موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
"الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=40&t=28111 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | يانور سيدنا النبى [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 4:09 pm ] |
عنوان المشاركة: | "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
"الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! ![]() أصبحت الفتاة الإثيوبية مولوورك أمباو (18 عاما)، حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في بلادها، بعد أن صرحت أنها لم تتناول الطعام أو تشرب أي سوائل منذ 9 أعوام. وقال الأطباء الذين فحصوها أنهم لم يجدوا أثرا للطعام أو الشراب في معدتها دون أن يتمكنوا من تفسير كيفية بقائها على قيد الحياة. وادعت أمباو، أنها توقفت عن الطعام والشراب عندما بدأت الدراسة في الصف الخامس، ولم تأكل أو تشرب شيئا منذ ذلك الحين، قائلة "آخر ما أتذكر أني أكلته كان وجبة غداء.. لا أشعر بالرغبة في تناول الطعام، لا أشتهيه". وأضافت، إنها "لا تعاني من مشاكل صحية، وإنما يصيبها الصداع أحيانا فقط وتتناول مسكنا له". وتقيم أمباو حاليا مع قريبها بيلاتشيو كريسو وزوجته أسناكيتش أيالا في العاصمة أديس أبابا، التي جاءت إليها قبل شهرين من بلدة "كونتا"، لكي تكمل تعليمها. وقال بيلاتشيو، إنه "لم ير أمباو تأكل أو تشرب حتى جرعة ماء واحدة، منذ جاءت إلى منزله". بدورها أشارت زوجته، إلى أنها "ربة بيت، ولذلك أقضي يومي بأكمله في المنزل، ولم يسبق لي أن شاهدت أمباو تأكل أو تشرب. كما أنها لم تستخدم الحمام منذ جاءت إلى المنزل". وأشار أباينيه كريسو، الذي يقيم في المنزل أيضا، أن "أمباو تؤدي الأعمال المنزلية طوال اليوم دون أن تشعر بالتعب". وبعد أن انتشرت حكاية أمباو، في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، قرر الطبيب هينوم فيساها، من مستشفى "زواديتو ميموريال"، فحص الفتاة، لمعرفة مدى صحة ادعاءاتها. وقال فيساها إن "من المستحيل من الناحية الطبية أن يتمكن الإنسان من البقاء على قيد الحياة دون طعام أو شراب، لأن أعضاء الجسم بحاجة إلى الطاقة التي تستمدها من الطعام والشراب، وبالتالي في حال التوقف عنهما أو الإقلال منهما يحدث خلل في وظائف الجسم". وأوضح، أن "نتائج تحاليل الدم التي أجريت للفتاة طبيعية، ولم يظهر أي خلل في المركبات الكيمائية بالجسم كما يفترض بالنسبة لشخص لم يتناول الطعام والشراب لفترة طويلة"، بحسب ما أكده الطبيب. كما لم يعثر الأطباء على أي أثار في جسدها تفيد أنها تناولت أي شيء خلال الأسبوع الأخير قبل إجراء التحاليل على الأقل، وهو ما أثار دهشة جميع العاملين في المستشفى. الطبيب عجز عن إعطاء أي تفسير لكيفية بقاء أمباو على قيد الحياة، وعدم معاناتها من أي خلل في وظائف الجسم، رغم عدم وجود ما يدل على تناولها الطعام والشراب. وسبق أن ادعى عدد من الأشخاص في أماكن متفرقة من العالم أنهم يعيشون دون أن أكل أو شرب، كما ظهر اتجاه يطلق عليه «بريثاراينيزم»، تتزعمه امرأة استرالية تدعى إلان غريف، يدعي المنتمون إليه أنهم يتغذون على أشعة الشمس والهواء النظيف، إلا أن عددا كبيرا من الأشخاص الذين حاولوا تقليد هذا التيار انتهى بهم الحال إلى الموت جوعا. المصدر: الأناضول هاشم الموسوي https://arabic.rt.com/news/853916-%D8%A ... %A7%D8%A8/ |
الكاتب: | خلف الظلال [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 8:23 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
لله في خلقه شئون ، سبحان الله...جزاكم الله خيراً أخي الفاضل فكرتني بالحكاية التي نقلها لنا دكتور محمود صبيح في كتابه حتى لا تحرم من رؤية سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام عن السيدة الصالحة التي كانت لا تأكل ولا تشرب حتى التصق بطنها بظهرها وكان ذلك بسبب رؤيا رأتها وظلت هكذا بقية عمرها حتى توفاها الله رحمها الله |
الكاتب: | msobieh [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 9:41 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
يجعلوها في حجرة زجاجية كبيرة فيها جزء مغطى , وليس بها ماء وطعام ولا أي نباتات غير أريكة والغرفة الزجاجية ليس لها فتحات وسيظهر بعد 10 أيام مقدار قدرتها . قال الذهبي في تاريخ الإسلام سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث. وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي أبي في صفر سنة ثلاث وتسعين. قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العبّاس، فذكر قصّة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة. فقال: إن الله يظهر إذا شاء ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عَيَانًا، وشاهدناه في زماننا أنني وردت سنة ثمان وثلاثين مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر؛ ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين فرأيت حديثها شائعا فاجتمعت بها وهي مارة فرأيت مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي. وحضر مجلسي محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان يخلف أصحاب المظالم في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه. وقال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر منها على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيت، ويغلقون عليها. قال: فلما تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت منه عدّة أولاد. وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس. قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح على أهل خوارزم، وكان ولاة [ص:993] خراسان يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف، وأنه أقبل مرّةً في خيوله فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد، وأنّ وادي جَيْحُون - وهو الّذي في أعلى نهر بلخ - جمد، وهو واد عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، تسير عليه القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا. قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن تتوافى العساكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا كأشد حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان. قالت: ورفعت النيران من المناطر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، وأدخل الحصن عشيتئذ زهاء أربع مائة جنازة، وعمت المصيبة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النساء من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صدراً، وأذن المغرب فصليت ما قضي لي ثم سجدت أدعو وأتضرع وأسأل فنمت، فرأيت [ص:994] كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها والهة حرى أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين، فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة طيبة الثرى طاهرة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حِلَقا حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال من رأيت الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة. فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها؟ فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلته. فلما استقر في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت. فانتبهت وأنا شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن. قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منها رِيح؟ قالت: لا. قلت: والحيض؟ أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟ قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟ قلت: إني لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ. قالت: لا أحتاج. قلت: فتنامين؟ قالت: نعم. قلت: فما تَرين في منامك؟ قالت: مثل النّاس. قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟ قالت: ما أحسست الجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام. وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسو ولدي. قلت: فهل تجدين البْرد؟ قالت: نعم. قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟ قالت: نعم، ألَسْتُ من البشر؟ قلت: فتتوضّئين للصلوات؟ قالت: نعم. قلت: ولِمَ؟ قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، تعني للنوم. وذكرت لي أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت. قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني بليدتها، فتحضر فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد من الحديث، ولا تنقص منه. فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، فقال: أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه. وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة سبع وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن. قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. تأمر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك. فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر لله قدره. وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله. قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السَّبع مائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور. وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تذكرته عن الفاروثي مثل ذلك، عن رجل كان بالعراق بعد الست مائة. |
الكاتب: | molhma [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 9:50 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
سبحان الله العظيم حفظكم الله و جزاكم الله خيرا كثيرا مولانا الفاضل الكريم و حبيبتى الغالية خلف الظلال |
الكاتب: | حامد الديب [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 9:58 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
جزاكم الله خيرا كثيرا مولانا الفاضل الكريم وشكرا للفاضله خلف الظلال |
الكاتب: | خلف الظلال [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 10:02 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
msobieh كتب: يجعلوها في حجرة زجاجية كبيرة فيها جزء مغطى , وليس بها ماء وطعام ولا أي نباتات غير أريكة والغرفة الزجاجية ليس لها فتحات وسيظهر بعد 10 أيام مقدار قدرتها . قال الذهبي في تاريخ الإسلام سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث. وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي أبي في صفر سنة ثلاث وتسعين. قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العبّاس، فذكر قصّة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة. فقال: إن الله يظهر إذا شاء ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عَيَانًا، وشاهدناه في زماننا أنني وردت سنة ثمان وثلاثين مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر؛ ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين فرأيت حديثها شائعا فاجتمعت بها وهي مارة فرأيت مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي. وحضر مجلسي محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان يخلف أصحاب المظالم في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه. وقال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر منها على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيت، ويغلقون عليها. قال: فلما تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت منه عدّة أولاد. وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس. قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح على أهل خوارزم، وكان ولاة [ص:993] خراسان يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف، وأنه أقبل مرّةً في خيوله فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد، وأنّ وادي جَيْحُون - وهو الّذي في أعلى نهر بلخ - جمد، وهو واد عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، تسير عليه القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا. قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن تتوافى العساكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا كأشد حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان. قالت: ورفعت النيران من المناطر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، وأدخل الحصن عشيتئذ زهاء أربع مائة جنازة، وعمت المصيبة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النساء من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صدراً، وأذن المغرب فصليت ما قضي لي ثم سجدت أدعو وأتضرع وأسأل فنمت، فرأيت [ص:994] كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها والهة حرى أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين، فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة طيبة الثرى طاهرة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حِلَقا حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال من رأيت الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة. فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها؟ فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلته. فلما استقر في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت. فانتبهت وأنا شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن. قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منها رِيح؟ قالت: لا. قلت: والحيض؟ أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟ قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟ قلت: إني لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ. قالت: لا أحتاج. قلت: فتنامين؟ قالت: نعم. قلت: فما تَرين في منامك؟ قالت: مثل النّاس. قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟ قالت: ما أحسست الجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام. وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسو ولدي. قلت: فهل تجدين البْرد؟ قالت: نعم. قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟ قالت: نعم، ألَسْتُ من البشر؟ قلت: فتتوضّئين للصلوات؟ قالت: نعم. قلت: ولِمَ؟ قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، تعني للنوم. وذكرت لي أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت. قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني بليدتها، فتحضر فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد من الحديث، ولا تنقص منه. فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، فقال: أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه. وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة سبع وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن. قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. تأمر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك. فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر لله قدره. وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله. قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السَّبع مائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور. وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تذكرته عن الفاروثي مثل ذلك، عن رجل كان بالعراق بعد الست مائة. صدقت يا سيدنا، فليختبروها وشكرا جزيلا لحضرتك على ذكر القصة، وشكرا جزيلا للسيدة ملهمة ودكتور حامد وللفاضل يا نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم صاحب المشاركة الأساسية |
الكاتب: | محمد محمود [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 10:41 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
خلف الظلال كتب: msobieh كتب: يجعلوها في حجرة زجاجية كبيرة فيها جزء مغطى , وليس بها ماء وطعام ولا أي نباتات غير أريكة والغرفة الزجاجية ليس لها فتحات وسيظهر بعد 10 أيام مقدار قدرتها . قال الذهبي في تاريخ الإسلام سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول: رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث. وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي أبي في صفر سنة ثلاث وتسعين. قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العبّاس، فذكر قصّة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة. فقال: إن الله يظهر إذا شاء ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عَيَانًا، وشاهدناه في زماننا أنني وردت سنة ثمان وثلاثين مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر؛ ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين فرأيت حديثها شائعا فاجتمعت بها وهي مارة فرأيت مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي. وحضر مجلسي محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان يخلف أصحاب المظالم في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه. وقال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر منها على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيت، ويغلقون عليها. قال: فلما تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يوماً فيوماً. وأنها ولدت منه عدّة أولاد. وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس. قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثر على أهل الثغور، وألح على أهل خوارزم، وكان ولاة [ص:993] خراسان يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف، وأنه أقبل مرّةً في خيوله فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد، وأنّ وادي جَيْحُون - وهو الّذي في أعلى نهر بلخ - جمد، وهو واد عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسراً لأهل البلد، تسير عليه القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا. قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحصن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن تتوافى العساكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحرجة فحاربوا كأشد حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان. قالت: ورفعت النيران من المناطر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذ ارتفعت لهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، وأدخل الحصن عشيتئذ زهاء أربع مائة جنازة، وعمت المصيبة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النساء من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صدراً، وأذن المغرب فصليت ما قضي لي ثم سجدت أدعو وأتضرع وأسأل فنمت، فرأيت [ص:994] كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها والهة حرى أطلب زوجي، فناداني رجل: خذي ذات اليمين، فأخذت، فرفعت لي أرض سهلة طيبة الثرى طاهرة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جلوس حِلَقا حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال من رأيت الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة. فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، أفتأذنون أن أناولها؟ فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، فأكلته. فلما استقر في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما حييت. فانتبهت وأنا شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن. قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منها رِيح؟ قالت: لا. قلت: والحيض؟ أظنها قالت: انقطع. قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟ قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟ قلت: إني لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ. قالت: لا أحتاج. قلت: فتنامين؟ قالت: نعم. قلت: فما تَرين في منامك؟ قالت: مثل النّاس. قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟ قالت: ما أحسست الجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام. وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟ قالت: أكتسي وأكسو ولدي. قلت: فهل تجدين البْرد؟ قالت: نعم. قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟ قالت: نعم، ألَسْتُ من البشر؟ قلت: فتتوضّئين للصلوات؟ قالت: نعم. قلت: ولِمَ؟ قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، تعني للنوم. وذكرت لي أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتخذت كيساً وضمت القطن وشدته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت. قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني بليدتها، فتحضر فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد من الحديث، ولا تنقص منه. فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، فقال: أنا أسمع هذا الكلام منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه. وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة سبع وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن. قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. تأمر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك. فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تعجبه، وقال: لا ينكر لله قدره. وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله. قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السَّبع مائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور. وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تذكرته عن الفاروثي مثل ذلك، عن رجل كان بالعراق بعد الست مائة. صدقت يا سيدنا، فليختبروها وشكرا جزيلا لحضرتك على ذكر القصة، وشكرا جزيلا للسيدة ملهمة ودكتور حامد وللفاضل يا نور سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم صاحب المشاركة الأساسية |
الكاتب: | المهاجرة [ الاثنين ديسمبر 12, 2016 10:46 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
حامد الديب كتب: جزاكم الله خيرا كثيرا مولانا الفاضل الكريم
وشكرا للفاضله خلف الظلال |
الكاتب: | يانور سيدنا النبى [ الثلاثاء ديسمبر 13, 2016 10:20 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
سبحان الله العظيم |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الأربعاء ديسمبر 14, 2016 12:09 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
حامد الديب كتب: جزاكم الله خيرا كثيرا مولانا الفاضل الكريم وشكرا للفاضله خلف الظلال اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم جزاكم الله خيرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم |
الكاتب: | يانور سيدنا النبى [ الخميس ديسمبر 15, 2016 10:56 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
بارك الله فى حضرتك الشيخ الفاضل فراج يعقوب |
الكاتب: | هيثم [ الجمعة ديسمبر 16, 2016 12:30 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
رسول عصر الدلو |
الكاتب: | هيثم [ الجمعة ديسمبر 16, 2016 2:28 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
العالم تحت أسر خوارق العادات والكل ينادى بالروحانيات 15 year old Yogi. No eat, no drink, no sleep... Only Meditation! |
الكاتب: | يانور سيدنا النبى [ الجمعة ديسمبر 16, 2016 6:54 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
الفاضل هيثم بارك الله فى حضرتك على الاضافة والمرور الكريم العطر |
الكاتب: | هيثم [ السبت ديسمبر 17, 2016 2:56 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: "الفتاة اللغز" إثيوبية تعيش بدون طعام وشراب! |
الفاضل يا نور سيدنا النبى جبر الله خاطرك |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |