اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4146
مكان: الديار المحروسة
|
|
ولا يظن أحد أن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم صاحب فضل على رسول الله الهادى البشير النذير ، لأنها هى صاحبة الفضل فى نجاته وهى صاحبة الفضل فى ما يأتيه من النعم ويكفى أن يظهر عجز الإنسان عن الصلاة بنفسه لأنه حين أمرنا بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ننفذ الأمر بقولنا "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم " فنحن اذن نطلب من الله الصلاة بدلا منا لنعرف قدرنا من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القائل "لا يعرف قدرى غير ربى " ومن عنايته بنا أن علمنا كيف نصلى عليه بتوجهنا إلى الله بالصلاة عليه فقال عليه الصلاة والسلام حين سأله الصحابة رضوان الله عليهم :كيف نصلى عليك يا رسول الله ؟ قال قولوا :"اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم"
ولمن أراد أن يقول الأمر كما هو فلا عليه ومن بلفظ السيادة انما جاء به تقديرا وحبا وتعظيما وودا وله أدلته القوية وأسانيده الواضحة وتلك أذواق يمن الله بها على من يشاء وهو ذو الفضل العظيم .
وانه لا ينبغى لمن صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عاصيا أو جاهلا أو كسولا أو عاجز فانه يعقبها التسليم وذلك فى قول الله تعالى : ((...وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56))) سورة الأحزاب إنما هو من السلام ومن التسليم فالسلام أمان ودعوة إلى دار السلام بما يتطلب ذلك من بذل الأرواح والمُهج والأنفس والأموال وطلب العلم والعمل والسعى على الأرزاق وتحرى الحلال ودوام الذكر وطهارة السر ونظافة اليد وعفاف اللسان ،اللسان أصبح ذاكرا والقلب أصبح شاهدا ومسلما والصدر أصبح خاليا من الأضغان وطالبا لرضا المولى سبحانه وتعالى بتوحيده وتعظيمه وتسبيحه وتقديسه .
والتسليم إتباع وإذعان وخضوع وخشوع فلا شك ولا حيرة ولا بلبلة وانما ما كان من الله فهو الصحيح المفضال ، وما كان من عند الله فهو الخير العام والخاص والفائدة المرجوة والثمرة المنتظرة ، وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الشفاء والغذاء ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما(65((. سورة النساء
ونكتفى حتى لا نطيل عليكم فكم للصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم من نفحات ولهذا كان لها العديد من الصيغ والعديد من الفوائد والعديد من الهيئات وكلها لها من الوزن والترجيح ما ينفع المؤمنين الراغبين فى التوبة والرضوان والوصل والجنان والتمتع بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم ونيل شفاعته والشرب من حوضه شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا . وانما نقدم هذا القدر الضئيل قربة فى ذكرى الحبيب صلى الله عليه وسلم ووسيلة إليه فى مولده المبارك ومشرق شمس نوره على الوجود سائلين المولى عز وجل أن يتقبل منا ويمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم ويرضى قلبه عنا ونختم بإنشاد الأمام الشافعى رضى الله عنه اشارة إلى أن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم أحد أركان الصلاة .
وذلك فى قوله :
يا آل بيت رسول الله حبكمو فرض من الله فى القرآن أنزله
يكفيكمو من عظيم الفخر أنكمو من لم يصل عليكم لا صلاة له
*****
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ومولانا محمد ، كما صليت وسلمت وباركت على سيدنا إبراهيم فى العالمين أنك حميد مجيد.وعلى آله وصحبه وسلم
تم بحمد الله
_________________  أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
