موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: فوضى الحديث فى الأديان 2
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 10, 2011 6:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس نوفمبر 10, 2011 3:57 am
مشاركات: 1
فوضى الحديث فى الأديان 2
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد بدأت منذ أكثر من عام فى كتابة بعض المقالات عن علم الأديان وفوضى الحديث فيه ولكن لطارىء مرض ألم بى وأيضا لانشغالات عديدة توقفت عن الكتابة, ولكن حمدا لله على العودة مرة أخرى. ففى المقال السابق تحدثت عن فوضى الحديث فى الأديان وذلك بأن دخل هذا العلم أناس قد تجرؤوا على الله وعلى دين الله وبدأوا فى سب الأديان وسب المرسلين بدعوى محاورة النصارى من خلال كتبهم وعقائدهم. وبادىء ذى بدء يجب أن أنوه لأمر هام هو أن معظم هؤلاء قد دخلوا هذا العلم متأثرين بشخص الشيخ أحمد ديدات (1918-2005) – رحمه الله – ولكن لكل حادث حديث ولكل مقام مقال ولكل زمن أولوياته و أبجدياته.
أحمد حسين قاسم ديدات من مواليد الهند عام 1918 هاجر إلى جنوب أفريقيا فى سن التاسعة, خرج من المدرسة الإبتدائية ليساعد أباه فى مسئوليات الأسرة, فى بداية حياته عمل فى محل لبيع المتطلبات المنزلية وكان أمام هذا المحل إرسالية مسيحية, كان طلاب هذه الإرسالية يمارسون على المسلمين فى تلك المقاطعة ومن بينهم أحمد ديدات أساليب التنصير والتشكيك فى الإسلام. كان الشاب الصغير ابن العشرين عاما لا يملك من العلم الا مايراه ويعرفه من أبيه صوم رمضان والصلاة والاحتفال بالعيدين فقط. أما العلم الذى يستطيع به أن يرد به عليهم فلم يكن متوفرا و يحكى الشيخ أحمد ديدات أنه كان يجلس الليالى الطوال يبكى لأنه لا يملك ما يستطيع به الرد عليهم حتى جاءه الفتح من الله وهو يبحث ذات يوم فى مخزن المحل الذى كان يعمل به فوجد كتابا قديما مكتوب عليه بحروف لاتينية إظهار الحق فلم يفهم معناه حتى وجد ترجمة العنوان داخل الكتاب وكان هذا الكتاب بمثابة فتح من الله له حيث أمده بالمعرفة التى بها يستطيع مجابهة المنصرين وبالفعل أتت هذا المعرفة ثمرتها و تقهقر أمام الشيخ المنصرين ولأنه وجد أنه لزاماً عليه أن يفيد إخوانه المسلمين بهذا العلم فقد نظم لهم دروسا فى مقارنة الاديان حتى اتسعت شهرة الشيخ وبدأ يناظر العديد من القساوسة فى مختلف دول العالم وكتب حوالى عشرين كتابا فى أساليب مقاومة التنصير ودعوة النصارى إلى دين الله الإسلام. تلك كانت الظروف التى أحاطت بهذه الظاهرة الفظة الشيخ أحمد ديدات وبالطبع هناك ظروف أحاطت بالشيخ جعلته يصل لهذا المستوى وهذه المنزلة منها حبه للقراءة وشغفه بها وأيضا تمكنه من لغات عديدة أهمها الإنجليزية وأيضا ذكاءه الفطرى الذى منحه الله إياه.
ولن نجد من يتفق مع الشيخ أحمد ديدات فى مثل تلك الظروف فحالة الشيخ ديدات يجب أن توضع على أنها استثناء القاعدة وليست هى القاعدة فلا يجب القياس على حالة الشيخ ديدات بأى حال من الاحوال.
ولكن فى تسعينيات القرن الماضى بدأت موجة عارمة تظهر من المؤلفات فى العديد من المواضيع الإسلامية وتحت هذه المواضيع والعناوين نجد كلمة الباحث الفلانى, وكأن كلمة الباحث هذه تصنع لمن يضع اسمه بعدها حصانة. ولا أدرى من الذى أعطاه لقب باحث هل هى الجامعة أم معهد علمى أم منظمة بحثية أم أنه الهوى الشخصى. ومن اللافت للنظر أن معظم من يطلقون على أنفسهم باحثين فى الدراسات الإسلامية لم يحصلو على أدنى درجات التخصص فى الدراسات الإسلامية أو البحث العلمى, فالظاهر للعيان أن هؤلاء يذهبون بما جمعوه و أسموه كتابا يعرضونه على دار نشر ولجذب القارىء يوضع قبل اسم جامع الكتاب – لم أقل مؤلف الكتاب وهى مقصوده وستشرح فيما بعد – لقب باحث فى الدراسات الاسلامية او باحث فى الأديان أو باحث فى مقارنة الأديان – وهذا اللقب أيضا أصبح لقبا للعديد من الأشخاص على موقع التواصل الإجتماعى الفيس بوك – حتى يوهموا البسطاء أنهم باحثون وأنهم أهل للتخصص وللتصدر للعلم والبحث فيه. ولفظة بحث كما هو معروف تعنى بذل المجهود للعثور على شىء قيم. ولكن للاسف معظم من يقومون بجمع الكتب إما أنهم يجمعونها من كتب سابقة أو من على مواقع شبكة المعلومات الدولية عن طريق ما يعرف بالقص واللصق - وهذه هى ما تعرف بالسرقة الأدبية وهى جريمة يحاسب عليها القانون فى العديد من الدول المتقدمة التى تحترم حرية الإبداع والفكر كما تعاقب من يمتهن مهنة لم يحصل فيها على درجة علمية مثل الطب والمحاماة بل حتى المهن المتواضعة كالحلاقة والسباكة تشترط الحصول على دورات تدريبية من معاهد معترف ها لدى نقابة المهنة - فمن الغريب أن هؤلاء أصبح لهم الصوت العالى وأصبحوا يتشدقون بملء أفواههم أنهم هم أهل التخصص فى الدين وفى علوم الدين وذلك تحت مسميات أنهم هم أهل الحق وأبعد الناس عن الهوى وعن الزيغ و الضلال. فهم يوهموا البسطاء أن العلم بدأ من عندهم وانتهى لديهم أى منهم وإليهم. وهؤلاء يدخلون تحت حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه : ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يُقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يَترُك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا))رواه البخارى ومسلم . لأن الناس تفتتن بهم لاستخدامهم ألفاظا غريبة على الناس منها كلمات من عقائد الأديان الأخرى التى لا يعرفها بسطاء المسلمين. ولقد شجع هؤلاء على ذلك سابقيهم من من تجرءوا على العلم ودخلوا فيه بغير تخصص وأصبحت لهم الريادة الدعوية لأنهم تعلموا على يد أشخاص ولم يتعلمو فى مؤسسات – خاصة من طلب العلم منهم فى بلاد النفط وترك بلد الأزهر – فهؤلاء يرون كل العلوم متاحة للناس سواء توفر فيهم الشروط أم لم تتوفر للتصدر للعلم وبالطبع هذه أفة لأنها ستدخل فى أهل التخصص من ليس منهم فالذى لا يفهمه هؤلاء أن المؤسسة العلمية فى العصر الحديث بداية من القرن العشرين تسمى الجامعة وهى المسئولة عن تخريج أهل التخصص فى كل علم – ولا أنكر أن هناك فلتات لم تتخرج من الجامعات لكنها أسهمت فى بعض العلوم خاصة فى فترة البدايات الأولى لنشأة الجامعات – فلا يصح الآن أن يظل حلاق الصحة هو المسئول عن تطبيب الناس ووصف العلاج لهم ولنا فى فيلم قنديل أم هاشم ليحيى حقى خير مثال لذلك, وهو الصراع بين أهل العلم وأهل الدجل والتنطع. ولهؤلاء المتنطعين على العلوم شبهات يجب الرد عليها مثل من أى جامعة تخرج الشافعى أو ابن كثير أو الرازى أو غيره؟ فالرد أن لكل عصر أدواته ومناهجه ومدارسه فلو قدر لهؤلاء أن يعيشوا فى عصر الرازى أو ابن كثير ما استطاعوا تحصيل العلوم لان الدراسة فى ذاك الزمن كانت موسوعية وليست تخصصية ولنا فى علمائنا الموسوعين خير مثال الرازى وابن سينا وابن رشد فكانوا أطباء وفلاسفة و فقهاء وفلكيون وكيميائيون و....و....و...و...و...و...و.. مما يستحيل لأهل زماننا تحصيله فأهل التخصص أصبح الآن مكانهم هى الجامعة. فإذا أراد المرء أن يصبح طبيبا فعليه بكلية الطب وإذا أراد أن يصبح محاميا فعليه بكلية الحقوق وإذا أراد ان يصبح محاسبا فعليه بكلية التجارة وهكذا. فلم الأديان ليس لها تخصص ويدخل فيها كل من هب ودب ؟
يتبع
محمد طه
ديترويت , ميتشجن, الولايات المتحدة
التاسع من نوفمير 2011


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 26 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط