موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 18, 2020 4:55 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
حفظكم الله و متعكم بالصحة شيخنا الجليل الفاضل الشيخ فراج يعقوب وكل عام وحضرتك بألف خير أسعدني مروكم الطيب وجزاكم الله خيرا كثيرا

______________
الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********
(14)

.. ابتسم شيخ الدراويش وقال : مولانا عظيم التواضع ، ولعل نفسه
اللوامة هي التي تتحدث إلينا .. هل يهجر الأمير مقام الأنس إلى مقام الخوف
إستبشاراً بقوله تعالى ( ولمن خاف مقام ربه جنتان .. .
قال الأمير وهو يزداد إحساساً بالحرج .. لم يدر هذا في خاطري أيضا
.. لقد جئت اسأل .. سئمت من الأجساد وأريد أن أعرف .. .
قال شيخ الدراويش : آه.. جاء سادتنا لامتحاننا اذن .. نسأل الله المدد
قال الأمير : أنت لا تفهم ما اقوله ايها الدرويش الطيب .. لقد
تأملت الدنيا فوجدتها تمتلىء بالآلام والعبث ، وساءلت نفسي متحيراً
.. لماذا خلق الله الخلق .. ولماذا خلق الله الشر .. جئت اسأل كيف
تكون التوبة ، وجئت اسأل عن معنى التقوى .. إن الكلمة تتردد كثيراً
في القرآن الكريم ، وأنا لا أفهم معناها .. وقد سألت عنها المفتي يوماً
فظل يتحدث عنها حتى أدركني النوم ، وخجلت أن أسأله عنها حين
إستيقظت ... هذا ما جئت لمعرفته أيها السادة .
تهامس الدراويش فيما بينهم ، وقالوا للأمير : سوف نختار لك
أصغر الدراويش سناً للإجابة على أسئلتك ، وهؤلاء هم السالكون
حديثاً في الطريق .. فإذا رأيت حال السالكين عرفت مقام الواصلين .
قال الأمير : أنتم تصرون على أنه إمتحان فلا بأس بما ترونه . . ، مازالت الدنيا عالقة
بأطراف ثيابه
حضر الدراويش الثلاثة وجلسوا أمام الأمير ..
قال أولهم : سأل ضيفنا الأمير لماذا خلق الله الخلق .. والجواب هو
الحب إن الله خلق الخلق ليحسن إليهم ، إن الحياة نعمة حتى لو
حاصرتها آلاف العذابات ، جاء في الحديث القدسي قوله سبحانه : كان الإحسان قصدي من الخلق . وجاء في الحديث القدسي قوله تعالى :
كنت كنزاً مخفياً فأردت أن يفيض عطائى فخلقت الخلق .. فبي
عرفوني ..
أيضا قال الله تعالى في محكم كتابه ( وما خلقت الجن والانس إلا
ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو
الرزاق ذو القوة المتين) و ان عبادة العابدين لا تزيد شيئاً في ملكه ، وكفر
الكافرين لا ينقص شيئاً في ملكوته .. العبادة إذن مجد وهبه الله
للعابدين ، وهي عطاء وإحسان يمن الله به على عباده .. ولذلك قال
سادتنا العارفون بالله : عرفنا الله قبل أن نعرفه ، واعطانا قبل أن نسأله ،
وخلقنا وهو غير محتاج إلينا .. ألا يعني ذلك أنه أحبنا قبل أن نحبه ؟

إنتهى الدرويش الأول وتكلم الثاني فقال : سأل ضيفنا الأمير لماذا
خلق الله الشر ، لقد خلق الله الخير وخلق الخلائق من الإنس والجن ،
وجعل لهم إرادة حرة فلك أن تختار ، من هنا نبع الشر ، والخير والشر
نهار الإرادة وليلها ، وهما لازمان للإبتلاء ويحققان جوهره ، قال الحق
(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)

تكلم الدرويش الثالث في التوبة فقال إنها انتقال من حال إلى مقام
انتقال من حال ظلم النفس والآخرين إلى مقام العدل مع النفس و رد المظالم وهذه هي التوبة عند العوام ، أما عند الخواص...

فهي إخراج الأغيار
السوي من القلب حتى يتفرغ القلب الله وحده ، والتوبة غصن والتقوى
ثمرة ، والتقوى تبدأ من اتقاء ما يغضب الحق عز وعلا ، وتنتهي برؤية
الحق وحده والفناء عمن سواه .



يتبع




_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 19, 2020 5:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060


______________
الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********
(15)

.. أوى الأمير إلى غرفته في التكية بعد العشاء .. كان مرهقا بجسده ،
ولكن روحه كانت تنطلق وسط مروج خضراء لا نهاية لها ، اما عقله
فكان يتأمل إجابات الدراويش على أسئلته.
وقعت عينه على الهدايا التي أعطاها الدراويش له ، هذه هدايا يخجل
أن يقدمها لخدمه ، ولكنها من الدراويش كانت أقصى جهد في
طاقتهم
وقفزت إلى ذهن الأمير عبارة
قالها الدرويش عن التوبة ، ووجوب رد المظالم .. لقد ابتسم الدرويش
وهو يقول عبارته إبتسامة مذنبة ، كان واضحا أن الدرويش يقصده
وتساءل الأمير بينه وبين نفسه .. كيف يعرف المرء أنه ظلم احدا من
الناس إذا كانت بينه وبين الناس جدران وأبراج محصنة .. وكيف يرد
المرء مظالم لا يعرف أين وقعت ولا كيف ؟... لقد كان الناس بالنسبة
للأمير أرقام و أوراق وشكاوي تقدم إليه .. لم يكن الناس بالنسبة إليه
کائنات لها وجودها الخاص ، إنها كانوا موضوعات

سمع الأمير طرقة خفيفة على الباب ، ثم فتح الباب ودخل
الدرویش ووراءه الكلب
سعد الأمير برؤيتها ورحب بهما

وقد منح الدراويش غرفة خاصة للأمير لينام بها ، بينما ينام الجميع في قاعةواحدة ، لقد إحتفلوا به احتفالا بالغ الكرم .

وجاء الدرويش صباحا يقول للأمير: جئت اخبرك أنني قد عزمت على الرحيل ، لقد انتهى
واجبی معك ، وسوف أتركك وأترك لك الكلب الذي أفسدته بالطعام
الجيد والحمام المعطر ، تستطيع أن تبقى هنا كما تشاء أو تخرج لتضرب في
الأرض كما تشاء .. استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه .. السلام عليكم

و مکث الأمير في ضيافة الدراويش شهور متصلة ، أطلق لحيته وصنع
له احد الدراویش نعل؟ ولكنهم ظلوا يتحدثون عنه باعتبار أنه الأمير
الحافي ، وقاده الدراويش إلى مكتبة التكية ونصحوه أن يقرا ء فلما إنتهی
من قراءته قالوا له : أحرق كل ما قرأت واعتمد على قلبك .
ذهب إلى شيخه وسأل :
- لماذا نصحتني بالقراءة قلما قرأت أمرتني أن أنسی ما قرأته .
قال شيخه : العقل دابة تركبها لتوصلنا إلى السلطان ، ولكننا لاندخل بها عليه .
فهم
الأمير من شيخه أن العقل وسيلة تعريف تقود إلى الله ، ولكن
الوقوف في حضرته يحتاج إلى القلب لا العقل .. إذ يغيب العقل من فرط
هيبة الحق وجلاله .

لقد صدر الأمر إلى موسى أن ينظر إلى الجبل ، فلما نظر صعق....

يتبع




_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 22, 2020 4:47 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060


______________
الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********
(16)

.. كانت للدراويش لغة ملغزة ، انهم يتكلمون أمام الغرباء فيفهمون فيما
بينهم ما يقال ولا يفهمهم الغرباء .
قرأ الأمير کتاب المثنوي المعنوى لشاعر الصوفية الأكبر جلال الدين الرومي ، واستولت أفكار الكتاب على إعجابه ، وحدث شيخه عما في نفسه فقال الشيخ : في حياتك شيء يشبه حياة الرومي ، كان استاذا
للفقه ، وظل يدرسه للتلاميذ حتى سن الأربعين ، وذات يوم دخل درویشی يبيع الحلوى إلى المسجد ، وقف الرجل عند رأس الرومي ودار بينها الحوار ، بعدها خرج الرومي وراء بائع الحلوى ولم يعد لتدریس
الفقه . . تحول من فقيه إلى عاشق ، وكتب كل ما قرأته بعد هذا التحول
.. ان حالك بشبه حاله ، لقد خرجت حافيا وراء درويش ، ولم تستكبر وأنت أمير أن تغسل كلب الدرويش.. وتحميه .

قال الأمير لشيخه : كان غسيل الكلب عبثامن جانبی لارحمة.....
قال الشيخ : لا يعرف المرء نواياه الحقيقية إلا بعد زمن ..
قال الأمير : نفسي تحدثني بالخروج
قال الشيخ : اخرج كما تحب ، انت تعبر الأن وادي الطلب .. وهو
واد يمتلئ بالمجاهدات ويحتاج إلى التخلي عن العلائق واليأس مما في
أيدي الخلائق ، وقبل كل شيء .. لاتنسی واجبك في رد المظالم .. لقد
ظلمت كثيرا من الخلق ، واعيا أو غير مدرك .. وها قد حان أوان الحساب .
خرج الأمير من التكية عائدا إلى کهفه في الجبل .. كانت كلمات شيخه تدوى في قلبه

...تطهر من العلائق مع الخلق ، وأیأس مما في أيدي الخلائق ، وكن
في الديا كأنك غريب أو عابر سبيل إن الدنيا جمر يؤدي إلى
الآخرة، هل رأيت أحدة یبنی داره فوق جسر.....



يتبع




_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 25, 2020 5:04 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060


______________
الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********
(17)

.. عاش الأمير في كهفه بالجبل ، إستغرق زمنا حتى عرف كيف يصلي
صلاة مودع ، وطويت له المسافات فمضي يعبر بعقله أودية المعرفةوالإدراك ، وتراوحت على قلبه أحوال من الصفاء والقرب ، وقادته
الأحوال إلى مقامات اقامه الحق فيها . في البداية كان الخوف حالا وجد
نفسه محكوما داخله ، تراءت له فكرة الموت مثل سیف ناری خفی
يختفي وراء ظهره ، ولا يعرف مخلوق متي يهوى نصلة بالضربة القاضية
وتصور نفسه واقفا يوم القيامة أمام الله ، غارقا في ذنوبه التي تشده إلى
الجحيم ، غير قادر على تفسير حريته مع الله وعبوديته لنفسه وهواه .
ثم إنتقل من حال الخوف إلى حال الرجاء ، قال لنفسه أن الله تعالى لم
يخلقه ليعذبه ، واختلجت روحه باضطراب هائل ، أحس بالحياء من
الله ، وكبرت ذنوبه في عينه حتی إبيضت عيناه من الحزن مثل يعقوب
ولكن شيخه نبهه إلى أن الاستغراق في الحزن أو الخوف يشل الإرادة .
قال له الشيخ : إطرح ذنبك على عفوه ولا تعد إلى التفكير فيه .
إذهب وراجع ما قاله « النفري ، في موقف الصفح الجميل وهو يستمع
إلى لسان من ألسنة رحمة الحق .. واستعاد الأمير ما قرأه قبل ذلك .

أوقفني في الصفح الجميل وقال لي : لا ترجع إلى ذكر الذنب فتذنب
بذكر الرجوع .
وقال لي : : ذكر الذنب يقودك إلى الوجد به ، والوجد به يقودك إلى العودة إليه
وقال لي : (إجعل ذنبك تحت قدمك .. واجعل حسنتك تحت ذنبك
ومضى الأمير يجاهد وهو يصعد نحوالقمة .. وكان الطريق يزداد
وعورة وصعوبة كلما ارتفع ..

يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 26, 2020 4:36 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060


______________
الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********
(18)

.. كانت غايته في الوقوف في حضرة الحق ،
وكان قلبه قد ذاق بعضا من التجليات وكان أكثر ما يخشاه أن يهلك في
الطريق قبل أن يصل إلى مراده، ، كان القبض والهيبة بغلبان عليه بدلا
من البسط والأنس ، ولكنه لم يكن يقيم طويلا في الأحوال التي تتعاقب
عليه ، وانبعث في نفسه حياء من الرسول صلى الله عليه وآله ومضي يفكر في شفاعته وتذكر
ما حكاه العطار ، عن شفاعة الرسول من أجل أمته .
قال الرسول للخالق : لتكل إلي أمر أمتي ، حتى لا يطلع أحد على ذبوبها .....
قال له الحق تبارك وتعالى : يا صدر الكبار ، إن تطلع على تلك
الذنوب الكبار ، فلن تستطيع تحملها!

و مرت الأيام مثل موجات متلاحقه متعاقبة، كل يوم منها يمحو اليوم الذي قبله ، وانتقل الأمير من حال الخوف إلى الرجاء ، ومن - حال الرضا إلى الحب ، ومن حال الشوق إلى الأنس ، ولكنه لم يصل بعد إلى حال
شهود الحق والفناء عن نفسه .. ایضا أقام الأمير في مقام التوية ورحل
منه الى مقام التقوي والورع والزهد ، ولكنه لم يبلغ بعد مقام الوقفة ، أو مقام الشهود ..

كان ينزل إلى الأسواق وينظف الدكاكين مقابل دريهمات قليلة كانت
تكفيه ، ورثت ملابسه وبدأ يرقعها وأدرك تجار السوق زهده
فاستغلوه، وكانوا يقدمون إليه الطعام بدلا من النقود .. وكانوا يسمونه
فيما بينهم بالأحمق ، فهو لا يعرف قدر العمل ولا قيمة النقود .
وتغيرت الدنيا في عيني الأمير ، صار يراها لا شيء ، إن بحارها الواسعة بركة صغيرة ، أما آفلاکها ونجومها فلا تزيد عن ورقة صفراء
تسقط من شجرة .. بدت له العوالم جميعا مثل ذرة رمل لا قيمة لها ،
ولكنها تنطوي على سر حاول جاهدا أن يبلغه
كان يرقب صراع الفانين من أهل الأسواق على حطام الدنيا ،

ویری تکالبهم على المال ، ويقارن بين سلوك البشر وسلوك كلبه فيزداد
تحيرا ودهشة لقد كان يطعم كلبه أحيانا ، ولا يجد ما يطعمه أحيانا
اخرى ، ورغم هذا التقصير في حق الكلب ، ظل الكلب يتبعه وظل
على ولائه ووفائه ، وتذكر الأمير أن قلوب الناس كانت تغير وتتقلب بين
الحب والكراهية حسب عطاياه ، أيام كان أمير

يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 28, 2020 4:19 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(19)
.. وساءل نفسه
. ایکون قلب الكلب معجزة من معجزات الحق .. نحن أمام قلب فطر على الوفاء دون أن يتعلق الوفاء بالعطاء .
وتذكر الأمير ما كان من أمر الكلب والجنيد .
سأل الجنيد يوما تلميذه الشبلى : كيف الحال عندكم ؟
قال الشبلى : الحمد لله .. إذا أعطانا الله شکرنا وإذا منعنا صبرنا .
قال الجنيد وهو يبتسم : هذا حال الكلاب عندنا في بغداد .. اذا
أعطيت شكرت وإذا منعت صبرت .. المفروض أن يكون حالكم خيرا من حال الكلاب .
سأل الشبلي: كيف يا مولاي ؟
قال الجنيد : إذا اعطيتم شيء أن تؤثروا على أنفسكم ، وتوزعوا العطية على الفقراء ، فإذا منعكم الله شکرتم ... هذا ما ينبغي أن يكون عليه حالكم .
تذكر الأمير هذا كله ونظر إلى كلبه وربت على رأسه وهو يقول له : لم
یزل حالی مثل حالك لم أتقدم عنك خطوة .
أحيانا كان الأمير يقارن بين نفسه وبين كلبه .. لقد خلقه الله في
صورة إنسان وخلق الكلب في صورة كلب ، فلا هو سئل هل يجب أن
يكون إنسان ، ولا الكلب سئل هل يود أن يكون كلب .
لقد وقع اختيار الحق عليه لتكريمه ، ووقع اختيار الحق على الكلب
ليكون في خدمته .. ولقد أكل الكلب من يديه فلم يهدر له أمرا بعد
ذلك ولم يعصه قط ، اما هو فقد أكل من يدي الحق سبحانه وعصاه في ملكه
وزاد تقدير الأمير للكلب ولم يعد يرى صورته .. إنما صار
قادرا على النفاذ إلى الأية المعجزة التي تختبيء جيدا وراء هذه الصورة .
هذا الحنان الواسع الغامض وهذا الرد المستمر الذي لا يتعلق
بعطاء او منع، وهذه الطاعة التي لا تتوقف لتنال ای منفعة تجنيها
وهذا الإيناس اللي يمحو إحساس الإنسان بالوحدة .. وهذه
الحراسة الساهرة التي تنام بعين مغمضة وعين مفتوحة .
كان هذا الثراء كله يتكر في جلد الكلب ويختفي وراء صورته
وقاد الكلب اميره إلى معرفة جديدة .
لم يعد الأمير يلتفت الى الصور البادية للخلق ، وانا صار قادرة على
أن ينفذ من وراء الصور إلى الآيات المعجزة التي بثها الله في الخلائق
والأكوان ..


..
يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 01, 2020 4:22 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(20)

.. قصة الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت

وخرج الأمير يوما إلى السوق ليعمل
فمر جوار الجواري فسمع جارية تناديه بإسمه ، وهي تسبق إسمه
بلقب الأمير .. التفت الأمير فوجد جاريته الأثيرة او جاريته التي كانت
أثيره ، وجدها تقف في سوق الجواري في انتظار من يشتريها ... اشار
الأمير بيده إلى فمه إشارة تأمرها بالصمت

قالت له الجارية بصوت هامس مهموم: أيها الأمير .. ماذا فعلت بنفسك
وماذا فعلت بنا ..؟
لم يرد الأمير .
وبدات الجارية تبكي وهي
محدثه ، عن حبها له وضياعها بعد خروجه
... ختمت الجارية كلامها بالتوسل إلى الأمير أن ينقذها من محنتها
ويشتريها..
صعبت الجارية على الأمير ولم يعرف ماذا يقول لها ... مد يده في
چيبه فلم يجد شيئا وتذكر انه جاء إلى السوق ليعمل .
قال للجارية : ليس معي ما يكفيني لشراء نفسی ، فضلا عن
شرائك .. وتنبه تاجر الجواري الى خروج الجارية من الدكان وسيرها وراء
الأمير .. فخرج من دكانه وأمرها أن تعود إلى مكانها ، وقال وهو
يضحك
- الم تجدی أحدا يشتريك غير هذا الأحمق.. هذا درویش لا يملك
ثمن طعامه .. نبح الكلب كان الكلام لم يعجبه ، وانسل الأمير
خارجا من السوق وهو يسرع في سيره .
يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 02, 2020 4:14 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(21)

.عاد الأمير لاهث الأنفاس إلى كهفه في الجبل
.. كان يحس حزنا
خفيفا لا يدري مصدره ، وقال لنفسه أن دموع الجارية وتوسلاتها قد
أثرت في قلبه .. و أدرك الأمير أنه لم يزل مشدودا للدنيا فثقل حزنه

دخل قائد الحرس بالقصر علي الأمير الصغير ولي عهد الأمير الدرويش

قال القائد : قد لا تعجبك نصیحتى وقد تري فيها غلوا

.
قال الأمير الصغير : لا تحدثني بالألغاز .. تكلم ايها القائد .

قال القائد : أنا أعرف أين يختبيء والدك الأمير ... لقد تعرفت عليه
جاريته التي تخلصنا منها .. وقد زعمت الجارية أنها شاهدته في السوق
.. هل تعرف ماذا كان يعمل في السوق ... كان ينظف الدكاكين مقابل
طعامه وشرابه ... هل تصدق هذا أيها الأمير .
بهت الأمير الصغير وهويسمع أنباء والده .. قال لقائد جنده

. متى عرفت هذا كله؟
قال القائد : عرفته اليوم ، وقد استدعيت الجارية وحققت بنفسي
معها ، وأيقنت أنها لا تكذب .

استمع الأمير الصغير مصعوقا إلى أخبار أبيه .. أنه يحكم منذ عامين
حكما فعليا ، وهو يتصور أن والده قد ضل طريقه في الجبل فأكله ذئب
من ذئاب الجبل .. لكن ما خشيه قد تحقق ، يستطيع ابوه الآن أن يعود
في أي لحظة إلى الحكم والإمارة . وهذا يعني أن الأمير الصغير سيعود کما كان بعد أن كبر وبدت له هذه الحقيقة مريرة ومستعصية على الإدراك ..
قال القائد : هل يسمح لى الأمير أن اعرض عليه حلا قد يكون
أقسي الحلول ؟
قال الأمير. غائب الذهن - ماذا تريد أن تقول؟
قال القائد : أريد أن أقول أن والدك الأمير عليه رحمة الله قد أهدر دمه

قال الأمير - وهو يعود إلى الإنتباه ماذا تعني ؟
قال القائد : لقد خرج الأمير السابق من عقله ، وهو يحطم الدولة
الآن .. وليس هناك من حل سوى حل واحد .
سأل الأمير : ای حل ؟
قال القائد : أن والدك بتصرف مثل عمر بن الخطاب او عمر بن عبد
العزيز ، ناسيا أننا لسنا في عصر
العمرين

وأنما نحن في عصر
معاوية..........!!!!
يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 03, 2020 4:39 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(22)


وقد حلها معاوية
.. هل أستمر في الحديث یا
مولای .
قال الأمير : إستمر .. إستمر .
قال القائد : كان معاوية يقول : إن لله جنود في العسل .. وكان
يقصد بذلك أن هدية من العسل المسموم يمكن أن تغنيه عن تحريك جيش ، وقد بعثت مع الجارية جرة
من عسل معاوية ، وبعثت الجارية وراء الأمير .. وسوف ينتهي كل
شيء في هدوء وسلام.. هل استمر في الحديث با مولای .
قال الأمير :استمر .
قال القائد : اقترح أن نعلن عن موت الأمير السابق في رحلة صيد
خرج إليها منذ عامين ، وأقترح أن يتم تمليكك اميرا على المالك
السبعة، وتصاعد من قلب الأمير الصغير إحساس غامض بالراحة...
وجد في

... كان الأمير الدرويش الحقيقي في السوق حين أعلن المنادي عن موته وتنصیب
إبنه بدلا منه وتهامس التجار فيما بينهم وبين انفسهم .
قال احدهم همسا لقد قتلوه .. وزعموا أنه خرج في رحلة صيد
منذ عامين .. هل يصدق أحد أن هناك رحلة صيد تستغرق عامين! .

ابتسم الأمير في قلبه وقال لنفسه : لم يقتلوه ولعلهم أعطوه حريته أخيراً

.. إنسل الأمير من السوق عائداً إلى كهفه وكلبه يتبعه

وجد بالكهف رسولا من الدراويش ..
قال له : شيخك يريدك الآن فاذهب إليه
سار الأمير حتى وصل إلى تكية الدراويش .. دخل إلى شيخه فقال
له الشيخ - اغلق الباب وتعال أحدثك ..
اغلق الأمير الباب وجلس بين يدي شيخه .
قال الشيخ : جاءت جارية من قصرك ومعها جرة من العسل
وقد اعطينا الجارية حريتها ولكنها أبت أن تمضی قبل أن تراك وتتحدث
إليك .. إذهب وتحدث إليها ، لا تحتفظ بها .. إصرفها برفق وإكذب
برفق وإكذب عليها لو اقتضى الأمر .. أما جرة العسل التي أهديت إليك فقد
تحطمت منا وأنقذتك....
إصرف الجارية واخرج أنت من البلاد كلها .. وسنزعم أنك أكلت
من جرة العسل وادركك الموت .. وسوف ندفن مجموعة من الحجارة في قبر
قریب ونقول : هنا دفن الدرويش إبراهيم ابن أدهم .. إذهب الآن
إستمع الأمير إلى شيخه وهم أن يسأله أو يستوضحه ولكن شيخه قال
- إذهب الآن ولا تضيع الوقت بالأسئلة .....



يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 07, 2020 4:26 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(23)

قصر الأمير
جلس الأمير الجديد ولي العهد امام قنينة من الشراب ومعه قائد جنده .
قال الأمير لقائد جنده : إشرب أيها القائد الداهية .. إشرب .. لم
أكن أعرف أنك كل هذا الدهاء .. إن لك عندي جائزة لا تستطيع
تصورها .. شرب القائد كأسه وعبه عبا .. سقط الكأس من يده وهوی
جوار کأسه .. وانتظر الأمير قليلا حتى
تأكد أن قائد جنده قد رحل
عن عالم الأحياء وأرسل يستدعي الطيب .

وسار الأمير الدرويش .. إبراهيم بن أدهم کما أمره شيخه
.. لا يعرف إلى أين ولكنه يسير!!

امتدت الصحراء أمام الأمير
وكانت الجارية تسير وراء الأمير ، أما الكلب فكان يتقدمهما
يطمئن على صدر الطريق ثم يعود إليهما حيث يسير في عكس اتجاههما
لينكشف ظهر الطريق

توقفت الجارية فجاءة وقالت سيدي الأمير .. لقد تعبت من السير
توقف الأمير وقال لها : لست سيدك الأمير ولست سيدا لأحد، إنما
أنا درویش کما ترین ... وقد أفهمتك أن ترحلي عني ، وأكدت لك أنك
لن تطيقي الحياة معي .. ولكنك أصررت على المجيء
قالت الجاريه وهي تمشى : لن أفتح فمي بكلمة بعد هذا ..
عاد الأمير بسير ، وهو يفكر في مملكته التي خرج منها .. تری کیف
يمضي فيها الحال؟ هل ينفذون أوامره التي بعث بها منذ شهرين ..؟
هل يردون المظالم ويقيمون العدل ؟
كان يحس داخله بقلق خفي .. إنه يحسن الظن بقائد جنده
أحس الأمير بالخجل من نفسه .. قال يحدث نفسه: مازلت
مشدودا إلى الماضي .. إلى الدنيا .. مازلت في حانة الدنيا ولم أدخل بعد
خيمة المعرفة ..
توقف الأمير الدرويش بعد فترة من السير ، توقف حين صار الظل
عموديا ، جلس يستريح ، وإرتمت الجارية على الأرض وهي تلهث ،

وكان وجهها مغطى بالعرق .. ونظر إليها الأمير وقال في نفسه أنها لن
تکمل الرحلة .. مد نظره إلى الصحراء فبدت له بصرامتها وصمتها

إختفي الكلب حين جلس .. وادرك أن الكلب يستكشف المنطقة
من جهاتها الأربعة ، ويجري فيها ليطمئن على سلامتهما ويقوم بواجب
الحراسة المفترض فيه ، وامتلأ الأمير عجب داخل نفسه.
هذا الكلب لم يكلفه أحد بالحراسة ، ولا بتأمين الطريق ، ولکنه
يفعل هذا كله بفطرته التي فطره الله عليها
وهو ليس كالحارس الذي .. ربما خالجه الطمع فيها يحرس ..
وفاء مطلق .. وهو لا
يكلف صاحبه إلا قطعة من العظام أو مسحة حانية على الرأس .

تنهدت الجارية تنهيدة ثقيلة فالتفت إليها الأمير .. قالت بعينها
دون أن تتحدث - إنني خائفة ..

قال الأمير لها وهو يشيح بوجهه : لا تخافي .. نحن في أمان هنا ..
قالت الجارية : هذا صحيح يا سيدي الأمير .. ما الذي يمكن ان
يصيبنا أسوأ من ذلك .. نحن ضائعون في الصحراء ولا نعرف إلى اين نذهب .....


يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 09, 2020 5:01 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(24)





قال الأمير : نحن لم نزل في بداية الطريق .. والعودة الان ميسرة ،
هل تحبين العودة ..
قالت الجارية : أنا معك ياسيدى حتي الموت
قال الأمير : توقفي عن الشكوى إذن ، ولا تبددی طاقتي في حوار لا معني له معك
.. لا تشغليني بنفسك .. إنني أحاول إنقاذ نفسي
وليس لدي وقت أضيعه ..
وصمت الأمير وهو يؤنب نفسه لأنه سمح للجارية بمرافقته .. أحست الجارية أنها أغضبته فراحت تتوسل إليه أن يقبل عذرها ، فهي تقطع
الصحراء للمرة الأولى ، والأمر كله بالنسبه إليها تجربة مخيفة ..
وقالت الجارية لنفسها : لقد جن الأمير دون شك .. كنت أعتقد أنه
بعقله ، ولكن عقله فيما يبدو قد هرب هروب الطير المفزوع .. ماذا
أفعل الآن ؟ تلفتت الجارية حولها وراحت ترقب منظر الرمال الصفراء
فأحست بالإنقباض والخوف .. قالت تتمتم لنفسها .
. هذا السكون المخيف ؟
ونفس الوقت .. كان الأمير يستلقي علي الرمال بعد أن صنع من عباءته خيمة صغيرة تقيه من الشمس ، تأمل سكون الصحراء وصفرتها
واستشعر الراحة وغرق في تأملاته .. إن الصحراء بإنکشافها ووضوحها
وعريها لا تقبل انصاف الحلول أو المساومات ، كما أنها بجديتها
وصرامتها تنفر من اللغو والهراء ، وهي أكثر البيئات قدرة علي تعليم
فضيلة الإعتماد علي
الذات کا أن ثمة شيئا في إمتدادها اللانهائی
يوحي بالحرية مثلما يوحي بالتواضع الإنساني ، غفا الأمير قليلا ثم
إستفظ علي صوت جلبة .. كانت القافلة التي ينتظرها قد وصلت
أخيرا ... وتقدم منه رجل يمسك في يده مقود جملین قدم له واحدة
وقدم الآخر للجارية ..
بدأت القافلة تشق طريقها في الصحراء .. لم تكن هذه أول رحلة
للأمير في الصحراء ، ومن هنا فقد كان يجيل بصره حوله ويتأمل ثبات
الصحراء ويعرف إن ما يدور حوله في الظاهر ثباتا يخفي وراءه حركة مستمرة وإن كانت بطيئة .. إن كل شيء يتحرك في الصحراء .. الرياح والرمال والسحب .
تبدو الرمال جامدة وثاته ولكنها تحرك حركة خفيفة وبطيئة ، وتغير
اماكنها طوال الوقت ، وتسافر مثلما تسافر القوافل بالرجال والهجن ..
كان الأمير هادئا كالصحراء ، ولكن باطنه كان يتحرك حركة خفيفة
تنبئ بإقتراب عاصفة ..
لقد إستمع الأمير إلى أخبار وطنه الذي هجر الإمارة فيه منذ سنوات ، كانت الأخبار كئيبة ..
لقد إختفى العدل تماما ، وأصبحت القوة هي لغة الحياة اليومية ،
والأمير الجديد الذي تركه والده وهو يدرس الحساب والجبر قد كبر الآن وانكشف عن طاغية صغير لا يصمد له أحد ، ولا يناقشه أحد ،

- فيم إذن كان الخروج
لقد خرجت طلبا للعدل وإنقاذة لرأسي ،
فهل أنقذت رأسي أم كبلتها بهذه المظالم الجديدة .. لقد أطلقت تیارا للشر حين خرجت مثل تيار الرمال الذي يهب الآن على القافلة ويدفع
الجميع لإغماض عيونهم والتدثر بعباءاتهم .. أغمض الأمير عينه
ومضي يجتر ماضيه ثم يقول لنفسه . ما حدث قد حدث وهذا قضاء في نهاية الأمر رغم انه يبدو إختيار حرا .....



يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 15, 2020 4:39 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(25)

تحول الصفاء العظيم الذي يحمل لونين هما زرقة السماء وصفرة الرمال
إلى لون واحد هو لون العاصفه الرملية
في البداية تحركت الرمال ببطء ثم انحدرت في اتجاه القافلة ، وعلت
السماء مرة تاليه ، وتعكر الجو وانتشرت غبشة حمراء في الصحراء
وراحت الرياح تزمجر وهي تجتاح
المنطقة
من كل صوب ، وبدات
العاصفة الرملية .. حين لم تعد الوجوه تتحمل صفعات الرمال ، حين
أظلمت السماء وامتلا الهواء بغبار الرمل الذي يحجب الشمس
والضياء .. حين وقع هذا أصدر المسؤل عن القافلة صرخات سريعة
آمره فتوقفت الجمال والخيل واختبأ رکابها في صدرها
أناخ الأمير بعيره والتمس الكلب فلم يجده .. صرخ يستدعيه فلم
يظهر الكلب حاول أن ينظر حوله ليعثر عليه ولكن الرمال كانت
أقوى من قدرته على النظر فأغمض عينيه والتف بعباءته وانكمش
بجسمه في أحضان الجمل ولم يعد يبحث عن الكلب
اما جارية الأمير فقد أستبد بها الفزع فصرخت وحاولت أن تجرى
في اتجاه الصحراء بناقتها ولكن قائد القافله أمسك بها ، وهددها بالجلد أذا
إستسلمت لفزعها .. وسأل المسئول عن القافلة : جارية من هذه
قيل له : هذه جارية الدرويش ابراهيم .
قال الرجل : لم نسمع إن للدراويش جواری .. على أي حال ، لولا
أنك جارية الدرويش لجلدتك
بعد لحظات وجد الأمير الكلب ينسل إلى أحضانه ورقد وهو مغطى بالرمال
إحتضن الأمير کلبه وراح يفكر في نفسه، كانت العاصفة الخارجية قد صرفته عن
عاصفته الداخلية التي تدور رحاها في عقله ، بعد قليل سمع
صوت قائد القافلة يأمرهم أن يتحركوا من أماكنهم .. كان حظهم طيب
فلم تستمر العاصفه طويلا .
هدات العاصفه فجأه .
وتغير الجو من العنف إلى السكينة ، وإختفت الرمال
وعاد اللون الأزرق والأصفر يتربعان على عرش الأفق .. وامر
قائد القافلة أن تنهض الجمال وتستأنف القافلة سيرها .
كان الأمير مرتاحا بعد أن ترجمت العاصفة ،
عن مشاعره الخاصة ..
أما الجارية فكانت ترتعش من الخوف والفرح ولا تصدق أنها نجت
اخيرا وصلت القافلة إلى قرية يخزنها نهر تنتشر الأشجار والخضرة علي
جانه
إنصرف الدرويش إلى خان يقع في ضواحي القرية .. دخل غرفته
فوجد الجارية تتظره فيها .. احس ان وجودها ثقيل على قلبه فتجهم
وجهه وصرف نظره عنها وسألها
- الم تقنعك العاصفة بالرحيل ؟
قالت الجارية : كادت تقنعني لولا أنني صبرت
قال الأمير : لا تصبري .
قالت الجارية ووجهها يمتقع : أنت لا تريدني معك ، إنك تحتمل
الكلب ولا تحتمل وجودی .. هل تحب أن اغني لك أغنية .. أو أعزف
على الطنبور .. او تحب أن أرقص .. ..
قال الأمير : إنني أفضل الصمت .. لقد خلت نفسي من الدنيا ،
ولكن الدنيا - ممثلة فيك - تطاردنی .. إني أسألك العفو عني
دعيني في حالي وانصرفي عني مشكورة مأجورة ..
قالت الجارية وهي تنهض : : أنت غاضب يا سيدي الأمير ..

إنتهرها الأمير و أفهمها أنه درویش فحسب ، وصححت كلامها
وقالت : أنت غاضب مني يا سيدي الدرويش .. ولكن عندما يهدأ
غضبك سترى أنني أستطيع أن أفيدك في أشياء كثيرة .. إنني اطهو جيدا .. واغسل الملابس جيدا.. ولست کالبومة .
إحتدم الحوار بين الجارية والأمير وراحت الجارية تندب سوء حظها
وتبكي ، ثم سمع نقر خفيف على الباب .
فتحت الجارية الباب قبل أن يمنعها الأمير .. كان صاحب الخان
يريد الدرويش ولكنه فوجئ بوجه باك يطل عليه .. واغلق صاحب
الخان الباب وتهيأ للإنصراف ولكن الأمير لحقه وفتح الباب .
كان صاحب الخان يضحك وهو يردد لنفسه : درويش في غرفته
امرأة .. تجاوز الأمير عما قاله صاحب اخان وسأله : فيم كنت
تریدنی.
قال صاحب الخان : الدراويش يدعونك الليلة للعشاء والحديث
هل أقول لهم أنك مشغول ..
قال الأمير :لست مشغول .. إنتظر .. إبحث لهذه الجارية عن
موضع مع النساء لتقضى الليلة فيه .
إنصرفت الجارية وبقي الأمير في غرفته وحده ، ثم سمع صوت
خربشة على الباب ، ذهب يفتح الباب فدخل الكلب .. وفكر الأمير
أنه نسي أن يأمر صاحب الخان أن يطعم الكلب .. رغم هذه الخطيئة
التي تقطع بعدم إهتمام الأمير بالكلب ، بقى الكلب على وفائه الراضي
وحبه المتوهج .. ظل يهز ذيله للأمير ثم جلس أمامه على الأرض
مستسلما يرتاح من وعثاء السفر .. تأمل الأمير الكلب وابتسم ..
إن الكلب هو الكائن الوحيد الذي لا يعرف ان الأمير لم يعد أميرا ،
وإنما صار درويشا .. إن الناس عموما تتعامل مع الأمير بأشكال
مختلفة، التجار يتعاملون معه بقدر ما في جيبه ، والدراويش يتعاملون
معه بقدر ما في قلبه ، أما الكلب فإنه لا يتحول مع تحولات الريح ..
إن حبه ثابت مستقر كالجبل.. لقد قابل صاحبه حين كان أميرا ،
فعامله كأمير ، ولو قابل صاحبه حين كان متسولا لعامله أيضا كأمير
.. إن الكلاب تعامل أصحابها جميعا كأمراء .. إنهم يطعون الأوامر
التي تصدر إليهم دون مناقشة .. إن الكلب يأكل من يد صاحبه
ويطيعه . أما الإنسان فيأكل من يد
الله وتعصاه..... أتكون نفس
الإنسان أدنى من نفس الكلب.... في بعض الحالات .. أيكون هذا ممكنا
رغم كل التكريم الذي كرمه الله للإنسان ، ونزل عنه الإنسان مختارا -
نهض الأمير ووضع عباءته علي كتفه وزايل المكان وخرج لمقابلة الدراويش....




يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 17, 2020 12:41 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(26)

جلس الأمير إبراهيم في حلقة الدراويش ، كانت وجوههم كلها
غريبة عليه ، وكانوا أخلاطا من أمم شتی .
في البداية إستمعوا لإنشاد بلغة لم يعرفها الأمير ، ثم تناولوا كؤوس
اللبن الحامض ثم وضع الطعام .
أنشأوا يتحدثون عن أمور شتی .. كان ينهم درویش شیخ یوقرونه
بصفة خاصة ، وحين انتهى الطعام جلسوا حول هذا الدرويش الذي
بدأ كلامه بسؤال : من هو قطب هذه الأيام ؟
لم يتقدم أحد للإجابة على السؤال ، وتعلقت العيون حول الدرویش الشيخ وظلوا صامتين كأنهم يرقبون إجابته هو .
قال الشيخ : أنا أعرف جواب هذا السؤال .. ولكن الجواب سر ..
فكر الدراويش قليلا وقال أحدهم : أنا أكتم أي سر .. وأحسب
أننا جميعا كذلك .. هز الدراويش رؤوسهم موافقة .. فعاد الدرويش
الشيخ إلى الحديث . قال : قطب هذه الأيام هو الأمير إبراهيم ابن
أدهم..
شهق الدارويش وقال أحدهم : تقصد الدرويش الحافي .!!

قال الشيخ : نعم ..
ثم أستتل يقول : خلع موسي نعليه ليقف في حضرة الحق ، وخلع براهيم بن أدهم نعليه وخرج من ملكه لنفس السبب ..

سكت الدرويش فتحدث واحد غيره ، . قال : ان إبراهيم
أبن أدهم هو سيد الطريق بغير منازع .. إن أحدا لا يعلو إلا إذا خلع نعليه .
إكتشف الأمير إبرهيم إن الدراويش يتحدثون عنه وهم لا يعرفونه ،
ومن ثم فقد وجه سؤالا لشيخ الداویش .
. من این جاءتكم هذه المعرفة المؤكدة ..؟

ربما يكون قد نسی نعله وهو يخرج من قصره؟
إلتفت الدراويش إليه فكادوا يزلقونه بأبصارهم .. تصايح أكثر من درویش .
- لا تعترض أيها السالك للطريق على الكرامة .. ليس هذا من أدب
السالكين... !!!

يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 18, 2020 8:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(27)
حاول الأمير أن يدافع عن نفسه ولكنهم كانوا جميعا ضده
فسكت .. تراجع في نفسه وصمت.. وعاد شيخ الدراويش يحكي عن
الأمير إبراهيم حکایات طويلة .. وهي حكایات كانت تؤکد کرامات
الأمير وعجائبه ثم رفع الدرويش الشيخ يده فسكت الجميع وأنصتوا .
قال الدرويش الشيخ : سأحدثكم الآن عن كرامة لسيدي إبراهيم
بن أدهم.. كرامة عاينتها بنفسي ورأيتها بعيني .
كرامة لم يحدثني عنها أحد ، ولا رواها لي أحد .

سكت الدراويش كأن على رؤوسهم الطير .. وأنصتوا جيدا وأنصت
معهم الأمير مندهشا عما يقوله شيخ الدراويش ، وإن أخفى دهشته وراء هيئة المستمع المصدق .
قال شيخ الدراويش : كنت أتهيأ لعبور النهر ذات يوم ، في بلاد ما
بين النهرين .. ثم فوجئت بدرویش بائس يجلس على ضفة النهر وهو
يخيط قميصه الممزق .. دققت النظر فيه فإذا هو إبراهيم بن أدهم ..
تأملت حاله ورق قلبی لبؤسه ..
كان قميصه ممزقا ، الى الحد الذي فشل فيه الأمير في رتقه ، كان كلما سد رتقا بإبرته وخيطه ، انفتح رتق آخر في القميص
وقلت في نفسي : لا حول ولا قوة إلا بالله .. كان الأمير إبراهيم أیام
الإمارة لا يرتدي القميص إلا مرة واحدة ، ثم يلقيه بعد ذلك فلا يلبسه
.. كان بغير كل يوم خمس قمصان او ستة .. وكان الحرير الدمشقي
يبدو له خشنا.. وها هي الأحوال تتدهور به فيجلس علي ضفة النهر
ليرقع قميصه .. تری بماذا يحس الآن ..
سكت الشيخ قليلا وتأمل وجوه الدروايش حوله ثم استتلى يقول ..
وفجأة .. وقت إبرة إبراهيم بن أدهم في مياه النهر .
لاحظت أنه يفتش عنها يمينا ويسارا ثم ينظر إلى مياه النهر بحسرة ،
قلت في نفسي : لقد فقد الدريش إبرته ولم يعد قادرا على رتق قميصه ،
أي بؤس يضاف لبؤسه . لم يكن يراني .. لم يكن إبراهيم إبن أدهم
يرانی ، ولكنه رأي بعين الفؤاد ما رأى وأدرك أنني أشفق عليه ، وأراد أن
يلقنی درسا في نفس الوقت .. ولهذا صرخ آمرا وهو يحدث به النهر :
اريد إبرتي التي سقطت في النهر .. وهنا خرجت من النهر عشر
سمكات في فم كل سمكة منها إبرة من الذهب .. وتقدمت الأسماك
نحو إبراهيم وألقت أمامه الإبر الذهبية وانسحبت عائدة إلى مياه النهر .
سكت شيخ الدروايش فجأة تهلل الدراويش وكبروا ، ثم عادوا إلى
الصمت وعاد شيخهم إلى الحديث ..
قال : حين اكتشفني ابراهيم بن أدهم اظهرت نفسي له ، ، وألقيت
بنفسي عند أقدامه اسأله المغفرة .
قال لي : كنت تشفق على حالي وتراه بائسا ..
قلت له : نعم يا سيدي الأمير .
قال لي : لست أميرا .. إنما أنا عبد.
قلت له : أنت أمير الطريق .
قال : ليست إمارة الطريق ما اشتهيته
ثم نهض ابراهيم تاركا الإبر الذهبية ملقاة جوار النهر ولبس قميصه
المرقع وإنصرف ..
عاد الدراويش يهللون ويكبرون ، وجلس الأمير صامتا و إن كان
يغالب ميلا إلى الضحك .....

يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: صائمون... والله أعلم!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 21, 2020 4:09 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060

الأمير والدرويش - ترانيم صوفية
أحمد بهجت
**********


(28)
لقد تحول أخيرا إلى اسطورة يتناقلها الدراويش ، ضاعت حقیقته وسط نسیج الأكاذيب .. ولاحظ الدروايش انه هو الوحيد الذي لا يهلل ولا يكبر .. سألوه بعداء واضح .
لماذا انت صامت ..؟
قال : إنني استمع لما يقال .
سألوه : لعلك لا تصدق ما يقال .
فكر الأمير قليلا فرأى العيون تتهيأ لإفتراسه ، كان يريد أن يقف
بينهم ويقول لهم يا أيها الدراويش الحمقي .. أنا الأمير إبراهيم بن
ادهم، وما تقولونه عني غير صحيح ولم يحدث .. وشيخكم هذا يكذب بيسر كما يتنفس بیسر ...

أراد الأمير أن يفعل هذا كله ولكنه
تأمل الوجوه الغاضبة التي تحيط به وقال : كيف لا أصدق ما حكی
الشيخ .. إني أصدق ولكني اسأل : ما معنى ما حدث .. هذا كل
ما أحاول معرفته .
نظرت الوجوه الغاضبة إلي شيخ الدراويش وكأنها تنتظر منه أن يجيب..... على السؤال ..


أما شيخ الدراويش فقال - المعنى ظاهر ولا خفاء فيه ..
توتر الجو بعد رد شيخ الدراويش ، وبدا واضحا أن الدراويش
ينتظرون مبارزة بين شيخهم وهذا الدرويش الغامض المعارض .
قال شيخ الدراويش مهددا : المعنى واضح ولا خفاء فيه ولا لبس
.. انظر فیما حدث وسترى المعنى .. أتكون درويشا وتنکر کرامات الأولياء
قال إبراهيم بن أدهم : أنا لا أنكر الكرامة
إنما اسأل عن معناها

قال شيخ الدراويش : معناها أن ملك إبراهيم بن أدهم وهو
درویش زاهد أعظم من ملكه وهو أمير .
هلل الدروايش وكبروا وسكت إبراهيم بن أدهم ولم يعرف ماذا يقول
.. كان واضحا للحاضرين أنه انهزم .
وفكر الأمير إبراهيم قليلا وإتسعت ابتسامته الساخرة ثم نهض واقفا
وقال - أيها الدراويش الحمقى إنني أنا الأمير ابراهيم .. وما تقولونه عني
غير صحيح ..

يتبع



_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 23 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط