اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6473
|
|
مصرع الحسين : ويا لهف الأفئدة حين تسمع مصرع الحسين أو تقرؤه – وكيف لا تتمزق لفائف القلوب هلعا وجزعا من مصرع الحسين :-
صرع الحسين وصرع قبله عمر وعثمان وعلى – رضي الله عنهم – فكان مصرعهم كوخز السنان على الجنان 0 وكلما نشرنا صفحة الماضي المطوية ، واسترجعنا هذه المآسي التاريخية يندلع لهيب الأسى فى قرارة القلوب – ولكن مصرع الحسين وحده أشد من ذلك وقعا – وهو سلسلة من الفجائع متصلة ريعت لهولها القلوب البشرية وانفطرت لأجلها ، على مختلف الأديان والنحل 0
وأنا إن أذكر فأذكر مستشرقا انجليزيا غال الحمام أعز أولاده لديه فلم يبلغ به جزعه على ولده وهو فلذة كبده وثمرة فؤاده ، مثل ما بلغ به فى مصرع الحسين فكان يقول : لا أستطيع صبرا ولا أملك شعوري حين قراءة مصر ع الحسين دون أن أسح الدمع مدرارا –
فيا ويح هذه الأيدي الأثيمة التي تطاولت على دوحة المجد والفخار،فاجتثتها وجرأت على الغصن الوارف فهصرته : ليس إلا لموجدة فى النفوس أشعلها حب الجاه والمنصب والمال - ولقد كان الحسين رضى الله عنه يتوقع هذه المغبة السيئة فى كل مرحلة من مراحل سفره –وكانت قرائن الأحوال تؤذن بهذه الأهوال ، لكنه مع هذا كان يظن لرفعة شأنه وسمو مكانته فى النفوس أن الأيدي الآثمة تقصر عن الامتداد إليه والنيل منه 000000000000
وأعجب منى كيف أخطئ دائما
على أنني من أعرف الناس بالناس
لقد قال الفرزدق1حين سأله رأيه ( إن قلوب الناس معك وسيوفهم مع بنى أمية ) وحذره ونصح له – وكذلك حذره ابن عباس وقال له ( أقم بهذا البلد فانك سيد الحجاز فان كان أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم )وحذره كثيرون فلم يصخ لنصائحهم وأبى سوء الطالع إلا أن يمضى ما اعتزم عليه حتى قضى الله أمرا كان مفعولا 00
فى الموت ما أعيى وفى أسبابه
كل امرئ رهن بطي كتابه
لو حمام الفتى بأية أرض
سيق طوعا إليه يبغى مراما
ولقد كان من جراء تكالب قوم يزيد على حب المال وعدم قبول الحسين نصيحة المخلصين له ( كابن عباس وغيره ) وكان ذلك قدرا مقدورا ، كان من جراء ذلك ومن تخاذل أنصاره وعدم أهبته ، وتآلف جنوده هذه الفجيعة المؤلمة – وأية فجيعة وأي رزء كمصرع الحسين الذي قال جده فيه ( حسين منى وأنا من حسين يؤذيني ما يؤذيه ) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه 0(( سليمــان الوكيل الأزهري ))
1- الفرزدق : (38هـ - 658م)(110هـ - 728م) شاعر من العصر الأموى وأسمه همام بن غالب بن صعصعة الدرامى وكنيته أبو فراس وسمى بالفرزدق ولد فى كاظمية لبنى تميم أشتهر بالشعر والمدح والهجاء ويقول أهل اللغة ( لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية ).
|
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
