تقترن سيرة مخلوقات زومبي كما صورتهم آلة الإعلام الدجالي الخبيثة ، بأنهم أموات أحياء عادوا للدنيا بالسحر الأسود ويأكلون البشر ، وجائت سيرة هؤلاء منذ العام 1968 م وهو العام الذي شهد ميلاد أفلامهم .
وتعتبر أيقونة فكرة أفلام زومبي من اعتقادهم في عبادة الفودو الإفريقية .
لكنّ التاريخ له رأي آخر في كل ما يتعلق بأمر زومبي ، حيث أن الحقيقة هي أن أمر “زومبي” هو قائد إفريقي مسلم شاب استطاع أن يقوم بثورة إسلامية حقيقية للعبيد الأفارقة في البرازيل على المستعمر البرتغالي.
نعرض ذلك إن شاء الله وفق ما يلي :
الملك زومبي وحركة الماليين (المسلمين) في البرازيل.
بحث مقدم إلى الندوة الأولى حول الجذور الإسلامية للبرازيليين ذوي الأصول الإفريقية
دكتور تي بي إرفنج
وإلم درايف إن إي
نوفمبر1988
توجد ثلاث مناطق كبيرة في أمريكا تستحق اهتمام المسلمين؛ بسبب الخلفية الثقافية الإسلامية الموجودة في تلك المناطق، وهي:
البرازيل في أمريكا الجنوبية، ومنطقة البحر الكاريبي التي تم استكشافها، والدولة الأخرى هي ما تسمى بالولايات المتحدة حيث يوجد أكثر من 12% من سكان الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك في منطقة البحر الكاريبي من أصول إفريقية، كما تضم البرازيل نسبة مماثلة أو أكبر من ذوي الأصول الإفريقية.
وُجد الرق في تلك المناطق لثلاثة أو أربعة قرون بعدما تم استئصال الهنود (سكان البلاد الأصليين) إما عن طريق القتل، أو النفي إلى السهول والغابات، وعلى الرغم من أن وجود المسلمين ذوي الأصول الإفريقية في أمريكا الشمالية معروف، إلا أننا ما زلنا نحتاج إلى بعض الأبحاث حول وجودهم في جزر الهند الغربية.
تفخر البرازيل بجمهورية "بالميراس"، التي كادت أن تُحَقق لها حريتها في القرن السابع عشر، كما تفخر أيضًا بحركة الماليين التي ظهرت في القرن الماضي، والتي كانت تتسم بالطابع الإسلامي بشكل واضح؛ مثل حركة كانودوس التي ظهرت في عام 1897، والتي كانت تتسم بالصبغة الإسلامية.
وفي المستعمرات الإسبانية، بدأ وجود الهنود الأمريكيين يتراجع بسرعة؛ لذلك اقترح أسقف تشياباس (بارتولومي دي لاس كازاس) المكسيكي استقدام العبيد من إفريقيا؛ لاستعباد الأفارقة ونقلهم إلى أمريكا، وتحويلهم إلى النصرانية.
سلك عدد قليل من الناس مسلك بارتولومي دي لاس كازاس (1474 - 1566)، الذي لُقِّب برسول جزر الهند الغربية، ولكنه في حقيقة الأمر كان مُسْتَعْبِدًا للأفارقة، وخاصة المسلمين "المور" كما لقبهم، وهذه الحقائق الخاصة بالرقيق الأسود سادت في كل المحيط الأطلسي من ولايات ميريلاند، وفرجينيا، إلى الأرجنتين، فضلاً عن بعض البلدان الواقعة على ساحل المحيط الهادي مثل: الإكوادور، وبيرو، ونحن بحاجة لدراسة هذه المسألة بعناية أكبر؛ حتى يمكن استعادة تاريخ المسلمين بشكل عام، والمسلمين الأفارقة بشكل خاص.
بدأت المأساة في القرن السادس عشر، منذ أكثر من أربعمائة عام، وآثارها لا تزال واضحة؛ حيث تلقى أسلاف هؤلاء تعليمًا كما حدث للعديد من المهاجرين، فقد كانوا مسلمين، ويستخدمون اللغة العربية في كتاباتهم؛ ونتيجة لذلك كان المسلمون المستعبَدون في ذلك الوقت يحتفظون ببعض الكتب عن الزراعة في مزارع أسيادهم الأميين الذين غالبًا كانوا لا يستطيعون القراءة، أو إجراء العمليات الحسابية، ناهيك عن التعامل مع الكتابات الرسمية.
وفي عام 1549 نشأت أول مستوطنة أوروبية دائمة في البرازيل، التي لم تنفصل يومًا عن غرب إفريقيا، وحتى اليوم ما زالت التجارة تسير على ساحل غينيا، انتشر اليوروبا من نيجيريا إلى بنين وفي بعض مناطق البرازيل كما كان الحال مع اللغة البرتغالية، فكلمة "ناجو" تعني "اليوروبا" في البرازيل؛ وكلمة "جاجو" تشير إلى النعجة من داهومي أو بنين الحديثة وتوجولاند، وعلى الرغم من عدم استخدام اللغات الإفريقية المحلية، فقد ظلت تلك التعبيرات كمفردات موجودة في اللغة المستخدمة بين الأفارقة.
تمكَّن المهاجرون الهوسا (أو أوسا، كما هي معروفة في اللغة البرازيلية) من المسلمين الذين تمسكوا بعقيدتهم على قدر الاستطاعة في بعض الأحيان - من إقناع بعض الأسرى الآخرين بالإسلام.