موقع د. محمود صبيح http://msobieh.com/akhtaa/ |
|
أسرار الصوم http://msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=42&t=34690 |
صفحة 1 من 2 |
الكاتب: | المهاجرة [ الجمعة إبريل 16, 2021 9:58 pm ] |
عنوان المشاركة: | أسرار الصوم |
فرض الصوم على عباد الله وهو صفة صمدانية يتنزه الإنسان فيها عن الطعام والشراب والنكاح والغيبة وهذه كلها نعوت إلهية يتصف بها العبد في حال صومه فى أسرار الصوم ( عند سيدنا محى الدين بن عربى ) يا ضاحكاً في صورة الباكي ... أنت بنا المشكوّ والشاكي الصوم إمساك بلا رفعة ... ورفعة من غير إمساك وقد يكونان معاً عند من ... يثبت توحيداً بإشراك صيدت عقول عن تصاريفها ... بلا حبالات وأشراك صيدت عقول عن تصاريفها ... بصارم للشرع بتاك فسلمت ما ردّ برهانها ... وآمنت من غير إدراك جرى بها نجم الهدى سابحاً ... ما بين أملاك بأفلاك لولاك يا نفسي لما كنته ... كأنه لولاك لولاك صومي عن الكون ولا تفطري ... بذا إله الخلق أولاك وانوي بذاك الصوم من حيث هو ... فإنه بالطبع غذاك في الصوم معنى لو تدبرته ... ما حل مخلوق بمغناك لا مثل للصوم كذا قال لي ... شارعه فديري ذاك لأنه ترك فأين الذي ... عملته أو أين دعواك قد رجع الأمر إلى أصله ... بذاك ربي قد تولاك والصوم إن فكرت في حكمه ... وأصل معناه بمعناك ثم أتى من عنده مخبر ... عن صومك المشروع عراك فالصوم لله فلا تجهلي ... وأنت مجلاه فإياك الصوم لله وأنت التي ... تموت جوعاً فاعلمي ذاك أنثك الرحمن من أجل من ... يظهر منك حين سوّاك سبحان من سوّاك أهلاله ... ولم ينل ذلك إلاك فأنت كالأرض فراش له ... وعينه المنعوت بالباكي وصنعة الله ترى عينها ... بينكما فأين مجلاك لما دعوت الله من ذلة ... به تعالى بك لباك والقلم الأرفع في لوحه ... سطر عنه وصفك الزاكي فأنت عين الكل لا عينه ... أدناك من وجه وأقصاك إياك أن ترضى بما ترتضي ... من أجل ما يرضيك إياك كوني على أصلك في كل ما ... يريد لا تنسي فينساك هذا هو العلم الذي جاءني ... من قائل ليس بإفاك أنزله عن أمر علامه ... ما بين زهاد ونساك والحمد لله الذي خصني ... بعلم أضواء وأحلاك وخصني بصورة لم يكن ... كمالها إلا بأيواك اعلم أيدك الله أن الصوم هو الإمساك والرفعة يقال صام النهار إذا ارتفع قال امرؤ القيس إذا صام النهار وهجرا أي ارتفع ولما ارتفع الصوم عن سائر العبادات كلها في الدرجة سمي صوماً ورفعه سبحانه بنفي المثلية عنه في العبادات كما سنذكره وسلبه عن عباده مع تعبدهم به وأضافه إليه سبحانه وجعل جزاء من اتصف به بيده من أنايته وألحقه بنفسه في نفي المثلية وهو في الحقيقة ترك لا عمل ونفي المثلية نعت سلبي فتقوّت المناسبة بينه وبين الله قال تعالى في حق نفسه " ليس كمثله شيء " فنفى أن يكون له مثل فهو سبحانه لا مثل له بالدلالة العقلية والشرعية وخرج النسائي عن أبي أمامة قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت مرني بأمر آخذه عنك قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له فنفى أن يماثله عبادة من العبادات التي شرع لعباده ومن عرف أنه وصف سلبي إذ هو ترك المفطرات علم قطعاً أنه لا مثل له إذ لا عين له تتصف بالوجود الذي يعقل ولهذا قال الله تعالى " الصوم لي " فهو على الحقيقة لا عبادة ولا عمل واسم العمل إذا أطلق عليه فيه تجوّز كإطلاق لفظة الموجود على الحق المعقول عندنا تجوّزاً إذ من كان وجوده عين ذاته لا تشبه نسبة الوجود إليه نسبة الوجود إلينا فإنه ليس كمثله شيء. يتبع |
الكاتب: | المهاجرة [ السبت إبريل 17, 2021 6:08 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
خرج مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الله عز وجل " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه عز وجل فرح بصومه " واعلم أنه لما نفى المثلية عن الصوم كما ثبت فيما تقدم من حديث النسائي والحق ليس كمثله شيء لقي الصائم ربه عز وجل يوصف ليس كمثله شيء فرآه به فكان هو الرائي المرئي فلهذا قال صلى الله عليه وسلم فرح بصومه ولم يقل فرح بلقاء ربه فإن الفرح لا يفرح بنفسه بل يفرح به ومن كان الحق بصره عند رؤيته ومشاهدته فما رأى نفسه إلا برؤيته ففرح الصائم لحوقه بدرجة نفي المماثلة وكان فرحه بالفطر في الدنيا من حيث إيصال حق النفس الحيوانية التي تطلب الغذاء لذاتها فلما رأى العارف افتقار نفسه الحيوانية النباتية إليه ورأى جوده بما أوصل إليها من الغذاء أداء لحقها الذي أوجبه الله عليه قام في هذا المقام بصفة حق فأعطى بيد الله كما يرى الحق عند لقائه بعين الله فلهذا فرح بفطره كما فرح بصومه عند لقاء ربه يتبع |
الكاتب: | المهاجرة [ الثلاثاء إبريل 20, 2021 6:38 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
ولما كان العبد موصوفاً بأنه ذو صوم واستحق اسم الصائم بهذه الصفة ثم بعد إثبات الصوم له سلبه الحق عنه وأضافه إلى نفسه فقال إلا الصيام فإنه لي أي صفة الصمدانية وهي التنزيه عن الغذاء ليس إلا لي وإن وصفتك به فإنما وصفتك باعتبار تقييد ما من تقييد التنزيه لا بإطلاق التنزيه الذي ينبغي لجلالي فقلت وأنا أجزي به فكان الحق جزاء الصوم للصائم إذا انقلب إلى ربه ولقيه بوصف لا مثل له وهو الصوم إذ كان لا يرى من ليس كمثله شيء إلا من ليس كمثله شيء كذا نص عليه أبو طالب المكي من سادات أهل الذوق من وجد في رحله فهو جزاؤه ما أوجب هذه الآية في هذه الحالة ثم قوله والصيام جنة وهي الوقاية مثل قوله " واتقوا الله أي اتخذوه وقاية وكونوا له أيضاً وقاية فأقام الصوم مقامه في الوقاية وهو ليس كمثله شيء والصوم من العبادات لا مثل له ولا يقال في الصوم ليس كمثله شيء فإن الشيء أمر ثبوتي أو وجوديّ والصوم ترك فهو معقول عدميّ ووصف سلبيّ فهو لا مثل له لا إنه ليس كمثله شيء فهذا الفرق بين نعت الحق في نفي المثلية وبين وصف الصوم بها ثم إن الشارع نهى الصائم والنهي ترك ونعت سلبيّ فقال لا يرفث ولا يسخب فما أمره بعمل بل نهاه أن يتصف بعمل ما والصوم ترك فصحت المناسبة بين الصوم وبين ما نهي عنه الصائم ثم أمر أن يقول لمن سابه أو قاتله إني صائم أي تارك لهذا العمل الذي عملته أنت أيها المقاتل والساب في جانبي فنزه نفسه عن أمر ربه عن هذا العمل فهو مخبر أنه تارك أي ليس عنده صفة سب ولا قتال لمن سابه وقاتله ثم قال والذي نفس محمد بيده يقسم صلى الله عليه وسلم لخلوف فم الصائم وهو تغير رائحة فم الصائم التي لا توجد إلا مع التنفس وقد تنفس بهذا الكلام الطيب الذي أمر به وهو قوله إني صائم فهذه الكلمة وكل نفس الصائم أطيب يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين عند الله فجاء بالاسم الجامع المنعوت بالأسماء كلها فجاء باسم لا مثل له إذ لم يتسم أحد بهذا الاسم إلا الله سبحانه فناسب كون الصوم لا مثل له وقوله من ريح المسك فإن ريح المسك أمر وجوديّ يدركه الشامّ ويلتذ به السليم المزاج المعتدل فجعل الخلوف عند الله أطيب منه لأن نسبة إدراك الروائح إلى الله لا تشبه إدراك الروائح بالمشامّ فهو خلوف عندنا وعنده تعالى هذا الخلوف فوق طيب المسك في الرائحة فإنه روح موصوف لا مثل لما وصف به فلا تشبه الرائحة الرائحة فإن رائحة الصام عن تنفس ورائحة المسك لا عن تنفس من المسك يتبع |
الكاتب: | المهاجرة [ الأربعاء إبريل 21, 2021 6:17 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
ولنا واقعة في مثل هذا كنت عند موسى بن محمد القباب بالمنارة بحرم مكة بباب الحزورة وكان يؤذن بها وكان له طعام يتأذى برائحته كل من شمه وسمعت في الخبر النبويّ أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ونهى أن تقرب المساجد برائحة الثوم والبصل والكرّاث فبت وأنا عازم أن أقول لذلك الرجل أن يزيل ذلك الطعام من المسجد لأجل الملائكة فرأيت الحق تعالى في النوم فقال : لي عز وجل لا تقل له عن الطعام فإن رائحته ما هي مثل ما هي عندكم فلما أصبح جاء على عادته إلينا فأخبرته بما جرى فبكى وسجد لله شكراً ثم قال لي يا سيدي ومع هذا فالأدب مع الشرع أولى فأزاله من المسجد رحمه الله ولما كانت الروائح الكريهة الخبيثة تنفر عنها الأمزجة الطبيعية السليمة من إنسان وملك لما يحسونه من التأذي لعدم المناسبة فإن وجه الحق في الروائح الخبيثة لا يدركه إلا الله خاصة ومن فيه مزاج القبول له من الحيوان أو الإنسان الذي له مزاج ذلك الحيوان لا ملك ولهذا قال عند الله فإن الصائم أيضاً من كونه إنساناً سليم المزاج يكره خلوف الصوم من نفسه ومن غيره وهل يتحقق أحد من المخلوقين السالمين المزاج بربه وقتاً ما أو في مشهد ما قيدرك الروائح الخبيثة طيبة على الإطلاق ما سمعنا بهذا وقولي على الإطلاق من أجل أن بعض الأمزجة يتأذى بريح المسك والورد ولا سيما المحرور المزاج وما يتأذى منه فليس بطيب عند صاحب ذلك المزاج فلهذا قلنا على الإطلاق إذ الغالب على الأمزجة طيب المسك والورد وأمثاله والمتأذي من هذه الروائح الطيبة مزاج غريب أي غير معتاد ولا أدري هل أعطى الله أحداً إدراك تساوي الروائح بحيث أن لا يكون عنده خبث رائحة أم لا هذا ما ذقناه من أنفسنا ولا نقل إلينا أن أحداً أدرك ذلك بل المنقول عن الكمل من الناس وعن الملائكة التأذي بهذه الروائح الخبيثة وما انفرد بإدراك ذلك طيباً إلا الحق هذا هو المنقول ولا أدري أيضاً شأن الحيوان من غير الإنسان في ذلك ما هو لأني ما أقامني الحق في صورة حيوان غير إنسان كما أقامني في أوقات في صور ملائكته والله أعلم يتبع |
الكاتب: | المهاجرة [ الأحد إبريل 25, 2021 6:06 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
ثم إن الشرع قد نعت الصوم من طريق المعنى بالكمال الذي لا كمال فوقه حين أفرد له الحق باباً خاصاً وسماه باسم خاص يطلب الكمال يقال له باب الريان منه يدخل الصائمون والريّ درجة الكمال في الشرب فإنه لا يقبل بعد الريّ الشارب شرباً أصلاً ومهما قبل فما ارتوى أرضاً كان أو غير أرض من أرضين الحيوانات خرّج مسلم من حديث سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل معهم أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلا يدخل منه أحد ولم يقل ذلك في شيء من منهي العبادات ولا مأمورها إلا في الصوم فبين بالريان أنهم حازوا صفة كمال في العمل إذ قد اتصفوا بما لا مثل له كما تقدّم وما لا يماثل هو الكامل على الحقيقة والصائمون من العارفين هنا دخلوه وهناك يدخلون منه على علم من الخلائق أجمعين فلنذكر إن شاء الله في هذا الباب أحكام الصوم المشروع وتوابعه ولواحقه وأنواعه وواجبه ومندوبه كما ذكرنا فيما تقدّم من أخواته من زكاة وصلاة في العموم والخصوص على طبقاتهم في ذلك وله عندنا مراتب أوّلها الصوم العام المعروف الذي تعبدنا الله به وهو الصوم الظاهر في الشاهد على تمام شروطه فإذا فرغنا من الكلام على أحكام المسئلة التي نوردها في ذلك انتقلنا إلى الكلام بلسان الخواص وخلاصتهم على صوم النفس بما هي آمرة للجوارح وهو إمساكها عما حجر عليها في مسئلة مسئلة وارتفاعها عن ذلك وعلى صوم القلب الموصوف بالسعة للنزول الإلهي حيث قال تعالى " وسعني قلب عبدي فنتكلم على صومه وهو إمساكه هذه السعة أن يعمرها أحد غير خالقه فإن عمرها أحد غير خالقه فقد أفطر في الزمان الذي يجب أن يكون فيه صائماً إيثاراً لربه مسئلة مسئلة والكلام على جملة المفطرات في نوع كل صوم على الاختصار والتقريب فإنه باب يطول وسأورد في هذا الباب من الأخبار النبوية ما تقف عليه إن شاء الله تعالى يتبع |
الكاتب: | حامد الديب [ الأحد إبريل 25, 2021 6:20 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
تسجيل حضور ومتابعه - بارك الله فيكم |
الكاتب: | حتى لا أحرم [ الأحد إبريل 25, 2021 9:57 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
حامد الديب كتب: تسجيل حضور ومتابعه - بارك الله فيكم |
الكاتب: | المهاجرة [ الأحد إبريل 25, 2021 11:23 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
حامد الديب كتب: تسجيل حضور ومتابعه - بارك الله فيكم اكرمكم الله د حامد وبارك فيكم وحفظكم ويشرفنى المتابعة الكريمة |
الكاتب: | المهاجرة [ الأحد إبريل 25, 2021 11:27 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
حتى لا أحرم كتب: حامد الديب كتب: تسجيل حضور ومتابعه - بارك الله فيكم بارك الله فيك وحفظك اخى الفاضل حتى لاتحرم ويشرفنى المتابعة الكريمة وجزاك الله كل خير |
الكاتب: | المهاجرة [ الاثنين إبريل 26, 2021 5:58 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
وصل في فصل تقسيم الصوم اعلم أن الصوم المشروع منه واجب ومنه مندوب إليه والواجب على ثلاثة أنواع : منه ما يجب بإيجاب الله تعالى إياه ابتداء وهو صوم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي في صيامه أو عدة من أيام أخر في حق المسافر أفطر أو لم يفطر عندنا وعند غيرنا إن أفطر وفي حق المريض ومنه ما يجب لسبب موجب وهو صيام الكفارات ومنه ما يجب من الله بما أوجبه الإنسان على نفسه وهو غير مكروه وهو صوم النذر فإنه يستخرج به من البخيل وما ثم واجب غير ما ذكرنا وأما المندوب فمنه ما يتقيد بالزمان المرغب فيه كصوم الأيام البيض والاثنين والخميس وأشباه ذلك من الأيام والشهور ومنه ما يتقيد بالحال كصيام يوم وفطر يوم وهو أعدل الصوم وكالصيام في سبيل الله ومنه ما لا يتقيد بزمان وهو أن يصوم الإنسان متى شاء متطوّعاً بذلك. يتبع |
الكاتب: | حتى لا أحرم [ الاثنين إبريل 26, 2021 9:34 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
المهاجرة كتب: والواجب على ثلاثة أنواع : منه ما يجب بإيجاب الله تعالى إياه ابتداء وهو صوم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي في صيامه أو عدة من أيام أخر في حق المسافر أفطر أو لم يفطر عندنا الفاضلة المهاجرة ما هو مقصد سيدي ابن عربي بالجزء المظلل في الإقتباس السابق؟ أليس القضاء واجب في حالة الإفطار فقط؟ |
الكاتب: | المهاجرة [ الثلاثاء إبريل 27, 2021 6:19 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
الأخ الفاضل حتى لا أحرم أولا : هناك خلاف فقهى بين العلماء فى مسألة الأفضل للمسافر والمريض هل الفطر أم الصيام قولان للعلماء ثانيا : الشيخ الأكبر محى الدين إمام مجتهد وتميل أراؤه الى ظاهر النصوص حتى اعتبره بعض الفقهاء ظاهرى المذهب وليس بصحيح فهو يرى الإلتزام بظاهر قوله تعالى : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) وفى النص كما هو واضح إلزام المسافر بالفطر ثم القضاء فى أيام أخر لأن الواجب عليه عند الشيخ محى الدين هو الفطر والله اعلم |
الكاتب: | حتى لا أحرم [ الثلاثاء إبريل 27, 2021 9:45 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
الأخت الفاضلة المهاجرة جزاكي الله خيراً عن كل ما تفضلي به المهاجرة كتب: اعلم أن الصوم المشروع منه واجبومنه مندوب إليه والواجب على ثلاثة أنواع: منه ما يجب بإيجاب الله تعالى إياه ابتداء وهو صوم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أي في صيامه أو عدة من أيام أخر في حق المسافر أفطر أو لم يفطر عندنا وعند غيرنا إن أفطر فهل يقصد سيدي ابن عربي أن المسافر يقضي اليوم الذي سافر فيه سواء أفطر في هذا السفر أم لم يفطر؟ |
الكاتب: | المهاجرة [ الأربعاء إبريل 28, 2021 6:27 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
نعم هو رأى سيدى محى الدين إن المسافر عليه الفطر وأنه إذا صام أخطأ لقوله تعالى : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) وقوله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : " ليس من البر الصيام فى السفر " فسواء افطر أم صام عليه القضاء فى أيام أخر والله اعلم |
الكاتب: | المهاجرة [ الخميس إبريل 29, 2021 6:27 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: أسرار الصوم |
أسرار الصوم للإمام أبى حامد العزالى بسم الله الرحمن الرحيم إحياء علوم الدين - (ج 1 / ص 242) الحمد لله الذي أعظم على عباده المنة، بما دفع عنهم كيد الشيطان وفنه، ورد أمله وخيب ظنه؛ إذ جعل الصوم حصناً لأوليائه وجنة، وفتح لهم به أبواب الجنة، وعرفهم أن وسيلة الشيطان إلى قلوبهم الشهوات المستكنة، وإن بقمعها تصبح النفس المطمئنة ظاهرة الشوكة في قصم خصمها قوية المنة والصلاة على محمد قائد الخلق وممهد السنة وعلى آله وأصحابه ذوي الأبصار الثاقبة والعقول المرجحنة وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فإن الصوم ربع الإيمان بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم " الصوم نصف الصبر " وبمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم " الصبر نصف الإيمان " ثم هو متميز بخاصية النسبة إلى الله تعالى من بين سائر الأركان إذ قال الله تعالى فيما حكاه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: " كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " وقد قال الله تعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " والصوم نصف الصبر فقفد جاوز ثوابه قانون التقدير والحساب وناهيك في معرفة فضله قوله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يقول الله عز وجل إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه لأجلي فالصوم لي وأنا أجزي به " وقال صلى الله عليه وسلم " للجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون وهو موعود بلقاء الله تعالى في جزء صومه " وقال صلى الله عليه وسلم " للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه " وقال صلى الله عليه وسلم " لكل شيء باب وباب العبادة الصوم " وقال صلى الله عليه وسلم " نوم الصائم عبادة " وروي أبو هريرة رضي الله عنه " أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ونادى مناد يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر " وقال وكيع في قوله تعالى " كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية " هي أيام الصيام إذ تركوا فيها الأكل والشرب وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رتبة المباهاة بين الزهد في الدنيا وبين الصوم فقال : " إن الله تعالى يباهي ملائكته بالشاب العابد فيقول: أيها الشاب التارك شهوته لأجلي المبذل شبابه لي أنت عندي كبعض ملائكتي " وقال صلى الله عليه وسلم في الصائم " يقول الله عز وجل: انظروا يا ملائكتي إلى عبدي ترك شهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي " وقيل في قوله تعالى " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " قيل كان عملهم الصيام لأنه قال " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " فيفرغ للصائم جزاؤه إفراغاً ويجازف جزافاً فلا يدخل تحت وهم وتقدير، وجدير بأن يكون كذلك لأن الصوم إنما كان له ومشرفاً بالنسبة إليه وإن كانت العبادات كلها له كما شرف البيت بالنسبة إلى نفسه والأرض كلها له لمعنيين؛ أحدهما: أن الصوم كف وترك وهو في نفسه سر ليس فيه عمل يشاهد. وجميع أعمال الطاعات بمشهد من الخلق ومرأى والصوم لا يراه إلا الله عز وجل فإنه عمل في الباطن بالصبر المجرد. والثاني: أنه قهر لعدو الله عز وجل فإن وسيلة الشيطان لعنة الله الشهوات؛ وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم " إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع " ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها " داومي قرع باب الجنة؛ قالت: بماذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: بالجوع " فلما كان الصوم على الخصوص قمعاً للشيطان وسداً لمسالكه وتضييقاً لمجاريه استحق التخصيص بالنسبة إلى الله عز وجل ففي قمع عدو الله نصرة لله سبحانه وناصر الله تعالى موقوف على النصرة له قال الله تعالى " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " فالبداية بالجهد من العبد والجزاء بالهداية من الله عز وجل ولذلك قال تعالى " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " وقال تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " وإنما التغير تكثير الشهوات فهي مرتع الشياطين ومرعاهم فما دامت مخصبة لم ينقطع ترددهم وما داموا يترددون لم ينكشف للعبد جلال الله سبحانه وكان محجوباً عن لقائه. وقال صلى الله عليه وسلم: " لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السموات " فمن هذا الوجه صار الصوم باب العبادة وصار جنة |
صفحة 1 من 2 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |