .

الجبارة : نقل عن التوراة .

جزيرة العرب لقول بعضهم إنها المراد بحديث : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب " وسيأتي أنه صلى الله عليه وسلم التفت إلى المدينة وقال : " إن الله برأ هذه الجزيرة من الشرك " .

الحبيبة لحبه صلى الله عليه وسلم لها ودعائه به .

الحرم لتحريمها وفي الحديث : " المدينة حرم " ، وفي رواية : " حرم آمن " .

حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه الذي حرمها وفي الحديث : " من أخاف أهل حرمي أخافه الله " ، وفي آخر : " حرم إبراهيم مكة وحرمي المدينة " رواه الطبراني برجال وثقوا .

حسنة قال تعالى : " لنبوئنهم في الدنيا حسنة " ( النحل 41 ) أي : مباءة حسنة وهي المدينة وقيل هو اسمها لاشتمالها على الحسن الحسي والمعنوي .

الخيرة بالتشديد .

الخيرة بالتخفيف ، تقول : امرأة خيرة وخيرة بمعنى كثيرة الخير وإذا أردت التفضيل قلت : خير الناس وفي الحديث : " المدينة خير لهم " .

الدار كما سبق في الإيمان لأمنها والاستقرار بها وجمعها البناء والعرضة .

دار الأبرار دار الأخيار لأنها دار المختار والمهاجرين والأنصار وتنفي شرارها ومن أقام بها منهم فليست له في الحقيقة بدار وربما نقل منها بعد الإقبار .

دار الإيمان كما في حديث : " المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان " ، وحديث : " الإيمان يأزر إلى المدينة " .

دار السنة دار السلام دار الفتح ، ففي الصحيح قول عبد الرحمن بن عوف : " فإنها دار الهجرة والسنة " ، ورواية الكشميهني والسلامة وقد فتحت منها سائر الأمصار وإليها هجرة المختار ومنها انتشرت السنة في الأقطار .

الدرع الحصينة لحديث أحمد برجال الصحيح : " رأيت كأني في درع حصينة " وفيه : فأولت الدرع الحصينة المدينة .

ذات الحجر لاشتمالها عليها .

ذات الحرار لكثرتها بها .

ذات النخل لوصفها بذلك وبما قبله في خبر خنافر مع رئيه ، وفي سجع عمران : فليلتحق بيثرب ذات النخل ، وفي الحديث : " أريت دار هجرتي ذات نخل وحرة " .

السلقة : نقله الأقشهري عن التوراة وهو محتمل لفتح اللام وكسرها وسكونها ، إذا السلق بالتحريك القاع الصفصف ، والمسلاق البليغ وربما قيل للمرأة السليطة سلقة بالكسر ، وسلقت البيض سلقاً أغليته بالنار ، فسميت به لاتساعها وتباعد جبالها أو لتسلطها على البلاد فتحاً أو للأوائها وشدة حرها وما كان بها من الحمى .

سيدة البلدان : لما أسنده الديلمي من المعرفة لأبي نعيم عن ابن عمر مرفوعاً : " يا طيبة يا سيدة البلدان " ، قاله للمدينة .

الشافية : لحديث : " ترابها شفاء من كل داء " ، ولما صح من الاستشفاء بثمارها ، وذكر ابن مسدي : الاستشفاء بتعليق أسمائها على المحموم ، وسيأتي أنها تنفي الذنوب فتشفي من دائها .

طابة كشامة
طيبة كهيبة
طيبة كصيبة
طائب ككاتب
والأربعة مع المطيبة أخوات لفظاً ومعنى مختلفات صيغة ومبنى ، وصح حديث : " إن الله سمى المدينة طابة " ، وفي حديث : " كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة " ، وفي حديث : " للمدينة عشرة أسماء هي : المدينة وطيبة وطابة .." ، وروي طائب بدل طيبة ، وعن وهب بن منبه : والله إن أسماءها في كتاب الله ( يعني التوراة ) طيبة وطابة ، ونقل عنها أيضاً : طائب والطيبة وكذا المطيبة ، وذلك لطيب رائحتها وأمورها كلها ولطهارتها من الشرك وموافقتها وحلول الطيب بها صلى الله عليه وسلم ولكونها تنفي خبثها وتنصع طيبها ، وقال الإشبيلي : لتربة المدينة نفحة ليس كما أعهد من الطيب بل هو أعجب من الأعاجيب .

ظبابا ذكره ياقوت وهو بكسر المهملة بمعنى القطعة المستطيلة من الأرض أو فتح المعجمة من ظب وظبظب إذا حم ، لما كان بها من الحمى .

العاصمة لعصمتها للمهاجرين من المشركين ولأنها الدرع الحصينة أو هو بمعنى المعصومة فلا يدخلنها الدجال ولا الطاعون ومن أرادها بسوء أذابه الله .

العذراء بالمهملة ثم المعجمة نقل عن التوراة لصعوبتها وامتناعها على الأعداء حتى تسلمها مالكها الحقيقي صلى الله عليه وسلم .

العراء بمهملتين كالعذراء ، لعدم ارتفاع أبنيتها في السماء ، يقال جارية عذراء وعراء تشبيهاً بالناقة العراء التي لا سنام لها أو صغر سنامها كصغر نهد العذراء أو عدمه .

العروض كصبور ، لانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها أو لأنها من نجد ونجد كلها على خط مستقيم طولاني والمدينة معترضة عنها ناحية .

الغراء بالمعجمة تأنيث الأغر ذي الغرة وهي بياض في مقدم الوجه ، وخيار الشيء ، ووجه الإنسان ، والأغر الأبيض ، والذي أخذت اللحية وجهه إلا القليل ، والرجل الكريم ، واليوم الشديد الحر ، والغراء نبت طيب الرائحة ، والسيدة الكبيرة .

وقد سادت المدينة على القرى وطاب ريحها في الورى وكرم أهلها وكثر غرسها وأبيض نورها وسطع نورها .

غلبة محركه بمعنى الغلب لظهورها على البلاد وكانت في الجاهلية تدعى غلبة نزلت يهود بها على العماليق فغلبتهم عليها ونزلت الأوس والخزرج على يهود فغلبوهم عليها .
الفاضحة بالفاء ومعجمه ثم مهملة ، نقل عن كراع : " إذ لا يضمر بها أحد عقيدة فاسدة أو غيرها إلا أظهر ما أضمره وافتضح به ، وهو أحد معاني تنفي خبثها .

القاصمة بقاف ثم مهملة ، نقل عن التوراة لقصمها كل جبار عناها ومتمرد أتاها ومن أرادها بسوء أذابه الله .

قبة الإسلام : لحديث : " المدينة قبة الإسلام " .

القرية ، لحديث : " إن الله قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم " .

قرية الأنصار ، جمع ناصر الأوس والخزرج سماهم الله ورسوله به لإيوائهم ونصرهم ، قال الله تعالى : " والذين ءاووا ونصروا " ( الأنفال 72 ) .

وقيل لأنس بن مالك : " أرأيتم اسم الأنصار أكنتم تسمون به أم سماكم الله ؟ قالوا : بل سمانا الله به " ، والقرية بفتح القاف وكسرها ، ما تجمع جماعة كثيرة من الناس من قرية الماء في الحوض إذا جمعته ، وقيل المصر الجامع .

قرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لحديث الطبراني وغيره برجال ثقات : " ثم يسير ( يعني الدجال ) حتى يأتي المدينة ولا يؤذن له فيها فيقول : هذه قرية ذاك الرجل " .

قلب الإيمان أورده ابن الجوزي في حديث : " المدينة قبة الإسلام " .

المؤمنة ، لتصديقها بالله حقيقة لخلقه قابلية ذلك فيها كما في تسبيح الحصى أو مجازاً لاتصاف أهلها به وانتشاره منها واشتمالها على أوصاف المؤمن أو لإدخالها أهلها في الأمن من الأعداء والطاعون والدجال ، وفي خبر : والذي نفسي بيده أن تربتها المؤمنة ، وفي آخر : إنها المكتوبة في التوراة مؤمنة .

المباركة لأن الله تعالى بارك فيها بدعائه صلى الله عليه وسلم لها وحلوله فيها .

مبوأ الحلال والحرام ، رواه ابن الجوزي وغيره ، بدل الذي قبله في الحديث المتقدم لأنها محل بيانهما .

المجبورة بالجيم ذكر في حديث : " للمدينة عشرة أسماء .. " ، ونقل عن الكتب المتقدمة لجبرها بخلاصة الوجود حياً وميتاً وبحثه على سكانها وبنقل حماها وتكرر دعائه لها .

المحبة بالضم والمهملة وتشديد الموحدة ، نقل عن الكتب المتقدمة .

المحببة بزيادة موحدة على ما قبله .

المحبوبة ، نقل عن الكتب المتقدمة أيضاً ، وهذه الثلاثة مع الحبيبة من مادة واحدة ، وحبه صلى الله عليه وسلم ودعاؤه به معلوم وحبه تابع لحب ربه .

المحبورة ، من الحبر وهو السرور أو من الحبرة بمعنى النعمة أو المبالغة فيما وصف بجميل ، والمحبار من الأرض السريعة النبات الكثيرة الخيرات .

المحرمة ، لتحريمها .

المحروسة ، لحديث : " المدينة مشتبكة بالملائكة على كل نقب ملك يحرسها " ، رواه الجنيدي .

المحفوفة حفت بالبركات وملائكة السموات ، وفي خبر : سيأتي المدينة ومكة محفوفان بالملائكة .

المحفوظة ، لحفظها عن الطاعون والدجال وغيرهما ، وفي خبر : القرى المحفوظة أربع : وذكر المدينة منها .

المختارة ، لأن الله تعالى اختارها للمختار من خلقه .

مدخل صدق ، قال الله تعالى : " وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق " ( الإسراء 80 ) ، فمدخل صدق المدينة ومخرج صدق مكة وسلطاناً نصيراً الأنصار كما روي عن زيد بن أسلم .

المدينة ، لتكرره في القرآن ونقل عن التوراة من مدن بالمكان أقام به أو من دان إذا أطاع إذ يطاع السلطان بالمدينة لسكناه بها ، وهي أبيات كثيرة تجاوز حد القرى ولم يبلغ حد الأمصار ، وقيل : يقال لكل مصر ويطلق على أماكن كثيرة ، ومع ذلك فهو علم للمدينة النبوية بحيث إذا أطلق لا يتناول غيرها ولا يستعمل فيها إلا معرفة والنكرة اسم لكل مدينة ونسبوا للكل مديني وللمدينة النبوية مدني للفرق .

مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقوله في حديث للطبراني : " ومن أحدث في مدينتي هذه حدثاً أو آوى محدثاً .. " فأضافها إليه لسكناه بها وله ولخلفائه دانت الأمم .
المرحومة ، نقل عن التوراة لأنها رحمت بالمبعوث رحمة وبها تتنزل الرحمات .

المرزوقة كما سبق أو المرزوق أهلها ولا يخرج أحد منها رغبة إلا أبدل الله خيراً منه .

مسجد الأقصى ، نقله التادلي عن صاحب المطالع ولعله لكونه آخر مساجد الأنبياء .

المسكينة ، نقل عن التوراة ، وذكر في حديث : " للمدينة عشرة أسماء .." ، وروي مرفوعاً : " إن الله قال للمدينة : يا طيبة ، يا طابة ، يا مسكينة ، لا تقبلي الكنوز ، أرفع أجاجيرك على أجاجير السطوح " ، والمسكنة الخضوع والخشوع خلقه الله فيها أو هي مسكن الخاشعين الخاضعين .

المسلمة كالمؤمنة لخلق الله فيها الانقياد والانقطاع له أو لانقياد أهلها وفتحها بالقرآن .

مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله في الحديث الآتي : " المدينة مهاجري ومضجعي في الأرض " .

المطيبة كالمرجبة تقدم في طائب .

المقدسة لتنزهها عن الشرك وكونها تنفي الذنوب .

المقر بالقاف كالممر ذكره بعضهم .

المكتان ، قال سعد بن أبي سرح في حصار عثمان رضي الله عنه : " وأنصارنا بالمكتين قليل " ، وقال نصر بن حجاج بعد نفيه من المدينة :
فأصبحت منفياً على غير ريبة

وقد كان لي بالمكتين مقام


فالظاهر إرادة المدينة فقط لانضمام المهاجرين إلى الأنصار بها أو أنه من قبيل التغليب والمراد مكة والمدينة .

المكينة لتمكنها في المكانة والمنزلة .

مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله : " المدينة مهاجري " .

الموفية بتشديد الفاء وتخفيفها لتوفيتها حق الوافدين حساً ومعنى وأهلها الموفون بالعهد .

الناجية بالجيم لنجاتها من العتاة والطاعون والدجال أو لإسراعها في الخيرات فحازت أشرف المخلوقات أو لارتفاع شأنها .

نبلاء نقل عن كراء وكأنه من النبل وهو الفضل والنجابة .

النحر من نحر الظهيرة لشدة حرها أو لإطلاقه على الأصل وهي أصل بلاد الإسلام .

الهزراء ذكره ابن النجار بدل العذراء نقلاً عن التوراة فإن كانت الذال معجمة وهي الرواية فذلك لشدة حرها يقال هاذر شديد الحر أو لكثرة مياهها وأصوات سوانيها يقال هذر إذا كثر وإن كانت مهملة فهو من هذر الحمام إذا صوت والماء أنصب وأرض هادرة كثيرة النبات .

يثرب تقدم في أثرب والتي في قول الشاعر :

مواعيد عرقوب أخاه بيثرب


وقيل يثرب المدينة وعرقوب من قدماء يهودها أو من الأوس وقيل بمثناة فوقية بدل المثلثة وراء مفتوحة قرية باليمامة أو بلاد بني سعد من تميم وعرقوب منهم أو عماليق اليمامة .

يندد ذكره كراع من الند الطيب المعروف أو الند للتل المرتفع أو من الناد وهو الرزق .

يندر كحيدر براء بدل الدال الثانية مما قبله كذا في حديث : " للمدينة عشرة أسماء " في بعض الكتب وفي بعضها بمثناة فوقية ودالين وفي بعضها بفوقية ودال وراء وصوب المجد يندد فقط بالتحتية ودالين وفيه نظر والحديث رواه ابن الزبالة كذلك إلا أنه سردها تسعة ورواه ابن شبة وسردها ثمانية فحذف منها الدار ثم روي عن ابن جعفر تسميتها بالدار والإيمان ثم قال فالله أعلم أهما تمام العشرة أم لا ، انتهى ، وعن الداوردي : بلغني أن للمدينة في التوراة أربعين اسماً .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 27, 2015 7:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

الفصل الثاني

في تفضيلها على البلاد



نقل عياض وقبله أبو الوليد الناجي وغيرهما الإجماع على تفضيل ما ضم الأعضاء الشريفة حتى على الكعبة كما قاله ابن عساكر في تحفته وغيره ، بل نقل التاج السبكي عن ابن عقيل الحنبلي أنها أفضل من العرش ، وصرح التاج الفاكهي بتفضيلها على السموات قال : " بل الظاهر المتعين تفضيل جميع الأرض على السماء لحلوله صلى الله عليه وسلم بها " ، وحكاه بعضهم عن الأكثرين لخلق الأنبياء منها ودفنهم بها لكن قال النووي أن الجمهور على تفضيل السماء على الأرض أي ما عدا ما ضم الأعضاء الشريفة ، وأجمعوا بعد ذلك على تفضيل مكة والمدينة على سائر البلاد واختلفوا فيها فذهب عمر بن الخطاب وبعض الصحابة وأكثر المدنيين كما مال عياض إلى تفضيل المدينة وهو مذهب مالك وإحدى الروايتين عن أحمد والخلاف فيما عدا الكعبة فهي أفضل من بقية المدينة إتفاقاً وقال ابن عبد السلام : معنى التفضيل بين مكة والمدينة أن ثواب العمل في إحداهما أكثر من ثواب العمل في الأخرى وكذا التفضيل في الأزمان وموضع القبر الشريف لا يمكن العمل فيه فيشكل قول عياض أنه أفضل إجماعاً ، وأجاب بعضهم بأن التفضيل في ذلك للمجاورة ولذا حرم على المحدث مس جلد المصحف لا لكثرة الثواب وإلا فلا يكون جلد المصحف بل ولا المصحف أفضل من غيره لتعذر العمل فيه ، وقال التقي السبكي : قد يكون التفضيل بكثرة الثواب وقد يكون لأمر آخر وإن لم يكن عمل فإن القبر الشريف ينزل عليه من الرحمة والرضوان والملائكة وله عند الله من المحبة ولساكنه ما تقصر العقول عنه فكيف لا يكون أفضل الأمكنة !

وأيضاً فباعتبار ما قيل إن كل أحد يدفن في الموضع الذي خلق منه ، وقد تكون الأعمال مضاعفة فيه باعتبار حياته صلى الله عليه وسلم به وأن أعماله مضاعفة أكثر من كل أحد ، قلت : والرحمات النازلات بذلك المحل يعم فيضها الأمة وهي غير متناهية لدوام ترقياته صلى الله عليه وسلم فهو منبع الخيرات والكعبة عند من منع الصلاة فيها لا يصح القول بتفضيل المسجد حولها عليها لأنه محل العمل جزماً وأيضاً فسيأتي أن المجيء المذكور في قوله تعالى : " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك .. " ( النساء 64 ) حاصل بالمجيء إلى قبره الشريف وكذا زيارته صلى الله عليه وسلم وسؤال الشفاعة منه والتوسل به إلى الله تعالى والمجاورة عنده من أفضل القربات وعنده تجاب الدعوات فكيف لا يكون أفضل وهو السبب في هذه الخيرات !

وأيضاً فهو من أعلى رياض الجنة وفي الحديث : " لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها " ، وفي حديث مستدرك الحاكم وقال صحيح وله شواهد صحيحة عن أبي سعيد قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم عند قبر فقال : قبر من هذا ؟ فقالوا : فلان الحبشي يا رسول الله ، فقال : لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها " .

ولابن الجوزي في الوفاء عن كعب الأحبار : " لما أراد الله عز وجل أن يخلق محمداً صلى الله عليه وسلم أمر جبريل فأتاه بالقبضة البيضاء التي هي موضع قبره صلى الله عليه وسلم فعجنت بماء التسنيم ثم غمست في أنهار الجنة وطيف بها في السموات والأرض فعرفت الملائكة محمداً وفضله قبل أن تعرف آدم عليه السلام " .

وقال الحكيم الترمذي في حديث : " إذا قضي لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة إنما صار أجله هناك لأنه خلق من تلك البقعة " ، وقد قال تعالى : " منها خلقناكم وفيها نعيدكم " ( طه 55 ) وإنما المرء من حيث بديء منه .

وعن الجريري قال : سمعت ابن سيرين يقول : لو حلفت حلفت صادقاً باراً غير شاك ولا مستثن إن الله تعالى ما خلق نبيه صلى الله عليه وسلم ولا أبا بكر ولا عمر إلا من طينة واحدة ثم ردهم إلى تلك الطينة .

وجاء أن عزرائيل عليه السلام لما قبض القبضة من الأرض وطيء إبليس الأرض بقدميه وصار بعضها بينهما فمن التربة التي لم يصل إليها قدمه الأنبياء والأولياء وكانت درة رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك البقعة موضع نظر الله كما في العوارف .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أصل طينته صلى الله عليه وسلم من سرة الأرض بمكة ( يعني الكعبة ) وقيل : لما خاطب الله السموات والأرض بقوله : " ائتيا طوعاً أو كرها " ( فصلت 11 ) أجاب من الأرض موضع الكعبة ومن السماء ما يحاذيها فالمجيب من الأرض درته صلى الله عليه وسلم ومن الكعبة دحيت الأرض ولم يكن مدفنه صلى الله عليه وسلم بها لأنه لما تموج الماء رمى الزبد إلى النواحي فوقعت جوهرته صلى الله عليه وسلم إلى ما يحاذي تربته بالمدينة واستقرت بها كما قاله بعض المحققين فاستحق هذا المحل الشرف باستقرار ذلك فيه .

كما أن السبب في تفضيل الكعبة وجوده بها أولاً ، ولابن الجوزي في الوفاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : " لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه فقال علي رضي الله عنه : إنه ليس في الأرض بقعة أكرم على الله من بقعة قبض فيها نفس نبي صلى الله عليه وسلم " .

قلت : فهذا أصل الإجماع على تفضيله لرجوع الباقين إليه ولقول أبي بكر رضي الله عنه حينئذ : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يقبض النبي إلا في أحب الأمكنة إليه " رواه أبو يعلى ، قلت : وأحبها إليه أحبها إلى ربه لأن حبه تابع لحب ربه وما كان أحب إلى الله ورسوله كيف لا يكون أفضل !

وقد سلكت في تفضيل المدينة هذا المسلك فقد صح قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد " أي بل أشد كما روي به ، وأجيبت الدعوة حتى كان يحرك دابته إذا رآها من حبها وقال : " ما على الأرض بقعة أحب إلي من أن يكون قبري بها " منها كما سيأتي مع أن الحاكم روى في مستدركه على الصحيحين حديث : " اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني في أحب البقاع إليك " أي في موضع تصيره كذلك فيجتمع فيه الحبان والحب من الله تعالى إنالة الخير والتعظيم للمحبوب فيتجدد بعد أن لم يكن ، قيل قد ضعفه ابن عبد البر ولو سلمت صحته فالمراد : أحب إليك بعد مكة لحديث : " إن مكة خير بلاد الله " ، وفي رواية : " أحب بلاد الله إلى الله " ، ولزيادة المضاعفة بمسجد مكة ، قلت : ما ذكر لا يقتضي صرفه عن ظاهرة إذ القصد به الدعاء لدار هجرته بأن يصيرها الله كذلك وفيما قدمنا غنية عن صحته ، وحديث : " إن مكة .. " محمول على بدء الأمر قبل ثبوت الفضل للمدينة وإظهار الدين وافتتاح البلاد منها حتى مكة فقد أنالها الله وأنال بها ما لم يكن لغيرها من البلاد ، فظهر إجابة الدعوة وصيرورتها أحب مطلقاً بعد ، ولهذا افترض الله على حبيبه صلى الله عليه وسلم الإقامة بها وحث هو على الاقتداء به في سكناها والموت بها فكيف لا تكون أفضل ! وقوله في بعض طرق حديث : " إن مكة خير بلاد الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله وهو على راحلته بالحزورة وهو المعروف اليوم بعزورة وقد كان صلى الله عليه وسلم في سفر الهجرة مستخفياً لا يقتضي تأخر هذا القول عن سفر الهجرة لأن خروجه صلى الله عليه وسلم للغار كان ليلاً بعد أن ذر التراب على رؤوس من كان يرصده وقرأ أوائل يس يستتر بها فلم يروه ، وفي رواية لابن حبان : " فركبا ( يعني هو وأبو بكر ) حتى أتيا الغار وهو غار ثور فتواريا فيه " .

وأما مزيد المضاعفة فأسباب التفضيل لا تنحصر في ذلك فالصلوات الخمس بمنى للمتوجه لعرفة أفضل منها بمسجد مكة وإن انتفت عنها المضاعفة إذ في الاتباع ما يربو عليها ومذهبنا شمول المضاعفة النفل مع تفضيله بالمنزل ولذا قال عمر رضي الله عنه بمزيد المضاعفة بمسجد مكة مع قوله بتفضيل المدينة ولم يصب من أخذ من قوله بمزيد المضاعفة تفضيل مكة إذ غايته أن للمفضول مزية ليست للفاضل مع أن دعاءه صلى الله عليه وسلم بمزيد تضعيف البركة بالمدينة على مكة كما سيأتي شامل للأمور الدينية أيضاً وقد يبارك في العدد القليل فيربو نفعه على الكثير ولهذا استدل به على تفضيل المدينة وإن أريد من حديث المضاعفة الكعبة فقط فالجواب أن الكلام فيما عداها فلا يرد شيء مما جاء في فضلها ولا ما بمكة من مواضع الشكر لتعلقه بها ولهذا قال عمر لعبد الله المخزومي : أنت القائل لمكة خير من المدينة ؟ فقال عبد الله : هي حرم الله وأمنه وفيها بيته ، فقال عمر : لا أقول في حرم الله وبيته شيئاً ثم كرر عمر قوله الأول فأعاد جوابه فأعاد له عمر : لا أقول في حرم الله وبيته شيئاً فأشير على عبد الله فانصرف ، وقد عوضت المدينة عن العمرة ما صح في إتيان مسجد قباء وعن الحج ما جاء مما سيأتي في فضل الزيارة والمسجد والإقامة بعد النبوة بالمدينة وإن كانت أقل من مكة على القول به فقد كانت سبباً لإعزاز الدين وإظهاره ونزول أكثر الفرائض وإكمال الدين حتى كثر تردد جبريل عليه السلام بها ثم استقر بها صلى الله عليه وسلم إلى قيام الساعة ولهذا قيل لمالك : أيما أحب إليك المقام هنا ( يعني المدينة ) أو بمكة ؟ فقال : ههنا ، وكيف لا أختار المدينة وما بها طريق إلا سلك عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام ينزل من عند رب العالمين في أقل من ساعة ، وقد ثبت بالأحاديث الآتية تفضيل الموت بالمدينة فيثبت تفضيل سكانها لأنه طريقه .

وروى الطبراني وغيره حديث : " المدينة خير من مكة " وفي رواية للجنيدي : " أفضل من مكة " ، وفيه محمد بن عبد الرحمن الرداد ذكره ابن حبان في الثقات وقال : " كان يخطيء " وقال أبو زرعة : " لين " وقال ابن عدي : " روايته ليست محفوظة " وقال ابن حاتم : " ليس بقوي " ، ومن تأمل ما سلف مع ما سيأتي في فضلها وخصائصها استغنى عنه وانشرح صدراً بتفضيلها ، وفي الصحيحين : " أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد " أي أمرني الله بالهجرة إليها ، إن كان قاله بمكة أو بسكناها إن كان قاله بالمدينة .

وقال القاضي عبد الوهاب : لا معنى لقوله تأكل القرى إلا رجوع فضلها عليها وزيادتها على غيرها ، وقال ابن المنير : يحتمل أن يكون المراد بذلك غلبة فضلها على فضل غيرها أي أن الفضائل تضمحل في جنب عظيم فضلها حتى تكون عدماً وهذا أبلغ من تسمية مكة أم القرى لأن الأمومة لا ينمحي معها ما هي له أم لكن يكون لها حق الأمومة ، قلت : وجعله احتمالاً لأنه كنى بالأكل عن الغلبة لأن الآكل غالب على المأكول فيحتمل أن يكون المراد غلبتها في الفضل أو غلبة أهلها على القرى ، قلت : والأقرب حمله عليها إذ هو أبلغ في الغرض المسوق له ، ذلك وفي صحيح مسلم حديث : " يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه : هلم إلى الرخاء ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، والذي نفسي بيده لا يخرج أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه " ، وفيه إشعار بذم الخروج منها مطلقاً وهو عام أبداً كما نقله المحب الطبري عن قوم وقال : إنه ظاهر اللفظ .

وفي حديث الصحيحين : " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها " أي تنقبض وتنضم وتلجأ مع أنها أصل انتشاره فكل مؤمن من نفسه شائق إليها في جميع الأزمان لحبه في ساكنها صلى الله عليه وسلم .

وللجندي حديث : " يوشك الإيمان أن يأرز إلى المدينة ( أي يرجع إليها ) أخيراً كما ابتدأ منها " ، ولذا روي : " لا تقوم الساعة حتى يحاز الإيمان إلى المدينة كما يحوز السيل الدمن " ، وفي رواية ستأتي في الفصل التاسع : " ليعودن هذا الأمر إلى المدينة كما بديء منها حتى لا يكون إيمان إلا بها " ، ولأبي يعلى عن العباس رضي الله عنه قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فالتفت إليها وقال : " إن الله برأ هذه الجزيرة من الشرك " في رواية : " إن الله قد طهر هذه القرية من الشرك إن لم تضلهم النجوم " .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتاب خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 10, 2016 1:51 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10727

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط