موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخلوف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 28, 2015 9:55 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

فهذه رسالة مختصرة قيمة في بيان فضل ليلة النصف من شهر شعبان المعظم أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بكل خير ، وهي لشيخ الأزهر الشريف الإمام محمد حسنين مخلوف رحمه الله تعالى ، وعليها مقدمة من ولده مفتي الديار المصرية الأسبق الشيخ حسنين محمد مخلوف وهي هذه :

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صفوة الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .

وبعد :

فمما ألفه الأستاذ الوالد شيخ شيوخ الأزهر الإمام العلامة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي رحمه الله ، رسالة في فضائل ليلة النصف من شعبان ، سبق له أن ألقى مضمونها في ليلة النصف بمسجد الإمام الحسين السبط رضي الله عنه في مقتبل الشباب ثم دونه كتابة بعد مدة طويلة في 14 من شهر رمضان سنة 1311 هـ ، وقد وقفت عليها محفوظة بمكتبة مولانا الأستاذ إمام أولي العرفان والتحقيق العارف بالله تعالى سيدي أبي المعارف الشيخ أحمد بن شرقاوي المالكي الخلوتي رضي الله عنه بدير السعادة بمركز نجع حمادي محافظة قنا بالصعيد .

فرجوت حفيده الأستاذ الأديب الفاضل الشيخ أحمد أبي الوفاء نجل مولانا الأستاذ العلامة الإمام الشيخ أحمد أبي الوفاء الشرقاوي ابن الأستاذ الإمام أبي المعارف رضي الله عنهما ونفع المسلمين بهما أن ينسخ لي نسخة منها فتفضل بنسخها في 29 من المحرم سنة 1392 هـ ( 15 مارس سنة 1972 م ) .

وبعد مطالعتها وجدتها جديرة بالنشر لعظم فائدتها ومسيس الحاجة إليها ، والله المسئول أن ينفع بها ويجزي بالخير والإحسان القائمين بنشرها وهو تعالى خير مسئول وما أحوج المسلمين إلى معرفة فضائل الأيام والشهور ليحيوها بالعمل الصالح المبرور ويغنموا بالخير في الدنيا ويوم النشور .

كتبه
حسنين محمد مخلوف
مفتي الديار المصرية سابقاً وعضو جماعة كبار العلماء
2 رجب سنة 1394 هـ 22 يوليو سنة 1974 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 28, 2015 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذي خص كل وقت بحكم لا ينبغي لسواه ورتب على القيام به من الأجر ما لا يعلم قدره إلا من أراده وأسداه ، تشريفاً لجواهر الأوقات بفضائل الأعمال وتكميلاً للعاملين وإسعاداً لهم بالعطاء وبلوغ الآمال ، والصلاة والسلام على من أنزل عليه : " وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " وعلى آله وأحبابه ما انقسم الوقت أياماً وليالي وأعواماً وشهوراً .

وبعد :

فقد اتفق للفقير إلى مولاه الرءوف محمد بن حسنين بن محمد بن علي مخلوف إحياء ليلة النصف من شهر شعبان المكرم في مقتبل العمر بقراءة درس بعد صلاة العشاء بمسجد الإمام أبي عبد الله الحسين السبط رضي الله عنه بالقاهرة ، تحدثت فيه عن شيء من فضائلها بقدر ما وسعه الوقت وما يناسب المسلمين وجلهم من عامة المسلمين ، فأشار علي من إشارته أمر لدي أن أقيده كتابة للانتفاع به فدونته مستعيناً بالله تعالى وهو حسبي ونعم الوكيل ، ثم زدت فيه عند الكتابة ما عساه يفي بحاجة المستزيد من فضائل هذه الليلة المباركة ، وإن كان أزيد مما ينبغي أن يذكر للعامة فيها ، ومعلوم أن لكل مقام مقالاً وأن ما يحسن لقوم قد لا يحسن لآخرين .

وقلت بعد البسملة والحمد والصلاة والتسليم على الرسول الكريم وعلى آله وأصحابه ذوي القدر العظيم .

أما بعد :

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما أن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وهو القرآن المجيد فهذا حق لا ريب فيه ، قال تعالى : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين " .
وقال تعالى : " وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
وقال تعالى : " ومن أصدق من الله حديثا " .
وقال تعالى : " وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " .
إلى آيات كثيرة في فضله وقدره العظيم .

وأما أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فلأنه أكمل الخلق وأفضلهم وأحكمهم وأعلمهم وأهداهم سبيلاً وأقومهم ، اصطفاه ربه فأفاض عليه ما لا يحصى من العلم بالحق والهدى والمنافع والمضار وما هو الأولى في إرشاد العباد والأصلح لهم في أمور المعاش والمعاد ، وأنطقه بالحكمة والصواب بعظيم البيان وأفصح المقال وجوامع الكلم فكانت سنته القولية والفعلية بياناً واضحاً وهدياً قيماً وتعليماً صحيحاً وإرشاداً نافعاً من اهتدى بها واتبعها هدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم وكان على النهج القويم .
قال تعالى : " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " .
وقال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " .
وقال تعالى : " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .
وقال تعالى : " وإن تطيعوه تهتدوا " .
وقال تعالى : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " .
وأنزل الله عليه القرآن العظيم هدى ونوراً وتبياناً لكل شيء وضياءً ورحمة وسعادة وفلاحاً لمن آمن به واهتدى وسار على نهجه واقتدى .
وقال تعالى في أول آية نزلت من القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء بمكة المكرمة عام الفيل : " اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم . الذي علم بالقلم . علم الإنسان ما لم يعلم " .
وقال تعالى : " وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى . علمه شديد القوى " .
وأرسله الله للثقلين كافة بالهدى والحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وهدى الخلق إلى الحق ودعاهم إلى النور والهدى وحذرهم من الباطل والردى وكان بالمؤمنين رءوفاً رحيماً .
وأمر الله العباد بطاعته واتباعه فقال تعالى : " يا أيها الناس قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم " .
وقال تعالى : " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا . ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما " .
وقال تعالى : " ومن يطع الرسول فقد أطاع الله " .
وقال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " ، " ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " .

ومعلوم في الشرع والقواعد الأصولية أن الخبر إذا ورد متضمناً مدح شيء أو مدح فاعله كان في قوة أمر بذلك الشيء وطلب لتحصيل مضمونه والتخلق بمعناه .
وكذلك إذا ورد متضمناً ذم شيء أو ذم فاعله كان في قوة نهي عن ذلك الشيء وطلب لترك مضمونه والتجنب لمعناه .
فقوله صلى الله عليه وسلم : " إن أصدق الحديث كتاب الله " إلى آخره مقصود منه الحث على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخرج العبد عن هديهما المستبين وطريقهما المستقيم الذي في سلوكه رضا الله وطاعته والسعادة الأبدية ، وفي الميل عنه غضب الله وعصيانه والشقاوة السرمدية ، وألا يحدث في دين الله ما ليس منه وما هو مجاف له فإن ذلك ابتداع في الدين ومن ابتدع فيه فقد ضل ومن ضل دخل النار وبئس القرار .
وإن أضر شيء على الأمة وأسرعه إلى فسادها واختلال نظامها هو الابتداع في الدين والاسترسال في العادات الفاسدة والانقياد للشهوات الجامحة ، لأن ذلك مضادة لأحكام الله وتشريعاته وهو العليم الخبير وعصيان لله ومشاقة ومحاربة لما هو حق وهدى .
وأكثره مضرة وتأثيراً ما يصدر عن المتشبهين بالعلماء والزهاد وعن المتسمين بسمات القادة والزعماء وما يصدر عن غيرهم بحضورهم وإقرارهم مما ينافي شريعة الله نصاً أو روحاً دون خشية أو رهبة من غضب الله ونقمته .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من أخذ بسنتي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الإسلام " .
وقال صلى الله عليه وسلم : " من نظر إلى صاحب بدعة بغضاً له في الله ملأ قلبه أمناً وإيماناً ، ومن انتهر صاحب بدعة أمنه الله يوم الفزع الأكبر ، ومن استحقر صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة ، ومن لقيه بالبشر أو بما يسره فقد استخف بما أنزل الله على محمد " .

وكان إمام دار الهجرة مالك رضي الله عنه يلهج كثيراً بهذا البيت :

وخير أمور الناس ما كان سنة

وشر الأمور المحدثات البدائع



وكان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه كثيراً ما يتمثل بهذين البيتين :

من الدين كشف العيب عن كل كاذب

وعن كل بدعي أتى بالمصائب


ولولا رجال مسلمون لهدمت

صوامع دين الله من كل جانب



ولبعضهم :

من لم يكن برسول الله مقتدياً

فرجله في صراط الحق ما رسخت


ولو يطير على الأفلاك منتعلاً

قل ويح نفسك يا هذا لقد مسخت


ابن الرسول إذا أخطى طريقته

كآية من كتاب الله قد نسخت



هذا وإنه ليجمل بالناصح الحكيم هنا أن يفيض في امتداح الاتباع ومذمة الابتداع للإرشاد إلى الحق والتحذير من الباطل .
ومن هدي النبوة أنه لما حج صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في ذي الحجة قام خطيباً بين أصحابه رضي الله عنهم فقال :
" ألا إن الزمن قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم ، ثلاث متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان " .

إشارة إلى استقامة الأعمال بعد اعوجاجها في سالف الأزمان ورجوعها إلى الدين القويم بعد انحرافها عن صراطه المستقيم .
وذلك أن الله تعالى خلق السموات السبع والشمس والقمر والنجوم وجعلها متحركة تشرق وتغرب ، يدور عليها بعض أحكام الدين ، وجعل الشهر منوطاً برؤية الهلال سواء تم ثلاثين أو نقص ليلة من الليالي ، وخص بعض العبادات بأوقات وأطلق في بعض العبادات والأعمال وذلك لحكم ومصالح ، لولا هذا التخصيص والإطلاق لفات ما يترتب على ذلك من النفع العميم والحكم البالغة ، فجعل للصلاة والزكاة والصوم والحج وبعض أعمال البر أوقاتاً مخصوصة ومواعيد معلومة منصوصة ، وللمعاملات من بيع وشراء وقرض وشركة وغير ذلك أوضاعاً مرسومة وأحكاماً محدودة يدور عليها أمر الناس في تعاملهم وما يحتاجون إليه في دنياهم ودينهم ، قال تعالى : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم " ، أي المستقيم دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام الذي توارثه العرب جيلاً بعد جيل فكانوا يؤمنون بتعظيم هذه الأشهر الحرم الأربعة ويحرمون القتال فيها حتى كان الرجل منهم إذا لقي قاتل أبيه أو أخيه في أحدها لا يتعرض له بسوء وقوفاً عند هذا التحريم الإلهي ، ولا زال الأمر كذلك حتى جاء رجل من بني كنانة اسمه نعيم بن ثعلبة أو جنادي بن عوف وكان مطاعاً في قومه فقام على جمل في الموسم ونادى قومه : " إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه " وفي العام المقبل قال : " إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه " فأخذوا بعد ذلك في إطلاق الأعمال عن مواقيتها المعلومة وإخلاء الأحكام عن مواعيدها المرسومة وذلك هو النسيء فكانوا إذا جاءهم شهر حرام وهم يحاربون أحلوه وحرموا مكانه شهراً آخر ، فإن احتاجوا إليه أيضاً أحلوه وحرموا ما بعده وهكذا حتى استدار التحريم على شهور السنة كلها وربما زادوا في عدد الأشهر فجعلوا السنة ثلاثة عشر شهراً ليتسع الوقت ويتمكنوا من أغراضهم ويتمتعوا بشهواتهم ومصالحهم وذلك قوله تعالى : " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين " .
وقد قال تعالى قبل ذلك في عدة الشهور : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم " .
وقد أخبر عليه الصلاة والسلام في حجته في شهر ذي الحجة أن هيئة الزمان التي كانت في عهد الأنبياء السابقين محلاً للتخصيص والتبيين قد عادت إلى ما كانت عليه بعد ما حدث فيها في الجاهلية من التغيير والتبديل والزيادة والتأخير الموجب لاختلال النظام وفساد الأعمال .
وفي رجوع الأمر إلى أصله القيم وربط الأول بالآخر من اللطائف والإشارات ما لا يحيط به القلم .
وكما أن الزمن يكتسب مزيد فضل بفضيلة الأعمال الواقعة فيه كذلك يكتسب مزايا بتخصيصه بوجود كل من له مزية في الدين ويتفاوت ذلك بتفاوت أرباب المزايا والمنافع كالأنبياء والأولياء والصالحين وكل من يبعث روح فضيلة يحيي بها جسماً من الأجسام .

الليالي والأيام والأشهر الفاضلة



إذا علمت هذا فليلة الإسراء وليلة القدر وليلة الجمعة من الليالي الفاضلة حسب إرشادة صلى الله عليه وسلم وكذلك يوم الخميس ويوم الجمعة ويوم الإثنين ويوم عاشوراء والأشهر الحرم الأربعة : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الفرد ، وشهر رمضان وشعبان وغيرها من كل ما ورد فيه عن الصادق أثر مخصوص وكان وقتاً لفضيلة من الفضائل الدينية أو منفعة من المنافع الدنيوية .
ومن تتبع الأحاديث وجد فيها الكثير من ذلك .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 28, 2015 6:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

فضل ليلة النصف من شعبان



ومما أرشدنا إليه صلى الله عليه وسلم وأنه من الأوقات الفاضلة ليلة النصف من شعبان لما أعده الله فيها لعباده من النفحات والخيرات الحسان ولذلك تسمى الليلة المباركة أي ذات البركة والخير الكثير .

روي أن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يسح الله الخير في أربع ليال سحاً : ليلة الأضحى وليلة الفطر وليلة النصف من شعبان وليلة عرفة " .

وروى الحافظ أبو نعيم بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أربع ليال لياليهن كأيامهن وأيامهن كلياليهن يبر الله فيهن القسم ويعتق النسم ويعطي فيهن الجزيل : ليلة القدر وصباحها وليلة النصف من شعبان وصباحها وليلة عرفة وصباحها وليلة الجمعة وصباحها " .

وروي أن فيها يزيد ماء زمزم زيادة ظاهرة ويلحظ الله الكعبة فتحن إليها قلوب المؤمنين .

وتسمى أيضاً ليلة القسمة والتقدير ، روي عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نسخ ملك الموت عليه السلام كل من يموت من شعبان إلى شعبان وإن الرجل ليظلم ويفجر وينكح النسوان ويغرس الأشجار وقد نسخ اسمه من الأحياء إلى الأموات وما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل منها .

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر .
وتسمى أيضاً ليلة الحياة لما رواه إسحق بن راهويه عن وهب بن منبه قال : إذا كانت ليلة النصف من شعبان لم يمت أحد بين المغرب والعشاء لاشتغال ملك الموت بقبض الصكاك من رب العالمين .

ومثل هذا إن صح لا يقال من قبل الرأي ، ثم إن اتفق موت أحد في هذا الوقت فلعله لوقوع الغلط في الليلة أو يحمل الكلام على قلة الموت فيها والملائكة لا تشغلهم كثرة الشئون ولو اختلفت مآخذها .

وتسمى أيضاً ليلة الرحمة لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله يرحم من أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب .

وتسمى ليلة الإجابة ، روي عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً : " خمس ليال لا ترد فيها دعوة : أول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان وليلة الجمعة وليلتا العيدين " .

ومن أسمائها أيضاً ليلة الغفران ، روى الإمام أحمد في مسنده مرسلاً : " إن الله عز وجل يطلع ليلة النصف من شعبان إلى العباد فيغفر لأهل الأرض إلا رجلين مشرك ومشاحن " .

وروي أيضاً : أن الله يغفر لجميع المسلمين في هذه الليلة إلا الكاهن والساحر ومدمن الخمر وعاق والديه والمصر على الزنا .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي ، فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي ، فلما كان في جوف الليل فقدته فأخذني عليه ما يأخذ النساء من الغيرة ، فتلففت بمرطي ، أما والله ما كان مرطي خزاً ولا قزاً ولا حريراً ولا ديباجاً ولا قطناً ولا كتاناً ، فقيل : مم كان ؟ قالت : سداه كان شعراً ولحمته أوبار الإبل ، فطلبته في حجر نسائه فلم أجده ، فانصرفت إلى حجرتي فإذا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجداً وهو يقول في سجوده : سجد لك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي ، هذه يدي وما جنيت بها على نفسي ، يا عظيماً يرجى لكل عظيم اغفر الذنب العظيم ، أقول كما قال داود عليه السلام ، أعفر وجهي بالتراب لسيدي وحق له أن يسجد ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره ، ثم رفع رأسه صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم ارزقني قلباً تقياً نقياً من الشرك برياً لا كافراً ولا شقياً ، ثم سجد وقال : أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من عقابك ، وبك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، قالت : ثم انصرف ودخل معي في الخميلة ولي نفس عال فقال : ما هذا النفس يا حميرة ؟ قالت : فأخبرته فطفق يمسح بيده على ركبتي ويقول : ويس هاتين الركبتين ماذا لقيتا في هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ، إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده إلا لمشرك أو مشاحن " .

وفي رواية أخرى : أنه صلى الله عليه وسلم قال لها : يا حميرة أما تدرين ما هذه الليلة ؟ هذه ليلة النصف من شعبان ، إن لله عز وجل في هذه الليلة عتقاء من النار بعدد شعر غنم بني كلب ، قلت : يا نبي الله وما بال غنم بني كلب ؟ قال : ليس في العرب قوم أكثر غنماً منهم ، لا أقول فيهم ستة : مدمن خمر ولا عاق والديه ولا مصر على ربا أو زنا ولا مصارم ولا مصور ولا قتات " أهـ من غالية المواعظ وليحرر لفظ الحديث .

وعنه صلى الله عليه وسلم : " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله سبحانه وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول : ألا مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ، ألا من مبتلي فأعافيه ، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر " .

ومعنى نزول الله تعالى إلى ما ذكر وطلوعه لعباده إقباله عليهم وكثرة إحسانه إليهم ، أو المراد نزول الملائكة الذين يتولون هذه العطايا ، وهذا مذهب الخلف في مثل ما ذكر ، وأما السلف فيريدون بالنزول معنى لائقاً به تعالى لا تعرف كيفيته .

ومن أسمائها أيضاً : ليلة عيد الملائكة لما ورد أن للملائكة في السماء ليلتي عيد كما أن لمسلمي البشر يومي عيد ، فعيد الملائكة ليلة النصف من شعبان وليلة القدر .

ومن أسمائها أيضاً : ليلة الشفاعة والعفو لما ورد عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في تلك الليلة فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال : إن الله تبارك وتعالى قد أعتق من النار نصف أمتك وفيها أعطي تمام الشفاعة " .

وروي عنه صلى الله عليه وسلم : " أنه أتاه جبريل ليلة النصف من شعبان فقال : هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء بعدد شعر غنم بني كلب ، لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق والديه ولا إلى مدمن خمر " ، غلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في هذا الشأن ، وقد يتحصل منها أن جماعة كثيرة يحرمون في هذه الليلة من المغفرة ، فكل من تلبس بوصف من هذه الأوصاف الذميمة فاته الفوز بالغفران ، إلا أن يتنصل من ذنبه ويتوب إلى ربه ، فحينئذ يسلك الله به أقوم طريق ويدخله في زمرة أولئك الرفيق ونعم الرفيق ، قال تعالى : " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " ، " والذين إذا فعلوا فاحشة " الآية .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 29, 2015 5:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

إحياء الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الليلة



وكفى بهذه الليلة شرفاً أن النبي عليه الصلاة والسلام أحياها كما روي أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه دخل على عائشة رضي الله عنها فقالت : يا أبا سعيد حدثني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدثك بما رأيته يصنع، فقال لها أبو سعيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من صلاة الصبح قال : اللهم املأ سمعي نوراً وبصري نوراً ومن بين يدي نوراً ومن خلفي نوراً وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً ومن فوقي نوراً ومن تحتي نوراً وأعظم لي النور برحمتك ، قالت عائشة رضي الله عنها : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع عنه ثوبيه ثم لم يستتم فلبسهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنه يأتي بعض صويحباتي فخرجت أتبعه فأدركته بالبقيع ( بقيع الغرقد ) يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والشهداء .

وفي رواية : فتلففت بمرطي أما والله .. إلخ ، فقلت : بأبي وأمي أنت في حاجة ربك عز وجل وأنا في حاجة الدنيا فانصرفت فدخلت في حجرتي ولي نفس عال فلحقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا النفس يا عائشة ؟ فقلت : بأبي وأمي أتيتني فوضعت عنك ثوبيك ثم لم تستتم أن قمت فلبستهما فأخذتني غيرة شديدة ظننت أنك تأتي بعض صويحباتي حتى رأيتك بالبقيع تصنع ما تصنع ، فقال : يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قال : أتاني جبريل عليه السلام فقال : هذه ليلة النصف من شعبان ولله عز وجل فيها عتقاء بعدد شعر غنم بني كلب لا ينظر الله تعالى فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل إزاراً للخيلاء ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر ، قالت : ثم وضع عنه ثوبيه وقال : يا عائشة أتأذنين لي في قيام هذه الليلة ؟ قلت : نعم بأبي أنت وأمي فقام فسجد طويلاً حتى ظننت أنه قبض فقمت ألتمسه ووضعت يدي على باطن قدميه فتحرك ففرحت وسمعته يقول في سجوده : أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك جل وجهك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، فلما أصبح ذكرتهن له فقال : يا عائشة أتعلميهن ؟ فقلت : نعم ، قال : تعلميهن وعلميهن فإن جبريل عليه السلام علمنيهن وأمرني أن أرددهن في السجود .

إحياء الصحابة والتابعين هذه الليلة



وكذلك أحياها بعده صلى الله عليه وسلم واعتنى بشأنها أكابر الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين والعلماء العاملين .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 29, 2015 8:22 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت ديسمبر 21, 2013 9:44 pm
مشاركات: 1660
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

_________________
مدد ياسيدى يارسول الله
مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة
اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 30, 2015 7:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

ما يحصل به إحياء هذه الليلة



وإحياؤها يحصل بأمور :

منها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بل هي أليق بها لما قيل إن آية : " إن الله وملائكته يصلون .. " إلخ ، نزلت في تلك الليلة ، وهي من أكمل العبادات الموصلة إلى الله تعالى المقربة من إحسانه ولطفه الدافعة للكروب الموسعة للأرزاق .

حكي عن الإمام الشبلي رضي الله عنه أنه مات له جار فرآه في المنام وسأله عن حاله فقال : يا شبلي مرت علي أهوال عظيمة وارتج علي عند السؤال فقلت في نفسي من أين أتي علي ؟ ألم أمت على الإسلام ؟ فنوديت هذه عقوبة إهمالك للسانك في الدنيا فلما هم بي الملكان حال بيني وبينهم رجل جميل الشخص طيب الرائحة فذكرني حجتي فذكرتها فقلت : من أنت يرحمك الله ؟ فقال : أنا شخص خلقت لك من كثرة صلاتك على النبي صلى الله عليه وسلم وأمرت أن أنصرك في كل كرب .

إحياء ليلة النصف بالصلاة من غير تعيين عدد مخصوص وصلاة التسابيح



ومنها الصلاة ذات الركوع والسجود من غير تعيين عدد مخصوص ولا قراءة مخصوصة ، ولا يلتفت لما روي هنا من صلاة مائة ركعة فإنه لا أصل له ، نعم ورد التعيين في صلاة التسابيح التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس ولغيره من أقاربه لكن لا لخصوص هذه الليلة ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس : يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل لك عشر خصال إذا أنت فعلت غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال ( أي هذه عشر خصال ) أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ، زاد الغزالي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً وتهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات ، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك .

قال الحافظ صلاح الدين : حديث صلاة التسابيح صحيح وله طرق يعضد بعضها بعضاً .

وقال عبد العزيز بن رداد : من أراد الجنة فعليه بصلاة التسابيح .

وقال أبو عثمان الزاهد : ما رأيت لتفريج الشدائد والغموم مثل صلاة التسابيح .

وورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيها بعد التشهد وقبل السلام فيقول : اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وطلب أهل الرغبة وتعبد أهل الورع وعرفان أهل العلم حتى أخافك اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك وعملاً أستحق به رضاك حتى أناصحك في التوبة وخوفاً منك حتى أخلص لك في النصيحة وحباً لك حتى أتوكل عليك في الأمور كلها وحسن الظن بك ، سبحان خالق النور ، ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين .

وعن بعضهم : ينبغي أن يقرأ فيها على هذا الترتيب بسورة الزلزلة فالعاديات ثم القارعة فالتكاثر .

ويحصل إحياؤها أيضاً : بقراءة القرآن الشريف بل هو أعظم القربات وبالذكر الصحيح الجاري على سنن الشرع المنيف وبالاستغفار بأي صيغة كانت بل هو المناسب لرحمة هذه الليلة وغفرانها والأليق بكثرة ذنوبنا وسوء أحوالنا .

وقد ورد في فضل الاستغفار كتاباً وسنة ما يجل عن الحصر وكفى به شرفاً أنه كان ديدنه عليه الصلاة والسلام ودعاء الأوابين وفيه سعادة الدنيا والآخرة ، قال تعالى : " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا . يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " .

وعن أبي الدرداء مرفوعاً : " إن من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعاً وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم ويرزق به أهل الأرض " .

وورد أيضاً أن : " من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة " .

وسيد الاستغفار على ما روي في صحيح البخاري : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " .

وزاد : أن من قاله موقناً به في يوم فمات قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قاله من الليل موقناً به فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .

ويحصل أيضاً بالدعاء الذي هو مخ العبادة ومهبط الاستجابة ، قال تعالى : " ادعوني أستجب لكم " ، " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب " ، " إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " أي صاغرين ، وقال السدي : معنى عبادتي دعائي لأن الدعاء نوع من العبادة بل هو أفضل أنواعها ، قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل العبادة الدعاء " وقد توعد على الاستكبار عنه لأن ذلك عادة المترفين المسرفين والمؤمن يتضرع إلى الله تعالى ويخضع إليه في كل تقلباته ولا شيء أكمل في باب الخضوع والعبادة من الدعاء .
وأكمله ما كان بلسان الحال والمقال ، نقل عن النووي أنه قيل له : ادع الله تعالى ، فقال : إن ترك الذنوب هو الدعاء ، والدعاء باللسان ترجمة عن طلب الباطن وإنه إنما يصح لصحة التوجه وترك المخالفة فمن ترك الذنوب فقد سأل الحق بلسان الاستعداد وهو الدعاء الذي يلزمه الإجابة ومن لا يتركها فليس بسائل وإن دعاه سبحانه ألف مرة .

هذا وأفضله ما كان بالأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم أو عن بعض الصالحين ومنه : " اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ، اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة " .

ومنه دعاء آدم عليه السلام حين أهبط بالأرض وهو : " اللهم إنك تعلم سري وعلانيتي فاقبل معذرتي وتعلم حاجتي فاعطني سؤلي وتعلم ما عندي فاغفر لي ذنوبي كلها فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي ويقيناً صادقاً حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتب لي ورضني بقضائك ، فأوحى الله إليه : يا آدم إنك دعوتني بدعاء فاستجبت لك ولن يدعوني به أحد من ذريتك إلا استجبت له وغفرت له ذنوبه وفرجت همه وغمه وأتجرت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا وهي راغمة وإن كان لا بر يدها " رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة .


شرفني مروك العاطر الفاضل / هارون ..

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 31, 2015 6:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

دعاء ليلة النصف من شعبان



ومن المأثور عن بعض الصالحين ما اعتاده الناس بعد الغروب في تلك الليلة من قراءة هذا الدعاء وهو : " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين ، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقتراً علي في الرزق فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيداً مرزوقاً موفقاً للخيرات فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل : " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " ، إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم أسألك أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم إنك أنت الأعز الأكرم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم " .

وكيفية الإتيان به على الوجه السائغ شرعاً أن من كان يحفظه فليدع به في نفسه ومن لم يحفظه وأراد الدعاء به فإن شاء سمعه من غيره وأمن على دعائه والمؤمن داع وشريك بشرط أن يكون التأمين من السامع بصوت خفي أو سراً حتى لا يؤدي إلى التشويش ورفع الصوت بالمساجد وألا يكون معه حركة مؤدية إلى التزاحم والتدافع والاختلاط المؤذي كما يقع كثيراً في المجامع الحافلة .

وهذا إذا كان الداعي يبدل ضمائر الإفراد بضمائر الجمع ليكون للتأمين محل وإلا فالمناسب للسامع أن يقول الجملة كما سمعها بالشرط المار .

والأكمل في هذا الدعاء الانفراد وإنما استحسن العلماء الاجتماع فيه وأقروه لما رأوا فيه من الإعانة على البر والتقوى والنشاط وقياساً على ما قيل في الاجتماع لحلق الذكر وقراءة القرآن كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من قوم يجتمعون يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء : قوموا مغفوراً لكم فقد بدلت سيئاتكم حسنات " .

وفي الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إن ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه " .

وفي فتاوى البرزلي عن مالك ما يدل على جواز الاجتماع للذكر والقرآن وأنه الذي عليه عمل الناس اليوم في الأمصار على أنه لا يبعد تناول عموم الأحاديث المذكورة في هذا المقام للدعاء على أحد الوجهين المارين .

والمدار على خلوه عن الموانع الشرعية ككل عبادة أدى الاجتماع عليها إلى ما يخل بهيئة العمل شرعاً .

ويسهل الأمر في ذلك مذهب السادة الشافعية فإنه يرى جواز الاجتماع لمثل ذلك بشرطه المتقدم .

وما في شرح أبي الحسن على الرسالة من أن مالكاً رضي الله عنه كره لأئمة المساجد والجماعات الدعاء عقب الصلوات المكتوبة جهراً للحاضرين لئلا يوشك أحدهم بتقدمه وكونه نصب نفسه واسطة بين الله وبينهم أن تعظم نفسه ويفسد قلبه ويعصي ربه في هذه الحالة أكثر مما يطيعه ، أي ومثل الجهر فيما ذكر الاجتماع على الدعاء كما نص عليه العلامة العدوي فقد كتب عليه العلامة المذكور ما نصه : قال ابن ناجي : قلت وقد استقر العمل على جوازه عندنا بإفريقية وكان بعض من لقيته ينصره بأن الدعاء ورد الحث عليه من حيث الجملة أي مطلقاً ، قال تعالى : " ادعوني أستجب لكم " ، وقال : " قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم " أهـ .

وعبارة ميارة بعد أن ذكر عبارة الشرح نصها : وحاصل ما انفصل عنه الإمام ابن عرفة والغبريني أن ذلك إن كان على نية أنه من سنن الصلاة أو فضائلها فهو غير جائز وإن كان مع السلامة من ذلك فهو باق على حكم أصل الدعاء والدعاء عبادة شرعية فضلها في الشريعة معلوم عظمه ، انتهى المراد منه .

ولا يخفى عليك أن مسألتنا أخف من هذه لبعدها عن المظنة المذكورة لكونها إنما تقع في كل عام مرة ، والداعي فيها إنما نصب نفسه لا ليكون واسطة بين الله وبينهم بل ليعلمهم كيف يدعون بالمأثور مع سلامتها من اعتقاد أن ذلك من سنن الصلاة أو فضائلها .
وبالجملة فالمدار على الخلو عن الموانع الشرعية ومهما وجدت تعين الوقوف دونها .

ويحصل أيضاً إحياؤها بقراءة العلم الشرعي كالتفسير والحديث والفقه وبيان الفضائل .

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 17, 2022 12:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
يرفع

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 20, 2022 8:48 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7602
حامد الديب كتب:
[size=150]يرفع

رفع الله قدرك وجبر خاطرك
بجاه الحبيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
[/size]

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: رسالة في فضل ليلة النصف من شهر شعبان للشيخ محمد حسنين مخ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 20, 2022 9:23 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682

مولانا / فراج يعقوب

بارك الله فيكم واسبغ نعمه عليكم ومتعكم بالرضا فى الدنيا والاّخره
وكل عام وانتم ومن تحبون بخير


_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 10 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط