|
بعض مقتطفات من مفتاح الأرواح ومصباح الأرواح لسيدى ابن عطاء السكندرى
علامات الوارد الملكى والوارد الشيطانى
والفرق بين الوارد الملكى والشيطان أن الملكى يعقبه برد ولذة، ولا تجد له ألما ولا تتغير لك صورة ،
ويترك علما .
والشيطانى يتبعه تهويش فى الأعضاء ، وألم وحيرةويترك تخبطا ، والخاطر ما يرد على القلب من الخطاب الوارد
الذى لا يعمل العبد فيه.
وما كان خطابا فهو على أربعة أقسام :
ربانى :وهو أول الخواطر ويسميه سهل : السبب الأول ومقر الخواطر وهو لا يخطئ أبدا وقد يعرف
بالقوة والتسلط وعدم الأندفاع بالدفع.
وملكى :وهو الباعث على مندوب او فرض.
وبالجملة كل ما فيه صلاح يسمى إلهاما .
ونفسانى::وهو ما فيه حظ النفس ويسمى هاجسا.
وشيطانى :وهو ما يدعو إلى مخالفة الحق قال الله تعالى:{الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء}.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم :"لمة الشيطان تكذيب بالحق وإيعاد بالشر".
ويسمى وسواسا ويعتبر بميزان الشرع فما فيه قربة فهو من الأولين،
وما فيه كراهة او مخالفة شرعا ،فهو من الأخيرين ويشتبه فى المباحات ، فما هو أقرب إلى مخالفة النفس ،فهو من الأولين ،
وما هو أقرب من الهواء وموافقة النفس ، فهو من الأخيرين.
والصادق الصافى القلب الحاضر مع الحق سهل عليه التفريق بينهما والله تعالى أعلم.
وليكن ذكرك الأسم الجامع وهو : (الله الله الله ) وإن شئت (هو هو) ولا تتعد هذا الذكر واحذر أن يفوه به لسانك،
وليكن قلبك هو القائل ، ولتكن الأذن مصغية لهذا الذكر ،حتى ينبعث الناطق من سرك فإذا أحسست بظهور الناطق فيك
فلا تترك حالتك التى كنت عليها.
باب التوحيد
قال الإمام الغزالى رحمه الله تعالى :
التوحيد أن يرى الامور كلها من الله تعالى رؤية تقطع إلتفاته عن الأسباب والوسائط ،فلا يرى الخير والشر إلا منه،
ومن ثمرة ذلك التوكل وترك شكاية الخلق ، وترك الغضب عليهم ، والرضى والتسليم لحكم الله تعالى ،
وكأن التوحيد جوهر نفيس له قشران أحدهما أبعد عن اللب من الأخر،
فخصص الناس الاسم بالقشر وأهملوا اللب .
القشر الأول:
أن تقول بلسانك (لا إله إلا الله) وهذا يسمى توحيدا ،لأنه مناقض للتثليث الذى تصرح به النصارى ، وقد يصدر عن المنافق الذى يخالف
سره وجهره.
القشر الثانى:
أن لا يكون فى القلب مخالفة وإنكار لمفهوم هذا القول بل يشتمل ظاهر القلب عى أعتقاد ذلك والتصديق به،
وهو توحيد عوام الخلق والمتكلمون حراسهذا القشر من تشويش المبتدعة.
القشر الثالث :
وهو اللباب أن يرى الامور كلها من الله رؤية تقطع التفاته عن الوسائط ، وأن يعبده عبادة يفرده بها فلا يعبد غيره ،
والتارك لهذا التوحيد متبع الهوى ، وكل متبع هوى فقد اتخذ إلهه هواه قال تعالى:{أرأيت من اتخذ إلهه هواه}.
وعنه عليه الصلاة والسلام :
"أبغض إله عبد فى الأرض عند الله هو الهوى"
فصل
ومن تدبره بخفى فكره ، وجد الموجودات كلها موحدة لله تعالى على لطيف الأنفاس ، ولولا ذلك لغشيهم العذاب ،
ففى كل ذرة من ذرات العالم فما دونها سر من اسرار اسم الله فبذلك السر فهم عنه واقرله بالتوحيد كل عالم على نوعه
الذى هو قائم به علم او لم يعلم كما قال الله تعالى:
{ولله يسجد من فى السموات والأرض طوعا وكرها}.
فكل يوحد الله فى كل مقام بما يليق بالربوبية ، وبما تطيقه اوصاف العبودية على ما قدر لهم فى تحقيق توحيدهم .
قال بعض العارفين :
المسبح يسبح بسر باطن حقيقة طهارة أوصاف فكرته فى ميدان عجائب الملكوت ، ولطائف دقائق الجبروت
فالسالك يسبح بذكره فى بحار القلب.
والمريد يسبح بقلبه فى بحار الفكر.
والمحب يسبح بروحه فى بحار الشوق.
والعارف يسبح بسره فى بحار الغيب.
والصديق يسبح بسر سره فى سر الأنوار القدسيات المتنقلة فى معانى أسماء الصفات مع ثبوت أقدام التمكين فى اختلاف الأوقات.
_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
