موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=40&t=25543
صفحة 1 من 1

الكاتب:  خلف الظلال [ الثلاثاء مارس 01, 2016 4:33 pm ]
عنوان المشاركة:  مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في فصل : ذكر الدفائن والكنوز التي تسميها أهل مصر المطالب:


وبمصر كنوز يوسف عليه السلام وكنوز الملوك من قبله والملوك من بعده لأنه كان يكنز ما يفضل عن النفقات والمؤن لنوائب الدهر وهو قول اللّه عز وجل‏:‏ ‏"‏ فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ‏"‏ الشعراء 58 ويقال‏:‏ إن علم الكنوز في كنيسة القسطنطينية نقلت إليها من طليطلة‏.‏

ويقال‏:‏ إن الروم لما خرجت من الشام ومصر اكتنزت كثيرًا من أموالها في مواضع أعدّتها لذلك وكتبت كتبًا بأعلام مواضعها وطرق الوصول إليها وأودعت هذه الكتب قسطنطينية ومنها يستفاد مجرفة ذلك وقيل‏:‏ إن الروم لم تكتب وإنما ظفرت بكتب معالم كنوز من ملك قبلها من اليونانيين والكلدانيين والقبط‏.‏

فلما خرجوا من مصر والشام جملوا تلك الكتب معهم وجعلوها في الكنيسة وقيل‏:‏ إنه لا يعطى من ذلك أحد حتى يخدم الكنيسة مدة‏.‏

فيدفع إليه ورقة تكون حظه‏.‏


قال المسعوديّ‏:‏ ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان وما يوجد في الدفائن من بالمطالب إلى هذه الغاية وقد أتينا على جميع ذلك فيما سلف من كتبنا‏.‏

فمن أخبارها ما ذكره يحيى بن بكير قال‏:‏ كان عبد العزيز بن مروان عاملًا على مصر لأخيه عبد الملك بن مروان فأتاه رجل متنصح فسأله عن نصحه فقال‏:‏ بالقبة الفلانية كنز عظيم‏.‏

قال عبد العزيز‏:‏ وما مصداق ذلك‏.‏

قال‏:‏ هو أن يظهر لنا بلاط من المرمر والرخام عند يسير من الحفر‏.‏

ثم ينتهي بنا الحفر إلى باب من الصفر تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان ملك الدنيا وجناحاه مضرجان بالياقوت والزمرد ورأسه على صفائح من الذهب على أعلى ذلك العمود فأمر له عبد العزيز بنفقة لأجرة من يحفر من الرجال في ذلك ويعمل فيه‏.‏

وكان هناك تل عظيم فاحتفروا حفيرة عظيمة في الأرض والدلائل المقدّم ذكرها من الرخام والمرمر تظهر فازداد عبد العزيز حرصًا على ذلك وأوسع في النفقة وأكثر من الرجالة ثم انتهوا في حفرهم إلى ظهور رأس الديك فبرق عند ظهوره لمعان عظيم‏.‏

لما في عينيه من الياقوت ثم بان جناحاه ثم بانت قوائمه وظهر حول العمود عمود من البنيان بأنواع الحجارة والرخام وقناطر مقنطرة وطاقات على أبواب معقودة ولاحت منها تماثيل وصور أشخاص من أنواع الصور الذهب وأجرنة من الأحجار قد أطبق عليها أغطيتها وسبكت‏.‏فركب عبد العزيز بن مروان حتى أشرف على الموضع فنظر إلى ما ظهر من ذلك فأسرع بعضهم ووضع قدمه على درجة من نحاس ينتهي إلى ما هناك فلما استقرّت قدماه على المرقاة ظهر سيفان عاديان عن يمين الدرجة وشمالها فالتقيا على الرجل فلم يدرك حتى جزآه قطعًا وهوى جسمه سفلًا‏.‏فلما استقرّ جسمه على بعض الدرج اهتز العمود وصفر الديك صفيرًا عجيبًا أسمع من كان بالبعد من هناك وحرّك جناحيه وظهرت من تحته أصوات عجيبة قد عملت بالكواكب والحركات إذا مال وقع على بعض تلك المرج شيء أو ماسها شيء انقلبت فتهاوى من هناك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة وكان فيها ممن يحفر ويعمل وينقل التراب وينظر ويحوّل ويأمر وينهي نحو ألف رجل‏.‏

فهلكوا جميعًا فخرج عبد العزيز وقال‏:‏ هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النيل نعوذ باللّه منه
وأمر جماعة من الناس فطرحوا ما أخرج من هناك من التراب على من هلك من الناس‏.‏

فكان الموضع قبرًا لهم‏.‏

يتبع


الكاتب:  خلف الظلال [ الثلاثاء مارس 01, 2016 4:55 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

قال‏:‏ والنيل يرطب يبس الصيف والخريف فقد استبان أنّ المزاج الغالب على أرض مصر الحرارة والرطوبة الفصلية وإنها ذات أجزاء كثيرة‏.‏

وأنّ هواءها وماءها رديئان وقد بيّن الأوائل أن المواضع الكثيرة العفن يتحلل منها في الهواء فضول كثيرة لا تدعه يستقرّ على حال لاختلاف تصعدها‏.‏

وقد كان استبان أنّ هواء أرض مصر يسرع إليه التغير لأنّ الشمس لا يثبت على أرض مصر شعاعها المدة الطبيعية فمن أجل هذين كثر اختلاف هواء أرض مصر فصار يوجد في اليوم الواحد على حالات مختلفة مرّة حرّ ومرّة برد ومرّة يابس وأخرى رطب ومرّة متحرّك وبالجملة هواء مصر كثير الاختلاف غير لازم لطريقة واحدةفيصير من أجل ذلك في الأوعية والعروق من أخلاط البدن لا يلزم حدًّا واحدًا وأيضًا فإن ما يتحلل كل يوم من البخار الرطب بأرض مصر يعوقه اختلاف الهواء وقلة سمك الجبال وكثرة حرارة الأرض عن الاجتماع في الجوّ فإذا برد الهواء ببرد الليل انحدر هذا البخار على وجه الأرض فيتولد عنه الضباب الذي يحدث عنه الطل والندا وربما تحلل هذا البخار بالتحلل الخفي فإذا يتحلل كل يوم ما كان اجتمع من البخار في اليوم الذي قبله فمن أجل هذا لا يجتمع الغيم الممطر بأرض مصر إلا في الندرة‏.‏

وظاهر أيضًا أنّ أرض مصر يترطب هواؤها في كل يوم بما يترقى إليه من البخار الرطب وما يتحلل‏.‏

انتهى النقل وسأنقل المزيد إن شاء الله لكن استغربت من وصف هواء مصر وماءها بالرداءة! وصف أسمعه للمرة الأولى

الكاتب:  خلف الظلال [ الثلاثاء مارس 01, 2016 4:57 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

وقد علمنا أبقراط أنّ رطوبة الصيف والخريف فضلية أعني‏:‏ خارجة عن المجرى الطبيعيّ كرطوبة المطر الحادث في الصيف ومن أجل هذه قلنا‏:‏ إن رطوبة مصر فضلية وذلك أن الحرارة واليبس هو بالحقيقة مزاج مصر الطبيعيّ وإنما عرض له ما أخرجه عن اليبس إلى الرطوبة الفضلية بمدّ النيل في الصيف والخريف‏.‏

ولذلك كثرت العفونات بهذه الأرض فهذا هو السبب الأعظم في أن صارت أرض مصر على ما هي عليه من سخافة الأرض وكثرة العفن ورداءة الماء والهواء‏.‏

(صراحة مش عارفة هو المقريزي بيشتم ولا إيه؟)

الكاتب:  خلف الظلال [ الثلاثاء مارس 01, 2016 4:59 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

[font=Arabic Transparent][size=150]إلا أن هذه الأشياء لا تحدث في أبدان المصريين استحالة محسوسة إذا جرت على عادتها من أجل إلف المصريين لهذه الحال ومشاكلة أبدانهم لها فإن كل ما يتولد بأرض مصر من الحيوان والنبات مشابه لما عليه مصر في سخافة الأبدان وضعف القوى وكثرة التغير وسرعة الوقوع في الأمراض وقصر المدّة كالحنطة بمصر فإنها وشيكة الزوال سريع إليها العفن في المدّة اليسيرة ولا مطعن أن أبدان الناس وغيرهم تخالف ما عليه الحنطة من سرعة الاستحالة وكيف لا يكون الأمر كذلك وأبدانهم مبنية من هذه الأشياء فحال ما يتولد بأرض مصر من النبات والحيوان في السخافة وكثرة الفضول والعفن وسرعة الوقوع في الأمراض كحال سخافة أرضها وعفنها وفضولها وسرعة استحالتها لأنّ النسبة واحدة‏.


!!!!!!!!!!!! دة كلام عادي؟
[/size][/font]

الكاتب:  خلف الظلال [ الثلاثاء مارس 01, 2016 5:27 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

وأما أخلاط المصريين فبعضها شبيه ببعض لأنّ قوى النفس تابعة لمزاج البدن وأبدانهم سخيفة سريعة التغير قليلة الصبر والجلد وكذلك أخلاقهم يغلب عليها الاستحالة والتنقل من شيء إلى شيء والدعة والجبن والقنوط والشح وقلة الصبر والرغبة في العلم وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعي إلى السلطان وذمّ الناس‏.‏

وبالجملة فيغلب عليهم الشرور الدنية التي تكون من دناءة الأنفس وليس هذه الشرور عامّة فيهم ولكنها موجودة في أكثرهمومنهم‏:‏ من خصه اللّه بالفضل وحسن الخلق وبرّأه من الشرور ومن أجل توليد أرض مصر الجبن والشرور الدنيئة في النفس لم تسكنها الأسد وإذا دخلت ذلت ولم تتناسل وكلابها أقل جرأة من كلاب غيرها من البلدان‏.‏

وكذلك سائر ما فيها أضعف من نظيره في البلدان الأخر ما خلا ما كان منها في طبعه ملائمة لهذه الحال كالحمار والأرنب‏.‏


____
!!!!!!!!!

الكاتب:  خلف الظلال [ الأربعاء مارس 02, 2016 11:09 am ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

فمضرة الفصول إذًا بالأبدان في أرض مصر أقل منها في البلدان الأخر إذا اختلفت هذا الاختلاف واستبان أيضًا أن السبب الأول في ذلك هو‏:‏ مدّ النيل في أيام الصيف وتطبيقه الأرض في أيام الخريف بخلاف ما عليه مياه الأنهار في العمارة كلها فإنها إنما تمتدّ في أخص الأوقات بالرطوبة وهو الشتاء والربيع‏.‏

قال‏:‏ وقد استبان مما تقدم أن الرطوبة الفضلية بأرض مصر كثيرة وظاهر أن أمراضهم البلدية تكون من نوع هذه الرطوبة‏.‏

فإني أنا قلما رأيت أمراضهم البلدية تكون من نوع هذه كلها لا يشوبها في أول أمرها البلغم والخلط الخام‏.‏

والأمراض كلها تحدث عندهم في الأوقات كلها كما قال أبقراط وأكثر أمراضهم هي الفضلية أعني العفنة من أخلاط صفراوية وبلغمية على ما يشاكل كل مزاج أرضهم‏.‏

وما ذكرناه فيما تقدّم يوجب حدوث الأمراض كثيرًا إلا أن مشاكلة هذه بعضها بعضًا واتفاقها في سنة واحدة تمنع من أن تكون في أنفسها ممرضة متى لزمت العادة فأما إذا خرجت عن عادتها فهي تحدث مرضًا وخروجها عن عادتها بمصر هو الذي أعلّى اختلافًا ممرضًا لا الاختلاف الموجود فيها على الدائم والنيل ليس يُحدث في الأبدان كل سنة مرضًا ولكنه إذا أفرطت زيادته ودام مدّة تزيد على العادة كان ذلك سببًا لحدوث المرض الوافد‏.‏

فإن قيل‏:‏ إذا كانت أبدان الناس بأرض مصر من السخافة على ما ذكرت فلعلها في مرض دائم‏.‏

فالجواب‏:‏ لسنا نبالي بهذا كيف كان لأن المرض هو ما يضرّ بالفعل ضررًا محسوسًا من غير توسط‏.‏

فمن أجل ذلك ليس أبدان المصريين في مرض دائم ولكنها كثيرة الاستعداد نحو الأمراض‏.‏


قال‏:‏ أما أمراض مصر البلدية فقد ذكرنا من أمرها ما فيه كفاية وظهر أن أكثرها الأمراض الفضلية التي يشوبها صفراء وخام على أن باقي الأمراض تحدث عندهم بسرعة وقرب وخاصة في آخر الخريف وأوّل الشتاء‏.‏

الكاتب:  msobieh [ الأربعاء مارس 02, 2016 9:38 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

الفاضلة خلف الظلال:

شكرا جزيلا على المشاركة الممتعة

أما عن المقريزي ففي المنتدى مشاركة منذ عشر سنين

توضح أنه مرة يتكلم بكلام عالي رائق ...

ومرة واحدة يتكلم بكلام غريب

ويبدو أن ذلك من باب جمع كل الأقوال من العدو والحبيب

بارك الله فيك

وأعجبتني هذه :


خلف الظلال كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في فصل : ذكر الدفائن والكنوز التي تسميها أهل مصر المطالب:


وبمصر كنوز يوسف عليه السلام وكنوز الملوك من قبله والملوك من بعده لأنه كان يكنز ما يفضل عن النفقات والمؤن لنوائب الدهر وهو قول اللّه عز وجل‏:‏ ‏"‏ فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ‏"‏ الشعراء 58 ويقال‏:‏ إن علم الكنوز في كنيسة القسطنطينية نقلت إليها من طليطلة‏.‏

ويقال‏:‏ إن الروم لما خرجت من الشام ومصر اكتنزت كثيرًا من أموالها في مواضع أعدّتها لذلك وكتبت كتبًا بأعلام مواضعها وطرق الوصول إليها وأودعت هذه الكتب قسطنطينية ومنها يستفاد مجرفة ذلك وقيل‏:‏ إن الروم لم تكتب وإنما ظفرت بكتب معالم كنوز من ملك قبلها من اليونانيين والكلدانيين والقبط‏.‏

فلما خرجوا من مصر والشام جملوا تلك الكتب معهم وجعلوها في الكنيسة وقيل‏:‏ إنه لا يعطى من ذلك أحد حتى يخدم الكنيسة مدة‏.‏

فيدفع إليه ورقة تكون حظه‏.‏


قال المسعوديّ‏:‏ ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان وما يوجد في الدفائن من بالمطالب إلى هذه الغاية وقد أتينا على جميع ذلك فيما سلف من كتبنا‏.‏

فمن أخبارها ما ذكره يحيى بن بكير قال‏:‏ كان عبد العزيز بن مروان عاملًا على مصر لأخيه عبد الملك بن مروان فأتاه رجل متنصح فسأله عن نصحه فقال‏:‏ بالقبة الفلانية كنز عظيم‏.‏

قال عبد العزيز‏:‏ وما مصداق ذلك‏.‏

قال‏:‏ هو أن يظهر لنا بلاط من المرمر والرخام عند يسير من الحفر‏.‏

ثم ينتهي بنا الحفر إلى باب من الصفر تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان ملك الدنيا وجناحاه مضرجان بالياقوت والزمرد ورأسه على صفائح من الذهب على أعلى ذلك العمود فأمر له عبد العزيز بنفقة لأجرة من يحفر من الرجال في ذلك ويعمل فيه‏.‏

وكان هناك تل عظيم فاحتفروا حفيرة عظيمة في الأرض والدلائل المقدّم ذكرها من الرخام والمرمر تظهر فازداد عبد العزيز حرصًا على ذلك وأوسع في النفقة وأكثر من الرجالة ثم انتهوا في حفرهم إلى ظهور رأس الديك فبرق عند ظهوره لمعان عظيم‏.‏

لما في عينيه من الياقوت ثم بان جناحاه ثم بانت قوائمه وظهر حول العمود عمود من البنيان بأنواع الحجارة والرخام وقناطر مقنطرة وطاقات على أبواب معقودة ولاحت منها تماثيل وصور أشخاص من أنواع الصور الذهب وأجرنة من الأحجار قد أطبق عليها أغطيتها وسبكت‏.‏فركب عبد العزيز بن مروان حتى أشرف على الموضع فنظر إلى ما ظهر من ذلك فأسرع بعضهم ووضع قدمه على درجة من نحاس ينتهي إلى ما هناك فلما استقرّت قدماه على المرقاة ظهر سيفان عاديان عن يمين الدرجة وشمالها فالتقيا على الرجل فلم يدرك حتى جزآه قطعًا وهوى جسمه سفلًا‏.‏فلما استقرّ جسمه على بعض الدرج اهتز العمود وصفر الديك صفيرًا عجيبًا أسمع من كان بالبعد من هناك وحرّك جناحيه وظهرت من تحته أصوات عجيبة قد عملت بالكواكب والحركات إذا مال وقع على بعض تلك المرج شيء أو ماسها شيء انقلبت فتهاوى من هناك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة وكان فيها ممن يحفر ويعمل وينقل التراب وينظر ويحوّل ويأمر وينهي نحو ألف رجل‏.‏

فهلكوا جميعًا فخرج عبد العزيز وقال‏:‏ هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النيل نعوذ باللّه منه
وأمر جماعة من الناس فطرحوا ما أخرج من هناك من التراب على من هلك من الناس‏.‏

فكان الموضع قبرًا لهم‏.‏

يتبع


الكاتب:  molhma [ الأربعاء مارس 02, 2016 9:43 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

msobieh كتب:
الفاضلة خلف الظلال:

شكرا جزيلا على المشاركة الممتعة

أما عن المقريزي ففي المنتدى مشاركة منذ عشر سنين

توضح أنه مرة يتكلم بكلام عالي رائق ...

ومرة واحدة يتكلم بكلام غريب

ويبدو أن ذلك من باب جمع كل الأقوال من العدو والحبيب

بارك الله فيك

وأعجبتني هذه :


خلف الظلال كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في فصل : ذكر الدفائن والكنوز التي تسميها أهل مصر المطالب:


وبمصر كنوز يوسف عليه السلام وكنوز الملوك من قبله والملوك من بعده لأنه كان يكنز ما يفضل عن النفقات والمؤن لنوائب الدهر وهو قول اللّه عز وجل‏:‏ ‏"‏ فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ‏"‏ الشعراء 58 ويقال‏:‏ إن علم الكنوز في كنيسة القسطنطينية نقلت إليها من طليطلة‏.‏

ويقال‏:‏ إن الروم لما خرجت من الشام ومصر اكتنزت كثيرًا من أموالها في مواضع أعدّتها لذلك وكتبت كتبًا بأعلام مواضعها وطرق الوصول إليها وأودعت هذه الكتب قسطنطينية ومنها يستفاد مجرفة ذلك وقيل‏:‏ إن الروم لم تكتب وإنما ظفرت بكتب معالم كنوز من ملك قبلها من اليونانيين والكلدانيين والقبط‏.‏

فلما خرجوا من مصر والشام جملوا تلك الكتب معهم وجعلوها في الكنيسة وقيل‏:‏ إنه لا يعطى من ذلك أحد حتى يخدم الكنيسة مدة‏.‏

فيدفع إليه ورقة تكون حظه‏.‏


قال المسعوديّ‏:‏ ولمصر أخبار عجيبة من الدفائن والبنيان وما يوجد في الدفائن من بالمطالب إلى هذه الغاية وقد أتينا على جميع ذلك فيما سلف من كتبنا‏.‏

فمن أخبارها ما ذكره يحيى بن بكير قال‏:‏ كان عبد العزيز بن مروان عاملًا على مصر لأخيه عبد الملك بن مروان فأتاه رجل متنصح فسأله عن نصحه فقال‏:‏ بالقبة الفلانية كنز عظيم‏.‏

قال عبد العزيز‏:‏ وما مصداق ذلك‏.‏

قال‏:‏ هو أن يظهر لنا بلاط من المرمر والرخام عند يسير من الحفر‏.‏

ثم ينتهي بنا الحفر إلى باب من الصفر تحته عمود من الذهب على أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان ملك الدنيا وجناحاه مضرجان بالياقوت والزمرد ورأسه على صفائح من الذهب على أعلى ذلك العمود فأمر له عبد العزيز بنفقة لأجرة من يحفر من الرجال في ذلك ويعمل فيه‏.‏

وكان هناك تل عظيم فاحتفروا حفيرة عظيمة في الأرض والدلائل المقدّم ذكرها من الرخام والمرمر تظهر فازداد عبد العزيز حرصًا على ذلك وأوسع في النفقة وأكثر من الرجالة ثم انتهوا في حفرهم إلى ظهور رأس الديك فبرق عند ظهوره لمعان عظيم‏.‏

لما في عينيه من الياقوت ثم بان جناحاه ثم بانت قوائمه وظهر حول العمود عمود من البنيان بأنواع الحجارة والرخام وقناطر مقنطرة وطاقات على أبواب معقودة ولاحت منها تماثيل وصور أشخاص من أنواع الصور الذهب وأجرنة من الأحجار قد أطبق عليها أغطيتها وسبكت‏.‏فركب عبد العزيز بن مروان حتى أشرف على الموضع فنظر إلى ما ظهر من ذلك فأسرع بعضهم ووضع قدمه على درجة من نحاس ينتهي إلى ما هناك فلما استقرّت قدماه على المرقاة ظهر سيفان عاديان عن يمين الدرجة وشمالها فالتقيا على الرجل فلم يدرك حتى جزآه قطعًا وهوى جسمه سفلًا‏.‏فلما استقرّ جسمه على بعض الدرج اهتز العمود وصفر الديك صفيرًا عجيبًا أسمع من كان بالبعد من هناك وحرّك جناحيه وظهرت من تحته أصوات عجيبة قد عملت بالكواكب والحركات إذا مال وقع على بعض تلك المرج شيء أو ماسها شيء انقلبت فتهاوى من هناك من الرجال إلى أسفل تلك الحفرة وكان فيها ممن يحفر ويعمل وينقل التراب وينظر ويحوّل ويأمر وينهي نحو ألف رجل‏.‏

فهلكوا جميعًا فخرج عبد العزيز وقال‏:‏ هذا ردم عجيب الأمر ممنوع النيل نعوذ باللّه منه
وأمر جماعة من الناس فطرحوا ما أخرج من هناك من التراب على من هلك من الناس‏.‏

فكان الموضع قبرًا لهم‏.‏

يتبع


جميلة و الله و تسجيل متابعة أكرمكى الله حبيبتى الغالية خلف الظلال و حفظكم الله سيدنا الكريم الفاضل

الكاتب:  خلف الظلال [ الأربعاء مارس 02, 2016 11:08 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

شكرا جزيلا لمرور حضرتك العطر سيدي الكريم بارك الله في حضرتك، وسأبحث عن المشاركة القديمة بإذن الله لمزيد من الاطلاع

شكرا جزيلا سيدتي الملهمة بارك الله فيكي



الكاتب:  حبيبة1 [ الخميس مارس 03, 2016 9:05 am ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

متابعة مع الغالية خلف الظلال بشوق وانتظار

بارك الله فيك

الكاتب:  عاشق أهل البيت [ الخميس مارس 03, 2016 11:06 am ]
عنوان المشاركة:  Re: مقتطفات عن كنوز مصر من كتاب: الخِطط المقريزية

أرض سكنها سيدنا الحسين وستنا المشيرة وجعلها أهل البيت مهوى لأفئدتهم كلها خيرات وبركات وطب وشفاء المدد عالي جداً جداَ مع إحترامي لكل كاتب وناقد ومؤرخ

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/