موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حوار بين الطبيب الحارث بن كلدة وكسرى أنو شروان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 15, 2021 11:14 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
كلام الحارث بن كلدة الثقفي مع كسرى أنوشروان هو الحوار الذي دار بينه وبين كسرى، وقد ذكر ابن أبي أصيبعة هذا الحوار كاملا، قال: وكانت للحرث معالجات كثيرة ومعرفة بما كانت العرب تعتاده وتحتاج إليه من المداواة وله كلام مستحسن فيما يتعلق بالطب وغيره.

ثم ساق الحوار بعنوان: «كلام الحارث مع كسرى»

فقال: «من ذلك أنه لما وفد على كسرى أنو شروان أذن له بالدخول عليه فلما وقف بين يديه منتصبا

قال له: من أنت؟ قال: أنا الحرث بن كلدة الثقفي،

قال فما صناعتك؟ قال: الطب،

قال: أَعربيّ أنت؟ قال: نعم من صميمها وبحبوحة دارها،

قال: فما تصنع العرب بطبيب مع جهلها وضعف عقولها وسوء أغذيتها؟

قال: أيها الملك إذا كانت هذه صفتها كانت أحوج إلى من يصلح جهلها ويقيم عوجها ويسوس أبدانها ويعدل أمشاجها فإن العاقل يعرف ذلك من نفسه ويمز موضع دائه ويحتزر عن الأدواء كلها بحسن سياسته لنفسه،

قال كسرى: فكيف تعرف ما تورده عليها ولو عرفت الحلم لم تنسب إلى الجهل؟ قال: الطفل يناغي فيداوى والحية ترقى فتحاوى، ثم قال: أيها الملك العقل من قسم الله تعالى قسمه بين عباده كقسمة الرزق فيهم فكل من قمسته أصاب وخص بها قوم وزاد فمنهم مثر ومعدم وجاهل وعالم وعاجز وحازم وذلك تقدير العزيز العليم،

فأعجب كسرى من كلامه ثم قال: فما الذي تحمد من أخلاقها ويعجبك من مذاهبها وسجاياها قال الحرث أيها الملك لها أنفس سخية وقلوب جرية ولغة فصيحة وألسن بليغة وأنساب صحيحة وأحساب شريفة يمرق من أفواههم الكلام مروق السهم من نبعة الرام أعذب من هواء الربيع وألين من سلسبيل المعين مطعموا الطعام في الجدب وضاربوا الهام في الحرب، لا يرام عزهم ولا يُضام جارهم، ولا يستباح حريمهم، ولا يذل أكرمهم، ولا يقرون بفضل للأنام إلا للملك الهمام الذي لا يقاس به أحد ولا يوازيه سوقة ولا ملك،

فاستوى كسرى جالسا، وجرى ماء رياضة الحلم في وجهه لما سمع من محكم كلامه وقال لجلسائه أني وجدته راجحا ولقومه مادحا وبفضيلتهم ناطقا وبما يورده من لفظه صادقا وكذا العاقل من أحكمته التجارب،

ثم أمره بالجلوس فجلس فقال: كيف بصرك بالطب؟ قال: ناهيك

قال: فما أصل الطب؟ قال: الأزم قال: فما الأزم؟ قال ضبط الشفتين والرفق باليدين قال: أصبت

وقال فما الداء الدوي؟ قال: إدخال الطعام على الطعام هو الذي يفني البرية ويهلك السباع في جوف البرية، قال: أصبت

وقال: فما الجمرة التي تصطلم منها الأدواء؟ قال: هي التخمة وإن بقيت في الجوف قتلت وإن تحللت أسقمت قال: صدقت

وقال فما تقول في الحجامة؟ قال: في نقصان الهلال في يوم صحو لا غيم فيه والنفس طيبة والعروق ساكنة لسرور يفاجئك وهم يباعدك

قال: فما تقول في دخول الحمام؟قال: لا تدخله شبعانا ولا تغش أهلك سكرانا ولا تقم بالليل عريانا ولا تقعد على الطعام غضبانا وارفق بنفسك يكن أرخى لبالك وقلل من طعامك،
قال ما لزمتك الصحة فاجتنبه فإن هاج داء فاحسمه بما يردعه قبل استحكامه فإن البدن بمنزلة الأرض إن أصلحتها عمرت وإن تركتها خربت،

قال: فما تقول في الشرابقال: أطيبه أهنأه وأرقه أمرؤه وأعذبه أشهاده، لا تشربه صرفا فيورثك صداعا وتثير عليك من الأدواء أنواعا،

قال فأي اللحمان أفضل؟قال: الضأن الفتي، والقديد المالح مهلك للآكل، واجتنب لحم الجزور والبقر

قال: فما تقول في الفواكه؟ قال: كلها في إقبالها وحين أوانها واتركها إذا أدبرت وولت وانقضى زمانها، وأفضل الفواكه الرمان والأترج، وأفضل الرياحين الورد والبنفسج، وأفضل البقول الهندباء والخس،

قال: فما تقول في شرب الماء؟ قال: هو حياة البدن وبه قوامه ينفع ما شرب منه بقدر وشربه بعد النوم ضرر أفضله أمرؤه وأرقه أصفاه ومن عظام أنهار البارد الزلال لم يختلط بماء الآجام والآكام ينزل من صرادح المسطان ويتسلل عن الرضراض وعظام الحصى في الإيفاع،

قال: فما طعمه قال: لا يوهم له طعم إلا أنه مشتق من الحياة،

قال: فما لونه؟ قال: اشتبه على الأبصار لونه؛ لأنه يحكي لون كل شيء يكون فيه،

قال: أخبرني عن أصل الإنسان ما هو؟
قال: أصله من حيث شرب الماء يعني رأسه،

قال: فما هذا النور في العينين؟
مركب من ثلاثة أشياء فالبياض شحم والسواد ماء والناظر ريح،

قال: فعلى كم جبل وطبع هذا البدن؟
قال على أربع طبائع المرة السوداء وهي باردة يابسة والمرة الصفراء وهي حارة يابسة والدم وهو حار رطب والبلغم وهو بارد رطب،

قال: فلم لم يكن من طبع واحد؟ قال: لو خلق من طبع واحد لم يأكل ولم يشرب ولم يمرض ولم يهلك

قال: فمن طبيعتين لو كان اقتصر عليهما قال: لم يجز لأنهما ضدان يقتتلان

قال: فمن ثلاث؟ قال: لم يصلح موافقان ومخالف فالأربع هو الاعتدال والقيام

قال: فأجمل لي الحار والبارد في أحرف جامعة

قال كل حلو حار وكل حامض بارد وكل حريف حار وكل مر معتدل وفي المر حار وبارد

قال فاضل ما عولج به المرة الصفراء، قال كل بارد لين

قال فالمرة السوداء قال لين

قال والبلغم قال كل حار يابس

قال والدم قال إخراجه إذا زاد وتطفئته إذا سخن بالأشياء الباردة اليابسة

قال فالرياح قال بالحقن اللينة والأدهان الحارة اللينة

قال: أفتأمر بالحقنة؟ قال: نعم قرأت في بعض كتب الحكماء أن الحقنة تنقي الجوف وتكسح الأدواء عنه والعجب لمن احتقن كيف يهرم أو يعدم الولد وأن الجهل كل الجهل من أكل ما قد عرف مضرته ويؤثر شهوته على راحة بدنه،

قال فما الحمية: قال الاقتصاد في كل شيء فإن الأكل فوق المقدار يضيق على الروح ساحتها ويسد مسامها

منقول من: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، أحمد بن القاسم بن خليفة بن يونس الخزرجي موفق الدين، أبو العباس ابن أبي أصيبعة (المتوفى: 668 هـ)، المحقق: الدكتور نزار رضا، الناشر: دار مكتبة الحياة بيروت، أطبَّاء العرب وغيرهم: الحارث بن كلدة الثقفي، ج1 ص110.

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حوار بين الطبيب الحارث بن كلدة وكسرى أنو شروان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 26, 2021 9:36 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

الشكل العام : الشعوب كلها هتخدها ..

والصين عايز تعملها بي سي أر ..

وشكله ما بيحبش البسطرمة (زي القديد المالح)

خلف الظلال كتب:

قال فأي اللحمان أفضل؟قال: الضأن الفتي، والقديد المالح مهلك للآكل، واجتنب لحم الجزور والبقر

قال: أفتأمر بالحقنة؟ قال: نعم قرأت في بعض كتب الحكماء أن الحقنة تنقي الجوف وتكسح الأدواء عنه والعجب لمن احتقن كيف يهرم أو يعدم الولد وأن الجهل كل الجهل من أكل ما قد عرف مضرته ويؤثر شهوته على راحة بدنه،

[light=#7B00FF][/color]

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حوار بين الطبيب الحارث بن كلدة وكسرى أنو شروان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 26, 2021 9:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
msobieh كتب:

الشكل العام : الشعوب كلها هتخدها ..

والصين عايز تعملها بي سي أر ..

وشكله ما بيحبش البسطرمة (زي القديد المالح)

خلف الظلال كتب:

قال فأي اللحمان أفضل؟قال: الضأن الفتي، والقديد المالح مهلك للآكل، واجتنب لحم الجزور والبقر

قال: أفتأمر بالحقنة؟ قال: نعم قرأت في بعض كتب الحكماء أن الحقنة تنقي الجوف وتكسح الأدواء عنه والعجب لمن احتقن كيف يهرم أو يعدم الولد وأن الجهل كل الجهل من أكل ما قد عرف مضرته ويؤثر شهوته على راحة بدنه،

[light=#7B00FF][/color]

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حوار بين الطبيب الحارث بن كلدة وكسرى أنو شروان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مارس 26, 2021 9:44 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
ربنا ما يحرمناش من حضرتك ومن تعليقاتكم المميزة حفظكم الله يا سيدنا العزيز.

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 3 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط