زعموا أن فأراً ساهياً قفز من فوق أسد كان غارقاً في النوم، فاستيقظ الأسد مذعوراً وأمسك بالفأر يريد أن يبطش به، غير أن الفأر أنقذ نفسه بتوسلاته الحارة أن يتركه الأسد وشأنه، وبخاصة أنه لا يكفي له لقمة واحدة. وسار الفأر في طريقه وهو يردد عبارات الشكر والمديح للأسد، راجياً أن تتيح له الظروف فرصة لمقابلة الأسد بالمثل في يوم من الأيام.
وشاءت الأقدار أن يقع الأسد في شباك أحد الصيادين الذي أوثقه بحبل متين وشده إلى شجرة ضخمة هناك ريثما ينتهي من رحلة صيده فيدبر أمر نقله إلى المدينة. وكان أن مر الفأر من جوار تلك الشجرة، فشاهد الأسد على تلك الحال وأدرك الخطر الذي كان ينتظره. وهكذا بادر إلى الحبل يقرضه بأسنانه حتى انقطع وأفلت الأسد.
وما أن انتهى الفأر من قرض الحبل حتى غمره شعور بالفرح والاعتزاز بما أجراه الله من عمل طيب على يديه ، ثم التفت إلى الأسد وخاطبه قائلا: ربما لم يخطر ببال أياً منا أن بائساً مثلي يستطيع أن ينقذ عظيماً مثلك........
أرجو أن أكون قد قمت بواجبي نحوك....لقد كنت السباق إلى العمل بالمعروف وها أنا ذا أسدد لك ديناً...
أتوافقني الرأي يا سيدي أن الفأر يستطيع أن يأتي عملاً عظيماً متى سنحت له الفرصة؟
إنه شيء لا يصدق طالما بقى الوعد معسولاً...لكنه يصبح حقيقة ثابتة متى اقترن الوعد بالتنفيذ....وتظهر المعادن الحقيقية حين تدق ساعة العمل....
_________________ "يس" يا روح الفؤاد
|