الأمير والدرويش - ترانيم صوفية أحمد بهجت ************* **************
(5) إخترق الدرويش خليفة القصر وشق طريقه نحو الفناء الخارجي الذي ينتهي بأسوار القصر ، وأسرع الأمير ليدركه ، قال الأمير حانقا : لماذا تسرع أيها الدرويش الطيب ، إنتظرني حتي الحق بك .. قال الدرويش .ماذا تبغي .. قال الأمير : ابغي الصحبة .. قال الدرويش : حياتنا قاسية ولن تحتمل .. قال الأمير : أنت لا تعرفني رد الدرويش باستهانة : انت وشأنك .. ثم استدار وسار وانطلق وراءه الأمير .. سأله الأمير : كيف عرفت بأمر الحلم الذي يتراءى لي في المنام ، وكيف تعرف بأمر الوزير والقاضي .. وبما حدثت المفتي ..؟ قال الدرويش وهو يقطب : المعرفة انواع ، والمؤمن ينظر بنور الله ، ، و كان الكلب يتظرهما وهو يهز ذيله ، نبح الكلب حين ظهر واحد من ضباط الحرس وهو يحمل عباءة الأمير وسيفه ونعله .. أخذ الأمير عباءته وسيفه ونسي نعله ,, اسرع وراء الدرويش وقال للضابط ـ لا اريد حراسة معي .. عودوا إلى القصر .. كان الكلب يسير أمام الأمير وخلف الدرويش ، وكان يلتفت كل لحظتين للأمير ليطمئن على سيره معهما ، كان الدرويش يسبق الأمير فأسرع الأمير حتى وصل إلى الدرويش وسار جواره .. . قال الأمير : في عقلي اسئلة كثيرة ابحث عن اجابات لها .. هل أنتظر منك العون . قال الدرويش : انت تبحث أكثر مما ينبغي ، ونتيجة لبحثك هذا فلن تعثر على شيء .. سأله الأمير : كيف يكون البحث مدعاة للفشل ؟ | قال الدرويش : عندما يبحث الإنسان عن شيء ما ، فإنه لا يرى عادة إلا ما يبحث عنه ، وهذا يعني عجزه عن رؤية شيء آخر ، ولقد يكون جواب السؤال كامناً في هذا الشيء الآخر ،، قال الأمير : لست أفهمك . قال الدرويش : أن الباحث عن شيء يفكر في الشيء الذي يبحث عنه ، أن له هدفاً .. وهو أسير هذا الهدف ، البحث معناه ان يكون لك هدف ، أما العثور فمعناه أن يكون الانسان حراً ، أن يكون متلقياً .. ألا يكون له هدف .. أن سعك نحو الهدف وتثبيت عينيك عليه جعلك لا تبصر ما يجري تحت أنفك .. هل فهمتي. قال الأمير : بل ازددت حيرة .. سأل الدرويش : لماذا تزداد حيرة .. قال الأمير : سألتني في القصر عن صاحب القصر ، هل هو حر أم عبد ، قلنا لك أنه حر فغضبت ، ولكنك الآن تدعو إلى الحرية وتقول أنه بدونها لا يعثر الإنسان على شيء قال الدرويش : أنت تخلط أيها الأمير .. كنت أسألك في القصر عن موقفك مع الله ، هل أنت حر مع الله أم عبد معه ، قلت أنك حر مع الله ، ولهذا فلست حراً مع نفسك.. إنما أنت عبدا لها ، وعبد النفس لايعثر على شيء صمت الأمير قليلا وعاد يسأل : لو كنت عبداً مع الله فهل أكون حراً مع نفسي. قال الدرويش : نعم . ، الحرية مع الله حجاب نعوذ بالله منه . فكر الأمير فيما يقوله الدرويش وسار صامتاً .. إن إحساساً جديداً يولد في نفسه .. وبدت له الحياة مجموعة من الخطوط العبثية التي تلتقي وتفترق دون معني ظاهر ، عشرات الأسئلة تتدافع في رأسه .. ظل الدرويش يسير حتى خرج من المدينة ، ووصلا إلى منطقة المقابر ..و كان الكلب يتقدمهما
يتبع
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|