اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4149 مكان: الديار المحروسة
|
من نفحات العارف بالله سيدي الشيخ أحمد رضوان-رضي الله عنه وأرضاه- هذه الوصية المشرفة بالأنوار، للعبيد الأحرار، والسالكين الصادقين، والمريدين الصالحين. قالها بتاريخ 17من ربيع الثاني عام 1386 هجرية، الموافق 4 من أغسطس عام 1966م بمركز دراو بأسوان، وكتبت علي لسان حضرته مشافهة.
قال رضي الله عنه: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُعطي ثلاثة علوم: *علمُ الشريعة ونشره بين الأمة. *علمٌ خُيِّرَ فيه فأعطاه بعض الصحابة دون بعض. *علمٌ عَلِمَهُ وأُمِرَ بكتمه وهو علم سر القدرة.
وأما علوم العارفين بالله فتؤخذ مشافهة من عارف إلي عارف إلي رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وتفاض عليهم من باب [وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا] {الكهف:65} وهذا علم العارفين؛ ولا يُعطى هذا العلم إلا لرجل طرح الأكوان، وأحب الرحمن، واقتضى بالقرآن، واتبع سيد الأنام. وهذا العارف لو خطرت في قلبه خطرة دون الله تعالى سهوا لتعطل سيره وما كان من العارفين، ولذا يقول سلطان العارفين: ولو خطرت لي في سواك إرادة
علي خاطري سهوا قضيت بردتي
وما ضرَّ السالكَ والذاكر إلا هذه الأمور، فلو قام عابد يعبد بعدد الأنفاس ما وصل إلى المعرفة مادام له قلب يلتفت لغير الله، وعلامة المخذول أن له تمويهات تضحك بها عليه نفسه، فلقد ضل أكثر الناس في زماننا هذا فما بنو سيرهم علي علم وخشية وخوف وحب......
فالخوف يحجبك عن غيره …
والحب يسوقك إليه …........
والعلم يدلك على طريقه.......
وما ضرَّ السالكين في زماننا هذا إلا رؤية أذكارهم مع علمهم، والله مدح عبيدا له وقال في كتابه [وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ]{المؤمنون:60} وعلامة العارف: لا يقف مع علمه، ولذا يقول الله لرسوله العظيم-صلى الله عليه وسلم [قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ] {الأنعام: 162-163 }.
فالاستسلام والرضا شرط في السير، وشرط في الإيمان، وشرط في الإسلام.
فما حرموا من فتح الله تعالى إلا لجهلهم بالعبودية ورؤية أعمالهم.
ومن أخطر ما يكون علي السالك وقوفه مع المنامات، ومن أضرِّ ما يكون الشيخ الجاهل الذي لا يعلم الشريعة! ويَحْرُمُ الأخذُ عنه لأنه يَفتن المريدَ بقوله " أنت منا ونحن منك ". ومن أخطرِ ما يكون على السالك الأماني الكاذبة؛
كما قال سلطان العارفين: رضوا بالأماني وابْتُلُوا بحظوظهم
وخاضوا بحار الحب دعوى فما ابْتَلُّوا
وإن السير إلى الله لابد {فيه} من العلم قبل ذلك-على السالك وعلى الشيخ.
وعدَّ بعض الأشياخ {أن} لابد للسالك من اثني عشر علمًا- {منها}: *علم يوصلك إلى طهارة ظاهرك.
* علم يوصلك إلى طهارة باطنك. *علم يسوق روحك إلى ربك.
* علم ينزه سِرَّك عما سواه. * علم يسوقك بسوط الخوف.
* علم يدنيك من حضرة الشوق. * علم يخرجك من الملك والملكوت.
* علم يعرفك بعالم الجبروت.
والعلوم مائة ألف علم وأربعة وعشرون علما- يعني المقامات التي يصل إليها السالك - فإذا لم يتعلمها لا يسمي عارفا، ولا يصلح لإعطاء الطريق، وهو ضال مضل خائن لله ورسوله. وقد كثرت المشيخة الزائفة في زماننا، وأعطيت الإجازات للدنيا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ومن أراد الله ورسوله بحث عن عالم عارف بالله.
وعلامة العارف أنه: لا يسهو إذا سها الناس، ولا يجهل جمال الله، ولا جلال الله، ولا أيام الله، ولا أحكام الله؛ فإذا كان كذلك وَرَدَتْ عليه الواردات الإلهية، وسقته من ألبان الحضرة الربانية، وجعلته مع الحضرة المصطفوية.
والسير إلى الله ليس بالسهل، وإنما ببيع النفوس والأموال.
من أراد الله فليكن صادقا في طلبه ولا يجهل حكما من أحكامه.
وهذه وصيتي للعبيد الأحرار، وتحذير لأهل البطالة والدعاوى أن تغرهم أنفسهم، لأن القيامة فضاحة تبلى فيها السرائر؛ أي تختبر ويظهر ما في سرها.
نسأل الله أن يساعدنا علي عبوديتنا، وأن يدخلنا في حضرة خاصته بجاه النبي-صلى الله عليه وسلم.
والسلام علي جميع الأمة ورحمة الله
العبد المسئ الذي حطمته الذنوب وأضعفته العيوب
الراجي عفو ربه الفقير إليه أحمد محمد رضوان البغدادي
منقول
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|