موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 28 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 28, 2013 9:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس نوفمبر 29, 2012 12:09 am
مشاركات: 79
(الطفيل بن عمر الدوسي)


نسب الطفيل بن عمرو :
هو الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي الازدي من قبيلة دوس الازدية اليمانية ومسكنها جبال السراة جنوب الطائف

حال الطفيل بن عمرو في الجاهلية :
كان سيدًا لقبيلة دوس في الجاهلية وشريف من أشراف العرب المرموقين وواحدًا من أصحاب المروءات المعدودين، لا تنزل له قدر عن نار، ولا يوصد له باب أمام طارق، يطعم الجائع ويؤمن الخائف وويجير المستجير، وهو إلى ذلك أديب أريب لبيب وشاعر مرهف الحس رقيق الشعور، بصير بحلو البيان ومره حيث تفعل فيه الكلمة فعل الساحر.


عن محمد بن إسحاق قال: كان رسول الله على ما يرى من قومه يبذله لهم النصيحة ويدعوهم إلى النجاة مما هم فيه وجعلت قريش حين منعه الله منهم يحذرونه الناس ومن قدم عليهم من العرب، وكان طفيل بن عمرو الدوسي يحدث أنه قدم مكة ورسول الله بها فمشى إليه رجال من قريش وكان الطفيل رجلاً شريفًا فقالوا له: أبا الطفيل، إنك قدمت بلادنا فهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا، فرق جماعتنا، وإما قوله كالسحرة يفرق بين المرء وبين أبيه وبين الرجل وأخيه وبين الرجل وزوجته وإنما نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا، فلا تكلمه ولا تسمع منه، قال: فو الله ما زالوا بي حتى أجمعت على أن لا أسمع منه شيئًا ولا أكلمه حتى حشوت أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفًا من أن يبلغني من قوله وأنا لا أريد أن أسمعه.

قال: فغدوت إلى المسجد فإذا رسول الله قائم يصلي عند الكعبة قال فقمت قريبًا منه فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله: قال: فسمعت كلامًا حسنًا. قال فقلت في نفسي واثكل أمي إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى عليَّ الحسن من القبيح, فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول؟ فإن كان الذي يأتي به حسنًا قبلته، وإن كان قبيحًا تركته، فمكثت حتى انصرف رسول الله إلى بيته فاتبعته حتى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت: يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا لي, فوالله ما برحوا يخوفنني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك، ثم أبى الله إلا أن يسمعنيه فسمعت قولاً حسنًا فاعرض علي أمرك فعرض عليَّ الإسلام وتلا عليَّ القرآن, فوالله ما سمعت قولاً قط أحسن ولا أمرًا أعدل منه، وقال: فأسلمت وشهدت شهادة الحق.

وكان إسلام الطفيل في مكة بعد رجوع النبي من الطائف بعد دعوة ثقيف إلى إسلامه ورفضهم الإيمان برسالته, وكان ذلك في السنة العاشرة من بعثه النبي . وأمره رسول الله بدعوة قومه إلى الإسلام، فقال: يا رسول الله اجعل لي آية تكون لي عونًا، فدعا له رسول الله فجعل الله في وجهه نورًا فقال: يا رسول الله إني أخاف أن يجعلوها مثلة، فدعا له رسول الله فصار النور في سوطه وكان يضئ في الليلة المظلمة ولذا يُسمى ذو النور.



أثر الرسول في تربية الطفيل بن عمرو :
الرسول يعلمه الرفق في الدعوة :

روى البخاري بسنده عن أبي هريرة قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله فقال: يا رسول الله إن دوسًا قد عصت، فادع الله عليهم فقال: "اللهم اهد دوسًا".

وقال لي: "اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم", فخرجت أدعوهم حتى هاجر النبي إلى المدينة.

ومضت بدرًا وأحدًا والخندق ثم قدمت بمن أسلم ورسول الله بخيبر حتى نزلنا المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ولحقنا رسول الله بخيبر فأسهم لنا مع الناس وقلنا: يا رسول الله اجعلنا في ميمنتك واجعل شعارنا مبرورًا، ففعل.



وذكر ابن إسحاق أن النبِيّ أرسل الطُّفَيْل بن عمرو ليُحْرِق صَنَم عمرو بن حثمة الذي كان يقال له: ذُو الْكَفينِ, فأحرقه.

بعض الأحاديث التي نقلها الطفيل بن عمرو عن النبي :
لما فتح رسول الله حنينًا التي كانت في شهر شوال من السنة الثامنة الهجرية، وأراد المسير إلى الطائف، بعث الطفيل إلى ذي الكفين، صنم عمرو بن حممة، يهدمه وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف فقال الطفيل: يا رسول الله أوصني قال: "افش السلام، وابذل الطعام، واستحي من الله كما يستحي الرجل ذو الهيئة من أهله، إذا أسأت فأحسن، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين".

أثر الطفيل بن عمرو في الآخرين :
دعوة الطفيل لأبيه وزوجته وإسلامهما :

بعد أن أسلم وأمره النبي أن يدعو قومه ذهب إليهم يقول : فلما نزلتُ أتاني أبي وكان شيخًا كبيرًا. قال فقلت: إليك عني يا أبت فلست مني ولست منك، قال: ولِمَ يا بني؟ قال: قلت أسلمت وتابعت دين محمد قال أبي: ديني دينك، فاغتسل وطهر ثيابه ثم جاء فعرضت عليه الإسلام فأسلم، قال: ثم أتتني صاحبتي فقلت لها: إليك عني فلست منك ولست مني قالت: لِمَ بأبي أنت وأمي؟ قال: قلت: فرق بيني وبينك الإسلام، فأسلمت، ودعوت دوسًا إلى الإسلام فأبطأوا عليّ.

وخرج الطفيل إلى قومه فلم يزل بأرض دوس يدعوهم إلى الله حتى هاجر رسول الله إلى المدينة.

ومضى يوم بدر وأحد والخندق، والطفيل بأرض قومه يدعوهم إلى الإسلام حتى قدم على رسول الله بمن أسلم من قومه ورسول الله بغزوة خيبر، حتى نزل المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس، ثم لحقوا برسول الله بخيبر فأسهم لهم مع المسلمين فقد قدم أبو هريرة والطفيل وأصحابهما الدوسيون, فكلم رسول الله أصحابه أن يشركهم في الغنيمة ففعلوا, وهكذا هدى الله من هدى إلى الإسلام من دوس على يد الطفيل، وعلى يد جندب بن عمرو بن حممة الدوسي، وكان جندب هذا يقول في الجاهلية: "إن للخلق خالقًا ولكن لا أدري من هو", فلما سمع بخبر النبي خرج ومعه خمسة وسبعون رجلاً من قومه فأسلم فأسلموا.

راوية الإسلام أبو هريرة يسلم على يد الطفيل بن عمرو :
كان ممن أتى بهم الطفيل ضمن هؤلاء السبعين, عائلة الذين أتى بهم إلى رسول الله ؟! أبو هريرة وأرضاه.

فكل ما جاء من الخير العظيم على يدِ أبي هريرة ، يُكتب في ميزان حسنات الطفيل بن عمرو الدوسي وأرضاه.

وتخيل كل الأحاديث التي نقلها أبو هريرة عن الرسول أكثر من سبعة آلاف حديث، وبعض الأقاويل أنها أكثر من عشرة آلاف حديث نقلها عن رسول الله .

بعض كلمات الطفيل بن عمرو :
قال الطفيل بن عمرو يخاطب قريشًا وكان قد هددوه لما أسلم:

ألا أبلغ لديك بني لؤي *** دليل هدى موضح كل رشد

أن اللـه جلله بهـاد *** وأعلى جـده على كل جد

وقد بعثه النبي إلى ذي الكفين صنم عرو بن حممة فأحرقه بالنار وهو يقول:

يا ذا الكفين لست من عبادكا *** إني حشوت النار في فؤادكا

ميلادنا أكبر من ميلادكا

وفاة الطفيل بن عمرو :
عاد الطفيل مع النبي من غزوة الطائف إلى المدينة المنورة فكان مع النبي بالمدينة حتى قبض.

فلما ارتدت العرب خرج المسلمون لقتالهم، فجاهد حتى فرغوا من طليحة الأسدي وأرض نجد كلها.

ثم بعثه أبو بكر الصديق إلى مسيلمة الكذاب، يقول : خرجت ومعي ابني مع المسلمين -عمرو بن الطفيل- حتى إذا كنا ببعض الطريق رأيت رؤيا فقلت لأصحابي: إني رأيت رؤيا عبروها قالوا: وما رأيت قلت: رأيت رأسي حلق وأنه خرج من فمي طائر, وأن امرأة لقيتني وأدخلتني في فرجها, وكان ابني يطلبني طلبًا حثيثًا فحيل بيني وبينه. قالوا: خيرًا, فقال: أما أنا والله فقد أولتها. أما حلق رأسي فقطعه, وأما الطائر فروحي, وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأدفن فيها, فقد رجوت أن أقتل شهيدًا, وأما طلب ابني إياي فلا أراه إلا سيغدو في طلب الشهادة ولا أراه يلحق بسفرنا هذا. فقتل الطفيل شهيدًا يوم اليمامة وجرح ابنه ثم قتل باليرموك بعد ذلك في زمن عمر بن الخطاب شهيدًا.

_________________
سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يناير 10, 2014 5:58 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

زيد بن الخطاب


زيد بن الخطّاب هو أخو عمر بن الخطّاب الأكبر والأسبق إلى الإسلام وكان من بني عدي من قريش من قبيلة كنانة.

محتويات

1 نسبه
2 هجرته
3 معاركه
4 المراجع

نسبه

هو زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
هجرته

هاجر زيد إلى المدينة مع أخيه عمر وعياش بن أبي ربيعة وخنيس بن حذافة السهمي (زوج حفصة بنت عمر) وسعيد بن زيد، وبنو البكير الأربعة: إياس وعاقل وعامر وخالد ولم يكونوا من بني عدي وإنما كانوا من بني ليث الكنانية. فلما وصلوا المدينة نزلوا على رفاعة بن عبد المنذر في قباء، وقد آخى الرسول بين زيد ومعن بن عدي الأنصاري العجلاني، وقد استشهدا باليمامة جميعا..

رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين
معاركه

ولم يتخلف زيد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في مشهد ولا في غزوة وحضر بيعة الرضوان بالحديبية، وفي حروب الردة دفع إليه خالد بن الوليد لواء الجيش في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب وقد قتل أحد كبار أعوان مسيلمة وهو الرجال بن عنفوة، واستشهد في هذه المعركة. لم يذكر له إلا موقف واحد يوم اليمامة عندما استحر القتل بالمسلمين رفع من عزيمة الجيش فقام وقال: (والله لا اتفوه بكلمة إلا أن ينصرناالله أو أهلك) فقاتل حتي مزقته رماح المشركين ولم يتأوه إبرارا لقسمه. وكان استشهاده في ربيع الأول سنة 12 هجري. قال عنه عمر بن الخطاب: رحم الله زيدا سبقني إلى الحسنيين أسلم قبلي واستشهد قبلي. وقد قال عمر لأبي مريم الحنفي (قاتل زيد): أقتلت زيد بن الخطاب؟
فقال أبو مريم:أكرمه الله بيدي ولم يهني بيده.
فقال عمر: كم ترى من المسلمين قتلوا منكم يومئذ؟
قال: ألفا وأربعمئة يزيدون قليلا.
فقال عمر: بئس القتلى.
قال أبو مريم: الحمد لله الذي أبقاني حتى رجعت إلى الدين الذي رضي لنبيه عليه الصلاة والسلام وللمسلمين. فسر عمر بقوله[1].

قد تم دفن زيد بن الخطاب في العيينة، وبعد مرور مئات السنين تم وضع قبة مشهورة على قبره، وقد كانت أول قبة يهدمها محمد بن عبد الوهاب، لإيقاف الناس عن زيارتها. استشهد في معركة اليمامة في عهد الخليفة أبو بكر الصديق سنة 11 هجريا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 17, 2014 11:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

]أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم



اسمه عبد الله - ويقال عتيق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي رضي الله عنه

روى عنه خلق من الصحابة وقدماء التابعين ، من آخرهم : أنس بن مالك ، وطارق بن شهاب ، وقيس بن أبي حازم ، ومرة الطيب .

قال ابن أبي مليكة وغيره ، إنما كان عتيق لقبا له .

وعن عائشة ، قالت : اسمه الذي سماه أهله به " عبد الله " ولكن غلب عليه " عتيق " .

وقال ابن معين : لقبه عتيق ؛ لأن وجهه كان جميلا ، وكذا قال الليث بن سعد .

وقال غيره : كان أعلم قريش بأنسابها .

وقيل : كان أبيض ، نحيفا ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة ، يخضب شيبه بالحناء والكتم .

وكان أول من آمن من الرجال .

وقال ابن الأعرابي : العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة : عتيق .

[ ص: 8 ] وعن عائشة ، قالت : ما أسلم أبو أحد من المهاجرين إلا أبو بكر .

وعن الزهري ، قال : كان أبو بكر أبيض أصفر لطيفا جعدا مسترق الوركين ، لا يثبت إزاره على وركيه .

وجاء أنه اتجر إلى بصرى غير مرة ، وأنه أنفق أمواله على النبي صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر " .

وقال عروة بن الزبير : أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار .

وقال عمرو بن العاص : يا رسول الله ، أي الرجال أحب إليك ؟ قال : " أبو بكر " .

وقال أبو سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ، ولا يحبهما منافق " .

وقال الشعبي ، عن الحارث ، عن علي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي [ ص: 9 ] بكر وعمر ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ، إلا النبيين والمرسلين ، ولا تخبرهما يا علي " وروي نحوه من وجوه مقاربة عن زر بن حبيش ، وعن عاصم بن ضمرة ، وهرم ، عن علي . وقال طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس مثله .

وقال محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس مثله . أخرجه الترمذي قال : حديث حسن غريب . ثم رواه من حديث الموقري ، عن الزهري ، ولم يصح .

قال ابن مسعود : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا " .

روى مثله ابن عباس ، فزاد : " ولكن أخي وصاحبي في الله ، سدوا كل خوجة الخوخة : باب صغير كالنافذة . في المسجد غير خوخة أبي بكر " .

هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن عمر أنه قال : أبو بكر سيدنا وخيرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صححه الترمذي . [ ص: 10 ] وصحح من حديث الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، قال : قلت لعائشة أي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : أبو بكر ، قلت : ثم من ؟ قالت : عمر ، قلت : ثم من ؟ قالت : أبو عبيدة ، قلت : ثم من ؟ فسكتت .

مالك في " الموطأ " عن أبي النضر ، عن عبيد بن حنين ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر ، فقال : " إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده " فقال أبو بكر : فديناك يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا ، قال : فعجبنا ، فقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا به ، فقال النبي ، صلى الله عليه وسلم : " إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الإسلام ، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر " متفق على صحته .

وقال أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن أبي المعلى ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه ، والأول أصح . [ ص: 11 ] وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر ، فإن له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة ، وما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن صاحبكم خليل الله " قال الترمذي : حديث حسن غريب .

وكذا قال في حديث كثير النواء ، عن جميع بن عمير ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : " أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار " .

وروى عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره " تفرد به عيسى بن ميمون ، عن القاسم ، وهو متروك الحديث .

وقال محمد بن جبير بن مطعم : أخبرني أبي أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : " إن لم تجديني فأتي أبا بكر " متفق على صحته .

وقال أبو بكر الهذلي ، عن الحسن ، عن علي ، قال : لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس ، وإني لشاهد وما بي مرض ، فرضينا [ ص: 12 ] لدنيانا من رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .

وقال صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : " ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " . هذا حديث صحيح .

وقال نافع بن عمر : حدثنا ابن أبي مليكة ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه : " ادعوا لي أبا بكر وابنه فليكتب ، لكيلا يطمع في أمر أبي بكر طامع ولا يتمنى متمن " ثم قال : " يأبى الله ذلك والمسلمون " تابعه غير واحد ، منهم عبد العزيز بن رفيع ، عن ابن أبي مليكة ، ولفظه : " معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر " .

وقال زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فأتاهم عمر فقال : ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر فأم الناس ، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالوا : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر ، رضي الله عنه .

وأخرج البخاري من حديث أبي إدريس الخولاني ، قال : سمعت أبا الدرداء يقول : كان بين أبي بكر وعمر محاورة ، فأغضب أبو بكر عمر ، فانصرف عنه عمر مغضبا ، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه ، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو الدرداء : ونحن عنده ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما صاحبكم هذا [ ص: 13 ] فقد غامر " . قال : وندم عمر على ما كان منه ، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقص على رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر ، قال أبو الدرداء : وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أبو بكر يقول : والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل أنتم تاركو لي صاحبي ؟ إني قلت : يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ، فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت " .

وأخرج أبو داود من حديث عبد السلام بن حرب ، عن أبي خالد الدالاني ، قال : حدثني أبو خالد مولى جعدة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أتاني جبريل فأخذ بيدي ، فأراني الباب الذي تدخل منه أمتي الجنة " فقال أبو بكر : وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه ، قال : " أما إنك أول من يدخل الجنة من أمتي " أبو خالد مولى جعدة لا يعرف إلا بهذا الحديث .

وقال إسماعيل بن سميع ، عن مسلم البطين ، عن أبي البختري ، قال : قال عمر لأبي عبيدة : ابسط يدك حتى أبايعك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أنت أمين هذه الأمة " ، فقال : ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤمنا ، فأمنا حتى مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقال أبو بكر بن عياش : أبو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن ؛ لأن في القرآن في المهاجرين : أولئك هم الصادقون [ الحجرات ] فمن سماه الله صادقا لم يكذب ، هم سموه ، وقالوا : يا خليفة رسول الله .

وقال إبراهيم بن طهمان ، عن خالد الحذاء ، عن حميد بن هلال ، [ ص: 14 ] قال : لما بويع أبو بكر أصبح وعلى ساعده أبراد ، فقال عمر : ما هذا ؟ قال : يعني لي عيال ، فقال : انطلق يفرض لك أبو عبيدة . فانطلقنا إلى أبي عبيدة ، فقال : أفرض لك قوت رجل من المهاجرين وكسوته ، ولك ظهرك إلى البيت .

وقالت عائشة : لما استخلف أبو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال ، وقال : قد كنت أتجر فيه وألتمس به ، فلما وليتهم شغلوني . وقال عطاء بن السائب : لما استخلف أبو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب يتجر فيها ، فلقيه عمر وأبو عبيدة فكلماه ، فقال : فمن أين أطعم عيالي ؟ قالا : انطلق حتى نفرض لك . قال : ففرضوا له كل يوم شطر شاة ، وماكسوه في الرأس والبطن . وقال عمر : إلي القضاء ، وقال أبو عبيدة : إلي الفيء . فقال عمر : لقد كان يأتي علي الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان .

وعن ميمون بن مهران ، قال : جعلوا له ألفين وخمسمائة .

وقال محمد بن سيرين : كان أبو بكر أعبر هذه الأمة لرؤيا بعد النبي ، صلى الله عليه وسلم .

وقال الزبير بن بكار ، عن بعض أشياخه ، قال : خطباء الصحابة : أبو بكر ، وعلي .

وقال عنبسة بن عبد الواحد : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن [ ص: 15 ] عروة ، عن عائشة أنها كانت تدعو على من زعم أن أبا بكر قال هذه الأبيات ، وقالت : والله ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا في إسلام ، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية .

وقال كثير النواء ، عن أبي جعفر الباقر : إن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا [ الحجر ] الآية .

وقال حصين ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عمر صعد المنبر ، ثم قال : ألا إن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر ، عليه ما على المفتري .

وقال أبو معاوية وجماعة : حدثنا سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، قال : كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب أبو بكر ، وعمر ، وعثمان استوى الناس ، فيبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينكره .

وقال علي ، رضي الله عنه : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وعمر . هذا والله العظيم قاله علي ، وهو متواتر عنه ؛ لأنه قاله على منبر الكوفة ، فلعن الله الرافضة ما أجهلهم .

وقال السدي ، عن عبد خير ، عن علي ، قال : أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر ، كان أول من جمع القرآن بين اللوحين . إسناده حسن .

وقال عقيل ، عن الزهري أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر ، فقال الحارث : ارفع يدك يا خليفة رسول الله ، والله إن فيها لسم سنة ، وأنا وأنت نموت في يوم واحد ، قال : فلم [ ص: 16 ] يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد عند انقضاء السنة .

وعن عائشة ، قالت : أول ما بدئ مرض أبي بكر أنه اغتسل ، وكان يوما باردا فحم خمسة عشر يوما لا يخرج إلى صلاة ، وكان يأمر عمر بالصلاة ، وكانوا يعودونه ، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه . وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة . وكانت خلافته سنتين ومائة يوم .

وقال أبو معشر : سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال ، عن ثلاث وستين سنة .

وقال الواقدي : أخبرني ابن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن أبي سلمة . قال : وأخبرنا بردان بن أبي النضر ، عن محمد بن إبراهيم التيمي . وأخبرنا عمرو بن عبد الله ، عن أبي النضر ، عن عبد الله النخعي ، دخل حديث بعضهم في بعض : أن أبا بكر لما ثقل دعا عبد الرحمن بن عوف ، فقال : أخبرني عن عمر ، فقال : ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني ، قال : وإن ، فقال : هو والله أفضل من رأيك فيه . ثم دعا عثمان فسأله عن عمر ، فقال : علمي فيه أن سريرته خير من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله . فقال : يرحمك الله ، والله لو تركته ما عدوتك ، وشاور معهما سعيد بن زيد ، وأسيد بن الحضير وغيرهما ، فقال قائل : ما تقول لربك إذا سألك عن استخلافك عمر وقد ترى غلظته ؟ فقال : أجلسوني ، أبالله تخوفوني ؟ أقول : استخلفت عليهم خير أهلك .

ثم دعا عثمان ، فقال : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وعند أول [ ص: 17 ] عهده بالآخرة داخلا فيها ، حيث يؤمن الكافر ، ويوقن الفاجر ، ويصدق الكاذب ، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيرا ، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه ، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب ، والخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون [ الشعراء ]

وقال بعضهم في الحديث : لما أن كتب عثمان الكتاب أغمي على أبي بكر ، فكتب عثمان من عنده اسم عمر ، فلما أفاق أبو بكر قال : اقرأ ما كتبت ، فقرأ ، فلما ذكر عمر كبر أبو بكر ، وقال : أراك خفت إن افتلتت نفسي الاختلاف ، فجزاك الله عن الإسلام خيرا ، والله إن كنت لها أهلا .

وقال علوان بن داود البجلي ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن صالح بن كيسان ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه . وقد رواه الليث بن سعد ، عن علوان ، عن صالح نفسه ، قال : دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه فسلمت عليه وسألته : كيف أصبحت ؟ فقال : بحمد الله بارئا ، أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له .

ثم قال : أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن ، وثلاث لم أفعلهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن : وددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الخرب ، وددت [ ص: 18 ] أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق عمر أو أبي عبيدة ، ووددت أني كنت وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة وأقمت بذي القصة ، فإن ظفر المسلمون وإلا كنت لهم مددا وردءا ، ووددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاءة السلمي لم أكن حرقته وقتلته أو أطلقته ، ووددت أني حيث وجهت خالد بن الوليد إلى الشام وجهت عمر بن الخطاب إلى العراق ، فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله . ووددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في من هذا الأمر ولا ينازعه أهله ، وأني سألته هل للأنصار في هذا الأمر شيء ؟ وأني كنت سألته عن العمة وبنت الأخ ، فإن في نفسي منها حاجة . رواه هكذا ، وأطول من هذا ابن وهب ، عن الليث بن سعد ، عن صالح بن كيسان ، أخرجه كذلك ابن عائذ .

وقال محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص ، عن أبيه ، عن جده ، أن عائشة قالت : حضرت أبي وهو يموت فأخذته غشية فتمثلت :


من لا يزال دمعه مقنعا فإنه لا بد مرة مدفوق
فرفع رأسه وقال : يا بنية ليس كذلك ، ولكن كما قال الله تعالى : وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ( ق ) وقال موسى الجهني ، عن أبي بكر بن حفص بن عمر أن عائشة تمثلت لما احتضر أبو بكر :

لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال : ليس كذلك ، ولكن : وجاءت سكرة الموت بالحق إني قد [ ص: 19 ] نحلتك حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه على الميراث ، قالت : نعم ، قال : أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ، ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا ، وليس عندنا من فيء المسلمين شيء إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة ، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر ، ففعلت .

وقال القاسم ، عن عائشة أن أبا بكر حين حضره الموت قال : إني لا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللقحة وغير هذا الغلام الصيقل ، كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا ، فإذا مت فادفعيه إلى عمر ، فلما دفعته إلى عمر قال : رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده .

وقال الزهري : أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته أسماء بنت عميس ، فإن لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن .

وقال عبد الواحد بن أيمن وغيره ، عن أبي جعفر الباقر ، قال : دخل علي على أبي بكر بعدما سجي ، فقال : ما أحد ألقى الله بصحيفته أحب إلي من هذا المسجى .

وعن القاسم ، قال : أوصى أبو بكر أن يدفن إلى جنب رسول الله فحفر له ، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

وعن عامر بن عبد الله بن الزبير ، قال : رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس عمر عند حقوي أبي بكر .

وقالت عائشة : مات ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل أن يصبح .

وعن مجاهد ، قال : كلم أبو قحافة في ميراثه من ابنه ، فقال : قد رددت ذلك على ولده ، ثم لم يعش بعده إلا ستة أشهر وأياما .

وجاء أنه ورثه أبوه وزوجتاه أسماء بنت عميس ، وحبيبة بنت [ ص: 20 ] خارجة والدة أم كلثوم ، وعبد الرحمن ، ومحمد ، وعائشة ، وأسماء ، وأم كلثوم .

ويقال : إن اليهود سمته في أرزة فمات بعد سنة ، وله ثلاث وستون سنة ، رضي الله عنه وأرضاه .
[/size]



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 18, 2014 9:07 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8042
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 18, 2014 7:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

[ ص: 147 ] سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه

[ ص: 149 ] ذو النورين عثمان

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، أمير المؤمنين ، أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشي الأموي .

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشيخين .

قال الداني : عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي ، والمغيرة بن أبي شهاب ، وأبو الأسود ، وزر بن حبيش .

روى عنه : بنوه : أبان وسعيد وعمرو ، ومولاه حمران ، وأنس ، وأبو أمامة بن سهل ، والأحنف بن قيس ، وسعيد بن المسيب ، وأبو وائل ، وطارق بن شهاب ، وعلقمة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وخلق سواهم .

أحد السابقين الأولين ، وذو النورين ، وصاحب الهجرتين ، وزوج الابنتين . قدم الجابية مع عمر ، وتزوج رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل المبعث ، فولدت له عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبابنه عمرو .

وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس ، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم ، فهاجر برقية إلى الحبشة ، وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليها [ ص: 150 ] في غزوة بدر ليداويها في مرضها ، فتوفيت بعد بدر بليال ، وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه من بدر وأجره ، ثم زوجه بالبنت الأخرى أم كلثوم .

ومات ابنه عبد الله ، وله ست سنين ، سنة أربع من الهجرة .

وكان عثمان فيما بلغنا لا بالطويل ولا بالقصير ، حسن الوجه ، كبير اللحية ، أسمر اللون ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، يخضب بالصفرة ، وكان قد شد أسنانه بالذهب .

وعن أبي عبد الله مولى شداد ، قال : رأيت عثمان يخطب ، وعليه إزار غليظ ثمنه أربعة دراهم ، وريطة كوفية ممشقة ، ضرب اللحم أي : خفيفه طويل اللحية ، حسن الوجه .

وعن عبد الله بن حزم ، قال : رأيت عثمان ، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه .

وعن الحسن ، قال : رأيته وبوجهه نكتات جدري ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه .

وعن السائب ، قال : رأيته يصفر لحيته ، فما رأيت شيخا أجمل منه .

وعن أبي ثور الفهمي ، قال : قدمت على عثمان ، فقال : لقد [ ص: 151 ] اختبأت عند ربي عشرا : إني لرابع أربعة في الإسلام ، وما تعتيت ولا تمنيت ، ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام قط .

وعن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم " .

وعن عائشة نحوه إن صحا .

وعن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عثمان عند باب المسجد فقال : " يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية ، وعلى مثل صحبتها " . أخرجه ابن ماجه .

ويروى عن أنس أو غيره ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أبو أيم ، ألا أخو أيم يزوج عثمان ، فإني قد زوجته ابنتين ، ولو كان عندي ثالثة لزوجته ، وما زوجته إلا بوحي من السماء " .

وعن الحسن ، قال : إنما سمي عثمان ذا النورين لأنا لا نعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبي غيره .

[ ص: 152 ] وروى عطية ، عن أبي سعيد ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان .

وعن عبد الرحمن بن سمرة ، قال : جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه ، حين جهز جيش العسرة ، فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقلبها بيده ويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " رواه أحمد في مسنده ، وغيره .

وفي مسند أبي يعلى ، من حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنه جهز جيش العسرة بسبع مائة أوقية من ذهب .

وقال خليد ، عن الحسن ، قال : جهز عثمان بسبع مائة وخمسين ناقة وخمسين فرسا ، يعني في غزوة تبوك .

وعن حبة العرني ، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله عثمان تستحييه الملائكة .

وقال المحاربي ، عن أبي مسعود ، عن بشر بن بشير الأسلمي ، عن أبيه ، قال : لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء ، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة ، وكان يبيع منها القربة بمد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تبيعها بعين في الجنة ؟ " فقال : ليس لي يا رسول الله عين غيرها ، لا أستطيع ذلك . فبلغ ذلك عثمان ، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتجعل لي مثل الذي جعلت [ ص: 153 ] له عينا في الجنة إن اشتريتها ؟ قال : " نعم " قال : قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين .

وعن أبي هريرة ، قال : اشترى عثمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين : يوم رومة ، ويوم جيش العسرة .

وقالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، ثم عمر ، وهو على تلك الحال فتحدثا ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه ، فدخل فتحدث ، فلما خرج قلت : يا رسول الله دخل أبو بكر ، فلم تجلس له ، ثم دخل عمر ، فلم تهش له ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك ، قال : " ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة ؟ " رواه مسلم .

وروي نحوه من حديث علي ، وأبي هريرة ، وابن عباس .

وقال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان "

وعن طلحة بن عبيد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل نبي رفيق ، ورفيقي عثمان " . أخرجه الترمذي .

[ ص: 154 ] وفي حديث القف : ثم جاء عثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " .

وقال شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : قال الوليد بن سويد : إن رجلا من بني سليم ، قال : كنت في مجلس فيه أبو ذر ، وأنا أظن في نفسي أن في نفس أبي ذر على عثمان معتبة لإنزاله إياه بالربذة ، فلما ذكر له عثمان ، عرض له بعض أهل المجلس بذلك ، فقال أبو ذر : لا تقل في عثمان إلا خيرا ، فإني أشهد لقد رأيت منظرا ، وشهدت مشهدا لا أنساه ، كنت التمست خلوات النبي صلى الله عليه وسلم لأسمع منه ، فجاء أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيات ، فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النحل ، ثم ناولهن أبا بكر ، فسبحن في كفه ، ثم وضعهن في الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عمر ، فسبحن في كفه ، ثم أخذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعهن في الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه ، ثم أخذهن منه ، فوضعهن فخرسن .

وقال سليمان بن يسار : أخذ جهجاه الغفاري عصا عثمان التي كان يتخصر بها ، فكسرها على ركبته ، فوقعت في ركبته الأكلة .

وقال ابن عمر : كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر ، ثم [ ص: 155 ] عمر ، ثم عثمان . رواه جماعة عن ابن عمر .

وقال الشعبي : لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصحابة غير عثمان ، ولقد فارق علي الدنيا وما جمعه .

وقال ابن سيرين : كان أعلمهم بالمناسك عثمان ، وبعده ابن عمر .

وقال ربعي : عن حذيفة : قال لي عمر بمنى : من ترى الناس يولون بعدي ؟ قلت : قد نظروا إلى عثمان .

وقال أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، قال : حججت مع عمر ، فكان الحادي يحدو : إن الأمير بعده ابن عفان وحججت مع عثمان ، فكان الحادي يحدو : إن الأمير بعده علي وقال الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن الأقرع مؤذن عمر ، أن عمر دعا الأسقف ، فقال : هل تجدونا في كتبكم ؟ قال : نجد صفتكم وأعمالكم ، ولا نجد أسماءكم . قال : كيف تجدني ؟ قال : قرن من حديد ، قال : ما قرن من حديد ؟ قال : أمير شديد ، قال عمر : الله أكبر ، قال : فالذي بعدي ؟ قال : رجل صالح يؤثر أقرباءه ، قال عمر : يرحم الله [ ص: 156 ] ابن عفان ، قال : فالذي من بعده ؟ قال : صدع وكان حماد بن سلمة يقول : صدأ من حديد . فقال عمر : وادفراه وادفراه ، قال : مهلا يا أمير المؤمنين ، إنه رجل صالح ، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء .

وقال حماد بن زيد : لئن قلت إن عليا أفضل من عثمان ، لقد قلت إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خانوا .

وقال ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، قال : كان نقش خاتم عثمان " آمنت بالذي خلق فسوى " .

وقال ابن مسعود حين استخلف عثمان : أمرنا خير من بقي ولم نأل .

وقال مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : رأيت عثمان نائما في المسجد ، ورداؤه تحت رأسه ، فيجيء الرجل فيجلس إليه ، ويجيء الرجل فيجلس إليه ، كأنه أحدهم ، وشهدته يأمر في خطبته بقتل الكلاب ، وذبح الحمام .

[ ص: 157 ] وعن حكيم بن عباد ، قال : أول منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام ، والرمي يعني بالبندق فأمر عثمان رجلا فقصها ، وكسر الجلاهقات .

وصح من وجه ، أن عثمان قرأ القرآن كله في ركعة .

وقال عبد الله بن المبارك ، عن الزبير بن عبد الله ، عن جدته ، أن عثمان كان يصوم الدهر .

وقال أنس : إن حذيفة قدم على عثمان ، وكان يغزو مع أهل العراق قبل إرمينية ، فاجتمع في ذلك الغزو أهل الشام ، وأهل العراق ، فتنازعوا في القرآن حتى سمع حذيفة من اختلافهم ما يكره ، فركب حتى أتى عثمان ، فقال : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في الكتب ، ففزع لذلك عثمان ، فأرسل إلى حفصة أم المؤمنين : أن أرسلي إلي بالصحف التي جمع فيها القرآن ، فأرسلت إليه بها ، فأمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف ، وقال : إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية فاكتبوها بلسان قريش ، فإن القرآن إنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى كتبت المصاحف ، ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف ، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل إليهم به ، فذلك زمان حرقت فيه المصاحف بالنار .

[ ص: 158 ] وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص خطب عثمان الناس ، فقال : أيها الناس ، عهدكم بنبيكم بضع عشرة ، وأنتم تمترون في القرآن ، وتقولون قراءة أبي ، وقراءة عبد الله ، يقول الرجل : والله ما تقيم قراءتك ، فأعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به ، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن ، حتى جمع من ذلك كثيرا ، ثم دخل عثمان ، فدعاهم رجلا رجلا ، فناشدهم : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمله عليك ؟ فيقول : نعم ، فلما فرغ من ذلك ، قال : من أكتب الناس ؟ قالوا : كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت ، قال : فأي الناس أعرب ؟ قالوا : سعيد بن العاص ، قال عثمان : فليمل سعيد وليكتب زيد ، فكتب مصاحف ففرقها في الناس .

وروى رجل ، عن سويد بن غفلة ، قال : قال علي في المصاحف : لو لم يصنعه عثمان لصنعته .

وقال أبو هلال : سمعت الحسن يقول : عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ، ما ينكرون من إمارته شيئا .

وقال سعيد بن جمهان ، عن سفينة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم يكون ملكا " .

[ ص: 159 ] وقال قتادة ، عن عبد الله بن شقيق ، عن مرة البهزي ، قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " تهيج فتنة كالصياصي ، فهذا ومن معه على الحق " قال : فذهبت وأخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان .

ورواه الأشعث الصنعاني ، عن مرة . ورواه محمد بن سيرين ، عن كعب بن عجرة . وروي عن ابن عمر .

وقال قيس بن أبي حازم ، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يسار عثمان ، ولون عثمان يتغير ، فلما كان يوم الدار وحصر فيها ، قلنا : يا أمير المؤمنين ألا تقاتل ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا ، وإني صابر نفسي عليه .

أبو سهلة وثقه أحمد العجلي .

وقال الجريري : حدثني أبو بكر العدوي ، قال : سألت عائشة : هل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد من الصحابة عند موته ؟ قالت : معاذ الله إلا أنه سار عثمان ، أخبره أنه مقتول ، وأمره أن يكف يده .

وقال شعبة : أخبرني أبو حمزة : سمعت أبي يقول : سمعت عليا يقول : الله قتل عثمان وأنا معه ، قال أبو حمزة : فذكرته لابن عباس ، فقال : صدق ، يقول : الله قتل عثمان ويقتلني معه .

[ ص: 160 ] قلت : قد كان علي يقول : عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم : لتخضبن هذه من هذه .

وقد روى شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الرحمن بن الشرود ، أن عليا قال : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين [ الحجر ] .

ورواه عبد الله بن الحارث ، عن علي .

وقال مطرف بن الشخير : لقيت عليا ، فقال : يا أبا عبد الله ما بطأ بك ، أحب عثمان ؟ ثم قال : لئن قلت ذاك ، لقد كان أوصلنا للرحم ، وأتقانا للرب .

وقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : لو انقض أحد لما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا .

وقال هشام : حدثنا محمد بن سيرين ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة ، منهم أبو بكر الصديق ، أصبتم اسمه ، وعمر الفاروق قرن من حديد ، أصبتم اسمه ، وعثمان ذو النورين ، أوتي كفلين من الرحمة ، قتل مظلوما ، [ ص: 161 ] أصبتم اسمه . رواه غير واحد عن محمد .

وقال عبد الله بن شوذب : حدثني زهدم الجرمي ، قال : كنت في سمر عند ابن عباس ، فقال : لأحدثنكم حديثا : إنه لما كان من أمر هذا الرجل يعني عثمان ما كان ، قلت لعلي : اعتزل هذا الأمر ، فوالله لو كنت في جحر لأتاك الناس حتى يبايعوك ، فعصاني ، وايم الله ليتأمرن عليه معاوية ، ذلك بأن الله يقول : ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا [ الإسراء ] .

وقال أبو قلابة الجرمي : لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان وكان أميرا على صنعاء بكى فأطال البكاء ، ثم قال : هذا حين انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد ، فصار ملكا وجبرية ، من غلب على شيء أكله .

وقال يحيى بن سعيد الأنصاري : قال أبو حميد الساعدي وكان بدريا لما قتل عثمان : اللهم إن لك علي أن لا أضحك حتى ألقاك .

قال قتادة : ولي عثمان اثنتي عشرة سنة ، غير اثني عشر يوما . وكذا قال خليفة بن خياط ، وغيره .

[ ص: 162 ] وقال أبو معشر السندي : قتل لثماني عشرة خلت من ذي الحجة ، يوم الجمعة ، زاد غيره ، فقال : بعد العصر ، ودفن بالبقيع بين العشائين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة . وهو الصحيح . وقيل : عاش ستا وثمانين سنة .

وعن عبد الله بن فروخ ، قال : شهدته ودفن في ثيابه بدمائه ، ولم يغسل . رواه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند ، وقيل : صلى عليه مروان ، ولم يغسل .

وجاء من رواية الواقدي : أن نائلة خرجت وقد شقت جيبها وهي تصرخ ، ومعها سراج ، فقال جبير بن مطعم : أطفئي السراج لا يفطن بنا ، فقد رأيت الغوغاء . ثم انتهوا إلى البقيع ، فصلى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه أبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم ، وزوجتا عثمان نائلة ، وأم البنين ، وهما دلتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره ، ولحدوا له وغيبوا قبره ، وتفرقوا .

ويروى أن جبير بن مطعم صلى عليه في ستة عشر رجلا ، والأول أثبت .

وروي أن نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثغر ، فكسرت ثناياها بحجر ، وقالت : والله لا يجتليكن أحد بعد عثمان ، فلما قدمت على معاوية الشام ، خطبها ، فأبت .

[ ص: 163 ] وقال فيها حسان بن ثابت .


قتلتم ولي الله في جوف داره
وجئتم بأمر جائر غير مهتدي فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا
على قتل عثمان الرشيد المسدد
وقال كعب بن مالك :

يا للرجال لأمر هاج لي حزنا لقد عجبت لمن يبكي على الدمن
إني رأيت قتيل الدار مضطهدا عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن
وقال بعضهم :

لعمر أبيك فلا تكذبن لقد ذهب الخير إلا قليلا
لقد سفه الناس في دينهم وخلى ابن عفان شرا طويلا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 21, 2014 9:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

سيرة عمر الفاروق ، رضي الله عنه

عمر الفاروق

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي ، الفاروق رضي الله عنه .

استشهد في أواخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ، وأمه حنتمة بنت هشام المخزومية أخت أبي جهل ، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنة .

روى عنه : علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو هريرة ، وعدة من الصحابة ، وعلقمة بن وقاص ، وقيس بن أبي حازم ، وطارق بن شهاب ، ومولاه أسلم ، وزر بن حبيش ، وخلق سواهم .

وعن عبد الله بن عمر قال : كان أبي أبيض تعلوه حمرة ، طوالا ، أصلع ، أشيب .

وقال غيره : كان أمهق ، طوالا ، أصلع ، آدم ، أعسر يسر .

وقال أبو رجاء العطاردي : كان طويلا جسيما ، شديد الصلع ، شديد الحمرة ، في عارضيه خفة ، وسبلته كبيرة ، وفي أطرافها [ ص: 72 ] صهبة ، إذا حزبه أمر فتلها .

وقال سماك بن حرب : كان عمر أروح ، كأنه راكب والناس يمشون ، كأنه من رجال بني سدوس . والأروح : الذي يتدانى قدماه إذا مشى .

وقال أنس : كان يخضب بالحناء .

وقال سماك : كان عمر يسرع في مشيته .

ويروى عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : كان عمر يأخذ بيده اليمنى أذنه اليسرى ويثب على فرسه فكأنما خلق على ظهره .

وعن ابن عمر وغيره من وجوه جيدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب " وقد ذكرنا إسلامه في " الترجمة النبوية " .

وقال عكرمة : لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر .

وقال سعيد بن جبير : وصالح المؤمنين [ التحريم ] نزلت في عمر خاصة .

وقال ابن مسعود : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر .

وقال شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر وعمر : إن الناس يزيدهم حرصا على الإسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا . فقال : " أفعل ، وايم الله لو أنكما تتفقان لي على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا " .

وقال ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال [ ص: 73 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض ، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل ، ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر . وروي نحوه من وجهين عن أبي سعيد الخدري .

قال الترمذي في حديث أبي سعيد : حديث حسن .

قلت : وكذلك حديث ابن عباس حسن .

وعن محمد بن ثابت البناني ، عن أبيه ، عن أنس نحوه .

وفي " مسند أبي يعلى من حديث أبي ذر يرفعه : " إن لكل نبي وزيرين ، ووزيراي أبو بكر وعمر " .

وعن أبي سلمة ، عن أبي أروى الدوسي ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلع أبو بكر وعمر ، فقال : " الحمد لله الذي أيدني بكما " . تفرد به عاصم بن عمر ، وهو ضعيف .

وقد مر في ترجمة الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر مقبلين ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة " الحديث .

وروى الترمذي من حديث ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فدخل المسجد ، وأبو بكر وعمر معه وهو آخذ بأيديهما ، فقال : " هكذا نبعث يوم القيامة " . إسناده ضعيف .

[ ص: 74 ] وقال زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر " .

ورواه سالم أبو العلاء - وهو ضعيف - عن عمرو بن هرم ، عن ربعي . وحديث زائدة حسن .

وروى عبد العزيز بن المطلب بن حنطب ، عن أبيه ، عن جده قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر ، فقال : " هذان السمع والبصر " .

ويروى نحوه من حديث ابن عمر وغيره .

وقال يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " أقرئ عمر السلام ، وأخبره أن غضبه عز وجل ورضاه حكم " . المرسل أصح ، وبعضهم يصله عن ابن عباس .

وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إيها يا ابن الخطاب فوالذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك " .

وعن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الشيطان يفرق من عمر " . رواه مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم ، عن عائشة .

وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زفن الحبشة لما أتى عمر : " إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس فقد فروا من عمر " . صححه الترمذي .

[ ص: 75 ] وقال حسين بن واقد : حدثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رجع من غزاة ، فقالت : إني نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف ، قال : " إن كنت نذرت فافعلي فضربت " فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل عمر فجعلت دفها خلفها وهي مقعية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان ليفرق منك يا عمر " .

وقال يحيى بن يمان ، عن الثوري ، عن عمر بن محمد ، عن سالم بن عبد الله قال : أبطأ خبر عمر على أبي موسى الأشعري ، فأتى امرأة في بطنها شيطان فسألها عنه ، فقالت : حتى يجيء شيطاني ، فجاء فسألته عنه ، فقال : تركته مؤتزرا ، وذاك رجل لا يراه شيطان إلا خر لمنخريه ، الملك بين عينيه ، وروح القدس ينطق بلسانه " .

وقال زر : كان ابن مسعود يخطب ويقول : إني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثا فيرده ، وإني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدده ويقومه .

وقالت عائشة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر بن الخطاب " . رواه مسلم .

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه " . رواه جماعة عن نافع ، عنه . وروي نحوه عن [ ص: 76 ] جماعة من الصحابة .

وقال الشعبي : قال علي رضي الله عنه : ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر .

وقال أنس : قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : في مقام إبراهيم ، وفي الحجاب ، وفي قوله : عسى ربه إن طلقكن [ التحريم ] .

وقال حيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو ، عن مشرح ، عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان بعدي نبي لكان عمر " .

وجاء من وجهين مختلفين عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم : " إن الله باهى بأهل عرفة عامة ، وباهى بعمر خاصة " .

ويروى مثله عن ابن عمر ، وعقبة بن عامر .

وقال معن القزاز : حدثنا الحارث بن عبد الملك الليثي ، عن القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبيه ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن أخيه الفضل ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الحق بعدي مع عمر حيث كان " .

وقال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بينا أنا نائم أتيت [ ص: 77 ] بقدح من لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضلي عمر " . قالوا : فما أولت ذلك ؟ قال : " العلم " .

وقال أبو سعيد : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص ، منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، ومر علي عمر عليه قميص يجره " . قالوا : ما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : " الدين " .

وقال أنس : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أرحم أمتي أبو بكر ، وأشدها في دين الله عمر " .

وقال أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب فقلت : لمن هذا ؟ فقيل : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ، فقيل : لعمر بن الخطاب " .

وفي الصحيح أيضا من حديث جابر مثله .

وقال أبو هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرة عمر ، فوليت مدبرا " . قال : فبكى عمر ، وقال : بأبي أنت يا رسول الله أعليك أغار ؟

[ ص: 78 ] وقال الشعبي وغيره : قال علي رضي الله عنه : بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر ، فقال : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي " .

هذا الحديث سمعه الشعبي من الحارث الأعور ، وله طرق حسنة عن علي منها : عاصم ، عن زر . وأبو إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة . قال الحافظ بن عساكر : والحديث محفوظ عن علي رضي الله عنه .

قلت : وروي نحوه من حديث أبي هريرة ، وابن عمر ، وأنس ، وجابر .

وقال مجالد ، عن أبي الوداك ، وقاله جماعة عن عطية كلاهما عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أهل الدرجات العلا ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " .

وعن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وعن يمينه أبو بكر وعن يساره عمر ، فقال : " هكذا نبعث يوم القيامة " . تفرد به سعيد بن مسلمة الأموي ، وهو ضعيف عن إسماعيل .

وقال علي رضي الله عنه بالكوفة على منبرها في ملأ من الناس أيام خلافته : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، وخيرها بعد أبي بكر عمر ، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته . وهذا متواتر عن علي [ ص: 79 ] رضي الله عنه ، فقبح الله الرافضة .

وقال الثوري ، عن أبي هاشم القاسم بن كثير ، عن قيس الخارفي ، قال : سمعت عليا يقول : سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر ، وثلث عمر ، ثم خبطتنا فتنة فكان ما شاء الله . ورواه شريك ، عن الأسود بن قيس ، عن عمرو بن سفيان ، عن علي مثله .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 19, 2014 8:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

سيرة أبي الحسنين علي رضي الله عنه

[ ص: 225 ] علي بن أبي طالب

علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أمير المؤمنين ، أبو الحسن القرشي الهاشمي .

وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية ، وهي بنت عم أبي طالب . كانت من المهاجرات ، توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة .

قال عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي : قلت لأمي اكفي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وتكفيك هي الطحن والعجن . وهذا يدل على أنها توفيت بالمدينة .

روى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه القرآن وأقرأه .

عرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو الأسود الدؤلي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى .

وروى عن علي : أبو بكر ، وعمر ، وبنوه : الحسن ، والحسين ، ومحمد ، وعمر ، وابن عمه ابن عباس ، وابن الزبير ، وطائفة من الصحابة ، وقيس بن أبي حازم ، وعلقمة بن قيس ، وعبيدة السلماني ، ومسروق ، وأبو رجاء العطاردي ، وخلق كثير .

[ ص: 226 ] وكان من السابقين الأولين ، شهد بدرا وما بعدها ، وكان يكنى أبا تراب أيضا .

قال عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل ، أن رجلا من آل مروان استعمل على المدينة ، فدعاني وأمرني أن أشتم عليا فأبيت ، فقال : أما إذا أبيت فالعن أبا تراب ، فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه منه ، إن كان ليفرح إذا دعي به ، فقال له : أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب ؟ فقال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد عليا في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : قد كان بيني وبينه شيء فغاظني ، فخرج ولم يقل عندي ، فقال لإنسان : " اذهب انظر أين هو " فجاء فقال : يا رسول الله هو راقد في المسجد ، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه التراب ويقول : " قم أبا تراب ، قم أبا تراب " أخرجه مسلم .

وقال أبو رجاء العطاردي : رأيت عليا شيخا أصلع كثير الشعر ، كأنما اجتاب إهاب شاة ، ربعة عظيم البطن ، عظيم اللحية .

وقال سوادة بن حنظلة : رأيت عليا أصفر اللحية .

وعن محمد بن الحنفية ، قال : اختضب علي بالحناء مرة ثم [ ص: 227 ] تركه .

وعن الشعبي ، قال : رأيت عليا ورأسه ولحيته بيضاء ، كأنهما قطن .

وقال الشعبي : رأيت عليا أبيض اللحية ، ما رأيت أعظم لحية منه ، وفي رأسه زغيبات .

وقال أبو إسحاق : رأيته يخطب ، وعليه إزار ورداء ، أنزع ، ضخم البطن ، أبيض الرأس واللحية .

وعن أبي جعفر الباقر ، قال : كان علي آدم ، شديد الأدمة ، ثقيل العينين ، عظيمهما ، وهو إلى القصر أقرب .

قال عروة : أسلم علي وهو ابن ثمان .

وقال الحسن بن زيد بن الحسن : أسلم وهو ابن تسع .

وقال المغيرة : أسلم وله أربع عشرة سنة . رواه جرير عنه .

وثبت عن ابن عباس ، قال : أول من أسلم علي .

وعن محمد القرظي ، قال : أول من أسلم خديجة ، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي ، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام ، وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه ، حتى لقيه أبو طالب ، فقال : أسلمت ؟ قال : [ ص: 228 ] نعم . قال : وازر ابن عمك وانصره . وأسلم علي قبل أبي بكر .

وقال قتادة : إن عليا كان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، وفي كل مشهد .

وقال أبو هريرة وغيره : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه " قال عمر : فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، قال : فدعا عليا فدفعها إليه ، وذكر الحديث ، كما تقدم في غزوة خيبر بطرقه .

وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : كان أبي يسمر مع علي ، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصيف ، فقلت لأبي : لو سألته ، فسأله ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إني أرمد ، فتفل في عيني ، وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فما وجدته حرا ولا بردا منذ يومئذ .

وقال جرير ، عن مغيرة ، عن أم موسى : سمعت عليا يقول : ما [ ص: 229 ] رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني .

وقال المطلب بن زياد ، عن ليث ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله : أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر ، حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها يعني خيبر ، وأنهم جروه بعد ذلك ، فلم يحمله إلا أربعون رجلا . تفرد به إسماعيل ابن بنت السدي ، عن المطلب .

وقال ابن إسحاق في " المغازي " : حدثني عبد الله بن الحسن ، عن بعض أهله ، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته ، فلما دنا من الحصن ، خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه رجل من اليهود ، فطرح ترسه من يده ، فتناول علي بابا عند الحصن ، فتترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده ، وهو يقاتل ، حتى فتح الله علينا ، ثم ألقاه ، فلقد رأيتنا ثمانية نفر ، نجهد أن نقلب ذلك الباب ، فما استطعنا أن نقلبه .

وقال غندر : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن البراء ، وزيد بن أرقم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت مني كهارون من موسى ، غير أنك لست بنبي " ميمون صدوق .

وقال بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية سعدا ، فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، وخلف عليا في بعض مغازيه ، فقال : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ قال : " أما [ ص: 230 ] ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " أخرجه الترمذي ، وقال : صحيح غريب .

وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فدفعها إليه ، ففتح الله عليه .

ولما نزلت هذه الآية : فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم [ آل عمران ] دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " . بكير احتج به مسلم .

وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ، عن أبيه ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : أما والله أشهد لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يوم غدير خم ، وأخذ بضبعيه : " أيها الناس من مولاكم ؟ قالوا : الله ورسوله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " الحديث .

إبراهيم هذا ، قال النسائي : ضعيف .

ويروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة : " قد زوجتك أعظمهم حلما ، وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما " وروى نحوه جابر الجعفي وهو متروك عن ابن بريدة ، عن أبيه .

وقال الأجلح الكندي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا بريدة لا تقعن في علي فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم [ ص: 231 ] بعدي .

وقال الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كنت وليه فعلي وليه " .

وقال غندر : حدثنا شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " هذا حديث صحيح .

وقال أبو الجواب : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن البراء ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مجنبتين على إحداهما علي ، وعلى الآخرة خالد بن الوليد ، وقال : " إذا كان قتال فعلي على الناس " فافتتح علي حصنا ، فأخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد في ذلك ، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب ، قال : " ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ؟ " قلت : أعوذ بالله من غضب الله .

أبو الجواب ثقة ، أخرجه الترمذي ، وقال : حديث حسن .

قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق : أخبركم الفتح بن عبد الله بن محمد .

[ ح ] وأخبرنا يحيى بن أبي منصور ، وجماعة إجازة ، قالوا : أخبرنا أبو الفتوح محمد بن علي بن الجلاجلي ، قالا : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن [ ص: 232 ] النقور ، قال : حدثنا عيسى بن علي بن الجراح إملاء سنة تسع وثمانين وثلاث مائة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو هو " رواه ابن ماجه عن سويد ، ورواه الترمذي ، عن إسماعيل بن موسى ، عن شريك ، وقال : صحيح غريب . ورواه يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن جده ، أخرجه النسائي في الخصائص .

وقال جعفر بن سليمان الضبعي : حدثنا يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، واستعمل عليهم عليا ، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزو أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتوا رحالهم ، فأخبروه بمسيرهم ، فأصاب علي جارية ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنخبرنه ، قال : فقدمت السرية ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بمسيرهم ، فقام إليه أحد الأربعة ، فقال : يا رسول الله قد أصاب علي جارية ، فأعرض عنه ، ثم قام الثاني ، فقال : صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم الثالث كذلك ، ثم الرابع ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم مغضبا ، فقال : " ما تريدون من علي ، علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " أخرجه أحمد في " المسند " [ ص: 233 ] والترمذي وحسنه ، والنسائي . وقالت زينب بنت كعب بن عجرة ، عن أبي سعيد ، قال : اشتكى الناس عليا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا ، فقال : " لا تشكوا عليا ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله ، أو في سبيل الله " رواه سعد بن إسحاق ، وابن عمه سليمان بن محمد ابنا كعب ، عن عمتهما .

ويروى عن عمرو بن شاس الأسلمي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من آذى عليا فقد آذاني " .

وقال فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، قال : جمع علي رضي الله الناس في الرحبة ، ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للناس : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ثم قال لي زيد بن أرقم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 23, 2014 7:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

أم سلمة أم المؤمنين ( ع )

السيدة المحجبة ، الطاهرة هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله [ ص: 202 ] بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة ، المخزومية ، بنت عم خالد بن الوليد ، سيف الله ؛ وبنت عم أبي جهل بن هشام .

من المهاجرات الأول . كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة : أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، الرجل الصالح ، دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنة أربع من الهجرة . وكانت من أجمل النساء وأشرفهن نسبا .

وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين . عمرت حتى بلغها مقتل الحسين ، الشهيد ، فوجمت لذلك ، وغشي عليها ، وحزنت عليه كثيرا . لم تلبث بعده إلا يسيرا ، وانتقلت إلى الله . ولها أولاد صحابيون : عمر ، وسلمة ، وزينب . ولها جملة أحاديث .

روى عنها : سعيد بن المسيب ، وشقيق بن سلمة ، والأسود بن يزيد ، والشعبي ، وأبو صالح السمان ومجاهد ، ونافع بن جبير بن مطعم ، ونافع مولاها ، ونافع مولى ابن عمر ، وعطاء بن أبي رباح ، وشهر بن حوشب ، وابن أبي مليكة ، وخلق كثير .

عاشت نحوا من تسعين سنة .

وأبوها : هو زاد الراكب أحد الأجواد - قيل : اسمه - حذيفة .

وقد وهم من سماها : رملة ؛ تلك أم حبيبة . [ ص: 203 ]

وكانت تعد من فقهاء الصحابيات .

الواقدي : حدثنا عمر بن عثمان ، عن عبد الملك بن عبيد ، عن سعيد بن يربوع ، عن عمر بن أبي سلمة ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي إلى أبي قطن في المحرم سنة أربع ، فغاب تسعا وعشرين ليلة ، ثم رجع في صفر ، وجرحه الذي أصابه يوم أحد منتقض ؛ فمات منه ، لثمان خلون من جمادى الآخرة . وحلت أمي في شوال ، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

إلى أن قال : وتوفيت سنة تسع وخمسين في ذي القعدة .

ابن سعد : أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمي : حدثنا عبد الواحد بن زياد : حدثنا عاصم الأحول ، عن زياد بن أبي مريم : قالت أم سلمة لأبي سلمة : بلغني أنه ليس امرأة يموت زوجها ، وهو من أهل الجنة ، ثم لم تزوج ، إلا جمع الله بينهما في الجنة ، فتعال أعاهدك ألا تزوج بعدي ، ولا أتزوج بعدك . قال : أتطيعينني ؟ قالت : نعم . قال : إذا مت تزوجي . اللهم ارزق أم سلمة بعدي رجلا خيرا مني ، لا يحزنها ولا يؤذيها ، فلما مات ، قلت : من خير من أبي سلمة ؟ فما لبثت ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام على الباب فذكر الخطبة إلى ابن أخيها ، أو ابنها ، فقالت : أرد على رسول الله ، أو أتقدم عليه بعيالي . ثم جاء الغد فخطب .

عفان : حدثنا حماد : حدثنا ثابت : حدثني ابن عمر بن أبي سلمة ، [ ص: 204 ] عن أبيه : أن أم سلمة لما انقضت عدتها ، خطبها أبو بكر ، فردته ؛ ثم عمر ، فردته ، فبعث إليها رسول الله ، فقالت : مرحبا ، أخبر رسول الله أني غيرى ، وأني مصبية وليس أحد من أوليائي شاهدا .

فبعث إليها : أما قولك : إني مصبية ؛ فإن الله سيكفيك صبيانك . وأما قولك : إني غيرى ، فسأدعو الله أن يذهب غيرتك ، وأما الأولياء ؛ فليس أحد منهم إلا سيرضى بي .

قالت : يا عمر ، قم فزوج رسول الله .

وقال رسول الله : أما إني لا أنقصك مما أعطيت فلانة . . . الحديث .

عبد الله بن نمير : حدثنا أبو حيان التيمي ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : قالت أم سلمة : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني ، وبيننا حجاب ، فخطبني ، فقلت : وما تريد إلي ؟ ما أقول هذا إلا رغبة لك عن نفسي ؛ إني [ ص: 205 ] امرأة قد أدبر من سني ، وإني أم أيتام ، وأنا شديدة الغيرة ، وأنت يا رسول الله تجمع النساء .

قال : أما الغيرة ، فيذهبها الله . وأما السن ، فأنا أكبر منك . وأما أيتامك ؛ فعلى الله وعلى رسوله ، فأذنت ، فتزوجني .

أبو نعيم : حدثنا عبد الواحد بن أيمن : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة ، فقالت : في خصال ثلاث : كبيرة ، ومطفل ، وغيور . . . الحديث .

وعن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، قال : دخلت أيم العرب على سيد المسلمين أول العشاء عروسا ، وقامت آخر الليل تطحن - يعني : أم سلمة .

مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : لما بنى رسول الله بأم سلمة ، قال : ليس بك على أهلك هوان ، إن شئت سبعت لك ، وسبعت عندهن - يعني نساءه - وإن شئت ثلاثا ، ودرت ؟

قالت : ثلاثا .

روح بن عبادة : حدثنا ابن جريج : أخبرني حبيب بن أبي ثابت : أن عبد الحميد بن عبد الله ، والقاسم بن محمد ، حدثاه : أنهما سمعا أبا بكر [ ص: 206 ] بن عبد الرحمن يخبر : أن أم سلمة أخبرته : أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم : أنها بنت أبي أمية ، فكذبوها ، حتى أنشأ ناس منهم الحج ، فقالوا : أتكتبين إلى أهلك ؟ فكتبت معهم ، فرجعوا ، فصدقوها ، وازدادت عليهم كرامة .

قالت : فلما وضعت زينب ، جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخطبني ، فقلت : ما مثلي ينكح .

قال : فتزوجها ، فجعل يأتيها ، فيقول : أين زناب ؟ حتى جاء عمار فاختلجها وقال : هذه تمنع رسول الله . وكانت ترضعها .

فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أين زناب ؟ فقيل : أخذها عمار ، فقال : إني آتيكم الليلة .

قالت : فوضعت ثفالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي ، وأخرجت شحما ، فعصدته له ، ثم بات ، ثم أصبح ، فقال : إن بك على أهلك كرامة ، إن شئت ، سبعت لك ؟ وإن أسبع لك ، أسبع لنسائي .

قال مصعب الزبيري : هي أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة ؛ فشهد أبو سلمة بدرا ؛ وولدت له عمر ، وسلمة ، وزينب ، ودرة .

أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن أم سلمة ، قالت : لما توفي أبو سلمة ، أتيت - النبي صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : كيف أقول ؟ قال : قولي : اللهم [ ص: 207 ] اغفر لنا وله ، وأعقبني منه عقبى صالحة ، فقلتها ، فأعقبني الله محمدا صلى الله عليه وسلم .

وروى مسلم في " صحيحه " أن عبد الله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد .

وروى إسماعيل بن نشيط ، عن شهر ، قال : أتيت أم سلمة أعزيها بالحسين .

ومن فضل أمهات المؤمنين قوله تعالى : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن إلى قوله : وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة [ ص: 208 ] فهذه آيات شريفة في زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم .

قال زيد بن الحباب : حدثنا حسين بن واقد ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قال : نزلت في نساء - النبي صلى الله عليه وسلم . ثم قال عكرمة : من شاء باهلته ، أنها نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة .

إسحاق السلولي : حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي ، عن أبي إسحاق ، عن صلة ، عن حذيفة : أنه قال لامرأته : إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة ، فلا تزوجي بعدي ، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ؛ فلذلك حرم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده ؛ لأنهن أزواجه في الجنة .

روى عطاء بن السائب ، عن محارب بن دثار : أن أم سلمة أوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد ، أحد العشرة .

وهذا منقطع . وقد كان سعيد توفي قبلها بأعوام ، فلعلها أوصت في وقت ثم عوفيت ، وتقدمها هو .

وروي ، أن أبا هريرة صلى عليها . ولم يثبت ، وقد مات قبلها . [ ص: 209 ] ودفنت بالبقيع .

قال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر : أخبرنا ابن أبي الزناد : عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة ، حزنت حزنا شديدا ؛ لما ذكروا لنا من جمالها ، فتلطفت حتى رأيتها ، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن ؛ فذكرت ذلك لحفصة - وكانتا يدا واحدة - فقالت : لا والله ، إن هذه إلا الغيرة ما هي كما تقولين ، وإنها لجميلة ، فرأيتها بعد ، فكانت كما قالت حفصة ، ولكني كنت غيرى .

مسلم الزنجي ، عن موسى بن عقبة ، عن أمه ، عن أم كلثوم ، قالت : لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة ، قال لها : إني قد أهديت إلى النجاشي أواقي من مسك وحلة ، وإني أراه قد مات ، ولا أرى الهدية إلا سترد ، فإن ردت ، فهي لك . قالت : فكان كما قال ، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية ، وأعطى سائره أم سلمة والحلة .

القعنبي : حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن رسول الله أمر أم سلمة أن تصلي الصبح بمكة يوم النحر ، وكان يومها ، فأحب أن توافيه . [ ص: 210 ]

الواقدي ، عن ابن جريج ، عن نافع ، قال : صلى أبو هريرة على أم سلمة .

قلت : الواقدي ليس بمعتمد - والله أعلم - ولا سيما وقد خولف .

وفي " صحيح مسلم " : أن عبد الله بن صفوان دخل على أم سلمة في خلافة يزيد .

وبعضهم أرخ موتها في سنة تسع وخمسين فوهم أيضا ، والظاهر وفاتها في سنة إحدى وستين رضي الله عنها .

وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم حين حلت في شوال سنة أربع .

ويبلغ مسندها ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثا .

واتفق البخاري ، ومسلم لها على ثلاثة عشر . وانفرد البخاري بثلاثة . ومسلم بثلاثة عشر .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 29, 2014 6:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

من صغار الصحابة » عبد الله بن عباس البحر


عبد الله بن عباس البحر

حبر الأمة ، وفقيه العصر ، وإمام التفسير أبو العباس عبد الله ، ابن [ ص: 332 ] عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العباس بن عبد المطلب شيبة بن هاشم ، واسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي الهاشمي المكي الأمير - رضي الله عنه .

مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين .

صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوا من ثلاثين شهرا ، وحدث عنه بجملة صالحة ، وعن عمر ، وعلي ، ومعاذ ، ووالده ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبي سفيان صخر بن حرب ، وأبي ذر ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت وخلق .

وقرأ على أبي ، وزيد .

قرأ عليه مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وطائفة .

روى عنه ؛ ابنه علي ، وابن أخيه عبد الله بن معبد ، ومواليه ؛ عكرمة ، ومقسم ، وكريب ، وأبو معبد نافذ ، وأنس بن مالك ، وأبو الطفيل ، وأبو أمامة بن سهل ، وأخوه كثير بن العباس ، وعروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله ، وطاوس ، وأبو الشعثاء جابر ، وعلي بن الحسين .

وسعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، والقاسم بن محمد ؛ وأبو صالح السمان ، وأبو رجاء العطاردي ، وأبو العالية ، وعبيد بن عمير ، وابنه عبد الله ، وعطاء بن يسار ، وإبراهيم بن عبد الله بن معبد ، وأربدة التميمي [ ص: 333 ] صاحب التفسير ، وأبو صالح باذان ، وطليق بن قيس الحنفي ، وعطاء بن أبي رباح ، والشعبي ، والحسن ، وابن سيرين ؛ ومحمد بن كعب القرظي ، وشهر بن حوشب ، وابن أبي مليكة ، وعمرو بن دينار ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وأبو جمرة نصر بن عمران الضبعي ، والضحاك بن مزاحم ، وأبو الزبير المكي ، وبكر بن عبد الله المزني ، وحبيب بن أبي ثابت ، وسعيد بن أبي الحسن ، وإسماعيل السدي ، وخلق سواهم .

وفي " التهذيب " : من الرواة عنه مائتان سوى ثلاثة أنفس . وأمه هي أم الفضل لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير الهلالية من هلال بن عامر .

وله جماعة أولاد ؛ أكبرهم العباس ، وبه كان يكنى ، وعلي أبو الخلفاء ، وهو أصغرهم ، والفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ولبابة ، وأسماء .

وكان وسيما ، جميلا ، مديد القامة ، مهيبا ، كامل العقل ، ذكي النفس ، من رجال الكمال .

وأولاده ؛ الفضل ، ومحمد ، وعبيد الله ، ماتوا ولا عقب لهم . ولبابة ولها أولاد وعقب من زوجها علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وبنته الأخرى أسماء وكانت عند ابن عمها عبد الله بن عبيد الله بن العباس ، فولدت له حسنا ، وحسينا .

انتقل ابن عباس مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح ، وقد أسلم قبل ذلك ، فإنه صح عنه أنه قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ؛ أنا من الولدان ، وأمي من النساء . [ ص: 334 ]

روى خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسي ، ودعا لي بالحكمة .

شبيب بن بشر : عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المخرج وخرج ، فإذا تور مغطى ؛ قال : من صنع هذا ؟ فقلت : أنا . فقال : اللهم علمه تأويل القرآن .

قال ابن شهاب : عن عبيد الله ؛ عن ابن عباس ، قال : أقبلت على أتان ، وقد ناهزت الاحتلام ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنى . [ ص: 335 ]

وروى أبو بشر ، عن سعيد بن جبير : عن ابن عباس ، قال : توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن عشر .

رواه شعبة وغيره عنه .

وقال هشيم : أخبرنا أبو بشر عن سعيد ، عنه : جمعت المحكم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقبض وأنا ابن عشر حجج .

وقال شعبة : عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا ابن خمس عشرة سنة ، وأنا ختين .

قال الواقدي : لا خلاف أنه ولد في الشعب ، وبنو هاشم محصورون ، فولد قبل خروجهم منه بيسير ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين . ألا تراه يقول : وقد راهقنا الاحتلام . وهذا أثبت مما نقله أبو بشر في سنه . [ ص: 336 ]

قال أحمد بن حنبل فيما رواه ابنه عبد الله عنه : حديث أبي بشر عندي واه ، قد روى أبو إسحاق ، عن سعيد فقال : خمس عشرة ، وهذا يوافق حديث عبيد الله بن عبد الله .

قال الزبير بن بكار : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولابن عباس ثلاث عشرة سنة .

قال أبو سعيد بن يونس : غزا ابن عباس إفريقية مع ابن أبي سرح ؛ وروى عنه من أهل مصر خمسة عشر نفسا .

قال أبو عبد الله بن منده : أمه هي أم الفضل أخت أم المؤمنين ميمونة ، ولد قبل الهجرة بسنتين .

وكان أبيض ، طويلا ، مشربا صفرة ، جسيما ، وسيما ، صبيح الوجه ، له وفرة ، يخضب بالحناء ، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة .

قلت : وهو ابن خالة خالد بن الوليد المخزومي .

سعيد بن سالم ، حدثنا ابن جريج قال : كنا جلوسا مع عطاء في المسجد الحرام ، فتذاكرنا ابن عباس ؛ فقال عطاء : ما رأيت القمر ليلة أربع [ ص: 337 ] عشرة إلا ذكرت وجه ابن عباس .

إبراهيم بن الحكم بن أبان ؛ عن أبيه ، عن عكرمة ، قال : كان ابن عباس إذا مر في الطريق ، قلن النساء على الحيطان : أمر المسك ، أم مر ابن عباس ؟

الزبير : حدثني ساعدة بن عبيد الله المزني ، عن داود بن عطاء ، عن زيد بن أسلم ، عن ابن عمر ؛ أن عمر دعا ابن عباس ، فقربه . وكان يقول : إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاك يوما ، فمسح رأسك ، وتفل في فيك ، وقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .

داود مدني ضعيف .

حماد بن سلمة وغيره ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله ، قال : بت في بيت خالتي ميمونة ، فوضعت للنبي صلى الله عليه وسلم غسلا ، فقال : من وضع هذا ؟ قالوا : عبد الله . فقال : اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين . [ ص: 338 ]

أخبرنا إسحاق الأسدي ، أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان ، أخبرنا الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، حدثنا ابن أبي العوام ، حدثنا عبد الله بن بكر ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار : أن كريبا أخبره عن ابن عباس ، قال : صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل ، فجعلني حذاءه ، فلما انصرف ، قلت : وينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله ؟ فدعا الله أن يزيدني فهما وعلما .

حاتم بن أبي صغيرة : عن عمرو بن دينار ، عن كريب ، عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا له أن يزيده الله فهما ، وعلما .

ورقاء : سمعت عبيد الله بن أبي يزيد ، عن ابن عباس : وضعت [ ص: 339 ] لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءا ، فقال : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .

وعن ابن عباس : دعا لي رسول الله بالحكمة مرتين .

كوثر بن حكيم - واه - عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا : إن حبر هذه الأمة ابن عباس .

تفرد به عنه محمد بن يزيد الرهاوي .

عبد المؤمن بن خالد : عن ابن بريدة ، عن ابن عباس : انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده جبريل ، فقال له جبريل : إنه كائن هذا حبر الأمة ، فاستوص به خيرا .

حديث منكر . تفرد به سعدان بن جعفر ، عن عبد المؤمن .

حماد بن سلمة : عن عمار بن أبي عمار ، عن ابن عباس ، قال : كنت مع أبي عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان كالمعرض عن أبي ، فخرجنا من عنده ، فقال : ألم تر ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : إنه كان عنده رجل يناجيه . قال : أو كان عنده أحد ؟ قلت : نعم . فرجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، هل كان عندك أحد ؟ فقال لي : هل رأيته يا عبد الله " ؟ قال : نعم . قال : ذاك جبريل فهو الذي شغلني عنك . [ ص: 340 ]

أخرجه أحمد في " مسنده " .

المنهال بن بحر : حدثنا العلاء بن محمد ، عن الفضل بن حبيب ، عن فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : مررت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثياب بيض نقية ، وهو يناجي دحية بن خليفة الكلبي ، وهو جبريل وأنا لا أعلم ؛ فقال : من هذا ؟ فقال : ابن عمي . قال : ما أشد وسخ ثيابه ، أما إن ذريته ستسود بعده . ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رأيت من يناجيني ؟ قلت : نعم . قال : أما إنه سيذهب بصرك .

إسناده لين .

ثور بن زيد الديلي ، عن موسى بن ميسرة ؛ أن العباس بعث ابنه عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة ، فوجد عنده رجلا ، فرجع ، ولم يكلمه . فلقي العباس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ، فقال : أرسلت إليك ابني ، فوجد عندك رجلا ، فلم يستطع أن يكلمه . فقال : يا عم ! تدري من ذاك الرجل ؟ قال : لا . قال : ذاك جبريل لقيني ، لن يموت ابنك حتى يذهب بصره ، ويؤتى علما .

روى سليمان بن بلال والدراوردي عن ثور نحوه ، وقد رواه محمد بن زياد الزيادي ، عن الدراوردي فقال : عن أيوب ، عن موسى بن [ ص: 341 ] ميسرة ، عن بعض ولد العباس : فذكره .

زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي : دخل العباس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ير عنده أحدا ، فقال له ابنه عبد الله : لقد رأيت عنده رجلا ؛ فسأل العباس النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ذاك جبريل . هذا مرسل .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 17, 2014 7:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

سير أعلام النبلاء » الصحابة رضوان الله عليهم » عبد الله بن مسعود
إ
عبد الله بن مسعود



عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار .

الإمام الحبر ، فقيه الأمة ، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري ، حليف بني زهرة .

كان من السابقين الأولين ، ومن النجباء العالمين ، شهد بدرا ، وهاجر الهجرتين ، وكان يوم اليرموك على النفل ، ومناقبه غزيرة ، روى علما كثيرا .

حدث عنه أبو موسى ، وأبو هريرة ، وابن عباس ، وابن عمر ، وعمران بن حصين ، وجابر ، وأنس ، وأبو أمامة ، في طائفة من الصحابة ، وعلقمة ، [ ص: 462 ] والأسود ، ومسروق ، وعبيدة ، وأبو وائلة ، وقيس بن أبي حازم ، وزر بن حبيش ، والربيع ، بن خثيم ، وطارق بن شهاب ، وزيد بن وهب ، وولداه أبو عبيدة وعبد الرحمن ، وأبو الأحوص عوف بن مالك ، وأبو عمرو الشيباني ، وخلق كثير .

وروى عنه القراءة أبو عبد الرحمن السلمي ، وعبيد بن نضيلة ، وطائفة .

اتفقا له في الصحيحين على أربعة وستين ، وانفرد له البخاري بإخراج أحد وعشرين حديثا ، ومسلم بإخراج خمسة وثلاثين حديثا ، وله عند بقي بالمكرر ثماني مائة وأربعون حديثا .

قال قيس بن أبي حازم : رأيته آدم خفيف اللحم ، وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : كان عبد الله رجلا نحيفا ، قصيرا ، شديد الأدمة ، وكان لا يغير شيبه .

وروى الأعمش ، عن إبراهيم قال : كان عبد الله لطيفا ، فطنا .

قلت : كان معدودا في أذكياء العلماء .

وعن ابن المسيب قال : رأيت ابن مسعود عظيم البطن ، أحمش الساقين .

قلت : رآه سعيد لما قدم المدينة عام توفي سنة اثنتين وثلاثين وكان يعرف أيضا بأمه ، فيقال له : ابن أم عبد .

قال محمد بن سعد : أمه هي أم عبد بنت عبد ود بن سوي من بني زهرة .

وروي عن علقمة : عن عبد الله ، قال : كناني النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا عبد الرحمن قبل أن يولد لي . [ ص: 463 ]

وروى المسعودي : عن سليمان بن مينا ، عن نويفع مولى ابن مسعود ، قال : كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض ، وأطيب الناس ريحا .

يعقوب بن شيبة : حدثني بشر بن مهران ، حدثنا شريك ، عن عثمان بن المغيرة ، عن زيد بن وهب قال : قال عبد الله : إن أول شيء علمته من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قدمت مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي ، نبتاع منها متاعا ، وكان في بغيتنا شراء عطر ، فأرشدونا على العباس ، فانتهينا إليه ، وهو جالس إلى زمزم ، فجلسنا إليه ، فبينا نحن عنده ، إذ أقبل رجل من باب الصفا ، أبيض ، تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة ، إلى أنصاف أذنيه ، أشم ، أقنى ، أذلف ، أدعج العينين ، براق الثنايا ، دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، كث اللحية ، عليه ثوبان أبيضان ، كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر ، فاستلم ، ثم استلم الغلام ، واستلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعا ، وهما يطوفان معه ، ثم استقبل الركن ، فرفع يده وكبر ، وقام ثم ركع ، ثم سجد ثم قام . فرأينا شيئا أنكرناه ، لم نكن نعرفه بمكة .

فأقبلنا على العباس ، فقلنا : يا أبا الفضل ، إن هذا الدين حدث فيكم ، أو أمر لم نكن نعرفه ؟ قال : أجل والله ما تعرفون هذا ، هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته ، أما والله ما على وجه الأرض أحد نعلمه يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة . [ ص: 464 ]

قال ابن شيبة لا نعلم روى هذا إلا بشر الخصاف وهو رجل صالح .

محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي : عن أبيه ، عن الأعمش ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال : قال عبد الله : لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الأرض مسلم غيرنا .

وقال ابن إسحاق : أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا ، وعن يزيد بن رومان قال : أسلم عبد الله قبل دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم .

أخبرنا أحمد بن سلامة وأحمد بن عبد السلام ، إجازة ، عن عبد المنعم بن كليب ، أنبأنا علي بن بيان ، أنبأنا محمد بن محمد ، أنبأنا إسماعيل بن محمد ( ح ) وقرأت على أحمد بن إسحاق ، وعبد الحافظ بن بدران ، أخبركما أبو البركات الحسن بن محمد ، أنبأنا محمد بن الخليل بن فارس ، في سنة ثمان وأربعين وخمس مائة ، وأنا في الخامسة ( ح ) وأنبأنا علي بن محمد ، وعمر بن عبد المنعم ، وعبد المنعم بن عساكر ، وأبو علي بن الجلال ، وابن مؤمن ، قالوا : أنبأنا محمد بن هبة الله القاضي ، أنبأنا حمزة بن علي الثعلبي ( ح ) وأنبأنا أبو جعفر محمد بن علي ، وأحمد بن عبد الرحمن قالا :

أنبأنا أبو القاسم بن صصرى ، [ ص: 465 ] أنبأنا أبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي ، وأبو يعلى بن الحبوبي ( ح ) وأنبأنا إبراهيم بن أحمد الطائي ، ومحمد بن الحسن الأرموي ، والحسن بن علي الدمشقي ، وإسماعيل بن عبد الرحمن المرداوي ، وأحمد بن مؤمن ، وست الفخر بنت عبد الرحمن ، قالوا : أخبرتنا كريمة بنت عبد الوهاب القرشية ، أنبأنا أبو يعلى حمزة بن الحبوبي ، قالوا : أنبأنا علي بن محمد بن علي الفقيه ، أنبأنا عبد الرحمن بن عثمان التميمي ، أنبأنا إبراهيم بن أبي ثابت قالا :

أنبأنا الحسن بن عرفة العبدي ( ح ) وأنبأنا عبد الرحمن بن محمد ، والمسلم بن محمد ، وعلي بن أحمد ، قالوا : أنبأنا حنبل ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الشيباني ، حدثني أبي قالا : أنبأنا أبو بكر بن عياش ، حدثني عاصم ، عن زر ، عن ابن مسعود قال : كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط ، فمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، فقال : يا غلام ، هل من لبن ؟ قلت : نعم ، ولكني مؤتمن ، قال : فهل من شاة لم ينز عليها الفحل ؟ فأتيته بشاة ، فمسح ضرعها ، فنزل لبن ، فحلب في إناء ، فشرب ، وسقى أبا بكر ، ثم قال للضرع : اقلص ، فقلص . زاد أحمد قال : ثم أتيته بعد هذا ، ثم اتفقا - فقلت : يا رسول الله ، علمني من هذا القول ، فمسح رأسي ، وقال : يرحمك الله إنك غليم معلم .

هذا حديث صحيح الإسناد ورواه أبو عوانة عن عاصم ابن بهدلة ، وفيه زيادة منها : فلقد أخذت من فيه - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة ما نازعني فيها بشر ، ورواه [ ص: 466 ] إبراهيم بن الحجاج السامي عن سلام أبي المنذر ، عن عاصم ، وفيه : قال : فأتيته بصخرة منقعرة ، فحلب فيها ، قال : فأسلمت وأتيته .

.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 20, 2014 9:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الكتب » سير أعلام النبلاء » الصحابة رضوان الله عليهم » قصة سلمان الفارسي


الحسن بن سفيان في " مسنده " : حدثنا محمد بن بكار الصيرفي حدثنا حجاج بن فروخ حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قدم سلمان من غيبة له ، فتلقاه عمر ، فقال : أرضاك لله عبدا . قال : فزوجني ، فسكت عنه ، قال : ترضاني لله عبدا ، ولا ترضاني لنفسك ؟ فلما أصبح أتاه قوم عمر ليضرب عن خطبة عمر ، فقال : والله ما حملني على هذا أمره ولا سلطانه ، ولكن قلت : رجل صالح عسى الله أن يخرج من بيننا نسمة صالحة . حجاج : واه .

سعيد بن سليمان الواسطي : حدثنا عقبة بن أبي الصهباء ، حدثنا ابن سيرين ، حدثنا عبيدة السلماني أن سلمان مر بحجر المدائن غازيا وهو أمير الجيش وهو ردف رجل من كندة على بغل موكوف ، فقال أصحابه : أعطنا [ ص: 546 ] اللواء أيها الأمير نحمله ، فيأبى حتى قضى غزاته ورجع وهو ردف الرجل .

أبو المليح الرقي : عن حبيب ، عن هزيم أو هذيم قال : رأيت سلمان الفارسي على حمار عري وعليه قميص سنبلاني ضيق الأسفل ، وكان طويل الساقين ، يتبعه الصبيان ، فقلت لهم : تنحوا عن الأمير ، فقال : دعهم ، فإن الخير والشر فيما بعد اليوم .

حماد بن سلمة : عن عطاء بن السائب ، عن ميسرة أن سلمان كان إذا سجدت له العجم ، طأطأ رأسه ، وقال : خشعت لله ، خشعت لله .

أبو نعيم : حدثنا يزيد بن مردانبة ، عن خليفة بن سعيد المرادي ، عن عمه قال : رأيت سلمان في بعض طرق المدائن زحمته حملة قصب فأوجعته ، فأخذ بعضد صاحبها فحركه ، ثم قال : لا مت حتى تدرك إمارة الشباب .

جرير بن حازم : سمعت شيخا من بني عبس يذكر عن أبيه قال : أتيت السوق ، فاشتريت علفا بدرهم ، فرأيت سلمان ولا أعرفه ، فسخرته ، فحملت عليه العلف ، فمر بقوم ، فقالوا : نحمل عنك يا أبا عبد الله ، فقلت : من ذا ؟ قالوا : هذا سلمان صاحب رسول الله . فقلت له : لم أعرفك ، ضعه . فأبى حتى أتى المنزل . [ ص: 547 ]

وروى ثابت البناني نحوها ، وفيها : فحسبته علجا ، وفيها : قال له : فلا تسخر بعدي أحدا .

جعفر بن سليمان : عن هشام بن حسان ، عن الحسن قال : كان عطاء سلمان خمسة آلاف ، وكان على ثلاثين ألفا من الناس ، يخطب في عباءة يفرش نصفها ، ويلبس نصفها . وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ، ويأكل من سفيف يده - رضي الله عنه - .

شعبة : عن سماك بن حرب ، سمع النعمان بن حميد يقول : دخلت مع خالي على سلمان بالمدائن وهو يعمل الخوص فسمعته يقول : أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ، فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بدرهم ، ولو أن عمر نهاني عنه ما انتهيت .

وروى نحوها عن سماك ، عن عمه وفيها : فقلت له : فلم تعمل ؟ قال : إن عمر أكرهني ، فكتبت إليه ، فأبى علي مرتين ، وكتبت إليه ، فأوعدني .

معن : عن مالك أن سلمان كان يستظل بالفيء حيث ما دار ، ولم يكن له بيت ، فقيل : ألا نبني لك بيتا تستكن به ؟ قال : نعم . فلما أدبر القائل سأله سلمان : كيف تبنيه ؟ قال : إن قمت فيه أصاب رأسك ، وإن نمت أصاب رجلك . [ ص: 548 ]

زائدة : عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي ظبيان ، عن جرير بن عبد الله قال : نزلت بالصفاح في يوم شديد الحر ، فإذا رجل نائم في حر الشمس يستظل بشجرة ، معه شيء من الطعام ، ومزوده تحت رأسه ، ملتف بعباءة ، فأمرته أن يظلل عليه ، ونزلنا فانتبه ، فإذا هو سلمان . فقلت له : ظللنا عليك وما عرفناك . قال : يا جرير ، تواضع في الدنيا ; فإنه من تواضع يرفعه الله يوم القيامة ، ومن يتعظم في الدنيا يضعه الله يوم القيامة ، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده . قلت : وكيف ؟ قال : أصول الشجر ذهب وفضة ، وأعلاها الثمار ، يا جرير ، تدري ما ظلمة النار ؟ قلت : لا ، قال : ظلم الناس .

شعبة : حدثنا حبيب بن الشهيد ، عن عبد الله بن بريدة أن سلمان كان يعمل بيده ، فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما أو سمكا ثم يدعو المجذمين ، فيأكلون معه .

سليمان بن المغيرة : عن حميد بن هلال قال : أوخي بين سلمان وأبي الدرداء ، فسكن أبو الدرداء الشام ، وسكن سلمان الكوفة ، وكتب أبو الدرداء إليه : سلام عليك ، أما بعد ، فإن الله رزقني بعدك مالا وولدا ، ونزلت الأرض المقدسة . فكتب إليه سلمان : اعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد ، ولكن الخير أن يعظم حلمك ، وأن ينفعك علمك ، وإن الأرض لا تعمل لأحد ، اعمل كأنك ترى ، واعدد نفسك من الموتى . [ ص: 549 ]

مالك في " الموطأ " : عن يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان : هلم إلى الأرض المقدسة . فكتب إليه : إن الأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يقدس المرء عمله . وقد بلغني أنك جعلت طبيبا ، فإن كنت تبرئ ، فنعما لك ، وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا ، فتدخل النار . فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ، ثم أدبرا عنه ، نظر إليهما ، وقال : متطبب والله ، ارجعا أعيدا علي قصتكما .

أبو عبيدة بن معن : عن الأعمش ، عن أبي البختري قال : جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله ، فدخلا على سلمان في خص ، فسلما وحيياه ، ثم قالا : أنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : لا أدري . فارتابا ، قال : إنما صاحبه من دخل معه الجنة . قالا : جئنا من عند أبي الدرداء ، قال : فأين هديته ؟ قالا : ما معنا هدية . قال : اتقيا الله ، وأديا الأمانة ، ما أتاني أحد من عنده إلا بهدية ، قالا : لا ترفع علينا هذا ، إن لنا أموالا فاحتكم ، قال : ما أريد إلا الهدية ، قالا : والله ما بعث معنا بشيء إلا أنه قال : إن فيكم رجلا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا به ، لم يبغ غيره ، فإذا أتيتماه ، فأقرئاه مني السلام . قال : فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه ؟ وأي هدية أفضل منها ؟

.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 14, 2015 11:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الكتب » سير أعلام النبلاء » ومن صغار الصحابة » الحسن بن علي بن أبي طالب


الحسن بن علي بن أبي طالب ( ع )

ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، الإمام السيد ، ريحانة [ ص: 246 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسبطه ، وسيد شباب أهل الجنة أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد .

مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة وقيل : في نصف رمضانها . وعق عنه جده بكبش .

وحفظ عن جده أحاديث ، وعن أبيه ، وأمه .

حدث عنه : ابنه الحسن بن الحسن ، وسويد بن غفلة ، وأبو الحوراء السعدي ، والشعبي ، وهبيرة بن يريم ، وأصبغ بن نباتة ، والمسيب بن نجبة .

وكان يشبه جده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله أبو جحيفة .

أحمد : حدثنا غندر ، حدثنا شعبة ، سمعت بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء ; قلت للحسن : ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة ، فجعلتها في في ، فنزعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلعابها ، فجعلها في التمر . فقيل : يا رسول الله ! وما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي ؟ قال : إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة . قال : وكان يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة . وكان يعلمنا هذا الدعاء : اللهم اهدني فيمن هديت . . . الحديث .

[ ص: 247 ] ابن سعد : أخبرنا عبيد الله ، أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن بريد بن أبي مريم ، عن أبي الحوراء ، عن الحسن ، قال : علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهن في القنوت : اللهم اهدني فيمن هديت .

إسرائيل : عن أبي إسحاق ، عن هانئ ، عن علي ، قال : لما ولد الحسن ، جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أروني ابني ; ما سميتموه ؟ قلت : حرب . قال : بل هو حسن . . . وذكر الحديث .

يحيى بن عيسى التميمي : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، قال علي : كنت رجلا أحب الحرب ، فلما ولد الحسن ، هممت أن أسميه حربا ، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن ، فلما ولد الحسين ، هممت أن أسميه حربا ، فسماه الحسين ، وقال : إنني سميت ابني هذين باسم ابني هارون شبر وشبير .

عبد الله بن محمد بن عقيل : عن محمد بن علي ، عن أبيه : أنه سمى ابنه الأكبر حمزة ، وسمى حسينا بعمه جعفر ، فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : قد غيرت اسم ابني هذين . فسمى حسنا وحسينا .

[ ص: 248 ] ابن عيينة عن : عمرو ، عن عكرمة ، قال : لما ولدت فاطمة حسنا ، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسماه حسنا ، فلما ولدت الآخر ، سماه حسينا ، وقال : هذا أحسن من هذا . فشق له من اسمه .

ذكر الزبير بن بكار : أنه - أعني الحسن - ولد في نصف رمضان سنة ثلاث وفي شعبان أصح .

السفيانان : عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن في أذن الحسن بالصلاة حين ولد .

أيوب : عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا .

شريك : عن ابن عقيل ، عن علي بن الحسين ، عن أبي رافع ، قال : لما ولدت فاطمة حسنا ، قالت : يا رسول الله ! ألا أعق عن ابني بدم ؟ قال : لا ، ولكن احلقي رأسه ، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين . ففعلت .

[ ص: 249 ] جعفر الصادق عن أبيه ، قال : وزنت فاطمة شعر حسن وحسين ، وأم كلثوم ، فتصدقت بزنته فضة .

حدثنا أبو عاصم ، عن عمر بن سعيد ، عن ابن أبي مليكة ، عن عقبة بن الحارث ، قال : صلى بنا أبو بكر العصر ، ثم قام وعلي يمشيان ، فرأى الحسن يلعب مع الغلمان ، فأخذه أبو بكر ، فحمله على عنقه ، وقال : بأبي شبيه النبي ليس شبيها بعلي وعلي يتبسم .

علي بن عابس ، حدثنا يزيد بن أبي زياد عن البهي ، قال : دخل علينا ابن الزبير ، فقال : رأيت الحسن يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد ، يركب على ظهره ، ويأتي وهو راكع ، فيفرج له بين رجليه ، حتى يخرج من الجانب الآخر .

وقال الزهري قال أنس : كان أشبههم بالنبي - عليه السلام - الحسن بن علي .

إسرائيل : عن أبي إسحاق ، عن هانئ ، عن علي ، قال : الحسن [ ص: 250 ] أشبه الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه به ما كان أسفل من ذلك .

عاصم بن كليب : عن أبيه ، عن ابن عباس : أنه شبه الحسن بالنبي - صلى الله عليه وسلم .

قال أسامة : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذني والحسن ، ويقول : اللهم إني أحبهما فأحبهما

وفي " الجعديات " لفضيل بن مرزوق : عن عدي بن ثابت ، عن البراء ; قال النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه صححه الترمذي .

أحمد : حدثنا ابن عيينة ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن نافع بن جبير ، عن أبي هريرة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للحسن : اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه .

ورواه نعيم المجمر ، عن أبي هريرة ، فزاد : قال : فما رأيت الحسن إلا دمعت عيني .

[ ص: 251 ] وروى نحوه ابن سيرين عنه ، وفي ذلك عدة أحاديث ، فهو متواتر .

قال أبو بكرة : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن إلى جنبه ، وهو يقول : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين .

يزيد بن أبي زياد : عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد مرفوعا : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

صححه الترمذي .

وحسن الترمذي من حديث أسامة بن زيد قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة وهو مشتمل على شيء ; قلت : ما هذا ؟ فكشف ، فإذا حسن وحسين على وركيه ، فقال : هذان ابناي وابنا بنتي ، اللهم إني أحبهما فأحبهما ، وأحب من يحبهما

. [ ص: 252 ] تفرد به عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر المدني ، عن مسلم بن أبي سهل النبال ، عن الحسن بن أسامة ، عن أبيه . ولم يروه غير موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله . فهذا مما ينتقد تحسينه على الترمذي .

وحسن أيضا ليوسف بن إبراهيم ، عن أنس : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي أهل بيتك أحب إليك ؟ قال : الحسن والحسين . وكان يشمهما ، ويضمهما إليه .

ميسرة بن حبيب : عن المنهال بن عمرو ، عن زر ، عن حذيفة سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : هذا ملك لم ينزل قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ، ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .

حسنه الترمذي .

وصحح للبراء : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر الحسن والحسين ، فقال : اللهم إني أحبهما فأحبهما .



.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 23, 2015 9:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

الكتب » سير أعلام النبلاء » الصحابة رضوان الله عليهم » أبو عبيدة بن الجراح
إ

[ ص: 5 ] أبو عبيدة بن الجراح ( م ، ق )

عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، القرشي الفهري المكي .

أحد السابقين الأولين ، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة ، وأشار به يوم [ ص: 6 ] السقيفة ، لكمال أهليته عند أبي بكر يجتمع في النسب هو والنبي - صلى الله عليه وسلم - في فهر ، شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وسماه أمين الأمة ، ومناقبه شهيرة جمة .

روى أحاديث معدودة وغزا غزوات مشهودة .

حدث عنه العرباض بن سارية ، وجابر بن عبد الله ، وأبو أمامة الباهلي ، وسمرة بن جندب ، وأسلم مولى عمر ، وعبد الرحمن بن غنم ، وآخرون .

له في " صحيح مسلم " حديث واحد ، وله في " جامع أبي عيسى " حديث ، وفي " مسند بقي " له خمسة عشر حديثا .

الرواية عنه : أخبرنا أبو المعالي محمد بن عبد السلام التميمي ، قراءة عليه في سنة أربع وتسعين وست مائة ، أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد البزاز ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد أبو القاسم المعري ، في رجب سنة تسع وعشرين وخمس مائة بهراة ، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي ، حدثنا عبد الله بن معاوية القرشي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عبد الله بن سراقة ، عن أبي عبيدة بن الجراح : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : " إنه لم [ ص: 7 ] يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر قومه الدجال ، وإني أنذركموه " . فوصفه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " لعله سيدركه بعض من رآني أو سمع كلامي . قالوا : يا رسول الله ، كيف قلوبنا يومئذ ؟ أمثلها اليوم ؟ قال : أو خير " .

أخرجه الترمذي عن عبد الله الجمحي فوافقناه بعلو . وقال : وفي الباب عن عبد الله بن بسر وغيره . وهذا حديث حسن غريب من حديث أبي عبيدة - رضي الله عنه .

قال ابن سعد في " الطبقات " : أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن مالك بن يخامر أنه وصف أبا عبيدة فقال : كان رجلا نحيفا ، معروق الوجه ، خفيف اللحية ، طوالا ، أحنى أثرم الثنيتين .

وأخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا محمد بن صالح ، عن يزيد بن رومان قال : انطلق ابن مظعون ، وعبيدة بن الحارث ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة [ ص: 8 ] بن عبد الأسد ، وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فعرض عليهم الإسلام ، وأنبأهم بشرائعه ، فأسلموا في ساعة واحدة ، وذلك قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم .

وقد شهد أبو عبيدة بدرا ، فقتل يومئذ أباه ، وأبلى يوم أحد بلاء حسنا ، ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضربة أصابته ، فانقلعت ثنيتاه ، فحسن ثغره بذهابهما ، حتى قيل : ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة .

وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسقيفة بني ساعدة : قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : عمر ، وأبا عبيدة .

قال الزبير بن بكار : قد انقرض نسل أبي عبيدة ، وولد إخوته جميعا ، وكان ممن هاجر إلى أرض الحبشة . قاله ابن إسحاق ، والواقدي .

قلت : إن كان هاجر إليها ، فإنه لم يطل بها اللبث .

وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم .

قال موسى بن عقبة في " مغازيه " : غزوة عمرو بن العاص هي غزوة ذات السلاسل من مشارف الشام ، فخاف عمرو من جانبه ذلك ، فاستمد رسول [ ص: 9 ] الله - صلى الله عليه وسلم - ، فانتدب أبا بكر وعمر في سراة من المهاجرين ، فأمر نبي الله عليهم أبا عبيدة ، فلما قدموا على عمرو بن العاص قال : أنا أميركم ، فقال المهاجرون : بل أنت أمير أصحابك ، وأميرنا أبو عبيدة . فقال عمرو : إنما أنتم مدد أمددت بكم . فلما رأى ذلك أبو عبيدة بن الجراح ، وكان رجلا حسن الخلق ، لين الشيمة ، متبعا لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهده ، فسلم الإمارة لعمرو .

وثبت من وجوه عن أنس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن لكل أمة أمينا ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه وغيره ، إجازة ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، أنبأنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، عن شريح بن عبيد ، وراشد بن سعد ، وغيرهما قالوا : لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حدث أن بالشام وباء شديدا ، فقال : إن أدركني [ ص: 10 ] أجلي وأبو عبيدة حي ، استخلفته ، فإن سألني الله - عز وجل - : لم استخلفته على أمة محمد ؟ قلت : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن لكل أمة أمينا ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " . قال : فأنكر القوم ذلك ، وقالوا : ما بال علياء قريش ؟ يعنون بني فهر . ثم قال : وإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة ، أستخلف معاذ بن جبل ، فإن سألني ربي ، قلت : إني سمعت نبيك يقول : " إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة " .

وروى حماد بن سلمة ، عن الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عمرو بن العاص قال : قيل : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قيل من الرجال ؟ قال : أبو بكر ، قيل : ثم من ؟ قال : ثم أبو عبيدة بن الجراح .

كذا يرويه حماد ، وخالفه جماعة . فرووه عن الجريري ، عن عبد الله قال : سألت عائشة : أي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحب إليه ؟ قالت : أبو بكر ، ثم عمر ، ثم أبو عبيدة بن الجراح . [ ص: 11 ] أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أحمد بن محمد بن غالب ، بقراءته على أبي العباس بن حمدان ، حدثكم محمد بن أيوب ، أنبأنا أبو الوليد ، أنبأنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، سمعت صلة بن زفر . عن حذيفة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إني أبعث إليكم رجلا أمينا " ، فاستشرف لها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبعث أبا عبيدة بن الجراح .

اتفقا عليه من حديث شعبة .

واتفقا من حديث خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

أخبرنا أحمد بن محمد المعلم ، أنبأنا أبو القاسم بن رواحة ، أنبأنا أبو طاهر الحافظ ، أنبأنا أحمد بن علي الصوفي ، وأبو غالب الباقلاني ، وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو محمد الفاكهي بمكة ، حدثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي ، أنبأنا يحيى بن أبي زكريا ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : كنت [ ص: 12 ] في الجيش الذين مع خالد ، الذين أمد بهم أبا عبيدة وهو محاصر دمشق ، فلما قدمنا عليهم ، قال لخالد : تقدم فصل; فأنت أحق بالإمامة ؛ لأنك جئت تمدني . فقال خالد : ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " .

أبو بكر بن أبي شيبة : أنبأنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن صلة ، عن حذيفة قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسقفا نجران : العاقب والسيد ، فقالا : ابعث معنا أمينا حق أمين . فقال : " لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين " ، فاستشرف لها الناس ، فقال : قم يا أبا عبيدة ، فأرسله معهم .

قال : وحدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق نحوه .

الترقفي في " جزئه " حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان بن عمرو ، حدثنا أبو حسبة مسلم بن أكيس مولى ابن كريز ، عن أبي عبيدة قال : ذكر لي من [ ص: 13 ] دخل عليه فوجده يبكي ، فقال : ما يبكيك يا أبا عبيدة ؟ قال : يبكيني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوما ما يفتح الله على المسلمين ، حتى ذكر الشام فقال : " إن نسأ الله في أجلك فحسبك من الخدم ثلاثة : خادم يخدمك ، وخادم يسافر معك ، وخادم يخدم أهلك ، وحسبك من الدواب ثلاثة : دابة لرحلك ، ودابة لثقلك ، ودابة لغلامك " . ثم هأنذا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا ، وإلى مربطي قد امتلأ خيلا ، فكيف ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدها ؟ وقد أوصانا : " إن أحبكم إلي ، وأقربكم مني ، من لقيني على مثل الحال التي فارقتكم عليها " .

حديث غريب رواه أيضا أحمد في " مسنده " عن أبي المغيرة .

وكيع بن الجراح ، حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما منكم من أحد إلا لو شئت لأخذت عليه بعض خلقه ، إلا أبا عبيدة " . هذا مرسل .

وكان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق ، وبالحلم الزائد والتواضع .

قال محمد بن سعد : حدثنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا ابن عيينة ، عن ابن [ ص: 14 ] أبي نجيح ، قال عمر لجلسائه : تمنوا ، فتمنوا ، فقال عمر : لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح .

وقال ابن أبي شيبة : قال [ ابن ] علية ، عن يونس ، عن الحسن ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من أصحابي أحد إلا لو شئت أخذت عليه ، إلا أبا عبيدة " .

وسفيان الثوري : عن أبي إسحاق; عن أبي عبيدة قال : قال ابن مسعود : " أخلائي من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة : أبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة " .

خالفه غيره ففي " الجعديات " : أنبأنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن أبي [ ص: 15 ] الأحوص ، عن عبد الله فذكره .

قال خليفة بن خياط : وقد كان أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال .

قلت : يعني أموال المسلمين; فلم يكن بعد عمل بيت مال ، فأول من اتخذه عمر .

قال خليفة : ثم وجهه أبو بكر إلى الشام سنة ثلاث عشرة أميرا ، وفيها استخلف عمر ، فعزل خالد بن الوليد ، وولى أبا عبيدة .

قال القاسم بن يزيد : حدثنا سفيان ، عن زياد بن فياض ، عن تميم بن سلمة ، أن عمر لقي أبا عبيدة ، فصافحه ، وقبل يده ، وتنحيا يبكيان .

وقال ابن المبارك في " الجهاد " له : عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام ، ونال منه العدو ، فكتب إليه عمر : أما بعد ، فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة ، إلا جعل الله بعدها فرجا ، وإنه لا يغلب عسر يسرين يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا الآية .

قال : فكتب إليه أبو عبيدة : أما بعد ، فإن الله يقول : إنما الحياة الدنيا لعب ولهو إلى قوله : متاع الغرور قال : فخرج عمر [ ص: 16 ] بكتابه ، فقرأه على المنبر فقال : يا أهل المدينة ، إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي ، ارغبوا في الجهاد .

ابن أبي فديك; عن هشام بن سعد ، عن زيد ، عن أبيه قال : بلغني أن معاذا سمع رجلا يقول : لو كان خالد بن الوليد ، ما كان بالناس دوك وذلك في حصر أبي عبيدة . فقال معاذ : فإلى أبي عبيدة تضطر المعجزة لا أبا لك! والله إنه لخير من بقي على الأرض .

رواه البخاري في " تاريخه " ، وابن سعد .

وفي " الزهد " لابن المبارك : حدثنا معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قدم عمر الشام ، فتلقاه الأمراء والعظماء ، فقال : أين أخي أبو عبيدة ؟ قالوا : يأتيك الآن . قال : فجاء على ناقة مخطومة بحبل ، فسلم عليه ، ثم قال للناس : انصرفوا عنا . فسار معه حتى أتى منزله ، فنزل عليه ، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله ، فقال له عمر : لو اتخذت متاعا ، أو قال شيئا ، فقال : يا [ ص: 17 ] أمير المؤمنين ، إن هذا سيبلغنا المقيل .

ابن وهب : حدثني عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن عمر حين‌‌‌ قدم الشام ، قال لأبي عبيدة : اذهب بنا إلى منزلك ، قال : وما تصنع عندي ؟ ما تريد إلا أن تعصر عينيك علي . قال : فدخل ، فلم ير شيئا ، قال : أين متاعك ؟ لا أرى إلا لبدا وصحفة وشنا ، وأنت أمير ، أعندك طعام ؟ فقام أبو عبيدة إلى جونة ، فأخذ منها كسيرات ، فبكى عمر ، فقال له أبو عبيدة : قد قلت لك : إنك ستعصر عينيك علي يا أمير المؤمنين ، يكفيك ما يبلغك المقيل . قال عمر : غيرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة .

أخرجه أبو داود في " سننه " من طريق ابن الأعرابي .

وهذا والله هو الزهد الخالص ، لا زهد من كان فقيرا معدما .

معن بن عيسى ، عن مالك : أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف ، أو بأربع مائة دينار ، وقال للرسول : انظر ما يصنع بها ، قال : فقسمها أبو عبيدة ، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها ، قال : فقسمها ، إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه ، فلما أخبر الرسول عمر ، قال : الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع [ ص: 18 ] هذا .

الفسوي حدثنا أبو اليمان ، عن جرير بن عثمان ، عن أبي الحسن عمران بن نمران ، أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول : ألا رب مبيض لثيابه ، مدنس لدينه! ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات .

وقال ثابت ‌البناني : قال أبو عبيدة : يا أيها الناس ، إني امرؤ من قريش ، وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى ، إلا وددت أني في مسلاخه .

معمر : عن قتادة ، قال أبو عبيدة بن الجراح : وددت أني كنت كبشا ، فيذبحني أهلي ، فيأكلون لحمي ، ويحسون مرقي .

وقال عمران بن حصين : وددت أني رماد تسفيني الريح .

شعبة : عن قيس بن مسلم عن طارق ، أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون : إنه قد عرضت لي حاجة ، ولا غنى بي عنك فيها ، فعجل إلي . فلما قرأ الكتاب ، قال : عرفت حاجة أمير المؤمنين ، إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق ، فكتب : إني قد عرفت حاجتك ، فحللني من عزيمتك; فإني في جند [ ص: 19 ] من أجناد المسلمين ، لا أرغب بنفسي عنهم . فلما قرأ عمر الكتاب بكى ، فقيل له : مات أبو عبيدة ؟ قال : لا . وكأن قد .

قال : فتوفي أبو عبيدة ، وانكشف الطاعون .

قال أبو الموجه محمد بن عمرو المروزي : زعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند ، فلم يبق منهم إلا ستة آلاف رجل .

أخبرنا محمد بن عبد السلام ، عن أبي روح ، أنبأنا أبو سعد ، أنبأنا ابن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثنا مهدي بن ميمون ، حدثنا واصل مولى أبي عيينة ، عن ابن أبي سيف المخزومي ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، شامي فقيه ، عن عياض بن غطيف ، قال : دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه ، وامرأته تحيفة جالسة عند رأسه ، وهو مقبل بوجهه على الجدار ، فقلت : كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت : بات بأجر . فقال : إني والله ما بت بأجر! فكأن القوم ساءهم ، فقال : ألا تسألوني عما قلت ؟ قالوا : إنا لم يعجبنا ما قلت ، فكيف نسألك ؟ قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله ، فبسبع مائة ، ومن أنفق على عياله ، أو عاد مريضا ، أو ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها ، والصوم [ ص: 20 ] جنة ما لم يخرقها ، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده ، فهو له حطة " .

أنبأنا جماعة قالوا : أنبأنا ابن طبرزد ، أنبأنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا محمد بن أبان الواسطي ، حدثني جرير بن حازم ، حدثني بشار بن أبي سيف ، حدثني الوليد بن عبد الرحمن ، عن عياض بن غطيف ، قال : مرض أبو عبيدة ، فدخلنا عليه نعوده ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الصيام جنة ما لم يخرقها " .

وقد استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا عبيدة غير مرة ، منها المرة التي جاع فيها عسكره ، وكانوا ثلاث ما‏ئة ، فألقى لهم البحر الحوت الذي يقال له العنبر ، فقال أبو عبيدة : ميتة ، ثم قال : لا ، نحن رسل رسول الله ، وفي سبيل الله ، فكلوا ، وذكر الحديث ، وهو في " الصحيحين " . [ ص: 21 ] ولما تفرغ الصديق من حرب أهل الردة ، وحرب مسيلمة الكذاب ، جهز أمراء الأجناد لفتح الشام ، فبعث أبا عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وعمرو بن العاص ، وشرحبيل بن حسنة ، فتمت وقعة أجنادين بقرب الرملة ، ونصر الله المؤمنين ، فجاءت البشرى ، والصديق في مرض الموت ، ثم كانت وقعة فحل ووقعة مرج الصفر وكان قد سير أبو بكر خالدا لغزو العراق ، ثم بعث إليه لينجد من بالشام ، فقطع المفاوز على برية السماوة ، فأمره الصديق على الأمراء كلهم ، وحاصروا دمشق ، وتوفي أبو بكر ، فبادر عمر بعزل خالد ، واستعمل على الكل أبا عبيدة ، فجاءه التقليد ، فكتمه مدة ، وكل هذا من دينه ولينه وحلمه ، فكان فتح دمشق على يده ، فعند ذلك أظهر التقليد ؛ ليعقد [ ص: 22 ] الصلح للروم ، ففتحوا له باب الجابية صلحا ، وإذا بخالد قد افتتح البلد عنوة من الباب الشرقي ، فأمضى لهم أبو عبيدة الصلح .

فعن المغيرة : أن أبا عبيدة صالحهم على أنصاف كنائسهم ومنازلهم ، ثم كان أبو عبيدة رأس الإسلام يوم وقعة اليرموك ، التي استأصل الله فيها جيوش الروم ، وقتل منهم خلق عظيم .

روى ابن المبارك في " الزهد " له ، قال : أنبأنا عبد الحميد بن‌‌‌ بهرام ، عن شهر بن حوشب ، قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم ، عن حديث الحارث بن عميرة قال : أخذ بيدي معاذ بن جبل ، فأرسله إلى أبي عبيدة ، فسأله كيف هو ؟ وقد طعنا ، فأراه أبو عبيدة طعنة ، خرجت في كفه ، فتكاثر شأنها في نفس الحارث ، وفرق منها حين رآها ، فأقسم أبو عبيدة بالله : ما يحب أن له مكانها حمر النعم .

وعن الأسود : عن عروة : أن وجع عمواس كان معافى منه أبو عبيدة وأهله ، فقال : اللهم نصيبك في آل أبي عبيدة . قال : فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة ، فجعل ينظر إليها ، فقيل له : إنها ليست بشيء . فقال : أرجو أن يبارك الله فيها; فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا .

الوليد بن مسلم : حدثني أبو بكر بن أبي مريم ، عن صالح بن أبي المخارق قال : انطلق أبو عبيدة من الجابية إلى بيت المقدس للصلاة ، [ ص: 23 ] فاستخلف على الناس معاذ بن جبل .

قال الوليد : فحدثني من سمع عروة بن رويم قال : فأدركه أجله بفحل ، فتوفي بها بقرب بيسان .

طاعون عمواس منسوب إلى قرية عمواس ، وهي بين الرملة وبين بيت المقدس ، وأما الأصمعي فقال هو من قولهم زمن الطاعون : عم وآسى .

قال أبو حفص الفلاس : توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة ، وله ثمان وخمسون سنة ، وكان يخضب بالحناء ، والكتم وكان له عقيصتان . وقال كذلك في وفاته جماعة ، وانفرد ابن عائذ ، عن أبي مسهر أنه قرأ في كتاب يزيد بن عبيدة ، أن أبا عبيدة توفي سنة سبع عشرة .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 28 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط