بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
الأخوان الفاضلان / يونس العامرى .. وذا النون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أستأذنكما فى كلمة .. هى مجرد وجهة نظر من العبد الفقير .
فبعيدا عن .. الأخطاء الإملائية التى قد تقع لأى منا بسبب سرعة الكتابة .. أو عدم رؤية الحروف على لوحة الكتابة .. أو لأى سبب ... فالمهم هو فحوى الكلام ومحتواه .
وبعيدا عن بعض الألفاظ المستخدمة عند الوهابية والمتمسلفة والشيعة ... فالمهم اعتقاد أفكار هؤلاء أو هؤلاء .. قبحهم الله ... ولكن مع ذلك أقول – ولاحول ولاقوة إلا بالله - :
المسألة الأولى : وهى خاصة بجلوس سيد الأكوان سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على العرش , فتناولها وبسط الكلام فيها مبنى على أمرين :
الأول : ورود وثبوت رواية للسلف بهذا اللفظ . والثانى : صحة الطريق المسند إليها , والتحقيق فيها .
أما الأمر الأول ... فيقول الفقير :
نعم وردت روايات خاصة بجلوس سيد الأكوان سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على العرش , وذلك فى معرض تفسير قول الله تعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) , وهو منقول عن :
1- مجاهد .. أخرجه عنه بإسناده الإمام الطبرى فى التفسير (17/529) تفسير قوله تعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) , وذكره أيضا كل من ابن الجوزى فى زاد المسير , والقرطبى وأبو حيان , والرازى , والشوكانى بدون إسناد , وغيرهم . وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة فى المصنف (7/412) بإسناده والآجرى فى الشريعة .
2- عبد الله بن مسعود ... ذكره ابن الجوزى فى زاد المسير (4/186) تفسير الآية المتقدمة , قال ابن الجوزى : روى أبو وائل عن عبد الله أنه قرأ هذه الآية ، وقال : يُقعده على العرش .
3- عبد الله بن عباس ... ذكره ابن الجوزى فى زاد المسير (4/186) تفسير الآية المتقدمة , قال ابن الجوزى : وكذلك روى الضحاك عن ابن عباس .
4- عبد الله بن عمر ... ذكره السيوطى فى الدر المنثور (6/309) تفسير الآية المتقدمة , وقال : أخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } قال : « يجلسه على السرير » .
فهذا إخوتى الكرام بعض مما وقفت عليه من الروايات المنقولة فى هذه المسألة ... ولست أدعى إحصاءها , ولكنه قدر جهد العبد الفقير, ولاحول ولاقوة إلا بالله .
وهى بدورها تثبت أن ثمة أقوالا قد نقلت عن السلف بهذا الصدد .. وهى خاصة بجلوس سيد الأكوان سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على العرش .
وأما الأمرالثانى ... وهو صحة الطريق المسند إليها , والتحقيق فيها .. فيقول العبد الفقير :
1- أثر مجاهد :
فقد أخرجه عنه بإسناده الإمام الطبرى فى التفسير (17/529) وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة فى المصنف (7/412) , والآجرى فى الشريعة , و أبو بكر الخلال فى كتاب السنة (1/278) عن محمد بن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، في قوله ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال : « يجلسه على عرشه » . ومداره على ليث بن أبى سليم .
يقول العبد الفقير مريد الحق :
أولا : هذا إسناد ضعيف .. مداره على الليث بن أبي سليم , وقد اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك .
قال أبو حاتم ، وأبو زرعة : ليث لا يشتغل به ، هو مضطرب الحديث . وقال أبو زرعة أيضا : ليث بن أبي سليم لين الحديث ، لا تقوم به الحجة عند أهل العلم بالحديث .
وقال أحمد بن سليمان الرهاوي ، عن مؤمل بن الفضل : قلنا لعيسى بن يونس : لم لم تسمع من ليث بن أبي سليم ؟ قال : قد رأيته وكان قد اختلط ، وكان يصعد المنارة ارتفاع النهار فيؤذن .
وأيضا ففيه انقطاع .. لأن ليثا لم يسمعه من مجاهد , لذلك فقد عنعنه . وهو مدلس . انظر : تهذيب الكمال (24/285) وما بعدها , والتقريب (2/48) .
ثانيا : هذا القول منتقد ومهجور ... قال الحافظ ابن عبد البرّ :
مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل ، فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم : أحدهما هذا – يعنى أن الله يجلسه على عرشه - والثاني في تأويل { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ } [ القيامة : 22 23 ] . قال : معناه تنتظر الثواب ، وليس من النظر . انتهى . نقله عنه القرطبى فى التفسير , والشوكانى فى فتح القدير .
ثالثا : قد وردت الروايات الأخرى عن مجاهد بأن المقام المحمود هو الشفاعة .. مشيا منه مع قول جمهور العلماء .
قال الطبري فى التفسير (17/527) : حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى : وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله تعالى ( مَقَامًا مَحْمُودًا ) قال : شفاعة محمد يوم القيامة .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله . انتهى
عذرا لعدم استكمال المشاركة .. فأنا والله فى تعب وإجهاد شديد .. فيتبع بمشية الله تعالى والله أعلى وأعلم
|