اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4146 مكان: الديار المحروسة
|
 الطوفان في التوراة ************ המבול בתורה ورد بالتوراة : "في تلك الحقَب، كان في الأرض جبابرة، وبعد أن دخل أبناء الله على بنات الناس ولدن لهم أبناء، صار هؤلاء الأبناء أنفسهم الجبابرة المشهورين منذ القدم .ورأَى الرب أن شرّ الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كل تصور فكر قلبه يتسم دائمًا بالإثم، فملأ قلبه الأسف والحزن لأنه خلق الإنسان. وقال الرب: أَمحو الإنسان الذي خلقتُهُ عن وجه الأرض مع سائر الناس والحيوانات والزّواحف وطيور السماء، لأني حزنت أني خلقته. أما نوح فقد حظي برضى الرب) (التكوين 6 : 1 – . يذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود بأبناء الله هم الملائكة, ومن الأساطير التي شاعت في الزمن القديم أن من الملائكة من ينزل من السماء إلى الأرض لخطف الفتيات الحسان والتزوج بهن. وذهب البعض الآخر إلى أن المقصود بأبناء الله هم أبناء الحكام الظالمين الذين كان أبناؤهم يستولون على الفتيات الحسان بسلطان الآباء ويعاشروهن.
ومع ذلك يستمر غموض النصّ؛ فيشير النص إلى أشياء لم يفهمها العلماء والمفسرون. فما المقصود بأبناء الله ؟ ومن هنّ بنات الناس ؟ ويتضح من النص أن ذرية هذا اللقاء, الذي أغضب الرب, هم من يُعرفون, في تاريخ البشرية, بالجبابرة. وما ارتكبوه من آثام هو ما جعل الرب يأسف ويحزن على خلقه للإنسان!
تذكر المصادر أن بناء الفلك استمر مائة عام. ولم يأذن يهوه لنوح أن يُحذِّر باقي البشر من الخطر الزاحف إليهم. وكانت الدهشة ترتسم على وجوه القوم عندما يرون نوحًا يبني في الحقل فلكًا طوله ثلاث مائة ذراع, أي حوالي 150 مترًا, وهو طول سفينة ضخمة. ولن تبدو الأعوام المائة التي استغرقها بناء الفلك طويلة, إذا تذكرنا أن آلاف الضرورات كانت مرتبطة بتلك المنشأة؛ فقد كان ينبغي على أبناء نوح الثلاثة, على سبيل المثال, أن يجوبوا بلاد العالم كلها ليأتوا بمختلف أنواع الحيوانات. وبما أنه كان ينبغي عليهم حماية أنفسهم داخل الفلك نفسه, من بطش الأسود والنمور والفهود والتماسيح, وغيرها من الحيوانات المفترسة والكواسر, فقد كان عليهم أن يتقنوا فنون الترويض! وكان عليهم أن يعدّوا كميات كبيرة من الطعام, بما في ذلك اللحوم الضرورية لذلك العدد الهائل من الكواسر, إضافة إلى الحبوب والثمار وما شابه. تذكر التوراة أن الخشب الذي استخدم في صنع الفلك اسمه "الجفر" وكان المفترض أن هذا النوع من الخشب لابد أن يتحمل هذا الزمن الطويل لصناعة الفلك؛ 100 عام, ولا يتآكل أو يفسد, ومع ذلك لم يعرف أحد حتى الآن ما هى الشجرة التي تنتج خشب "الجفر"؟! ومن الغريب أن تذكر التوراة أن الرب أمر نوحًا بألا يأخذ معه سوى زوج من كل حيوان, لكنها تذكر في موضع آخر في السفر نفسه : "من جميع البهائم الطاهرة تأخذ معك سبعة سبعة, ذكرًا وأنثى, ومن البهائم التي ليست طاهرة, اثنين, ذكرًا وأنثى"!! ولم تذكر التوراة أن الرب أوضح لنوح كيف يفرّق بين "الطاهرة" و"غير الطاهرة"؟!
ولم تذكر مسألة الطهارة والنجاسة إلا في سفر اللاويين؛ فالطاهرة من بين البهائم هى تلك التي مشقوقة أظلافها وتجتر. ومع ذل فالجمل والأرنب يجتران, لكن أظلافهما غير مشقوقة, ولذلك فهما حيوانان نجسان, والخنزير أظلافه مشقوقة لكنه لا يجتر, فهو نجس. ومن الطيور النجسة, التي حرّم يهوه أكل لحومها: النسر, والدأة, والعقاب, والغراب, والبومة, والنعامة, والنورس, والباشق, والكركي, والبجع, والقوق, والرخم, وما شابه!
كان هناك اضطراب واضح في عدد الحيوانات والطيور التي يجب على نوح اصطحابها معه وأهله في الفلك؛ أهى زوجان من كل؟ أم سبعة؟
وإذا جمعنا أيام الطوفان بحسب التوراة سيتبين أن نوحًا وعائلته وتلك الحيوانات التي أنقذها من الهلاك بالغرق, أمضوا 393 يومًا, ولا نعرف كيف تمكّن ثمانية أشخاص هم: نوح, وسام, وحام, ويافث, بنو نوح, وامرأة نوح, وثلاث نساء بنيه, كيف تمكنوا من أن يُطعموا تلك الحديقة من الحيوانات كلها, على امتداد أكثر من عام. كما لا يذكر النص شيئًا عن مسألة التكاثر! وإلى كم من اللحوم احتاج الأمر! وأي كمية هائلة من المواد الغذائية!
ونحن لسنا بصدد النقد الدقيق لهذه القصة وأحداثها المثيرة’ لكن يحقّ لنا التساؤل عن أمور منطقية ما كان ينبغي أن تفوت على كاتب السفر, فتورد التوراة انه في اليوم السابع عشر من الشهر السابع, رسى فلك نوح فوق لاقمة ارارات, التي يبلغ ارتفاعها 5156 مترًا, أما الجبال الي يزيد ارتفاعها على ارتفاع ارارات, كقمم الهمالايا الاربع عشرة التي يبلغ ارتفاعها 8000 م, أو القمم الأخرى فلم تظهر إلا في اليوم الأول من الشهر العاشر, أي بعد ستة أسابيع. إنها لعجيبة حقًا!!
وتضم رواية التوراة في نهاية الطوفان أخبارًا غريبة عن الغراب ولحمامة!! فقد أطلق نوح "الغراب" أولا, "فطار الغراب ولم يحطّ إلا بعد أن جفّت المياه عن الأرض" !
ثم "أرسل الحمامة", لكنها لم تجد مكانًا لرجلها, فعادت إليه, إلى الفلك. فعاد واطلقها بعد سبعة أيام, فعادت إليه تحمل ورقة زيتون بمنقارها.!
كما نقرأ أن الرب نزل ليغلق باب الفلك بنفسه!
ومن غرائب الأمور أيضًا أن الرب يوقع اتفاقًا بينه وبين البشر بعدم إغراق البشر بعد ذلك, ولما كان الاتفاق يتطلب توقيعًا زتزقيعه هو! قوس قُزح, الذي لم يظهر إلى الوجود إلا في ذلك اليوم المشهود: "وَقَالَ الرَّبُّ: «وَهَذِهِ هِيَ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الأَبَدِيِّ الَّذِي أُقِيمُهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ الَّتِي مَعَكُمْ: 13أَضَعُ قَوْسِي فِي السَّحَابِ فَتَكُونُ عَلاَمَةَ مِيثَاقٍ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَرْضِ. 14فَيَكُونُ عِنْدَمَا أُخَيِّمُ بِالسَّحَابِ فَوْقَ الأَرْضِ، وَتَظْهَرُ الْقَوْسُ، 15أَنِّي أَذْكُرُ مِيثَاقِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ مِنْ ذَوَاتِ الْجَسَدِ، فَلاَ تَتَحَوَّلُ الْمِيَاهُ إِلَى طُوفَانٍ يُبِيدُ كُلَّ حَيَاةٍ. 16وَتَكُونُ الْقَوْسُ فِي السَّحَابِ، فَأُبْصِرُهَا، وَأَذْكُرُ الْمِيثَاقَ الأَبَدِيَّ الْمُبْرَمَ بَيْنِي وَبَيْنَ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ الْحَيَّةِ عَلَى الأَرْضِ». 17وَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «هَذِهِ هِيَ عَلاَمَةُ الْمِيثَاقِ الَّذِي أَبْرَمْتُهُ بَيْنِي وَبَيْنَ كُلِّ حَيٍّ عَلَى الأَرْضِ"!
والتعبير بـ "وضعت قوسي" يفيد بأن قوس قزح لم يكن موجودًا قبل ذلك الحدث. وبما أن قوس قزح يتشكل من انكسار أشعة الشمس وانعكاسها في قطرات الماء, فمن الجلي أن الأرض لم تعرف المطر كوسيلة للري, خلال القرون الفاصلة بين خلق العالم والطوفان, أي أن الشجر والنباتات كانت تنمو تلقائيًا!!
وممّا نقرأه في تفاسير قصة الطوفان ويمكنك اعتباره إساءة أدب مع الله ما يلي :
"أن نوحًا عندما أراد أن يعرف ما إذا كانت مياه الطوفان قد انحسرت, طلب من الغراب أن يقوم بهذه المهمة (التكوين 8 : 7), لكن الغراب شكّ في أن يكون نوح قد ثارت غريزته الجنسية ناحية أنثاه !!!. الأمر الذي أثار استغراب كثير من الدارسين عن كيفية اشتهاء نوح لأنثى الطائر ؟
لكن "راشي" (من كبار المفسّرين) يتطرق إلى هذه القصة بأخبار أخرى أكثر غرابة !! وهى أنه قبل أن تُمنح حواء لآدم, في الجنة, جامع آدم جميع الحيوانات !!, لكنه لم يستطب جماعها, وذلك لأن الحيوانات كانت جميلة قبل ارتكاب حواء وآدم والحية للخطيئة, التي أدت إلى عقابهما عليها, ولكن في سفينة نوح وفي جيل الطوفان تغير شكل الحيوانات وأصبحت على صورتها التي نراها الآن. (בראשית רבה, ח,ז) ومع ذلك يغضب البعض حين توجه نقدًا علميًا أو منطقيًا لهذه الخطاء والمغالطات الكثيرة والتي يمكن لطفل صغير أن يكتشفها وينظر إليك باستغراب !!
منقول للفائده
برجاء ذكر الرابط
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|