موقع د. محمود صبيح

وصمة عار على جبين بريطانيا

اليوم تصادف الذكرى ال 99 للوعد المشؤوم.. من لا يملك أعطى لمن لا يستحق. ومنذ 99 عاماً وحتى اليوم تستمر المؤامرة في واحدة من أبشع جرائم العصر.

من يرتكب جريمة بحجم «وعد بلفور»، ومن يطرد شعباً بكامله من أرضه ويرميه في رياح الأرض الأربع، ومن يأتي بالعصابات الصهيونية لارتكاب المذابح بحق الشعب الفلسطيني ويسلمها أرضاً ليست أرضه، ومن يمارس أبشع أشكال الاستعمار يجب عليه أن يعتذر عن جريمته.

هي بريطانيا من ارتكب هذه الجريمة بحق الإنسانية، متجاوزة كل ما له علاقة بالأخلاق والإنسانية والتاريخ، وهي المطالبة اليوم بالاعتذار عما ارتكبته.

أجل، هي بريطانيا من عليها أن تكفّر عن ذنبها وجريمتها بالاعتذار، وهو أقل ما يمكن أن تقوم به إذا كان لدى ساستها وقيادتها بعض الإنسانية والأخلاق والكرامة، وإذا كان بمقدورهم الخروج من تحت وصاية الصهيونية والولايات المتحدة.
الاعتذار هو أقل القليل عن جريمة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم، والاعتراف بالحقوق الفلسطينية التاريخية الثابتة وبالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. والتوقف عن دعم العدوان الصهيوني ومواصلته لعمليات الاستيطان والتهويد.

لقد سبق لبريطانيا أن اعتذرت من قبائل الماوماو الكينية في إفريقيا العام 1963 عما ارتكبته من مجازر بحقها، وفي العام 2003 قال وزير خارجية بريطانيا الأسبق جاك سترو في حديث صحفي «لم ننصف الفلسطينيين في وعد بلفور»، وفي العام 2013 زار رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ديفيد كاميرون الهند، واعتبر أن المجزرة التي ارتكبها الجيش البريطاني في الهند العام 1919 بأنها «وصمة عار في جبين بريطانيا».

أليس «وعد بلفور» الذي أسس لقيام الكيان الصهيوني العام 1948، وتسبب بتشريد الشعب الفلسطيني وصمة عار في جبين بريطانيا؟ أليست المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ، وبحماية قوات الاحتلال البريطاني وصمة عار في جبين دولة تدّعي الديمقراطية والحرية وتدافع عن حقوق الإنسان، ومن بينها حقوق الإنسان الفلسطيني كما يفترض؟ أم أن الشعب الفلسطيني هو شعب فائض عن الحاجة ويستحق ما يتعرض له؟
إن الحملة التي تجري في بريطانيا ويقوم بها نشطاء بريطانيون وأكاديميون وحقوقيون وبرلمانيون للتوقيع على مذكرة تتضمن 100 ألف توقيع تطالب الحكومة بالاعتذار، وهو ما يلزم مجلس العموم بمناقشتها، هي بالمعنى السياسي والأخلاقي صحوة ضمير شعبية لتحميل بريطانيا كامل المسؤولية عما نجم عن الوعد المشؤوم من معاناة لملايين الفلسطينيين على مدى 99 عاماً.

لكن يبدو أن الحكومة البريطانية ماضية في غيّها ونكرانها للجريمة وتصحيح خطأ تاريخي دمّر ماضي وحاضر ومستقبل شعب بأكمله، وتستعد للاحتفال مع «إسرائيل» بالذكرى المئوية للوعد ، العام المقبل، ما يستدعي المبادرة إلى مقاضاة بريطانيا عن جريمة موصوفة لا تسقط بالتقادم لأنها تتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية.. وهذا أبسط ما يجب القيام به تجاه إمبراطورية غربت شمسها وغابت أخلاقها.


http://www.alkhaleej.ae/studiesandopini ... 2f9cf39f87

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

لها يوم موعود لن تخلفه

ويفعل الله مايشاء لما بشا ءويقدر

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

صدقت أخي الفاضل بارك الله فيك

وحفظ الله بلادنا ورئيسنا وجيشنا

شرفت بمروركم الكريم

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم