موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْ https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=6977 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | الطارق [ الجمعة أغسطس 12, 2011 4:35 pm ] |
عنوان المشاركة: | كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْ |
- عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ شرح الحديث ـــــــــــــــــــــــــــــ قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ : ( الْعَنْسِيّ ) : بِمَفْتُوحَةٍ وَسُكُون نُون ، قَالَ فِي لُبّ اللُّبَاب مَنْسُوب إِلَى عَنْس حَيّ مِنْ مَذْحِج ( كُنَّا قُعُودًا ) : أَيْ قَاعِدِينَ ( فَذَكَرَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْفِتَن ) : أَيْ الْوَاقِعَة فِي آخِر الزَّمَان ( فَأَكْثَرَ ) : أَيْ الْبَيَان ( فِي ذِكْرهَا ) : أَيْ الْفِتَن ( حَتَّى ذَكَرَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( فِتْنَة الْأَحْلَاس ) : قَالَ فِي النِّهَايَة : الْأَحْلَاس جَمْع حِلْس وَهُوَ الْكِسَاء الَّذِي يَلِي ظَهْر الْبَعِير تَحْت الْقَتَب ، شَبَّهَهَا بِهِ لِلُزُومِهَا وَدَوَامهَا . اِنْتَهَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا أُضِيفَتْ الْفِتْنَة إِلَى الْأَحْلَاس لِدَوَامِهَا وَطُول لُبْثهَا أَوْ لِسَوَادِ لَوْنهَا وَظُلْمَتهَا ( قَالَ ) : النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( هِيَ ) أَيْ فِتْنَة الْأَحْلَاس ( هَرَب ) : بِفَتْحَتَيْنِ ، أَيْ يَفِرّ بَعْضهمْ مِنْ بَعْض لِمَا بَيْنهمْ مِنْ الْعَدَاوَة وَالْمُحَارَبَة قَالَهُ الْقَارِي ( وَحَرَب ) : فِي النِّهَايَة الْحَرَب بِالتَّحْرِيكِ نَهْب مَال الْإِنْسَان وَتَرْكه لَا شَيْء لَهُ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْحَرَب ذَهَاب الْمَال وَالْأَهْل ( ثُمَّ فِتْنَة السَّرَّاء ) : قَالَ الْقَارِي : وَالْمُرَاد بِالسَّرَّاءِ النَّعْمَاء الَّتِي تَسُرّ النَّاس مِنْ الصِّحَّة وَالرَّخَاء وَالْعَافِيَة مِنْ الْبَلَاء وَالْوَبَاء ، وَأُضِيفَتْ إِلَى السَّرَّاء لِأَنَّ السَّبَب فِي وُقُوعهَا اِرْتِكَاب الْمَعَاصِي بِسَبَبِ كَثْرَة التَّنَعُّم أَوْ لِأَنَّهَا تَسُرّ الْعَدُوّ اِنْتَهَى . وَفِي النِّهَايَة : السَّرَّاء الْبَطْحَاء ، وَقَالَ بَعْضهمْ هِيَ الَّتِي تَدْخُل الْبَاطِن وَتُزَلْزِلهُ وَلَا أَدْرِي مَا وَجْهه اِنْتَهَى ( دَخَنهَا ) : يَعْنِي ظُهُورهَا وَإِثَارَتهَا شَبَّهَهَا بِالدُّخَانِ الْمُرْتَفِع ، وَالدَّخَن بِالتَّحْرِيكِ مَصْدَر دَخِنَتْ النَّار تَدْخَن إِذَا أُلْقِيَ عَلَيْهَا حَطَب رَطْب فَكَثُرَ دُخَانهَا ، وَقِيلَ أَصْل الدَّخَن أَنْ يَكُون فِي لَوْن الدَّابَّة كُدُورَة إِلَى سَوَاد قَالَهُ فِي النِّهَايَة وَإِنَّمَا قَالَ ( مِنْ تَحْت قَدَمَيْ رَجُل مِنْ أَهْل بَيْتِي ) : تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَسْعَى فِي إِثَارَتهَا أَوْ إِلَى أَنَّهُ يَمْلِك أَمْرهَا ( يَزْعُم أَنَّهُ مِنِّي ) : أَيْ فِي الْفِعْل وَإِنْ كَانَ مِنِّي فِي النَّسَب وَالْحَاصِل أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة بِسَبَبِهِ وَأَنَّهُ بَاعِث عَلَى إِقَامَتهَا ( وَلَيْسَ مِنِّي ) أَيْ مِنْ أَخِلَّائِي أَوْ مِنْ أَهْلِي فِي الْفِعْل لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِي لَمْ يُهَيِّج الْفِتْنَة وَنَظِيره قَوْله تَعَالَى : { إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ } أَوْ لَيْسَ مِنْ أَوْلِيَائِي فِي الْحَقِيقَة ، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله ( وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ) : قَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ . فِيهِ إِعْجَاز وَعَلَم لِلنُّبُوَّةِ وَفِيهِ أَنَّ الِاعْتِبَار كُلّ الِاعْتِبَار لِلْمُتَّقِي وَإِنْ بَعُدَ عَنْ الرَّسُول فِي النَّسَب ، وَأَنْ لَا اِعْتِبَار لِلْفَاسِقِ وَالْفَتَّان عِنْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ فِي النَّسَب اِنْتَهَى . ( ثُمَّ يَصْطَلِح النَّاس عَلَى رَجُل ) : أَيْ يَجْتَمِعُونَ عَلَى بَيْعَة رَجُل ( كَوَرِكٍ ) : بِفَتْحٍ وَكَسْر قَالَهُ الْقَارِي ( عَلَى ضِلَع ) : بِكَسْرٍ فَفَتْح وَيُسَكَّن وَاحِد الضُّلُوع أَوْ الْأَضْلَاع قَالَهُ الْقَارِي . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ مَثَل وَمَعْنَاهُ الْأَمْر الَّذِي لَا يَثْبُت وَلَا يَسْتَقِيم وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَع لَا يَقُوم بِالْوَرِكِ . وَبِالْجُمْلَةِ يُرِيد أَنَّ هَذَا الرَّجُل غَيْر خَلِيق لِلْمُلْكِ وَلَا مُسْتَقِلّ بِهِ اِنْتَهَى . وَفِي النِّهَايَة : أَيْ يَصْطَلِحُونَ عَلَى أَمْر وَاهٍ لَا نِظَام لَهُ وَلَا اِسْتِقَامَة لِأَنَّ الْوَرِك لَا يَسْتَقِيم عَلَى الضِّلَع وَلَا يَتَرَكَّب عَلَيْهِ لِاخْتِلَافِ مَا بَيْنهمَا وَبُعْده ، وَالْوَرِك مَا فَوْق الْفَخِذ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : هَذَا مَثَل وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَكُون عَلَى ثَبَات ، لِأَنَّ الْوَرِك لِثِقَلِهِ لَا يَثْبُت عَلَى الضلع لِدِقَّتِهِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَكُون غَيْر أَهْل لِلْوِلَايَةِ لِقِلَّةِ عِلْمه وَخِفَّة رَأْيه اِنْتَهَى . وَقَالَ الْأَرْدَبِيلِيُّ فِي الْأَزْهَار : يُقَال فِي التَّمْثِيل لِلْمُوَافَقَةِ وَالْمُلَائَمَة كَفّ فِي سَاعِد وَلِلْمُخَالَفَةِ وَالْمُغَايَرَة وَرِك عَلَى ضِلَع اِنْتَهَى . وَفِي شَرْح السُّنَّة . مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَمْر لَا يَثْبُت وَلَا يَسْتَقِيم لَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الضِّلَع لَا يَقُوم بِالْوَرِكِ وَلَا يَحْمِلهُ ، وَحَاصِله أَنَّهُ لَا يَسْتَعِدّ وَلَا يَسْتَبِدّ لِذَلِكَ ، فَلَا يَقَع عَنْهُ الْأَمْر مَوْقِعه كَمَا أَنَّ الْوَرِك عَلَى ضِلَع يَقَع غَيْر مَوْقِعه ( ثُمَّ فِتْنَة الدُّهَيْمَاء ) : وَهِيَ بِضَمٍّ فَفَتْح وَالدَّهْمَاء السَّوْدَاء وَالتَّصْغِير لِلذَّمِّ أَيْ الْفِتْنَة الْعَظْمَاء وَالطَّامَّة الْعَمْيَاء . قَالَهُ الْقَارِي . وَفِي النِّهَايَة تَصْغِير الدَّهْمَاء الْفِتْنَة الْمُظْلِمَة وَالتَّصْغِير فِيهَا لِلتَّعْظِيمِ وَقِيلَ أَرَادَ بِالدُّهَيْمَاءِ الدَّاهِيَة وَمِنْ أَسْمَائِهَا الدُّهَيْم زَعَمُوا أَنَّ الدُّهَيْم اِسْم نَاقَة كَانَ غَزَا عَلَيْهَا سَبْعَة إِخْوَة فَقُتِلُوا عَنْ آخِرهمْ وَحُمِلُوا عَلَيْهَا حَتَّى رَجَعَتْ بِهِمْ فَصَارَتْ مَثَلًا فِي كُلّ دَاهِيَة ( لَا تَدَع ) : أَيْ لَا تَتْرُك تِلْكَ الْفِتْنَة ( إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَة ) : أَيْ أَصَابَتْهُ بِمِحْنَةٍ وَمَسَّتْهُ بِبَلِيَّةٍ ، وَأَصْل اللَّطْم هُوَ الضَّرْب عَلَى الْوَجْه بِبَطْنِ الْكَفّ ، وَالْمُرَاد أَنَّ أَثَر تِلْكَ الْفِتْنَة يَعُمّ النَّاس وَيَصِل لِكُلِّ أَحَد مِنْ ضَرَرهَا ( فَإِذَا قِيلَ اِنْقَضَتْ ) : أَيْ فَمَهْمَا تَوَهَّمُوا أَنَّ تِلْكَ الْفِتْنَة اِنْتَهَتْ ( تَمَادَتْ ) : بِتَخْفِيفِ الدَّال أَيْ بَلَغَتْ الْمَدَى أَيْ الْغَايَة مِنْ التَّمَادِي وَبِتَشْدِيدِ الدَّال مِنْ التَّمَادُد تَفَاعُل مِنْ الْمَدّ أَيْ اِسْتَطَالَتْ وَاسْتَمَرَّتْ وَاسْتَقَرَّتْ قَالَهُ الْقَارِي ( مُؤْمِنًا ) : أَيْ لِتَحْرِيمِهِ دَم أَخِيهِ وَعِرْضه وَمَاله ( وَيُمْسِي كَافِرًا ) : أَيْ لِتَحْلِيلِهِ مَا ذُكِرَ وَيَسْتَمِرّ ذَلِكَ ( إِلَى فُسْطَاطَيْنِ ) : بِضَمِّ الْفَاء وَتُكْسَر أَيْ فِرْقَتَيْنِ ، وَقِيلَ مَدِينَتَيْنِ ، وَأَصْل الْفُسْطَاط الْخَيْمَة فَهُوَ مِنْ بَاب ذِكْر الْمَحَلّ وَإِرَادَة الْحَالّ قَالَهُ الْقَارِي ( فُسْطَاط إِيمَان ) : بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ بَدَل وَبِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَر مُبْتَدَإٍ مَحْذُوف أَيْ إِيمَان خَالِص . قَالَ الطِّيبِيُّ الْفُسْطَاط بِالضَّمِّ وَالْكَسْر الْمَدِينَة الَّتِي فِيهَا يَجْتَمِع النَّاس ، وَكُلّ مَدِينَة فُسْطَاط ، وَإِضَافَة الْفُسْطَاط إِلَى الْإِيمَان إِمَّا بِجَعْلِ الْمُؤْمِنِينَ نَفْس الْإِيمَان مُبَالَغَة وَإِمَّا بِجَعْلِ الْفُسْطَاط مُسْتَعَارًا لِلْكَنَفِ وَالْوِقَايَة عَلَى الْمُصَرِّحَة أَيْ هُمْ فِي كَنَف الْإِيمَان وَوِقَايَته . قَالَهُ الْقَارِي ( لَا نِفَاق فِيهِ ) : أَيْ لَا فِي أَصْله وَلَا فِي فَصْله مِنْ اِعْتِقَاده وَعَمَله ( لَا إِيمَان فِيهِ ) : أَيْ أَصْلًا أَوْ كَمَالًا لِمَا فِيهِ مِنْ أَعْمَال الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْكَذِب وَالْخِيَانَة وَنَقْض الْعَهْد وَأَمْثَال ذَلِكَ ( فَانْتَظِرُوا الدَّجَّال ) : أَيْ ظُهُوره . قَالَ الْمِزِّيّ : حَدِيث عُمَيْر بْن هَانِئ الْعَنْسِيّ أَبِي الْوَلِيد الدَّارَانِيّ عَنْ اِبْن عُمَر أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْفِتَن عَنْ يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن سَعِيد الْحِمْصِيّ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَة عَبْد الْقُدُّوس بْن الْحَجَّاج الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَالِم عَنْ الْعَلَاء بْن عُتْبَة عَنْ عُمَيْر بْن هَانِئ بِهِ اِنْتَهَى . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ . وَرَوَاهُ الْحَاكِم وَصَحَّحَهُ وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيّ وَاَللَّه أَعْلَم . ــــــــــــــــــ عون المعبود - (ج 9 / ص 286) |
الكاتب: | الطارق [ السبت أغسطس 13, 2011 5:31 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَ |
-عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ شرح الحديث ـــــــــــــــــ -قَوْله : ( عَنْ أَبِي سَعِيد ) اِسْمه سَعْد عَلَى الصَّحِيح - وَقِيلَ سِنَان - اِبْن مَالِك بْن سِنَان ، اُسْتُشْهِدَ أَبُوهُ بِأُحُدٍ ، وَكَانَ هُوَ مِنْ الْمُكْثِرِينَ . وَهَذَا الْإِسْنَاد كُلّه مَدَنِيُّونَ ، وَهُوَ مِنْ أَفْرَاد الْبُخَارِيّ عَنْ مُسْلِم . نَعَمْ أَخْرَجَ مُسْلِم فِي الْجِهَاد - وَهُوَ عِنْد الْمُصَنِّف أَيْضًا مِنْ وَجْه آخَر - عَنْ أَبِي سَعِيد حَدِيث الْأَعْرَابِيّ الَّذِي سَأَلَ : أَيّ النَّاس خَيْر ؟ قَالَ : مُؤْمِن مُجَاهِد فِي سَبِيل اللَّه بِنَفْسِهِ وَمَاله . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : مُؤْمِن فِي شِعْب مِنْ الشِّعَاب يَتَّقِي اللَّه وَيَدَع النَّاس مِنْ شَرّه . وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْر الْفِتَن . وَهِيَ زِيَادَة مِنْ حَافِظ فَيُقَيَّد بِهَا الْمُطْلَق . وَلَهَا شَاهِد مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة عِنْد الْحَاكِم ، وَمِنْ حَدِيث أُمّ مَالِك الْبَهْزِيَّة عِنْد التِّرْمِذِيّ ، وَيُؤَيِّدهُ مَا وَرَدَ مِنْ النَّهْي عَنْ سُكْنَى الْبَوَادِي وَالسِّيَاحَة وَالْعُزْلَة ، وَسَيَأْتِي مَزِيد لِذَلِكَ فِي كِتَاب الْفِتَن . قَوْله : ( يُوشِك ) بِكَسْرِ الشِّين الْمُعْجَمَة أَيْ : يَقْرَب . قَوْله : ( خَيْر ) بِالنَّصْبِ عَلَى الْخَبَر ، وَغَنَم الِاسْم ، وَلِلْأَصِيلِيِّ بِرَفْعِ خَيْر وَنَصْب غَنَمًا عَلَى الْخَبَرِيَّة ، وَيَجُوز رَفْعهمَا عَلَى الِابْتِدَاء وَالْخَبَر يُقَدَّر فِي يَكُون ضَمِير الشَّأْن قَالَهُ اِبْن مَالِك ، لَكِنْ لَمْ تَجِئْ بِهِ الرِّوَايَة . قَوْله : ( يَتَّبِع ) بِتَشْدِيدِ التَّاء وَيَجُوز إِسْكَانهَا ، " وَشَعَف " بِفَتْحِ الْمُعْجَمَة وَالْعَيْن الْمُهْمَلَة جَمْع شَعَفَة كَأَكَمٍ وَأَكَمَة وَهِيَ رُءُوس الْجِبَال . قَوْله : ( وَمَوَاقِع الْقَطْر ) بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى شَعَف ، أَيْ : بُطُون الْأَوْدِيَة ، وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا مَظَانّ الْمَرْعَى . قَوْله : ( يَفِرّ بِدِينِهِ ) أَيْ : بِسَبَبِ دِينه . و " مِنْ " اِبْتِدَائِيَّة ، قَالَ الشَّيْخ النَّوَوِيّ : فِي الِاسْتِدْلَال بِهَذَا الْحَدِيث لِلتَّرْجَمَةِ نَظَر ؛ لِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ لَفْظ الْحَدِيث عَدّ الْفِرَار دِينًا ، وَإِنَّمَا هُوَ صِيَانَة لِلدِّينِ . قَالَ : فَلَعَلَّهُ لَمَّا رَآهُ صِيَانَة لِلدِّينِ أَطْلَقَ عَلَيْهِ اِسْم الدِّين . وَقَالَ غَيْره : إِنْ أُرِيدَ بِمِنْ كَوْنهَا جِنْسِيَّة أَوْ تَبْعِيضِيَّة فَالنَّظَر مُتَّجَه ، وَإِنْ أُرِيدَ كَوْنهَا اِبْتِدَائِيَّة أَيْ : الْفِرَار مِنْ الْفِتْنَة مَنْشَؤُهُ الدِّين فَلَا يَتَّجِه النَّظَر . وَهَذَا الْحَدِيث قَدْ سَاقَهُ الْمُصَنِّف أَيْضًا فِي كِتَاب الْفِتَن ، وَهُوَ أَلْيَق الْمَوَاضِع بِهِ ، وَالْكَلَام عَلَيْهِ يُسْتَوْفَى هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . ــــــــــــــــــــــــــــــــــ فتح الباري لابن حجر - (1 / 30) |
الكاتب: | فراج يعقوب [ الأحد أغسطس 14, 2011 3:14 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَ |
اللهم نج أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم |
الكاتب: | الطارق [ الأحد أغسطس 14, 2011 4:54 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَ |
عَنْ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ وَالْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّه يُرِيدُ الْقَتْلَ شرح الحديث ـــــــ قَوْله : ( عَنْ سَالِم ) هُوَ اِبْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب . وَفِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيق إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَة قَالَ : " سَمِعْت سَالِمًا " وَزَادَ فِيهِ : " لَا أَدْرِي كَمْ رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة قَائِمًا فِي السُّوق يَقُول يُقْبَض الْعِلْم " فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا ، لَكِنْ ظَهَرَ فِي آخِره أَنَّهُ مَرْفُوع . قَوْله : ( يُقْبَض الْعِلْم ) يُفَسَّر الْمُرَاد بِقَوْلِهِ قَبْل هَذَا : " يُرْفَع الْعِلْم " وَالْقَبْض يُفَسِّرهُ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو الْآتِي بَعْد أَنَّهُ يَقَع بِمَوْتِ الْعُلَمَاء . قَوْله : ( وَيَظْهَر الْجَهْل ) هُوَ مِنْ لَازِم ذَلِكَ . قَوْله : ( وَالْفِتَن ) فِي رِوَايَة الْأَصِيلِيّ وَغَيْره : " وَتَظْهَر الْفِتَن " . قَوْله : ( الْهَرْج ) هُوَ بِفَتْحِ الْهَاء وَسُكُون الرَّاء بَعْدهَا جِيم . قَوْله : ( فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ ) هُوَ مِنْ إِطْلَاق الْقَوْل عَلَى الْفِعْل . قَوْله : ( فَحَرَّفَهَا ) الْفَاء فِيهِ تَفْسِيرِيَّة كَأَنَّ الرَّاوِيَ بَيَّنَ أَنَّ الْإِيمَاء كَانَ مُحَرَّفًا . قَوْله : ( كَأَنَّهُ يُرِيد الْقَتْل ) كَأَنَّ ذَلِكَ فُهِمَ مِنْ تَحْرِيف الْيَد وَحَرَكَتهَا كَالضَّارِبِ ؛ لَكِنَّ هَذِهِ الزِّيَادَة لَمْ أَرَهَا فِي مُعْظَم الرِّوَايَات وَكَأَنَّهَا مِنْ تَفْسِير الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَة ، فَإِنَّ أَبَا عَوَانَة رَوَاهُ عَنْ عَبَّاس الدُّورِيّ عَنْ أَبِي عَاصِم عَنْ حَنْظَلَة وَقَالَ فِي آخِره : " وَأَرَانَا أَبُو عَاصِم كَأَنَّهُ يَضْرِب عُنُق الْإِنْسَان " وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : الْهَرْج هُوَ الْفِتْنَة ، فَإِرَادَة الْقَتْل مِنْ لَفْظه عَلَى طَرِيق التَّجَوُّز إِذْ هُوَ لَازِم مَعْنَى الْهَرْج ، قَالَ إِلَّا أَنْ يَثْبُت وُرُود الْهَرْج بِمَعْنَى الْقَتْل لُغَة . قُلْت : وَهِيَ غَفْلَة عَمَّا فِي الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الْفِتَن . وَالْهَرْج الْقَتْل بِلِسَانِ الْحَبَشَة . وَسَيَأْتِي بَقِيَّة مَبَاحِث هَذَا الْحَدِيث هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . ـــــــــــــ فتح الباري لابن حجر - (1 / 140) |
الكاتب: | الطارق [ الاثنين أغسطس 15, 2011 6:29 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَ |
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُهُ وَمَنْ وَجَدَ فِيهَا مَلْجَأً فَلْيَعُذْ بِهِ حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنِي و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ مِنْ الصَّلَاةِ صَلَاةٌ مَنْ فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ شرح الحديث - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَتَكُونُ فِتَن الْقَاعِد فِيهَا خَيْر مِنْ الْقَائِم ، وَالْقَائِم فِيهَا خَيْر مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْر مِنْ السَّاعِي ، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأ فَلْيَسْتَعِذْ بِهِ ) وَفِي رِوَايَة ( سَتَكُونُ فِتْنَة النَّائِم فِيهَا خَيْر مِنْ الْيَقْظَان ، وَالْيَقْظَان فِيهَا خَيْر مِنْ الْقَائِم ) أَمَّا ( تَشَرَّفَ ) فَرُوِيَ عَلَى وَجْهَيْنِ مَشْهُورَيْنِ : أَحَدهمَا بِفَتْحِ الْمُثَنَّاة فَوْق وَالشِّين وَالرَّاء ، وَالثَّانِي يُشْرِف بِضَمِّ الْيَاء وَإِسْكَان الشِّين وَكَسْر الرَّاء ، وَهُوَ مِنْ الْإِشْرَاف لِلشَّيْءِ ، وَهُوَ الِانْتِصَاب وَالتَّطَلُّع إِلَيْهِ وَالتَّعَرُّض لَهُ . وَمَعْنَى ( تَسْتَشْرِفهُ ) تَقْلِبهُ وَتَصْرَعهُ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ الْإِشْرَاف بِمَعْنَى الْإِشْفَاء عَلَى الْهَلَاك ، وَمِنْهُ أَشْفَى الْمَرِيض عَلَى الْمَوْت وَأَشْرَفَ . وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأ ) أَيْ عَاصِمًا وَمَوْضِعًا يَلْتَجِئ إِلَيْهِ وَيَعْتَزِل ، فَلْيَعُذْ بِهِ أَيْ : فَلْيَعْتَزِلْ فِيهِ . وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْقَاعِد فِيهَا خَيْر مِنْ الْقَائِم ... إِلَى آخِره ) فَمَعْنَاهُ بَيَان عَظِيم خَطَرهَا . وَالْحَثّ عَلَى تَجَنُّبهَا وَالْهَرَب مِنْهَا ، وَمِنْ التَّشَبُّث فِي شَيْء ، وَأَنَّ شَرّهَا وَفِتْنَتهَا يَكُون عَلَى حَسَب التَّعَلُّق بِهَا . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شرح النووي على مسلم - (9 / 263) |
الكاتب: | زينب [ الأربعاء أغسطس 17, 2011 1:36 am ] |
عنوان المشاركة: | Re: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَ |
كلما رايت هذا العنوان ...كنا قعود عند رسول الله اخذت وماقرات بعده يحضرنى حال الذين هم قعود عندرسول الله كيف هم كيف وجووهم.... انفاسهم ...اتخيل لو انا قعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واردت ان اعرف من الذى كانوا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وجدته عبد الله بن عمر ....اليس هو الذى كان يقتفى اثر النور قدم بقدم ....خطوة بخطوة.. يسال النبى صلى بمكان صلى به... اناخ بوادى اناخ به..... ان استظل بشجرة استظل بها ........له سبق الذين اتبعوا النبى الامى الذى يجدونه مكتوبا عندهم ........حرى ان يكون هو القائل كنا قعوداعند رسول الله......له غرف العندية......ليت انا قعودعند رسول الله صلى الله عليه وسلم |
الكاتب: | الطارق [ الجمعة أغسطس 19, 2011 11:40 pm ] |
عنوان المشاركة: | Re: كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَ |
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ و حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ حَدِيثِ جَرِيرٍ وَقَالَ لَا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا شرح الحديث قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَة مَاتَ مِيتَة جَاهِلِيَّة ) هِيَ بِكَسْرِ الْمِيم ، أَيْ : عَلَى صِفَة مَوْتهمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ فَوْضَى لَا إِمَام لَهُمْ . قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ قَاتَلَ تَحْت رَايَة عِمِّيَّة ) هِيَ بِضَمِّ الْعَيْن وَكَسْرهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ ، وَالْمِيم مَكْسُورَة مُشَدَّدَة ، وَالْيَاء مُشَدَّدَة أَيْضًا ، قَالُوا : هِيَ الْأَمْر الْأَعْمَى لَا يَسْتَبِين وَجْهه ، كَذَا قَالَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَالْجُمْهُور ، قَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ : هَذَا كَتَقَاتُلِ الْقَوْم لِلْعَصَبِيَّةِ . قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَغْضَب لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَة أَوْ يَنْصُر عَصَبَة ) هَذِهِ الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة بِالْعَيْنِ وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ ، هَذَا هُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف فِي نُسَخ بِلَادنَا وَغَيْرهَا ، وَحَكَى الْقَاضِي عَنْ رِوَايَة الْعُذْرِيّ بِالْغَيْنِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَتَيْنِ فِي الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة ، وَمَعْنَاهَا : أَنَّهُ يُقَاتِل لِشَهْوَةِ نَفْسه وَغَضَبه لَهَا ، وَيُؤَيِّد الرِّوَايَة الْأُولَى الْحَدِيث الْمَذْكُور بَعْدهَا : يَغْضَب لِلْعَصَبَةِ ، وَيُقَاتِل لِلْعَصَبَةِ ، وَمَعْنَاهُ : إِنَّمَا يُقَاتِل عَصَبِيَّة لِقَوْمِهِ وَهَوَاهُ . قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِب بَرّهَا وَفَاجِرهَا ، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنهَا ) وَفِي بَعْض النُّسَخ : ( يَتَحَاشَى ) بِالْيَاءِ ، وَمَعْنَاهُ : لَا يَكْتَرِث بِمَا يَفْعَلهُ فِيهَا ، وَلَا يَخَاف وَبَاله وَعُقُوبَته . ـــــــــــــــــــــــ شرح النووي على مسلم - (6 / 322) |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |