ما هو كوكتيل الكورتيزول؟ المشروب الواعد لتخفيف التوتر وزيادة الطاقة
كتبت أمل علام
الأحد، 28 سبتمبر 2025 02:40 م
هل سمعتَ عن" كوكتيل الكورتيزول" ؟ هذا المشروب، ليس مشروبًا تقليديًا، بل هو من أحدث صيحات العافية، يزعم المؤيدون أن هذا المشروب - المصنوع من مكونات تشمل عصير البرتقال وماء جوز الهند والملح - قادر على خفض مستويات الكورتيزول المرتفعة، ويساعد في علاج " إرهاق الغدة الكظرية ".
ومن المفترض أن يؤدي هذا بدوره إلى مجموعة من الفوائد، من تخفيف التوتر إلى تحسين مستويات الطاقة، ولكن هل يُمكن لمزيج الكورتيزول أن يُحقق هذه النتائج حقًا؟ وهل نحتاج بالفعل إلى خفض مستويات الكورتيزول لدينا في المقام الأول؟ لنرَ ما تُشير إليه الأدلة.
ما هو الكورتيزول؟
غالبًا ما يتم تصوير الكورتيزول على أنه سيء بالنسبة لنا، لكننا لا نستطيع العيش بدونه.
الكورتيزول هرمون تُنتجه الغدد الكظرية، كما تُنتج الغدد الكظرية العديد من الهرمونات الأخرى، بما في ذلك الأدرينالين، والهرمونات الجنسية، والألدوستيرون (الذي يُساعد على توازن الأملاح في الجسم ويؤثر على ضغط الدم ).
يُنظّم الدماغ الكورتيزول استجابةً للتوتر، يُحفّز التوتر البدني (مثل الإصابة أو الحرمان من النوم) والتوتر النفسي (مثل ضغوط العمل أو الحزن) استجابة التوتر - المعروفة أيضًا باسم استجابة القتال أو الهروب – ويتم إفراز الكورتيزول.
كثيراً ما نسمع عن الكورتيزول بأنه "هرمون التوتر"، لكن للكورتيزول وظائف مهمة أخرى أيضاً، فهو يزيد مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم لتوفير الطاقة، وينظم عملية الأيض، ويُقلل الالتهابات.
تُنتج أجسامنا الكورتيزول باستمرار، لكن مستواه يتغير مع دورة الضوء والظلام اليومية، يرتفع قبل الاستيقاظ مباشرةً، ويبلغ أعلى مستوياته في الصباح، ثم ينخفض بعد الظهر، ويصل إلى أدنى مستوياته ليلًا.
ووفقا لما ذكرته صحيفة" Independent"، نريد مستوى مرتفعًا من الكورتيزول صباحًا لإيقاظنا وتحرير طاقتنا، كما نريد مستوى أعلى في المواقف العصيبة، مثلًا إذا احتجنا إلى اللحاق بالقطار أو البقاء متيقظين خلال نقاش مهم، من ناحية أخرى، نريد مستوى منخفضًا من الكورتيزول ليلًا لمساعدتنا على النوم، ولكن هناك في كثير من الأحيان سوء فهم بشأن مستويات الكورتيزول المرتفعة مقابل المنخفضة.
وقالت الصحيفة، إن العديد من الأعراض التي يُعزى ارتفاع الكورتيزول إليها عادةً، مثل زيادة الوزن والتعب، ترتبط في الواقع بانخفاض الكورتيزول، وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن من انخفاض الكورتيزول، يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى زيادة إفراز الكورتيزول، ولكن الإجهاد المستمر يمكن أن يؤدي أيضًا إلى انخفاض الكورتيزول.
ماذا يوجد في كوكتيل الكورتيزول؟
تختلف الوصفات، ولكن المكونات عادة تكون نصف كوب من عصير البرتقال ونصف كوب من ماء جوز الهند، وحوالي ربع ملعقة صغيرة من الملح، وأحيانًا مسحوق إضافي من البوتاسيوم أو الماغنيسيوم.
ترتبط الادعاءات الصحية بفيتامين C الموجود في عصير البرتقال، والبوتاسيوم الموجود في ماء جوز الهند، والماغنيسيوم المضاف، والصوديوم الموجود في الملح، لقد تم ربط فيتامين سي، وهو عنصر غذائي أساسي له مجموعة من الفوائد الصحية، بوظيفة الغدة الكظرية الصحية وتوازن الكورتيزول.
يُضاف ماء جوز الهند كمصدر للبوتاسيوم، حيث إن البوتاسيوم ضروري لسلامة وظائف الخلايا والحفاظ على انتظام ضربات القلب، لن يؤثر البوتاسيوم على الكورتيزول، لكنه قد يساعد في علاج بعض آثار التوتر المزمن وارتفاع الكورتيزول، مثل ارتفاع ضغط الدم.
يُضاف أحيانًا مسحوق الماغنيسيوم، حيث يُعدّ الماغنيسيوم ضروريًا لإنتاج الطاقة، وهو ذو صلة بالإجهاد المزمن الذي يستهلك الكثير من الطاقة ويستنزف الماغنيسيوم.
تشمل المصادر الغذائية الجيدة للماغنيسيوم الخضراوات الورقية الخضراء، والحبوب الكاملة، والمكسرات والبذور، والبقوليات، واللحوم.
ومع ذلك، فإن أي ادعاء بأن الصوديوم مفيد لارتفاع مستوى الكورتيزول أو الغدد الكظرية غير صحيح، يرتبط تناول الملح بكثرة بالعديد من الأمراض المزمنة، ويزيد من مستويات الكورتيزول لدى الفئران والبشر، إن الإفراط في تناول الملح والسكر يجعل هذا الاتجاه محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لبعض الأشخاص، على الرغم من أن كوكتيل الكورتيزول يحتوي على بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية، إلا أنه من غير المرجح أن يخفض مستويات الكورتيزول لديك بشكل كبير، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من السكر والملح.
يحتوي على حوالي 16 جرامًا من السكر (11جرامًا من عصير البرتقال وحوالي 5 جرامات من ماء جوز الهند)، وهذا يُمثل حوالي ثلث الكمية اليومية الموصى بها من السكر، بسبب محتواه من السكر، قد لا يكون كوكتيل الكورتيزول مناسبًا للأشخاص المصابين بمرض السكري.
ربع ملعقة صغيرة من الملح يُعادل ربع الكمية اليومية الموصى بها، الإفراط في تناول الملح أمر شائع، وينبغي على مرضى ارتفاع ضغط الدم تجنبه، كما أن المحتوى العالي من البوتاسيوم في كوكتيل الكورتيزول يشكل خطورة أيضًا على الأشخاص المصابين بأمراض القلب والسكري وأمراض الكلى.
كيف يمكنني الحفاظ على مستويات صحية من الكورتيزول؟
يُعدّ تقليل التوتر أفضل طريقة للحفاظ على صحة الغدد الكظرية ومستويات الكورتيزول، وفي دراسة تحليلية موسعة، تبيّن أن اليقظة والتأمل والاسترخاء هي أفضل الطرق لخفض مستويات الكورتيزول المرتفعة.
وأشارت الصحيفة إلى انه وصفت 5 أنواع من الأنشطة التي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر: ممارسة الرياضة، والأنشطة المعرفية والإبداعية، والتواصل الاجتماعي، والتهدئة الذاتية (على سبيل المثال، تمارين التنفس والتأمل).
تخصيص وقت لواحد على الأقل من هذه الأنشطة يوميًا قد يكون مفيدًا، ولكن حتى الاستراحة القصيرة لتخفيف التوتر خلال اليوم قد تكون مفيدة، مثل تخصيص بضع دقائق لإبطاء تنفسك، أو التحدث مع صديق، أو التمدد، أو حل لغز سريع.
ويمكن استبدال عصير البرتقال والملح و المعادن، يمكن تناول برتقالة مع بعض المكسرات أو البذور فهى تحتوى على فوائد غذائية دون احتوائها على نسبة عالية من السكر والملح.
المصدر: https://www.youm7.com/story/2025/9/28/% ... A9/7136792