موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: «المصري اليوم» ترصد «نهراً جديداً» فى «باطن» الصحراء الغربية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 15, 2011 9:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2008 12:00 pm
مشاركات: 1777
«المصري اليوم» ترصد «نهراً جديداً» فى «باطن» الصحراء الغربية «١ -٣»

http://www.almasry-alyoum.com/article2. ... sueID=2135

على بُعد ٣٥٠ كيلومتراً من محافظة مطروح، وتحديدًا بعد أكثر من ٥ ساعات سيراً فى عمق الصحراء الغربية يكمن ما يمكن وصفه بـ«الكنز المائى»، حيث توجد بحيرة طبيعية ممتدة الأطراف، مصدرها عين جوفية تضخ مياهاً علمنا بعد تحليلها أنها أكثر عذوبة من نهر النيل.

وبرصد استقصائى توصلنا إلى أن الأمر يُمكن أن يكون أكبر كثيراً من مجرد عين تفجرت منذ عشرات السنين دون أن تجد من يستغلها فحسب، خاصة بعد ما شاهدناه على الطبيعة وسمعناه من شهادات وآراء جيولوجية وتاريخية جميعها يتحدث عن أن مياه هذه العين نابعة من نهر جوفى فى باطن الصحراء الغربية، مدعمين هذا التفسير بوجود آبار أخرى موازية لهذه العين على مسافات متباعدة، تخرج منها مياه بنفس مواصفات وخواص مياه هذه العين.

هذا التفسير كان المنطلق لرحلة خاضتها «المصرى اليوم» فى عمق الصحراء الغربية لرصد هذه العين وغيرها من الآبار الموازية، بغرض التأكد من حقيقة وجود ثروة مائية مخزونة فى باطن الصحراء، وغير ملتفت إليها، رغم ما تعانيه مصر فى الوقت الراهن من تهديدات بفقر مائى مستقبلى، فكانت هذه الرحلة.

الزمن: السادسة وعشر دقائق صباحاً

المكان: أمام أحد فنادق محافظة مطروح

المشهد: سيارتان نصف نقل بحالة ظاهرية تبدو متهالكة تقفان أمام البوابة الرئيسية للفندق، وأمام كل منهما رجل يرتدى الزى البدوى، أحدهما يدعى جبران صالح جبران، والآخر اسمه فرج سالم طاهر، وهما يشتهران بين قبائل مطروح بأنهما من «ثعالب الصحراء»، خاصة أن عملهما هو إمداد القبائل التى تتخذ من قلب الصحراء الغربية موطناً، بالمؤن اللازمة للحياة ومساعدة سكانها على بيع ما ينتجونه من محاصيل كالبلح والتمور والمصنوعات اليدوية، لأهالى مطروح وروادها، مما يعنى أنهما إحدى حلقات الوصل بين سكان القبائل الصحراوية وأهالى المدينة.

أمام الفندق، وفى هذا التوقيت (المحدد سلفاً)، التقيت أنا وزميلى المصور طارق الفرماوى، بهذين الرجلين وبعد التحية أطمأننت منهما على توافر كل ما نحتاجه من مؤن وتصاريح لرحلة فى قلب الصحراء الغربية، قاصدين خلالها مكاناً ظللت أجمع عنه معلومات على مدار شهر مضى، وتأكدت خلالها أننا مقبلون على رحلة شديدة الوعورة تنتهى بكشف خطير وقد كان.

قبل هذه الرحلة بيوم واحد كنت التقيت بجبران وفرج، بعد رحلة بحث عن أشخاص يعلمون دروب الصحراء ومسالكها ومدقاتها، يصلحون لمرافقتنا إلى ما نسعى إليه، وخلال اللقاء تحدثت معهما عما لدى من معلومات بشأن وجود ما يشبه بحيرة عذبة فى قلب الصحراء الغربية، منبعها عين جوفية تفجرت منذ عشرات السنين، ولم تتوقف عن الانهمار، فكانت المفاجأة أنهما أكدا لى صدق هذه المعلومات، بل قالا إنهما من روادها، ويعرفان الكثير عنها، وأن هناك أكثر من عين أخرى تقع على نفس الخط، بها مياه بنفس الخواص والضغط، فأيقنت أننا نسير على الطريق الصحيح، وقررت ألا أضيع الوقت، وتناقشت معهما حول الطريق المؤدى إلى هذه العيون، وما نحتاجه من مؤن وتصاريح، واتفقنا على الانطلاق صبيحة الغد بعدما حصلنا على التصاريح اللازمة لدخول هذه المنطقة، كما اتفقنا على السير بسيارتين بدلاً من واحدة بدعوى زيادة الأمان.

فى السادسة والربع صباحاً تحركنا من أمام الفندق متوجهين إلى قلب الصحراء الغربية وتحديداً إلى منطقه تدعى «عين كيفارة» تبعد عن مدينة مطروح بنحو ٣٥٠ كيلو متراً، نسير منها نحو ١٠٠ كيلو متر على الطريق المؤدى إلى واحة سيوة، وهو طريق سريع ممهد، ثم نتجه إلى قلب الصحراء لنسلك «مدقات» شديدة الوعورة.

خلال سيرنا على طريق «مطروح - سيوة» هاجمتنا شبورة ممطرة شعرنا معها بأننا عدنا لمنتصف شهر فبراير، حيث الشتاء القاسى، وبعد أكثر من ٢٠ كيلو متراً انقشعت الشبورة، وعدنا إلى «الحر»، فواصلنا السير إلى أن وصلنا إلى منطقة تسمى «بئر النص» وعندها ودعنا الطريق الممهد وبدأنا الرحلة فى عمق الصحراء.

السكون التام وثبات المشهد ظلا ملازمين لنا منذ تعمقنا داخل الصحراء لمدة تجاوزت الساعة تقريباً، لم يغيرهما سوى بعض الأودية الخضراء المزروعة طبيعياً بأعشاب صحراوية وأشجار الطلح، التى يتجمع حولها قطعان من الجمال التى لم نعرف من أين تأتى وإلى أين تتجه.

ظل المشهد هكذا إلى أن تبدد اللون الأصفر من على جانبى الطريق وحل مكانه بياض ناصع، راسماً لوحة إلهية جعلتنا نشعر بأننا انتقلنا فى دقائق معدودات من زمهرير الصحراء الغربية، إلى جليد «سيبيريا» فى روسيا، وأمام هذا المشهد الخاطف لم أتمالك نفسى وطلبت من الدليل «الشيخ فرج» التوقف لرصد هذا التغير، فضحك قائلاً: «هذا ملح طبيعى من الأرض، وهى ظاهرة نراها منذ نحو ٤٠ عاما».

(بالعودة إلى جيولوجيين بعد الرحلة علمنا أن هذا الملح نتاج تغلغل المياه فى باطن الأرض على مسافة قريبة، مما تسبب فى تقلب عناصرها وبروز أملاحها من الباطن إلى السطح، مكونة طبقة صخرية فى بعض المناطق وأخرى رخوة جدا).

أمام هذا المشهد اقتربت من هذا الملح وبدأت أنبش أسفله فلاحظت أنه بمجرد أن أغرس يدى فى باطن الأرض أجد ماءً، وقتها شعرت بأننا اقتربنا مما ننشد، وهو ما أكده لى دليلى فى الرحله قائلا: «هذه الوديان من الملح الطبيعى والأرض أسفلها متشبعة بالمياه لأننا اقتربنا من منطقة عين كيفارة».

تحركنا بالسيارتين بعد ذلك، وقبل أن نتجاوز الـ٢٠ دقيقة لمحت فى الأفق ما يشبه الحزام الأخضر ينتصفه انعكاس ظننت فى البداية أنه سراب، لكن بعدما اقتربنا أكثر وجدتها بحيرة كبيرة جداً، وفى أقل من ١٠ دقائق أخرى توقفنا، وقبل أن يتحدث أى من الدليلين المصاحبين لنا اندفعت وزميلى المصور صوب منطقة تكسوها خضرة كثيفة وبوص و«هيش»، وكنا كلما نقترب نسمع صوت اندفاع الماء إلى أن وصلنا لمنطقة البئر، فكان مشهد تتراقص له الأفئدة وتبكى منه الألباب.

حينما وصلنا إلى البئر وجدنا مياها تندفع بقوة رهيبة من بين جدران تهالكت بفعل الضغط المائى، عائدة إلى الأرض، مُشكّلة جداول وشلالات طبيعية يتصاعد منها البخار، وبمجرد أن اقتربنا من الماء ولمسناه وجدناه ساخناً جداً، لدرجة تقترب من الغليان، فسارعت بسؤال «الشيخ جبران» عن سر سخونة هذه المياه، فقال: «لأنها خارجة من باطن الأرض، لكنها تبرد سريعاً».

(وقتها تذكرت بداية الخيط الذى دلّنى على هذا الكشف، وكان تقرير رسمى صادر عام ١٩٨٥، عن معمل بحوث الأراضى الملحية والقلوية التابع لمديرية الزراعة بالإسكندرية، أكد أن سرعة تدفق هذه المياه يتجاوز ٢٠ ألف متر مكعب يومياً أى ما يعادل ٧ ملايين و٣٠٠ ألف متر مكعب سنوياً، ودرجة حرارتها نحو ٦٥ درجة مئوية، ومعدل عذوبتها يفوق مياه نهر النيل بعد تنقيتها).

قمت بالتسلق بين الصخور المتشبعة بالطفيليات إلى أن وصلت لجدران منبع المياه، فوجدت داخلها «محبساً» ضخماً يتجاوز طوله المترين مخصصاً لآبار البترول، يبدو أنه انفجر منذ فترة طويلة بسبب ضغط المياه التى تنهمر من كل اتجاه مُشكّلة جدولاً عشوائياً غاية فى الجمال، حيث تحيطه الخضرة من كل اتجاه، وتصعد منه الأبخرة الدالة على ارتفاع حرارة المياه، سائراً إلى نقطة التجمع وهى البحيرة.

أمام عين كيفارة قال الشيخ فرج: «آتى إلى هنا من قبل ١٩٨٥ ومنذ هذا الوقت والعين تضخ المياه بنفس الغزارة، وكل ما أعلمه أن هذا المحبس وضعته شركة بترول تدعى كيفارة، منذ نحو ٥٠ عاماً، حينما عثرت على الماء أثناء تنقيبها عن البترول، لكن لم يتعد وقت طويل إلا وانفجر المحبس نتيجة شدة ضغط الماء، ومنذ هذا الوقت كلما مررت أجد العين تضخ الماء بهذه الشدة».

وأضاف: «لم يأت إلى هنا أى مسؤول أو أى جهة منذ هذا الوقت، إلا مرات نادرة لم تفعل خلالها أى شىء، ولا أعرف لماذا لم يتم استغلال هذه المياه عن طريق ضخها إلى مطروح وضواحيها التى هى فى أشد الحاجة إلى المياه».

وتابع الشيخ فرج: «أشرب دائماً من هذه المياه، بل آخذ منها إلى المنزل فى جراكن لأنها مياه نظيفة جداً جداً، وأحسن من المعدنية، ولذلك أناشد المسؤولين أن يستغلوا هذه المياه لتعمير صحراء مطروح».

وقال الشيخ جبران: «آتى إلى هنا منذ عام ١٩٩٢، ويقال إن هذه العين تضخ الماء منذ عام ١٩٤٨ أو ١٩٥٥ تقريباً، لكن هذه البناية المحيطة بالبئر جديدة أنشأها جهاز تعمير الصحارى»، مؤكداً أن المياه طعمها «لذيذ جداً»، وبها معادن كثيرة.

وحول محاولات استغلال هذه المنطقة، قال الشيخ جبران: «فى إحدى السنوات جاء رجل أعمال وأقام مزرعة سمكية، لكنه لم يستطع تجميع السمك بسبب البوص والهيش المحيط بالمياه، وفى مرة أخرى جاء أحد المستثمرين بعرض لاستغلال المنطقة زراعياً وسمكياً لكن ما عرفته أن المحافظة وضعت له عوائق كثيرة منها فرض رسوم عالية على استهلاك المياه، فلم يوافق».

وأضاف: «مياه عين كيفارة هى نفس المياه الموجودة فى عين تبغبغ وغزالة وأم الصغير وهو ما يؤكد أن هذه المياه ليست مجرد بئر جوفية، لكنها أشبه بالنهر».

بعد الوقوف كثيراً أمام منبع هذه المياه قررنا القيام بجولة واسعة حول هذه العين حتى الوصول إلى البحيرة فكان أكثر ما لفت الانتباه هو ألوان الصخور التى تسير فوقها المياه، والأرض الطينية والزراعات الصحراوية الكثيفة، إضافة إلى بقايا حيوانات برّية وطيور بحرية لا نعرف كيف أتت إلى هذه البقعة.

اقتربنا بالسيارتين من البحيرة ثم توقفنا لأن الأرض أصبحت طينية مشبعة بالمياه، مما يعوق السير صوب البحيرة بالسيارتين، وأمام هذا المشهد اقتربت مسرعاً نحو المياه عابراً أنواعاً غريبة من المزروعات والبوص الشائك دون خوف من تحذيرات الدليلين من الحشرات والزواحف الخطيرة، إلى أن وصلت قرب البحيرة التى لم أستطع الوقوف على شاطئها لأن الوصول إليه كان يعنى الغوص فى الطين.

ومن البحيرة قررنا الذهاب إلى أقرب عين من «كيفارة» للوقوف على ما لدينا من معلومات حول كون ما وجدناه من مياه ليس نابعاً من مجرد بئر، فاتخذنا الطريق إلى منطقة أخرى تسمى قارة أم الصغير .

بعد رحلة تجاوزت الساعتين وصلنا إلى هذه «القارة» فوجدناها قرية آهلة بالعشرات من البدو الذين تجمعوا حولنا مرحبين بنا بشكل ينم عن فطرة وطيبة قلما وجدت فى هذا الزمن، وهناك التقينا بشيخ القارة، وهو كهل يدعى الشيخ مهدى، وطلبنا منه الوصول إلى البئر، فأخذنا بنفسه إليها.

بمجرد الوصول إلى هذه البئر وجدنا طلمبات وماكينة رفع عملاقة علمنا أن المحافظة بالتعاون مع هيئات مانحة قامت بتركيبها لكى يستفيد منها أهل القارة، حيث تخرج المياه من البئر بنفس درجة حرارة «عين كيفارة» ومنها تتجه إلى مجرى مؤد لحوض كبير لتبريدها، على أن تسير بعد ذلك إلى المنازل والزراعات.

أمام هذه البئر التقينا شخصاً يدعى مصطفى محمد خليفة، علمت من الشيخ مهدى أنه مسؤول البئر، الذى يتولى عملية فتحها وغلقها فى أوقات معينة.

قال خليفة: «المياه الساخنة اللى بتخرج من العين، بنوديها على مبرد إحنا عاملينه، عشان يبردها شوية، وهى مياه نظيفه بتبرد فى وقت قليل، وبعدين بتروح على الجناين، لكن لو هنستخدمها فى الشرب، بتطلع على خط تانى غير خط التبريد، هو خط موصل بعدادات استهلاك لكل بيت فى القارة، عشان المحافظة تحاسبنا عليه، وللعلم البير ده ممنوع يتقفل، لكننا ممكن نقفل المحابس فقط وده لما كل خزانات المياه اللى فى القرية بتتملى، ساعتها بنقفل المحابس ونوجه المياه للأرض».

وهنا تدخل الشيخ مهدى قائلاً: «حوض التبريد ده بياخد المياه اللى جاية من الخزان، ويفرغها فى حوض، وبعدين تروح للحوض الثانى عن طريق ماسورة، وبعد التبريد بنسيب المياه على الأراضى المخصصة للزراعة».

وحول التشابه فى خواص وقوة مياه بئرى القارة وكيفارة، قال الشيخ مهدى: «نعم هى مياه واحدة، وهناك أكثر من بئر أخرى على نفس الخط تخرج هذه المياه منذ عشرات، بل مئات السنين، لكننا لم نستفد منها، لبعدها الكبير عن القارة».

وأضاف: «نحن كنا نعيش لفترة طويلة على مياه كيفارة، وذلك قبل اكتشاف هذه البئر المجاورة لنا، ولأننا شربنا من الاثنتين، نؤكد عدم وجود أى اختلاف بينهما سواء فى درجة حرارتها أو فى طعمها».

بعد هذه الجولة سعينا إلى الوصول لبئر ثالثة، لكن بُعد المسافة ووعورة الطريق، وقرب نفاد ما معنا من مؤن حالت دون ذلك، فاكتفينا بما رصدنا، وقررنا العودة إلى مطروح، حاملين معنا ما يمكن تسميته بـ«كشف مائى» خطير، نقدمه خالصاً للمسؤولين، أملاً فى استغلاله، ونحن فى أشد الحاجة إليه.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 15, 2011 9:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2008 12:00 pm
مشاركات: 1777
«المصري اليوم» تنشر تقريراً رسمياً حول مياه «كيفارة».. وترصد آراء جيولوجية وتاريخية عن منبعها (٢ -٣)

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=296850

حصلت «المصرى اليوم» على تقرير رسمى حول العين السخنة (كيفارة)، أكد أن مياهها «أنقى» من مياه الصنبور، وأن معدل تدفقها من العين يصل إلى «٢٠ ألف» متر مكعب يومياً، ودرجة حرارتها تفوق الـ«٦٠» درجة مئوية، مشدداً على ضرورة سرعة استغلال هذه العين، لضمان عدم إهدار ثروة تعود بالنفع على المنطقة.

اللافت أنه رغم تنبيه التقرير الصادر منذ نحو ربع قرن من الزمان، فإن الوضع لا يزال على ما عليه: ماء ينهمر بقوة دون أن يجد من يستفيد منه.

أمام ما سرده التقرير من نتائج مذهلة حول عين كيفارة كان من الضرورى رصد آراء عدد من المتخصصين جيولوجياً وتاريخياً فى هذه المنطقة، فالتقينا أحد الجيولوجيين المسؤولين عن جهاز تعمير صحراء الساحل الشمالى، الذى تحدث معنا كثيراً حول خواص ومنبع هذه المياه، مقابل وعد منا بعدم الكشف عن اسمه لأسباب قال إنها وظيفية، فيما أمدتنا المستشارة هايدى فاروق، الباحث فى الأرشيفين البريطانى والأمريكى، بمعلومات تاريخية وصفتها بـ«المذهلة» تتحدث عن وجود نهر فى باطن الصحراء الغربية.

تقرير «بحوث الأراضى الملحية والقلوية»: مياه العين «أنقى» من نهر النيل.. والأرض المحيطة بها «تصلح للزراعة».. والتأخر فى استغلالها «إهدار» للثروة المائية

أكد تقرير رسمى صادر عن معمل بحوث الأراضى الملحية والقلوية بالإسكندرية أن مياه عين كيفارة «أكثر نقاءً» من مياه نهر النيل، وأن هناك رقعة كبيرة من الأرض الصحراوية المحيطة بها «صالحة للزراعة»، معتبراً أى تأخر فى استغلال مياه هذه العين «إهداراً» لثروة مائية تعود بالنفع على المنطقة.

وجاء فى نص التقرير، الصادر فى الرابع من نوفمبر ١٩٨٥: «قامت اللجنة المكونة من السادة مدير عام قطاع الزراعة بمطروح، الأستاذ الدكتور المنسق العام، والمستشار الأستاذ الدكتور حسن إسماعيل، والمجموعة الفنية لمشروع الأراضى القحلة بزيارة العين السخنة (عين كيفارة) بواحة سيوة بمطروح، وقد تولى مدير معمل بحوث الأراضى الملحية والقلوية دراسة مياه العين السخنة، وكذا صلاحية الأراضى المحيطة للزراعة».

وقال التقرير: «تم رفع تقرير فى حينه إلى الأستاذ الدكتور عادل البلتاجى، المنسق العام لمشروع الأراضى القحلة لعرضه على السيد الأستاذ الدكتور وزير الزراعة، ولقد تبين من الدراسة التى قامت بها اللجنة ومعمل بحوث الأراضى النقاط التالية:-

العين السخنة بواحة سيوة بمطروح هى عبارة عن بئر حُفرت بواسطة إحدى شركات البترول، التى كانت تعمل بالمنطقة، ولمّا وجدت الشركة أن البئر لا تحتوى إلاّ على الماء قامت بعمل تكْسية للبئر وأغلقتها بمحابس حديدية، لإمكانية استغلالها مستقبلاً، إلاّ أن التكْسية الحديدية للبئر كُسِرت وتفجّر الماء بسرعة تحت ضغط هيدروستاتيكى عال جدا أدى إلى تدفق الماء بسرعة كبيرة من البئر، وبمعدل تصرف يصل إلى حوالى ٢٠.٠٠٠ متر مكعب يومياً، إلاّ أن هذا الرقم لا يعول عليه إلا بمد قياس التصرف الحقيقى للبئر على الطبيعة.

بدراسة العين السخنة وُجد أن درجة حرارة مياهها ٦٥ درجة مئوية، ودرجة توصيلها الكهربائى هى ٠.٦ ملليموز/سم، أى أن درجة تركيز الأملاح بها ٣٩٠ جزءاً فى المليون، وبذلك فإنها أكثر عذوبة من مياه الصنبور العادية، التى تصل أحيانا درجة ملوحتها إلى أكثر من ٥٠٠ جزء فى المليون، ويُبيّن جدول رقم ١ نتائج تحليل مياه البئر الساخنة.

تقع البئر المذكورة أعلاه فى منطقة توضح الدلائل فيها أنها من أصل بحرى، حيث تنتشر القواقع البحرية فى المنطقة التى حول البئر، والتى تتميز بوجود طبقة متفاوتة السمك من الرمال، تليها طبقة جبسية يتراوح سمكها من ٢٥ إلى ٣٠ مم، ونتيجة لارتفاع درجة المياه المتدفقة من البئر وسرعة جريانها فإن المياه أحدثت تصدعات فى الطبقة الجبسية، مما أدى إلى تسربها خلال جوف الأرض، مُذيبة للأملاح، ثم ظهورها مرة أخرى فى المنخفضات على صورة بحيرات ملحية تماماً، حيث وصلت درجة ملوحة إحدى البحيرات المتكونة من تسرب المياه (البحيرة الكبيرة) إلى حوالى ٤٣ ملليموز/سم، أى حوالى ٢٧٩٥٠ جزءاً فى المليون، أى ما يقارب تركيز الأملاح فى مياه البحر الأبيض المتوسط (حوالى ٣٤٠٠٠جزء/مليون)، ويبين هذا مدى الضرر الجسيم الذى يؤدى إلى تحويل مياه عذبة إلى مياه مالحة غير صالحة لأى غرض، وبالطبع هذا يتوقف على ملوحة الطبقات التى يمر خلالها الماء.

ورغم أن الأراضى المحيطة بالبئر أراض ملحية تحتوى على نسب عالية من أملاح كلوريد الصوديوم بجانب طبقات الجبس المنتشرة على سطح التربة، مما يعوق استغلال تلك الأراضى للزراعة، فإن هناك أراضى جيدة تبعد عن البئر بحوالى ٣٠ كيلومتراً، ويمكن استغلالها زراعياً، وقد تم أخذ عينات من قطاع تلك الأراضى للتحليل، ويوضح جدول ٢ تحليلا لقطاع التربة، إلاّ أن قطاعا واحدا لا يفى بالغرض ويمكن عمل حصر تصنيفى للأراضى فى المنطقة المذكورة لتحديد مدى صلاحيتها للزراعة.

كما توجد بئر أخرى بالمنطقة إلاّ أنها مغلقة وبها تصدع خفيف طرأ على تكسيتها الحديدية، وبدأ يتسرب منها الماء، ولذا فإنه تعذر أخذ عينات للتحاليل لعدم تمثيل العينة لمياه البئر تحت هذه الظروف، ولذا فإنه يمكن فتح البئر وتقدير تصرفة وتحديد درجة ملوحتها لتكون مكملة للعين السخنة كمصدر للمياه فى المنطقة.

إن أى تأخير فى استغلال تلك المياه يعتبر إهداراً لثروة ممكن استغلالها، وتعود بالنفع على المنطقة كلها، خصوصاً أن المنطقة تعانى من نقص شديد فى مياه الشرب، وأقل استغلال حالياً هو عمل محطة لمياه الشرب يكون مصدرها العين السخنة، بعد تحليل مياهها بكترولوجياً لتمد منطقة مطروح بالمياه العذبة، بدلا من محطات تحلية مياه البحر، التى تعتبر إلى الآن مكلفة للغاية، كما يجب دراسة البئر من الناحية الهيدرولوجية لحساب معدل تصرفها اليومى ومخزونها من المياه حتى تكون الدراسة كاملة.

مُعِد التقرير لـ«المصرى اليوم»: لم أتوقع تجاهل توصياتنا حول استغلال

«العين» .. وسكرتير عام «مطروح» رفض توصيل مياهها للمحافظة بسبب «١٧ مليون» جنيه

أبدى الدكتور محمد عبدالمحسن خليل، المدير الأسبق لمعمل بحوث الأراضى الملحية والقلوية بالإسكندرية، غضبه الشديد مما وصفه بـ«تقاعس» الأجهزة التنفيذية بالدولة عن تنفيذ توصيات التقرير الصادر بشأن «عين كيفارة»، مؤكداً أنه «فوجئ» بما كشفت عنه «المصرى اليوم» حول بقاء الوضع كما هو عليه فى هذه العين، منذ صدور تقرير اللجنة فى نوفمبر ١٩٨٥.

وقال خليل- فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»: «أولاً ليس لى الحق فى التعليق على الوضع الحالى لأننى أصبحت غير مسؤول الآن، حيث خرجت على المعاش منذ فترة، ومن ثم فمن الناحية الوظيفية هناك من هو أصلح فى الرد على الموضوع». وأضاف: «هذه القصة بدأت حينما وردت معلومات للدكتور يوسف والى وزير الزراعة وقتها، عن هذه العين، فشكل لجنة برئاسة الدكتور عادل البلتاجى، الذى كان يشغل منصب المنسق العام لمشروع الأراضى القحلة آنذاك، والذى بدوره أوفد لجنة مُشكّلة من الدكتور حسن إسماعيل، مدير عام قطاع الزراعة بمطروح وقتها، إضافة إلى مجموعة فنية تابعة لمشروع الأراضى القحلة، إلى العين السخنة (كيفارة)، حيث أجرت دراسات عليها، وجاءتنى بالنتائج، التى بناء عليها أعددت هذا التقرير».

وتابع «خليل» - الذى يعمل حالياً أستاذاً متفرغاً بالمعمل: «بعد عودة اللجنة من العين طالبنا باستغلال مياهها بشكل أمثل من خلال توصيلها إلى مطروح، خاصة أنها من المحافظات التى تعانى ندرة مائية، وكان سكانها فى هذا الوقت يشترون المياه بمبالغ كبيرة، فعرضنا الأمر على اللواء يوسف الشامى، محافظ مطروح آنذاك، لكن أذكر أن سكرتير عام المحافظة فى هذا الوقت رفض بدعوى أن هذا المشروع سيكبد ميزانية المحافظة ما يقرب من ١٧ مليون جنيه، وهو ما لم تستطع المحافظة تحمله أيامها، فاكتفينا بما جاء فى نص التقرير».

وجدد «خليل» تشديده على ضرورة استغلال هذه المياه، مؤكداً أنها «أنقى» من مياه نهر النيل، وأن عدم الاستفادة منها ومن التربة المحيطة بها، يتسبب فى تحويلها إلى مياه «أشد ملوحة» من البحر المتوسط


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 15, 2011 9:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2008 12:00 pm
مشاركات: 1777
«المصرى اليوم» تكشف مفاجآت جديدة حول «نهر» الصحراء الغربية (3 -3)

http://www.almasryalyoum.com/node/437873

قادته «الصدفة» لاكتشاف بئر جوفية، ظن فى البداية أنها يمكن أنها تساهم فى تعمير وتنمية بقعة صفراء فى قلب الصحراء الغربية، لكن بمجرد ذهابه إليها ورؤيته للكم المائى الهائل الخارج منها، وربطه لخواص هذه المياه بأخرى خارجة عن أكثر من بئر على مسافات ليست قريبة، وجد نفسه أمام كشف قد يساهم فى حل أزمة المياه ليس للبقعة الصحراوية المحيطة بالعين، وإنما لمحافظة أو أكثر.

المهندس محمود هنداوى، الذى شغل منصب مدير مديرية الزراعة فى مطروح خلال حقبة الثمانينيات، وضع فى مخيلته أنه بمجرد أن يلتقط صوراً وفيديو لتدفق مياه هذه العين بغزارة، وهى تخرج منذ ما يزيد على 50 عاماً دون توقف، تخيل أن ما يحمله سيلقى اهتماما «بالغاً» من المسؤولين، خاصة فى مجال الزراعة والرى، إلا أن عدم الاهتمام الذى قابله، والذى أدخل «اليأس» فى نفسه، كان غير متوقع، خاصة عندما عرض الفكرة على الوزير كمال الجنزورى، الذى قال إنه «انشغل بأكل اللب»، وقتها.

المهندس هنداوى يروى لـ«المصرى اليوم» تجربته مع ما وصفه بـ«النهر الموازى» للنيل، الذى قادته الصدفة لاكتشافه، ويسرد محاولاته العديدة لجذب اهتمام المسؤولين إلى «عين كيفارة»، التى قال إن مياهها أعذب من مياه الصنبور، فإلى نص الحوار:

■ بداية.. أنت لست من أهل مطروح.. فكيف ومنذ متى جئت إليها..؟

- بعد تخرجى فى كلية الزراعة جامعة القاهرة، التحقت بالعمل فى وزارة الزراعة، وبمرور عام واحد أردت تحسين وضعى المالى فذهبت إلى السعودية أربع سنوات، ووقتها توترت العلاقة بين مصر والمملكة بعد إهانة عبدالناصر، الملك فيصل، حتى إن مديرى السعودى نصحنى بأن أُقدم استقالتى، وأعود إلى بلدى، وهو ما فعلته، خاصة بعد أن تحولت مصر إلى الاشتراكية.

وقتها ذهبت إلى وزارة الزراعة وقابلت أمين مخزن وحدة الجراد التى كنت أعمل بها قبل سفرى، وكتبت طلبا للانضمام إلى الاتحاد الاشتراكى، لكنهم رفضوا عضويتى لأسباب وصفوها بالخاصة، كما أبلغونى أننى أصبحت معزولاً سياسياً، بدعوى أنه تم اعتقالى أنا وأصدقائى بعد الثورة لأننا قلنا إن «شوية عيال» عاوزين يجهضوا محمد نجيب، ووقتها اتهمنا عبدالناصر بأننا شيوعيون وتم اعتقالنا.

وبعد خروجى قابلت مدير الزراعة واقترح علىّ أن أكون مديراً للزراعة فى محافظة مطروح، ووقتها كنا نسمع عن مرسى مطروح على الخرائط فقط، فقررت الذهاب إليها كى أرتاح بها لفترة قصيرة، وبالفعل استمررت هناك أكثر من 3 أعوام، وعدت كى أتابع عملى الأساسى فى قطاع الجراد بالقاهرة، لكنى فوجئت بارتفاع رهيب فى أسعار الشقق، فقررت الذهاب دون عودة لمطروح.

■ علمت أنك استقلت من عملك فجأة رغم أنك كنت اقتربت وقتها من بلوغ سن المعاش.. فما الأسباب؟

- استقلت بسبب المشروع الألمانى لتطوير قرية «القصر» زراعياً، والذى تم رصد ميزانية له بلغت 14 مليون دولار، وكان القائمون على المشروع إسرائيليين، وهذا الأمر أثار استيائى الشديد، والذى بلغ ذروته حينما أجبرنا محافظ مطروح وقتها على الاحتفال بعيد ميلاد أحد هؤلاء الإسرائيليين المشرفين على المشروع، لكنى تحملت، ورغم ذلك كان من الواضح أنهم كانوا يريدون إبعادى لأسباب تتعلق بالتلاعب بالميزانيات المرصودة للمشروع، فقاموا بتهميشى وانتداب وكيل زارعة جديد على درجة مدير عام للزراعة بالمخالفة للوائح، لأنهم انتدبوه لدرجة وظيفية أقل، وهنا تقدمت باستقالة مسببة لم يجرؤ أحد على التحقيق فيها، فـ«صهينوا» عليها، لكن ما أحزننى هو أن أصدقائى تآمروا علىّ وبالفعل لم يحدث أى تطوير إلى الآن اللهم سوى بعض الشتلات التى كانت موجودة فى الأساس فأين ذهبت ميزانية التطوير؟ وذلك ما أكد اعتقادى أن الغرض من تهميشى كان بسبب التلاعب فى الميزانيات المرصودة للمشروع.

■ دعنا ننتقل إلى قصتنا الأساسية، وهى بئر كيفارة.. فما قصتك معها، وكيف علمت بوجودها؟

- كان عملى الأساسى فى وزارة الزراعة هو مقاومة الجراد الصحراوى، كما كنت أعمل فى مديرية الزراعة بمحافظة مطروح بجانب وظيفتى الأصلية وكنت أعرف مثل الجميع أن العين السخنة فى البحر الأحمر، إلا أنه كان هناك كثيرون من أبناء مطروح يؤكدون وجود عين سخنة أخرى فيها بمكان ما فى الصحراء الغربية، وتعجبت للأمر كثيراً، خاصة أن الجميع يؤكد وجود تلك العين، إلا أننى لا أعرف عنها شيئاً، أثار الموضوع اهتمامى جدا وأردت رؤيتها إلا أننى تخيلت أنها فى أماكن وعرة ويصعب الوصول إليها ولذلك لم أذهب. ولكن بعد فترة طلب منى أحد الأشخاص الذين يعلمون بأمر العين، استغلال مياهها كمزارع سمكية وذلك بحكم أننى كنت مسؤولا أيضا عن الثروة السمكية فى الوزارة وبالفعل قمت بالذهاب للعين وشاهدتها بنفسى.

■ صف لنا ماشاهدته خلال هذه الرحلة؟

- وجدت العين تقع بين مطروح وسيوة حيث توجد بئر تسمى «بئر النص» بجوارها مدقات باتجاه الشرق، حيث توجد قرية تسمى أم الصغير يبلغ عدد سكانها 300 أو 400 شخص آخر منعزلين عن العالم نهائيا وهذا العدد لا يزيد ولا ينقص، حيث يولد طفل ويموت آخر، وبعدها بمسافة ليست بالقليلة توجد هذه العين المسماة «العين السخنة»، أو عين «كيفارة».

وعلمت أنه منذ حوالى أربعين عاماً اكتشفت شركة بترول تدعى كيفارة هذه العين بالصدفة أثناء تنقيبها فى الصحراء الغربية، ونظرا لغزارة المياه المتدفقة منها قامت بعمل «حنفيات» ومحابس ضخمة وكانت تستخدمها لإمدادها بالمياه.

■ ولماذا اعتقدت أن تلك العين تختلف عن أى عين جوفية أخرى فى الصحراء؟

- لأنه وعلى نفس خط «عين كيفارة» أو العين السخنة كما يطلق عليها توجد آبار آخرى أقربها للعين بئر تسمى «وادى غزلان» وأخرى تسمى عين «أم الصغير» والمياه هناك بنفس مواصفات المياه التى تخرج من عين كيفارة، مما يؤكد أنه نهر جوفى وليست مجرد عين جوفية عادية.

■ وكيف تصرفت حيال الأمر؟

- بعد مشاهدتى للعين «الموضوع بقى لعبتى» وقمت بمتابعته لمدة 4 سنوات وتوجهت لوزير الزراعة وقتها وكان الدكتور يوسف والى، وتحدثت معه عن قصة البئر فأرسل لجنة من 8 علماء يرأسهم حسن إسماعيل، وزير البحث العلمى الأسبق، وعلماء فى مجالات مختلفة لمعاينة العين.

■ وإلى ماذا انتهت هذه اللجنة؟

- أرسلت لى تقريراً قالت فيه إن المياه أكثر عذوبة من مياه الصنبور، وتخرج بغزارة 20 ألف متر مكعب يومياً، إلا أن التقرير لم يكن على المستوى المطلوب، حيث جاءت به معلومات مغلوطة، فأشار إلى أن المنطقة كانت بحرية فى الأصل، لكن تفجر المياه يدل على أنها تحت سطح البحر، وهى مع رأس منخفض القطارة، فكيف يقول إن المنطقة كانت بحرية!

وما يؤكد كلامى هو وجود قواقع لكنها قواقع «برية» حية إلى الآن، وتقرير مثل هذا يعنى أنهم «مش عاوزين يشتغلوا» ولم يكن هناك اهتمام كاف بالموضوع.

■ وهل عاينت اللجنة الآبار الأخرى القريبة من هذه العين؟

- اللجنة ذهبت بالفعل لمعاينة بئر وادى غزلان، بحكم أنها الأقرب لعين كيفارة أو «العين السخنة» لكنها وجدتها مغلقة فلم تهتم بالتحقق من الأمر ولم يتحرك أحد.

■ وهل لجأت إلى هيئة مياة الشرب أو أعطيت مسؤوليها نسخة من هذا التقرير؟

- بعد معاينتى للبئر كنت أعطى كل مسؤول أتقابل معه ما أمكن من معلومات ومستندات، لكن كلهم كانوا بيدونى «ودن من طين وأخرى من عجين».

وبالفعل ذهبت لهيئة مياه الشرب فى القاهرة، وجاء اثنان من الخبراء فى الهيئة وبعدها لا حياة لمن تنادى.

■ وهل حاولت الوصول إلى أى مسؤول وإطلاعه شخصياً على الموضوع؟

- طبعاً حاولت بشتى الطرق، وأذكر أننى ذهبت أنا وزوج أختى، وصورنا شريطاً كاملاً عام 1983، وعلمت أن هناك مجموعة من الوزراء معزومون لدى المحافظ - وقتها كان اللواء يوسف الشامى - على حفلة فلكلور فى فيلته الخاصة، فاستغللت الفرصة وأخذت الشريط والفيديو وتليفزيوناً وذهبت إليهم، وكانت هناك مجموعة كبيرة من المسؤولين وقتها، منهم عبدالهادى قنديل، وزير البترول الأسبق، وسليمان متولى، وزير النقل الأسبق، وكمال الجنزورى الذى كان يشغل وقتها منصب وزير التخطيط، وقلت لهم «أنا هعرض عليكم موضوع سيكون مسؤوليتكم جميعا نظرا لأهميته البالغة»، وبدأت أشرح الموضوع، وأعرض الشريط وفوجئت بأن الموضوع لم يكن مفاجأة لأحد، حيث قال لى وزير البترول «أحب أصحح معلوماتك، البئر دى بتنتج ألف متر مكعب فى اليوم وليس 20 كما عرضت وقال لى كل المعلومات دى عندنا».!!

■ وهل كان للجنزورى أى تعقيب على هذا الشريط؟

- لم يكن هناك له أى تعليق، لأنه كان منشغل «بقزقزة اللب»، ولم يهتم بالموضوع، فشعرت بخيبة أمل كبيرة لعدم اهتمام أى منهم بالموضوع.

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- فى إحدى المرات كنت أتصفح مجلة لبنانية ووجدت مقالة لكاتب مصرى تتحدث عن خزان جوفى رهيب فى الصحراء الغربية أو بمعنى أصح «نهر نيل» آخر تحت نهر النيل المقبل على السطح ويصب فى البحر المتوسط وجاء فى المقالة أن متوسط تدفق المياه فى هذا الخزان 84 مليار متر مكعب سنوياً، وقال إن فاروق الباز على علم بالموضوع وهو ما جدد اهتمامى به مرة أخرى وذهبت لشخص اسمه عبدالمقصود صبحى وهو صديق مقرب ليوسف والى وكان يطلق عليه «الفتى المدلل» وقتها، وطلبت منه توصيل الشريط للوزير. وبعد فترة ولكى أعرف إذا كان وصل الشريط للوزير أم لا سألته هل فتحت الشريط قبل أن تعطيه للوزير فنفى ذلك فعلمت أنه لم يرسله إلى الوزير لأنه يستحيل أن يعطى الوزير شريط فيديو دون أن يفتحه ليعلم ما بداخله وكنت أعلم أيضا أنه فى حالة ما إذا أعطاه للوزير فلن يفعل شيئاً ولكن كانت مجرد محاولة.

■ وما علاقة فاروق الباز بموضوع البئر؟

- فاروق الباز كان اقترح مشروع ممر التعمير الموازى لنهر النيل وقال إنه سيعتمد على آبار وهو ما يعنى أنه على علم بوجود مياه فى هذه الأماكن عن طريق القمر الصناعى وأجهزة الاستشعار عن بعد حتى إنه فى بداية التسعينيات أتى مجموعة من الخبراء الأجانب وقاموا بعمل دراسات لتعمير الصحراء.

■ وما قصة ما يقال عن أن العين جزء من النهر العظيم فى ليبيا؟

- هناك معتقد بين من يعرف قصة العين يقول إنها جزء من «النهر العظيم» فى ليبيا، وكان دائما كان هناك تساؤل بداخلى وهو من أين أتى الرئيس القذافى بالنهر العظيم؟ وكنت أجد الإجابة تأتى فى ذهنى سريعا: «من هذا الخزان».

فالقذافى حصل على منطقة «جبجوب» مقابل أرض فى السلوم وليبيا تقع على بعد 130 كيلو متراً من سيوة والأرض هناك شديدة الخصوبة لدرجة أن البعض يذهب لها للحصول على الطمى الخصب للأراضى الزراعية والحصول على السماد الطبيعى «الدوبال»، والمعتقد أن النهر العظيم هو فرع خرج عشوائيا من هذا الخزان.

■ خلال جولتنا فى العين لم نلحظ وجود أى ملامح للحياة البشرية، فهل هذه المنطقة يسكنها أى من قبائل البدو؟

- المنطقة التى توجد بها العين هى منطقة تتبع إقليميا محافظة مطروح وهى مأهولة أيضا ببعض السكان ولكنهم معزولون عن العالم بسبب إهمال المسؤولين لتلك المنطقة، حتى الشيخ الذى يقوم بتعليم قاطنى المنطقة عندما سألته من أين هاجر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فرد علىّ قائلا «أظن أنه من المدينة إلى مكة» واكتشفت أنهم منعزلون عن العالم وعرضنا عليهم أن يتركوا المنطقة مقابل إعطائهم ارضاً فى سيوة، ولكنهم رفضوا وقالوا «حنسيب عضمنا لمين» ويقصدون المدافن التى تحوى أمواتهم.

■ من وجهة نظرك لماذا لم يتحرك أحد طوال الفترة الماضية من المسؤولين رغم علمهم بوجود العين وأهميتها كمصدر لمياه الشرب؟

- أنا حاولت أكثر من مرة أن أوصل صوتى لمسؤولين فى الدولة ووزارة الرى ووزارات أخرى وللأسف قابلونى بلا مبالاة وعدم اهتمام بما أقول..

يصمت لحظات قصيرة يجفف دموعه التى بدأت تسيل على وجهه قائلا: لكن لن يصيبنى اليأس، أنا وصلتلكم الموضوع وسلمتكم الراية يمكن حد من المسؤولين يتحرك بعدها، خصوصاً أن مصر مقبلة على أزمة مياه بسبب مشاكل دول حوض النيل.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 49 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط