اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am مشاركات: 36091
|
بريطانيا و"الإخوان".. حان الآن وقت دفع الثمن

لم يدرك الغرب وتحديداً بريطانيا، أن استمرار سياسة النوم مع العقارب وتربية الأفاعي اعتقاداً بأنها مخلوقات "سلمية" ـ وليس سُمِّيَّة ـ يمكن أن تهددهم وتؤرق مضاجعهم في عقر دراهم.. وقد كتبت أكثر من مقال في الأشهر الأخيرة بهذا الخصوص. فالحادث الإرهابي الذي وقع في قلب لندن، أمس، وفي عقر البرلمان البريطاني، كشف أن الأفاعي والعقارب لا أمان لها، وأن الرعاية القديمة منذ النشأة والتأسيس مروراً بالاحتضان الأوروبي والغربي عموماً لقيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، وتوفير الملاذ الآمن لهم، باسم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان سينتهي يوماً بعض الأيدي التي امتدت إليهم.. وهذا ما حدث عبر كل التفجيرات والأعمال الإرهابية في غالبية العواصم الأوروبية، فرنسا وأسبانيا وبلجيكا وغيرهم، وقبل الجميع الولايات المتحدة. واليوم، ها هي بريطانيا التي كانت دوماً بمثابة "زوجة الأم" للجماعة الإرهابية، تصرخ، وحتى في صرختها تلك جراء ضرب قلب عاصمتها ورمز ديموقراطيتها، لا تجرأ على وصف ما حدث بأنه عملية إرهابية، بل تحاول أجهزتها الالتفاف على الجريمة التي لم تنتبه كل استخباراتها إلى إمكانية حدوثها، أو حتى تحذر منها.. وهي التي سبق لها أن استبقت الجميع في حادثة الطائرة الروسية كما نذكر.! السبب غير المعلن طبعاً، أن بريطانيا بالذات تعرف أنها إذا وجهت تهمة الإرهاب لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي، فإنها بالتالي تتهم نفسها بأنها دولة راعية للإرهاب، ومجرد قراءة متأنية للبيان الأخير للجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم قبل أكثر من شهر، تفضح التورط البريطاني "الخفي" في ممالأة الجماعة الإرهابية وتبرئتها من تهم العنف الذي هو عقيدة تنظيمية أصيلة لدى الجماعة منذ نشأتها، ليس هذا فقط بل أن ذات التقرير اعتبرها "جدار حماية ضد العنف والداعم للديموقراطية".. فها هي نتيجة عمى الألوان أو التخاذل البريطاني تنعكس بجدية، ودفع ثمنها النواب البريطانيون الذين ظلوا محبوسين لساعات في البرلمان خوفاً على حياتهم.! ما لم ينتبه إليه أحد، أن الحادث الإرهابي في قلب لندن، جاء عقب ساعات قليلة من تهديد السلطان التركي رجب طيب أردوغان للغرب، حيث بدا أن عبارته التحذيرية من أنه إذا استمرت اعتراضاتهم على سياساته "لن يستطيع أي مواطن غربي السير بأمان في الشارع في أي مكان في العالم" بمثابة إشارة خطيرة لقطيعه الإرهابي باستهداف أوروبا.. وهو ما يذكرنا بإشارة مرسي الشهيرة في قفص المحكمة والتي تلاها على الفور اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، قبل أكثر من عام.. وقبلها تصريح الإرهابي الإخواني محمد البلتاجي من أن الإرهاب سيتوقف في سيناء في الوقت واللحظة التي يعود فيها مرسي للحكم.! كلنا نعرف، أن الغرب بكل أجهزة استخباراته كان يعلم جيداً أن تركيا هي جولة الممر الرئيسية للإرهابيين للوصول إلى سوريا والعراق، وأن تركيا ـ ومعها قطر ـ هما الراعيان الرسميان للإرهاب وتنظيمات العنف والتكفير في المنطقة وربما العالم، وكلنا نعلم أن كثيراً من التحذيرات ـ المصرية تحديداً ـ كانت تنبه إلى خطورة ذلك على الأمن الإقليمي والعالمي، وأن على الغرب التعامل سريعاً مع ظاهرة العائدين من سوريا والعراق إلى قلب أوروبا.. ومع ذلك لم يسمع أحد، ولم يدرك أي جهاز أمني أوروبي أو غربي أن هؤلاء العائدين هم قنابل "داعشية" موقوتة، سيحترق بنار تفجيراتها الأوربيون أنفسهم قبل أي شخص آخر.. وأن الخطر الحقيقي على الغرب كله، هو تركيا نفسها التي تبتز أوروبا أو تهددها. لهذا، لا يمكن أبداً تمرير ما صرح به الرئيس الألماني الجديد فرانك فالتر شتاينماير خلال حفل تنصيبه أمس أمام البوندستاج، وقوله إن "أردوغان خطر على تركيا"، ورأى أن تصرفاته تهدد بتقويض الإنجازات التي حققتها بلاده. الآن.. أعتقد أن البريطانيين في مأزق حقيقي، سكوتهم عن الإرهاب الساكن بينهم لن يدوم طويلاً، وكان عليهم أن يكونوا أكثر جرأة وعقلانية في درء الخطر عن بيوتهم وشوارعهم، فالأفاعي والعقارب الموجودة هناك، مهما كان ملمسها ناعماً ستعود لطبيعتها الخائنة وتلدغهم.. وها قد فعلت.!
https://www.facebook.com/GeneralKhyratO ... 91567674:0
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|
|