ومن أجل قصائد الرفاعية قصيدة للإمام محمد أبو الهدى الصيادي قدس الله روحه وهي " الاستغاثة بأسماء الله الحسنى " ، ولقد كان بعض الرفاعية قديماً يتغنون بها في مجالس الذكر ، وسأكتبها هنا كاملة حيث أنها تطبع وتكتب وتقرأ الآن غير كاملة ، يحذفون منها الأبيات التي كان يدعو بها الإمام للخليفة العثماني رحمه الله تعالى ، وتناسوا أن ذلك يعد حذفاً للأمانة ، نعوذ بالله ورسوله أن نخون الأمانة ..
لا إله إلا الله لا إله إلا الله
محمد رسول الله عليه صلاة الله
بدأت ببسم الله في مبدأ الأمـرِ
وصلّيتُ تعظيماً على الكاملِ القدرِ
صلاتي وتسليمي وأزكى تحيتي
على من له وجه يفوق على البدر
دخلت بأسماء الإله لبابـِهِ
أؤمِّلُ بالأسماء من بابه جبري
أناديه يا الله جُدْ لي تكرُّمـاً
وبالفضلِ يا رحمنُ كُن جابراً كسري
رحيمٌ فكُن عَوني وغوثي وراحمي
ويا مالك ملِّـك فؤادي بالذكرِ
وهَبْ لي يا قدوسُ فهماً مقدسـا
سلامٌ فسلِّمني من الكربِ والضُرِّ
ويا مؤمن اقبضني بفضلك مؤمنا
مهيمنُ أيِّدني بذكرك في قبري
عزيزٌ فعزِّزني إذا ذلني الـورى
وبالجبرِ يا جبارُ قُدني إلى الخيرِ
وفي الناس كبِّر قدري يا متكبرُ
ويا خالق مِل بي بلطفٍ عن الكِبرِ
ويا بارئ برئ من العيب مسلكي
مصورُ فاحفظني وغفارٌ زِل وزري
وقهار اقهر لي عدوي مدى المدى
و يارب يا وهاب زدني من الفخرِ
ورزاق فارزقني الهداية والتقى
وبالفتح يا فتاح تمم علا قـدري
عليمٌ فعلِّمني إلى القُربِ منهجا
ويا قابض اقبض شدة القبضِ من صدري
ويا باسط ابسط لي بساط عنايةٍ
ويا خافض اخفض قدر من قصده ذلي
ويا رافع ارفعني على الناس بالهدى
مُعِزٌّ فزِد عِزِّي إلى آخر الدهرِ
مُذِلٌ أزل ذُلّي وشرِّف مراتبي
سميعٌ فأسمعني خطابك بالسـرِ
بصيرٌ فبصِّرني بنفسي وعيبها
ويا حكم احكم لي بغيبك في السر
ويا عدلُ خُذْ بالعدل والقهر ظالمي
لطيفٌ بلطفٍ منك جُدْ لي مدى عمري
خبير فشرِّف فيك أخبار همتي
حليمٌ تولني بحكمك في أمري
عظيمٌ غفورٌ فاغفر الذنب والخطا
شكورٌ فقيدني مدى الدهر للشُكرِ
عليٌّ كبيرٌ بل حفيظٌ لمن دعـا
مُقيتٌ حسيبٌ جُد لعبدكَ بالبـِرِّ
كريمٌ رقيبٌ بل مجيبٌ وواسعٌ
حكيمٌ ودودٌ فابدل العسرَ باليُسرِ
مجيدٌ ، فمجِّد لي مقامي وباعثٌ
ففي جودك ابعثني أميناً من المكرِ
شهيدٌ وحقٌّ خُذ إلى الحقِ مشربي
وكيلٌ قويٌ قوِّني واكفني شري
متينٌ وليٌّ كُن وليي وناصري
حميدٌ فنوِّرني بحمدك في قبري
ومُحصٍ فلا تخفى عليك خطيئتي
ومُبدٍ فكرِّم لي البداية في سيري
مُعيدٌ ومُحيي فاحيي بالفكر مهجتي
مميتٌ أمِتني ناطقَ القلبِ بالذكرِ
ويا حي يا قيوم زدني معارفا
ويا واجد بالوجد فيك اكفني هجري
ويا ماجد شرِّف بمجدك مسندي
ويا واحد وحِّد غرامك في فكري
ويا أحد يا فردُ فرِّد رقايتي
بمعراج حبل الوصلِ في السر والجهرِ
ويا صمد صمِّد لساني على الثنا
ويا قادر اكشف في الحجاب عن الأمرِ
ومقتدر كن لي وبالقدرة اكفني
مقدِّم قدِّمني بشأنٍي على غيري
مؤخِّرُ أخِّر رَكب ضدي عن المنى
ويا أول اختم لي بحُسن انتها عمري
ويا آخرُ يا ظاهرُ أنت باطنٌ
ويا والٍ يا متعالٍ زِد بالعُلا فخري
ويا برُّ يا توابُ أقبل لتوبتي
ومنتقمٌ ممن تعاملَ بالمكرِ
عفوٌ رؤوفٌ مالك المُلك ذو الجلال
والإكرام بالأفضال تتحف من يسري
ويا مقسطُ في كل شيءٍ وجامعٌ
غني ومغنٍ فاغنني فيك من فقري
ومعطٍ فجُد لي بالكرامةِ والعطا
ويا مانع امنعني عن الكذب والسحرِ
ويا ضار لا تطرق بضرك ذلتي
ويا نافع انفعني ويا نور كُن فخري
وهادي فزدني بالهداية رفعةً
بديعٌ فأطلعني على أبدع السـرِ
وباقي فأبقني بوصلك باقيا
ووارث ورِّثني الوصول كما تدري
رشيدٌ فأرشدني برشدك دائما
صبورٌ فجمِّلني إلى الموتِ بالصبرِ
بأسمائك الحُسنى أناجيك خائفا
وجئت بذنبي والتجرد من عذري
فسامح وجُد واغفر ذنوبي وعافني
وكمِّل مقاماتي بسِّري وفي جهري
وخُذني على الايمان بالموت شاهدا
لذاتك بالتوحيدِ يا عالماً سـِرِّي
وأهلي وإخواني وأمي ووالدي
وشيخي بآداب الطريقة والمقري
وجمِّل فؤادي بالعنايةِ واكفني
بفضلك أعدائي ومن قام في ضري
وخذ حاسدي وارفع بعزك رُتبتي
وزد في غنا الدارين بين الملا قدري
وتمم عليَّ الفخرَ وارضِ مشايخي
عليَّ وقيدني لخدمة ذي السرِ
وصَلِّ على المختارِ من جوهر الورى
محمد المبعوث للعبدِ والحرِ
وجُد بالرضا للصحبِ والآلِ سيَّما
لصديقه في كل حالٍ أبي بكر
كذا عمرُ الفاروقُ عثمانُ بعده
وحيدرة المطلوب في معضل الأمرِ
كذا الستة السادات من نور سرهم
حقيقته تعلو على الأنجم الزُهـرِ
وسبطا رسول الله أعني حُسينهم
كذا الحسن الموصوف بالعلم والشكرِ
وأمهما والتابعين لحزبهم
إلى منتهى الأيام في البر والبحرِ
خصوصاً لأصحاب الطريق شيوخنا
أولي العلم أهل الإطلاع على السرِ
كسيدنا بل شيخ أهل طريقنا
جناب الرفاعي تاج مَن هام بالذكرِ
ملاذ الورى شيخ الطرائق كلها
إمام رجال الله في جمعه السـرِ
سراج قلوب السالكين بلا مرا
ومنقذهم من صرعة الشك والغدرِ
أبي العلَمين الغوث أشجع من مشى
على الأرض من أهل الطريقة والفكر
وسيدنا الصياد أستاذ عصره
وشيخي سراج الدين مَن حبه فخري
وطائفة الراوي وأبناء عمهم
ومولاي خير الله من قام بالخيرِ
وأهل الطريق ابن الرفاعي جميعهم
بمنقلب الأفلاك دوراً على دورِ
وللقادري والأحمدي حمى الورى
كذاك الدسوقي والكرام ذوي الصبرِ
وللشاذلي والنقشبندي ومَن مشى
بسلكهما في منهج الشرع بالسيرِ
وللقومِ من هاموا بحبك سيدي
تكرَّم عليهم منك في رحمةٍ تجري
( وسلطاننا غوث البلاد فجازه
على حفظ هذا الدين بالعز والنصرِ
وأيِّده بالأملاك وانصر جنوده
على فرقة الشيطانِ واحفظه بالسرِّ
وتوِّجهُ بالقرآن وارزقه هيبةً
يذل بها كل المصاعب بالقهـرِ
ووفِّق له التوفيق في كل حالةٍ
وسلِّكهُ في سُبُلِ الشريعةِ بالأمرِ
وأمِّن بني الإسلام ربي بظله
بحُسن معاشٍ بالصيانةِ والخيرِ
وحسِّن أمورَ الخلق طراً بوقته
وأبدله في العُقبى بعِزٍّ إلى الحشرِ )
ومَيِّل جميع المسلمين لسيرنا
بحكمة رُشدٍ منك تصحي من السكرِ
وقُدنا وباقي المؤمنين إلى التقى
بحبلِ زمامِ العطفِ بالحمدِ والشكرِ
وهيئ لنا الآمالَ بالخير واكفنا
صروفَ زمانٍ جاء بالغم والشـرِّ
بأسمائك الحُسنى دعاك أبو الهدى
وترجمها ضمن القصيدة بالشعرِ
وقال بحمد الله للنظم خاتمـا
على ختمها أستغفر الله من وزري
فيا رب خُذها بالقبول لأنني
بدأت ببسم الله في مبدأ الأمــرِ
***