موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 05, 2011 3:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد أستاذ كل أستاذ وملاذ كل ملاذ وعلى آله وصحبه أجمعين ..

مما لا شك فيه أن لكل شريعة مقاصد قامت من أجل الدفاع عنها والحفاظ عليها، وشريعتنا الإسلامية يتضح فيها مقاصد عامة هامة لابد من معرفتها ترتكز هذه المقاصد على ثلاثة دعامات:

1ـ تحقيق الأمور الضرورية.

2ـ تحقيق الأمور الحاجية.

3ـ تحقيق الأمور التحسينية.

فكل فرد في المجتمع لا تتحقق مصلحته إلا بتوافر الأمور الضرورية مثل المسكن أو البيت الذي جعل الله فيه الستر والحفظ وغير ذلك ، ولابد أن يكون لهذا المسكن أبواب ونوافذ وهذا أمر حاجي للحفاظ عليه ، كما لابد أن يكون هذا البيت أو المسكن نظيفاً لأن ذلك أمر مستحسن ..

وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي في الموافقات ( بعد أن قسم المقاصد قسمان ، قسم يرجع إلى قصد الشارع ( المشرع ) في وضع الشريعة ، وقسم يرجع إلى قصد المكلف ): " تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثة أقسام أحدها أن تكون ضرورية والثاني أن تكون حاجية والثالث أن تكون تحسينية .." أهـ

تعريف الأمور الضرورية:

والأمور الضرورية هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث يترتب على فواتها الفساد والهرج وفوت النجاة ، وهذه الأمور الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها تدور على خمس :

1ـ الدين.
2ـ النفس.
3ـ العقل.
4ـ النسل.
5ـ المال.
( وهي ما تعرف بالضرورات الخمس ).

وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: " والحفظ لها يكون بأمرين أحدهما ما يقيم أركانها ويثبت قواعدها وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب الوجود، والثاني ما يدرأ عنها الاختلال الواقع أو المتوقع فيها وذلك عبارة عن مراعاتها من جانب العدم..".

فلحفظ الدين إيجاداً وصيانة أوجب الحق سبحانه وتعالى الإيمان وفرض العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج، كما شرع الجهاد لردع المعتدين على الدين وأوجد قتل المرتدين ومانعي الزكاة وما إلى ذلك من أحكام تكفل وجود وصيانة الدين في المجتمع الإسلامي.

ولحفظ النفس إيجاداً وصيانة شرع الحق سبحانه الزواج لحفظ النسل الصحيح الشرعي ، كما أوجب الشارع المحافظة على النفس بتناول الطعام والشراب واللباس في غير إسراف ، كما أوجب القصاص والدية والكفارة عندما يتعدى أحد عليها.

ولحفظ العقل أباح الحق سبحانه ما ينشطه ويكفل سلامته وحرم ما يفسده أو يضعف قوته مثل الخمر والمسكرات بمختلف أنواعها والمخدرات وجعل لذلك عقوبة.

ولحفظ النسل شرع الحق سبحانه الزواج وحرم الزنا وأوجب إقامة الحدود على كل من ثبتت في حقه جريمة الزنا ليتحقق الزجر الرادع لارتكاب الجرم.

ولحفظ المال إيجاداً وصيانة أوجب الحق سبحانه السعي من أجل الكسب الحلال وشرع البيع والإجارة والهبة والعارية وحرم السرقة وأوجب الحد على السارق وحرم الغش والخيانة والربا، كما أوجب الضمان.

فإذا ما اختل نظام الحياة بعدم حفظ هذه الضرورات انتشر في المجتمع الفساد وزادت الفوضى..

وللحديث بقية مع الأمور الحاجية..

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 06, 2011 1:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
تعريف الأمور الحاجية :

الأمور الحاجية هي التي يفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضسق المودي في الغالب إلى الحرج والمشقة، فهي أمور يحتاج إليها الناس للتيسير عليهم ، ولا يترتب على فواتها اختلال نظام الحياة كما في الأمور الضرورية ولكن يلحقهم الحرج والمشقة في الجملة مع كونها من المدفوعات شرعاً لقول الحق سبحانه " ما جعل عليكم في الدين من حرج " الحج 78 ، وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: ( فإذا لم تراع دخل على المكلفين على الجملة الحرج والمشقة ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد العادي المتوقع في المصالح العامة ..).

والأمور الحاجية تجري في العبادات والعادات والمعاملات والجنايات..

ففي العبادات: شرعت الرخص المخففة للمشاق فأبيح التيمم إذا لم نجد الماء لقوله سبحانه " فتيمموا صعيداً طيباً .." ، كما أبيح الفطر في رمضان للمريض والمسافر ، كما شرع قصر الصلاة الرباعية للمسافر ، ومن عجز عن القيام في الصلاة فإنه يصلي قاعداً وهكذا ..

وفي العادات: أباح الله لنا الصيد والتمتع بالطيبات مما هو حلال مأكلاً ومشرباً وملبساً ومسكناً ومركباً وما اشبه ذلك ..

وفي المعاملات: شرع الله لنا المساقاة والسلم من باب التوسعة على الناس وتحقيق اليسر في المعاملات.

وفي الجنايات: جعلت الدية على العاقلة في الخطأ وشبه العمد، كما جعل لولي المقتول حق العفو عن القصاص إلى بدل أو إلى غير بدل ، ونحو ذلك من الأمور التي ترفع عن الناس الحرج والمشقة..

ثم نأتي إلى الأمور التحسينية أو الكمالية وهي على حد قول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى " الأخذ بما يليق من محاسن العادات وتجنب الأحوال المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات ويجمع ذلك قسم مكارم الأخلاق ".

وعلى ضوء ذلك نرى في العبادات الطهارة وإزالة النجاسة وستر العورة وأخذ الزينة عند كل مسجد والتقرب بالنوافل والصدقات وما شابه ذلك..

وفي العادات: نجد الآداب عند المأكل والمشرب وعدم الإسراف، وتحريم ما حرمه الله من أكل خنزير وخمر وما شابه ذلك ..

وفي المعاملات: حرم الحق سبحانه التعامل في بيع الإنسان على بيع أخيه وخطبته على خطبة أخيه، وأمر بالرفق بالزوجات، وما شابه ذلك من أمور ..

وفي الجنايات: حرم قتل النساء والصبيان والرهبان في الجهاد، ونهى عن التمثيل وما شابه ذلك ..

وكل هذه الأمور أمور مستحسنة في الشرع ، وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى :" إن الحاجيات كالتتمة للضروريات، وكذلك التحسينات كالتكملة للحاجيات، فإن الضروريات هي أصل المصالح ".

وللحديث بقية مع ترتيب الأحكام الشرعية بحسب المقصود منها..

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المقاصد العامة للشريعة الإسلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 08, 2011 8:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
ترتيب الأحكام الشرعية بحسب المقصود منها:

تحتل الأمور الضرورية المرتبة الأولى من مقاصد الشريعة لأنه يترتب على فواتها اختلال نظام الحياة في الدنيا والخسران المبين في الآخرة، وتليها في الأهمية الأمور الحاجية ثم الأمور التحسينية التكميلية ومثلاً لذلك نجد أن التكاليف الشرعية والفرائض عند البعض قد تمثل مشقة لهم، ودفع المشقة أمر حاجي بالنسبة لإقامة وحفظ الدين الذي هو أمر ضروري.

وحتى في الأمور الضرورية يراعى الأهم فالمهم، فمثلاً يوجب الشارع الجهاد لحفظ الدين وإن كان فيه ضياع لبعض النفوس، لأن حفظ الدين مقدم وأهم من حفظ النفس، ويباح شرب الخمر لمن يكره عليه أو يضطر إليه لأن حفظ النفس أهم من حفظ العقل، كما يباح اتلاف مال الغير عند الإكراه عليه لأن حفظ النفس مقدم على حفظ المال وهكذا ..

والحمد لله أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً والصلاة والسلام على الأستاذ الأعظم وعلى آله وصحبه أجمعين ..

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط