شجرة الشيخ نصر الدين.. قصة "الشجرة الوفية" التي تبكي دمًا على وفاة صاحبها منذ مئات السنين| فيديو وصور
محمود الدسوقي
تتواجد شجرة "الشيخ نصر الدين"، أو شجرة الدم" كما يُطلق عليها في نجع الخولي بمركز دشنا شمال قنا منذ مئات السنين، ومنذ ذلك الحين وهي عالقة في وجدان أهالي القرية.
"بوابة الأهرام" في سلسلة حلقاتها عن تاريخ الأشجار تسرد تاريخ هذه الشجرة العتيقة.
يقول الأهالي أن الشيخ نصر الدين كان يُحب الأطفال ويعطف عليهم، كما كان يحب أن يُطعم الغرباء ,ابناء السبيل أيضا من خيرات شجرته وارفة الظلال.
صارت الشجرة المعمرة، وهى أحد أنواع شجر السدر الذي يُعرف في مصر بـ"النبق"، من بين المظاهر التراثية التي ارتبطت بالأهالي، فهي تعد من أشهر الأشجار وأقدمها، ليس في الصعيد فحسب، بل في عموم مصر، شأنها شأن "شجرة دم الأخوين" في إحدى المحميات الطبيعية باليمن، التي كانت تشفي من الجروح والأمراض، كما حدد العالم الطبيب ابن سينا، حيث كتب عن فوائدها الصحية في شفاء الأمراض الجلدية في مؤلفاته الطبية.
وعُرفت أشجار السدر أو النبق منذ قديم الأزمنة، حيث ذُكرت أشجار السدر في القرآن الكريم.
ويُستخدم ثمارها وأوراقها والجذور واللحاء لعلاج العديد من الأمراض، كما عُرفت بخصائصها العلاجية المضادة للالتهابات منذ قرون بدءاً من تعقيم الجروح إلى علاج الأمراض الجلدية، ودخلت في صناعة الصابون أيضا، أقدم المنظفات في تاريخ البشر، وكان إلى وقت قريب توضع أوراقها في ماء الغُسل لأنها مباركة .
هنا في نجع الخولي، يتخذ الأطفال الشجرة صديقة لهم، أما الكبار الذين فيتذكرون عوالمهم القديمة وذكرياتهم مع الشجرة، حين كانوا صغارًا فيذهبون للشجرة، ويتذكرون طفولتهم، فيصير الكبار صغارا أمامها، شأنهم شأن الأطفال الذين يتسلقونها، ويدهنون السائل الأحمر بأيديهم، ويأكلون ثمار النبق، ويقرؤون الفاتحة لذلك الشيخ الذي استقر في زمن قديم غير معلوم هنا في نجع الخولى بدشنا، وزرع شجرة نبق مازالت قائمة بجوار مسجده العتيق الذي يحوي اسمه، وشجرة نسبه التي تمتد لذرية الإمام على ابن أبى طالب ـ كرم الله وجهه ـ .
يرجع تاريخ زراعة تلك الشجرة في قنا إلى 860هـ، حيث نزح العارف بالله نصر الدين بن السيد جمال الدين الإسنوي نسبة إلى مدينة إسنا، إلى مدينة دشنا بقنا، واستقر بنجع الخولي، ويرجع نسب الشيخ نصر الدين إلى الإمام الحسين ابن على ابن أبى طالب ـ رضي الله عنهماـ .
والشجرة التي تمت زراعتها منذ مئات السنين، أفرزت مادة غريبة يشبه لونها الدم الأحمر، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تُفرز تلك المادة أو "الدم" على حد تسمية الناس لها، إلا في يوم الجمعة.
ويُقال إنه في اليوم الذي توفي فيه العارف بالله نصر الدين، كانت الشجرة تنزف هذا "الدم" حزنًا على وفاته، ومع مرور الأيام زاد توافد الناس من كل القرى لزيارة المقام والشجرة، ومن هنا اتخذت الشجرة صفة "الوفاء"، وصارت من أهم الظواهر التراثية الشعبية في الصعيد
بدوره يقول العم أبوعلي عبد المُبدي في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن جدهم العارف بالله قام بزراعة تلك الشجرة، وبعد وفاته بدأت مع مرور الوقت في إفراز تلك المادة الغريبة.
ومع مرور الوقت بدأ الأهالي يستخدمون تلك المادة لعلاج بعض الأمراض الجلدية، مؤكدين أن الشجرة من ميراث الشيخ، وتشهد الشجرة في يوم الجمعة والإثنين من كل أسبوع، توافدًا من الأهالي الذين يصطحبون أطفالهم.
ويؤكد أبوعلي، أن الشيخ قدم هذا المكان في زمن غير معلوم ، واستوطن هذا المكان، مؤكدا أن الشيخ قام بزراعة هذه الشجرة الوفية، مؤكدا أنه يتم الاحتفال بمولد الشيخ لمدة ثلاثة أيام، بالذكر الحكيم والأناشيد الصوفية كل عام، أما طقوس الشجرة وزياراتها فهي أسبوعية، ويتم استقبال الناس الذين يتوافدون لها، أو يتذوقون الثمار أسبوعيًا، أو يأخذون السائل الأحمر، ويتم إكرامهم بعد صلاة ظهر الجمعة بالكرم الصعيدي، مؤكدا أن منذ مئات السنين تقام هذه الاحتفالات، أسبوعيا بلا انقطاع، فهي من تراثنا القديم الذي مازال مستمرًا حتى الآن. ومن العادة أن أطفال نجع الخولي يقومون بتسلق الشجرة لاستخراج تلك المادة الصمغية الحمراء عن طريق قطع صغيرة من القطن أو القماش لامتصاصها من داخل شقوق الشجرة، ثم يتم تعبئته لشفاء الأمراض الجلدية، الأطفال يرونها جزءًا أصيلاً من عالمهم ولا يستغنون عن اللعب بجوارها .
من المرويات التاريخية، أن شجرة السدر من الأشجار العتيقة فهي من أشجار الجنة في القرآن الكريم، وقد تم الانتفاع بها منذ القدم، سواء في عصر الفراعنة، وقد كان يستخدمها الأنبياء أيضا، ففي زمن نبي الله سليمان عليه السلام تم استخدامها ، ولشجرة السدر مكانة كبيرة في الدين الإسلامي، فقد ذكرت في القرآن الكريم عدة مرات.
ويوضح الشاعر حمدي حسين، أن طقوس شجرة النبق من الطقوس التراثية التي يجب الاهتمام ورصدها، مؤكدًا على أن الشجرة وتراثها الثقافي مادة خصبة للشعراء والمبدعين.
اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am مشاركات: 35527
حتى لا أحرم كتب:
شجرة الشيخ نصر الدين.. قصة "الشجرة الوفية" التي تبكي دمًا على وفاة صاحبها منذ مئات السنين| فيديو وصور
محمود الدسوقي
تتواجد شجرة "الشيخ نصر الدين"، أو شجرة الدم" كما يُطلق عليها في نجع الخولي بمركز دشنا شمال قنا منذ مئات السنين، ومنذ ذلك الحين وهي عالقة في وجدان أهالي القرية.
"بوابة الأهرام" في سلسلة حلقاتها عن تاريخ الأشجار تسرد تاريخ هذه الشجرة العتيقة.
يقول الأهالي أن الشيخ نصر الدين كان يُحب الأطفال ويعطف عليهم، كما كان يحب أن يُطعم الغرباء ,ابناء السبيل أيضا من خيرات شجرته وارفة الظلال.
صارت الشجرة المعمرة، وهى أحد أنواع شجر السدر الذي يُعرف في مصر بـ"النبق"، من بين المظاهر التراثية التي ارتبطت بالأهالي، فهي تعد من أشهر الأشجار وأقدمها، ليس في الصعيد فحسب، بل في عموم مصر، شأنها شأن "شجرة دم الأخوين" في إحدى المحميات الطبيعية باليمن، التي كانت تشفي من الجروح والأمراض، كما حدد العالم الطبيب ابن سينا، حيث كتب عن فوائدها الصحية في شفاء الأمراض الجلدية في مؤلفاته الطبية.
وعُرفت أشجار السدر أو النبق منذ قديم الأزمنة، حيث ذُكرت أشجار السدر في القرآن الكريم.
ويُستخدم ثمارها وأوراقها والجذور واللحاء لعلاج العديد من الأمراض، كما عُرفت بخصائصها العلاجية المضادة للالتهابات منذ قرون بدءاً من تعقيم الجروح إلى علاج الأمراض الجلدية، ودخلت في صناعة الصابون أيضا، أقدم المنظفات في تاريخ البشر، وكان إلى وقت قريب توضع أوراقها في ماء الغُسل لأنها مباركة .
هنا في نجع الخولي، يتخذ الأطفال الشجرة صديقة لهم، أما الكبار الذين فيتذكرون عوالمهم القديمة وذكرياتهم مع الشجرة، حين كانوا صغارًا فيذهبون للشجرة، ويتذكرون طفولتهم، فيصير الكبار صغارا أمامها، شأنهم شأن الأطفال الذين يتسلقونها، ويدهنون السائل الأحمر بأيديهم، ويأكلون ثمار النبق، ويقرؤون الفاتحة لذلك الشيخ الذي استقر في زمن قديم غير معلوم هنا في نجع الخولى بدشنا، وزرع شجرة نبق مازالت قائمة بجوار مسجده العتيق الذي يحوي اسمه، وشجرة نسبه التي تمتد لذرية الإمام على ابن أبى طالب ـ كرم الله وجهه ـ .
يرجع تاريخ زراعة تلك الشجرة في قنا إلى 860هـ، حيث نزح العارف بالله نصر الدين بن السيد جمال الدين الإسنوي نسبة إلى مدينة إسنا، إلى مدينة دشنا بقنا، واستقر بنجع الخولي، ويرجع نسب الشيخ نصر الدين إلى الإمام الحسين ابن على ابن أبى طالب ـ رضي الله عنهماـ .
والشجرة التي تمت زراعتها منذ مئات السنين، أفرزت مادة غريبة يشبه لونها الدم الأحمر، بعد موت صاحبها، والغريب أن هذه الشجرة لا تُفرز تلك المادة أو "الدم" على حد تسمية الناس لها، إلا في يوم الجمعة.
ويُقال إنه في اليوم الذي توفي فيه العارف بالله نصر الدين، كانت الشجرة تنزف هذا "الدم" حزنًا على وفاته، ومع مرور الأيام زاد توافد الناس من كل القرى لزيارة المقام والشجرة، ومن هنا اتخذت الشجرة صفة "الوفاء"، وصارت من أهم الظواهر التراثية الشعبية في الصعيد
بدوره يقول العم أبوعلي عبد المُبدي في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن جدهم العارف بالله قام بزراعة تلك الشجرة، وبعد وفاته بدأت مع مرور الوقت في إفراز تلك المادة الغريبة.
ومع مرور الوقت بدأ الأهالي يستخدمون تلك المادة لعلاج بعض الأمراض الجلدية، مؤكدين أن الشجرة من ميراث الشيخ، وتشهد الشجرة في يوم الجمعة والإثنين من كل أسبوع، توافدًا من الأهالي الذين يصطحبون أطفالهم.
ويؤكد أبوعلي، أن الشيخ قدم هذا المكان في زمن غير معلوم ، واستوطن هذا المكان، مؤكدا أن الشيخ قام بزراعة هذه الشجرة الوفية، مؤكدا أنه يتم الاحتفال بمولد الشيخ لمدة ثلاثة أيام، بالذكر الحكيم والأناشيد الصوفية كل عام، أما طقوس الشجرة وزياراتها فهي أسبوعية، ويتم استقبال الناس الذين يتوافدون لها، أو يتذوقون الثمار أسبوعيًا، أو يأخذون السائل الأحمر، ويتم إكرامهم بعد صلاة ظهر الجمعة بالكرم الصعيدي، مؤكدا أن منذ مئات السنين تقام هذه الاحتفالات، أسبوعيا بلا انقطاع، فهي من تراثنا القديم الذي مازال مستمرًا حتى الآن. ومن العادة أن أطفال نجع الخولي يقومون بتسلق الشجرة لاستخراج تلك المادة الصمغية الحمراء عن طريق قطع صغيرة من القطن أو القماش لامتصاصها من داخل شقوق الشجرة، ثم يتم تعبئته لشفاء الأمراض الجلدية، الأطفال يرونها جزءًا أصيلاً من عالمهم ولا يستغنون عن اللعب بجوارها .
من المرويات التاريخية، أن شجرة السدر من الأشجار العتيقة فهي من أشجار الجنة في القرآن الكريم، وقد تم الانتفاع بها منذ القدم، سواء في عصر الفراعنة، وقد كان يستخدمها الأنبياء أيضا، ففي زمن نبي الله سليمان عليه السلام تم استخدامها ، ولشجرة السدر مكانة كبيرة في الدين الإسلامي، فقد ذكرت في القرآن الكريم عدة مرات.
ويوضح الشاعر حمدي حسين، أن طقوس شجرة النبق من الطقوس التراثية التي يجب الاهتمام ورصدها، مؤكدًا على أن الشجرة وتراثها الثقافي مادة خصبة للشعراء والمبدعين.
سبحان الله العظيم جزاك الله خيرا كثيرا أخي الكريم الفاضل حتى لا احرم
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
وحقا سبحان الله.. ولقد سمعت في أحد الفيديوهات من أحد أبناء القرية أن الزائر الذي يريد التداوي بالسائل الذي يخرج من الشجرة لابد أن يأتي ثلاث جمعة متتالية فإن جاء جمعتين ثم غاب الثالثة لم ينفعل معه الدواء، وقاموا -في نفس الفيديو- بتحليل هذا السائل فوجدوا أنه يحتوي على عناصر كثيرة جدا تعمل على شفاء الأمراض الجلدية بطريقة مذهلة.. فحقا سبحان الله.. وفي فيديو آخر قال أحد العاملين بمعمل لتحاليل النباتات أن هذا اللون الأحمر موجود في أي شجرة من أشجار السدر وأنه ليس خاص بهذه الشجرة فقط.. فالله أعلم بالحقيقة
_________________ أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا
سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا
المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار
لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى