موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 17 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: أدب السالك في طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 15, 2016 1:58 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يوليو 27, 2015 9:27 am
مشاركات: 2116
msobieh كتب:

هو من أصحاب اللخبطات

وكان على ما أذكر قال بعض ممن يعرفه أنه مجنون أو جن فلخبط

ولا أدري ماذا قال عن أدب الوقت

فبرجاء وضع الرابط

وشكرا


محمد محمود كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة وأتم التسليم وآلهم ومن تبعهم وسلم تسليما كثيرا

أدب الوقـــت

إن الأشياء التى تسترقنا، وتنقص من عبوديتنا لله، ومن أدبنا معه، كثيرة، ولكن جميعها يحويها الزمن.. ولذلك فان الزمن هو اكبر ما يستعبدنا من دون الله.. ولشدة سلطان الزمن، أشركه الأقدمون مع الله، فقالوا: كما حكى عنهم القرآن: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا، نموت ونحيا، وما يهلكنا إلا الدهر).. ولذلك فان التخلص من استعباد الزمن لنا، هو اكبر أسباب القيام بمقتضيات أدب العبودية لله.. والزهد، بالصورة التى تحدثنا بها عنه، هو من أهم الوسائل العملية، المعينة على التخلص من استعباد الزمن لنا.. فالزمن إنما يستعبدنا عن طريق الخوف.. ونحن عندما نتوسع في الدنيا، يزداد خوفنا، وحرصنا، على الأشياء التى نملكها، فنتوهم الخطر وتكثر حركة جولان فكرنا بين الماضي والمستقبل.. أما عندما لا نملك ما نخاف عليه، توكلا على الله، وزهدا في الدنيا، فان ذلك يعين على الطمأنينة، والاستقرار الداخلي، ويعين على العيش في اللحظة الحاضرة..

والتخلص من استعباد الزمن، لا يتم إلا عن طريق العلم بالله، والتخلص من الخوف، ذلك الخوف الذى أزعجنا من أن نعيش في اللحظة الحاضرة، وجعلنا نعيش موزعين بين الماضي والمستقبل.. والله تعالى ليس في الماضي، ولا هو في المستقبل، وإنما هو في اللحظة الحاضرة.. فالعيش في اللحظة الحاضرة، هو الحياة الكاملة، الحياة الموصلة بمصدرها، الموصولة بالله.. والأدب مع الله يقتضي الحضور معه، بالعيش في اللحظة الحاضرة.. فهذا هو أدب العبودية.. فالله تعالى حاضر دائما.. فمن أكبر سوء الأدب أن يكون السيد حاضرا، والعبد غافلا عنه، ومنصرفا الى غيره من خلقه وعبيده!!

فالأدب جماعه (أدب الوقت).. وأدب الوقت يعنى أن نعيش في اللحظة الحاضرة، قائمين بواجبنا المباشر جهد الإتقان، ثم نرضى بالنتيجة، حتى ولو كانت على غير ما كنا ننتظر، ونحب، وذلك توكلا على الله، وثقة به، وبحسن اختياره لنا.. والعيش في اللحظة الحاضرة، والتزام أدب الوقت، ليس بالأمر السهل، والميسور، وإنما هو من أشق الأمور على النفس.. فتحقيقه يحتاج الى الحياة كلها.. ولا سبيل الى تحقيقه إلا بالعلم، والانتصار على الخوف.. ولا يتم ذلك إلا بالمران، والرياضة الطويلة، وفق نهج السنة، في تقليد النبي المعصوم.. فجميع أعمالنا في الصلاة، وفي كل صور العبادات الأخرى، وفي المعاملة إنما هي مران على أن نتخلص من الأشياء التى توزعنا، فنعيش في اللحظة الحاضرة، متحلين بأدب الوقت.. فلذلك فان الحديث عن أدب الوقت سيظل يلازمنا في جميع أبواب هذا الكتاب.

وأدب الوقت يقع على ثلاثة مستويات، مستوى الشريعة، ومستوى الطريقة، ومستوى الحقيقة.. والتفاوت بينها تفاوت مقدار.. والقاسم المشترك بين آداب المستويات الثلاثة، هو الحضور في الوقت الحاضر، وليس لإتقان الحضور نهاية فيبلغها العبد، فقد قال تعالى: (فلا تعجل عليهم، إنما نعد لهم عدا).. يعنى نحصي لهم الأنفاس الطالعة والنازلة.. فالإنسان محاسب على كل جزئية من جزئيات حياته.. فيم صرفها؟ وفي قوله تعالى: (ثم لتسألن، يومئذ، عن النعيم).. فالنعيم المعني هنا هو العمر، منذ لحظة الميلاد وإلى الموت، يسأل الإنسان عن كل شيء فيه!!

وقمة أدب الوقت، وهي قمة الأدب مع الربوبية، هي ما حكاه الله تعالى عن حالة النبي في المعراج، وذلك حين قال: (إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى).. قوله: (ما زاغ البصر وما طغى) يعنى قد توقف جولان فكر النبي بين الماضي والمستقبل، وبذلك تم له رفع حجاب الفكر، وخرج عن الزمان، والمكان، فتحرر من أكبر العناصر، فأكتملت له عبوديته لله، بهذا الانعتاق الكبير، من رق العناصر، اكتمل له أدبه مع ربه.. وفي تلك الالمامة انطبق النبي مع حقيقته فتحقق له المقام المحمود في الملكوت، بفضل الله، ثم بفضل التحلي بأدب الوقت في قمته.. ثم تحقق للنبي المقام المحمود بنزع الموت، فانتقل به الى البرزخ.. وهو قد ظل في حياته، وفي برزخه، يعمل الى إنزال هذا المقام من الملكوت الى الملك، ليتجسد في الأرض - وهذه أمور سنبينها في موضعها من الكتاب -وتجسيد المقام المحمود في الأرض، إنما يتم بفضل الله، ثم بفضل التحلي بأدب الوقت.. فهو إنما يتم عند صاحبه بانزال الملكوت الى الملك، وبتحقيق أدب الوقت في قمته.. فكأن الأمر يتم على مستويين، وفي آن معا.. المستوى الرأسي، وهو حركة تطابق الملك والملكوت.. والمستوى الأفقى، وهو حركة تضييق مجال الذبذبة بين الماضي والمستقبل، حتى يتم التوقف في اللحظة الحاضرة.. فاللحظة التى يتم فيها انطباق الملك على الملكوت، عند الشخص المرشح للمقام ويتم فيها التوقف في اللحظة الحاضرة، هذه اللحظة هي الساعة.. وهي تحقيق المقام المحمود على الأرض.. وهي لحظة نزول المسيح، التى فيها تكتمل الحياة، وتتحقق خلافة الأرض، فتشرق الأرض بنور ربها، ويحل في ربوعها السلام.. وصاحب هذا المقام هو (صاحب الوقت) لأنه أكبر من تأدب مع الوقت، فأنتصر عليه بهذا الأدب.. والأمر الذى يهمنا هنا، هو أن نؤكد أن التزام أدب الوقت بالعيش في اللحظة الحاضرة، هو السبيل لتحقيق كل الكمالات في الأرض، وعند كل فرد.. وهو أمر عملي، تتم ممارسته في السلوك في الحياة اليومية في العبادة، وفي المعاملة، كما سنبينه في موضعه.

يتبع ...........الرضا بالله

اللهم صل وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كبيرا

_________________
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد من صلى عليه في الأرض وعدد من صلى عليه في السماء وعدد من صلى عليه بين ذلك وعدد صلواتهم وبمثل صلواتهم صلى وسلم وبارك عليه وآله وصحبه ومن صلى عليه وسلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أدب السالك في طريق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 15, 2016 11:31 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد فبراير 22, 2004 2:50 am
مشاركات: 4536
msobieh كتب:

هو من أصحاب اللخبطات

وكان على ما أذكر قال بعض ممن يعرفه أنه مجنون أو جن فلخبط

ولا أدري ماذا قال عن أدب الوقت

فبرجاء وضع الرابط

وشكرا


شكرا لك سيدي على التوضيح
ربنا يكفينا شر اللخبطة والملخبطين
ببركة الحبيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

_________________
" الأولياء وإن جلت مراتبهم فى رتبة العبد والسادات سادات "


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 17 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط