اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am مشاركات: 36099
|

لا شك أن الشباب هم الفئة المستهدفة الأولى من قبل التنظيمات الإرهابية، وفى مقدمتها «داعش»، وذلك لما تمثله هذه الفئة من أهمية، فعقولهم الناضجة لا تزال مهيأة لأى «غسيل دماغ» من قبل التنظيم، وقوتهم البدنية والذهنية التى لم تلحقها آثار الزمن والأيام، كفيلة بتنفيذ مخططاتهم وعملياتهم الدنيئة. تفتح «البوابة» فى هذا الملف قضية «الشباب وداعش»، بداية من أزمة قدرة التنظيم على استقطاب طلاب الكليات العملية، والتى رصدنا فيها وجود عدد كبير من المعجبين بأفكار التنظيم الإرهابى واستعدادهم للالتحاق به، مرورًا بقضية تجديد الخطاب الدينى، والتى عبر فيها الشباب عن عدم اهتمامهم بها، وأنها تأتى فى ذيل اهتماماتهم. والتقت «البوابة» كذلك 4 عاملين سابقين بقنوات ومواقع جماعة الإخوان تحدثوا عن طرق تجنيد الشباب فى «إعلام الإخوان»، وتبين أنهم يدربونهم على تقنيات التصوير والكتابة الخبرية، ويكلفونهم بتغطية فعاليات «الإرهابية» مقابل 700 جنيه عن كل تغطية، فضلًا عن الاستعانة بهم فى مداخلات مصطنعة كى يشتمون النظام، وتوجيه تعليمات لهم بالتركيز على أخبار الدولار وارتفاع الأسعار ونقص السلع. حسن البنا وسيد قطب حسن البنا وسيد قطب يناقشون إصدارات التنظيم ويتبادلون «كتب الجهاد» الإرهابيون يبحثون عن «الصيد الثمين» بالكليات العملية كشف عدد من طلاب الكليات العملية عن انتشار موسع للأفكار المتطرفة والتكفيرية بين زملائهم، والتى تتضمن الإعجاب الخفى بتنظيم الدولة الإرهابية «داعش»، وإجراء مناقشات بين بعضهم البعض حول كتب «حسن البنا» و«سيد قطب»، بل والإعراب عن الرغبة فى الالتحاق بالتنظيم الإرهابى إذا ما توافرت الفرصة.. التقت «البوابة» عددا منهم لشرح تفاصيل الكارثة التى يلمسونها بين زملائهم. البداية عند «محمد توفيق»، وهو اسم وهمى لطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، والذى يكشف إعجاب قطاع من هؤلاء الطلاب بأفكار «داعشية»، وقال: «لا يعلنون عن أفكارهم إلا فى دوائرهم الضيقة، وبغرض استقطاب الأصدقاء المقربين». ويوضح «توفيق» أن النقاشات التى تدور بين هؤلاء الطلاب تتطرق إلى إصدارات تنظيم «داعش»، رغم اهتمام المواقع بحذفها أولًا بأول، خاصة الحديث عن الأوضاع فى سوريا، إلى جانب تبادل الآراء حول كتب لرموز متطرفة مثل «راغب السرجانى» خريج كلية الطب بجامعة القاهرة ويعمل أستاذًا مساعدًا بها، والباحث الفلسطينى ذو الميول الإسلامية «جهاد التربانى»، وكتب «حسن البنا» و«سيد قطب». وخص كتب «سيد قطب» بالقول: «من يقرأها يشعر وكأنه يقرأ علوم تجريبية تتفق وعقلية طلاب الكليات العملية، ما يفسر شعور الطالب بعد قراءتها وكأنه محمل بمسئولية إنقاذ الناس»، ويضيف: «هذه الكتب لا يتم طرحها فى جلسات معلنة، لكن يتم استغلال جلسات تعقد بين الطلاب العاديين حول شئون دراسية أو أمور دينية لطرحها بشكل غير مباشر على الحضور». ويتابع «توفيق» بقوله: «لم يخف هؤلاء رغبتهم الصادقة بالانضمام إلى داعش، لكنهم يتحفظون فى الإعراب عن ذلك لأى غريب»، مشيرًا إلى أن همهم الدائم هو قضايا السجينات الإخوانيات، وما يسموه بـ «الحرب على الإسلام». ويرى أن الإخوان هم المورد الأول لـ «الجهاديين»، لافتًا إلى أن طلاب الجماعة فى الكلية انقسموا إلى ٣ مجموعات، أولهم غادروا الجماعة إلى أفكار «داعش» و«جبهة النصرة»، لما وجدوه عندهما من «عدم خنوع» كما يسميه، ومجموعة قررت ترك العمل السياسى والمشروع الإسلامى، ومجموعة أخيرة تحاول إدخال تعديلات على فكر الجماعة. ويفسر «محمد سعيد»، طالب الدراسات العليا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، الأسباب التى تمنع القدرات العقلية العالية لهؤلاء الطلاب من تفنيد المشاريع الهمجية، بل تأخذهم للانخراط فيها، بقوله: «إحباط، وعدم تقدير، ونظرة فوقية»، مضيفًا: «ندرس مناهج قديمة نبذل فيها مجهودا رهيبا لنكتشف بعد التخرج أننا لم ندرس الهندسة بعد»، مضيفًا: «الطالب يخرج من الكلية مشوها ولا يجد فرصة عمل فتلتقطه هذه الجماعات التى تدرك حالته وتحاول أن ترضى غروره». «حسن سالم»، الطالب بالفرقة الخامسة بكلية الهندسة، لا يبتعد عن ذلك كثيرًا، وقال إن الكلية تضم العشرات ممن يحملون أفكارًا متطرفة، معلقًا: «بنصحى الصبح نلاقى الكلية شطبت طالبا جديدا دون الإعلان عن الأسباب»، واستدل بحالة طالب كان معروفًا بأفكار متطرفة وغاب لبضعة أيام، ليكتشفوا بعدها وجود جثته فى «التجمع الخامس» دون الكشف عن كواليس الحادث، مضيفًا: «الكلية تضم بعض أبناء قيادات الإخوان الهاربين أو المسجونين، والذين يحملون أفكارا متطرفة يعملون على بثها». ويرجع «سالم» الأزمة إلى الثانوية العامة والتى تشهد وجود طلاب منغلقين على أنفسهم ولا يعرفون شيئًا عن الدنيا، ثم يلتحقون بكلية لا تمنح لهم وقتا للتمتع بحياتهم، فيخرج الطالب منفصلًا عن مجتمعه، مضيفًا: «الكارثة ليست فى ذلك فقط، بل ترتبط أيضًا بأن طالب الكليات العملية يخبره أساتذته بأنه أفضل فئات المجتمع لطبيعة المواد التى يدرسها، فيتم هنا دعم حالة الانعزال من منطلق فوقى». ويتابع: «الأزمة أننا حين يتم تلقيننا النظريات العملية المعتمدة على المعادلات والحقائق الواحدة نأخذها من منطلق الحفظ لا الفهم، ما يعنى أننا أمام طلاب لا يفهمون العلوم بشكل دقيق وفى نفس الوقت لم يتعلموا أن الحقيقة متعددة وليست واحدة، ما يعنى أننا بتنا أمام أناس أنصاف مثقفين يشعرون بغرور امتلاك الحقيقة ولا يجدون بعد تخرجهم ما يرضى هذا الغرور فتكون النتيجة سهولة اتجاههم للجهاد الذى يخبرهم بأنهم أصحاب الصواب الوحيد». ويشير إلى أن «القناعة المكونة لدى الطلاب وهى أنهم يفهمون أكثر من المجتمع تتفق مع هذه الجماعات التى تدعى أنها تمتلك الحقيقة وما عداها كافر»، ورجح أن التوجه نحو التطرف يكون غالبًا فى السنة الثانية، لأن الطالب يكون قد مر بعام أول تلقى فيه صدمة واستقرت لديه قناعة بانسداد الأفق أمامه. «اتجاه آخر يذهب إليه الطلاب ويرضى غرورهم وهو الإلحاد»، هذا ما أكده «بسّام جمال»، طالب الفرقة الثالثة بكلية العلوم جامعة القاهرة، والذى أقر بتبنى بعض طلاب ومعيدى كليته أفكارا إلحادية تعتمد على رفض المجتمع وامتلاك الصواب، ورأى أن ذلك لا يختلف كثيرًا عن هؤلاء الذى يتجهون نحو التشدد الدينى لأن كلاهما ينطلق من نقطة الانتقام من المجتمع والتعامل معه بفوقية. جانب آخر يكشف عنه الطلاب فى شخصية أصحاب التعليم التطبيقى، وهو «التدين السابق على الالتحاق بالكلية، فيرى الطالب منهم أن نجاحه فى الدخول إلى كلية لها صيت مجتمعى أمر يستحق شكر الله»، والكلام هنا لـ «محمد توفيق»، ويتابع: «الاقتراب من المنطقة الدينية مع العوامل النفسية السيئة وانتشار أفكار التنظيمات المتطرفة يسهل وصول هذه الأفكار للطلاب ومن ثم إعجاب أغلبهم بها». وتناول ما أسماه «موضة الجهاد»، والحديث السائد حول عصر الخلافة وعودتها، ما يغرى البعض بالاندماج فى تيار التطرف، وربط بين التطرف والمستوى المادى، مشيرًا إلى أن الهندسة بجامعة عين شمس أكثر تطرفًا من هندسة جامعة القاهرة، وذلك يرجع إلى مستوى الطلاب المرتفع فى الأولى بخلاف الثانية، خاصة أن عين شمس يذهب إليها طلاب مناطق العباسية ومصر الجديدة ومدينة نصر، فى حين تستقبل جامعة القاهرة طلاب بولاق والمنيب وفيصل. وأكد أحمد الدبة، الطالب بكلية طب القصر عينى، وجود ظاهرة التدين المسبق على الالتحاق، وقال إنه سائد لديه فى الكلية، وبحكم دراستهم المتعمقة فيتأثرون ويتعمقون فى التدين ما قد ينتج حالات متطرفة، ونفى أن يكون طلاب الطب متعرضين لعدم تقدير مثل طلاب الهندسة «لهذا السبب فالمهندسون الأكثر قابلية للتطرف». ويضيف معيد بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، رفض ذكر اسمه: «أغلب الطلاب يحرصون على الصلاة بين المحاضرات»، موضحًا: «طلاب الهندسة اعتادوا التفكير والتعمق، والصلاة والتوجه الدينى قد يتطور إلى تطرف»، وشدد على أن أى توجه على هذه الشاكلة يكون بعد التخرج وليس خلال الدراسة، لأن الطلاب لا يملكون من الأساس وقتا لفعل شيء غير المذاكرة والتحضير، ومن ثم يستحيل التفرغ لحضور دروس المتطرفين. ورأى أن الكلية فى هذه الحالة ليس لها علاقة بهذا التشوه الذى يحدث لبعض خريجيها، نافيًا أن يكون السبب فى ذلك طبيعة الدراسة ومن ثم «إدخال مواد نظرية على المادة العملية الجافة التى تقدمها الكلية لن يجدى لأن أكثر من يرفضه طلاب الهندسة هى المواد النظرية» -بحسب قوله. وهو ما رفضه طالب الفرقة الثالثة الذى رفض ذكر اسمه، إذ قال إن «الاهتمام بالعلوم الإنسانية مهم فى كافة المراحل الدراسية، وذلك لأنه يسد الفراغ الروحى الذى تسعى التنظيمات الإرهابية لشغله لدى الطلاب». وفى سياق البحث عن الأسباب كان هناك كتاب «الجلمود» لصاحبه أحمد الصغير الذى تنبأ بأننا «مقدمون على عصر علمى أكثر انحطاطًا لأنَّ أجيالًا من أطباء ومهندسى مصر فى المستقبل القريب جدًا قد تنازلوا عن عقولهم طواعية ولا يصرفون جهدهم العقلى والمهنى فى تخصصهم لأنهم ألقوا بحماسهم فى غير موضعه»، واستشهد على ذلك بوقائع حدثت فى مصر أثناء حكم الإخوان، فيقول: «تجلى ذلك حينما رفض بعض الأطباء معالجة المصابين والمجروحين والنازفين فيما يسمى بأحداث قصر الاتحادية، لأنَّ هؤلاء المصابين يختلفون عنهم فكريًا». وعدّد «الصغير» أسباب سهولة استقطاب طلاب التعليم التطبيقى من قبل التنظيمات المتطرفة فى نظام تعليمى يتعامل مع التاريخ كمادة تخصصية ليس لطالب العلمى علاقة بها، ما يعنى أننا سنكون أمام شريحة من الشباب لم يطلع على تاريخ بلده منذ بدء المرحلة الثانوية. وتابع: فى ظل غياب التاريخ يأتى دور أساتذة الكليات الذين يؤثرون فى الطلاب، ولفت إلى أن نسبة كبيرة من أساتذة هذه الكليات تأثروا بالفكر الإسلامى ومن ثم ينقلون هذه الأفكار إلى الطلاب إما من منطلق السلطة الوظيفية أو العلاقة الإنسانية مع طلابه. وتحدث الباحث هانى هنرى، الأستاذ المساعد فى علم النفس بالجامعة الأمريكية، عن ما اسماه «الفئات المتميزة المهمشة» مثل طلاب الكليات العلمية، موضحًا أنهم بمجرد انضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية يحققون شيئين، أولًا الانتقام من المجتمع الذى لم يمنحهم التقدير المناسب، كما يتصورون، ثانيًا ممارسة سلطة عليه، ما يعنى أنه سيرضى شعوره بالتميز بانضمامه إلى «جماعات شجاعة قادرة على إحداث فارق فى العالم». وأوضح أنه لهذا السبب لا يقف هؤلاء الطلاب أمام حجم الضحايا، طالما يرون أنهم أصحاب قضية صحيحة ومبررة، «فربما هم يعتقدون أنهم يخوضون حربًا مقدسة ستدخلهم الجنة، ولكنهم لا يبالون بالخسائر البشرية التى تنجم عن أعمالهم». وتطرق إلى جفاء يتعامل به المنضمون إلى التنظيمات المتطرفة مع المجتمع، إذ تتفق وحالة الانعزال التى عاش فيها الطلاب العلميون لسنوات منذ التحاقهم بالثانوية وحتى سنة التخرج وما بعد التخرج. سياسيًا يرجع عمار على حسن، المحلل السياسى، دخول الفكر المتطرف للجامعات إلى فترة السبعينيات، حين قررت جماعة الإخوان، التى يشغل الصف القيادى بها فى الغالب أطباء ومهندسون، تعميق تواجدها المجتمعى، فتبنت خريجى الكليات العلمية من محدودى الدخل لتفتح لبعضهم عيادات أدرت على الجماعة عائدا اقتصاديا واجتماعيا، وتمكن الأطباء من بناء رصيد اجتماعى من خلال التعامل اليومى مع المرضى، وتخصيص ساعة فى اليوم أو يوم فى الأسبوع للفحص المجانى. مهدت جماعة الإخوان من هنا الطريق إلى الجامعات لحركات أكثر عنفًا، فخرجت الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد من أشخاص يحملون تعليمًا تطبيقيًا مثل ناجح إبراهيم الطبيب البشرى وعاصم عبدالماجد، المعروف بآرائه المتشددة والمتخرج فى كلية الهندسة. ويفسر نجاح المشروع الإسلامى فى الكليات العلمية بما أسماه «اعتقاد طلابها فى أن المجتمع يسير بمنطق المعادلة الرياضية والقوانين الصارمة، وهو ما تريده الجماعات المتطرفة المعتمدة على أنها صاحب الصواب الوحيد»، موافقًا على مقترح إدخال العلوم الإنسانية إلى هذه الكليات. أمنيًا، تناول اللواء فاروق المقرحى، الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية السابق، الظاهرة، قائلًا: إن الجماعات المتطرفة ترى وجود طلاب الكليات العلمية بين صفوفها ضرورة لاستغلالهم فى تصنيع المتفجرات وتشغيل آبار النفط، والتحضير للعمليات وتنفيذها. وأشارع إلى أن وجودهم يعطيها ثقة مجتمعية مستمدة من مكانة هؤلاء الطلاب، وقال إن هذه الجماعات تستخدمهم على نطاق واسع فى مجال الاستقطاب، بحيث يتم تصديرهم كواجهة مجتمعية لتجذب أناسا يرون فى هؤلاء الطلاب مصدر ثقة وكفاءة عقلية. وتطرق إلى سبل الحل معتبرًا أن الدور هنا يرجع إلى وزاراتى التعليم العالى، والتربية والتعليم، بالإضافة إلى الأزهر للوصول إلى كيفية حماية هذه العقول، مشيرًا إلى أن الدور الأمنى متوقف على رصد الأشخاص بعد توجههم للتطرف لحماية المجتمع. واستشهد بحجم قوات الأمن التى تتمركز أمام الكليات العملية ضاربًا مثالًا بكلية هندسة جامعة القاهرة التى تقف أمامها صف من عربات الأمن المركزى والشرطة أكثر من تلك التى تقف أمام الجامعة نفسها.
http://www.albawabhnews.com/2347020
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|
|