حامد الديب كتب:
[b][size=150]بارك الله فيكما وجزاكم الله كل الخير

.
وجزاكم الله كل الخير السيد الفاضل الدكتور حامد
بعض الأخطاء الواردة في قراءة مقاطع من الفتوحات المكية بالملف الاول وجدتها بالموقع انقلها ولكاتبها جزيل الشكر
1- يقول ابن العربي في أوّل خطبة الكتاب: "الحمد لله الَّذي أوجد الأشياء عن عدمٍ وعدمه"، وهناك فرق كبير بين "عن عدم" و"مِن عدم" كما قرأها الأخ عبد المجيد. وهذا الموضوع انتقد فيه الشيخ محيي الدين حتى قيل إنَّه يقول بقِدم العالم وهو غير صحيح. ولكن ابن العربي لا يقرِّ بخلق الأشياء من عدم، بل بوجودها عن عدم. والفرق أنَّ الأولى لا معنى لها ولا تجوز لأنَّه لا شيء يوجد من عدم لأنَّ العدم سلب وليس له كنه ولا حدود، وأمَّا وجود الأشياء عن عدم فهو أنّها اكتسبت الوجود بالفعل بعد أن كانت موجودة في علم الله تعالى على نفس الصورة التي وُجدت عليها، وعلم الله تعالى أزلي؛ فالأشياء موجودة في الأزل لكنّض ما تغيَّر عليها هو انتقالها من الوجود في علم الله تعالى إلى الوجود في الواقع المحسوس بالنسبة لنا، فالحدوث مرتبط بنا وأمّا بالنسبة لجلال الله تعالى فلم يتغير شيء قبل أو بعد وجود الأشياء.
- يقول ابن العربي:
الرَّبُّ حقٌّ والعبدُ حقٌّ
يا ليت شعري مَن المكلَّفْ
(والأخ الكريم قرأها المكلَّف بالكسر، والصواب أنها بفتح اللام المشددة
2- ثم يقول ابن العربي:
إن قلتَ عبدٌ فذاك ميتٌ
أو قلتَ ربٌّ أنَّى يُكلَّفْ
والأخ الكريم قرأها بالكسر أيضا، والصواب كما أسلفت بفتح اللام المشددة لأنَّ العبد لا يكلِّف، وابن العربي هنا يتساءل إن كان العبد حقٌّ أي له وجود في علم الله في الأزل، فكيف يكون مكلَّفاً، وهو ميت لا حول له ولا قوَة. وأشير للقرَّاء أيضاً أنَّ هذا التساؤل ليس للإنكار.
وكثيراً ما يتم تحريف الشطر الأول من البيت الأول بشكلٍ فظيعٍ (الرب عبد والعبد رب)، ثمَّ يُستشهد به بعد ذٰلك على كفر ابن العربي، فقد ورد في كُتُبِ وخُطَبِ الشَّيخ عبد العزيز بن عبد الله الرَّاجحي، وهو من تلاميذ الشَّيخ عبد العزيز بن باز، أنَّ ابن العربي يقول: الرَّبُّ عبدٌ والعبدُ ربٌّ... (انظر في شرح العقيدة الطحاوية للشَّيخ الرَّاحجي، وكذلك في شرح كتاب الاعتقاد لابن الفرّاء للرَّاجحي أيضاً).
3- ثم يقول ابن العربي: والصَّلاة على سِرِّ العالَم ونُكتته (أي نقطة مركزه)، ومطلب العالِم وبغيته، والأخ الكريم قرأ العالم الثانية بالنصب أيضاً، والصحيح بالكسر، مع أنَّ الوجه الآخر يجوز من بعيد.
4- لا بأس من اقتطاع بعض العبارات لأن النصَّ طويل، ولكن القارئ ترك بعد ذلك مقطعاً طويلا ثم انتقل إلى قول ابن العربي: وهنا سرٌّ...، وكلمة "هنا" تشير إلى اشياء وردت في المقاطع التي تمَّ حذفها، فغيَّر ذلك المعنى كلِّيَّاً.
5- ثم يقول ابن العربي: ثمَّ غَمَسَ قَلَمَ الإرادة في مِدادِ العِلم، وخَطّ بيمينِ القُدرة في اللَّوح المحفوظ المصون، كلَّ ما كان (وهو الماضي) وما هو كائنٌ (وهو الحاضر) وسيكون (وهو المستقبل)، وما لا يكون (وهو المعدوم، ولكن أخصُّ منه) ممَّا لو شاء وهو لا يشاء أن يكون لكان كيف يكون (أي الممكن الَّذي يوجد في الذِّهن، وأستثني العدم المحض الَّذي لا يمكن وجوده)، من قَدْرهِ المعلومِ الموزون... والأخ الكريم قرأها: "من قُدرةِ المعلوم.." وهذا لا معنى له.
6- ثم يقول ابن العربي: "فانظروا رحمكم الله -وأشرْتُ إلى آدم- في الزمرّدة البيضاء"، والأخ الكريم أسقط اسم آدم عليه السلام، فغيَّر المعنى.
7- ثم يقول ابن العربي: "وصحَّ له المقام الإِلِّيُّ وله سجد"، والأخ الكريم قرأها "العليُّ"، والإلُّ: الرُّبُوْبِيَّةُ، وقُرْبى الرَّحِمِ، والأصْلُ الجَيِّدُ، والمَعْدِنُ؛ فهي هنا مقام الرُّبوبيَّة.
8- ثم يقول ابن العربي:
انْظُرْ إِلى بَدْءِ الوُجُودِ وَكُنْ بِهِ
فَطِناً تَرَ الجُودَ القَدِيمَ المُحْدَثَا
وَالشَّيْءُ مِثْلُ الشَّيْءِ إِلاَّ أَنَّهُ
أَبْدَاهُ في عَيْنِ العَوَالِمِ مُحْدَثَا
إِنْ أَقْسَمَ الرَّائِي بِأَنَّ وُجُودَهُ
أَزَلاً فَبَرٌّ صَادِقٌ لَنْ يَحْنَثَا
أَوْ أَقْسَمَ الرَّائِي بِأَنَّ وُجُودَهُ
عَنْ فَقْدِهِ أَحْرَى وَكَانَ مُثَلَّثَا
والأخ الكريم لم يقرأ البيت الأخير، وهذا ينقص المعنى وبغيِّره.
[/b]
[/size]