[align=right]الفصل الاول في بيان تعريف التصوف وموضوعه التصوف بمعني العلم :اصول يعرف بها صلاح القلوب وسائر الحواس وبمعني العمل : اصلاح ما ذكر .فيقال :هو ترك الاختيار ويقال :هو حفظ حواسك ومرعاه انفاسك . ويقال هو الجد في السلوك الي ملك الملوك ويقال غير ذلك ويقال : التصوف اوله علم واوسطه عمل واخره موهبه ومقصده صلاح القلب وسائر الحواس الفصل الثاني في بيان اركان التصوف والطريق الي الله تعالي اركانه عند بعضهم عشره اولها : تجريد التوحيد وهو الا يشوبه خاطره تشبيه و لا تعطيل ثانيها : فهم السماع وهو ان يسمع بحاله العلم فقط ثالثها : حسن العشره رابعها : ايثار الايثار وهو الا يؤثر علي نفسه غيره بالايثار خامسها : ترك الاختيار لرضا الله سادسها : ما شرعه الوجد : فلا يبتلي السر بمانع يمنع من سماع زواجر الحق ولا يبتلي السر بشهود عارض يتعلق به سابعها : الكشف عن الخواطر وهو ان ينحث عن كل ما يخطر علي سره فيتبع ما للحق ويدع ما ليس له ثامنها : كثره السفار لشهود الاعتبار في الافاق ولرياضه النفس تاسعها : ترك السعي وراء الرزق بناءا علي انه التوكل وسيأتي ما فيه عاشرها : تحريم الدخار في ماله لا في العلم ولا يكون الادخار الا لسبب قوي و هذا ظاهر في الشرع ** والطريق الي الله تعالي بعدد انفاس الخلائق و اقربها واوضحها الاتي وذلك ان الطرق وان كثرت محصوره في ثلاثة انواع : اولها : طريق ارباب المعاملات بكثره الصيام و الصلاه وتلاوة القرآن وغير ذلك من العمال الظاهره وهم الاخيار ثانيها : طريق ارباب المجاهده لتحسين الاخلاق و تزكيه النفس وتصفه القلب و السعي بما يتعلق بعماره الباطن (وهم الابرار ) ثالثها : طريق السائرين الي الله وهم الشطار من اهل المحبه وهذا الطرق مبني علي الموت بالاراده لخبر(موتوا قبل ان تموتوا ) وهو منحصر في عشره فصول : الاول : وهو التوبه وهي الندم وتتحقق بالاقاع والعزم الا يعود و تدارك ما يمكن تداركه ثانيها : الزهد في الدنيا عن اسبابه وشهواتها ومالها وجاهها اخذا من الحديث ( ادنيا حرام علي اهل الاخره والاخره حرام علي اهل الدنيا وهما حرامان علي اهل الله ) رواه الديلمي ثالثها: التوكل علي الله تعالي قال اكثر الصوفيه :هو الخروج عن كل الاساب ثقة بالله تعالي وقريب منه قول بعضهم ( هو ترك السعي فيما لا يسعد من لذه البشر ) قال الله تعالي ( ومن يتوكل علي الله فهو حسبه ) والمحققون منهم قالوا انه قطع النظر عن الاسباب مع تهيئتها ولهذا قال صلي الله عليه وسلم لمن قال له ارسل ناقتي واتوكل قال له اعقلها وتوكل ( البيهقي واخرون ) رابعها :القمع و هو الخروج عن الشهوات النفسيه و التمتعات الحيوانيه الا ما اضطر اليه من الحوائج الانسانيه من نحو ملبس ومشرب ومسكن وخلافه خامسها : العزله وهي خروجه عن مخالطه الخلق بالانقطاع لا عن خدمه يخ واصل مرب له فينبغي ان يكون بين يده كميت بين يدي غاسله يتصرف فيه كيف يشاء فلابد للمريد من شيخ واصل كامل يدله علي الطريق الي الله تعالي (فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لاتعلمون ) النحل ومن استدل برأيه او غيره بما عنده من العلم استقلالا به من غير شيخ يرشده فقد تعرض لاغواء الشيطان ولهذا قيل :من لا شيخ له فالشيطان شيخه واصل العزله جمع الحواس بالخلوه عن التصرف في المحسوسات سادسها : ملازمه الذكر وهو الخروج عن ذكر ما سوي الله تعالي ينسيك غيره بالزام مراقبته تعالي دائما واذا اتصلت المراقبه والمراد بها المشاهده لم يحتج الذكر قال بعض المحققيين بل لا لا تصور للذكر مع المشاهده لان الذكر يختص بالنسيان لقوله تعالي (و اذكر ربك اذا نسيت )اي نسيته واصل الذكر : (لا اله الا الله ) وهو مركب من نفي واثبات فبالنفي تزول المادات الفاسده التي يتولد منها مرض القلب من الاخلاق الذميمه النفسانيه و الاوصا الشهوانيه وبالاثبات يحصل يحصل مراد صحه القلب من الاخلاق النفسانيه وبالاثبات يحصل مراد صحة القلب من نور الله تعالي و يتجلي علي الروح بشواهد الحق و نوره قال تعالي ( واشرقت الارض بنور ربها ) اي ارض النفس وزال عنها صفاتها فقال تعالي (اذكروني اذكركم) سابعها : توجهه الي الله بكليته و خروجه عن كل داعيه تدعواغير الحق فلا يبقي له مطلوب ولا محبوب الا الله تعالي قال الجنيد : لو اقبل صديق علي الله الف سنف ثم اعرض عنه لحظه واحده فما فاته اكثر مما ناله ثامنها : الصبر وثبات باعث الدين قي مفاومة باعث الهوي وقيل هو الخروج عن حظوظ النفس بالمجاهده في الطاعه تاسعها : المراقبه وهي الخروج عن حوله و قوته مراقبا مواهب الحق معرضا عما سواه مستغرقا في بحر هواه عاشرها :الرضا وهو الخروج عن رضاء نفسه بالدخول في رضاء الله تعالي تعالي بالقيام للاحكام الازليه والتفويض للتدبيرات الابديه بلا اعراض ولا اعتراض فمن يداوم علي ذلك بارادة الله تعالي علي هذه الاصول السنيه منحه الله بانواره العليه كما قال تعال ( او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به بين الناس ) و الرضا يستلزم التواضع وهو تذلل القلوب لعلام الغيوب و مثله الخشوع الا انه اعم منه اذ لا يكاد يستعمل الخشوع الا فيما بينه وبين ربه عز وجل والتواضع يستعمل بين العباد يتبع انشاء الله تعالي [/align]
_________________ يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم
|